الثلاثاء، 27 أغسطس 2019

بقلظ ذ الناقد والكاتب محمد ادؤب السلاوي

سؤال الثقافة والتنمية
           

عن دار مرسم بالرباط،يصدر قريبا للكاتب والناقد ذ. محمد اديب السلاوي كتابه الجديد: " سؤال الثقافة والتنمية" 
كتب فاتحته الكاتب والباحث الدكتور عبد الرحمان بن زيدان
وكتب مقدمته الكاتب والشاعر الاستاذ محمد السعيدي.

الكتاب قرادة متانية في العلاقة الجدلية بين الثقافة والتنمية في زمن الالفية التالتة، وشروطها الموضوعية.تدعو محاوره الى انجاز استراتيجية  ثقافية، تعتمد البرمجة والتخطيط، وتؤسس لرؤية تنموية مغربية وتنويرية. 

في تقديم ذ. السعيدي جاء هذا التقييم :
"سؤال الثقافة والتنمية" اكاديمي المبنى، منهجي المقاربة، متعمق التحاليل، متكامل الدراسات بما يشمل عليه من مراجع علميةومصادر معتمدة، وبمايتالف به من احصائيات موتقة، وبما يعانق من تعاريف لغوية وفلسفية عربية وغربية ،وبما يزخر به من تقارير هيئات اممية متحدة او يونسكية، وبما يستنتج من بحوت مؤسسة الفكر العربي للعلوم و التكنولوجية، وبما توصلت اليه بعض وسائل الاعلام الغربية من محصلات مدهشة، توسل عبرها المفكر محمد أديب السلاوي ،غاية الفكر لتكتمل اطروحته اكتمالا علميا، يجد خلالها الباحثون والدارسون ما يؤتتون به رسائلهم
 واطاريحهم ،كما تلقى فيها المؤسسات البنكية ودور النشر ووزارات الثقافة والاعلام والتعليم والتخطيط ما يوفر لها  الجهد ويغني المدارك وينشر لها سبل الاصلاح لتدارك ما فات ،والنخراط في تسوية ما هو ات.

وليس من شك في ان محاور هذا الكتاب،تتخد لها منطلقا فلسفيا  عقلانيا يعتمد الثقافة  اساسا لكل العلوم والفنون مصدرا تشع منه كل المعارف  المتمتلة في الكتابة والقراءةوالسياسة والتنمية والصحافة والصناعة الثقافية. وما يحيط بها من اشكاليات،وما يتفرع عنها من ملابسات وما يتناسل عنها من اسئلة

كتاب جدير بالقراءة.

بقلم سليمان كامل

خمر العاشق......سليمان 
***************
أعيش مع الذكر والإنشاد في وله
وروحي تسمو لرب العرش محييها
.....
أذوب في ذات الإله سكرا بلا خمر 
كأن الذكر خمر العاشقين يرويها 
......
فترى قلب غير قلبي وروح تهيم 
في عالم من الأرواح طهر تسريها 
......
يامهجة الروح ورب العرش يؤنسها
وتنزل الملائك بالرحمات يحميها 
......
يا أنسي في وحدتي وأملي بغربتي 
كلي وبعضي وأنفاسي أنت تزكيها 
......
مالي والوجود من حولي إذا كنت 
وماكنت أنا لو لم تكن أنت مبقيها 
......
ياااإلهي لو بكت عيني وذابت 
ملء الأرض دمعا ماوفت مآقيها 
.......
بنعمة تجود بها ولا أدركها بجهلي 
ياعظيم القدر وإن نسيت فلا 

سليمان كامل 
2019/8/23 الجمعة

الاثنين، 26 أغسطس 2019

جديد الكاتب والناقد محمد أديب السلاوي

سؤال الثقافة والتنمية
         


عن دار مرسم بالرباط،يصدر قريبا للكاتب والناقد ذ. محمد اديب السلاوي كتابه الجديد: " سؤال الثقافة والتنمية"
كتب فاتحته الكاتب والباحث الدكتور عبد الرحمان بن زيدان
وكتب مقدمته الكاتب والشاعر الاستاذ محمد السعيدي.

الكتاب قرادة متانية في العلاقة الجدلية بين الثقافة والتنمية في زمن الالفية التالتة، وشروطها الموضوعية.تدعو محاوره الى انجاز استراتيجية  ثقافية، تعتمد البرمجة والتخطيط، وتؤسس لرؤية تنموية مغربية وتنويرية.

