حوادث مكررة
قتل الموساد الإسرائيلي جمال حمدان بشقته كما قال أمين هويدي ( أحد
أهم ضباط المخابرات المصرية ) ، فلم يكن جمال حمدان كاتبا سياسيا عاديا
إلا عند المصريين ، ففضلت عنه كل الكُـتَّاب ، بل إن زميله في قسم
الجغرافيا والذي حصل على درجة مقبول أصبح وزيرا للشباب ، ولم يستطع
جمال حمدان الحصول على درجة أستاذ ؛ لأن لجنة الترقيات في جامعة
القاهرة رأت أن أبحاثه لاترقى للحصول على الدرجة ، وصنفته هيئة الأمم
المتحدة وهيئة اليونسكو بأنه من أهم مائة مفكر في العالم خلال القرن
إضافة شرح |
الماضي ، لم يملك سيارة ولا حسابا بنكيا ولا ثلاجة ولا تلفزيون ولا تليفون
في شقته بالدقي ، غرفتان وصور معلقة بالدبابيس في الصالة ، وغرفة نوم
ومنضدة عليها كتب وأوراق ، ولا يدخلها إلا أقرب المقربين ، وأظنهم كانوا
في حدود أصدقاء خمسة أو ستة على أكثر تحديد ، كتب استقالته لجامعة
القاهرة فقبلتها الجامعة بكل همة ونشاط ، وعرضت عليه المناصب رئيس
جامعة الكويت ورئيس جامعة ليبيا ورئيس لجنة في اليونسكو ، لكنه كان
يحب مصر أكثر من حبه للانجليزية ( فيلما ) التي أحبها في بريطانيا ورفضت
الحضور معه إلى مصر ، فرفض الزواج ووهب نفسه للعلوم ، ففضح اليهود
وكان في طريقه لفضح الصهيونية واليهود في كتابه الذي بلغ ألف صفحة
وسُرق الكتاب يوم استشهاده قبل الطباعة .
الكتاب الكبار من مصر ثروة أهم من الآثار وأهم من المباني وأهم من كل
الوزراء ورؤساء الوزراء .
الكتاب العظماء هم مصر الحاضر ، هم التاريخ الحي .
ومصر تملك كتابا عظماء كجمال حمدان يسطرون حياة مصر ، ويكشفون
الواقع المصري الحقيقي ، ويرسمون طريق البطولة ، مثل الكاتب العظيم
محمد نبيل ، الذي يكتب ليلا ونهارا وسراً وجهارا ، ويجوب مصر مراراً وتكراراً
للكشف عن بطولات الشعب المصري كله .
د. رمضان الحضري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق