الأربعاء، 30 يناير 2019

بقلم حسن منصور

الحضارة العرجاء
***********

ذكرنا في الأسطر المتقدمة أن الحضارة تقوم على ركيزتين متكاملتين هما: أفكار يمكن تطبيقها عملياً، والأخرى أفكار قيميّة معنوية تكون بمثابة منهج خلقي وسلوكي. وقلنا بأن الحضارة التي تقوم على ركيزة واحدة تكون (كالعملاق الأعرج أو الذي يمشي على ساق واحدة)؛ وبتعبير آخر يمكن أن نقول بأنها تكون حضارة فقيرة، لأنها تفتقر إلى إحدى ركيزتيها أو إحدى ساقيها. وهذه في الواقع هي المشكلة الحضارية التي نراها في عصرنا، وهي مشكلة مزدوجة، يقع جزء منها في (الغرب) والجزء الثاني في (الشرق). أما الجزء الأول فهو عند أصحاب الحضارة الغربية، وهي مشكلة افتقار هذه الحضارة إلى البعد الروحي أو المعنوي، واتصافها بأنها (حضارة مادية) أهملت ذلك الجانب الذي يشمل منظومة القيم الأخلاقية والدينية وغيرها، وهذا شيء ملموس في سلوك أصحابها الذين استعمروا شعوب العالم الضعيفة واضطهدوها، بل أبادوا كثيراً منها ومن غيرها دون رادع من ضمير أو خلق أو خوف من الله أو من أي إله يؤمنون به.
وأما القسم الآخر من المشكلة الحضارية العصرية المزمنة فموجود عند العرب والمسلمين الذين اكتفوا ويكتفون ـ كما أسلفنا ـ بالفخر بذكريات حضارتهم أيام كانت مزدهرة، ويتغنّون بلا ملل بالقيم السامية والمثل الأخلاقية والإنسانية...إلخ. التي قامت عليها، في الوقت الذي يفتقرون فيه إلى البعد العملي أو التطبيقي، فكأنهم أصحاب (حضارة شفوية) ليس لدى أصحابها إلا إطلاق النظريات السلوكية والأخلاقية، لأنهم يفتقرون إلى قدرة الاعتماد على أنفسهم، فهم لا يستطيعون إنتاج أي شيء حتى لقمة الخبز الضرورية، بل يستجدونها من أهل الحضارة المادية التي يعيبون عليها تجردها من القيم السامية والأخلاق والإيمان. وهذه هي الازدواجية المؤلمة التي تعيشها المجتمعات العربية والإسلامية بين ذل الحاجة الملحّة إلى ضروريات الحياة، وبين ما يعتنقونه من قيم سامية لا يستطيعون إقناع الآخرين بها أو باحترامهم لها على أقل تقدير، نظراً للضعف الذي يعانون منه، وهو الضعف الذي يضطرّهم إلى الخضوع لأصحاب الحضارة المادية المتوحشة، وبالتالي فتح الأبواب لهم ولثقافتهم العلمانية المتحررة من قيم الأخلاق والإيمان، وهذا هو الباب الخطير الذي يعتبرونه مفتوحاً على مصراعيه للغزو الثقافي المدمر، فكأنه باب مفتوح على جهنم نفسها!
***********************************************************
من كتابي (التّـيه الثقافي العربي - تحليل للخطاب الثقافي المعاصر) الفصل الثالث (روافد الثقافة وأنواعها) ص 108. دار أمواج (عمّان) ط 1 - 2015م.(وهو الكتاب الثاني عشر من سلسلة الحضارة والفكر)

بقلم يحيى محمد سمونة

أصل الحكاية

" جهل "

