السبت، 4 يناير 2020

ليلى عريقات

إلى عامي الجديد

وعامٌ قد مضى في إثْرِ عامٍ
وهذا العمرُ مَرَّ كما السّحابِ

 وعهدُ طفولةٍ كم كانَ عذْباً
 وأطْيافٌ من العجبِ العُجابِ

 دلالُ الوالدينِ يُمِدُّ روحي
 بآمالٍ وأحلامٍ عِذابِ

لِمدرستي أطيرُ كمثلِ نحْلٍ
وأرشُفُ علمَها مثلَ الرُّضابِ

 وَأُولى الصفِّ كنتُ مدى سِنيني
 ولا أحدٌ يُباري في شبابي

 ويا ابنَ العمِّ كنتَ مَعينَ روحي
 تُزيلُ عنِ المَدى سودَ الضّبابِ

 وعن أرضي تذودُ كمثلِ ليثٍ
إلى أنْ رُحْتَ ترقى كالشِّهابِ

 فراخي كانَ زُغْبُهُمُ رقيقاً
 وكم عانيتُ مِن موجِ اغتِرابِ

 ولكنّ الإلهَ لنا مُعينٌ
جرى بي زورقي فوقَ العُبابِ

إلى المِينا وصلتُ وفازَ سَعْيِي
وشمسي أشرقتْ فوقَ الرّوابي

مضى كلٌّ لغايَتِهِ فحَمْداً
إلهي طابَ في الدُّنيا شرابي

نظَرْتُ إلى المَرايا باتَ شَعري
يُلِحُّ بحاجةٍ لِسَنا الخِضابِ

 وعِشْتُ وحيدةً ما مِن سَميرٍ
 وكانَ الشِّعْرُ سَلوى عن مُصابي

 يُعَبِّرُ عَن خبايا الرّوحِ يَرْوي
حكاياتي ويُحسِنُ باقتِضابِ

 وروحي أزهَرَتْ واخضرَّ عودٌ
على رغمِ المنايا والمُصابِ

صلاتي لِلإلهِ تُنيرُ دَرْبي
 وأرجو أنْ أنالَ بِها ثَوابي

فَيا عامي الجديدَ عساكَ تَحْنو
عليَّ قُبَيْلَ أنْ يدعو إِيابي

الجمعة، 3 يناير 2020

محمد اديب السلاوي

كلمات سياسية :
السلطة…
-1-
تحيل مفاهيم السلطةفي القواميس العربية إلى السلط والتسليط، أي إلى طويل اللسان. فالسلطة تستمد معناها (لغويا) من فصاحة اللسان وقوة الاقناع، كما تحيل إلى السلطان (موئل السلطة ومركزها) أي الحجة والبرهان، وكأن السلطة تقوم عليها بالإضافة إلى قيامها على التسلط([i]) والإكراه.
وفي القواميس الغربية، تعود كلمة السلطة إلى أصلها اللاتيني Potestas وتعني أهلية التصرف/ القدرة على حق التصرف لحساب الآخرين.
وفي معجم Oxford نجد تفسيرا وافيا لكلمة السلطة Power في كلمتين Ontrol Authority وتعني قوة من يوجد في الحكم على إعطاء الأوامر وإخضاع الآخرين واتخاذ الإجراءات.
أما في المفهوم الإسلامي، وعلى المستوى الديني، يختلف الأمر تماما، إذ ينكر العديد من الفقهاء وجود كلمة "سلطة" في الفقه الإسلامي/ ولكنهم في الغالب يؤيدون وجود نصبها، وجعلها أساسا تنظيميا للدولة، وفق أحكام الدين الإسلامي وأخلاقه.
إن السلطةعند العديد من فقهاء الشريعة، هي تطبيق حقوق الله في الأنفس والأموال وفي الأخلاق والتنظيم الاجتماعي، كما في جمع الزكوات والخراج وأحكام النفقة والميراث([ii]) لذلك تشترط السلطة في صاحبها، العمل بمبدأين: الأول أن تكون سلطة دينية في أحكامها مستندة في تنظيمها وتشريعيها إلى التصوير الاعتقادي الإسلامي، والثاني أن تكون محكومة بقيم الأخلاق الإسلامية.
وفي نظر العديد من الفقهاء وعلماء الشريعة، تكمن قوة "السلطة" في حيادها، ففي نظرهم يجب أن تبقى، في كل الظروف والأحوال، أداة محايدة، لا هي بالخير ولا هي بالشر، ولا توصف بذاتها من صفات التحسن، ولكنها تستخدم لقصد السبيلين في الشريعة الإسلامية([iii]).
وبناء على هذا المفهوم السهل والواضح والشفاف، حدد الفقهاء وعلماء الشريعة الإسلامية قواعد السلطة في خمسة شروط، تشمل تنظيم العلاقات بين الفرد والمجتمع والدولة وهي:
- المساواة بين أفراد المجتمع/ العدل بينهم/ تمتيعهم بكامل حقوقهم الإنسانية/ دعم تكافلهم الاجتماعي/ طاعة أفراد المجتمع (حمل الكافة على الطاعة بمقتضى النظر الشرعي).
وفي تفسير الفقهاء لهذه الشروط، تأكيد وإصرار على أن الإسلام يجعل من السلطة قوة (أحكام نظرية، أمر وطاعة) ولكنه يحددها بقواعد وضوابط تستمد أهميتها وقيمها من الأحكام الإسلامية، من القرآن والسنة التي تجعل المسلمين/ المواطنين سواسية أمام أحكام الشريعة، تنفذ الأحكام في الأغنياء والفقراء/ في الشرفاء والضعفاء، تطبق المساواة بين الرجل والمرأة، تحمي الدين والأخلاق، وتكفل العيش الكريم لكافة المواطنين، وتلزمهم بالطاعة فيما لا يحرمه الله في دينه الحنيف([iv]).
وفي المفاهيم الغربية للسلطة مقاربات متعددة، يعرفها ماكس فيبر، بأنها (الإمكانية المتاحة لأحد العناصر داخل علاقة اجتماعية معينة، يكون قادرا على توجيهها حسب مشيئته)، ويعرفها تالكوت بارسونز: بأنها (القدرة على القيام بوظائف مدنية أو سياسية، خدمة للنسق الاجتماعي، باعتبارها وحدة واحدة) وفي نفس الاتجاه، سار الكتاب الاجتماعيون والسياسيون والغربيون، مع إغناء مفهوم السلطة، من حيث وظائفها السياسية والقانونية والإدارية، أو من حيث مكوناتها وشرعيتها ومشروعيتها([v]).
وانطلاقا من هذه المفاهيم، توزعت أنظمة السلطة على ثلاث مستويات([vi]).
1- السلطة التقليدية: وتستمد نظمها من التاريخ القديم، تقوم على الاعتقاد بأن أحكامها متصلة بقوة شرعية نهائية ومطلقة، إذ يعتقد أصحابها بأنهم يمارسونها من خلال شرعيتهم التاريخية، وأنهم يعملون بنظم وأحكام تلزم متلقيها بالطاعة والولاء.
2- السلطة الكرزماتيكية: وترتبط نظمها بالمقدس الديني.
3- السلطة الشرعية العقلية: وتعتمد على الأنظمة والأحكام القانونية العامة القائمة على العقل والتوافق السياسي والاجتماعي.
وفي العصر الحديث تحولت السلطة في الفكر الغربي، إلى اصطلاح دستوري، يتوزع في كافة الأنظمة على ثلاث مستويات/ السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية، يناط بكل واحدة منها (حسب نظام الحكم وطبيعته) مهمة من المهمات، تؤمن للدولة سيرها القانوني والسياسي.
أ/ السلطة التشريعية (ويمثلها البرلمان) يناط بها مهمة وضع القوانين في حدود إطارها الدستوري.
ب/ السلطة القضائيةويناط بها تفسير القوانين وتنفيذها، وتتمثل في القضاة وأعضاء النيابة ومعاوينهم من المحامين، ويشترط في أعضاء هذه الهيئة (بالدول الديمقراطية) استقلال أعضائها، من حيث اختيارهم أو عدم قابليتهم للعزل، وغيرها من العوامل التي قد تؤثر في تحقيق العدالة واستقلالها.
ج/ السلطة التنفيذية فتعرف في القوانين الدستورية بسلطة الحكومة (السلطة الإدارية) وهي الهيئة المنوط بها تنفيذ القوانين وعلى رأسها رئيس الدولة (الملك/ رئيس الجمهورية) الذي يمارس سلطاته بواسطة وزرائه: أصحاب السلطة الفعلية.
وقد دفع هذا التقسيم بعلماء السياسة في الغرب، تكريس الاهتمام بإشكالية السلطة من حيث شرعيتها ومن حيث تقسيماتها وعلاقة كل منها بالأخرى، واعتبر هؤلاء العلماء أن أهم تقسيم للسلطة هو التقسيم التخصصي، وضمانا لعدم التعسف، أصرت العلوم السياسية الغربية على أن تكون السلط منفصلة عن بعضها البعض، وعلى أن تكون كل أشكال السلطة، الأخرى تابعة لواحدة من هذه السلط.
ففي النظام البرلماني (الذي يستمد وجوده من مفاهيم الفكر الغربي)، تتكون السلطة التنفيذية من الوزير الأول والوزراء، يكون الوزير الأول رئيسا فعليا للوزراء الذين يضعون السياسة العامة للدولة، ويشرفون على تنفيذها، وقد أطلق الفقه الدستوري على هذا النموذج، السلطة التنفيذية الأحادية الرأس، بحيث يصير مفهوم السلطة التنفيذية مرادفا لمفهوم الحكومة، لا تشكل مرادفا للسلطة التنفيذيةالتي تضم إلى جانب الوزير الأول والوزراء ورئيس الجمهورية أو الملك، بحيث يصبح مفهوم الحكومة أضيق من مفهوم السلطة التنفيذية التي هي سلطة مزدوجة الرأس، لكن من الناحية الشكلية فقط، إذ وعلى الرغم من رئاسة الجمهورية أو الملك، للمجلس الوزاري، فإن تحديد وتوجيه السياسة العامة للدولة، يبقى من اختصاص الوزير الأول وحكومته (النموذج الفرنسي) أما في النظام الرئاسي فإن السلطة التنفيذية تختزل في شخص رئيس الجمهورية المنتخب في اقتراع عام، حيث يعين عند انتخابه مساعدين له يمسون كتاب الدولة، وليست لهم أية سلطات قرارية خارج توجهات وأوامر الرئيس.
وفي نظر فقهاء الغرب المعاصرين، أن السلطات بتوزيعها الثلاثي المتوزان (تشريعية وتنفيذية وقضائية) تحولت (في النهج الديمقراطي) إلى أنواع من القوة، تنظم جهود وواجبات الآخرين، من خلال القوانين والتشريعات والأوامر التي تصدرها باعتبارها سلطة شرعية، وهي بالمعنى الديمقراطي، تختلف (بطبيعة الحال) عن السيطرة القسرية أو الجبرية التي تلزم الأفراد على التكيف لمشيئتها من خلال استعمال العقاب، ذلك لأن "السلطة الشرعية" بالمعنى الديمقراطي، أصبحت تتأثر في فعاليتها بالأجهزة التي تعتمدها لتنفيذ شرعيتها، وفي تحقيق الأهداف التي تربطها بالمواطنين/ الأفراد الخاضعين لقوتها، وهو ما يفرض علاقات قوية متكافئة بين الطرفين.
-2-
في المغرب يختلف مفهوم "السلطة"، عن مفاهيمها في البلاد العربية الإسلامية، أو في البلاد الغربية، ذلك لأنها اختارت مفهومها المغاير الخاص، يطلق المغاربة عليها اسم "المخزن".
والمخزنكمفهوم لغوي، يعني المكان الذي يتم فيه الخزن (المستودع) وخزن الشيء، يعني الاحتكار له أو التفرد به.
ويرى بعض الباحثين في اللغة، أن "المخزن" مصطلح مشتق من فعل خزن، بمعنى جمع، وقد كان يشار به إلى ما كان يجمع في بيت المال من ضرائب وجبايات، إلا أن هذا التحديد اللغوي في نظر باحث مغربي في العلوم السياسية([vii]) لا يفي بالغرض ولا يقدم تحديدا كافيا عن "المخزن" المصطلح الذي يقدم في الواقع السياسي مرادفا لمفاهيم الدولة والسلطة والنظام مجتمعة.
ومنذ القدم احتل هذا المصطلح (المخزن) مساحة واسعة من الخطاب السياسي، وارتبط بمضامين التسلط/ الحكم خارج القانون/ العنف، ومع ذلك ظلت مفاهيمه تكتنز دلالات تاريخية وسياسية عديدة، لما يمثله من سلطة وطقوس وضوابط تقليدية ومحافظة، هي المصدر الطبيعي لإنتاج الخوف والهيبة والامتثال الدائم والترهيب.
لأجل ذلك، شكل "المخزن" مصطلحا وسلوكا وقضية، محورا للعديد من الكتابات والدراسات، التي تناولته من مختلف جوانبه التاريخية والقانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وارتهن العديد منها على مستوى النتائج والاستخلاصات بزوايا المقاربة والانتماء المعرفي والثقافي والسياسي لأصحابها، وهو ما سنحاول الاقتراب منه في عجالة.
1/ في نظر موسوعة الإسلام: المخزن مفهوم اشتق من فعل خزن (أخفى وحفظ) وكان يشير عند الممالك العربية القديمة، إلى الصندوق الذي احتفظ بداخله الأمراء بالضرائب التي توجه إلى خليفة بغداد، تم تحولت فيما بعد وأصبحت مرادفا للخزينة.
أما البيت "دار المخزن" فهو الذي تجمع فيه الأموال، فكان "البيت" يعني السلطة المركزية، وأضحى أداة للإشارة إلى البيوقراطية.
2/ في نظر الأستاذ عبد الله العروسي: (في كتابه الآليات الاجتماعية والثقافية الوطنية) فإن المخزن هو تلك النخبة التي تشارك في بيعة الملك واختياره وتنفيذ قرارته، وهو كل الأفراد الذين يحصلون على أجورهم من خزينة السلطان.
3/ أما في نظر الأستاذ عبد الكبير الخطيبي: (في كتابه التناوب والأحزاب السياسية) فإن المخزن هو نظام للسلطة والتحكم، متجدر في البيئة الاجتماعية وهرمها، وهو ثقافة وسلوك وقواعد للعلاقات والتحالفات السياسية والاجتماعية وأشياء كثيرة أخرى.
4/ وفي نظر الحقوقي المغربي الأستاذ فؤاد عبد المومني: (في حوار معه) أن المخزن يرمز أيضا إلى احتكار واسع للسلط المادية والرمزية، وإلى هيكلة فضائها العام في محيط السلطة المركزية، وإلى ترتيب الفضاءات الاقتصادية على مدى قربها منه ومن مركزه ومحيطه.
5/ وفي نظر رجل السلطة العريق والمتجدر في "المخزنية" الصدر الأعظم على عهد السلطان المولى عبد العزيز، أحمد بن موسى المدعو (باحماد) أن المخزن خيمة كبيرة، عمودها المحوري وصاريتها التي ترفعها، هو السلطان وأوتادها التي تحيط بها وتشد جوانبها حتى لا تقلعها الرياح هم القياد/ رجال السلطة([viii]).
-3-
وحسب مراجع التاريخ المغربي، الحديثة والمعاصرة فإن نظام المخزن يعود إلى عمق التاريخ الإسلامي في المغرب، تاريخ الدولة الإدريسية، حيث كان الولاة/ رجال السلطة، يجسدون إدارة المخزن وما يخضع لسلطاتهم من موظفين، يعملون تحت سلطة النواب العاملين لأمير المومنين ويخضعون لتعليماتهم وتوجيهاتهم([ix]) وهو المفهوم نفسه الذي ما زال قائما بالمملكة المغربية حتى الآن...
فالمخزنهو الإدارة التي يباشر بها ومن خلالها سلاطين المغرب أمور الحكم، وهو المؤسسة التي تلتقي عندها مختلف مستويات الحكم، من عسكرية وسياسية واجتماعية واقتصادية، فكان المخزن بهذا المعنى هو الآلية التي تجسد عبرها الحكم الشمولي لسلطان المغرب، ولم تتغير مجموعة من الآليات المؤسساتية، التي تتحول إلى شبكات للمراقبة ولربط علاقاته بالمحيط، ونعني بها شبكة الولاة والعمال والباشوات القياد والمقدمين، وجميعهم يجسدون شرعية المخزن وسلطاته ووظائفه.
