السبت، 13 فبراير 2021

جميلة محمد

 

صباح النور
من بعد طول  ليل
ابتسمت السماء ..
هلت  طلائع الفجر ..

اشرقت بقلب المحيط
شمس العزة و  النصر

صباح التضحية والصبر

احيى الوزرة البيضاء
وانحني للبزة الخضراء
اختارت  التحدي و الصمود

صباح الأمل،
اشرب قهوة البشر
وردد أغنيات النصر
وأسأل صخور تبقال
تخبرك  صبحا و  عصرا
أحرار على مر الدهر

صباح التفاؤل
من بين عيونك الغر
من خلف شامخات الاطلس الطهر
اشرقت شمس النصر

صباح الخير
من بين بحريك والبوغاز
ضحك الربيع..
تفتحت براعم الزهر
رفرفت اعلام الكبرياء و الفخر

صباح الخير من مغارة هرقل
غنى الكروان منبت الاحرار
هنا ، لا استسلام ،لا انكسار.

صباح الخير،،
اشرب قهوة البشر
وردد أغنيات النصر
وأسأل صخور تبقال
تخبرك  صبحا و  عصرا
أحرار على مر الدهر

افتح كتب  التاريخ
واقرأ حكايات السعدي

بوادي اللبن التقينا
زرعنا شقائق النعمان
زلزلنا بثبات فلول الرعد...

كما تلتقي وتبتعد طبقات الارض
مدا وجزرا هزهزنا  اساطيل القادمين
بامواج الغضب و العند...

الأمس واليوم وغذا
سرنا على العهد

كسرنا عزيمة الطغاة
سحقنا أحلام الغزاة
سطرنا ملاحم المجد ..

رد صباح الخير..

اشرب قهوة البشر
وردد أغنيات النصر

وأسأل صخور تبقال
تخبرك  صبحا و  عصرا
أحرار على مر الدهر...



جميلة محمد

المملكة المغربية 


الأحد، 7 فبراير 2021

عبد الهادي حنيف

 يا من تملكني هواها

و لم أعشق سواها

زارني طيفك في الليل المظلم

فأنار قلبي المتيم

ياسيدة  قلبي و افكاري

من أجلك كتبت أشعاري

يامن بعثرت إوراقي

و كشفت أسراري

ياسيدة  الهوى

أخبريني كيف اشفى

من حبك يأجمل النساء

فانت الداء و الدواء

تعلمت لغة لعيون

 تجاهلت كل الفنون

 أمعنت النظر

فأنت أجمل البشر


عبدالهادي  حنيف

اميرة عيسى

 سننشرُ تباعًا ملخصّات الأبحاث المشاركة في المؤتمر الذي يُحضّر له المنتدى الثقافي الأسترالي العربي، بعنوان: 

وطن في الغربة: شؤون وإنجازات

والذي سيجري في اوكتوبر ٢٠٢١،في سدني وعبر تطبيق الزوم للمشاركات والمشاركين من خارج استراليا.


نذكّر الأساتذة الباحثات والباحثين بالمواعيد التالية:

ارسال ملخص البحث في مدّة أقصاها: ١٥/٤/٢٠٢١

ارسال البحث كاملًا في مدّة اقصاها:

١٥/٧/٢٠٢١


ملخص بحث الباحث الأستاذ نزار ديراني/ ملبورن، أستراليا 


العمق التاريخي للهجرة ودور المهاجر في وصول البلد الى مفاهيم المواطنة الحقة العراق نموذجا

نزار حنا الديراني



يتضمن البحث :

مقدمة تاريخية : يتناول مفهوم الهجرة والنزوح ومن ثم تناول البحث باختصار الهجرة عبر التاريخ وأسبابها بعدها ركز في بحثه هذا الى مفهوم الهجرة المعاصرة أي منذ الحرب العالمية الاولى وقسمها فترات زمنية عدة:

1- بعد الحرب العالمية الأولى : وكانت على أثر حدوث العديد من المذابح في المنطقة والتي بدأت في تركيا مرورا بأيران والعراق وكما في سوريا وفلسطين ولبنان و... وفي نهاية الأربعينات حصلت هجرة أخرى .

2- بعد منتصف القرن العشرين : نتيجة للوضع السياسي حصلت موجة ثانية من الهجرة بحثا عن حياة وفرص أفضل ، وبدأت هجرة الكفاءات العلمية في العراق منذ عام 1963 وكان أكثر هؤلاء يسافرون من أجل العمل والإقامة المؤقتة، ثم يعودون بعد فترة ومن ثم بسبب الحروب الداخلية بدأت موجة أخرى كانت هجرة داخلية أولا وعلى أثرها خلت مئات القرى في شمال وجنوب العراق من سكانها لينتقلوا الى المدن الكبرى وكانت هذه أكبر ضربة للاقتصاد العراقي الزراعي ، وبسبب صعوبة العودة الى قراهم والصعوبات الاقتصادية اضطر العديد منهم بالهجرة الى خارج الوطن .

