الأحد، 11 أغسطس 2019

بقلم محمد محمود السيد

 يا سر الحكاية  

.
كَـدَرٌ حياتـُكَ ، والحياةُ منَ الكَدَرْ 

في الحالتينِ النارُ مبدؤها شَـرَرْ 

ما ضـرَّ جفنُكَ غير آهـةِ عاشقٍ 

لم ينسَـهُ يومًا على مـرِّ الصُّـورْ 

يا أُختَ مريمَ يا جمالَ حياتنا 

طالَ الحنينُ إلى اللقاءِ المُنتظرْ 

لم يرتسمْ فرحٌ بأرضِ ملامحي

إلا  بليليَ  كُنتمُ  وجـهَ  القمرْ   

فاسلُكْ على أرضِ المفازةِ نحـوها 

تُبصرْ جمالاً في كلامٍ مخُتصرْ 

واغرسْ دماءكَ في فلاةٍ وانتظرْ 

منْ كفِّها ينمو ويتنشرُ الشَّجرْ 

واذهبْ إليها في هجيرٍ وارتقبْ 

فلئن رأتكَ تقهقه الدُّنيا مطـرْ 

يا وعـدُ يا سـرَّ  الحكاية  كُلّها 

يا بَعْثَ موتي من هشيمٍ محُتضرْ 

يا مُلهمَ الأشعار حسبُكَ وحدها

قـد ألهمت شعري بإعجاز القدرْ 


إهداء إلى ( الزهرة اليتيمة )

الجمعة، 9 أغسطس 2019

محمد أديب السلاوي

من يحمي عقولنا من الهجرة...

-1-

في ظل الحملات العنصرية الممنهجة التي تنظمها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ضد المهاجرين الأجانب منذ ظهور البوادر الأولى للأزمة الاقتصادية / المالية العالمية، برزت بشكل لافت، ظاهرة " هجرة العقول"، حيث أعلنت العديد من دول المهجر عن رغبتها في الاحتفاظ بالكفاءات العلمية والتكنولوجية، بعد طردها واستغنائها عن العمال والحرفيين العرب والأفارقة والأسيويين، وذلك وفقا لمخطط بعيد المدى، يرمي الى إعادة هيكلة أنظمتها في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والحضارية عامة.
 في مطلع الألفية الثالثة أعلنت دول الغرب عن خصاصها للكفاءات العلمية والتقنية والفنية التي من شأنها إعطائها القدرة على مسايرة التطورات العلمية والتكنولوجية، وعن استعدادها فتح الباب على مصراعيه  لاحتضان  الكفاءات  القادمة من  بلدان العالم  المتخلف/ السائر في طريق النمو لإدماجها في أنسجتها العلمية  والإدارية،  لسد  النقص الحاصل  عندها  في  هذه الأنسجة.
 وحسب دراسة للعالم المستقبلي المغربي، الدكتور المهدي المنجرة شفاه الله، فان هذا النقص يصل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية الى 350.000 إطار في مختلف التخصصات، وبالنسبة لأوروبا يتجاوز 940.000 إطار متخصص، وهو ما  يجعل  هذه  الدول في الوقت   الراهن تبذل قصارى الجهود  من    اجل   استقطاب   العقول   والكفاءات   بكل   الوسائل،  وبأي   ثمن،من أجل ان  لا  يدفعها هذا النقص الى التخلي عن دورها في قيادة المركب الحضاري العالمي، والتراجع خلف الدول الأسيوية، خاصة الصين واليابان والكوريتين.

-2-

 هكذا، نرى في الوقت الذي يتم فيه طرد العمال المغاربة، والعمال الأفارقة بالآلاف وبطرق وأساليب عنصرية لا إنسانية أحيانا، يتم في الوقت ذاته، الترحيب بشكل مبالغ فيه أحيانا، بالأطباء والمهندسين والإعلاميين والرياضيين والفنانين والكتاب والمبدعين وأساتذة الجامعات وبكافة اطر التخصصات العلمية المهاجرة الى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بإغراءات كبيرة وتحفيزات وامتيازات مغرية...وهو ما جعل ظاهرة هجرة العقول، تتسع سنة بعد أخرى، وتتخذ أبعادا مهولة ومقلقة، في ظل أوضاع البلاد التي تعاني من التخلف والفساد والرشوة والتهميش وانعدام استقلالية القضاء، وضعف الحريات العامة وخرق مواثيق حقوق الإنسان، وهو ما يشكل خطرا محدقا على المدى المتوسط والبعيد على الاقتصاد والصناعة والصحة والثقافة والفنون والرياضة والتعليم والخدمات،وكل الأنسجة التي تقوم عليها مخططات التنمية البشرية،  والتنمية الشاملة.

 طبعا، ليست هناك إحصائيات رسمية، بصدد الأطر والكفاءات المهاجرة،أو التي تهاجر،  من البلدات التي كانت تسمى ببلدان العالم الثالث، ولكن هناك حالات للهجرة مستمرة ومنذ عدة سنوات.
- طلبة يغادرون سنويا لمتابعة دراستهم العليا بالجامعات الأوروبية والأمريكية، ولكنهم بعد الانتهاء من الدراسة لا يعودون الى أوطانهم،  بل يفضلون الإقامة بالبلدان التي تابعوا الدراسة بها وحصلوا فيها على شهاداتهم العليا.
- أساتذة وباحثون وأطباء وعلماء رياضيات وفيزياء وصحفيون ورياضيون وفنانون وغيرهم يغادرون بلدانهم العربية او الإفريقية سنويا ، بسبب الإغراءات التي تقدمها لهم الجامعات والمؤسسات الأوروبية والأمريكية والكندية من اجل استكمال التكوين، واكتساب الخبرات المعمقة التي لا تتوفر عليها الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية المغربية...يتم بعد ذلك استقطابها لمصالحها الذاتية.
- اطر عليا في المؤسسات الاقتصادية والبنكية والصناعية، وفي الدارة العمومية، تغادر أوطانها العربية والإفريقية سنويا نحو أوروبا و أمريكا وكندا، بدعوى تطوير مهاراتها العلمية والاستفادة من الامتيازات التي تمنحها هذه الدول لأصحاب التخصصات العلمية، وأيضا بدعوى ان أوطانهم لم تول البحث العلمي أي اهتمام من شانه إرضاء طموحات هذه الأطر، في عهد العولمة والانفتاح العلمي
 ولا شك، أن الفوارق القائمة بين اهتمام الغرب وجامعاته ومقاولاته ومؤسساته العلمية والاقتصادية والسياسية والإدارية، بالعلم والعلماء، وبالكفاءات الفنية في المجالات المختلفة، وبين واقع الحال ببلدان العالم الثالث، سيجعل هجرة العقول والمهارات، هجرة متواصلة، بل لربما سيجعل منها كارثة علمية، اذا ما استمر الحال على ما هو عليه.

 ان هذا النزيف أمام الإغراءات الممنوحة سوف لن يتوقف عند هذا الحد، بل لربما سيتجاوزه ليأخذ بعدا اخطر ان لم تتخذ في شأنه القرارات الشجاعة من طرف أصحاب القرارات، ذلك لان النزيف الحاصل اليوم، سيصيب حتى الأطر العاملة بالمؤسسات الاقتصادية والمالية والخدماتية والعلمية التي لها تجربة وخبرة، ومن ثمة ستصبح الكارثة اكبر، خاصة وان إشكالية هجرة العقول والكفاءات أصبحت في الزمن الراهن، تندرج في إطار ظاهرة تهم مجموع العالم السائر في طريق النمو، ذلك ان الخصاص في الكفاءات العلمية والتقنية والفنية، الذي يعاني منه الغرب/ أوروبا وأمريكا، مهولا وخطيرا.