في تقديم ذ. السعيدي جاء هذا التقييم :
"سؤال الثقافة والتنمية" اكاديمي المبنى، منهجي المقاربة، متعمق التحاليل، متكامل الدراسات بما يشمل عليه من مراجع علميةومصادر معتمدة، وبمايتالف به من احصائيات موتقة، وبما يعانق من تعاريف لغوية وفلسفية عربية وغربية ،وبما يزخر به من تقارير هيئات اممية متحدة او يونسكية، وبما يستنتج من بحوت مؤسسة الفكر العربي للعلوم و التكنولوجية، وبما توصلت اليه بعض وسائل الاعلام الغربية من محصلات مدهشة، توسل عبرها المفكر محمد أديب السلاوي ،غاية الفكر لتكتمل اطروحته اكتمالا علميا، يجد خلالها الباحثون والدارسون ما يؤتتون به رسائلهم
 واطاريحهم ،كما تلقى فيها المؤسسات البنكية ودور النشر ووزارات الثقافة والاعلام والتعليم والتخطيط ما يوفر لها  الجهد ويغني المدارك وينشر لها سبل الاصلاح لتدارك ما فات ،والنخراط في تسوية ما هو ات.

وليس من شك في ان محاور هذا الكتاب،تتخد لها منطلقا فلسفيا  عقلانيا يعتمد الثقافة  اساسا لكل العلوم والفنون مصدرا تشع منه كل المعارف  المتمتلة في الكتابة والقراءةوالسياسة والتنمية والصحافة والصناعة الثقافية. وما يحيط بها من اشكاليات،وما يتفرع عنها من ملابسات وما يتناسل عنها من اسئلة

كتاب جدير بالقراءة.

بقلم محمد أبو الغيط

" أبوس ايـدك "

🙏🙏🙏🙏🙏🙏
أبــوس ايـدك تـسـبهـالي
دي رزقي وكل راسمالي
 دا انا من النجمة  شقيانه
 وعـــايشـه ف ذل ومهانه
 عشان أكسبلي كام ملطوش
ميستهلوش ! 😔
 هجيب بيهم عشا عيالي ؟
دا أنا غلبانة و مليش حـد
و بَفْرِشْ بس  سبت و حــد
يا عم أمين 😔🤚
بلاش تـتـسـد !
 سَهِلْ هَاالي
دا أنا والله صابرة سنين
و ماشية يمين ! فتطلع مين ؟
عشـــان تنظـرلي بـتـعـالي ؟
منيش ماشية فـ سكة شمال
و عايزة عيالي تتعشى
بلقمة حلال 🙏😔🙏
مليش فـ اللف والدوران
مبتلونش بالألوان
ساعات بينام وِلِيدِي جعان
 صَعِـيـب حــالي !
فهعمل ايه ؟ يا سيدي البيه
بتتشطر عليا أنا ليه ؟
قانون ! مجنون !
و ليه بتقول  أنا مالي ؟
يا عم الحاكم المسؤول
كفاية عليا طبق الفـول
فطوري ! غدايا ! وعشايا
بـــلاش تجرحني وكــفــايـا
تَـقِـيـــلَه عليا أحمالي 😥😥
دا كل منايا كام ملطوش
مبيكفوش ؟
أجيب بيهم دوا غالي !😥😥
فـ ايه المانع ؟
تسيبني أتوضى في الجامع
و أصلي لربك السامع
يزيـح هـمـي واذلالي ! 😥
بدل ما أشحت ؟ وهدعي عليك
بـلاااااااش معـاليك !!!!
أبـوس يـدك ! أبوس رجليك !
دا انا من النجمة  شقيانه
 وعايشه ف ذل ومهــانه
 عشان أكسبلي كام ملطوش
ميستهلوش !
 هجيب بيهم عشا عيالي ؟
🙏🙏🙏🙏

محمد أبو الغيط

بقلم قريش عبد اللطيف

حب منسي 



أنا الذي ...