3- منذ سنة 1980 وحتى 2003 : بسبب الحرب العراقية الأيرانية شهد العراق موجة جديدة من الهجرة وكانت في معظمها جيل من الشباب الذين كانوا يفرون من جبهات القتال وكانت خريطة الهجرة هذه مليئة بالمخاطر،كان عليهم السفر الى سوريا أو تركيا أو الاردن سواء من خلال الحصول على جواز سفر بطريقة ما أو من خلال قنوات التهريب الى دول الجوار للمكوث هناك ومن ثم البحث عن وسيلة أخرى للوصول الى دول الغرب . وقد وثقت منظمات حقوقية وإنسانية حوادث غرق لمئات المهاجرين في بحر إيجة بين تركيا واليونان، ومنهم من كان ينقل بسيارات مجمدة مهيئة لنقل اللحوم فأحيانا كانوا يتجمدون ويفارقون الحياة

4- بعد سنة 2003 : بعد الإحتلال الأمريكي للعراق وما تبعه من حرب طائفية وفساد سياسي ومالي دفع بمئات الآلاف لمغادرة بلدهم بشكل دائم ، أو لعدة سنوات حتى استقرار الأوضاع وعودتها إلى شكل طبيعي .

بدأت هذه المرحلة بالهجرة العكسية أي النزوح من المدينة الى القرية أو المدن الصغيرة وخصوصا في شمال العراق (كونها آمنة) ومن ثم الى بلدان الجوار وكان من أسبابها هرباً من الأوضاع الأمنية المتردية والتهديدات التي تلاحقهم من جهات مجهولة والقتل على الهوية والتهجير القسري، وتردي الأوضاع الاقتصادية، فضلا عن التفجيرات والاغتيالات وعمليات الخطف التي كانت منتشرة وخصوصا في بغداد وكذلك حل الجيش العراقي وطرد العديد من الموظفين من دوائرهم وحرمانهم من مصدر عيشهم ...

وبعد 2014 وبسبب جرائم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، إضطر أكثر من ثلاثة ملايين مواطن إلى النزوح من ديارهم بحثاً عن الأمن

 

العوامل التي شجعت الهجرة

 

ومن بين أهم العوامل الدافعة الى هجرة الاشخاص يكمن في المعلومات الشفهية والكتابية التي حرص المهاجرون على تناقلها الى الذين في الداخل والتي تطرقت إلى موضوعات مختلفة، ما بين فرص العمل والدراسة  بالاضافة الى الثقة في الحصول على صفة لاجئ عند الوصول.

هذا من جانب ومن جانب آخر ما ساعد على الهجرة الجهد الاستثنائي الذي بذلته قيادات التحالف ومنظمة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل وكذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين ، لتهيئة مخيمات في بعض دول الجوار لاستقبالهم وإعادة توطينهم مع توفيرها المأوى مستفيدة من إقرار الاتفاقية المتعلقة بوضع اللاجئين والذي يتضمن الحوافز العديدة التي يمنحها قانون الهجرة للمهاجر من بينها تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة ومعادلة الشهادات العلمية وبطاقة الصحة والرعاية الاجتماعية وغير ذلك .

 

الفعل وردة الفعل ما بين المهاجر والدولة المستقبلة له

 

يسرد التاريخ قصص أزمات كثيرة للهجرة كل هذا وضعت المهاجرين أمام تحديات بعيدة المدى إزاء الاندماج سواء على الصعيد الاجتماعي أو في أقسام وقطاعات اقتصادية أخرى فوضعت المهاجر في مواجهة نماذج مختلفة من الأشكال الحياتية وخصوصا القادمين من مناطق ريفية.

وكذلك ردود فعل لمواطني هذه الدولة المستقبلة تجاه المهاجرين ...

 

دور المهاجر في ارساء الاستقرار في بلده الاصلي لوقف نزيف الهجرة

 

فثمة قانون تاريخي لا يخطئ في علاقة المجتمع بالنظام السياسي ، فمن اجل دفع المواطن العراقي بالتشبث بوطنه وعدم التفكير بالهجرة لا بد من العمل الى الوصول الى نظام سياسي مدني ومجتمع مدني مبني على المواطنة كثقافة كون العراق بلد متعدد الأثنيات والاديان والطوائف الدينية ، من هنا يبدأ دور الفقيه السياسي والمثقف في الداخل والخارج .

