السبت، 28 سبتمبر 2019

الشاعر د.عبد الخالق العطار الموسوي



   المواويل  المشرقة 

   _ تذكير  إلى  بناتي وأولادي_

    مَواويلٌ

    تُنا غينا

    تَعجُّ  بها  شواطينا

    ه ه ه

    تَشُدُّ  الأمسَ بالحاضِرْ

    تَرِفُّ على الشفاهِ ظَماً

   وَ تُروينا

    ه ه ه

    تَباهى    سِربَ  آمالٍ

    تحومُ  على مرا سينا 

    ه ه ه

    تُصارعُ عاتياتِ الموجِ

    _ في   بحرِ    أمانينا

    تَشُعُّ    كواكباً    تَمتارُ

    _ مِن  فيحِ     مرامينا

    تَفَتَّقُ في رُبى الأحلامِ

    _   قِدّاحاً   وَ   نِسرِينا

    ه ه ه

    تُوا كِبُنا

   تُسا مِرُنا

      تُسَلِّينا

    ه ه ه

    تُهِزُّ  النَفسَ

    _ تُلهِبُ صَبوَةً  حَرّ ى

    تَشَبَّبُ في رموشِ النَجمِ

    _  تُغرِبنا

    وَ  تطفو    في    أمانينا

    ه ه ه

    تَغَزَّلُ   فَىءَ     أغصانٍ

    خُصَيلاتٌ

    تَميسُ على جبينِ البَدرِ

    _  تُروينا

    بقلم د.عبدالخالق العطار

يحيى الشيخ

«الأديب المغربي: مولاي الحسن بنسيدي عليّ» في ضيافة 

المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس
ــــــــــــ بقلم يحيى الشيخ ــــــــــــ