المخزنكما سبقت الإشارة، هو فئة من الموظفين، يشرفون على الشؤون العامة بالحواضر والبوادي وجميعهم يستمدون سلطاتهم من سلطات السلطان، فنظام الملكية المغربية في وضعيته التاريخية، يسمو على مؤسسة أو بنية "المخزن"، كما يسمو ويعلو على جميع المظاهر والرموز التي تشكل مقومات المجتمع المغربي، وذلك من حيث تركيبته السياسية والسيوسيو-ثقافية، أو من حيث تركيبته الروحية، فهو يعكس جميع مكونات الدولة، كما تنعكس تلك المكونات في أنظمته، الأمر الذي أعطى دولة المخزنطابعا فريدا ومتميزا على مستوى الممارسة، كما على مستوى مظاهر وتجليات المجتمع المغربي ككل.
السلطةفي المفهوم "المخزني" تطال العام والخاص، بما في ذلك مفهوم الدولة ذاتها، إذ ينصرف المعنى المشاع في الرأي العام حول "المخزن"/ سلطة الدولة على كل الأجهزة والآليات، فحيثما توجد الدولة يوجد المخزن، والعكس بالعكس.
-4-
في نظر العديد من الباحثين والدارسين والفقهاء والمؤرخين، أن الذي صنع حقيقة السلطة، عبر التاريخ، تلك الروابط التي توجد بين المؤسسات السياسية والإدارية والعسكرية والصناعية، وأن السلطة، كانت وما تزال هي الطبقة القائدة لكل عصر من العصور، فهي (أي السلطة) نخبة قليلة، ولكنها قائدة ومؤثرة، في مواجهة الجماهير، أقلية تختصر التاريخ إلى صراع بينها وبين النخب الأخرى للبقاء أو للوصول إلى السلطة([x])، وإلى أهدافها البعيدة.
ونستخلص من شهادات بعض الباحثين حول السلطة في المجتمع المغربي عامة وفي الوسط القروي المغربي على الخصوص، أنها باستمرار، قامت على أساسين:
- التنظيم الاجتماعي
- الأعراف
فهي في نظرهم تركزت على الجذور القبلية والعائلية (القروية والمدنية) كرموز للارتقاء الاجتماعي، من هذه الجذور استمدت مفاهيمها ومارستها، كما استمدتها من الأعراف المتبعة، حيث تعتبر نفسها سلطة مكتملة الأبعاد والصلاحيات، إنها في العرف القبلي كما في الأعراف المدينية استمدت نفسها دائما من نهج العشيرة أو الأسرة، قدسيتها تتأكد من العلاقة التي تجمع المجتمع (القروي أو المجتمع الحضري) بالحاكم: إجلال وخضوع كامل وغير مبرر عقليا، ذلك لأن الخوف الذي يمتلك المواطن الفقير/ الأمي/ المهمش/ الجاهل بالقانون، في حالة عدم الطاعة، يرتقي إلى التعرض للانتهاك، ليصبح التداخل السياسي والمقدس غير قابل للجدل...
هكذا تبدو السلطة في المفهوم المخزني، ذات شخصية مستقلة لم تخضع ولم تتأثر بالمفاهيم الأخرى، سواء ذات المرجعية الإسلامية، أو ذات المرجعية الغربية. فهي ذات نسق خاص، ظل ثاتبا في آليته ومكوناته لعقود طويلة من الزمن المغربي، إلى أن حملت رياح القرن العشرين مفاهيم أخرى على يد الإدارة الاستعمارية، أو على يد إدارة عهد الاستقلال حيث وقع تعديل بعض القوانين المتصلة بالسلطة المخزنية، دون المساس بجوهرها، وهو ما جعل سلطة المخزن تبقى مستمرة، محافظة على مفاهيمها إلى اليوم.
[i]  - إبراهيم أبراش/ من مستجدات الحياة السياسية بالمغرب.
[ii]  - إبراهيم محمد زين/ السلطة في فكر المسلمين (الدار السودانية للكتب/ الخرطوم 1983)
[iii]  - إبراهيم محمد زين/ السابق الذكر
[iv]  - إبراهيم محمد زين/ السابق الذكر
[v]  - إبراهيم محمد زين/ السابق الذكر
[vi]  - دلكن ميشيل/ معجم علم الاجتماع (ترجمة الدكتور إحسان محيي الدين) منشورات وزارة الثقافة والإعلام/ بغداد 1980.
[vii]  - عادل بن حمزة/ المخزن والمؤسسات الاجتماعية (جريدة العلم/ 28 فبراير 2001 ص: 7)
[viii]  - خطاب للصدر الأعظم أحمد بن موسى (باحماد) نقله الأستاذ الحسين اللحية في مقالة السلطان الذي يحكم على صهوة الجواد/ جريدة الصحفية (عدد 57/15 مارس 2002)
[ix]  - العامل الرأي الجديد القديم للسلطة (جريدة المنظمة 28 نونبر 1999)
[x]  - يونس دافقير/ رجالات السلطة المحلية بالمغرب (جريدة المنظمة/ 28 نونبر 1999)


احمد الناصري

...مولات الزين...

تعالي يا مولات الزين
نعنقك بجوج يدين
بحبك راني مهموم...
...
قولي لي انتيا فين
بفراقك تنبات ننين
وحالي ديما مضيوم...
...
قلبي هو  لك خزين
ولعشقك ماأنا قليل الدين
وشحال عندي غالية فالسوم...
...
يامولات القلب حنين
بغيت أنا نشوفك فالحين
بلا بيك وليت غادي و نهوم...
....
ماننساك مدة وسنين
ساعتي ولات فيها يومين
وفبحر غيابك وليت نعوم...
....
تعالي يامولات الزين
بالدموع سالت العين
ونديرو عيدنا هاذ اليوم...
....
يامشموم ورد وياسمين
داوي حالي لحزين
يا كمرة ما بين نجوم...
...
راها وصلت 2020
مازال ما عرفتك فين
يا هوايا بريحو منسوم...
...
...........أحمد الناصري.......

فيصل الزبيبي

اصل الحكاية
اصل الحكاية فى  الصعيد نبتنا
من الجيزة لسوهاج لاصل الجود قنا
قال الكبير عزة النفس فينا غنى
اصل الحكاية صعيد معجون فى دمنا
رغم الشدايد عشنا كبار ولاهمنا
عمتنا تاج مرفوع وكمان كفن لاولاد الزنا
اصل الحكاية جدود واصول خالنا وعمنا
عارفين يعنى اية وطن والوطن فى الاصل امنا
رضعنا الموت مانخاف ولاحد فى يوم ذلنا
نفسنا نار تحرق  ومانرضا الذل لو القبر ضمنا
                 اصل الحكاية
اصل الحكاية صعيد فيه الادب والجود
اسيوط تحكى وجرجا تقول لزمان عود
برديس لما تحكى ضهر الصعيد مسنود
وجهينة قول يازمن الرجالة والجدود
والبدر لما بقا شين امتى بدرك يعود
اصل الحكاية صعيد ورجال سكنوالحود
                   يابلد
يابلد صعيدك ما مات والرجال بعدها حية
دور تلاقى زين الرجال فينا موش الرجال النية
راجل يموت بقبيلة وراجل خسارة فية الدية
راجل تسقية بكفك وراجل خسارة فية المية

فيصل الزبيبي

نور الدين برحمة

لن أكتب مع هذا الفجر
فالشاعر الذي كنت 
اسرق منه قصيدة
الشوق 
اغتال اشراقة الوهم 

حمل عكازه الخشبي
ودخل الى فجر 
مطره من ماء الغدير

همس لي ذات يوم 
كنت انتظر 
ان امر 
بين عقارب الوقت
احمل
 جسدي المنهك
واكتب قصيدة 
لن يسرقها مني 
حفار الحرف العتيق

هذا العام 
قبل ان ينفلت يومي 
من فك الصمت 
هذا العام لن اكتب 
عن هذا العام 
فانا قديم كما ترى 
راسي
 مساحة مستديرة 
للالم 
رأسي 
ساحة حرب 
راسي 
شاشة لعمر كسيح
تمر عبره الصور 
من نكسة قلب 
الى نزيف جرح
والمدينة رأسها 
شوارع تيه كبير 

لن اكتب فالشاعر 
الذي علمني سرقة 
لحظات الجمال 
غادر القصيد 
الى حيث بداية القصيد 
حمل عكازه الخشبي 
ودخل مغارة زمن 
بقصيد قديم 
حرفها دراجة 
وصندوق سردين 
وصرخ بين الدروب
سمك 
سمك 

وهذا العام ربحه وافر 
بين شارع وشارع 
امتدت الايادي 
سمك 
سمك
ابتسم يا للربح الوفير 
لم اكن اعلم يا مدينتي
ان بيع السمك 
اروع من كتابة قصيد 

سمك 
سمك 
والقصيد الى نسيان جميل ...لم يعد في العمر ذلك العمر الذي يتسع للسقوط ...سمك ...سمك ...وهذا شارع الامس ...وهذا شارع العام الجديد ...لامكانة فيه للقصيد ...
سمك 
سمك 
ابتسم للربح الوفير
افرغ حمولته من جديد 
وعانق الجدار
نام وعينه على عمود مصباح قديم ....
سمك 
قصيد 
سمك 
قصيد 
وكل عام وهذا الرزق وفير ....