لذا إن إزالة أسباب الهجرة والتي لازالت موجودة هي المفتاح والحل لمنعها كل هذا يتحتم علينا العمل على العمل بخطين متوازيين :

في الداخل وكذلك في الخارج ...

اميرة عيسى 

المنتدى العربي الاسترالي

د.رمضان الحضري

 إدارة النص 


مريحٌ جداً للمثقفين العرب أن يمارسوا عادة تدخين حشيش المؤامرة

لأنها تظهر المثقف العربي بطلا منتصرا دوما ، كما تظهره أنه غير 

مسئول عما حدث من نكبات سياسية واقتصادية ودينية واجتماعية 

داخل مجتمعه .

وتدخين حشيش المؤامرة شائع في جميع أوساط المجتمع ، فالغرب 

يريدنا متخلفين ، والشرق يريدنا مستهلكين ، وجميعنا مستسلمون 

للفكرة جداً ، فإما أن نلقي التهم على الأنظمة سواء كانت ملكية أو

جمهورية أو نلقيها على الغرب والشرق ، مع العلم أن الأنظمة جاءت

إما بإرادتنا أو بسلبيتنا ، ففي الحالتين نحن _ الشعوب _ من جئنا 

بالأنظمة ، ولم نحمل أنفسنا مسئولية النهوض بالمجتمع ، واكتفينا

بأن نحمل جهلنا وتخلفنا للحكومات والأنظمة ، ورضينا بما يسمى

بالعقد الاجتماعي المبدئي بين الفرد والدولة ، وهو عقد قديم ولم 

يوثق حتى اللحظة ، لأن توثيق العقود بين الفرد والدولة لايتأكد

إلا باستجابة الطرفين للمشاركة في العمل أولا وصياغة العقود ثانيا

والعمل بها ثالثا والمحاسبة بالثواب والردع أخير .

والإجابة عن السؤال تكفي لكي لانتحدث إلا عن أنفسنا : هل 

استطاعت ألمانيا واليابان أن يتجاوزا محنة الانكسار والتقسيم 

وفرض العزلة والتدمير غير المسبوق في تاريخ البشرية أم لم 

تستطع شعوب البلدين أن يتجاوزوا هذه المحنة حتى أصبحتا

في مقدمة الدول المتقدمة ؟ .

كانت المؤامرة على ألمانيا واليابان واضحة جدا ومحسومة ومفروضة

وكان البلدان مدمرين تماماً ، قام الشعبان بإعادة البلدين بقوة وذكاء

وأصبحت اليابان أكبر دولة متقدمة تكنولوجيا واجتماعيا واقتصاديا 

وكذا ألمانيا أصبحت أهم دولة في أوربا كلها ، أو ليس كذلك ؟! .

فمهما كانت المؤامرات قوية فإن موقع المتآمر عليه يكون أقوى 

حينما ينهض بمسئولياته المجتمعية أولا .

إن الذين همشوا دور الشعر في المجتمع هم الشعراء أنفسهم ، 

والذين أضعفوا فن الرواية العربية في وقتنا الحالي هم الروائيون

فحينما لايدافع مبدع عن فنه فهو متخاذل ، ولايستحق أن نصفه 

مبدعاً لأنه لم يتحمل مسئوليات منتجه ، تماما مثل الدولة التي 

تركت حدودها مستباحة لاتستحق أن توصف بأنها دولة .

ومن الغريب أن ينادي في بلاد المتنبي والبارودي وشوقي وحافظ 

ومحمود حسن إسماعيل وهاشم الرفاعي وإبراهيم ناجي وأحمد 

رامي وبيرم التونسي وفؤاد حداد وجاهين ونجيب سرور وعبدالرحمن 

الشرقاوي وصلاح عبدالصبور ومحمد آدم وعبدالعزيز جويدة وعلي 

عمران وفارس خضر وأحمد مرسي وأحمد المريخي وعادل جلال وفاروق جويدة وزينب أبو سنة وبكري جابر  ومحمد العبادي

ومحمود حسن عبدالتواب وثروت سليم وعاطف الجندي وعماد قطري ومحمد جاويش وعصام

بدر وعطية شواش ومحمد عبدالهادي وعباس الصهبي وشريفة 

السيد وفوزية شاهين وإلهام عفيفي وأمل أيوب ودرويش السيد 

ومحمد جمعة وعادل عبدالموجود وعلاء عبدالظاهر وأشرف البنا 

وفولاذ عبدالله ومحمد الشهاوي وأحمد سويلم وعبده الزراع 

وعبدالقادر عيد عياد  وجمال ربيع ومحمد ناجي وعبدالكريم الشعراوي 

وياسر قطامش ومصطفى رجب ومحمد سرور وناصر دويدار ومصباح 

المهدي ورشا الفوال وهيثم منتصر ومحمد فكري وسيد زكريا وفريد 

طه وعبدالرحمن حجاب وسعد عبدالرحمن وأحمد بخيت وعزت 

الطيري ,وإبراهيم رضوان وأحمد العميد وعلاء شكر ومحمد الشحات

 ووفاء علي وهاني النجار ودرويش السيد وخالد الشاعر ونورا جويدة

 وياسمين عبدالعزيز ومحمد الشحات محمد والسعيد عبدالكريم

 وهبة الفقي  وشيرين العدوي وهاجر عمر وسكينة جوهر وأمير 

صلاح وإبراهيم طاحون وعبدالخالق عبدالتواب وحامد عبدالسميع 

ومحمد إبراهيم ومحمود السيد وطارق زيادة وكثير جدا غيرهم .

ورغم ذلك نجد من يعلن أن مصر تعيش في زمن الرواية متجاهلا 

هؤلاء الشعراء جميعهم ، وهناك أعداد تزيد عليهم بكثير ، وعند

الترشيح للجوائز يرشحون من لايجيد الشعر ، ويصمت الشعراء 

جميعهم خنوعاً أو جهلاً أو ما لا أدريه .

هذه مقدمة لإدارة الشعر في مصر ، فالشعر في مصر ملقى على الطرق

والشعراء الحقيقيون في غرفهم المغلقة ، يلقون بنصوصهم من 

شباك أمسية أو محرمة ورقية أو همسة على شاشة تلفزيونية ، ثم

يعودون ليستكملوا نومهم الذي لم يكتمل منذ ولادتهم .

هم لايدركون أن حدود القصيدة هي حدود دولة ، وأن محتواها 

ثقافة مجتمع وتوجهه ، وأن شكلها ملامح كاتبها وسط مجتمعه ،

وكذا ستطول بي المقدمة ، فالعقبات فوق الحصر ، والدرب طويل

جدا في بلادي مصر ، ورغم ضعف المتربصين تكمن القضية في 

صمت الشعراء المظلومين .

كأني لم أقل شيئا ، لأسرع إلى نص الشاعر  عباس شكر والذي 



يقول فيه  : _

كذّابةٌ قد دافت مواعدَها

ما بين معسولٍ ضيفَ واحترقا

وبين مرٍّ على مضاضتهِ

أحلى من الصدق عند من صدقا

مطبوخةٌ بالعينين دعوتها

ما زادت النارُ عندها مرَقا

سقيتها ملحاً كي تكاسره

حلاوةً بالشفاه ..فانطبقا

مذاقها من عبيدِ أحرفها

أدمنت منها الأقلامَ والورقا

شهيّةٌ بالنفوس قد بعثت

ما يشبه الغيمَ  فيهِ والبرَقا

عباس شكر عميد الشعراء العرب ، هكذا أطلقت جامعة لبنان وكلية 

اللغة العربية جامعة الأزهر بالمنصورة اللقب على الشاعر ، وليتفق

معهما من شاء ، ويعترض معهما من أراد ، لكنه عندي شاعر أكبر من

الألقاب ؛ لأنه يقوم بدور الشاعر  المسؤول عن شعره وعن شعر 

الوطن العربي جميعه ، يحاول أن ينشر اللغة العربية بأصالتها ليبعد

عنها ما أصابها من أمراض الركاكة والسفاهة والتقعر وغيرها .

ولذ فهو يقدم في نصه كلمات قديمة باستخدامات جديدة ، مثل

كلمة ( داف ) بمعنى اختلط ، ولا يتوقف الشاعر عند حدود دفع

الكلمات من القاع لتبرز في القمة ، بل يستحدث المعاني من المفردات

القديمة ، فالبرق والرعد مخيفان ( أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ 

وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ 

وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ) ، سورة البقرة ، الآية 19 .

لكن الشاعر جعل البرق من محبوبته شهيا ومرغوبا ، فهنا حول 

كلمات العذاب إلى كلمات محبة ورحمة ، فالشاعر يؤمن أن الكلمة

حرة ومادة خام طيعة التشكيل ، ويمكن أن نستخدم كلمات الحب 

في الكراهية وكلمات العذاب في الرحمة .

