الخميس، 5 سبتمبر 2019

بقلم زين المصطفى بلمختار الجدديدي

ناموا !

 دنيا جودي علي جودي
او تفلي ولا تجودي
قد كرهت دعائي هذا
 بل عرفت مدى حدودي
ليس في الدنيا دعاء
مستجابا  في    ردودي
انما ا لدنيا جهاد
 كم  حلا  نوم  الرقود

اهل كهف ناموا قدحا
كم قرونا في  خمود
لما فاقوا من سبا ت
آووا كهفا  في الوجود
مااستطاعوا العيش فيها
غابوا عنها مذ  عقود
عادوا  في نوم  ثقيل
رغم   إيمان  زهود

نحن نمناها فياقا
دون دين او عهود
قد اخذنا النوم دينا
وانتهى حلم الخلود
وارتضينا الذل سبلا
وانكفأنا في  لحود
قد عبدنا العبد شرعا
في ولاء  بالسجود

ان سمعنا الهمس منه
خفنا من كل الرعود
وهو يمشي في ضلال
يرتدي كل الجلود
نحن نمشي في خطاه
في الخطايا  كالقرود
وهو يمشي  فيه خزي
خلف شيطان  حقود

يعطي للاعدا بلادا
كل جهد من جهودي
يضمن الكرسي قسرا
حتى يمنى   بالقعود
خان ارضا خان وطنا
خان اهلا في  جحود
ضل سبلا حين خان
كل  عهد  والبنود

خاف شعب من عصاه
من مواليه العنود
خاف هو من عصاهم
اهل حقد  والنفود
ليس تمة غير فأر
لابسا  فرو  الفهود
قد أذاق الشعب مرا
هل لشعب من جنود.؟؟

حال عرب قد تدنى
صار عرضا كالعروض
فاسألوا الدنيا عليهم
ان سألتم عن بعوض
هم تلاشوأ مذ سنين
لما باتوا في صدود
فرقتهم ايد  مكر
قيدتهم   بالقيود

هذا تاج ذاك  جاه
ذاك دمع في الخدود
هذي ارض استبيحت
ذاك  سن للسفود
هذا سيف يحمي جهلا
هل سألتم ذي السرود**
ناموا انتم لا تفيقوا
عيشوا مابين السدود…..



                                 زين المصطفى بلمختار الجديدي

**السرود: الثقب

بقلم حسان الأمين

ذكرياتنا

تهمسين و تقولين
ذكرياتك
 قابعة ً في كياني
برغم الايام
 وحبي أليكَ يزيد
لم أفقد قطرة
ً من حناني
أحس بحبك يعتريني
 ويتدفق بشراييني
 وكلي أليك يريد
لم يزل حبك النابض بي
 يحييني
 وعن حبكَ لن أحيد
يقولون
 بالبعد يخف الشوق
تجف ينابيع الحب
 وشرايين القلب
تنتهي الآلام
 و الأحلام
بحب جديد
 وحتى معاناة الحب
تنتهي
 وتصبح أيامكَ عيد
لا و ألف لا
فما زلت أحبك
كذب من قال
 الحب ينساه البعيد
فما زال حبك
في تجديد
سأبقى بالأمل
 أنتظرك
 تحت الشجرة
 التي زرعناها
ولا زلت أنتظر
 ساعي ألبريد
تعال
 لنعيد أجمل الذكريات
 التي نقشناها
 على جدار الزمن
و لحبنا نَعيد

