السبت، 31 أكتوبر 2020

د. رمضان الحضري

 حوادث مكررة 




قتل الموساد الإسرائيلي جمال حمدان بشقته كما قال أمين هويدي ( أحد 


أهم ضباط المخابرات المصرية ) ، فلم يكن جمال حمدان كاتبا سياسيا عاديا


إلا عند المصريين ، ففضلت عنه كل الكُـتَّاب ، بل إن زميله في قسم 


الجغرافيا والذي حصل على درجة مقبول أصبح وزيرا للشباب ، ولم يستطع 


جمال حمدان  الحصول على درجة أستاذ ؛ لأن لجنة الترقيات في جامعة


القاهرة رأت أن أبحاثه لاترقى للحصول على الدرجة ، وصنفته هيئة الأمم


المتحدة وهيئة اليونسكو بأنه من أهم مائة مفكر في العالم خلال القرن 

إضافة شرح



الماضي ، لم يملك سيارة ولا حسابا بنكيا ولا ثلاجة ولا تلفزيون ولا تليفون


في شقته بالدقي ، غرفتان وصور معلقة بالدبابيس في الصالة ، وغرفة نوم


ومنضدة عليها كتب وأوراق ، ولا يدخلها إلا أقرب المقربين ، وأظنهم كانوا


في حدود أصدقاء خمسة أو ستة على أكثر تحديد ، كتب استقالته لجامعة 


القاهرة فقبلتها الجامعة بكل همة ونشاط ، وعرضت عليه المناصب رئيس


جامعة الكويت ورئيس جامعة ليبيا ورئيس لجنة في اليونسكو ، لكنه كان 


يحب مصر أكثر من حبه للانجليزية ( فيلما ) التي أحبها في بريطانيا ورفضت


الحضور معه إلى مصر ، فرفض الزواج ووهب نفسه للعلوم ، ففضح اليهود


وكان في طريقه لفضح الصهيونية واليهود في كتابه الذي بلغ ألف صفحة 


وسُرق الكتاب يوم استشهاده قبل الطباعة .


الكتاب الكبار من مصر ثروة أهم من الآثار وأهم من المباني وأهم من كل


الوزراء ورؤساء الوزراء .


الكتاب العظماء هم مصر الحاضر ، هم التاريخ الحي .


ومصر تملك كتابا عظماء كجمال حمدان يسطرون حياة مصر ، ويكشفون


الواقع المصري الحقيقي ، ويرسمون طريق البطولة ، مثل الكاتب العظيم 


محمد نبيل ، الذي يكتب ليلا ونهارا وسراً وجهارا ، ويجوب مصر مراراً وتكراراً


للكشف عن بطولات الشعب المصري كله .



 د. رمضان الحضري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق