الثلاثاء، 9 يونيو 2020

بين الصفحات

بقلم سميرة مسرار


امنحني ترخيصا 
يستهوي همساتي.. 
اعطني مدادا
كي أكتب ما يمليه علي وجداني
من نفحات البوح وممنوع الكلام!
كيف لقلبي أن ينطق  
عن خباياه..
وسيل دمي توقف عن الدوران؟ 
كيف لقلمي أن يكتب  
سطورا..
لساني أصبح عاجزا عن الكلام؟ 
من رماني بين ضفاف المستحيل..
أغرقني.. ولا سبيل..
كيف سأكتب عنه؟
أي قصائد شعر ستطاوعني..
أي موسيقى؟
ضاعت مني الألحان...
كيف سأكتب حبا
يتراقص فوق حروف الجمال ..؟
كيف أنشد أشعارا..
وقلبي تائه بين الدروب؟
لا تماطل.. لا تكابر!
مهما ملئت بماء البعد
فلن تطفأ نار الشوق..
أين أنت يا أستاذ العشق؟
طالبتك لم تؤمن بعد 
بالهوى المكتوب
ولا بالحب المقروء.. 
 لا تسألني لماذا!
بين كتب القانون والدستور 
أستهلك كل المخزون..
راسلتك لعلك تلغي كل البنود 
عشقي يرفض سلطة العقل
عشقي  يكره كل مساطر القانون...!
✍#سميرة

الأحد، 7 يونيو 2020

التشكيل المغربي وسؤال الهوية



بقلم محمد اديب السلاوي


في الحركة التشكيلية المغربية، تنطلق الأسئلة تلو الأخرى، حول العلاقة بينها وبين هويتها الحضارية/ الثقافية. هل هي علاقة فكرية موضوعية متوازنة..؟ أم هي علاقة عشوائية فوضوية.

الذين يطرحون مثل هذه الأسئلة، ينطلقون من فرضية مسبقة، كون العمل الإبداعي التشكيلي، هو عمل ينتمي للفكر قبل أن ينتمي للحرفية، يتأثر بالظواهر والمذهب والاتجاهات والإيديولوجيات والمدارس، يتأثر بالسلبيات والانقسامات والإحباطات، قبل أن يتأثر بالأشكال والرموز والألوان والأساليب الحرفية، أنه عمل إبداعي، يتحرك ضمن فضاء استكشافي/ معرفي، اجتماعي وثقافي/ حضاري، ينطلق من عمق التربة النظرية التي يجد الفنان ذاته وأدواته ومنطلقاته من خلالها.

الذين ينطلقون من هذه الفرضية، لا يجهلون في واقع الأمر، الظروف الثقافية التي تفرز الفنان المبدع، وهي ظروف تتكاتف حولها، شتى أصناف الإحباطات والانكسارات والضغوط، على المستوى الثقافي، الحضاري، كما على المستوى السياسي والاقتصادي، إنهم لا يجهلون أيضا، العلاقات المهزوزة وغير المتوازنة التي تربط الفنان بالحركات الثقافية والسياسية القائمة، وذلك لأن البنية الفكرية الموضوعية لعلاقاته الثقافية والسياسية المتداخلة، هي من صميم وجوده الفني.

ومع أن هذه الإشكالية، قائمة بقوة، فإن عملية البحث عن صيغة التلاحم مع الواقع القائم، قد استطاعت/ تستطيع تحريك الماضي بكل ترائه وتقله في أعماق فناننا المغربي الحديث، بشتى الطرق، لينخرط في حاضر الحداثه والعولمة، عله يأخذ بيد هذا الماضي الكسيح إلى المستقبل الواسع والمبهم.

****
 

يعني ذلك بوضوح أن فن الرسم، هذا الذي يملأ المعارض بصراخ الألوان، هو قبل كل شيء فن للتعبير عن الأفكار والانفعالات، فن للتعبير عن القيم الجمالية، من خلال لغة مرئية ذات بعدين... الأول بصري، وبالتالي فكري، وحروف هذه اللغة وعناصرها الأساسية والبلاغية، هي الخطوط والأشكال. هي البنية والألوان والظلال.
 وقد عبر فنانو العالم، وعبر تاريخ فن الرسم بهذه اللغة عن أفكارهم وقناعاتهم وهواجسهم، قالوا ما أرادوا قوله من والأفكار والنظريات بطرق حسية مختلفة، وعبروا بالألوان والحركات والأضواء والرموز عن القضايا التي شغلتهم أو التي استقطبتهم... على سطوح منبسطة.

 عندما تتحد عناصر لغة الرسم في أنماط تعبيرية، تبدأ الأفكار والأحاسيس في الظهور لتفسير نظرية أو إيديولوجية، بكتابة نص بصري عنها.. لإبراز علاقة بصرية، أساسها الفن والحرية.

 الفنان/ الرسام، في هذه الحالة، ينقل رسالته البصرية بيسر وسهولة كلما تحكم في أدوات لغة الرسم، ينقلها في البداية على شكل خصائص حسية وإمكانيات تعبيرية في حدود نطاق معين من الشكل والأسلوب، ثم تتحول هذه اللغة إلى خطاب مباشر، ذو دلالات وقيم تنتمي إلى المبدع وإلى ثقافته.
 ولربما من أجل تأثير الخطاب التشكيلي على الحياة في الماضي، سيطر عليه أصحاب القرار.
 في الماضي هيمنت القصور والمعابد والقيادات العسكرية على الرسم والرسامين، وأسندت "إليهم وظائف تناسب مهارتهم... وكانت مكانة بعض الرسامين في التاريخ الماضي لأوربا وآسيا العتيقة، تضاهي مكانة العلماء والوزراء وأصحاب القرار والنفوذ.

 وعندما تحررت الفنون التشكيلية من هذه الهيمنة في عصر الديمقراطية، وأضحى الرسام يوقع على لوحاته، ويختار موضوعاته بنفسه، تحول الرسم والرسامين إلى "سوق" المبادرة الحرة، حيث أصبح التعبير من جديد خاضعا للقدرة التعبيرية للفنان، ولمهارته في استعمال لغة الرسم... وأصبح الخطاب التشكيلي ذو اتصال وثيق بالتيارات الفكرية المعاصرة.