حسان ألأمين

بقلم جمال حلمي ابراهيم عامر

آه يازمان 


آه يازمان 
كنت بشوف 
ناسك
على الفطرة 
 شيم ورجال ..
وكنت بشوف 
قمم وفطاحل
شغاااالة سهر 
 ماتنام ....
آه يازمان من 
من الشخص  
اللى بياكل 
بلوي الدارع
 هجام .....
لا كنت بشوف
 أيد بطاله
ولا عايشة النهار 
زخم .... وكلام  .
كنت بشوف 
ناسك يازمن 
عرقانه 
علمونا العرق
للوصول للغال ...
وكنت برضة 
بشوف الصبر
قانون حفظينة
في القلب
ليهدوا به 
المستحيل المحال  ....
آه وأه يادنيا 
رجعتي 
خطوات كتير
للخلف مش قدام ..
لا عنت شايف 
عباقرة زماني  
ولاعنت شايف
خير المثال ...
لكن بشوف رؤوس
      عدمانه 
أوصة ودفيرة 
وشغل جنان .....
ماشي بتكعبل 
ف دنيتي 
ف عز الضهر 
ف لبس مقطع
يمين كدا وشمال ....
اقف مكاني 
مذهول وربي 
والعقل مني 
يطير  فوق
سفوح الجبال ..
جيل مستورد 
بتشوفة عنية 
تزرف صلب 
ف الحال .....
ديما يادنيا 
أسئل نفسي 
كتير  
فين الأب 
فين الربان . ؟ 
بسمع عنهم 
ف الحارة 
وف الشارع 
ناس علامة 
ف الحكي 
والأفلام  ...
بيقولوا احلى 
طأطوءة
تروي البدن 
العطشان الظمآن .
خلاص ... يادنيا 
كرهت نفسي 
وكرهت 
الراجل 
الوحش 
ال سايب
بيته مهلهل
ف كل ركن 
من الأركان .....


................ خلص الكلام  ...................
بقلم جمال حلمي ابراهيم عامر 
....................... ..............................

بقلم عبد الستار لخديمي تونس

طائر النار

لا تسألي..
فقد خبرت كل متاهاتك 
لا تقتربي..
فالمسافات شوق يتقد 
أنا المسكون فيك 
بميعاد تأخر 
رجوت مرارا ان ينعقد 
أعد النجوم على وجنتيك 
مصابيح بلون الشمس 
لغة تصدح دون همس 
اوشح السحاب بابتساماتي 
وارسمك في زمني الآتي 
وازرع البحر زهورا 
واملا الدنيا حبورا 
وفجأة..
يأتيني طيفك ليلا 
يهزني هزا شديدا 
ويقول.. كم كنت عنيدا 
وتتعانق الارواح 
عناقا سرمديا فريدا 
كطائر أنت..
كلما احترقت 
صنعت حياة ونهضت 
كالفراشة أنت..
تراقصين الزهر 
في سمفونية وداع 
تائهة 
واجمة 
بالفرح مسكونة 
بالحب مهووسة 
وأنا...
على قارعة الطريق 
وفي المحطة والحديقة 
وفي الدروب المقفرة 
انتظر ان أجد الرفيق 
لم يعد للانتظار معنى 
فما عاد الزمن 
يسعف الغريق 

بقلم ذ، عبد الستار الخديمي من تونس

بقلم حسن المسيليك

شذرات من الحياة



راودتني
راودتني أفكار لم تخطر من قبل  على بالي
مند نعومة أنفاسي على البسيطة
قد يتسائل البعض عن روايتها
لو تسمح لنا ياصاحب الأحرف
في أي لوح قد كتبتها أو حجر
قد نقشت حروفها أو أي رمل
من رمال البسيطة قد نجدها
أوجدران  منشئات  الأوطان
أو أرض سقوية زرعت حباتها
أو يابس أو أوراق  الأشجار
قد كتبتها لكي نثلج بها الفؤاد
بتلك الأفكار هل سنجدبها نفعا
هي قصة مزدوجة
لواقع ملموس و أنفاس طالبة
حيرانا سلمية تشتكي من هول
الغلاء والعمل والوقت الضائع
من عمر مسيرته من أجل غد
منشود حافل بالسعادة والأفراح 
أفكار شتى تلاطم بعضها بالبعض
وتتكلم متفائلة طموحة متسائلة
عن جواب يروق لروح كل منها
بأحلى صدق ومرونة دون مهزلة
ولا آحتكار لا مفروضة لا منقوصة
بلا تمييز عنوانها الإنسانية والمحبة
والأخاااااء والخلق الحسن  والقيم
فليس البدل معبرة عن أي مستوى
ولا جمال ولا مال لا قرابة ولا طولا
ولا لون البشرة يابني الانسان
بل عقول مند نشأتها يمكن إدراجها
لأي قالب يحتاج له الوطن لرقي به
حول غد مشهود ثماره آت بأكل طيب
وبسمعة ورفاهية تسعد كل الأنفاس
على البسيطة كيف ما كان إنتمائهم 
فيارب يسر لكل أمرئ ما نوى فيه خير
في رضاك وما يرضيك قد ينال به الجنة
فهذا هو المشعل الذي  سيرضي كل منا
طموح كل خلقك يرب
فنحن لسنا إلا عبادك الضعفاء وأنت الحكيم
ونحن في الأرض الكل يناشد الأخياااااااااار.
من أهل العلم والدراية لطريق مستقيم القيم .
فالمسألة مسألة كالعجينة يا أهل الديار
مند الطفولة يمكن ان نسلك بالكل للخير
بدلا من لا تهمنا سعادتكم  ولا وجودكم
أيها الخلائق يامن يشتكون باكون ضعفاء
نحن هنا أو بعرض الحيط أنتم زائدون
ولا كنهم نسو ا
 أن كل النفووووس كل منهم قد يصلح
لمكان لسير في الحياة قدما لغد نافع للكل
مثل كل دابة تدب على الارض او جماد
او سائل يا أيتها النفوس نناشدكم في الله.

