الأحد، 28 فبراير 2021

 شاعر من وطني ( حمودة المطيرى ) 



إعداد وحوار حمدي أحمد 

الشعر جمال وغموض محبب يمس القلوب 

الشعر موهبة وإلهام يجذب  حواس الإنسان 

الشعر شلال يتدفق من مشاعر فنان يمس به الوجدان 

أعزائي متابعي لقاء شاعر من وطني هيا بنا ندخل بستان 

ضيفنا اليوم نتجول بين زهور أشعاره 

نستنشق عبير كلماته 

ضيفي وضيفكم اليوم الشاعر  حمودة المطيرى 

  **  في بداية اللقاء نرحب بشاعرنا الراقي :-

... حياكم الله أستاذنا الفاضل وحيَّـا جميع متابعيك الكرام المنتمين لهذا الصرح الأدبي الشامخ .

**  ممكن تعرف حضرتك للقراء ؟ 

 .... اسمي حمودة المطيري شاعر مصري صعيدي النشأة  أعمل كمعلم خبير بوزارة التربية والتعليم  المصرية ‘ متزوج  وأب لثلاث بنات وطفل رضيع .

** بداية مسيرة  شاعرنا الراقي الإبداعية متى بدأت  وكيف كانت البداية ؟

وهل تتذكر أول أبيات لك ؟ 

..... بدأت بداية غزلية شأني شأن الكثير من الشعراء حينما كنتُ طالب بالفرقة الثانية بكلية دار العلوم وكانت أولى أبياتي قصيدة ( رسالة عاشق للسلخانة ) والسلخانة تلك هى منطقة بمحافظة الفيوم وهي الموطن الذى كانت تقطن فيه ليلاي وقد أنجبت تلك المشاعر عن ميلاد ابني البكر ( وغدا تحترق النوارس ) بعد عامين فقط من علاقتي بها وقد تكفلت الجمعية المصرية لرعاية المواهب  بطبع الديوان ونشره  ‘ ومن أبيات هذه القصيدة :

طرقتْ فؤادَكَ في الهوى نجوانُ

فاهتـزتِ الأزهارُ والأغصـانُ

لمَّا رأيتُ على الطريقِ حبيبتي

أقسمــتُ أنِّى عــاشقٌ ولهـانُ

من أينَ تأتى يا ظباءُ سألتُهُ ؟

هــل بلدةُ الفيــومِ أمْ أسوانُ؟

أم كنتَ تقطنُ في النعيمِ أجابني

أرضُ الجمالِ وبلدتي سلخانُ

يا صاحبي تلكَ الفتاةُ حبيبتي

قــدْ زانها إشراقُهَا الفتَّـانُ

القبرُ ينعى في بكائي دائمًا

والطيرُ تشدو فيكِ والألحانُ

سيظلُّ شعري في السماءِ مُحلِّقًا

وإلى الأحبَّةِ واصلٌ ظمـآنُ

جودي على يا فتاةُ بقبلةٍ

إنَّ  العليلَ بشهدها ريانُ

صلَّى عليكِ من الملاكِ جميعِهِم

والــزهرةُ الفيحاءُ والريحانُ

**  يقال بأن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم

والبعض الآخر تكتبه القصيدة

فمن أي الشعراء انت وكيف تولد القصيدة لديك ؟

... القصيدة بدون مشاعر لا قيمة لها ‘ والمشاعر بلا نظم ووزن قد لا تعجب الآخرين ‘ وأنا بين هذا وذاك ‘ فالشاعر الجيد هو الذي يستطيع أنْ يوظف مشاعره ويفرغها في الوقت المناسب .

**  أقرب قصيدة من قلب الشاعر حمودة المطيرى من قصائده 

وهل لها ذكريات ؟ 

... أقرب قصيدة لقلبي قصيدة عامية ( أوعه يامَّه يقولوا ماتت ) ‘ وقد كتبتها بعد وفاة أمي ( رحمة الله عليها ) إثر إصابتها بجلطة جذعية رباعية ... ورغم إيماني بقضاء الله وقدره إلا أنني عاتبت في تلك القصيدة ملك الموت ( لحظة واحده يا ملاك ..أخذت أمي ليه معاك ... ما انت عارف الخير طريقها ..ولا أجيب لك ميت دليل )

**  لكل شاعر مدرسة  ما المدرسة التي ينتمى إليها شاعرنا الراقي ؟ 

....المدرسة الكلاسيكية حيث أنى أعجب كثيرا بشعراء العصر الأموي والذى بزغ فيه كثير عزة وجميل بثينة ومجنون ليلي  وقد ازدهر على يديهم الشعر البدوي العفيف الذي خلا من وحشي الكلام التي سادت العصر الجاهلي .

** الخاطرة والشعر ما الفرق بينهما من وجهة نظر الشاعر حمودة المطيرى ؟ 

... بون واسع بين كتابة الشعر والخاطرة وإن كان كلاهما ينم عن أدب رفيع ‘ لكنَّ مفهوم الشعر ( كلام موزون مقفى يدل على معنى ) وقد كان الأدباء الكلاسيكيين الذين أنتمي إليهم ينظرون إلي الشعراء القدامى نظرة احترام وتبجيل لذلك ساروا على نهجهم وعمدوا إلى محاكاتهم ‘ أما الخاطرة فلفظ مستحدث  مؤنث لكلمة الخاطر ‘ وهي تعبر عن مكنونات النفس البشرية وتتصف بقصرها وإيجازها وهى أقرب ما تكون للشعر الحر والقصيدة النثرية .

** الشعر لسان العرب  ما رأيك في المقولة  ؟

وكيف نعيد  محبى الاشعار للاستماع مرة أخرى للشعراء ؟ 

...  لا يختلف اثنان عن صدق ما تعنيه هذه المقولة ‘ وهل هناك دليل أكثر من أنّ (  القبيلة من العرب كان إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها، وصُنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعون في الأعراس،  لأنه حماية لأعراضهم، وذبٌّ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة بذكرهم، وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم أو فرسٍ تنتج ) 

كما قيل أن الشاعر الجاهلي كان :-  "نبي قبيلته وزعيمها في السلم وبطلها في الحرب " .

...أما عن كيفية محبي الأشعار للاستماع فهذا يتطلب صحوة كاملة من المجتمع المغيب عن التمسك بقيمه وتراثه في ظل اندثار أخلاقي سريع ‘ وظهور كلمات هابطة استطاعت أن تجذب إليها الأضواء لسببين :- أحدهما يتمثل في الاستطاعة المادية للترويج لتلك الأعمال والثاني يتمثل في انحدار الذوق لدى الكثيرين نتيجة الرغبة في التقليد الأعمى للمجتمعات الهابطة .

**  قصيدة قرأها الشاعر حمودة المطيرى وتمنى أن يكون كاتبها  ؟ 

 .... معلقة الشاعر الكبير ( عمرو ابن كلثوم ) 

**  مع الشاعر حمودة المطيرى ثلاث ورقات :- 

ستكتب في الورقة الاولى رسالة  ما هي  الرسالة ولمن ترسلها ؟

 الورقة الثانية نصيحة  ما هي النصيحة ولمن  ؟

الورقة الثالثة  امنية  ما هي الامنية  ولمن تتمناها ؟ 

... أما الرسالة فهي لوالدي ووالدتي :- أطلب منهما السماح وهما بدار الحق ..إن كنت قد قصرت في حقهما ‘ فقد كانا أبوين عظيمين ‘ صنع تجاهنا ما استطاعا من الجهد والعناء .

... وأما عن نصيحتي فهي لكل مبدع :- الأدب أخلاق..  فكن محافظا على المعنى الحقيقي لها .

.... وأما عن الأمنية فأتمنى لكم جميعا دوام الصحة والعافية وراحة البال والتوفيق  والسداد والرشاد . 

** السوشيال ميديا  وسائل الاتصال الاجتماعي  

مالها وما عليها  من وجهة نظر شاعرنا الراقي ؟ 

السوشيال ميديا  ظهرت نتيجة للتقدم التكنولوجي ولا شك أنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الكثيرين ‘ فهى تساعد الإنسان على معرفة الأحداث والمعلومات بطريقة سهلة وسريعة ‘ فلا شك أنها مفيدة كثيرا إذا أحسن الإنسان استخدامها  .

** من يستحق لقب شاعر  ومن هو الشاعر الفذ ؟

من وجهة نظر شاعرنا الراقي ؟ 

... ليس كل من يكتب الشعر يقال عنه شاعر ‘ فهماك الشاعر والمتشاعر والشعرور ‘ بل أن الشعراء أنفسهم ينقسمون إلى الشاعر الخطيب والشاعر المرسل والشاعر الفذ والجهبذ والمغوار والفحل وغيرهم ‘ والفرق بين هذا وذاك يكون في القدرة والموهبة  والصياغة والأسلوب .

** سؤال تمنيت أن أسأله لك وما إجابتك عليه ؟

... كنتُ أود أن تسألني عن أعمالي الأدبية ؟ وهل قامت وزارة الثقافة بطبع شيء منها ؟ 

أما عن أعمالي فهي عديدة منها باكورة أعمالي ( وغدا تحترق النوارس ) ‘ ثم ( صلوات على مياه دافئة ) ‘ ثم ( عندما تزأر الأسود ) وقد كتبت باللغة العربية الفصحى ‘ وهناك ديوان ّ( عيب عليك ) باللغة العامية ‘ وأجهز أيضا لديوان خفافيش الظلام بالعامية ‘ ومع الأسف دور الثقافة في معظم أقطارنا العربية تعتمد على المعارف ومن ثم لم يكن لي بها نصيب .

 وفى ختام لقاء اليوم نشكر شاعرنا الراقي




خالد مشبال

 عصر العلامات والإشارات


التجارب المبكرة للنوع الإنساني على كوكبنا، غالبا ما يضعها علماء الآثار وغيرهم من الخبراء، في  إطار عصور وحقب مختلفة، مثل : العصر القديم، الوسيط ، الحجري، أو البرونزي و الحديدي..

وكل هذه التحقيبات، تشير إلى فترات زمنية بعضها قصير، والبعض الآخر امتد لعدة قرون، وتمكن خلالها الإنسان القديم من صناعة الأدوات باستخدام المعادن المختلفة، أو تطوير تقنيات متباينة لحل مشكلاته، وانتاج طعامه، وصناعة أسلحته.. وهذه الفترات   بتقسيماتها العديدة ( العصر الحجري القديم،  العصر الحجري الوسيط، العصر الحجري الحديث ..)  تساعد دون شك ، في تتبع تطور صناعة الاداة ، أو الالة وتقنيتها ، لكنها تعجز تماما عن القاء الضوء على جانب أكثر أهمية من جوانب الوجود الانساني، وقدرته على الاتصال.

ولملامسة هذا الجانب، اتجهت مجموعة من الأبحاث الى دراسة التطور الانساني، عبر تحديد سلسلة من العصور، تحققت فيها قفزات نوعية بالنسبة لقدرة الانسان على تبادل وتسجيل واستعادة ونشر المعلومات.. أي أنها اتجهت الى تفسير قصة الوجود الانساني من خلال المراحل المتميزة لتطور الاتصال ووسائله، فكانت لكل مرحلة نتائج عميقة، سواء بالنسبة لحياة الأفراد أو الحياة الاجتماعية بشكل عام.

وهكذا ،نجد في هذه البحوث توصيفات وتحديدات لعصر العلامات والاشارات، عصر التخاطب واللغة، عصر الكتابة ( الكتابة التصويرية أولا، ثم الكتابة على أساس النطق )، عصر الطباعة، ثم عصر الاعلام ، الذي نعيش الان على ايقاع مبتكراته ومستجداته المتواترة، والذي انطلق في القرن الماضي بالتطور المتصاعد لوسائل الاعلام والاتصال ، كما تطورت العلوم الانسانية التي تخرج من مدارسها المختلفة، علماء الاجتماع ، وخبراء علم النفس وأخصائيو الاتصال.. الى التخصص بالبحث في هذا المجال، لدراسة وتقييم طبيعة تأثير الاعلام على الأفراد والمجتمع.

وإذا كان بعض الدارسين الأنجلوساكسونيين يترصدون بداية السجالات العلمية في هذا المضمار، منذ ظهور العدد الأول من ( صحيفة البنس) في شوارع نيويورك سنة 1834،  فإن الجدل مازال مستمرا، وربما ازداد حدة حتى يومنا هذا ، فيما يتعلق بدور الجريدة، والراديو، والكتاب، والتلفزيون، والفيديو، والسينما ، والمجلة، وكل وسائل الاتصال الجماهيري إزاء مختلف قضايا هذا العصر.  



خالد مشبال

جميلة محمد الحاضي

 النقد الأدبي المغربي وإثبات الذات :

أصبح  لزاما على رواد الأدب المغربي رفع مستوى  ووثيرة أدائهم لمواكبة مسارات الأدب الكوني .في محاولة مستميتة للحاق بمستوى النقد الأدبي عربيا،إفريقيا  وعالميا وذلك عبر تشجيع الجامعة المغربية على الإنفتاح على محيطها السوسيوثقافي وكذا  استغلال انفتاحها  على النظريات والمعارف الحديثة وتطوير مناهجها الأدبية والثقافية  مستفيذة من ترجمة أصول النقد الحديث بمختلف مدارسه وتياراته وفلسفاته وتصوراته في بحث مستمر عن الإختلاف والتميز والتفرد للهوية الثقافية للانسان المغربي  ..بحيث يسهم خريجوها ببصم التحولات الراهنة للنقد الأدبي المغربي الذي نهل وينهل  من المتغييرات المجتمعية و بشكل قوي مما تشهده الساحة الثقافية من كثافة في الإنتاج الإبداعي من كتابة وتأليف في حقلي  العلوم الإنسانية والاجتماعية واللسانيات وما أمدتهما به الطفرة التكنولوجية المعلوماتية والعولماتية  من ثراء وتنوع في الرؤى والقراءات والخطابات وكيف أسهمت في رفع  وثيرة المرحلة مسرعة  الأحداث والمستجدات التي بدورها أثرت كثيرا  على سرعة تغيير  الميول و التوجهات والمسارات .


لقد راكم النقد الأدبي المغربي منذ نشأته  مجموعة محاولات و تجارب محاكيا الحركة الأدبية والنقدية بالمشرق والمهجر فحذى حذو "المدرسة الجديدة" في النقد العربي المبنية على مبادئ الاتجاه الرومانسي الذاتي التعبيري والتأثري والحدسي وكذا التوجه  الكلاسيكي الجديد بأسلوبه  التحليلي الوضعي العقلاني للموروث الادبي المغربي. إلا أن ندرة  التأليف والكتابة والإبداع وقلة الاصدارات  في النقد المغربي وقتها فرضت إيقاعا أكثر سرعة  في محاولته  اللحاق بركب النقد بالمشرق العربي مما يفسر تلك الإزدواجية في   الرؤى والمناهج والأدوار وكذا الأهذاف. فتتضح المفارقة بين النقد الأدبي والتاريخي الحضاري والبحث الأكاديمي.


 فالناقد عموما  في مضمار بحثه مضطر للمزج بين مجالي العلوم الإنسانية وعلوم التأويل كمناهج تحليل  معتمدا على المرجعية الكامنة كخلفية لقراءة تعتمد البحث والانتقاء والتوليف والتأويل. .. سمات "المدرسة ألجديدة التي تشبعت بالفكر   الليبرالي كمرجعية  والتي تجوزت مطلع  السبعينيات على المستوى العربي والمغربي فقد تبنى النقد الأدبي لهذه المرحلة  التكامل المعرفي وأسلوب التحيليل والتأويل  المبني على نهج الأسئلة المعرفية و ألحوارية لفهم كنه وخصوصيات البنيات الفكرية والإديولوجية الليبرالية او التقدمية او الوجودية  وأدوات إشتغالها والمقولات التي تحكمها والثوابت التي تنظمها.


أهم محطات النقد الأدبي المغربي 


سيعرف النقد الأدبي بالمغرب محطات إنتقالية أساسية عبر مراحل تطوره المتعاقبة من حيث أطوار تشكله المتقاطعة .


كانت الولادة بين العشرينيات ونهاية الخمسينيات وإتسمت بالظهور الحديث لفنون  القصة والرواية والمسرح  وبنزعة نمطية خاصة في استقراء الإبداعات الشعرية المغربية ووضعت قراءات النقاد لدواوين الشعر الصادرة أنداك قيد التمحيص والتحليل والتأويل كما إزداد الاهتمام  بالرواية الاروبية كنموذج .مما اجج السجال بين أدباء ومثقفي المرحلة حول "هوية الأدب المغربي "وذلك  بسبب  اختلاف خلفيتهم الثقافية بين الكلاسيكية التقليدية التي تعنى بالموروث وبين خلفية التيار الحداثي الذي ينهل من الأدب المشرقي -الغربي عبر الترجمة والإقتباس وقد تغدت هذه المناظرات  "المواجهات والصدمات الفكرية" على التباين النابع من الرؤية الإنطباعية التي هيمنت على مرحلة التأسيس للمقال النقدي الذي يمنح الصبغة الشرعية والجمالية الفنية للنص الأذدبي وكذا يستخرج سمات تميزه وتفرده ورموز تحديد هويته.


و بذلك سيشهد الادب المغربي بدايته الأولى التي سوف تمييزه وتؤسس لبعض خصوصياته المتسمة بتنوع اسلوبه وموضوعاته وإطاره النظري الفكري والمنهجي  المتفاعل مع محيطه العربي والافريقي -المنفتح على الغربي الفرونكوفوني والإسباني (التوربادور) والمشرقي المنفتح على الأدب الأنجلوساكسوني  والأدب العالمي  بما تجمع لديه من سيل الدراسات و "العلوم"التي تغنيه ....فتجعله يقدم الناقد بمثابة  قارئ يمتلك ثقافة آدبية واسعة و ذوقا فريدا ورؤية  راقية ومثقفة وتجربة وحنكة ورصانة تمكنه من أدوات قراءة الأعمال الأدبية بحيث يستطيع  تفحصها وسبر كنهها  وتحليل الأعمال الإبداعية المتنوعة  قصة ورواية وشعر ومسرح  محددا مقومات المادة الابداعية و"وظائف هذه الاخيرة وكذا أهم القيم والمبادئ ألرمزية" والدلالية   والخصائص المستلهمة من نصوصها كتصنيفها و جنسها الأدبي بالإرتكاز المكثف على الواقع المحيط والإيديولوجيات السائدة  بين السطور و التي تمثل مدرسة  و خلفية الآديب الفكرية وحالته النفسية وميوله اللاهوتية  ومدى تأثره بالوضعية السياسية والتاريخية  للمرحلة ومدى تأثير كل ذلك في الاوضاع المتزامنة معها مغربيا وعربيا.. فالأدب مرآة للواقع والحياة. يحمل رسائل اجتماعية وإيديولوجية وخطابات تحررية وثورية  تارة ليبرالية وتارة اشتراكية شيوعية وتارة  دينية عند البعض الاخر,


الشيء الذي يفسر اعتماد بعض الادباء على المنهج البنيوي الجدلي والإجرائي ,الوجودي –الماركسي او الليبرالي  الشئ الذي مثل مخاضا لمرحلة الحداثة والتجريب التي ميزت حقبة امتدت من اوخر السبعينات( حوالي نصف قرن)