 إن الفنان/ الرسام اليوم في العالم الغربي، ولربما في كل العالم، صنع لنفسه مكانة اجتماعية مميزة بفضل النهج الديمقراطي، ويفضل تحرره من قيود الماضي، إذ أصبح يبث خطابه الثقافي والسياسي من داخل صالات العرض الخاصة والعامة، ومن خلال المتاحف والمجلات والصحف، ووسائل الإعلام المختلفة، متفاعلا مع الخطابات الثقافية/ الفنية/ الإيديولوجية الأخرى التي تتفاعل مع المجتمع ومساحاته المختلفة.

 والفنان في عصرنا الحديث، بالإضافة إلى ذلك، أصبح يبحث على المزيد من الإمكانات لتطوير لغته البصرية... يدخل مغامرة الحركة لكي يخرج منها بتجربة جديدة في التاريخ.

 فهل يستطيع الفنان المغربي الانخراط في هذا النهج... وما هو خطابه التشكيلي؟
 وكيف لنا إذن أن نفسر هذه الموجة المتفجرة من الفنون التشكيلية الحديثة في المغرب؟
 هل تعبر هذه الموجة عن شيء معين، هل تعبر عن مرحلة معينة؟ هل تعبر عن سعة أفق الفن المغربي الحديث، واستعداده للدخول في مغامرة البحث والاكتشاف الحضاري أم أن هذه المعارض الاحتفالية المنظمة بكل الجبهات لا تعبر عن شيء... ولا قيمة لها؟

 قبل أي محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة، لا بد من الإقرار أن هناك أكثر من تناقض أساسي يقوم بين الفن التشكيلي المغربي، وبين مفاهيمه الفكرية/ الثقافية/ الحضارية، بين الفنان التشكيلي ودوره. فهذه الحركة المتفتحة على كل الجبهات وبكل المدن، على الرغم من اتساعها وانتشارها الواسع، فإنها ستظل حركة بدون إيقاع فكري، وأحيانا وفي الكثير من الجهات بدون انتماء، إنها أزمة.
لقد ولد الفن التشكيلي المغربي الحديث، في أحضان التحولات التاريخية/ الحضارية/ الاجتماعية التي اجتاحت المغرب والعالم الثالث والوطن العربي في العقود الأخيرة، وبقي هذا "المولود" على هامش الثقافة الوطنية لفترة طويلة، دون أن يتجذر بمفهوم شمولي في طموحاته، خاصة وأنه أي الفن التشكيلي –بقي لصيقا بأفراد ينتمون لطبقات معينة، ولم يستطع- من خلالهم – فرض نفسه على القيم  الثقافية السائدة، ولا على الصراعات الفكرية التي تسيطر على الساحة الثقافية، إنه –بمعنى آخر- بقي على الهامش، يظهر ويختفي...

ليس غريبا إذن أن يكون ذلك هو الوضع الطبيعي للفن التشكيلي على الساحة الثقافية المغربية أن الثقافة بمفهومها التحولي الواسع مازالت على هذه الساحة هواية خاصة لأفراد مميزين، ومن ثمة لم تستطع هذه الثقافة أن تطرح بشكل جدي وموضوعي المشاكل المتعلقة بهذه الثقافة بقيمها الجديدة، مازالت بدعة. وستبقى هكذا إلى أن تحقق ذاتها، وتخرج من نطاق "الهواية" إلى نطاق الاحتراف، حيث تتمكن من المشاركة والقرار والانتاج والتفاعل.

إن المثقفين (والفنانين فصيلة هامة من لحمتهم) فئة تتوفر بشكل عام –على الوسائل التي في استطاعتها ربط التجربة المجتمعية برصيد التجارب التاريخية، وإعطاء هذه التجربة صياغة إبداعية/ موضوعية لإلحاقها بركب الحضارة الإنسانية، لذلك فإن مجالات الإعلام والسياسة والتربية والتعليم والإدارة، هي المجالات الطبيعية لنشاط المثقفين في كل الأقطار والأمصار التي تؤمن بفعالية الثقافة، مادامت هذه المجالات هي القنوات الأكثر نفوذا في التغيير الاجتماعي والحضاري.

وإذا كنا في المغرب الأمازيغي/ العربي/ الإفريقي لا نحس بثقل مشاركة الثقافة والمثقفين في عمليات التغيير القائمة، ولا برصيد التجربة والعمل الثقافي في هذه العمليات، فلان الثقافة لا حول لها ولا قوة في مواقفها، ولأنها شبه غائبة عن هذه المواقع.

يعني ذلك أن الفن التشكيلي المغربي الذي ينتمي ماديا وموضوعيا إلى الثقافة وساحاتها الواسعة التعدد، قد تكون مشاركته في عمليات التغيير، وفي قنوات التغيير منعدمة، ليس فقط بسبب تبعيته لثقافة مغايرة، ولكن أيضا بسبب القلق والتشرد الذي يطبعه في النقد والتنظير... والتوجيه والمتابعة.

 إن غزارة الانتاج التشكيلي بمغرب اليوم، وحركة المعارض الجماعية والفردية المتصاعدة كحركة انتاج ينحصر جله في المدن الكبرى والمركزية، يصبح من السهل على المتتبع لهذه الظاهرة أن يتسائل كيف تؤدي الفنون التشكيلية المغربية وظيفتها الاجتماعية، والثقافية والجمالية..؟ وما هو موقعها من الصراع الثقافي الدائر في المحيط المغربي/ العربي/ الإفريقي/ العالمثالثي، بين ثقافة تريد أن تكون مغايرة، وأخرى لا تزال تحنط جسدها المترهل بأدوات وأساليب ورؤى الماضي..؟

 والحقيقة، أن الأسئلة التي يمكن أن تطرحها هذه الظاهرة عديدة ومتنوعة ومتشعبة، وكلها تحمل أجوبتها في ذاتها، باعتبار أن الصراع الثقافي المشروع، يكاد ينحصر في الجانب الفكري/ الأدبي/ الإيديولوجي، حيث تقف الفنون التشكيلية المغربية حتى الآن (ترفا) بريئا وعذريا، رغم أنها ليست بعيدة عن المواجهة وعن الصراع الذي تخوضه الثقافة المغربية عبر قنواتها وأدواتها الأخرى.