......
نورالدين وكفى......على هامش العام الجديد ...30/12/2019

محمد خصيف

حديث عن الجوهر في الفن والجمال

"ليست هناك حقائق، هناك تأويلات"
فريدريش نتشه

إن الأعمال الفنية البصرية تثيرا انفعالا خاصا مشتركا بينها، فنحن نبدي نفس المشاعر أمام لوحة أو منحوتة أو معمار أو عمل فني من أعمال الحفر. وهذا الانفعال يسمى "الانفعال الإستطيقي" Emotion esthétique. انطلاقا من هنا أتساءل كيف كان انفعال صديقي الطبيب، الذي رفض رفضا باتا فتح أي حوار حول الفن التجريدي، بدعوى، حسب اعتقاده، أن هذا النوع من التعبير الجمالي لا يصل أبدا إلى مستوى الفن التصويري L’art figuratif، كيف كان انفعاله وهو يؤثث عيادته ويرتب أشياءها ويختار ألوانها ويصفف أحجامها؟ ألم يكن لديه، سابقا إحساس أو انفعال إستطيقي، مبني على تصورات غير عيانية، دفعه إلى التعبير عن اختياراته؟
إن رفض الطبيب الأعمال التجريدية وتغاضيه النظر إليها وتفاديه الحديث حولها ساهم في عملية الخنق التي تعرضت إليها مشاعره اتجاه أي حساسية جمالية سبق وأن تكونت لديه. فهو يكبح جماحها ولا يسمح لها بالتظاهر والتعبير عن ذاتها، ولا يترك لوعييه المجال كي يتفتق فيكشف عن الحس المرهف، الضامر الكامن في أعماقه. ربما أن أحاسيسه أضحت مكبوتة بسبب الاستعمال الدائم للعقل.
فصديقي الطبيب يعد من ذوي الفطنة والفكر اللبيب والذكاء الحصيف الحاملين، رغم ذلك، لحساسية قليلة، تجعل ذائقتهم مغتربة وسط محيطها. "إن هذا الاغتراب الذي يعاني منه الوعي المعاصر نتيجة طبيعية لهيمنة اسمية العلم الحديث وتغلغل المنهج العلمي في نظرتنا للعالم". الحقيقة أن التجربة الجمالية التي يعيشها صديقي الطبيب تشكل لديه نوعا من الاستلاب.
من خلال الحديث الذي جرى بيننا، استنتجت أنه لم يتوصل بعد، رغم تكوينه العلمي، ودرجة دكتوراه الاختصاص الطبي التي تُوِّج بها تكوينه، ومُقامه الطويل بأوروبا، لم يتوصل بعد إلى إدراك الصفة الجوهرية التي تساعده على تمييز الأعمال الفنية من الأشياء العادية. وهذه ظاهرة يتقاسمها الكثير من كبار المثقفين عامة. كلنا نصف الأشياء التي تعرض علينا بأنها تنتمي إلى "عالم الفن"، فنضع تصورا لتصنيف ذهني يمكننا من تمييز الأعمال الفنية عن باقي الأشياء الأخرى، لكن حقيقتنا تبين أننا لم نتوصل إلى استنباط الصفة الجوهرية التي يحملها العمل الفني، والتي تتقاسم وجودها مع صفات أخرى. ربما قد يثار التساؤل حول ماهية هذه الصفة الجوهرية التي يتأسس عليها جوهر العمل الفني. وحتى لا نذهب بعيدا، نلتمس الجواب عند (هايدجر): " الأصل يعني هنا من أين وبماذا يكون هذا الشيء وما هو وكيف هو. هذا الذي يكون عليه الشيء وكيف هو، نسميه جوهر". 
هل يجوز اعتبار العمل الفني شيئا؟ مرة أخرى، يمدنا (هايدغر) بجواب قد نجده مقنعا نوعا ما: " عندما ننظر إلى الأعمال الفنية كما هي في حقيقتها الأصلية ولا نحاول مخادعة أنفسنا، يتضح لنا عندئذ أن الأعمال الفنية موجودة بشكل طبيعي كما توجد الأشياء العادية(...) لكل الأعمال الفنية هذا المظهر الشيئي". 
إن "مخادعة أنفسنا" بعدم إدراكنا ل"لحقيقة الأصلية"، أي الصفة الجوهرية للعمل الفني تدفعنا للاعتقاد أن أي تركيب تشكيلي يعتبر فنا، سواء كان رسما أو لوحة أو نحتا...
إن للعمل الفني "صفة مفردة ومحددة لا يمكن أن يوجد بدونها (...)، وإذا حاز عليها أي عمل فستكون له بعض القيمة على أقل تقدير". ولن تكون الصفة الجوهرية المميزة مشتركة مثلا، بين لوحة فنية لكلود موني أو بيكاسو أو دالي هي نفسها التي تحملها لوحة أنجزها طالب بمعاهد التكوين الفني، أو رسام فاقد للحذق والمهارة، يظن نفسه فنانا. لا شك أن كلامي هذا سيثير فضول القارئ ويستحثه ليتعرف على هذه الصفة التي نحن بصدد الحديث عنها. فالجميع يبتغي معرفة الصفة المشتركة بين الأعمال الفنية والتي بموجبها تثار لدينا انفعالات إستطيقية. لقد وضح هذه المسألة الإشكالية الناقد الإنجليزي (بل كلايف) من خلال نظريته النقدية المبنية على ما أسماه (الشكل الدال) la forme signifiante. 
إن الشكل الدال المشترك بين اللوحة والمنحوتة والمنمنمة والمسجد والكنيسة والأواني الخزفية والسجاد والجداريات وروائع الفن الكلاسيكي والانطباعي والتجريدي...يتأسس على "خطوط وألوان تتضام بطريقة معينة، بحيث أنها تثير انفعالات إستطيقية". والشكل الدال هذا هو ما أطلق عليه الباحث الجمالي ألكسندر ببادوبولو (عالم الفن المستقل) Le monde autonome de l’art، في قراءته وتحليله لجمالية الفن الإسلامي.
انطلاقا مما جاء في العبارة الأخيرة، يثار تساؤل أَعُدُّه جوهريا، حول الصفة المشتركة أو الشكل الدال ومدى قيمتها، وكيف لها أن تجعلنا نميز بين عمل فني مُكرَّس جماليا ومعترف به تاريخيا كأثر فني من التراث الإنساني، وآخر يحمل أشكالا دالة لكنها ناسخة لتيارات ومدارس فنية معينة؟ أعمال عوض تميزها بشكل دال فهي تحمل "علاقات دالة للشكل" فقط. فهي منجزات تثير إعجابنا دون أن نعدها أعمالا فنية. "إنها تروقنا وتطرفنا وقد تحركنا بمئة طريقة متنوعة، عدا أن تحركنا إستطيقيا...فهي لا تمس انفعالاتنا الإستطيقية. ذلك لأن ما ينالنا منها ليس الشكل بل الأفكار التي يقترحها الشكل أو المعلومات التي ينقلها".
كم منتوج يظنه الكثيرون عملا فنيا، لكن حقيقته تجعله يفتقر إلى أن نصنفه كذلك. فشكله "لا يستخدم كموضوع للانفعال، بل وسيلة لاقتراح انفعالات والايعاز بعواطف، وهذا يكفي وحده لجعله تافها".
يذهب الناقد بل كلايف بعيدا، ربما إلى درجة المبالغة والإفراط حينما يساوي بين التصوير الوصفي(...) وأعمال فناني المستقبلية الإيطالية Le futurisme italien، الذين في نظره، شأنهم شأن الفنانين الأكاديميين، "يستخدمون الشكل لا ليبثوا انفعالات إستطيقية، بل ليوصلوا معلومات وأفكارا". والحق أن بعضا من أعمال فناني المستقبلية الإيطالية، كأعمال فئة من فناني الاتجاهات الحديثة تفقد شكلها الدال وبالتالي تجدها لا ترقى إلى مستوى الأعمال التي تثير في المتلقي انفعالات جمالية، فتحيطها بهالة من الانبهار قد يصل إلى درجة الصدمة. فهم "لا يقصدون من الشكل أن يعزز الانفعال الإستطيقي بل أن يوصل معلومات"، أي يكون تمثيليا Représentatif، لجانب من جوانب الحياة العامة. "إن التمثيل ليس موبقا بالضرورة، وليس هناك ما يمنع أن تكون بعض الأشكال البالغة الواقعية هي أشكال بالغة الدلالة. إلا أنه في أغلب الأحوال يكون التمثيل علامة ضعف في الفنان. فمن دَأْبِ الفنان الذي لا يقوى على خلق أشكال قادرة على إثارة انفعال إستطيقي كبير أن يتحايل على ضآلة ما يثيره باللجوء إلى انفعالات الحياة. وهو لكي يثير انفعالات الحياة فلا بد له أن يستخدم التمثيل". إن انفعالات الحياة هي ما غمر قلب صديقي الطبيب وأحاط بصره بغشاوة العيني حتى وجد اللوحة التجريدية عسيرة الفهم، وهدفها قَصِي المرمى.
 ترى أين يكمن التجريد وعسر الفهم، في العلوم البحتة الدقيقة، التي هو من أهلها، كالطب والرياضيات والكيمياء، أم في تجريد اللوحة ذات الأشكال والألوان "المتضامة وفقا لقوانين ضرورية بعضها واضح وآخر مضمر، كفن بحت له دلالته الهائلة الخاصة به ولا علاقة له من قريب أو بعيد بدلالة الحياة"؟


