الخميس، 20 يونيو 2019

بقلم شاعر العامية الشاب مصطفى دسوقي

أنا علشانك
سيبت الدُنيا وقُلت سلام
أنا في هواكِ 
قُلت الحُب حلال وحرام
شوفت عنيكِ 
قُلت أكيد الحُب حلال
شوفت القسوة
قُلت الحُب حرام وضلال
وإنتِ بعيد 
أنا كُنت باقول
 النار وخداني
وقُلت في بالي
إني هلاقي الجنة في قُربك 
بس لقيت الجنة في قُربك 
نار دور ثاني
زي م أكون بعد الإسلام
أعلنت الكُفر 
وإني حرام حتى التفكير
في دخولي الجنة
زي م أكون أنا مش إنسان
من لحم ودم
زي م أكون أنا مش إنسان
ولا من حقي إني أتهني
ليه الكُره؟ وليه الحقد؟
وليه الظُلم؟ وليه القسوة؟ 
وليه الغدر في نون النسوة
جِدر مأصل؟؟؟
قادر يوصل سابع أرض
إلي القِلة 
وليه سموها يا ناس ب الأفعي؟
وليه الطيبه خيبه وعيبه
وصفه مش نافعه؟؟؟!!!
رغم الطيبه محبه وهيبه
بس حقيقي أنا مش ندمان
ولا زعلان على عيشتي معاها 
وصبري عليها
يمكن ربي يكفر بيها عني ذنوب
أو يمكن رحمة يا ناس في الأخرة

بقلم الشاب  مصطفي دسوقي.

بقلم محمد عبد القادر زعروررة

 القُدسُ للشعب



القُدسُ تنادي يا شَعبي 
                     هُبُّوا لِعِلاجِ جِراحاتي
فالظُّلمُ استشرى بِبلادي
                     وازدادت فيَّ مُعاناتي 
والبَغيُ قَهَرني وتَمادى 
                        وَسَدَّ جميعَ حاراتي 
وَدَنَّسَ أقداسي وأعلَنَ 
                   تهويدَ وُجودي وحياتي
يَقتُلُني بكلِّ عِصاباتهِ
                    يقتُلُ أطفالي وزَهراتي 
حاصَرني بِجدارِ القَهرِ
                        ويمنعُ أهلي زياراتي 
يَمنَعُني أن أرفعَ صَوتي
                       لأذاني وأقيمَ صَلاتي
مُحتَلٌّ يَتَخَيَّلُ حَقَّاً
                     بِرُبوعي او في جَنَباتي
لِصٌّ يَسرِقُني من أهلي
                      يَحرِمُني رُؤيةَ أخَواتي
سَلَّمَني لِقطعانٍ يبغوا
                     حِرماني من كُلِّ صِفاتي
بِيَدِ الإجرامِ المُستَهترِ 
                           يَقتُلُ أبنائي وَبَناتي
القُدسُ تَستَصرِخُ شَعباً
                         جَبَّاراً ذاتُ حَضاراتِ
أبدَاً لن يستَسلِمَ أبَدَاً
                        لِلظُّلمِ بِعَصرِ الظُّلُماتِ
وَتُرابي وَصُخورُ جبالي 
                  وشُروقُ الشَّمسِ ونَسَماتي
فالقُدسُ أرضُ رسالَتِنا
                      وأقدَسُ أرضِ رسالاتي
وَأُقسِمُ فيها بِزيتوني
                         والتِّينِ وكُلِّ الخَيراتِ
القدسُ لأهلي قد ضَحُّوا
                             وذاقوا كُلَّ مُعاناتي
والشَّعبُ ما زالَ يَقِظَاً
                       تَحميها نِسائي رِجالاتي
فَسَلوا عَنها أقراصَ الشَّهدِ
                      وفَراشَ السَّهلِ ونَحلاتي
مِن بِدءِ الخَلقِ لنا وَطنٌ
                          وَسلوا عَنها زيتوناتي
القُدسُ فلسطينُ سَتَبقى
                     وسَتَبقى فلسطينُ حياتي
وَتُرابُ فلسطيني قُدسٌ
                          مِن يومَ وُلِدتُ لِمَماتي
القُدسُ لِشَعبِ الجَبَّارينَ 
                     عاصِمَتي فِلِسطيني ثَباتي
هُبُّوا يا شَعبُ الجَبَّارينَ
                  وأقيموا في الأقصَى صَلاتي
سَأُحَرِّرُ وَطَني مِن ظلمٍ
                              وسَأُنهي آلامَ شَتاتي
...............................................        
في/  ١٩ /  ٦ /  ٢٠١٩  /
كُتِبَت في  / ٢١  /  ٥  /  ٢٠١٩  

الشاعر  مجمد عبد القادر زعرورة ....

بقلم الآديب محمد اديب السلاوي

سؤال الكتاب...أم سؤال القراءة...؟



-1-

        منذ أن ظهرت الكتابة، في تاريخنا الإنساني، وهي محل تقديس واهتمام العقل البشري. وعندما ظهر الكتاب في حياة بني آدم، أصبح هذا الكائن الحضاري يحظى بالعناية الفائقة في كل الديانات والعقائد واللغات والحضارات، فالكتاب ليست مهمته، هي الكشف عن الأشياء، ولكنها تتجاوز ذلك إلى مساعدة العقل على اكتشافها، إنه ذاكرة البشرية وخيالها وأحلامها.
        إن وظيفة الكتاب، كانت منذ ظهوره على الصخور الحجرية وحتى اليوم، هي قيادة العقل/ بلورة الثقافات/ تكريس العلوم والديانات، باعتباره رمزا من رموز الحضارة، لذلك تمت إحاطته بالقداسة والإجلال، وتم وضعه على مستوى الوجود بديلا عن الكلام، ليس فقط لأن الكتابة تتسم بالثبات والاستمرارية، ولكن لأنها هي وحدها ما يتبقى بعد الموت الجسدي، في العقول والمشاعر والأحاسيس… وفي التاريخ.
        لربما يكون هذا التصور، قريبا بعض الشيء من التصور الإسلامي للكتاب، أنه في نظر العديد من الفقهاء والفلاسفة والمثقفين والأدباء، المسلمين، سابق على الخلق، سابق على لغة الضاد، ذلك لأن كتاب الله/ القرآن الكريم، ليس فقط عملا من أعمال الله سبحانه، بل هو صفة من صفاته مثله مثل رحمته وعدله.
        في العهود العربية الإسلامية الأولى، حظي الكتاب بعناية السلاطين والأمراء والوزراء والنخبة الحاكمة، إذا كان الكاتب/ المؤلف يتقاضى وزن كتابه من الذهب، ويحظى برعاية الدولة ومؤسساتها الثقافية والعلمية. كان يكفي الكاتب المؤلف، أن ينجز مؤلفا واحدا، في أي فن من فنون المعرفة والفكر، ليضمن حياته وحياة أسرته.
        وفي العهود العربية الإسلامية الأولى، خاضت السلطات الحكومية، في المغرب والمشرق، حروبا ضارية وشرسة مع قراصنة الكتب، ومع الأنظمة العدوة التي أردت حرمان العرب المسلمين من كتبهم ومعارفهم الثقافية، من أجل حماية الكتاب العربي وتأمين سلامته للأجيال الصاعدة، وللمكتبة العربية، ولنا في أسفار التاريخ قصص وحكايات عن الحروب والقضايا التي تتصل بالكتاب وموقعه في حضارتنا الغابرة.
        يعني ذلك باختصار شديد، إن وضعية الكتاب قي الثقافة الإنسانية، تجاوزت دائما قيمه المادية، إنه المخزن الأمين لما صدر عن الإنسان، من أفكار وإبداعات ومذاهب وحضارات وعقائد وعلوم، إنه المنارة التي قادت الإنسان في مساره الحضاري، منذ إن وجد وحتى الآن.

-2-

        السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وإلحاح: ما هي وضعية الكتاب في مغرب اليوم؟ كيف تعامله الوزارة المختصة بشؤون الكتاب؟ ما هي إستراتيجية هذه الوزارة في نشره وتوزيعه على مراكز القراءة؟
        ما هي وضعية الكاتب المغربي؟ كيف تعامله وزارة الشؤون الثقافية؟ وهل يستطيع كاتب اليوم في مغرب اليوم، العيش من إنتاجه ؟
        سوف لا نفشي سرا، إذ قلنا إن الكتاب في المغرب، وقد ظهر إلى الوجود قبل عشرات القرون، ما يزال بعيدا عن أخذ مكانته المطلوبة في حياة الناس اليومية، ومازالت الوزارة الوصية تعلل ذلك بعزوف الناس عن القراءة وبالأمية، وبغلاء الكتاب، وهو تعليل لا أساس له من الصحة، لأن الأمر يتعلق قبل كل شيء بأهداف السياسة الثقافية في البلاد، التي اتسمت وما تزال باللافعلية.

        الغريب في الأمر، إن القراءة والكتاب، لم يعرفا أي تطور خلال القرن الماضي، رغم خروج المغرب من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وانخراطه في منظومة العصر الحديث، بقوة السلاح والمثاقفة.
        في بداية القرن الماضي، كان عدد سكان المغرب، لا يتجاوزون عشرة ملايين، ولم تكن فيه سوى جامعة القرويين بفاس، وجامعة ابن يوسف بمراكش، وكانت المطابع الحجرية تطبع من بعض الكتب العلمية أو الفقهية عشرات المئات من النسخ في المتوسط. واليوم وقد تجاوز عدد سكان البلاد ثلاثين مليونا، وتجاوز عدد جامعاتها ومعاهدها ومدارسها العليا العشرين، والكتاب ما زال على حالته، لا تستطيع دور النشر طبع وتوزيع أكثر من ألف… أو ألف وخمسمائة نسخة في أحسن الأحوال، (حسب تصريحات وبلاغات وإعلانات دور النشر المنتشرة في العديد من المدن المغربية) وهو ما يشير إلى حالة عياء في الثقافة المغربية المعاصرة، وهي حالة تجد جذورها بطبيعة الحال في الأمية الكاسحة/ في الانحدار المريع في وضع التربية والتعليم والبحث العلمي/ في انعدام أي تخطيط أو إستراتيجية للتنمية الثقافية/… وبالتالي في الاهمال الذي عانت وما زالت تعاني منه الثقافة وشؤونها في السياسات الحكومية المتعاقبة.
        اضافة إلى حالة الكتاب، هناك حالة محزنة موازية للكتاب والمؤلفين، إنهم لا يتقاضون عن كتبهم المنشورة، أي شيء يذكر، فغالبية العقود الموقعة من طرف الكتاب/ المؤلفين تتراوح النسبة فيها بين 10 و12% من ثمن الغلاف، وغالبا ما تسلم هذه النسبة بعد فترة طويلة من بيع الكتاب في السوق، والذي لا تتجاوز 1500 نسخة، في أحسن الأحوال.
        وعن ترويج الكتاب، فإن غالبية الناشرين، وبشهادة العديد من الكتاب، لا يحيطون الكتاب/ المؤلفين علما بالبيانات الضرورية عن رواج الكتاب، مما يجعل حقوق المؤلفين حبرا على ورق، علما أن القارئ المغربي يدفع أثمنة كبيرة لشراء الكتب الصغيرة، يدفع أثمنة لا تتناسب أحيانا وقيمة هذه الكتب، ولا صناعتها الفنية المتردية.
        في الضفة المقابلة، في اروبا والولايات المتحدة، يعيش الكتاب في عهد العولمة/ في عهد التكنولوجية الجديدة، أزهى عصورهم. الكتاب هناك يتقاضون خارج حقوق التوزيع (من 10 إلى 15% من ثمن الغلاف) دولارا واحد عن كل كلمة في النص، وليكن بهذا النص مليون كلمة.
        في الضفة المقابلة أيضا، المؤسسات الثقافية تخصص جوائز سنوية للكتاب وللكتب، بعشرات الملايين، من أجل تشجيع التأليف والنشر والقراءة، ووضع الكتاب والمؤلفين في موقعهم الصحيح.
وفي الضفة المقابلة، الرعاية الثقافية للأبناك والشركات، تساهم في نشر المعرفة بالمدارس والمعاهد والجامعات، من خلال دعمها للكتاب. وهو ما يجعل الاقتصاد، مشاركا فعليا في النهضة الثقافية، وفي الصناعات الثقافية بالغرب.

-3-

الكتاب المغربي، ظل خلال القرن الماضي، (في الفترة الاستعمارية، كما في عهد الاستقلال) يسقط بين السلطة والتسلط، يتحول إلى ضحية تخلف السلطات وعماها الثقافي وشهوتها المفتوحة على الدوام للمنع والمصادرة… وبين مرحلة وأخرى من القرن الماضي، أتيحت لأصولية الفكر إطلاق الجهل والغوغائية، فمهدت السبيل لوضع الثقافة على حافة الإفلاس وتطويعها في زمن العولمة للقبول بانحسار العقل، والحد من إبداعه وتحرره، وتفقير الكتاب والمبدعين، وإلحاقهم بقوافل المتسولين… ومع ذلك استطاعت الأجيال الصاعدة من الكتاب والمبدعين الأدباء والمفكرين، من التصدي لهذه الظاهرة، لإبقاء الكتاب الثقافي/ الفكري على قيد الحياة… ولو بشكل رمزي ولكن إلى أي حد يمكن القبول بهذه الحالة؟
        ولا بأس هنا من الإشارة، إلى أن الصحافة الوطنية، وخاصة منها التقدمية، قد كانت ولا تزال الداعم الأساسي للكتاب المغربي في محنته، ساهمت/ تساهم في تداوله والتعريف به، ومخاطبة الشرائح الواسعة من القراء في موضوعه وأسلوبه وطروحاته.
        الصحافة المغربية، أدركت منذ عقود إشكالية الكتاب في الثقافة المغربية، فأفرزت صفحات للتعريف بالإصدارات الجديدة، وتقديمها لجمهور المتلقين بصيغ مختلفة، وبعضها أعاد نشر بعض الكتب التي تستأثر باهتمام القراء، أو التي تستجيب لمستجدات المناخ السياسي والثقافي على حلقات يومية أو أسبوعية، في إطار توسيع قنوات التداول والتشجيع على قراءته.
        والسؤال: ماذا فعلت وزارة الثقافة المغربية وهي في قلب العولمة/ قلب الألفية الثالثة، من أجل تصحيح وضعية الكتاب… ومن أجل توسيع دائرة قرائه..؟ ومن أجل كتابه ومبدعيه..؟
هل تدرك الوزارة الوصية، الأدوار التي يمكن للكتاب أن يلعبها في مجالات التنمية؟ هل تدرك ماهية حقوق المؤلف المادية التي عليه الحصول عليها مقابل جهده وسهره وكده، من أجل العيش الكريم، ومن أجل الإسهام في هذه التنمية؟
        ما هي مخططاتها من أجل اتساع مجالات المعرفة وتفعيل المشهد الثقافي والفكري بالمغرب الراهن لمواجهة العولمة وأسلحتها، التي لا يمكن أن تتم خارج شروطها الموضوعية، وأهمها تشجيع النشر والتأليف والقراءة، وضمان حقوق الناشرين والمؤلفين، لجعل الكتاب زادا يوميا يفتح للأجيال الصاعدة آفاقا جديدة في إطار التراث الماضي… والمعارف الجديدة؟
        وما هي إستراتيجية هذه الوزارة، في جعل القراءة إلزامية لتلاميذ المدارس وطلاب المعاهد والجامعات؟
الأسئلة التي يطرحها موضوع/ إشكالية الكتاب في مغرب اليوم عديدة ومتنوعة ومتشعبة: أمام غياب أي تخطيط وطني لاستثمار الجهد الثقافي/ الفكري/ الإبداعي، للكتاب والفنانين والأدباء، من أجل بلورة ثقافة وطنية، تعطي دفعة/ دفعات للتنمية بالبلاد… وفي غياب أي إستراتيجية وطنية لاستثمار الجهود الأكاديمية في كافة مجالات المعرفة والعلوم والثقافة. الأسئلة ستظل متناسلة حول جدوى وجود وزارة للشؤون الثقافية، تتقل وتنهك ميزانية الدولة بلا مردودية… وبلا جدوى.

-4-

        الكتاب في عالم اليوم، عندما يتحول من مخطوطة إلى مطبوع، يعني ذلك في السياسات الثقافية المعاصرة… للعالم المعاصر، ولوجه مجال الصناعة والتدبير والاقتصاد، يتحول إلى إنتاج فكري/ إبداعي/ علمي، وإلى إنتاج تجاري يحتكم إلى حسابات الربح والخسارة وهو ما يفرض على السياسات الثقافية، تهيئة سوق الكتاب، بكل ما يلزم من إمكانات إعلامية وإعلانية، لضبط آليات ومؤشرات سوق العرض والطلب، وهو ما يعني إن الثقافة المغربية في الزمن الراهن، أصبحت في حاجة إلى تطوير أدواتها لصناعة الكتاب، بالاستثمار الضروري في هذا القطاع، ولم يتم ذلك إذا لم يتحول قطاع الثقافة إلى فضاءات من الحرية والانفتاح على الآخر، بكل مكوناته/ وإلى قدر كبير من النجاعة والإرادة/ وإلى موظفين مثقفين، لا يحلمون بالكراسي الوثيرة للوظيفة، ولا بسيارات وتعويضات الوظيفة، بقدر ما يحلمون بتفعيل الفعل الثقافي، كفعل تنموي، لا يبتعد عن أية توجه اقتصادي سليم.

        إن المغرب وبالنظر إلى وضعيته المتردية في صناعة الكتاب، إنتاجا واستهلاكا لابد من الإقرار، بأنه نتيجة فشل السياسات الثقافية المتعاقبة، لازال بعيدا جدا عن هذه الصناعة وعن مفاهيمها، إذ مازال الكتاب يعامل كسلعة مثله مثل الفحم والطماطم وأدوات الطبخ لا يتم البحث في استثماراته إلا على أساس الربح السريع والاستهلاك السريع، وهو ما يجعله باستمرار سلعة خاسرة. لانعدام خضوعه لمفاهيم سوق القراءة والكتاب، مثل الجودة/ الإعلان/ التوزيع/ الدراسة/ التخطيط وغيرها من الوسائل التي تقربه إلى القارئ العام… والقارئ المتخصص.
        في إحصائية نشرتها مؤخرا دورية المؤسسة العالمية للنشر عن عدد العناوين الصادرة عن كل دولة سنويا، يلاحظ غياب المغرب كليا عن هذه الإحصائية، في الوقت الذي تسهم صناعة الكتاب اليوم في الدخل القومي للعديد من الدول التي تعتني بثقافتها وكتابها ومفكريها ومبدعيها، إضافة إلى إسهام هذه الصناعة في رفع مستويات التنمية البشرية للدول التي ترعى استراتيجيا وسياسيا هذه الصناعة.
        الحقيقة التي تعلن عن نفسها، في مجال نشر الكتاب في المغرب اليوم، تؤكد على أن وزارة الثقافة كمؤسسات النشر في بلادنا، بالمقارنة مع المؤسسات العربية أو الدولية، مازالت بدائيه، تسهم في الأزمة التي تشمل المؤلف والقارئ والموزع، وهو ما يعني الضعف القائم في قدراتها وبرامجها وأهدافها السياسية المعلنة… والغير معلنة.

-5-

        من المحزن، أن نتحدث اليوم بألم وحسرة عن القراءة والكتاب، ونحن ننخرط بقوة في ساحة الألفية الثالثة، من المحزن أن نتحدث عن الوضعية المتعثرة للكتاب في مغرب الألفية الثالثة: (نشره/ طباعته/ توزيعه/ قراءته/ تأليفه) في الوقت الذي بدأ فيه العالم يتهيأ لإدخال الكتاب الورقي متاحف التاريخ، بعدما تحول إلى تحفة تزدان به قاعات المتاحف، وبعدما ظهرت أقراص الليزر والتكنولوجية المعاصرة، التي حولت الكتاب الورقي إلى فصيلة منقرضة… وبعدما التحق الكتاب والمؤلفين بشريحة الأغنياء في العالم الجديد، حيث دخلت انتاجاتهم مسالك الأقمار الصناعية.

        أفلا تدركون..؟

محمد اديب السلاوي 

بقلم منير نلصح ابراهيم








حديقة الطّاغية

وجهه الخافت عند المساء

مصيدة ضوئية للبعوض.


منير ناصح ابراهيم

بقلم يحيى محمد سمونة

أصل الحكاية 

سحب الثقة

● على صعيد إنشاء العلاقات؛ أن تمنحني ثقتك فذلك يعني أنك خولتني أن أرسم عنك بصفة مدنية ما أراه مناسبا لحياة أفضل لك و للمجتمع الذي أنت فيه؛ و إن ثقتك هذه التي منحتني إياها إنما هي عهد منك إلي كي أرعى شؤونك بما يحقق لك حياة مستقرة خلت من كل ما يعكر صفوها و أمنها استقرارها 
ينجم عن هذا الكلام أنك تسمع و تطيع ما دمت أنا قائما على العهد الذي بيني و بينك و الذي أضمن لك فيه تحقيق اﻷمن و اﻷستقرار في حياتك
و ينجم عن هذا الكلام أيضا أنه لا يحق لك نزع و سحب ثقتك بي لمجرد أنك لم توافقني الرأي فيما رسمت و قررت لك 
على أنني - و بحكم الثقة التي منحتني إياها - أكون مخولا بالرسم عنك دون مراجعة منك أو رفض لما أرسم ما دمت أنا قائما على شروط العهد الذي بيننا و التي بموجبها منحتني ثقتك،
فعند ذاك يحق لك أن تسحب ثقتك بي و أن تشرع بمقاضاتي فقط فيما خرجت فيه عن العهد و شروطه بيننا  -
و لكن.. حالة كونها لم تعجبك طريقتي في الرسم و في تسطيري للعلاقات فلا يعني ذلك أنك تتنصل من العهد بيننا و تغدو سلبي المواقف و السلوك! إذ ليس بالضرورة في مثل تلك الحالة أن تكون رؤيتك للأمور صحيحة، و ليس بالضرورة أن أبرر لك كل حركة أقوم بها سواء عليها - تلك الحركة - وافقت أو لم توافق مزاجك! بل حسبي من حيث النتيجة أنني أرسم لأمنك و استقرارك.  

بقلم  يحيى محمد سمونة -

بقلم خديجة شقرون

🌿  أنا الفلسطيني الأبي🌿
من رحمها ولدتجذوري

من باطنها تشعبتروافد

و مسالكتنعشني  هواءا

ترويني  ماءا

أنا بذرة  الحلالمنذ  الازل

اجدادي تاريخهم يروي

أننا اصحاب حقلن نتخلى

مهما ناقوس الظلم دق

الكون يشهد منذ الأمد

نور البرق يحكيوالرعد 

يدويا أننا على الكفاح ننوي

أغصان الزيتون تتمايلقطوفها

  تتحايلأن نحملها بين الأنامل

ونندد ارحل أيها المحتل

فلسطين لنا 

الأقصى لنا

مفتاحها في أيدينا

منذ صلاح الدين

ارحل يا محتل

خذ معك غربان الشؤم

فحمامنا اشتاق لهديل السلام

أنا في مكاني صامد

صوتي لكم يطارد

يردد  و   يردد

أنا الفارس

ابن الشرفاءأمي

عربية وأبي من نسل الأنبياء

لا أهاب دروعكم

لا اهاب نيرانكم

فحجري لكم بالمرصاد

أنا العربي

أنا الشريف الأبي

دمائي للأقصى فداء

قسما برب الأرض والسماء

أننا لن نتخلى

عنك يازهرة المدائن

ستتحررين من المعتدين

ارضنا لهم مصيدة

نهايتهم فيها مؤكدة

آية  الله  محددة

في الإسراء لنا  وعد 

ونحن على الوعد و  العهد
حبيبة_شقرون

الثلاثاء، 18 يونيو 2019

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع

198 - بهاء الدين الطود
(1946 / ........)

- من مواليد مدينة القصر الكبير سنة 1946.
- التحق بالكتاب القرآني "المسيد"، ثم بالمدرسة الأهلية الحسنية بالقصر الكبير.
- في العاشرة من عمره انتقل إلى منزل جدته بأصيلة، بعد وفاة والده الفقيه محمد بن عبد القادر الطود سنة 1957.
- تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في أصيلة، وحصل على الباكالوريا سنة 1965.
- درس الصحافة في مدريد خلال الفترة من 1965 إلى 1969.
- سنة 1974 نال الإجازة في الحقوق من كلية الحقوق بالرباط، ثم رحل إلى باريس لاستكمال دراسته العليا في القانون.
- اشتغل في ديوان الشيخ محمد المكي الناصري، وزير الأوقاف آنذاك، سنة 1974 قبل انتقاله إلى باريس.
- يقيم في مدينة طنجة منذ سنة 1977.
- يمارس مهنة المحاماة في طنجة منذ يناير 1980.
- كاتب روائي.
- عضو اتحاد كتاب المغرب.
- عضو المكتب المحلي لاتحاد كتاب المغرب بطنجة.
- كتب مقالات وخواطر وقصصا في صحف ومجلات داخل وخارج المغرب.
- بدأ في كتابة روايته الشهيرة "البعيدون"، عبر حلقات أسبوعية في جريدة "الخضراء ألجديدة"، التي كانت تصدر في طنجة، دون أن يعرف نهايتها.
- ظلت روايته "البعيدون" مرقونة حوالي ثلاث سنوات، لأن الروائي محمد شكري قال له إنها "غير صالحة لتكون رواية"، وهو الرأي الذي سيتراجع عنه شكري في مقدمته لطبعتها الثانية (2001).
- صدرت روايته الشهيرة "البعيدون" ضمن منشورات مؤسسة الهلال المصرية، بعد أن أشاد بها الدكتور جابر عصفور، وحثه على إصدارها.
- اختارت وزارة التربية والتعليم المصرية روايته "البعيدون" "نموذجا للرواية المغربية المعاصرة"، ووزعتها على عدد كبير من المؤسسات التعليمية في عدة محافظات مصرية.
- شارك في العديد من الملتقيات الإبداعية، والمهرجانات الأدبية داخل المغرب وخارجه.
- تأخر عدة سنوات في إصدار روايته الثانية "أبو حيان في طنجة"، ويعزو ذلك، في حوارات صحافية معه، إلى أن نجاح روايته الأولى "البعيدون" أسهم في إحساس كبير لديه  بمسؤولية الكتابة الروائية.
- حظي نصه الروائي "أبو حيان في طنجة"، الذي أبدع / تخيل لقاء مثيرا بين أبو حيان التوحيدي ومحمد شكري، باهتمام كبير من طرف النقاد المغاربة والعرب.
- نشر روايته الثالثة "سارق الأسفار" عبر حلقات في جريدة "الأولى".
- سنة 2014 صدرت في مدريد الترجمة الإسبانية لروايته "البعيدون" (Lejanos)، وحظيت باستقبال جيد من طرف القراء الإسبان.
- صدر له:
1 - "البعيدون" (رواية) القاهرة سنة 2000 / طنجة سنة 2001.
2 - "أبو حيان في طنجة" (رواية) الرباط 2010.
3 - "كدت أعترف" (مذكرات) طنجة 2017.
- له قيد الطبع:
1 - "رسائل من بيلار" (رواية).
2 - "سارق الأسفار" (رواية).

- يقول الروائي الراحل محمد شكري، في تقديمه للطبعة الثانية من رواية "البعيدون" (2001):

"هناك من يأتي إلى الكتابة عن طريق اجترار الكتابة، وهناك من يأتي إليها عن طريق الحس والتجربة، وبينهما موهبة الكاتب.
هكذا وأنا أقرأ "البعيدون"، اكتشفت أن صاحبها قد أتى إلى الكتابة عن طريق الحس المتبلور، فأجاد في صناعة الدهشة الصادمة الحضارية بين الشرق والغرب بقدر ما أجاد في تكثيف الصدام بين ثقافة الأنا والآخر في سرد روائي لين وراق، وبأسلوب أخاذ شاعري وشفاف، لا يقوى عليه إلا من يجيد حبكة القبض على جمرة الخيط الروائي...وتلك هي اللعبة السحرية في الفن الروائي الجيد، التي عرف بهاء الدين الطود كيف يستحوذ عليها.
"البعيدون" رواية رائدة جاءت إضافة جديدة لتأسيس الرواية المغربية الحديثة إن لم أقل العربية".

- يقول الروائي عبد القادر الشاوي، في مقدمته لكتاب بهاء الدين الطود "كدت أعترف" (2017):

"يمكن أن تقرأ هذه المذكرات بدون أسئلة (كأن تصير مضمرة أو خفية) ولكنها لا يمكن أن تتخلص منها، لأنها صدرت عنها بوصفها باعثا لها.
وأجدني لأول مرة أقرأ مذكرات  دون فيها بهاء الدين ما يمكن تسميته بالماضي من أجل الحاضر، بقدر كبير من الحيوية والتفاعل والجاذبية كذلك، خصوصا وأنها قد تنكأ  جراحا وقد تصيب مواقف ولعلها قد تولد ردودا... إذا ما قرئت، بطبيعة الحال، قراءة حرفية، أي ساذجة وبدون إعمال الخيال الأدبي والتأويل الشعري الذي يناسب السرود  النصية المبنية على التذكر والاستعادة، أي دون التفكير في الأعذار بطبيعة
 الحال...".