 وبعيدا عن التنظير، يمكن التأكيد، إن الفن التشكيلي المغربي بكل اتجاهاته، ومدارسه ومعارضه الجماعية والفردية، وتظاهراته الوطنية والقومية والدولية، مازال ثقافيا، ينحصر في أفق ضيق، نتيجة عدة معطيات موضوعية، أهمها انعدام الوعي النظري لدى الفنان المغربي، وانعدم الحوار الجاد والمسؤول بنية وبين محيطه الثقافي/ الاجتماعي، الذي من شأنه أن يطرح القضايا والمشاكل والمعضلات والظواهر التي تنشط تحت وفوق جلد الحركة التشكيلية المغربية، والذي من شأنه أن يضع الحركة التشكيلية المغربية في "إطارها الحقيقي، البعيد عن "النجمية" و"الامتيازية" وما شابه ذلك.

بمعنى آخر، أن الأسماء، والمعارض والتجمعات والاتحادات والجمعيات التشكيلية على تنوع مشاربها واتجاهاتها بمغرب اليوم، ما تزال بعيدة رغم نشاطها الظاهري عن السجال الثقافي الذي من شأنه أن يلعب دوره في بلورة الوعي الفكري والفني للحركة، التشكيلية المغربية وما تزال بعيدة عن الصراعات الصحية التي تخوضها الثقافة المغربية عبر قنواتها ومنابرها وأدواتها العديدة... وهذا يعني أن خطأ تحييديا يسعى إلى تفريغ التشكيل المغربي من محتواه الفكري/ الثقافي، الفاعل والمؤثر، لوضعه في خانة نخبوية بعيدة عن التفاعل والصراع.

كيف لنا إذن أن نتنبأ بازدهار موضوعي للحركة التشكيلية المغربية…؟ وكيف…؟

لا للعنصرية

اه..أتسمعني
 انا الذي احترقت روحي
 ويداي تلوح...مستنجدة
 تحاول عبثا ان تبعدك

اه ..اتسمعني..
انا الذي اصرخ بصمت 
وعيناي مفتوحتان...
انظر بإمعان...
لا أرى  الا رجالا  مرضى

توحدوا  على الظلم ..
يتحركون بكل قسوة ..
ينفثون في الهواء
 بدل العدالة .. سما....

و تهب رياح  الاشواق 
تتمايل كبدي جريحة
 على اغصان الزيزفون
توقد مراجل الحنين ..
ومهرجانات للحرية 
على الاسفلت تجف انهاري.
. تهاجر  روحي..
طيور البجع ترحل عن بحيراتي...

لا تغرب الشمس هذا المساء
لكن ليل العتمة آتى 
يزحف رويدا بالامي

 تكبر ظلال أوجاعي 
تكبل  باعماقي  امنياتي  .. 
تتخثر دماؤك بعروقي
قد مات  ظميرك..

 تستبيح  أنفاسي 
 اختنق قهرا 
بح صوتي 
وانت اخي لا تتراجع...

غلك يصبح اقوى ..واقوى
وروحي  تحت ركبتيك تتهاوى
عمدا تغتال عمري
عمدا .....لا تتراجع ...

اه..أتسمعني
 انا الذي تحترق روحي
 ويداي تلوح...مستنجدة
 تحاول عبثا ان تبعدك

اه ..اتسمعني..
انا الذي اصرخ بصمت 
وعيناي مفتوحتان...

انظر بإمعان...
لا أرى  الا رجالا  مرضى
توحدوا  على الظلم ..

يتحركون بكل قسوة ..
ينفثون في الهواء
 بدل العدالة ..موتا....

تقتلع الورود من بساتيني
تنثر رصاص احقادك  على فرشاتي
تسحق بعدوانيتك احلامي.
تعدمني.. 

غصة في حلقي
 تتورى بعيدا كلماتي

 ارخت جناحاها تعاند
 بالوان الطيف حروفي
تعشق الحياة واحلامي

 تشجب بشدة.... عنصريتك ..

جميلة محمد 
لروح ادم Adam
لا للعنف ..لا  للعنصرية

السبت، 14 مارس 2020

بقلم االناقد مجد الدين سعودي

الديوان الشعري (حقائب الأوجاع) للشاعرة جميلة محمد: ( رصد لأوجاع الوطن العربي)
-----------------------------------------------------------------------------------------

مجدالدين سعودي – المغرب
--------------------------------

القسم الأول
----------------

في الإصدار
----------------

صدر للشاعرة جميلة محمد ديولن شعري بعنوان (حقائب الأوجاع) ، وهو ديوان طويل يضم 90 قصيدة ... (2)
---------------------------------------------------------------------------------------------