يسكنني الغياب ...
يوقظني من حين لآخر ...
حب منسي ...
كمثل أمواج البحر ...
يشبه المد والجزر ...
تارة يطفو على وجه الماء ...
وتارة ينزل إلى القعر ...
أنا لوحدي ...
غائب هنا ...
حاضر في مهجة قلبك ...
في غيابي أتيه في ذكراك ...
وفي حضوري ...
أشم عبق أنفاسك ...
في كل مكان ...
أنا لوحدي ...
مترنح في مقلتيك ...
أثمل من نبيذ نظراتك ...
أنا لوحدي ...
أراك في كل زوايا ذاكرتي ...
أحلم بهواك ...
يدثرني من عراء الجفاء ...
يؤنس عالم وحدتي ...
أنا لوحدي ...
أرتجف من سحر عيونك ...
التي تروي ظمأ قلبي ...
من لوعة الأشواق ...
في زرقة السماء ...
أرى طيف خيالك يحدثني ...
عن صبابة حب آتي بين ثنايا الرياح ...
------------------------------------------------


قريش عبد اللطيف 2019/08/26

الأحد، 18 أغسطس 2019

بقلم محمد اديب السلاوي

واذا زلزلة الحكومة زلزالها......


تحدت جلالة الملك في خطاب العرش(2019) عن حاجة الحكومة/الدولة لكفاءات جديدة/ لجيل جديد من المسؤولين ، قادر ومتمكن من كفاءته لمواجهة اوضاع البلاد والعباد التي تعاني من الاختناق الذي قد يجر المغرب لا قدر الله الى الاسوء.

والحقيقة التي لا جدال فيها ان واقعنا ومشاكلنا وتحدياتنا باتت تحتاج الى جيل جديد من الكفاءات المؤمنة بمواطنتها ، كما باتت تحتاج الى تغيير شامل في السياسات، كما في العقلية الحكومية التقليدية،/تحتاج لارادة صلبة، قوية،    لمحاكمة الفساد المتعدد الصفات والقضاء عليه، والتقرب الى المواطن، والى قضاياه ومعاناته.

ان الاحدات التي واجهتها حكومة العتماني، وقبلها حكومة بنكيران، ولم تقدر على معالجتها او التحكم فيها، جميعها تتعلق بالفساد الذي زاد في ظلهما اتساعا وتعمقا في الاجهزة والقطاعات،

ان الحكومتين لم تستطيعا شيئا لمواجهة غول الفساد الذي اصبح يلتهم الاخضر واليابس على مرائ ومسمع الراي العام داخل المغرب وخارجه، وهو ما جمد كل الطموحات في التنمية والاصلاح والانفتاح على زمن الالفية التالتة، واخد يدفع بالبلاد نحو الهاوية والافلاس. 

يعني ذلك انه سيكون امام الجيل الجديد من المسؤولين الجدد  مسؤوليات عديدة ضخمة، في مقدمتها قطع الطريق على الفساد والمفسدين بكل الوسائل الممكنة قانونا، والانتباه الى مرافق الدولة التي تئن مند عقود تحت انين الفساد والتخلف وتدمير قيم المواطنة والقانون والدستور،وتطوير قوانين المراقبة،وسن قانون "من اين لك هذا" وتطبيق مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وبت روح الاعتدال والوسطية بشجاعة وقوة، دون اي خوف من الحرس التقليدي الذي عمل دائما من اجل حماية مصالحه والمتاجرة في سلطات وظيفته.

ليس بعيدا عن اشكالية الفساد ومحاربته والقضاء علية وعلى اهله من المفسدين، سيكون امام الجيل الجديد من المسؤولين، التركيز على حل المشاكل العالقة في التعليم والصحة والشغل والسكنى وفي قطاعات التنمية ،والحد من التدهور الاجرامي الذي فاق المعقول، بعدما اصبح يهدد المجتمع في المدن والقرى والمداشر، ، وهو ما يتطلب من الحكومة تخطيطا استراتيجياجديدا لحماية المجتمع من الفعل الاجرامي بكل انواعه وصفاته.

في هذا الاطار،سيكون على الجيل الجديد من المسؤولين، حماية المستهلك من التلاعب في الاسعار، والغش والفساد في المواد الغدائية، وفي العقار، وفي كل انواع التجارة والاستهلاك.

ولان الثقافة رافعة اساسية للتنمية سيكون امام الجيل الجديد من المسؤولين في هذه الحكومة توفير مساحة واسعة للثقافة والفكر ،بدعم الكتاب والمسرح والسينما والموسقي والفنون التشكيلية وكل مجالات الابداع،وفتح المكتبات بالمدارس والمعاهد والجامعات في وجه التلاميد والطلبة والباحثين، مع احدات درس القراءة في كل اسلاك التعليم،، واعطاء لغة الدستور والهوية الوطنية مكانتها اللائقة بها في التعليم والادارة.