.......
بقلم الحسن مسليك
.......

بقلم محمد اديب السلاوي

هل للمغرب مدرسة في مستوى الطموحات والتطلعات (2/2).

- 1 –
أزمة التعليم في المغرب، لم تعد شأنا داخليا بعد تدخل البنك الدولي الذي أثار انتباه المغاربة مؤخرا إلى وضعيته المتردية ، التي فشلت في اختيار الطريق الأصلح للخروج من حالة التخلف الاجتماعي و الاقتصادي الذي يعاني منه المغرب منذ عدة عقود، رغما على " المجهودات المادية " المبذولة من أجل ارتقائه و تحسين أدائه.
التقارير الداخلية و الخارجية، التي أنجزت عن التعليم المغربي خلال العقود الاخيرة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن العراقيل و المشاكل التي تعيق هذا القطاع، تتمثل أساسا في التوسع المستمر لآفة الأمية، من الأمية الأبجدية، إلى الأمية التكنولوجية والسياسية والثقافية/ ضعف نسبة التمدرس خاصة في العالم القروي، و بالأخص بالنسبة للفتيات/ ضعف جودة التعليم في كافة اسلاكه، انطلاقا من سلك التعليم الأساسي، و هو ما يعني، الفشل الكلي في تحقيق مبدأ التعميم. و الفشل الشامل في ربط مناهج التعليم بالتنمية، رغما على المجهودات المادية الهائلة التي تمت في هذا المجال، و الأموال الطائلة التي تم صرفها عليه. و هي مجهودات تصنف المغرب من بين الدول العالمتالثية التي تخصص نسبة عالية من مواردها لقطاع التعليم .
و من الجدير ذكره في هذا الصدد، أن كلفة التكوين الفردية السنوية للتلميذ المغربي الواحد، في السلك الأول من التعليم الأساسي، تبلغ حتى الآن حوالي 2300 درهم وفي السلك الثاني من هذا التعليم تبلغ 4400 درهم و مع ذلك تبقى هذه الأرقام متواضعة مع تكلفته في دول أخرى بأوربا ( أي حوالي 14 مرة أقل مقارنة مع فرنسا مثلا).
إن ميزانية التربية و التعليم، مثلت خلال العقود الثلاثة الماضية معدلا سنويا يفوق 23 % من الميزانية العامة للدولة، و هو ما يمثل 6 % من الناتج الداخلي الخام و ذلك دون الموارد التي تصرفها الأسر مباشرة لاقتناء لوازم التمدرس ، من كتب و دفاتر و أدوات. ودون أداء تكاليف الرسوم و الدروس الإضافية. و مع ذلك لم تستطيع هذه الميزانية الضخمة، تحقيق ما تحتاج إليه البلاد من تكوين و قضاء على الأمية، و رفع مستوى التعليم لمواجهة التحديات القائمة في القطاعات الاقتصادية و الاجتماعية، كما لم تستطيع متابعة مجموع البرامج المقررة في مجال التعميم و تحسين التأطير، و رفع المردودية الداخلية للنظام التربوي.
- 2 –
السؤال الذي تطرحه هذه الحالة الإشكالية على مغرب اليوم : اين يكمن الخلل...؟ هل في نظرتنا إلى التعليم.... أم في إدارتنا لقطاعه؟
في الإجابة على هذا السؤال، علينا أن نتوقف عند سلك التعليم الأساسي (كنموذج) باعتباره المدخل الرئيسي لإشكالية التعليم في كل أسلاكه الأخرى، وباعتباره أيضا الأرضية الصلبة التي تقوم عليها الشخصية التعليمية بكل إيجابياتها وسلبياتها...
التعليم الأساسي، في التعريفات الأكاديمية الدولية (اليونسيف/ اليونسكو/ الاسيسكو)، هو الذي يزود المواطن بالمعارف و المهارات العلمية الأساسية ، لمزاولة بعض الحرف البسيطة، أو لزيادة دخل الأسرة في المجتمعات الريفية و الحضرية ... وهو الذي يكفل للمواطن التمدرس عن طريق التفكيرالسليم،