في العنوان
--------------

في مداخلة لها أكدت الشاعرة جميلة محمد ان حقائب الاوجاع هو بمثابة حقائب حياة تغتزل اوجاع أمة بأسرها ..في تماه للشاعرة مع محيطيها وتأثرها بقضايا مجتمعها و كل مجريات الأحداث حولها .ومدى فعل صور البشاعة التي سيطرت لسنين على واقعنا واعلامنا فأدمت قلوب الشعوب من الماء الى الماء .قضايا الطفولة المعذبة والأمهات .المهجرة و المدن المقصوفة و الاوطان المتفككة ..منددة بهذا الانحطاط .والسقوط الحر .وتسترسل الشاعرة مؤكدة على أن من تلك الحقائب” حقائب نون النسوة “بكل أحلامها وأمالها وآحباطاتهاإلى حقائب الإيمان والإرهاب والتعصب والتطرف والمذهبية التي لا تمت لإسلامنا السمح بصلة إلى منجاة الله و التوبة والمغفرة والرجوع الى المولى ..في قصيدة همس الليل ..حيث تقول في نهايتها .ما أجمل الرجوع إليه …فتقدم حقائب الأوجاع على أنها حقائب حياة بكل احبتطاتها ..واحلامها وكبواتها ..
أما محمد الملواني فيقول: (( وبالعودة إلى ديوان حقائب الأوجاع من حيث بناؤه وتركيبه ، نلاحظ أن الشاعرة وظفت في العنوان تركيبا إضافيا فالحقائب أضيفت إلى الأوجاع ، وفائدة الإضافة عموما عند النحاة : التعريف والتخصيص والتخفيف ، أما من حيث الدلالة فالحقائب أضيفت إلى الأوجاع ، تركيب صدره جاء جمعا ، وعجزه أتى جمعا ، وكأن الحقيبة الواحدة لا تكفي ، فاستعارت الحقائب في صيغة جمع التكسير ، وهو كل جمع تكسرت صورة بناء مفرده ، فما الذي تكسر في الديوان ؟ أو في تلك الطاقة الفاعلة فعلها في الكتابة ؟،
إنها الأوجاع التي لا تكفيها حقيبة واحدة ، ومن هنا نستقرئ أن الشاعرة جميلة محمد تحمل أوزار من تكتب من أجلهم ، إنها سيزيف زمانها تحمل صخرة الأوجاع، فتصبح هذه الصخرة باعثا على قول الشعر ، قصائد توثق من خلالها تجربة شعرية مليئة بالإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر بل تجاه الآخرين ، تتوجع لوجعهم وتئن لأنينهم ، وتتضرع خاشعة عسى أن يخفف الله حملهم ...1))
--------------------------------------------------------------------------------

في الغلاف
------------

يقول محمد ملواني : (أما صدر اللوحة فهو وثيقة تاريخية للدمار والخراب بفعل الحروب ، وفوق هذه الوثيقة اسم الشاعرة وبيان الجنس الأدبي : " ديوان شعر "
وعلى ظهر الغلاف صورة للشاعرة ومقتطف من قصيدة برلمان الطفل ....1 ))
--------------------------------------------------------------------------------------------

القسم الثاني
---------------

1 عشق
---------

تمتاز كتابات الشاعرة جميلة محمد ببساطة التعبير والالتجاء الى لغة شفافة للتغبير عن المظاهر والمشاعر الانسانية بحس شفاف ومعبر .
في قصيدة ( يا حب العمر) ، تلتجئ الذات الشاعرة الى البوح المباشر والعميق ، فتقول:
(يا حبا أماتني وأحياني
يا عشقا أذاب روحي وأدماني
يا لحنا صاخبا في جوارحي... الصفحة 69 )
ووبلغة العتاب تواصل :
(الشوق اليك قهرني وأعياني
كلما دنوت ابتعد طيفك وودعني ... الصفحة 69 )
هو عشق الروح للروح المحضة ، لهذا تقول الذات العاشقة في قصيدة (حديث الصمت ) :
(بكل وجدانه
بنظرة حارقة من عينيه
بنبرة ملتهبة في صوته
من رجف شفتيه
عانقتني جوارحه
أحاطتني روحه
غمرني عطره ... الصفحة 112 )
قصيدة (جمر النار) 123 :
وفي عز الوله والعشق ، تكون مناجاة الذات العاشقة في قصيدة (لا تطفيء شمس هوانا)  على الشكل التالي:
(لا تطفئ شمس هوانا
دع أنوارها في الحنايا تسري
ارحم القلب اليائس الحزين
في بعدك مكتو بنار الغدر ... الصفحة 136 )
وكذلك :
(على نبض الوحدة والأرق
بالليالي الطويلة يحيى بالأمل
أن يعانق همس فؤادك
دفئ أحضانك
فتطويه تحت جناحيك
تنسيه لوعة الهجر . الصفحة 136 )
بينما يكون هذيان العاشق في قصيدة (هذيان) هذيانا بطعم الجنون :
(ربما أهذي
ماذا فعل بي هواك
متيمة أقتفي أثر عطرك
يسري بعروقي
يغزوني
تغريني ، أعشق أكثر ... الصفحة 143 )
-----------------------------------------------------------------------------------------

2 طفولة وأمومة
--------------------

في الطفولة
--------------

يحضر طفل الحجارة ، أيقونة فلسطين واستمرار الحلم بتحرير فلسطين وذلك في قصيدة (طفل فلسطين) :
(أنا
تراب فلسطين
وفلسطين وطني ... الصفحة 39 )
وكذلك :
(عظامي ، دمي
ملح هذه الأرض ... الصفحة 39 )
 في اليتم حزن وقصة تراجيدية  وذلك في قصيدة (رسالة عتاب) :
(سألتني يوما المعلمة
ماذا يعمل والدك
ما دراسته ، ما اهتماماته
أحرجتني ، فلت لا أعرفه ... الصفحة 97 )
وكذلك :
(تواترت الأعياد بالآهات والأنين
وحزن دفين ودمع لم يجف
حفر أحداقي بملحه الحارق ولم تأت أنت ... الصفحة 98 )
بينما في قصيدة (على الرصيف) تلخص معاناة الطفل قائلة :
( صبي أنا رأسي انحنى
أمشي فوق النفايات
أبحث عن غد
أبحث عن حياة
صبي أنا ظهري انثنى
أقلب البقايا بحثا عن أمل ... الصفحة 95 )
وكذلك :
( أقلب البقايا بحثا عن أمل
لعبي علبي وزجاجات تجرحني ... الصفحة 95 )
وكذلك :
(ترمقني العيون ، تزدريني
برد الليل يلسعني
أتجمد كميت
حتى تلفحني
بأشعتها شمس الصباح فتوقظني
ليوم جديد من قهر الجوع
والعطش يرعبني
غريب أنا في وطني
لا أحد يعرفني
لا أحد يتذكرني ... الصفحة 96 )

-------------------------------------------------------------------

في الأمومة
-----------

في قصيدة (أمي حبيبتي) ، تحضر الأم في شكل الوطن كما يحضر الوطن في حضن الأم:
( بكل عنايتك غمرتني حتى من قبل مولدي
بمشيمة حبك عشق الحياة أرضعتني
لي ليال العمر سهرت
بجميل الصبر أنت صمدت
أمام صواعق السنين لتحميني
أمي ، يا وطني يا وطن السلام
أحضانك الدافئة ، جنتي . الصفحة 160 )
--------------------------------------------------------------------

3 عروبة وأوطان
--------------------

قصائد الشاعرة جميلة محمد قصائد عروبية حتى النخاع ، لأن كل قضايا الوطن العربي تهمها ، لهذا تقول في قصيدة (القدس لنا) :
( أكسر جدار الخوف
بلاءاتك ينهار جلادك
ارفع بالآذن الصوت
الله أكبر الله أكبر
تسقط ظلال الصمت ... الصفحة 35 )
وتواصل :
(نرتفع الى السماء
كرامة – كبرياء وعزة
نرتفع الى السماء
أرواحا – شهداء ... الصفحة 35 )
 بينما في قصيدة  (حلب) ، تلتقط كاميرا الشاعرة أوضاع الحزن والدمار :
( من حارات حلب
أقطف لكم ورود الزمن البديع
باقات الرصاص وروائح الموت
حولي الحطام والدمار ... الصفحة 29 )
وكذلك :
(أبحث عن بائع الأحلام الوردية الجميلة
لعله يشتري مني رصاصتي الفارغة
كل ما أحتاجه
ماء ورغيفه
وأن لا تباغثني وأنا أحلم
قذيفة . الصفحة 30 )
وفي قصيدة (برصاصتي)، يهيمن الرصاص والأنات:
( برصاصتي أعزف على قيثارتي
أعد على أناملي رفات الشهداء
أعد ما فات من حياتي
ألملم الشتات في مفكرتي
أحذف الآهات والأنين
أحذف كل ليال
الخوف والنحيب من ذاكرتي
أسقط كل الحصارات
عن دمشق والموصل
عن غزة والضفة
عن بنغازي وصنعاء ... الصفحة 31 )
---------------------------

الأوطان :
------------

في قصيدة  (وطني)، يظهر جليا الحنين للزمن الماضي:
(يهزني الحنين والشوق الدفين
وأنا أمشي بين دروبك
أنتشي بذكريات الصبا
صوت الآذان ،أفراح الجيران
والهدايا بالناي والطبل ... الصفحة 43 )
كما تتشبت بحب الوطن وذلك في قصيدة (أحبك وطني) :
( أحبك وطني كل يوم أكثر
أحبك كما أنت ولا أكثر
يا عشقي الحلال يا وطني الكبير
يا وطن السلام والجمال والجلال
أحبك وطني كل يوم أكثر
كما أنت ولا أكثر ... الصفحة 46 )
وكذلك :
( أحبك وطني كل يوم أكثر
أحب كل حجر فيك وكل أثر
أقبل كل نخلة فيك وكل شجر... الصفحة 48 )
------------------------------------------------------------------------

4 ذات متشظية
---------------------

في قصيدة ( أرق) ، تعيش الذات الحزينة أرقا كبيرا :
(أعلن يأسي أمام أمواج الظلم وانبطاحي
لعباب الغدر والخيانات
لقوافل النفاق والمراوغات
لأحبال الأقنعة الكاذبات
تسقطها أنوار الشمس
تلملم راحة أذيال أشعتها
الباهتة على استحياء ... الصفحة 108 )
ويتواصل الأرق :
(ترتاع العتمة لحظة الغروب
في غيم الشتاء وتسطو
تعلو أطياف الظلام
تستحوذ على المكان
البشر ، الزمان والأقلام
تعمى البصائر
تتيه بنا بعيدا عن مرافئ الأمان . الصفحة 109 )
تتساءل في قصيدة (هروب الى الايجابية):
(كيف أكون إيجابية؟
كل ما يجري حولي وحشية وهمجية ... الصفحة 113 )
وتلخص هذه الحالة البئيسة في مجموعة من الأوصاف نختار منها العبارات التالية :
( تجويع البشر ، ذبح ، تنكيل وتقتيل الأطفال ، ترحيل الأمم ...)
في قصيدة ( أحمال زمن المر) ، يكون الحمل ثقيلا :
(حملت أحمالك يا دنيا على ظهري
كلما زدت صبرا على صبري
زدتني قهرا على قهري
كسرت أنفتي وعزة نفسي... الصفحة 130 )
وفي قصيدة (بقايا صور ) تقول :
(وحدي أعود كل مرة
أحيى على الذكرى
وحدي أمشي بلا هدى
أتحسس في كل الأماكن
بقايا صورنا المأثورة
تغيب أنت أتبعثر أنا... الصفحة 142 )
-----------------------------------------------------------------------------------

5 تجليات
-------------

تفاؤل
--------

رغم الأهوال والأحزان ، فالذات الشاعرة تبقى قوية ومتشبتة بالأمل ، كما نجد في قصيدة ( معزوفة التحدي) :
(أعزف على الجراح
أنثر على الأنقاض هوى التحدي
ابعث من تحت الرماد حياة الزهر
أرقص على الأوجاع رقصة النصر
رقصة التحدي ... الصفحة 33 )
وبلغة معبرة وقوية ، تقول في قصيدة (شعاع النور ) :
( كسر قيدك كفاك بكاءا
كفاك ترددا
كفاك انكفاءا
كفاك تحسرا على من عانقوا القبور ... الصفحة 122 )
وكذلك :
(قم من تحت هذا الرماد
تمسك بشعاع النور
هيا قم
أخرج من غياهب عجزك ... الصفحة 122 )
وكذلك :
(هيا قم الى الأمام
تطلع الى العلا
دع حلكة هذا الظلام
انطلق الى واسع النور . الصفحة 122 )
-------------------------------------------------------------

حروف
--------

الشاعرة جميلة محمد مهووسة بعشق الكتابة ، لهذا تقول في قصيدة ( أنا وحروفي) :
(بين حروف ضادي وبيني
أسرار عشقي القوافي تكبر ... الصفحة 84 )
وكذلك :
(ألحان كلماتها تسلبني ارادتي
تحملني الى عالم الدهشة والخيال
أدفن رأسي بين سطورها
من روحي أنفخ فيها تنطق بهوسي
أغرق عميقا فيك بوجداني بعقلي وقلبي ... الصفحة 84 )
ولهذا تتشبت بالحروف ، كما نجد في قصيدة ( حروف ضادي) :
(مرضت ، فعادتني في رقادي الطويل وحدي ، حروف ضادي
برسائل في طياتها البلسم الشافي
من ألف الى ياء خططت أبيات التعافي ... الصفحة 93 )
-------------------------------------------------------------------

6 مميزات
-----------

أسلوب جميلة محمد واضح ومباشر تحاول الغوص في كل القضايا التي تعيشها كشاعرة تحيط بها الأحداث والحروب من كل الجهات ، فتتحول كتاباتها الى حقائب أوجاع الوطن العربي ...

-------------------------------------------------------------------------------------
مجدالدين سعودي – المغرب
----------------------------------

احالات
---------------------------------------------------------

1 محمد الملواني : (الحداثة من هدم البناء الى كشف الحقيقة في أفق البحث عن حياة فضلى )
2 ديوان ( حقائب الأوجاع)، الطبعة الأولى 2018، مجلس الكتاب والمثقفين العرب

3 عبد الحكيم قرمان :قراءة موجزة في "حقائب الأوجاع" للشاعرة جميلة محمد
4 عبد المنعم كامل: مقدمة ديوان (حقائب الأوجاع)
-------------------

الخميس، 12 مارس 2020

جميلة محمد


باسم الحضارة ...باسم الازدهار والرقي ..باسم الرفاهية ..والتطور والتصنيع و التقدم و القفزة النوعية ...تدخل الانسان في كل شيء على وجه هذه الارض ..استخرج مافي باطنها وهدم ماعليها ليبني ابراجا وممرات وقناطر .. تستجيب لطموحه و  مصانع تحقق احلامه ...دون الاكثرات للعواقب ..فتغيرت المواسم والفصول  وتقلبت الاحوال الجوية واضطربت ..وتغيرت طبيعة الاحياء ..وتبدلت ..وضعفت مناعة البشر وبنيتهم اضمحلت ..وانقرضت الاف المخلوقات والانواع . و .تشكلت اخرى ...وتشكل ثقب الازون ..وارتفعت حرترة الارض ..ويرتفع منسوب المياه في المحيطات نسبيا ..فتحل تسونامي في اماكن عديدة ..وتتسارع وثيرة التخريب ..
(تلاعبوا بالجينات والموراتات النباتية والحيوانية ..) لنصل الى هذه المرحلة ..

مايحدث ليس بالكارثة بمقارنة مع ما ينتظر عالمنا ..من اوضاع  بيئية كارثية بالفعل ..قد لا ينفع معها التدخل البشري  العلمي ...في مرحلة ما ..
لذلك منذ سنوات طويلة ارتفعت اصوات واعية  محدرة  من اخطار الاضرار بالبيئة و عواقب تخريب الناموس الكوني والتلاعب بنظم الطبيعة ..
مايحصل الان ليس الا ناقوسا للتنبيه بالخطر المحدق بالارض ومن عليها ..يحدر  بجدية من ..ازمة  البيئة ..من ناحية ....
وازمة الانسانية من ناحية اخرى ..فقد تراجعت القيم والمباديء  الانسانية الاممية في وقت  راكمت الدول الكبيرة الاف الرؤس النووية ..كما تراكم الاف البكتريا والاوبئة في مختبراتها ..تدخرها ياترى لمن .؟!!..ما مصير هذه الارض ؟!.اذا ما وقعت بيد قيادات حمقاء لاتقدر العواقب .. 
فهل ستكون  وبالا على البشر .....!!
وهل سيبقى  العالم متفرجا بينما امال واحلام الاجيال القادمة،  رهينة بيد ثلة من  السماسرة والمافبات واللوبيات المتجردة من كل  الصفات الانسانية  البشرية ..لا احد يستطبع ان بخفي القلق والحزن الذي يصيبنا جراء ما نعايشه  هذه الايام ..مع ذلك نتماسك ونتصدى بارادة قوية مؤمنة ان الخير فينا باق وان   اليوم افضل باذن الله ..

صباح يقظة وامل وتفاؤل .. 
.

الأربعاء، 11 مارس 2020

د.رمضان الحضري

الكلمة في الشعر والسرد
والسيناريو
*******
الجزء الأول 
*********
أشد الأعداء ضراوة ، وأكثرهم انتصارا عليك ذلك العدو الذي يكون من داخلك ، فالنفس _ غالبا _ أقوى على الإنسان من أعدائه الخارجيين
والأبناء والبنات أقوى على والديهم من أعدائهما ، ولاتهدم لغة إلا من العاملين بهذه اللغة ، ولا يموت حسن خلق إلا من تخلي أصحاب الخلق الحسن عنه ، فلا يقتل الشعر سوى الشعراء ، ولا يمحو الرواية سوى الروائيين ، ولا يهدم وطن سوى أبنائه .
لست في حاجة لإثبات ماقلته 
 فليس يصح في الأذهان شيء
 إذا احتاج النهار إلى دليل
ولذا فإن الشاعر حينما يكتب نصه الشعري ، فالعدو الأول له هو هذا النص ، وهذا ماجعل بعض الكتاب يقولون إن نصوصي هم أبنائي ( يا أيها الذين آمنوا إن من أبنائكم وأزواجكم عدو لكم فاحذروهم ) .
ماكنت في موقف صعب وأنا أكتب نقدا مثل حالتي الليلة ، فأنا قد حاصرت ذاتي ، وأكاد أقتلها بحثا وفحصا وتنقيبا وتعذيبا ، حيث إن همي يكمن في توصيل فكرتي التي أغرتني وكأنها شيطاني ونفسي اجتمعا على عقلي ليضلاه ، أو ينصحاه بصدق أو بكذب ، لكنني في النهاية عازم على قول ما أفهم عن الشعر في هذه المرحلة دون مواربة أو محاباة ، وقد اخترت نصوصا لشعراء بارزين جدا ومهمين للغاية في المشهد الشعري العربي .
نعم هم شعراء من مصر ، فليس يغني عنهم شعر المغرب ولا شعر الجزيرة ، ولكنهم في الحقيقة يغنون مثلي عن شعر المغرب والجزيرة .
إن الذين يرون أن اللغة كلمات وجمل وحروف وألفاظ وأصوات ، ذلك قدر اللغة عندهم ، فهم يختصرونها في التفاهم والتواصل .
بينما اللغة فيما أرى تشمل حياة من يتكلم بها من عادات وتقاليد وقوانين وميول واتجاهات وأفكار ، وربما اللغة عندي هي أكبر حقيقة مجردة ، لأنها تكشف عن قائلها كشفا تاما ، وبخاصة في الكتابة الفنية من شعر وسرد وسيناريو ومسرح ونقد وغيرها .
فاللغة ليست مجموعة المفردات اللغوية الثابتة في المعجم اللغوي أو المعاجم الشخصية في عقل متكلم ، حيث إنها مجموعة من الترسبات التي حفظت في العقل ليست حسب الاختيار والاصطفاء والانتقاء ، ولكنها حسب الخبرات العادية وغير العادية ، السيئة والطيبة ، المثيرة وغير المثيرة ، وهي التي تبرز تكوين شخصية ما ، ويحكم على العاقل من لغته وعلى غير العاقل من لغته ، فاللغة ضحك وغضب وفرح وحزن وحب وكراهية .
وقد تأخرت قالتي هذه كثيرا ، حيث تدخل أستاذي محمد فياض بعد قراءة قالتي الماضية ، وشرح لي ماوقعت فيه من سلبيات ، وملخصها عدم وضع النقاط على الحروف ، بعدم توضيحي لنقاط جل مهمة ، مع بيان ثبات الأسماء واستمرارية دلالتها القديمة حتى مع اكتسابها دلالات جديدة ، فهي لاتفقد دلالتها القديمة أبدا ، وهذا يعني أن الأسماء مرنة وقابلة للتجدد في ذاتها مع احتفاظها بسلطتها الكلامية التي نزلت بها من عند المولى جل في علاه منذ أن علَّم الله آدم الأسماء كلها ، وربما هذا سر من أسرار العطاء القرآني لكل زمان ولكل مكان ، ولكل حادثة وفعل .
فالكلمة مستمرة عبر التاريخ ، ربما تأخذ دلالات جديدة حسب العصر والمستخدمين ، وربما تبقى في شكلها القديم أو شكلها الأسطوري كما أحب أن أسميه أنا ، لعدم قدرة المستخدم على تطوير الدلالات فيها أو تحميلها بدلالات جديدة .
وحينما يكتب الشاعر نصه الشعري ، فهو يكتبه في مواجهة المجتمع الذي يعيش فيه ، مع العلم أنه سوف يأخذ من هذا المجتمع نصه ، وقد أخذ قبل النص من المجتمع معارفه وأخلاقياته ، وبالتالي فهو سوف يقدم للمجتمع ماهو معروف لدى العامة ، وما هو مبتكر من ذاته ، معروف لدى العامة لأنه سوف يستخدم مادة يعرفها العامة وهي اللغة ، ومبتكر لأنه سوف يعيد تشكيل المادة لتصبح فنا جديدا ، فاللغة في ذاتها ليست فنية ، ولكنها سوف تكتسب فنيتها من مستخدمها ، فمثلا ، حينما يقوم مثّال بعمل تمثال من الخشب ويكون هذا التمثال رائعا ، فإن روعته لم تأت من الخشب المستخدم ، لكن يد الفنان المثال البارع وفكره وعقله وأخلاقياته ومعرفته بالجمال ومعرفته بالذوق العام للمجتمع وثقافته المجتمعية هي التي تدخلت لانتاج هذا التمثال ، فشكل الخشب الجديد في التمثال لم يعد شكل الخشب القديم ، فلو كان التمثال لامرأة فنحن نسمي القطعة باسم جسد المرأة وليس باسم الخشب ، فنقول : أنظر كيف كان رائعا في نحت الصدر ، وكيف كان منسقا في نحت الرأس ، فأطلقنا على قطع في الخشب اسم عضو بدني في المرأة .
فحينما يكتب شاعر نصه فالكلمة تنتقل من معجمه ومعجم اللغة إلى جزء من بناء النص ، نشير إليها على أنها أصبحت عضوا في النص ، وليست مفردة في المعجم الشخصي أو المعجم اللغوي .
والكلمة في المعجم مفردة ، لأنها تحمل دلالة معينة في ذهن صاحبها ، فإذا استخدمها في نص أصبحت ثنائية لأنها تحولت إلى كلمة موجهة إلى شخص آخر أو أشخاص آخرين ، وثنائية الكلمة ليست في فن الشعر فحسب ، بل هي في كل فن وفي غير الفن ، فكل متكلم لابد أن يكون هناك طرف آخر يستمع له مواجهة أو قراءة أو عبر التواصلات المختلفة الجديدة والقديمة ، تهدف الكلمة من المتكلم لإبلاغ المتلقي بما ، متغييا هدفا يبغي الوصول إليه ، في الفن تكمن المعرفة مع الجماليات ، في محاولة للوصول إلى ذلك الـــ ( ما ) .
وسوف أحاول مناقشة النصوص المطروحة من خلال ما أسلفت من رؤى ورؤية جاءت مقتضبة جدا ، شفقة بالقاريء أولا وبنفسي ثانيا ، وأطرح ذلك في غد إن شاء الله وقدر .