الذي لا شك فيه ان ملك البلاد الذي قرر الانتقال الى مرحلة جديدة من الحكم، باحتضان جيل جديد /جيل شاب، كفىء، كان وما يزال   مند كان وليا للعهد  مهتما بالتحديت والاصلاح، اد اعتبر دائما ان الاصلاح ليس عبئا على الدولة، بقدر ما هو واجبا من واجباتها، لدلك لابد للمسؤولين الجدد، من وضع استراتيجية جادة لانعاش الاصلاح ولتطوير المجتمع وتسريع فاعلية التنمية التي يطمح لها المواطن مند عقود... وعقود.

انه زلزال من اجل هدم الفساد واهله، والبدأ بمرحلة جديدة من الاصلاح. 

افلا تنظرون... ؟

محمد اديب السلاوي 

الخميس، 15 أغسطس 2019

بقلم سميرة مسرار

في مملكة والدي

كثيرة هي الأوقات التي كنت أهرب فيها من حاضري إلى طفولتي ،أبحث عن أحلام طفلة صغيرة. لم أكن أعرف لذلك سببا، ربما كانت لحظات التعب تجعلني أحن لفترة  اللهو واللامسؤولية   وتدفعني إلى الفرار بجلدي من ضغوط الحياة والتملص من النفاق الذي يحيط بنا، أو هو الاشتياق لأب محب سرقه الموت !
 عدة تساؤلات تطرق باب العقل دون القدرة على الوصول لجواب مقنع.

حنيني لطفولتي ذو ارتباط قوي ومباشر بأبي. فمنذ صغري وأنا لا أفارقه حتى أصبحت أفضل عالم الرجال على عالم النساء الذي اقترن دائما في مخيلتي الصغيرة بالضعف والعمل اللامتناهي في المطبخ والتربية والخضوع لكلمة الرجل الأقوى. فضّلت عالم الرجال لأنني أعجبت دائما بقوة أبي القيادية في المنزل ذلك أن الكلمة الأولى والأخيرة كانت له . كنت إلى جانبه  باستمرار حيثما كان يجلس مع إخوته أو أصدقائه، يعجبني حديثهم وتضحكني طريقة تناولهم   لذكرياتهم و تلك المواقف الساخرة المضحكة التي كانوا يقيعون  بعضهم البعض  في شراكها ...

كانت جلسات أعمامي كثيرة ومتواصلة ومنتظمة ، غير أنها لم تكن تستهويني مع أنني ما زلت أحفظ كل حكاياتهم عن ظهر قلب. كانت الطفلة التي تسكنني تشعر بتفاهتها لأنها لم تكن إلا مناسبات للتفاخر في النسب والأموال والأبناء والأحفاد وأمجاد العائلة. ومع ذلك كانت تراقبها وتستأنس بها لأنها كانت تفتح لها فضاءات واسعة للدخول شيئا فشيئا إلى عالم الكبار.

وأنا الآن في رحلة هروبي إلى زمن ولّى وانتهى، أتذكر أنني عندما كنت في سن السابعة من عمري ذهبت مع أبي لحضور عرس كان يقيمه عمي  على شرف باقي أعمامي والعائلة بمناسبة زواج ابنته .

كان عمي صاحب العرس يحب الدنيا والهزل  بشكل كبير، وكانت له أساطير في المزاح والمقالب التي كان يمارسها على إخوته. بينما عمي الكبير كان رجل دين وأخلاق زاهدا في الدنيا بشكل لم أعرف له مثيلا، كان وسيم الوجه، ذا لحية بيضاء، دائم الابتسامة ومحبّا للعطاء والصدقة.