ويؤمن له حدا من المعارف والمهارات والخبرات التي تسمح له بالتهيء للحياة وممارسة دوره كمواطن منتج... وهو التعليم المناسب لجميع المواطنين، الذي يوفر لهم الحد الأدنى من الفرص التعليمية.
و في الوثائق المغربية الرسمية، التعليم الأساسي، هو مرحلة تعليمية تربوية إجبارية، مدتها تسع سنوات، تثبت في المتعلم القيم الإسلامية، و تكسبه القدر الضروري من المعارف و المهارات الإيجابية، مما يجعله قادرا على تحقيق الترقي الذاتي، و يؤهله للاندماج في مجتمعه، و المساهمة في تطويره، و مسايرة ركب التطور الإنساني و الإسهام فيه.
انطلاقا من هذه التعريفات " الأكاديمية " تبرز أمامنا العديد من الأسئلة الأخرى، أهمها : ما هي أسباب تراجع تعليمنا الأساسي عن هذه القيم و المواصفات...؟
تقول الشهادات المتوفرة عن هذا السلك من التعليم :
ــ إنه بقي حتى اليوم، يعاني من القطيعة التامة بينه و بين التعليم الأولى (ما قبل المدرسي ) رغم ما لهذا الأخير من أهمية في تحديد و تشكيل معالم شخصية الطفل، و تفتيق مواهبه و قدراته، الأمر الذي يحتم الابتعاد عن تلقين المضامين و خزن المعارف، و يفترض اعتماد المقاربات التواصلية التي تنمي فيه سلوكات و مواقف تؤهله للتفاعل الإيجابي، مع المحيط الاجتماعي و الثقافي.
ــ إنه لم يستند إلى اختيارات اقتصادية و اجتماعية و سياسية و ثقافية واضحة ومحددة، يسهم فيها الجميع توجيها و تأطيرا. و إنما جاء نتيجة ظروف و أزمات متعددة، انعكست عليه، مما جعل الوزارة الوصية ترفع باستمرار، شعار الترميم، عوض الإصلاح والتجديد و إعادة الهيكلة و البناء، بغية الانسجام مع الإكراهات المتتالية التي تواجهها من كل جانب.
ــ إنه رغم لجان الإصلاح المتعددة، بقي بعيدا عن الإستراتيجية المتبصرة، التي من شانها تكييف مناهج التعليم الأساسي، مع البيئة المحلية، و أساسا مع العالم القروي، الذي مازال تعليمه بعيدا في مستواه و حجمه عن التعليم في الحواضر، خاصة ما يتعلق بتعليم الفتيات.
ــ إنه فشل في الانفتاح على محيطه الخارجي، إذ لم يتمكن من جعل المدرسة الابتدائية ( الأساسية ) فضاء للتنشيط الاجتماعي و الثقافي و الفني، و إن يجعلها قطب انجذاب أساسي، في المحيط الذي تتواجد فيه و من أجله.
ــ إنه رغم ما يتطلبه من مصاريف ضخمة، و ما يشكله كعبئ ثقيل على كاهل ميزانية الدولة، فإن مردوديته ضلت ضعيفة شكلا و مضمونا، إذ يستفاد من التقارير الرسمية، إن ثلاثة عشرة في المائة ( 13 % ) فقط، ممن يلجون التعليم الأساسي،هم الذين يحصلون على شهادة البكالوريا، بينما لا تشكل نسبة الحاصلين على شهادات عليا، سوى خمسة بالمائة  (%) ، و ذلك دون ظاهرة مغادرة الدراسة في سن مبكرة لعدد كبير من التلاميذ، في العالمين القروي و الحضري، و هي ظاهرة يستعصي تبريرها بحكم تداخل عوامل عدة، أبرزها أن التعليم أصبح في نظر العديد من الآباء و الأمهات و أولياء التلاميذ لا
يجدي نفعا بحكم طبيعة التباعد القائمة بينه و بين سوق الشغل ، و بسبب صورة المعاناة اليومية للخرجين و حملة الشواهد الذين لم يعد بوسع لا القطاع العام، و لا القطاع الخاص استعابهم و تشغيلهم.