بينما الشاعر النجم محمود حسن عبدالتواب يقول في قصيدته



المعنونة بـ ( سفر التوسل ) ، وأظنها أكثر نصوصه شهرة لأنه

دفعها كثيرا ونافح عنها طويلا : _

عشتارُ   بينَ  فيَافِي الأرضِ  تنْتَقِلُ

خمْسونَ قرْناً ولمْ يفتِكْ بهَا الملَلُ

راحتْ   غُنَيْماتُهُ  الرَّاعِي  بِلَا ثَمَنٍ

لِحِضْنِ عِشْتَار خُبْزُ الأرضِ يرْتَحِلُ

أَلَمْ  يَكْنْ  رَاهِبُ   الرُّهْبَانِ  يَعْرِفُهَا

حتَّى    تَلَعْثَمَ  لَا حَرْفٌ  ولَا  جُمُلُ

يَا    فِتْنَةَ  عَرَجْتِ بِالقَلْبِ  جامِحَةً

والوهْمُ  هَاءَ وحُورُ العينِ   تَكْتَحِلُ

أَوْهَمْتِهِ     أنَّهُ     سُلْطانُ    مَمْلَكَةِ

حتَّى   اسْتُفِيقَ فَلَا نُوقٌ   ولَا جَمَلُ

غَذَوْتِهِ    سُحُباً   كالشهْبِ  مُحْرِقَةً

والآنَ  يْمْسِي ولُبُّ الوَحْىِ يَشْتَعِلُ

يَا كِسْرَةَ الخُبْزِ هلْ يمْضِي بِطاوِيَةٍ

سيفُ المُعزِّ وتَبْنِى مجْدَهَا الدُّوَلُ

أوْ     يذْبَحُ    العَرَبِيُّ    الآنَ   نَاقَتَهَ

تِلْكَ   الوَحيدَة   مضْيافاً   ويَرْتَجِلُ

فِى  مَنْجَنِيقِكَ   يا  حَجَّاجُ   أسْئِلَةٌ

تَلهُو   بِثَابِتِنَا    ليلاً  ...... وَتَغْتَسِلُ

يا   أيُّهَا القَلَمُ المغْروسُ  فى  رِئَتِي

اكْتُبْ  فَإنَّ   سُجُونَ القَهْرِ   ترْتَحِلُ

إنَّ     المُلُوكَ   وقدْ  كانُوا    أَكَاسِرَةً

رَاحُوا وكَانَتْ جَمُوعُ الشَّعْبِ تَبْتَهِلُ

محمود حسن عبدالتواب أمير القوافي كما يلقبه بعض النقاد ، وهو 

شاعر موهوب بطبعه وصاحب تقنية لا يشابهه شاعر فيها ، يدرك

أن التاريخ ليس ماضيا وإنما التاريخ معلم مخلص وصادق ، فيرتكز 

في نصه على ملحمة تاريخية هي ملحمة جلجامش أو كلكامش كما 

يريد البعض ، ونصه زفرة مهموم ، فقلمه مغروس في رئته ، فلازال

منجنيق الحجاج يضرب في عقولنا أسئلة ليست لها إجابة ، فالحجاج

بن الدنيا كعشتار ، والسيطرة للأقوياء دون عقل ضيعت عقول 

الجموع من الشعوب ، وحينما يموت السيد يتأسف العبد على 

زمان المذلة ، وكأنه يقول بلساني ولسان الجموع ، دوما نندم على 

من ضيعوا عقولنا ، فالنص يسكب حبر التاريخ على ورق الحاضر

ويخبرنا أننا لم نتغير منذ أكثر من خمسين قرن من الزمان ، فهل

سنتغير ؟ إننا لازلنا نبتهل مع الشعوب .

ويأتي نص الشاعر عبدالعزيز جويدة كراهب في صومعة العشق




حيث يقول : _

في كلِّ طَيفٍ يا حياتي ألمحُكْ

بالرَّغمِ مِن صَخَبِ الوجودِ

وهذه الضوضاءْ

نَغَمًا جَميلاً يَستَبيحُ مَسامعي

نَبعًا تَفجَّرَ أغرقَ الصحراءْ

تأتي طيورُكِ كي تَحطَّ بأعيُني

وعلى شِفاهي تَعزفُ الأصداءْ

ما كنتُ أعرِفُ كيفَ إحساسٌ بَرَقْ

أو أنْ أُخاطِبَ زهرةً حسناءْ

حتى نَزَلتِ بكلِّ حبِّكِ داخلي

فنطقتُ باسمِكِ أوَّلَ الأسماءْ

طوفي علىَّ وزَمِّليني داخِلَكْ

أنا قادمٌ مِن ألفِ ألفِ شِتاءْ

رَجْعُ الصقيعِ بداخلي يَغتالُني

عَصْفُ الرياحِ  مَرارةُ الأشياءْ

لا تُغلِقي الأبوابَ إني قادمٌ

طيفًا يَضُمُّكِ في كِيان كِياني

عجزي عنِ التعبيرِ ليسَ جِنايةً

أغلى الحديثِ إذا مَنعتُ لساني

يا بُؤرةَ الضوءِ النَّديَّةَ حاولي

لو مرَّةً أن تَسكني شِرياني

ذوبي بهِ ..

سيري بِدمِّي طفلةً

في داخلي البَدَنُ العليلُ الفاني

أرجوكِ لا تتمهَّلي  وتأمَّلي

كي تَرقُبي مِن داخلي بُركاني

وتَحسَّسِي في داخلي ظَمئي

شعوري  وَحشَتي  حِرماني

كلُ الذي أخشاهُ في دنيا الهوى

هو أنَّ قلبَكِ مرَّةً يَنساني

عبدالعزيز جويدة سيد شعراء العرب ، وهو لقب من وجهة نظري 

صغير على الشاعر ؛ حيث إن قصيدته العصماء في مدح سيد 

الرسل وخاتم الأنبياء ( أحبك يارسول الله ) قد تجاوزت في المشاهدة

عدد الثلاثين مليون مشاهدة ، وهذا العدد لم تحصل عليه قصيدة 

عربية عبر تاريخ الشعر العربي ، بالإضافة إلى أن موسوعة الشعر 

العالمي الرسمية قد سجلت له أكثر من أربعمائة وثنتين وأربعين 

قصيدة في سجلها العالمي ، وهذا رزق نغبطه عليه .

وهذا النص من نصوص العشق الرمزية التي تجاوزت مرحلة التصوف 

في الحب ، فالتصوف في العشق والحب ذائب في محبوبته ، ثاو  في

محراب عشقها ، بينما تصوف عبدالعزيز جويدة يفتح شاريينه 

لتدخل محبوبته وتسري في دمه لتتأمل براكين العشق داخله ، 

والغريب أنه لا يطالبها أن تطفئ هذه البراكين ، بل سيسعده أن 

تراها ليطمئن قلبها فيمطئن قلبه ، لأن كل قلق الشاعر يتمثل

في خوفه أن تنساه محبوبته في يوم ما .

تلكم إشارات تغني عن العبارات وليس تحليلا لهذه النصوص ، لكنه

جهد المقلين ، وعلى الله السداد .



دكتور رمضان الحضري 

القاهرة في الخامس من فبراير 2021 م

احمد المقراني

 الأحلام الجميلة بين أحضان الخميلة.

وعند الخميلة حلـــو المقـــــام°°°وهمس التشوق عذب الملام

هناك لبثّ الحنـــين مجــــــال°°°وشكوى من البعد سر الآلام 

ويرنو الحبيب بسحر العيون °°°ولفظ التشكي بعـذب الكــلام

فازداد شوقـا لخل قــــــريب °°° أحس السعادة ولا في المنـام

وجــو الخميلة شـــــــع بنور°°° ومن صفوة الغيــد بدر التمام

غرقنا في بحر الهوى المستبد°°°ويزجرنا المــوج: لا للكــلام

فللعين دور التناجيَ حينــــــا°°°ولـــلآه حينا مرامــي المــرام

وكان أساي في قصر المدى°°°وكان التنائــي انتهـــاء المنــام

واغرورقت العين بالدمع لما°°°أدركت بأني صــريع الأحـلام

تمنيت أن لا يزول الكــرى°°°من أجــــل اللقــــاء ليوم القيـام

فيارب هب ليَّ منها نسيما°°°يحيي روحـــي بطيـــب الســلام

                                أحمد المقراني.

الحلم في علم النفس حالة ملتصقة بردود الفعل المعبرة عن حالات ومعاناة اليقظة، بها يمكن المرء أن يحقق رغبة مكبوتة لم يستطع تحقيقها عمليا  في اليقظة،أو أنه يسترجع حالة مرت به عانى فيها من العنت والحرمان، الشيء الذي ترك في نفسه ذكرى لا تنسى، ويأتي الحلم ليجبر كسر نفسه ،ويشير بمواقف وحركات إلى إمكانية تدارك ما فات، بل يمثل مواقف تجعل المبتغى حصل والأمر الذي كان صعبا يسر واستسهل. أو الحالة التي  كان  فيها عاجزا عن تحقيق هدفا سعى إليه  قد لانت واستيسرت. 

سيجموند  فرويد من علماء النفس الذين اشتغلوا بظاهرة الأحلام ،وألف فيها معتمدا على من سبقه إلى هذا الميدان من أمثال ي. هـ.  فيختة و ل. سترومبل ، اللذان يؤيدان فكرة إن ما يحدث في الأحلام ما هو إلا شريط مسجل لما حصل أو وقع التفكير فيه بإلحاح في زمن اليقظة.أما البعض فيرى إن الحلم ورغم أنه يتناول موضوعا معينا مر في حياة الحالم، أو شد انتباهه بالتفكير والاهتمام، إلا أن أحداث الحلم لا تسير حسب ما تم في اليقظة، بل تدخل عليها أشياء ومواقف منحوتة من أحداث أخرى، تمزج وتكيف ويتصرف فيها أحيانا تصرفا بسيطا، وأحيانا أخر يصل التصرف إلى قلب الأحداث، وجعلها نقيضا للحوادث محل الحلم .ومن بين هؤلاء :هافنر وفيجانت وبورداخ وبسّن، كل أدلى بدلوه مستندا لتجاربه، وقد حاول فرويد الا ستفادة من دراسات هؤلاء وغيرهم،  محاولا وضع تفاسير تكون أقرب للحقائق ومتماشية مع علم النفس.

تجاربي الشخصية تؤيد إلى حد كبير النظريات المذكورة في ما يلي باختصار شديد :

 ـ الأحلام التي تستحضر أحداثا بعيدة في الزمان والمكان، هذه الأحلام تتميز بالترقيع والنحت وإضافة الغريب ،وقد تخرج في تمثيلها عن موضوع الأحداث محل الحلم، وكمثال على ذلك اليتيمة التي عانت من معاملة زوجة أبيها الأمرين الشتم والضرب والجوع،وهو ما وقع لها منذ سنوات ولم يبق في ذاكرتها إلا الأحداث الأكثر تأثيرا.قد تحلم اليوم وبعد أن نسيت كل الأحداث إلا النزر اليسيركما أسلفت،  تحلم بانها كانت في مستوى رد الفعل وإنها في موقف معين ردت على من ظلمتها بالقول والفعل وأنها عمدت لتلبية رغبتها في الأكل والشرب ورد الظلم رغما عن مانعتها.وهوأيضا ما يمكن تصوره في ثوب الزفاف الذي احتفضت به المرأة كتذكار في خزانتها، وبعد سنوات عديدة وبعد أن نسيت حتى مواصفاته أخرجته لتشتم منه رائحة يومها، إلا أنها تفاجأت بانه لم يعد في مقاسها وإن حشرة الأرضة عملت فيه فأكثرت فيه الفساد ،كذا الرطوبة أبادت جزأ منه ، وكان عليها حينئذ أن تتصرف فيه بالإبرة والمقص لتصنع منه شيئا يختلف عن الأصل مع الاحتفاظ بالمادة الأصلية كذكرى.تماما هو ما تصوره الأحلام التي تستخرج أرشيفها من أحداث بعيدة في الزمان.

ـ الأحلام التي تصور أحداثا قريبة تكون غالبا أمينة في نقل الوقائع ومع ذلك لا تخلو من التنطع وإضافة أحداث يمكن ان تقتطعها من مواضيع مختلفة.موضوع القصيد يمكن أن يكون الحلم فيه يحكي واقع تم في المبتغى على ما يرام، كان  فيه الوئام والحب والغرام ،وكذلك يمكن أن يكون ردة فعل يريد بها الحالم استرجاع ما فقد من جاذبية وحسن قبول في اليقظة بعد تمنع وصد من الجانب المقابل، وذلك بتصوير الحبيب وقد لان بعد التنكر وعاد يترجى وينشد الود خاضعا مستسلما ينير ببهجته وحضوره الحياة . 

الأحلام في رواية الأحداث التي اهتم بها الحالم تخضع لمستوى التفكير والثقافة والمعرفة   ومستوى التجارب والخبرات والسن، فكل حالم يستمد تخيله من إمكاناته ومستواه.والمقدمة التي افتتحت بها الموضوع ليست المعبر الأوحد عن مواضيع الأحلام ،فكل ما يهم الحالم  في حياته صغيرا أو كبيرا، هو سيناريو ممكن للأحلام يمكن أن تمثله حسب الطرح الموجز الذي أوردته.تحياتي.   

             


                    

          أحمد المقراني

حسن الشوان

  فين ضمير الإنسان؟ 


فيه ناس جعانه مش لاقيه لقمه

ولو حتي تبقي حاف

وفي عز البرد مش لاقيين هدمة  

ولا غطا  ولا لحاف

وفيه ناس بتتبطر ع  كتر النعمه 

بقنعرة وبإستخفاف

وعايشين حياتهم في عز وعظمة

وتحت الصفصاف 

جوه  قلوبهم  الأنوار  كلها  ضلمه

مفيهاش   كشاف

ومفيش في عروقهم عطف ورحمه

ودمهم بقي جفاف

وميعرفوش  ربنا إلا  في عز  الأزمه

و ميزان العدل شفاف

بيوزن بالقسط   وبحرف   كل  كلمه

بالحق    والإنصاف

فيه  ناس  جعانه  مش  لاقيه  لقمه

ولا حد عليها يخاف

نايمين علي الرصيف وفرجه للزحمه

وحضن الكلاب أمان !

الصفا جواهم إتعكر بقي طين ورمه 

و براكين ألم  ودخان

الدنيا ضيقه عليهم  وعايشنها  عتمه

و ملامحها هم وأحزان

حتي الحرمه كمان في الشارع نايمه

والنخوه بقت إعلان !

والجوع في وسط الزباله فعل  بذمه

و فين ضمير الإنسان؟


...................................................

................ حسن الشوان ...............

عبد الملك ابو الانوار

 عن المجموعة القصصية: ديوان الألم لأحمد شكر يقول الأستاذ أحمد بوزفور :



كأن الكتابة بينيلوب: تنسج وتفسخ، تَعقـل وتحُل، والضفتان معا فى نهرها الجارى يجريان معها.. فيها الحياة بفتنتها وحيويتها ومرحها ونزقها ورقصها ونشوتها… على سطح ماء النهر تلعب، والموتُ يرسُبُ فى قاع النهر ويَتَغَرٌيَن، هو خصبُ الحياةَ… سـمادُها ونُسٌغها، هو حياتُها، يعيشان معا، ويموتان معا، الموت أيضا يموت:

جاء فى الأثر: أنه حين تنتهى هذه الحياةُ الدنيا، يُنادَى بين الجنة والنار: أين الموت؟ فيؤتَى بالموت ككبش فيذبح على سور الأعراف، ثم يُنادى: يا أهل الجنة، يا أهل النار، لا موتَ بعد اليوم.

أحمد القديم، حكيم الشعراء، كان يَحدسُ هذا، لذلك صرخ بالأمس: (أماتَ الموتُ؟) وأحمد الجديد، جكيم القصاصين، يحدسُ هذا أيضا، لذلك تسأل البنتُ فى قصته أمَّها : ( أَشْ هذا؟).

هذا غطاء يا ابنتى، نُغطى به الحياة البردانة، ونسميه: الموت.

مجموعة (أجرى بين ضفتين كنهر) تسجيل للألم الانسانى إما ببعثه من جديد إذا نُسي، أو بدفنه فى تماثيل أثرية لغوية: فى قصة (حفل) يُرمم الناس قلعة تتهاوى فيسمع السارد، ويُسمعنا، أنين الحجر القديم تقول القصة: «شيء كانبعاث حياة من أعماق سحيقة هذا الصوت المجروح البُحّة، الذى حلّق فى المكان بخشوع طُقوسي، من حرك مواجعَ رابضة هنا منذ مئات السنين؟ «.

فى قصة (مقاصل): كاتبة تكتب روايتها عن الجوع والطاعون والاستعمار فى أوائل القرن الماضى، فىقصة (خَصـيّ) : سادية الأطفال التى تخلق مازوشية الرجال.

قصة (حياة كاملة) تنتهى بهذه الكلمات»… رمت بالذاكرة المثقلة وسط الخطوط كمن يطمر رضيعا غيرَ مُرَحَّبــ به على عجل… وينسحب خائفا متعجلا».

فى قصة (اسألوا ليلى): تهيمن على الجو طيور سوداء كثيرة وكثيفة، تتساءل القصة: «هل جاءت هذه الطيور لتمسح الوحدة بمفاصل رجل ستيني رحل عنه الجميع؟ هل جاءت لتُصَبّـر عمالَ المطبعة المُفلسة؟…».

لماذا جاءت هذه الطيور؟ يقول لنا الكاتب: (اسألوا ليلى)، وليلى باب موارب لا يفتحه الكاتب ولا يغلقُه، فلنتركه أمام القراء مواربا ولنقل: ان الكتابةَ ديوان الألم، سجل يحفظ فيه الكّتَّابُ الألم البشري ليبعثوه فى نفوس القراء مع كل قراءة، وليُذَكروا به الناسين والمتناسين.



عبد الملك أبو الأنوار