خلال مأدبة هذا العرس الشهير، والذي ما زلت أتذكره إلى يومنا هذا، حاول عمي (صاحب العرس) أن يخلق حدثا للمرح على حساب عمي "الزاهد" الذي اتخد  لنفسه زاوية وعزل نفسه فيها فصار لا يعرف من الحياة سوى العبادة والدين.بما انه  كان حاملا للقرآن الكريم، فقد كان حديثه كله استشهادات بالآيات الربانية. كان يُشهد له بالتقوى والاستقامة ومع ذلك رغب أخوه المستهتر في أن يورطه لارتكاب خطأ يشبه أخطاءه أو يزيد عليها. آنذاك كانت الأعراس تعتمد في تنشيطها على فرق" اللاعبات" أو ما يسمى بـ«فرقة شيوخ المرساوي». وحتى يصل إلى هذفه المتمثل في الاحتيال على  عمي الزاهد وأسقاطه في فخ الفتنة، فقد طلب  من إحدى الشيخات، وكانت الأجمل وذات قوام رشيق وشعر طويل، ان تثيره وتحتك  به وتغريه بجميع الوسائل حتى توقع به في فخها  حتى يضحك الجميع ...بخاصة وأن الارتباط بالشيخات بصفة شرعية أو غير شرعية أنذاك  هو نزول إلى الحضيض في ذهن المجتمع  المحافظ جدا الذي يعتبرهن نغزا من الشيطان يجتمع فيه الرقص والغناء والخمر. هكذا كان ولا زال ظن المجتمع بالشيخات وإن كان لا يقام عرسا إلا وكن حاضرات فيه بجمالهن الفتان ولباسهن الكاشف لأجسامهن  المتمايلة على أنغام الموسيقى .
أصر عمي ان تحاصره في فضاء يصعب عليه الخروج منه. كان هدفه  الإيقاع به ليستسلم لغوايتها حتى يخرجه من مدينته الفاضلة بعيدا عن رفقاء السوء فوق هذي الأرض، الآن وانا اتذكر ذلك الحدث استرجعت  لحظة خجل عمي وندمه  لضعف امام انثى ، أما العم العربيد فقد أشفى غليله إذ وجد في فتنة أخيه مبررا لكل لياليه الساهرة  فمضى على حاله لا يُعير اهتماما لنصيحة احد ،قد وقع تحت سلطة  الملذات وجاذبيتها التي انسته كل شيء، حتى نفسه...

وقع كل هذا ليلة ذلك العرس البهيج الذي لا زالت موسيقاه ترن بذاكرتي. لم أكن أعي شيئا مما كان يحاك في عالم الكبار، ولكني كنت أحس بعمي الزاهد فريسة في فخ   إخوته المتفقين  على الإيقاع به 
وهو بدون سلاح أمام حسناء فاتنة تتقن فن الإغراء والملاعبة.

لم يكن صِغر سني يسعفني لفهم ما كان يجري، بل لم أكن أعير له اهتماما كبيرا لأن الأهم بالنسبة لي كان هو مرافقة أبي. ومع ذلك فقد كنت أشاهد الحدث كما لو أنني كنت أمام مشهد من مشاهد السينما يكثر فيه الاعتداء والمقاومة، ويظل المشاهدون مشدوهين أمام هزيمة البطل. لم يستوعب عقلي الصغير في ذلك الوقت ما كان يحصل؛ كنت فقط أستمع لضحك الكبار جالسين في حلَقة وهم يركزون على تسلسل الأحداث.

كنت أتابع كل هذا وأنا طفلة، وأتعجب الآن من حياة الناس التي يمكنها أن تنقلب رأسا على عقب لمجرد لسعة ضمير، بل  أحاول فهم نفوس خلق الله وهي تركض نازفة تحت ثقل الندم حينما يعترف المرء بخطيئته، فيبكي ويتأسف ويتحسر ويطلب المغفرة. ذاك ما حدث لهذا العم الزاهد الذي لم يستطع التحرر أبدا من ماضيه، ولعله كان يلازم المسجد ليهرب من الناس ويتقرب أكثر من خالقه. ولعله كان يحجّ لهذا السبب مرارا، فكنت أتخيله ــ وأنا صغيرة ــ يطوف بالكعبة وهو يبكي أو يتنقل حافيا بين الصفا والمروة ليحس بألم المشي رغبة منه في نسيان ضعفه أمام جمال وإغراء الأنثى، هل كان الخطأ هو السبب  أم فتنة المرأة الشيخة وجاذبيتها التي جعلت المجتمع يرفضها باعتبارها فتنة ؟ لكم تعجبتُ من قوة الرجال التي كانت تستهويني ولكم أشفقت لضعفهم، ولكم تحيرت أمام ضعف المرأة وقوتها الخارقة في الوقت نفسه، ذلك أن المجتمع المتسلط جعلها تبدع في امتلاك الحيلة والجاذبية اللتين جعلتا منها الأقوى في عالم قد يبدو أنه لا زال تحت سيطرة الرجال !

وسط كل مشاهد هذه المسرحية لم ينتبه أحد لتلك الطفلة التي كانت تسكنني والتي كنت أشاهد من خلال نظراتها ما كان يجري وأنا عاجزة عن مقاومة إحساسي بحالات الرعب القاتل التي كانت تتشكل خفية عني ثم تنكشف أمامي كابتسامة مولود جديد.


سميرة مسرار 

.........يتابع