تم اغتيال شخصية مهمة في مجتمع يهود زمن نبي الله موسى عليه السلام.
أراد يهود معرفة القاتل - فما كان لهم ذلك - شكلوا وفدا و توجهوا إلى نبيهم عليه السلام، و سألوه إن كان نبيا بحق فليخبرهم عن القاتل ؟ فكان جواب نبي الله موسى أن قال لهم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، فإن فعلتم ذلك و ضربتم القتيل بضلع البقرة المذبوحة، قام القتيل فقال قتلني فلان، ثم يموت ثانية.. أما يهود فقد رفضوا هذه الإجابة و قالوا ( أتتخذنا هزوا) [ القصة من اﻵية 67- 73 من سورة البقرة] 
لكن نبي الله موسى عليه السلام حين نعته يهود بالمستهزئ! قال ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)[البقرة67]

و إذن أصل الحكاية أن الاستهزاء إنما هو شكل من أشكال الجهل، و أن الأنبياء لا يستهزئون، و كذا "العلماء" في أقوالهم و أفعالهم و سلوكهم لا يستهزئون. و إن المستهزئ كلما عظم استهزاؤه عبر بذلك عن فداحة جهله. و أيما امرئ حمل كلام العلماء على معنى الاستهزاء فقد وقع بما وقع به يهود بحق نبيهم عليه السلام؛ وهو ما أنكره عليهم القرآن الكريم.
و إنما سمي الاستهزاء جهلا لأن المستهزئ لا يدرك حقيقة الأمر فهو إذن جاهل 

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

بقلم أبو أويس محمد عبد الرحيم

كسائر البشر حلمى يلمع كالقمر
 يراودنى فى النوم والسهر
يرنو متلهفا لأجمل القدر
تعاهدت مع النفس يوما لأستمر
فذابت كل أحلامى على أثر المطر
فكما كان حلمى فى مبدئه كالشرر
صار من بعد الماء فى خطر
حلم ما برح الفؤاد ولا ضرر
فأين أجد فى غيره المستقر
قلبُ مائل إلى ربه ومنتظر
فرجا يؤنسه ويذهب ما به من عفر
فسبحان من جعله للأعضاء بدر
يشع نورا ويهدى على ضؤه البشر

بقلم أبوأويس_محمدعبدالرحيم

بقلم الأديب أيمن حمادة

مفارقات من آنا فلسفيه
من أنا وماهي طائفتي وقوميتي ومعتقدي ووجودي.... وووووو
ماذا تعني الطائفيه هل هي تحديد وتقييم الإنسان كإنسان أم تحديده كتابع وليس متبوع.....
وحتى القوميه.. والعشائريه وأي تبعيه فرديه أو حتى إجتماعيه..
هذه التسميات وضعت من قبل أناس هدفها التحكم بالبشريه من كل جوانبها.
ماذا يعني إذا قلنا سوري أو إيراني أو هندي أو أمريكي أو أو.
أولا كلهم بشر والقدر شاء إن أتى كل فرد في مكان على تلك الأرض ممكن أن يأتي لمكان. لأرض أخرى..
الإنسان هو إنسان أينما تواجد وهو ينتمي للأرض التي يحيا عليها فهو منها وليس من قوميه أو تبعيه لأشخاص.
والفرد هو حر كمادة فاعله تأخذ وتعطي...
إذا مانختصره في تلك الكلمات.
الأرض هي لكل المخلوقات الحيه..
وانتماء الإنسان لإنسانيته أولا وأخيرا.
وتم وجوده لكي يتفاعل مع أمثاله من المخلوقات وأن لاينسى إنسانيته أولا لكي يحيا معها ومن مثله.
فتتكون الوجوديه الإنسانيه التي تحمل أخلاقه.
فأنا إنسان أينما أتواجد أنتمي للأرض التي أنا منها.