-3-

حتى هذه للحظة تكون ظاهرة هجرة العقول قد تسببت للعالم السائر في طريق النمو في خسارتين :
الأولى مادية، حيث يصرف على الأطر المهاجرة ملايين الدراهم من أموال دافعي الضرائب، من اجل تعليمها وتأهيلها وتكوينها دون أن يستفيد الوطن من خدماتها.

والثانية معنوية، حيث يقدم هذه الأطر على طبق من فضة، وبدون مقابل للدول الصناعية / المتقدمة / الغنية، لتزداد قوة ومناعة، وهو في اشد الحاجة إليها لإقلاعه وتقدمه وتحديث هياكله وإخراجه من أوضاعه المتأزمة مع الفقر والتخلف والفساد.
أمام هذه الظاهرة الملفتة التي تزيد من تعميق الهوة بين العالم المتخلف والغرب / بين الشمال والجنوب، والتي تزيد من تبعيته، يمكن التساؤل عن الأسباب والدوافع التي تدفع هذه الطاقات إلى الهجرة، بدل المساهمة في تطوير موطنها.
هل هي البنية العلمية التي مازالت غير فعالة ومنفصلة عن إطارها التربوي، آم هي هزالة الاعتمادات المالية المخصصة لها...؟
هل هي البيروقراطية القائمة في الأجهزة الإدارية، والتي تقف عائقا كبيرا أمام الكفاءات الوطنية، والتي تشتت جهودها العلمية وأبحاثها واختراعاتها، والتي تساهم في دفعها إلى الهجرة، حيث يكون المعيار الوحيد هو الكفاءة العلمية ووجود المناخات التي تساعد على بلورتها...؟
هل هو انعدام التخطيط الصحيح، لأحداث طفرات في المجالات الحيوية التي من شأنها استقطاب الكفاءات العلمية والتقنية وتشغيلها، لصالح النهضة الوطنية، في مجالات تخصصها.....؟
هل هو عدم قدرة المقاولات الصناعية والتجارية والخدماتية بالعالم الثالث مجاراة المقاولات العالمية ومنافستها على اجتذاب الموارد البشرية المتخصصة...؟
هل هو عدم توفير الشروط الاجتماعية للعلماء والمتخصصين والمهندسين للطمأنينة النفسية والارتياح والحرية والمنافسة العلمية الشريفة، في المقاولات وغيرها من محيطات العمل والانتاج؟
هل هو غياب الوسائل والبنيات لتطبيق ما تعلمته الكفاءات في المعاهد والجامعات، وضعف ميزانيات البحث العلمي، وهو ما يتحول الى تلاشي المعارف...؟
 او هو الحد من حرية التعبير، التي من شأنها تشجيع الخلق والابداع والمبادرات العلمية والفنية وغيرها.