‏بربك ..
‏يا وردتي كيف أفعلْ؟!
‏وأنت الجميلة
‏لكن إذا ما افترقنا قليلا ..
‏تعودين أجملْ..!
‏كأن بعينيك معنى فنائي..
‏ومعنى انتشائي ..
‏ومعنى نبيّ بهذي الكواكب ليلا تأملْ..
‏أنا نصف دائرة يا حياتي
‏وعند حضورك أبقى ..
‏وتبقين أكملْ
كأن الحنان الذي في يديكِ
بطعم الأمومةِ
بالقلب أدفا وأشمل
كأن العصافير في الشعر تأوي إليك ..
فتسكن عشا حنونا
وتلمس في هدب عينيك مخمل
‏علاء جانب


  




*************
أدعوكِ امرأةً..
فامتثلي
لخيالي الكاذبِ..
وَاحْتَمِلِي
عِبءَ أصابعيَ
الخرساءِ
أدعوكِ امرأةً
عاريةً..
إلا من معطفِها
الأزرقِ..
مُبْتَلاًّ
بجلالِ الماء
أدعوكِ امرأةً
كاملةً
تتوحَّدُ
فيها الأهواء
سامح محجوب

**********
. " المرأة "
المرأةُ القمر الذي
يضعُ الجمالَ
ويرْتقي
وهْيَ المحارةُ
روحُها أنقى من
الضوءِ النقي
في شعْرِها المضفورِ
بالأحلامِ
يسبحُ زورقي
في صدرها
المعجونِ
بالنّوار
يبدأُ مشرقي
في ثغرها،
في أيكةِ الكروانِ
يحْسُنُ منطقي
في الليل
يمتزجُ الضياءُ
بخمرها
كي يستقي..
كأسًا
ويغْرَقُ بعدَهَا
يا بؤسَ مَنْ لم يغْرَقِ
فهْيَ ابتسامةُ عاشقينِ
على زجاجِ
الدَّورقِ
رُسِمتْ بريشةِ هُدْهُدٍ
يطأُ الوجودَ
وينتقى..
ألوَانَه من جنةٍ
معبودُها لم يُخْلَقِ
علي عمران
***********
يَا أيُّهاَ
الأسَدُ الذي
حَمَلَ الأمانَة مُخْلِصًا
يا سَيِّدَ الشُّجْعانِ
في أعْتَى المَخَاطِرْ
أنتَ
الأمينُ عَلَى الثرَى
منْ كلِّ خَوَّانٍ وَ فَاجِرْ
أطلقْ رصاصَكَ
هَادِرًا
في قَلْبِ مُغْتَصِبٍ وَ غَادِرْ
وَ اكتُبْ بعَزْمِكَ باسِمًا
سَنَرُدُّ كَيْدَ المُعْتَدي
وَ نَصُونُ عَزَّةَ أرْضِنَا
وَ الله نَاصِرْ
سَنَعيشُ
أحْرَارًا يُهَابُ زَئيرُنا
وَ يُرَفْرفُ
العَلَمُ المُعَزَّزُ في السَّمَاءْ
إنَّا خُلِقْنَا
شَامِخينَ نُعَلِّمُ الدُنْيَا الفدَاءْ
عصام بدر
************

على وعدٍ
بألا نلتقي أبدًا
فقد ضاعَ الذي نهواهْ
هو الماضي
وليسَ سواهْ
وآهٍ .. آهْ
على الحُلمِ الذي قد كانَ في يومٍ
وضيَّعناهْ
تَحدّيناهْ
وصدّقنا الذي قلناهْ
وجرَّبناهْ
فلا عُدتِ
ولا عُدتُ
كلانا تاهْ
وصارَ عقابُنا هذا الذي نلقاهْ
أضاعتْ "قيسَها" "ليلى"
وضاعتْ بعدهُ ليلاهْ
سقطنا دونَ أن ندري
فيا ويلاهْ
ويا عشقاهْ
ويا خوفاهْ
خسِرتُكِ دونَ أنْ أدري
ولا أملٌ بأيِّ حياةْ
لذا أدعو على قلبي
بكلِّ صلاةْ
لأني حينَ ضيَّعتُكْ
أنا ضعتُ
بأرضِ اللهْ
أنا "موسى" وتيهي دائمًا أبدًا
وفي قلبي حفِظْتُكِ مثلما التوراةْ
بدأناها بأروعِ قصةٍ خُلقتْ
وها نحنُ
ختمناها
على مأساةْ
#عبدالعزيز_جويدة

الثلاثاء، 10 مارس 2020

صبري علي

**عيد الأم.

واحشاني جدا' واحشاني يامّة..
واحشاني يامّة, ونفسى اشوفك.
واحشاني رقوة من بين كفوفك.
ودعوة حلوة' باسمعها لمّا..
أتعب, أو اسخن,وتجيني حمّة.
وبحسّ باكى..
باسمع دعاكى , وبكلّ همّة :...
"إشفيه يا ربّى, وزيل دي غمّة"
"إشفيه وصونه,واحفظ عيونه"..
"من أىّ حاسد شافه ما سمّى"..
"وفك ضيقه "..
"نوّر طريقه من اي ضلمة".
"دا هوّ سندى' روحى,وكبدى"..
"ولدى,وسعدى,وأحلى نعمة".
واحشانى جدّا ' واحشانى يامّة..
كلّ امّا ازورك ' اسبح فى نورك.!
واشتاق لبوسة منّك, وضمّة.!
واقول يا ربّى :
(يسّر حسابها ,عطّر ترابها)..
(وارحم معاها ' خالة, وعمّة).
واحشانى جدّا ' واحشانى يامّة..
من قلب موتك' شاعر بصوتك.!
بإيديّة لامسك,وف ودنى حسّك!!:
"قوم يا حبيبى ' أنا فى انتظارك"..
"ومحضّرة لك كمان فطارك"..
"بسرعة يلّا ....قوم استحمّى".
واحشانى جدّا ....
 واحشانى يامّة.....


صبري على
مارس17