استقبل المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس، مساء يوم الخميس 26 سبتمبر 2019م، الأديب المغربي مولاي الحسن بنسيدي عليّ. وقد حضر هذا اللقاء ــ الذي تم نقله على المباشر عبر شبكة التواصل الاجتماعي ــ عدد من الضيوف والمهتمين، من بينهم الأستاذة خديجة أميتي ممثلة رابطة كاتبات المغرب فرع باريس، نيابة عن الأديبة نجاة الكاظي رئيسة الرابطة بفرنسا، والشاعرة والفنانة التشكيلية السورية ريم السيد، والروائية المغربية المهندسة حياة اليماني، ووفد من مدينة بريتوريا (جنوب إفريقيا) ــ من أصول هندية ــ، وبعض أعضاء المركز (سمير الشيخ ونادية حايدة ونعيمة محضار)، وآخرون. 
كان هذا اللقاء فرصة للتعرف على تجربة السيد مولاي الحسن بنسيدي عليّ في مجال الإبداع الأدبي والقانون المغربي وقضايا الكتابة والنشر في المغرب وحوار الأديان والتعايش السلمي بين الشعوب وأواصر الأخوة الجزائرية المغربية ودور المجتمع المدني في بناء الدولة الحديثة وواقع الهجرة، وغيرها من المواضيع. تلا كل هذا نقاش مستفيض ومداخلة قيمة للسيدة أميتي حول «الكتابة النسائية وواقع النساء المهاجرات» وقراءات شعرية لضيف اللقاء وللشاعرة ريم السيد، وتبادلات فكرية وودية مع الحاضرين ومع ضيوف جنوب إفريقيا.
والجدير بالذكر أن السيد مولاي الحسن بنسيدي عليّ، الذي شرف المركز صحبة السيدة فاطمة بالعربي، محام سابق وفاعل في جمعية «ملتقى الفن والإبداع بالناظور»، وأحد أدباء مغاربة المنطقة الشرقية (وجدة)، كما أنه ينشط في المغرب وخارجه حيث ساهم خلال هذا الأسبوع في الندوة الدولية حول حوار الأديان بدعوة من السيد غالب بن الشيخ وفاطمة بالعربي. لقد كانت بداياته كفاعل جمعوي في «المقهى الأدبي» الذي يشرف عليه السيد عبد السلام بوسنينة، وإليه يرجع الفضل في تشجيع أديبنا على طبع كتبه الإبداعية المتنوعة بين الدراسات القانونية والقصة والرواية والنقد الأدبي والمسرح والشعر الزجلي والفصيح. 
من أعمال الأديب مولاي الحسن المطبوعة بالمنطقة الشرقية (وجدة/بركان)، رواياته: «غادة العامرية» و«ذاكرة الخيول» و«قلب بين نور ونار»؛ ومجموعاته القصصية: «أيلان .. حين ينزف الورد (مطبعة نجمة الشرق، أبركان، 2016م)»؛ ومسرحياته: «عودة آريز (مطبعة الجسور، وجدة)» و«صهيل الجياد (مطبعة نجمة الشرق، أبركان)»؛ ودواوينه الزجلية: «جذبة المداح (مطبعة نجمة الشرق، أبركان، 2018م)» و«خويا العربي (مطبعة الجسور، وجدة،)» و«لمّيمة (مطبعة نجمة الشرق، أبركان، 2018م)». كما أن له دراسات نقدية حول مجموعة من المبدعين المغاربة، من بينهم الشعراء حسن الأمراني ومحمد علي الرباوي. أما اهتمامه بالمسرح فيرجع إلى سنة 1976م حيث لعب دورا في مسرحية حسن الأمراني الشعرية «البحر والرجال». أضف إلى هذا اهتمامه بالدراسات والإشكاليات القانونية إذ سيصدر له قريبا كتاب «الشهادة كدليل إثبات في المادة الجنائية».
يمكننا أن نعتبر تجربة الأديب مولاي الحسن بنسيدي عليّ شهادة حية على تطور الكتابة الأدبية والنقدية بالمغرب الشرقي، تضاف إلى تجارب كثيرة لجيل شعراء المنطقة الروّاد الذي ظهر مع بداية السبعينات، كمحمد بنعمارة وحسن الأمراني ومحمد علي الرباوي وعبد الرحمان بوعلي ومحمد فريد الرياحي وعبد السلام بوحجر ومحمد منيب البوريمي ولحسن كردوس وعبد القادر لقاح، هذه التجربة التي استمرت مع جيل الشباب وتطورت في مضامينها ومبانيها كما عند سامح درويش.
لقد تناولت عروض الأديب مولاي الحسن بنسيدي عليّ مواضيع شتى انصبت على تجربته الإبداعية والجمعوية والقانونية، أبان فيها كلها عن روح تشبعت بالمواقف الإنسانية التي عبّر عنها ــ هنا في باريس ــ خلال اللقاء الدولي حول تعايش الأديان والشعوب ومحاربة التطرف بكل أنواعه الدينية والسياسية. وفي نهاية اللقاء، ألقى السيد مولاي الحسن بعضا من قصائده الفصيحة، وهي: «بوح عاشق في الخمسين» و«من فرط جنوني» و«زوار منتصف الليل»، وهي تصوير للمأساة التي عاشها المغرب خلال سنوات الرصاص. أما الشاعرة ريم السيد فقد شنّفت أسماع الحاضرين بنصوص جميلة، منها قصيدة «تجليات» المنشورة في ديوانها الأخير «مقامات الوجد (دار الفارابي، بيروت، 2016م)».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باريس، بتاريخ 27 سبتمبر 2019م.


بقلم الآديب يحيى الشيخ 

الجمعة، 27 سبتمبر 2019

من اختيار حسان الامين

المتهم بريء حتى تثبت إدانته
تزوج شاب بحبيبته ولم ينجبا أطفالا فقررا أن يربيا كلبا فاشترو كلبا صغيرا وبدأوا يعاملوه كأنه طفل وكلما كبر الكلب عاملوه
 بكل حب واحترام وبعد خمس سنوات أنجبت الأم طفلاً ففرحوا به فرحا شديداً وبطبيعة الحال قل اهتمامهم بالكلب لدرجة أنهم أحسو أن الكلب يغار من الطفل وبدأ الطفل يكبر وفي أحد الأيام قرر الآبوين أن يتركا الطفل ينام في غرفته لوحده حتى يتعلم الاعتماد على نفسه وذهبو لينامو في غرفتهم وفي منتصف الليل سمعو صوت الطفل يصرخ والكلب ينبح فذهبو مسرعين ليعرفو سبب صراخ الطفل . فرأي الأب رقبة طفله تسيل منها الدماء وقد فارق الحياة وتغطي الدماء فم واسنان الكلب فأسرع الأب إلي المطبخ وأخذ أكبر سكينة وطعن الكلب عدة طعنات والكلب صامت لم يحاول الدفاع عن نفسه لأن من صفاته الوفاء حتى الموت وبعد وفاة الكلب وجدت الأم بقايا أفعي علي السرير بالقرب من رقبة الطفل وتأكد الأب أن سبب وفاة الطفل هو لدغة الأفعى وإن الكلب آكل رأس الأفعى دفاعاً عن ابنه . صرخ الأب صرخة هزت أرجاء المنزل لأنه قتل أوفي صديق له ..... لا تتسرع بالحكم على الآخرين فالمتهم بريء
حتى تثبت إدانته .!!!!

بقلم حسن عبد الله

وتسألوني من أنا؟!
أما يكفيكُمُ علماً .. ويكفيني أنا شرفاً
أنا ابنُ أمي وكفى؟!

أنا ابنُ من في قبرِها
والنورُ منها في فؤادي ما انطفى
أنا ابنُ من في كلِّ أرضٍ
وأينما ولَّيتُ وجهي
سمعتُ نبضَ فؤادِها بحروفِ اسمي هاتفا

أنا ابنُ من إنْ تسألوا عن وصفِها
فلتعلموا ..
أوصافُ أمي كلُّ وصفٍ مصطفى
أمي حصادُ الخير مُذْ خلقَ الله البريةَ
توأمٌ هيَ والربيعُ
فلا جَفتْ أمي الربيعَ .. ولا الربيعُ فؤادَ أمي قد جفا

أنا ابن من كانت تُقبِّلُ وَجنَتي
أفلا ترونَ بوَجنَتي ماكانَ في وجناتِ أمي من صفا؟!

أنا ابنُ من كانت تُطبطبُ فوقَ كَتِفي
قبلَ صحوةِ شمسِنا
فإذا صحوتُ ..
رأيتُ سربَ النورِ منها على فؤادي مُرفرِفا

أنا ابنُ من قالت: بنيَّ ..
لاتبكي إذا مامتُّ .. لا تبكي وخُذْ
خُذْ عطرَ أمِّكَ يا بنيَّ وديعةً
وانثرهُ فوقَ الشمسِ .. فوقَ الزهرِّ .. فوقَ صحراءِ القلوبِ وقل سلاماً
قلت: يا أمَّاهُ .. نعمَ الكنزُ كنزي وكفى

أنا ابنُ أمي وكفى
وبهذه ..
أنا خيرُ من عن نفسِهِ قد عرَّفَ

#زخات_قلم حسين_عبدالله

الصورة: من أمسيتي في تونس العاصمة (4 سبتمبر2016) حيث كانت هذه أولى كلماتي لأتوشحَ بعطر أمي الذي كان ينبَجسُ من مسامات جبيني


أحمد الشاهدي

 بوح قلب 

الكثير .... الكثير
ذاك الذي يلزمني لأصل إليك
أيتها الساكنة ثنايا القلب
المتربعة على عرش الروح
بعز و أنفة
يسكنني طيفك
يحتل كل مساحات التفكير
يشغل من بالي الكثير .. الكثير
حين يعز الدفء
ولا يُعلى على الفراش الدافئ الوثير
حين تلبس الطبيعة ثوب البياض
كبياض قلبي المودع لديك
تداعبه نسماتك
تجدينه جواداً بكل الجمال فياض!!!

أنا الرحالة
أنا الجوال
محاطا بزرقة الموج العميق
فوقي زرقة السماء
وأمامي زرقة الماء
و بشموخ و كبرياء
أقاوم البعد المفروض
أُجابِه الواقع المعروض
ولا أستسلم بِيُسر
إلا بين يديك
و يبوح القلب إليك
بالسر المثير
و بالكثير .. الكثير
أيتها البدر المنير!!!

شعر مولاي لحسن بن سيدي علي

..       إليك عني 
لا حمرة الوجنين
لا  زرقة العينين 
لا  قوامك الفاتن  
لا بياض  جيدك  الأسيل 
كالثلج ذائب 
 على ربوتك منهمر 
يهزني 

أ تحت قوس النصر 
توشيحنني
حقا أحبك 
لكني  لست   بخائن
 فما تزال  صور أجدادي  
على مشانقك أمام العين 
كما المسيح  صلبوه هناك  وهنا
 بغير حق..


  سرقت  تاريخي  
توابت     الفراعنة  من خالص الذهب
مخطوطات  الكندي..
 و ابن سينافي الكمياء 
و ..في الطب 
  سومريات بابل 
 بقوانين حمو رابي 
والحدائق المعلقة ..
عود زرياب  
وأوتار انغامه المتدفقة 
تواشيح الأندلس
والتوربادور
ودواوين شعر الفطاحل
كل علوم  أجدادي
كل فنونهم 
بين أسوار اللوفر سجينة

وتدعي  أنك مدينة الأنوار  
إليك عني   يا كاذبة 

قد  جف  مداد  حبري 
 و نهر لاسين  بعروقي يجري  
يمحو حسرتي  
 على سالف العهود والعصر


دعيني باريز أهدأ و أصالحك 
 أتأمل مسحة الجمال فيك 
وأفتح صفحة جديدة 

مازلت أسترجع حلاوة المر 
صحيح لست بنفرتيتي 
ولا بشجرة الدر 
ولست أجمل  من بلقيس 
ولا من فاطمة الفهرية 
ولا من جوديت كهانا .
ولست أكثر تحررا 
من السيدة الحرة
 لكنك باريز  ...


باريز لا تبكيني أكثر 
لا تهيجي مواجعي أكثر  
وإليك عني 
كنا ومازلنا خير أجناد البشر 
أصحاب عز وإباء و فخر 
مسحت باريز دمعتي 
حضنتني بقوة 
وتحت أنوار عيونك الجميلة 
إرتشفت كاسات  اللاندم 
وأهديتها في حبك 
في صحة  إيديت بياف
في روح سيدة باريس 
Dame de paris
  قصيدة تسامح ونصر ..





...
مولاي الحسن بنسيدي علي 
تنقيح وتهديب الشاعرة جميلة محمد

الخميس، 26 سبتمبر 2019

د.رمضان الحضري

التشابه والاشتباه في الشعر
*************

أخذت كلمتا ( التشابه والاشتباه ) في لغتنا العربية عدة معان مختلفة ، ( فالتشابه ) قد يعني وجود شبه بين شيئين أو أكثر ، وفي الهندسة ( يتشابه المثلثان ) يعني تساوت الزوايا المتقابلة ، وفي الميكانيكا ( تشابه المحركان ) في الأجزاء أو الحركة ، وكذا في الأحياء وغيرها من العلوم ، ولكن الكلمة تحتمل تفسيرات أخرى مثل ( تشابه الأمر عليهم ) بمعنى اختلط وغمض ، وأصبحت هناك مشكلة إلتباس ، ( والاشتباه ) يعني الغموض واللبس وضبابية الرؤية وعدم الوضوح .
حاولت كثيرا أن أتجاوز هذه المقال لأسباب تخص معظم شعراء الوطن العربي في الوقت الحالي تقريبا ، فلربما هتكتُ أستارا بالية  ، وأوغرت صدورا خاوية ، فحينما نعلم أن اتحاد كتاب مصر يقدم جائزة باسم ( أمير الشعراء أحمد شوقي ) ، ومعروف منهاج شوقي في الشعر ، ولكن الجائزة تقدم لأحمد عبدالمعطي حجازي الذي هدم شعر شوقي ، وبالتالي هدم الشعر المصري ، بالإضافة أن كلمات حجازي لايمكن لناقد أن يعتبرها شعرا ، وحسبنا أن نقرأ له مجموعة من الكلمات وضع لها عنوان ( سلة ليمون ) : _
تحت شعاع الشمس المسنون
و الولد ينادي بالصوت المحزون
عشرون بقرش
بالقرش الواحد عشرون  
سلّة ليمون ، غادرت القرية في الفجر
كانت حتّى هذا الوقت الملعون ،
خضراء ، منداة بالطلّ
سابحة في أمواج الظلّ
كانت في غفوتها الخضراء عروس الطير
أوّاه 
من روّعها ؟
أيّ يد جاعت ، قطفتها هذا الفجر 
حملتها في غبش الإصباح
لشوارع مختنقات ، مزدحمات ،
أقدام لا تتوقّف ، سيّارات ؟
تمشي بحريق البنزين 
مسكين 
لا أحد يشمّك يا ليمون 
و الشمس تجفف طلّك يا ليمون 
و الولد الأسمر يجري ، لا يلحق بالسيّارات
عشرون بقرش
بالقرش الواحد عشرون 
سلّة ليمون 
تحت شعاع الشمس المسنون
و قعت فيها عيني ،
فتذكّرت القرية
*******

هذه مجموعة الجمل التي كتبها الصحفي الأستاذ أحمد عبدالمعطي حجازي ، وأقسم على كل الكتب المنزلة من عند مولانا جل وعلا ، أن هذه الكلمات لاعلاقة لها بشعر العرب ، ولا شعر الغرب ، ولا أي شعر حتى لو كان الشاعر مبتدئا ، فإذا كان هذا هو الشعر فإن ماكتبه امريء القيس والمتنبي وشوقي ونزار وصلاح عبدالصبور والسياب والعظيم محمود درويش ليس شعرا ، وبالتالي فحجازي اشتبه عليه الأمر فظن أن ما يكتبه شعرا ، والأروع أنه لازال يخيف بعض النقاد القدامى ليعلنوا أنه شاعر ، وماهو بشاعر ، وماعلمه شعرا من أحد ، وهذا الدليل واضح مهيع ، فالنص 
مجموعة من الجمل الخبرية الإخبارية للعرض والخبر ، لاتقدم توجها ولا نوعا جماليا ولا صورة ولا رسما ، ويعطون صاحب القصيدة جائزة شوقي ، هذه سفاهة ما بعدها سفاهة ، واتحاد كتاب يستحق المحاسبة على طمس هوية الشعر المصري والشعر العربي ، وبعض النقدة سيقولون أن القصيدة تحمل فكرا لوجستيا وحبا مازوخيا ونمطا لسانيا بنيويا مهلبيا ، حيث إن الشاعر تذكر قريته ، وتذكر فيها شجرة ليمون ، خسيء من قال عن هذه الكلمات السوقيات أنها من شعر العرب .  
 هذا إلى جانب أن ما يقدم في برامج تعليمنا حتى اللحظة في دولنا العربية لايرقى للمشاركة في الحضارة العالمية القائمة ، فشطر من شعراء العرب لا يزال مقيماً في حقول تراثية غير قابلة لإنجاب الإبداع ، وشطر آخر اكتفى بما يمكنه وما تعلمه فأنتج ما يمكنه ، وترك ما يجب عليه .
  فالشطر التراثي استمر على رأي ابن منظور في الشعر حينما عرفه بقوله : ( الشعر منظوم القول غلب عليه لـشرفه بـالوزن
والقافيـة ، وقائلـه شـاعر لأنـه يـشعر بـه غـيره أي يعلـم بـه ) ، وهو ذات التعريف الذي قال به الفيروز آبادي ( أطلق العرب على علم شعرا، وإن غلب على الكلام المنظوم لشرفه بالوزن والقافية ) وقد رأي محمد بن سلام الجمحي أن ( المنطق على المتكلم أوسع منه على الشعر، والشعر يحتاج إلى البناء والعروض والقوافي والمتكلم مطلق يتخير الكلم ) . 
وقد عرّف المبرد الشاعر بقوله : ( أن صاحب الكلام الموصوف ـ الشاعر ـ أحمد لأنه أتى بمثل فالوزن والقافية هما ميزتان أساسيتان عند هؤلاء ) .
كما عرّف قدامة بن جعفر الشعر حينما قال : ( قول موزون مقفى يدل على معنى ) .
وهو نفس تعريف الحاتمي ( اللفظ والمعنى والوزن والقافية ) .
وقد جمع ابن فارس كل التعريفات السابقة فقال : ( الشعر كلام موزون مقفى دل على معنى ويكون أكثر من بيت لأنه جائز اتفاق سطر واحد بوزن يشبه وزن الشعر عن غير قصد ) .
يتضح من التعريفات النقدية للشعر أنها قمة في التشابه ، وكما بدأ النقد الأدبي بالتشابه ، بدأ كذلك الشعر العربي بالتشابه ، حتى ترى طرفة بن العبد يأخذ نفس مفردات امريء القيس .
يقول امرؤ القيس في معلقته : _
وقوفًا بي صحبي عليّ مطيَّهم
يقولون لا تهلِك، أسًى وتجمّلِ

