السبت، 31 أكتوبر 2020

بقلم امحمد الأوديي

 في رحاب المباني والمعاني(79)


              جولة ذات وذاكرة


   تكرم علي الأخ الفاضل صاحب الكرم والجود الأستاذ والقاضي الودود محمد سعيد بناني، جازاه الله، بإهدائي نسخة من مؤلفه الأخير

  " جولة ذات وذاكرة في ثنايا سيرة ذاتية".






   تعودت كلما قرأت كتابا إلا وأجدني أنقل ما جاء فيه من فقرات مهمة ورائدة حتى أرجع إليها فيما بعد، فأجد نفسي وكأني قرأت الكتاب من جديد، إلا أن تناول هذا المؤلف الكبير الفائدة منعني من اتباع هذا الأسلوب في التعامل مع قراءته لكون كل فقراته مهمة وذات فائدة مؤكدة. 


   لقد أخذني إلى عالم المتعة بكاملها، سردا ولغة وسلاسة وجمالا في التعبير، كما أقسم بألا يترك لي فرصة إستراحة أو شرود قبل أن آتي على آخر صفحة من صفحات جولة في حياة شخصية مليئة بالتجارب والإفادات، تفوق أكثر من نصف قرن من الزمن بدأت بالطفولة وانتهت في ردهات بعض المؤسسات الوطنية التي لا نعرف عنها الكثير.


   وقد جاء تقديم هذا الإنجاز الساحر بقلم  الأستاذ الفخري بجامعة محمد الخامس والوزير السابق محمد الإدريسي العلمي المشيشي كله ثناء وإغراء يستحيل المرور عليه مرور الكرام وعدم الغوص بلهف في ثنايا صفحاته، حيث يقول الأستاذ العلمي المشيشي أن الكاتب " يجول بالفكر ببراعة ومهارة بين قمم العطاءات القضائية ومباهج جنان العلم والثقافة حيث لا يُخفي شغفه بالكتابة والتأليف والتكوين والتربية على الأخلاق، بسلاسة وبلاغة شكلا ومضمونا. "


   فهنيئا للمكتبة المغربية والعربية بهذه الإضافة العظيمة الشأن، وهنيئا للأستاذ محمد سعيد بناني بهذا الإنجاز الرفيع المستوى.

                      امحمد الأوديي 




             الرباط، في 30 أكتوبر 2020

د. رمضان الحضري

 حوادث مكررة 




قتل الموساد الإسرائيلي جمال حمدان بشقته كما قال أمين هويدي ( أحد 


أهم ضباط المخابرات المصرية ) ، فلم يكن جمال حمدان كاتبا سياسيا عاديا


إلا عند المصريين ، ففضلت عنه كل الكُـتَّاب ، بل إن زميله في قسم 


الجغرافيا والذي حصل على درجة مقبول أصبح وزيرا للشباب ، ولم يستطع 


جمال حمدان  الحصول على درجة أستاذ ؛ لأن لجنة الترقيات في جامعة


القاهرة رأت أن أبحاثه لاترقى للحصول على الدرجة ، وصنفته هيئة الأمم


المتحدة وهيئة اليونسكو بأنه من أهم مائة مفكر في العالم خلال القرن 

إضافة شرح



الماضي ، لم يملك سيارة ولا حسابا بنكيا ولا ثلاجة ولا تلفزيون ولا تليفون


في شقته بالدقي ، غرفتان وصور معلقة بالدبابيس في الصالة ، وغرفة نوم


ومنضدة عليها كتب وأوراق ، ولا يدخلها إلا أقرب المقربين ، وأظنهم كانوا


في حدود أصدقاء خمسة أو ستة على أكثر تحديد ، كتب استقالته لجامعة 


القاهرة فقبلتها الجامعة بكل همة ونشاط ، وعرضت عليه المناصب رئيس


جامعة الكويت ورئيس جامعة ليبيا ورئيس لجنة في اليونسكو ، لكنه كان 


يحب مصر أكثر من حبه للانجليزية ( فيلما ) التي أحبها في بريطانيا ورفضت


الحضور معه إلى مصر ، فرفض الزواج ووهب نفسه للعلوم ، ففضح اليهود


وكان في طريقه لفضح الصهيونية واليهود في كتابه الذي بلغ ألف صفحة 


وسُرق الكتاب يوم استشهاده قبل الطباعة .


الكتاب الكبار من مصر ثروة أهم من الآثار وأهم من المباني وأهم من كل


الوزراء ورؤساء الوزراء .


الكتاب العظماء هم مصر الحاضر ، هم التاريخ الحي .


ومصر تملك كتابا عظماء كجمال حمدان يسطرون حياة مصر ، ويكشفون


الواقع المصري الحقيقي ، ويرسمون طريق البطولة ، مثل الكاتب العظيم 


محمد نبيل ، الذي يكتب ليلا ونهارا وسراً وجهارا ، ويجوب مصر مراراً وتكراراً


للكشف عن بطولات الشعب المصري كله .



 د. رمضان الحضري

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2020

ليليان ادم

 تميمة العشق

          


خوفا من حبك

علقت تميمة

تقيني من العشق

رغم أن لي منك

كل شاغل عن سواك

فأنت الساحر

الذي يُهيِّج زئبقية المرايا

فتلبس الأشباح وجهك

لِتُدخِلني مدينة العطار المهجورة

عساني... عساني أفك

خيوط العنكبوت حول لُغزك

           ...................... 

           خوفا من حبك

           علقت تميمة

           تقيني من العشق

لِأُحرق النار بالنار

لِأُراوغ أُسُود قلبك

وأنت...... أنت

عوَّدْتها القفز على

دوائر اللهب الجامد

أنت...... أنت الذي

يَنْصهر الماء من معدن كلامك

وتَشْرُد النغمة في فم الناي

حين تُوقِف الحياة بأمرحكمك

فينحني العمر في انتطارك

          ....................... 

           خوفا من حبك

           علقت تميمة

           تقيني من العشق

فتَوَقّف عن طَرْق قلبي

إنه انْكسر.....

وأنت تبحث في عيوني

عن ملجإ لشتات أعوامك

وأين لي منك... ؟

وأنت جهاتي الأربع

ومن أي اتجاه سآتيك

ولا خريطة تدلني عليك

فيا أيها المُبْحِر في دمي

أما... أما..آن لك أن ترسو؟

فقد أغرقتُ جميع الجزر

حتى يبقى مرفإي هو قصدك

           ....................... 

           خوفا من حبك

           علقت تميمة

           تقيني من العشق

فروحي عطشى

وما بي ظمأ....

تسقيني من كأس حبك

وتقول لي ما أثْمَلك..!!!

أأنت وحْي من الرحمن

أم من الشيطان كان رسمك؟

أستعذب منك أصواتا

في الحب عَلت

فيتخطاك لساني

في خِفْية واكْتِتام

أُوشح بالصمت لوعة عشقك

           ....................... 

           خوفا من حبك

           علقت تميمة

            تقيني من العشق

فلا العَّراف كان وَفِيّا

ولا التميمة لها مفعول

تقيني منك...

فحين تئن بين أصابعي

رنة كأس سُهدك

أؤجل موتى...

لحد انتهاء الأرض من الدوران

أخلع ثوب اصطباري

أدخل مدينتك

أنتشي بقوارير الانتظار

عسى الغيب يَمُدني بمفاتيحك

فأنت باب...

باب يستحيل الفرار منه

وأنا امرأة من جُلنار

زهري بقايا أسطورة

في ألوانه أعشق ملحمة تمرُّدك

وأعيشك رواية

صوَّرتني فيها بَطلة لأوهامك

وأقسمت..أقسمت..

أني أول مَنازلك.... 

ليليان

قصيدة تميمة العشق

من ديوان: عود بلا وتر

السبت، 17 أكتوبر 2020

محمد بن طلحة

 ...

                     الكتاب : المعنى والدلالة

                     المؤلف : د . محمد مفتاح

                     الطبعة الأولى 2018

                     عدد الصفحات :280

                     الناشر : المركز الثقافي للكتاب 

                     الدار البيضاء/بيروت





الجمعة، 16 أكتوبر 2020

محمد محجوبي

 الرجل الذي يقيس مسافته بشوك 

. ..

بينه وبين ظله تنتعش اليرقات المتمكنة من بعض أنفاسه المرتدة على جدرانه الليلية يقف بين رتابة أعاصيره  منتفخا بداء عميق فيسترسل بنظراته على مفترق الإعوجاج الخريفي رغم الأغنية االبدوية التي توطنت في دمه الضاحك عبر سنوات وثقها غراب منسي كان يستعبد الهواء فكان المحاربون القدامى يفرغون شحنات النار في شريان ذالك الرجل الذي خبر قياس الشوك بين مسافات وترحال ، هكذا بقي الرجل شقيق ليل يسوغه دخان الحرية بنكهة تلك الأغنية المريرة الفصول لعازفي حزنهم بين أشجار وغابات هو يحتفظ بعناوينها سر إمرأة ما ناشز في زمن الصقيع تتصنع لغات الخدش وتنمي في الشوك فيضان الداء وهي المرأة التي امتهنت مزاجها من سحنة ذالك الرجل الغائر الكبت في أجيج الدوران ، 

تارة يتمظهر بقبعة المزاح يصرخ في واد شبابه الآسن الليل ،وتارة أخرى تميزه قلنسوة الحكماء فتشيخ سحنته المتجعدة بين ضجيج الركض وبين سراديب تميع عينيه الدامعتين لكي يختلط بكثبان أرقه في زوابع الذات ،فيظل الرجل ملتاع البوح تقابله نكرة امرأة تحلب من خيباته أغداق الدنيا الزاحفة على رئتيه فيتصلب شبحا يراود أنسا تتلاعب به أمواج الحظ وخلوته الهشة بين شاربيه دخان يتقصى روحه ، يتساكن مع أشيائه التافهة  ، يغوص في معنى المحطات التي تسيج أفقه المعلق لعله مترسب في علبة الحلم بمعزل عن تلك المرأة المحتمية بأشجاره المشوكة على مسافات متحدة الحواجز تفرخ الأشباح .


محمد محجوبي / الجزائر

محمد الدبلي الفاطمي

 فواعجبا

تُريد كما أنا طبـــــــعاً أريدُ***وربّ العرش يفـــــــــــــــــعل ما يريدُ

بقدرة علمه الأقدار تجري***ومن بركاته يُرجى الــــــــــــــــــــمزيدُ

فهذا يوم نحس مســتطيرٍ***وذاك اليومُ في الأيّام عـــــــــــــــــــــــيد

وبعد العسر يأتي اليسر عطفا***وبالخيرات يرحـــــــــــــــمنا المجيد

يداول بيـــــــــــننا الأيّام ربّي***ومن نَفاحاتِهِ يَأتي الجَــــــــــــــــديدُ

////

إذا أنت ابتعدت عن الرّجيم***وكنت تريد مغـــــــفرة الرّحيــــــــــم

عليك بغسل قلبك غسل طهر***من الدّنس المؤدي للجـــــــــــــــحيم

وأمّا بعد ذاك فكن لطـــــيفا***وكن عبــــدا شكــــــــورا للــــــــحليم

فأنت الخير إن أبليت خيرا***وفعل الشّــــرّ ينــــــــسب للئيـــــــــــم

ومن زرع الأذى حصد الرّزايا***وغرس البرّ يجنــــــــى في النّعيم

////

فوا عجبا لمن يزداد جهـــلا***وفي قمـــــــــــــع الورى قد زاد قتلا

تسلّح بالرّصاص فصار وحشا***وبالإرهاب في وطني تســـــــــلّى

ولم يدرك بأنّ القـــــتل جرم***ولم يعلم جهنّـــــــــم حيـــث يصـلى

عليك بتوبة تنجيــــــــك لمّا***ستعرض كي تحاسب ليــــــــــس إلاّ

فموتك في الحياة تراه حتما***وعقلك في الورى يزداد جــــــــــهلا

////

أحبّ النّاس فلسفة الذّئاب***وفـضّـل بعــــــــــــضهم نهج الكـــلاب

وهرولت النّفوس إلى انحراف***تبرقع بالفـــــــــــجور وبالخـراب

وذي عصبيّة بالمكر يسعى***إلى هدف يقود إلى السّـــــــــــــراب

إلهي أنت تعـــلم كيف كنّا***وكيف تدهورت قــــــــــــيم الكتـــاب

فيا رحمان بالتّغيـــــير فرّج***ويسّر بالرّجوع إلى الصّــــــــواب

////

لماذا لم نغيّر في المساعي؟***لقد ســــــــــــقط القناع عن القــناع

وكيف نريد أن نحــــــيا حياة***شريعتــها التّــــرقّي في الطّبــاـع؟

وما للـــــمرء خير في انفتاح***إذا أضحى ســــــــــبيلا للضّــياع

وفي الأيّام والأعوام وعــي***يحبّه من تمسّــك بالسّــــــــــــــماع

ومن طلب النّهوض بلا علوم***تعطّــــــل في الوراء مع الرّعاع

////

لما التّغيير أرعبنا جمـــــيعا؟***لم الإنسان قد أمسى مطــــــيـــعا؟

أليس السّعي نحو العلم كدّا؟***أم المعقول أن نبقى قطـــــــــــيعا؟

وما التّشبيه بالقطـــعان عيب***وحال النّاس قد بلغ الفـــــــــظيعا

ألسنا العاجزين عن التّحدّي؟***ومن هذا الذي طرد الرّبيــــــعا؟

وكيف سنهتدي في ظلّ وضع***تردّى عندنا فــــــغدا وضيــــعا

///

قضاء الله يحــــــــمله القدر***ومن نكر القــــــــــضاء فقد كـفر

هو الرّحمان علّـــــــمنا التّرقّي***وبالإحسان والتّـــــــــقوى أمر

وقد أوحى لنا الغـــــــفّار ذكرا***به القـــــــــرآن أشرق فانتشر

تزيد به العقول هدى ورشدا***فتؤمن بالقــــــــــــــضاء وبالقدر

وأمّا القاسطون فهم جناة***سيصلون المآسي في ســـــــــــــــقر


محمد الدبلي الفاطمي


خالد العتيبي

 أشـواق  ..


أجلس وحدي بغرفتي 

أمضي فيها سهرتي 

مابين ماض قد رحل 

وبين حاضر لا يأتي 

أنظر لصورة حبيبتي 

وهي بجانب صورتي 

تهتز منها مشاعري 

ويدق من الشوق قلبي 

تضيق جدران غرفتي 

عندما استذكر قصتي 

تهل للحظات دمعتي 

عند شعوري بوحدتي 

لاشيء حولي يحس بي 

سوى قط صغير برفقتي 

يطول ليلي ويطول 

حتى تذوب شمعتي 

وعندما يخبو نورها 

أحتضن بشوق وسادتي 




بقلم  ..

خالد العتيبي