لن يتوقف النقد الأدبي المغربي عند حدود القراءة التقليدية للنصوص بل سوف يستنطق الدلالة اللغوية المعرفية والفكرية والنفسية و الاجتماعية والتاريخية  لها. ليتجه نحو استخراج  ألمبادئ الشعرية والسيميلوجية التي تشكل الخطابات الأدبية و تنظمها وتفسر تداولها وتلقيها وتحولاتها   الأكاديمية ليبني" نسقا معرفيا متكاملا شاملا ""ويستشعر الخصوصية والتميز في رمزية المنظومة الادبية المغربية.فيتيح للأديب المغربي الامكانية لإعادة  اكتشاف ذاته من حيث هو ظاهرة  لغوية مندمجة (نتاج تزواج وتمازج وانصهار المؤثرات والسمات الامازيغيةوالعربية والافريقية والفرونكوفونية والاسبانية ) متعددة الدلالة وذات خلفية ثقافية غنية ومتداخلة  تاريخيا في المنبع والأبعاد مما ينعكس على بنية النص الادبي اللغوية. هذا التوجه النقدي له اساليبه ومناهجه  التحليلية والتي تبقى نتائجها نسبية بالنظر لأثارها وأبعادها  المتوقعة.


 إن التجريب في النقد المغربي والعربي بمثابة تطور حتمي تلقائي  متواصل عاقل وواع هذفه الاكتشاف المتجدد للذات عبر كل مظاهر وتلاوين  الابداع الادبي والفني في ظل   الثورة  التكنولوحية وما افرزته من أنماط جديدة للابداع (أدب المواقع او  الأنترنيت)..ستساهم حتما في إعادة تشكيل وبناء شخصية وهوية النقد الأدبي المغربي .(سلبا وإيجابا..) على الخصوص والادب العربي والافريقي والعالمي ..عموما ..


جميلة محمد

جميلة الحاضي ...

 عادت للصفير عصافيري





تقول لاحلام  فنجاني 

رفرفي 

و مع انسام الهوى طيري


عادت قهقهات  الصبا

مع ابتسامات الربا

و اشرقت  شمسي  غربا


رقصت زهوري  طربا 

تفتح  قلبها البريء..


للغذ الجميل 

لقصائد الأمل 

لالحان  الوفاء


لعزف  الكمنجات  

أغنيات  البقاء  


وعناقات اللقاء 

  فرحا بهمس الربيع 


مهرجان عند النافدة



شذرات صباحية 

جميلة محمد 

صباح الخير

 الجاني مجهول .. ؟!

بقلمي : حسن يونس

... شاعر الزمن الجميل 

""""""""""""""""""""""""""

كام قطر 

وفيه الناس ماتوا

واتحرقت كل ملفاته

والجاني مجهول

كام وقعت  

من فوق طيارة

لا في حرب 

ولا حتي في غارة

ومفيش مسئول

كام مركب

في البحر غريقه

ولاظهرت دفاترها حقيقة

ولا شوفنا حلول

كام حادثة 

وكام كارثة يوماتي

ولا حد بيبكي علي حياتي

والحل رقص علي الشاشة

بصاجات وطبول

ولأمتي هنعيش فيها دمية 

وحياتنا فانية ومش دايمة

من غير ما نقول

طول ما احنا كاتمين جوانا

والدنيا دايما لهيانا

راح نفضل في عيون العالم 

أموات علي طووول  

والجاني مجهوووول  .. ؟!



السبت، 27 فبراير 2021

محمد أحمد عبد القادر زعرورة ...

  أَرضي  لِلغُزاةِ محرقة




الشَّوقُ لِزَمبَقَةِ فيحاءِ زاهِيَةٍ 

                                بِرُبا الجَليلِ وَعِطرُها عَبِقَاَ

الشَّوقُ لِنَرجِسَةٍ بِعَينِ الوَردِ 

                                تَفَتَّحَت وَالنُّورُ بِعَينِها بَرَقاَ

الشَّوقُ لِياسَمينَةٍ يَفوحُ عَبيرُها

                              عَبِقَاً وَعَطرُها لِلرُّوحِ مُرتِفِقاَ

الشَّوقُ لِزَيتونَةٍ عَصَرَت زَيتَاً

                                  فَشَرِبتُهُ وَكانَ زَيتُها دَفِقَاَ

الشَّوقُ لِمَحبوبَةٍ إذا نَطَقَت 

                               بَهَرَت وَقالَت وَقَولُها صَدَقَاَ

مَحبُوبَتي يَرفِدُ عِشقُها عِشقي

                           وَعِشقُ أَقصَانا بِالرُّوحِ مُلتَصِقَاَ

هَذا الهَوَىَ وَالحُبُّ مَنبَعُهُ

                          قَلبِي وَتَحمِلُهُ الشَّرايِينُ مُندَفِقَاَ

يَجُولُ في أنحائِنا لَهَبَاً وَنيرانَاً

                            تَحرِقُ كُلَّ مُغتَصِبٍ وَمَن سَرَقَاَ

حُقوقَ شَعبٍ يَأبَىَ الضَّيمَ 

                               غايَتُهُ تَحريرُ الأرضِ مُنطَلَقَاَ

رُغمَ الجِراحِ تَراهُ عازِمَاً

                              وَكِفاحُهُ الحُرُّ لِلتَّحريرِ مُعتَنَقَاَ

لا يَخشَىَ مَوتَاً لِتَحريرِ البِلادِ 

                            وَلا سَجنَاً لِلاستِشهادِ قَد عَشِقَاَ

حَتَّىَ الطُّيورُ في أَعشاشِنا عَشِقَت

                            وَطَنَاً كَريمَاً بِلا ضَيمٍ بِهِم لَصَقَاَ 

هَذي البِلادُ لَنا مِن عَصرِ نُوحٍ

                                 وَطَنٌ لَنا لا لِعَصابَةِ المُرتَزَقَاَ

جَاءوا بَهِم مِن غَربٍ مُجرِمٍ

                               مَنَحَ بِلادي لِمُجرِمينَ بِالشَّفَقَاَ

لَن يَستَقِرُّوا في بِلادي مُطلَقَاً

                         سَنَطرُدُهُم فَأَرضِي لِلغُزاةِ المِحرَقَاَ

............



في /  ٢٦  /  ٢  /  ٢٠٢١  /

كُتِبَت في  /  ١٠  /  ٨  /  ٢٠٢٠  /

......  الشاعر .......

........ محمد أحمد عبد القادر زعرورة .....


عين الورد :  عينُ ماءٍ من أجملِ ما خَلَقَ اللهُ في بَلدَتي صَفُّوريَة ...

عبد المالك ابا تراب ابو الانوار

بورتري عبد الكريم الطبال


 ولد الشاعر عبد الكريم الطبال سنة 1931م، بمدينة شفشاون من أسرة متواضعة وفقيرة، تلقى تعليمه الأولي في المسيد، بعد حفظه القرآن الكريم، وقضاء ما تيسر في المعهد الديني لاستكمال التكوين في علوم الآلة من نحو ولغة وبلاغة. تطلعت نفس الفتى الصغير إلى استكمال تعليمه العالي في مدينة فاس، التي كان يقصدها طلاب شفشاون منذ زمان بعيد  للأخذ عن علمائها، والرسوخ في علوم الشريعة، وفعلا تم له ذلك، حيث التحق بجامعة القرويين وسكن في مدرسة الصفارين في ظروف صعبة.

وفي فاس بدأت الصلة الأولى لشاعرنا بالأدب، فقرأ ما تبسر له من نصوص جبران خليل جبران والشابي، وسيطالع عددا من المجلات الأدبية كالأنيس والأديب…، وفي فاس أيضا دشن الطبال أولى محاولاته الشعرية. وفي هذه المرحلة (1948م) رأى النور جنين الشاعر عبد الكريم الطبال، ونشرت له قصيدة ” كيف أبتسم” في مجلة ” الثريا” التي كانت تصدرها الإذاعة الوطنية، ثم ستنشر له قصيدة ثانية ” شوق وحنان” في مجلة الأنيس التي كانت تصدؤ في تطوان.