-4-

في واقع الامر، هي سلسلة مترابطة من الإشكالات العالقة بموضوع الهجرة، تواجه العالم المتخلف/ السائر في طريق النمو، من هجرة اليد العاملة إلى الهجرة السرية، إلى هجرة الأدمغة العلمية والتقنية، تجعل العالم الفقير يعاني من النزيف، دون ان يبحث بجدية عن حلول وعلاجات.
 ولان الهجرة أخذت شكل الغول، على كافة المستويات، تجاوزت في شكلها وموضوعها كل الأحجام، وأصبحت قضية تمتد إلى أسواق المال والاقتصاد والى العلم والسياسة، أصبح على هذا العالم ان يتأمل بالكثير من التأني  والتمعن في إشكالاتها المتداخلة مع واقعه الآني والمستقبلي، وإيجاد العلاجات الناجعة لها،قبل فوات الأوان
 إن الهجرة من موقعها هذا، أصبحت ترتبط بإشكالات النمو الديموغرافي، وبإشكالات الوضعية الاقتصادية السياسية المتأزمة لبلدان العالم الثالث كمصدر للطاقة البشرية، وهي إشكالات، كما تتحكم بقوة في الأنظمة الإدارية والاقتصادية والثقافية، أصبحت تتحكم في الأنظمة التربوية والعلمية بعدما تحولت الى نزيف للكفاءات والعقول،وهو ما يجعلها في حجم الغول الذي يهدد حاضرها ومستقبلها بصمت وهدوء .
وبالنظر  الى الأوضاع الاقتصادية  الراهنة لأوروبا وكندا والولايات المتحدة  الأمريكية، وهي  تعاني من  التأزم والإفلاس والتراجع بفعل الأزمة المالية / الاقتصادية العالمية، نجد  هذه   الدول  تنفض  يدها   بعنف  وقوة  وبكل  الوسائل  الممكنة   والمستحيلة من الأيادي العاملة، تطرد يوميا الآلاف  منهم خارج  حدودها، ولكنها في الوقت  ذاته تفتح ذراعيها  للأطر العلمية، للأدمغة النشيطة في كل المجالات والميادين، تواصل امتصاصها لأدمغة العالم الثالث، بكل الإغراءات وبأي ثمن، لتزيد هذه البلدان تخلفا، ولتزيد من تكريس الفوارق القائمة في عالم اليوم بين الشمال والجنوب
 من هذا المنطلق، تجد الهجرة نفسها اليوم، تتحول على خريطة دول الجنوب / العالم الثالث، من قضية إنمائية مريحة، تدر بعض الأرباح على الخزائن العامة، إلى قضية تستنزف هذه الخزائن، وتفرغ الجسد الوطني من عقوله المستنيرة
 السؤال الذي تطرحه هذه الإشكالية اليوم بقوة، على ساحة البحث العلمي، وعلى ساحة البحث السياسي، وعلى مجتمع العالم المتخلف/ السائر في طريق النمو : متى " تتحول الهجرة" الى موضوع للتأمل والبحث والدراسة العلمية الموضوعية، لاستخلاص الأرباح والخسائر، لحماية هذا العالم من الانهيار...؟

-5-

حتى هذه اللحظة لم يحدث اتفاق بين فقهاء اللغة، عن المصطلح الأنسب للتعبير عن ظاهرة "هجرة العقول" نحو أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا التي تفجرت في العقود الأخيرة بإفريقيا و كل دول الجنوب، هل هي نزيف للعقول أم هجرة العقول ام اصطياد العقول ام تفريغ الأدمغة ام سرقتها ؟.
 الإعلام بالعالم المتخلف/ الجنوبي، استعمل كل هذه المصطلحات في قراءاته وتحليلاته لهذه الظاهرة الملفتة للنظر، والمثيرة للجدل، لكن الإعلام الغربي، وفي مقدمته الإعلام الأمريكي، يستعمل مصطلحات اقل أثارة وأكثر تضليلا : النقل العكسي للتكنولوجيا/ تدفق الموارد البشرية/ التبادل الدولي للمهارات.
  وفي واقع الأمر، فان عمق هذه الظاهرة التي تصب أساسا في هجرة الكفاءات المدربة، والمهارات العلمية والتكنولوجية من بلدانها الاصلية بالعالم المتخلف/ الفقير/ السائر في طريق النمو إلى بلدان أخرى نامية ومتقدمة، بشكل في ذات الوقت، قيمة مضافة، وربحا زائدا للبلد الذي تتم إليه الهجرة.
 إن إفراغ بلدان العالم، الفقير والمتخلف من كفاءاته العلمية والثقافية والتكنولوجية، هو بالأساس، إبعاد هذه الكفاءات عن قيادة أوراش التحديث والنهضة والتقدم في بلدانها الاصلية وتكريس مظاهر الفقر والتخلف بها...وبالتالي هو تكريس الفجوة العلمية بين الشمال والجنوب، وإخضاع الدول الفقيرة والمتخلفة وإجبارها على البقاء تحت رحمة الخبرات الأجنبية.
والسؤال المحوري هو : من يحدد موقعنا من هذا النزيف ؟
 ومتى يحدث ذلك ؟