بقلم الأديب أيمن حماده

بقلم امحمد الأودييى


مائة وعشرون سنة



          أخدت بلبي وحسي ووجداني
          فأعجبت بها كما أعجبت بمهيار الحسناء 

          غردت كما لم يغرد طير 
          فكان للحسون والشحرور إخباء 

         أطربت كما لم يفعله مغن 
          وهي زهو ومنتهى وكبرياء 

          كمال ورقة وعفة 
          حار في سرها الشعراء 

          هي آية لله في خلقه 
          ذاك ما فتئت تنشره الأنباء 

          بلغ سيلها المواطن كلها 
           تهافت عليها القرباء والبعداء 

          غنت فملأت النفوس سعادة 
          وسمت فارتاح لها الصغراء والكبراء 

          مرت مائة وعشرون سنة 
          وعيد مولدها كل حول إهداء 

          هي كوكب شرق وغرب 
          هي علم، هي كلثوم، هي سيراء

                                       بقلم   امحمد الأوديي 


                                الرباط، في 18 دجنبر 2018

               معلومات:
          مهيار الديلمي: شاعر وصاحب قصيدة"أعجبت بي"
.                               لحنها وغناها محمد عبد الوهاب 
                                سنة 1935.
                              ولدت القصيدة في بغداد عاصمة
                               الخليفة المعتصم. 

            كلثوم         : حرير على رأس علم 
            سيراء         : ذهب صاف خالص 

           ولدت السيدة أم كلثوم يوم 18 دجنبر 1898

بقلم صبري كامل

 شهيد الجمال

ولما تلاقينا توقفت القلوب عن نبضاتها ::::::: و من العيون تجلت النظرات 
فرأيت فيك الأكوان و بكامل فضائياتها ::::::: هل بدونك الأكوان متواجدات 
إحدى العيون كواكب بكامل استداراتها ::::::: بالأخرى لهيب قلب النجمات 
الأنف تنفث الرياحين عطورا بزفراتها ::::::: لو تمست منا الجبين حارقات 
بياض الجبين كغرة الخيول و بجبهاتها ::::::: فتميل أرضنا لو من العاديات
أسنان مثل اللؤلؤ المكنون بين صدفاتها ::::::: تشع ضياء كالشمس كاسيات 
أذناك كالكبد فتكاثرت عليها انحناءاتها :::::::: حلماتها تدلت بدون الثريات 
عنق طال للعنان ليعلن الضفائر راياتها ::::::: ترفرف أعمدة سماء رافعات 
فاه ترسمت عليه صراحة لكل رغباتها ::::::: تدعواني للإقدام و الرشفات 
صدر كالسهل بالصحراء بين هضبتاها ::::::: كم تمنيت لإروائها بالقبلات 
خصرك مشدود تظاهرت له عضلاتها ::::::: سهل قبضه والأنامل ضمات 
أردافك حادة بالزوايا و قلت انحناءاتها :::::::: تنفث طياتها حمم و جمرات 
سيقان طالت واستدار محيطها لليونتها :::::: هلاميا يتراقص مع الخطوات 
أنامل قدماك كالشموع تضيء ظلماتها ::::::: لو بليلة عشق أثرنا الظلمات 
هكذا رأيتك حبيبتي بالعين و بنظراتها:::::::أم عمى صبري مجرد خيالات 
إن كان قلبي للجمال قد خفت نبضاتها ::::::: فجسدي في هواك من الأموات 
بقلم صبري كامل .

بقلم شاعر الشام أحمد بيطار

فتاة

فتاة أتاها الشّيب من كل ناحية 
و النّبض خال ينتظر أحلى نداء
و ظلّت تعدّ عقود عمرها باكيه
فلا حبيب تأوي إليه في المساء
و قلبها كأنّه قطعة قماش بالية
يصارعها زمان الموت و الفناء
كأنها سفينة في بحور.... خاوية
حتى تمنّت الموت ..دون حياء
فهي بعيشها أبدا ليست راضية
في زمن جعلها بين القلوب فداء
قلب يبكي وروح... فيها شاكية
وآهات بعدد النجوم في السّماء
وأيّام تمضي و أخرى.. باقية 
و أمانيها لازالت تئنّ ..جوفاء
بقلم شاعر الشام 

أحمد بيطار