وبقي الشاعر عبد الكريم في فاس إلى حدود سنة 1953م حيث حصل على شهادة البكالوريا، ونتيجة لتغير الظروف في فاس والمغرب عموما بسبب إقدام  سلطات الحماية الفرنسية على نفي السلطان محمد الخامس عاد عبد الكريم إلى بلدته، ومنها انتقل ثانية إلى تطوان، والتحق بالمعهد العالي، وفي هذا المقام الثاني توطدت صلة الشاعر بالأدب والقراءة وعموما، وفي سنة 1956م حصل على شهادة الإجازة والتحق بالتدريس الابتدائي ثم الثانوي بعد ذلك.


لقد نضجت التجربة لعبد الكريم الطبال في مغرب الاستقلال، ونشر في هذا العهد العديد من القصائد في منابر ثقافية مختلفة، كما طبع العديد من الدواوين الشعرية، منها على سبيل المثال لا الحصر: ” الطريق إلى الإنسان” (1971)، ” الأشياء المنكسرة” (1974)، “البستان” (1988)، ” سيرة الصبا” (2000)، ” من كتاب الرمل ” (2011…).


 


منشورات الجمعية المغربية للثقافة الأندلسية


العنوان “شفشاون قديسة الجبل“


للدكتور امحمد جبرون (طبعة ثانية 2017) 


بريس تطوان

...............................................................

أتذكر حين أتيتك

ذات خريفٍ


وما في يدي صولجانٌ

ولا ذهبٌ


وما في الوفاضِ

سوى بعض دمعٍ


وبعض قصائد غائمةٍ

فانسدلت علىّ


سماء بياضٍ

وداليةً للهديل


وأندلساً في إهاب جديد

فقلت : هو المهرجان . إذن


أينكم يا نوارس أندلسٍ

يا شُدادة البرابر


هذا هو العرش ثانية

بين طلّك ...


يا نخلتي .. المصطفاة ؟

أتذكر حين أتيتك


في موكب

ناكس الرّأسِ


منكسر الرّوحِ

في صُفرةِ الميتينْ


فانبسطتِ على الأرضِ

لي


غرفة .. في مدى البحرِ

ذاهبة ً في السّماء


وكانت

- كما يخرِصُون -


مسورة بالبنادق

ضيقة مثل قطرة حبرٍ


مهيّأة ً

لأكون السجين


فكنت الطليق

وكنت لي الـمُهر


همتُ به في المجاهلِ

أستبق الرّيح حيناً


وأستبق الحُلمَ حيناً

وفي كلِّ حينٍ


أعود بشاردةٍ

متفرِّدة في البهاءْ


أتذكر حين أتيتك

ملتحفاً بالمساءِ


وكنت بقايا

على ظاهر اليد


أو فوق ماءٍ

فوشّيتنِي في يديك


حديقة ورْدٍ

وما شئت من شجرٍ


وغناءٍ

ووشّيتني مرّة ثانية


في بياضِ البرانِسِ

سيفاً صقيلاً


وخيلاً مسوّمةً

وفوارس


عادت من الحربِ

مثقلةً بالسلامْ


ووشّيتني مرّة ثالثة

في سقوف المساجد


فوق القباب الوطيئة

في أغنيات الجبال


نجمةً

لا تمسُّ الغيومُ


ذؤاباتها

أو تطول إليها


يد المستحيل ..

فيا نخلتي المصطفاةَ


سلاماً عليكِ

سلاماً


وإن كنت في منزل القلب

منكِ


مُقيماً

مُقيماً


الى أبد الشعراء

حاشية


عن إشبيلية عن مراكش عن أغمات قالت

إعتماد – حين حضرتها اليقظة - :


وأنا لا أذكر يا أختي أغماتْ

سوى نورين


شمساً

تطلع في وجه المعتمد المعشوق


إذ ا وسّد طيفي

في عينيه


وإذا قال وأفحم

أخبار الطير


ثم فجراً

يطلع في كفك يا أُختي أغمات


فأرى المشي على المسكْ

وأرى الدمع على النهر


غصنين

من الجذع الواحد