هوامش:
- مارتن هايدغر، أصل العمل الفني – ترجمة د. أبو العيد دودو، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط.1، 2001.
- هشام معافة، التأويلية والفن عند هانس جيورج غادامير، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط.1 2010.
كلايف بل، الفن، ترجمة عادل مصطفى، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط.1، 2013.

من أشعار لطيفة السليماني الغراس /مكناس /المملكة المغربية

  لست بالرمز أغني

ربة الشعر أنجديني
فبابك ليس من حديد
وغني معي عن سحر الوجود
بقيثارة رنّت أوتارها بنشيد
عزفتْ لحنا ردّدته دون قيود
لم أرق سلم الألحان بدرج
شده حارس الدعم بالسند
فقد ألفت جميل القول دون إبهام
وطفت في القمم أرجو نسورا
لا تقبع بين الحفر والركام
ما أحببت يوما نعيق غراب
فحولي أغصان زيتون
وأنا أنتشي بهديل حمام

يُلَوّحُ للناسك أنت السلام
وتُغني لعشب بالرّحم
فتهتز الأرض وتربو حُبّا
فارتعاشة العناق ضمة النسيم
في حقول الريّان من البطاح..
ربة الشعر هللي للرياح
فقد تحن وتنقل أحرفا من أنيني
فتنْبِت إكليلا ليس لرهبان
والرايات لا يرفعها خيط البهلوان!
خسوف وكسوف فكيف لي بالضياء
ليفتح الفجوات في فضاء الأفلاك
فيتسلل البصيص عند كل فجر.

كيف تتدحرج الحصيات ولا تختفي
بين فجوات الثنايا  بمتلاحمة السدود
لا تُغرقني هلوسات غيبوبة بل أحلق
 بين أحلام اليقين فأطفوبين الكوابيس
وأعانق غصن زيتون صنعت منه قيثارة
لأناشيد لا تحتضر في حناجر شُلت
ولن تعتلي كثبانا من رمال الآمال
ومن وراء متاريس خانها الزمان
فتوارت  الشارات من خجل ووهن
لا تعلنُ نصرا ولكن تبعث رمزا
لن يحرك السواعد ولكن يهز
بطونا وخاصرات بظلام الخدور
كان العزف في الشاطئ يوما
لأطفال حملوا ورود البراري
ولم تحملها أعناق غير عواطل
ولا ابتسامات نواجذ الشيخ الهرمِ
ولا لمن كشفت جيوبا بالصدر
وتحمل تاجا من ريش نعام
صغرت حواشيه فهو يهتز مع الريح.
لطيفة السليماني الغراس 

            مكناس في 01/01/2020