ويقول طرفة بن العبد في معلقته : _
وقوفًا بي صحبي عليّ مطيَّهم
يقولون لا تهلِك، أسًى وتجلّد
ويقول عمرو بن الأهثم بعدهما : _
 وقوفا بها صحبي على مطيَّهم
يقولون لا تجهلْ ولست بجهّال
*********
ومن قول تأبّط شرًّا : _
ولستُ بمِفراحٍ إذا الدهر سرّني
ولا جازعٍ من صَرْفه المتحوِّلِ
يأتي بعده هُدْبة بن الخَشْرم ويقول : _
ولستُ بمِفراحٍ إذا الدهر سرّني
ولا جازعٍ من صَرْفه المتقلِّبِ
************

وقال الأبيرِد :
فتًى يشتري حسنَ الثناءِ بماله
إذا السنة الشهباء أعوزها القطرُ
وقال الراعي النُّمَيْري من بعده
فتًى يشتري حسنَ الثناءِ بماله
إذا ما اشترى المَخزاةَ بالمجد بيهسُ
وجاء أبو نواس بعدهما : _
فتًى يشتري حسنَ الثناءِ بماله
ويعلم أن الدائرات تدور .
************
هذا التأثر القليل بشطر من قصيدة أو نقل بيت من قصيدة لا يعني سرقة في هذه الفترة بقدر ما يعني أن الشاعر قرأ أشعار من سبقوه ، وبعبارة أخرى هو مثقف تأثر بمن سبقه ، ونقل منه ما يصلح في نصه ، وهو يعرف ويعترف بذلك .
لكن الكارثة الكبرى التي يمر بها الشعر العربي في وقتنا الحالي أكبر من كل احتمال ، حيث تتشابه الطنطة في ظل فقدان التوجه وفقدان المعنى ، واكاد أقول فقدان الشعر لروحه ، وهذا ما سوف اتحدث عنه في اللقاء القادم بامر الله تعالى .


د.رمضان الحضري