محمد أديب السلاوي 

د.ملك محمود الأصفر

جنتنا
.................................
جنتنا ليست بصلاة
وسجود في قلب المعبد
ما كانت دوما برداء
فضفاض ونقاب أسود
جنتنا ليست بصيام
وقيام دونما مرقد
أو كانت دوما في الحج
وزيارة سيدنا أحمد
....................
جنتنا بجهاد النفس
وبترك عمل الشيطان
بعطاء المال لأرملة
لتقيها شر الحرمان
بالكلم الطيب والعطف
والرأفة ببني الإنسان
وبستر عورات الناس
وتتبع نهج القرآن
....................
جنتنا بصلة الأرحام
وبحسن معاملة الجار
بالبر لأمك وأبيك
فتحل بخلق الأبرار
فلتك كالديمة معطاء
كالغيث يجيء بأمطار
والتمس العذر لأخيك
وابعد عن كل الأشرار
........................................



د .ملك محمود الأصفر

الشاعر وليد الأصفر

كعبة نجران
......................................
لماذا إذا ما نظرت إلى مقلتي       
 سقطت على قدميك  قتيلا
لماذا إذا لاح وجهك غابت 
 جميع الوجوه كأن التراب عليها أهيلا
وصوتك كيف إذا ضاق صدري واحترقت
 شفتاي يصب فراتا ويسكب نيلا
لماذا إذا ما بدأت أسبح باسمك 
عاد صباي وأصبح وجهي وسيما جميلا
لماذا مضى جل عمري قبل طلوع 
محياك كيف تقضى ضياعا وليلا طويلا
رأيتك عبر امتداد الصحاري 
سرابا تجلى ضياء وينبوع نار 
وكنت معي دائما أبدا في أسفاري
حملتك زادا وماءا وسيفا صقيلا
وفتشت عنك جميع خيام المنافي 
وكل الفيافي 
وعبر الخرافات سافرت عبر الموانئ
 عبر جميع الضفاف وعبر بحار الظلام
 مع الرخ فوق بساط الأساطير
 سافرت أنفقت عمري رحيلا
وبعت حسامي بأرض عمان 
وفي الهند بعت الحصان 
وفي الصين قايضت ما في يميني 
بكيس طحين وما خنت قط خيالك 
ما بعت طيفك كنت حريصا عليه بخيلا
بنيت لعينيك كعبة نجران
 هيكل رب سليمان
 يثرب رصعت مسجدها وغرست نخيلا
وأهرام خوفو بنيت معابد آمون 
شقت مياه الخليج عصاي 
وكان ذراعي ضعيفا نحيلا
وباسمك حاصرت طروادة
 انقد درعي ومل الجواد الصهيلا
وحاربت باسمك روما
 وقدت إلى الأسر القيصر عبدا ذليلا
رفعت فداء لعينيك فوق الصليب
 وقمت من الموت حيا أخر سجودا 
على ركبتي إذا ما نظرت إلي قليلا
وفي كربلاء قتلت وفي ساحة الشهداء
 شنقت وفي السجن أمضيت عمري نزيلا
فقولي فديتك قبل أوان الرواح
إذن فلماذا إذا ما التقى ناظرانا 
تقطر في مهجتي بلسم كوثري
 وأمسى الزئير هديلا
لماذا إذا ما نظرت إلى مقلتي 
سقطت على قدميك قتيلا

.............................................................................

وليد الأصفر

الشاعر أحمد الحمد المندلاوي

أرضُ السَّوادِ ..



** كتبت في بغداد بمناسبة المصالحة الوطنية :

أرضُ السَّوادِ على ثَراها تلعَبُ
سـارا هُنــا وهناكَ تَلهُو زينَبُ
*****
نَسْرينُ قـد وقفَتْ بظلِّ نخيلِها
وكَأنَّـها بينَ الخمائــلِ رَبـرَبُ
*****
عمـرٌ وبكرٌ في مناكبِ أرضِــنا
وعليُّـنا فــوقَ المنابـرِ ِيَخْطُبُ
*****
عُثمانُ يتلو مصحفاً في دارِنا
وعلى الرّصافةِ ضيغَمٌ لاِ يَتعَبُ
*****
هذي محاسِنُ أمَّتي فِي وحْـدةٍ
لما رأتْها الشَّمسُ كادَتْ تُحْجَبُ
*****
لما رأتْها الشَّمسُ طاهرةَ اللُّمى
شمّـاءَ،عانقَها الحشا والمَنْكِبُ
*****

منْـذ الخليقةِ والوئــامُ يَسـودُنا
تسري الظّعونُ بنا فعزَّ المَركَبُ
*****
لا العرقُ يفصلُ إصرَها يومـاً ولا
قد غاضَ أغوارَ المودةِ  مَذهَبُ
*****
منْ بصرَةِ الفيحاءِ حتى شمالِـنا
قــد انتهلْـنا منبعــــاً لا ينضَبُ
*****
قلبٌ ترعرعَ فِي الإخاءِ مسـالماً
فَـتراهُ فِـي شتّى المرابـعِ يَلْعَبُ
*****
ماذا يريدُ الأرذلونَ بمكرِهِــمْ
تلكَ السِّهامُ الى حَشاهُمْ أوجَبُ
*****
خابَتْ ظنونُ المعتدينَ و إنَّـنا
رغمَ الطِّرادِ خيولُـنا لا تَنْصَبُ
*****
نبقى كطودٍ  فِي العراقِ بعزةٍ
كالأُسدِ فيِ آجامِـها لا تُغْضَبُ
*****

هذي هويَّــــــةُ شعبنا فِـي وحـدةٍ
هـلْ يـا ترى إنِّي بهذا مُذنِـبُ
*****
مَن رامَ وصلَ مودتِي أهلاً بِـــهِ
بـلْ مرحباً والبيتُ كلُّهُ مَرْحَبُ
*****
أمَّا الذي فِي قلبِـهِ نكـــدٌ على
هـذا الصَّفـا لا شـكَّ إنَّه مُتْعَبُ
*****
يا أيُّـها السَّاعي الـــى إيذائِـنا
خابَتْ مساعيكَ وخابَ المَكْسَبُ
*****
إنا سَنَحيا فِي ثنـايـــــا أُمَّــةٍ
مـن رهبِها كيدُ العِدى يَتَذَبْذَبُ
*****
الله جلَّ جلالُـه أهدى لـَنــــــا
أرضَ السَّواد فمـا لَكَم مُتَعَصِّبُ
*****
فيها جنانُ الخلـدِ فيها روحُنا
وتراثُـنا قبـلَ الحضارةِ كَوكَبُ
*****
لُـمِّ الشراكَ فلا النَّعيمَ وراءَهُ
إنْ ردّتَ عِـزّاً في الأخوةِ تَرْغَبُ


الشاعر / احمد الحمد المندلاوي 

بغداد/2017م
*******

الشاعر أحمد الحمد المندلاوي



الشمس تعانق سعفنا



أجملُ مـا فِي أرضِنا النَّخلُ 

وسْـطَ روضِنا 

يعانـقً النّجومـا  

فِي الأفقِ مثلُ الشّمسِ 

يبـدّدُ الهُمـومَـا 

فِي دارِنـا والنَّفسِ

والقلبُ نادى هاهنا: 

في كلِّ أرجاءِ الوطنْ

أجمـلُ ما فِي أرضِنا 

نَخيـلُنا طولَ الزَّمنْ
*****
أجملُ مـا فِي أرضِنا 

النَّخلُ وسْـطَ روضِنا 

بِـقـدِّهِ النّحيلِ 

يَحمِلُ تـاجَ الذّ هَبِ 

والمنظَـرِ الجَميلِ 

يُزيـلُ داءَ الكُرَبِ

والقلبُ نادى هاهنا: 

في كلِّ أرجاءِ الوطنْ

أجمـلُ ما فِي أرضِنا 

نَخيـلُنا طولَ الزَّمنْ
*****
أجملُ مـا فِي أرضِنا 

النَّخلُ وسْـطَ روضِنا 

بِـسَعفِهِ المَمـدودِ 

آتٍ مِـن الأبَـدْ 

والبَلَحِ ِ المنضـودِ 

فِي جَنّـَة البَـلَدْ

والقلبُ نادى هاهنا: 

في كلِّ أرجاءِ الوطَنْ

أجمـلُ ما فِي أرضِنا 

نَخيـلُنا طولَ الزَّمَنْ


أحمد الحمد المندلاوي 
مندلي 2005م
****
**من ديوان حان الفرح /للأطفال /2008م- بغداد 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

احمد الحمد المندلاوي

هروب شيطان ..



**كان الزوج منهكاً في الكتابة بين كومة من الأوراق و المسودات في غرفة متواضعة مطلة على حديقة المنزل ، فاجأه صوت زوجته الحسناء حين قالت له بلغة ذات نكهة لطيفة هادئة:
- هل ذهبوا ؟
انتبه الزوج على صدى هذه الكلمة العجيبة ،ليقول لها بذهول:
- من هم ؟
- جماعتك يا سيدي الأديب .أليس كذلك!!
- ما القصة! و من هم الجماعة؟
- عجيب .. الذين كانوا معك هنا .. تتحدث معهم و يتحدثون معك  ؛بالإشارة  حيناً و بصوت واضح أحياناً أخرى.
- أنتِ يا عزيزتي تقولين شيئاً غريباً.
- أنا !!
- نعم أنتِ .
- بل كانوا معك حقاً، والدليل على ذلك أنَّك لم تنبه إليَّ ؛و لم تنصت الى حديثي معك .. رغم ما بيننا من أواصر المحبة و المودة .
- حسناً .. حسناً . ما كنتُ أقول ، بل كنا نقول على زعمك؟؟.
- تقول فاعلٌ ؛ فاعلاتٌ ؛فعلٌ و هكذا غيرها من فعل معل ..
- الزوج مذهولاً :
- و ماذا بعد؟
- بشكل شبه غاضبة مع ابتسامة ساخرة.
- دعنْي أذهبْ الى المطبخ لأعمل لك كوباً ساخناً طيباً من شاي محمود لتهدأ أعصابك،أحسن بكثير من الحديث عن الشخبطات  فعل معل .
- لا لا تذهبي ... كلامك هذا عن الجماعة و الفعل معل (كما تزعمين) أطيب بكثيرٍ من الشاي .. هذا ما كنتُ ابحثه فيك منذ سنين طوال..
- لو كنتُ أعلم ذلك و ما له من متعلقاتٍ؛ ما تحدثتُ قط!! و لطالما رأيتك بهذا الوضع ؛و أنا أسدل الستار عن الكلام..و لكن ما دفعني الى هذا الحديث ،هو شيطان الشعر؛كما تقول أنتَ مراراً .
الزوج أكثر ذهولاً :
- ها ..ها الآن فهمتُ إنهم شياطين الشعر؛هم الذين كانوا معي .. أنتِ على صواب.. وأنا أضع أساسيات قصيدة أنوي كتابتها ،في ذم (داعش) ؛ و لكن هربوا مني هذه المرة ، و فرّوا بلا عودة ، لأنهم يكرهون (داعش) ،فهم يرون أنفسهم أفضل بكثير من هذه الثلة القذرة!!

...
                                                أحمد الحمد المندلاوي
5/4/2015م -  بغداد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