أما بالنسبة للهدر المدرسي فهي في ارتفاع مستمر و خاصة في الأوساط الفقيرة : من بين 100 طفل عمرهم 7 سنوات يدخل المدرسة 85 و يلتحق بالإعدادي 45، و يصل نهاية السلك الإعدادي 32 و يدخل الثانوي 22 و يحصل على الباكالوريا 10، بالإضافة إلى ذلك تتعمق الفوارق بين الوسط القروي و الحضري وبين الذكور و الإناث : إذ من بين 100 طفل قروي عمرهم 7 سنوات يدخل المدرسة 66. و من بين 100 فتاة عمرهن 7 سنوات تدخل المدرسة 59.
إن تشخيص وضعية التعليم الأساسي، في مطلع الألفية الثالثة بالمغرب، من خلال هذه الأرقام ، تكشف بالملموس مدى حجم التخلف الذي مازال يعاني منه نظامنا التعليمي. تقول هذه الأرقام بوضوح :
أن نسب التمدرس الخام بالمغرب مقارنة مع الدول السائرة في طريق النمو سجلت تأخرا بمعدل 20 % بالنسبة للتعليم الابتدائي و 10 % بالنسبة للإعدادي والثانوي.
- 3 –
إن ما يلفت النظر في وضع التعليم الأساسي بالمغرب اليوم، أنه بعيدا عن الأرقام والإحصائيات، بقي باستمرار، و على مدى أربعة أو خمسة عقود محل نقاش و تجاذب بين النخب السياسية و الثقافية في البلاد دون أية نتيجة تذكر، إذ تبلورت مناهجه و برامجه في البداية داخل اللجنة الملكية لإصلاح التعليم التي أسسها جلالة محمد الخامس تغمده الله برحمته سنة 1957، و هي اللجنة التي وافقت على اختياراته الأساسية : التعميم / التوحيد/ التعريب/ المغربة. و هي نفسها الاختيارات التي عكست الطابع التوافقي على عهد الاستقلال، ثم أعيد النظر في هذه الاختيارات و المناهج، داخل لجنة التربية و الثقافة لسنة 1960، وهي اللجنة المتفرعة عن اللجنة الوطنية لإعداد المخطط الخماسي الأول ( 1960- 1964 ) التي دافعت عن مشروع المدرسة الوطنية الموحدة. و أخيرا شكل هذا السلك من التعليم، بعد تنبيهات البنك الدولي، هاجسا للميثاق الوطني للتعليم ، الذي رأى النور في مطلع الألفية الثالثة، على عهد جلالة محمد السادس. و هو الميثاق الذي خرج إلى الوجود بعد جهد جهيد، و الذي كان الآمل منه، أن يدفع تجاه إصلاح المدرسة المغربية، و إعادة الاعتبار إلى المدرسة الوطنية... و لكن على ما يبدو أن إصلاح هذا التعليم، مازال في حاجة إلى مجهودات أكبر... و لربما إلى سنوات أخرى من العمل و الاجتهاد.
يعني ذلك ،إن الإصلاح الذي كان المغرب و مازال يسعى إليه منذ سنة 1957 و حتى اليوم هو أن لا تبقى مهام المدرسة المغربية، قائمة على حشو أذهان و عقول الناشئة المغربية بمعلومات تجريدية / لا قيمة لها، و لا فائدة منها. و أن تتحول إلى مدرسة جديدة عصرية، في مستوى طموحات و تحديات عصرها، قادرة على إعداد المواطن الصالح، المؤمن، المؤهل، الكفء، الملتزم بخدمة وطنه، الواع بواجبات المواطنة و حقوقها، المتشبت بقيمه الدينية و الوطنية، المنفتح على ذاته و على الذات الكونية.
الإصلاح المنشود، يسعى إلى جعل التعليم ركيزة أساسية في نسق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية، و هو يمثل ــ في كل الحالات ــ استثمارا بشريا ضروريا للانخراط في ركب الثورة العلمية و التكنولوجية، التي باتت تشترط التحاق الشعوب و الدول بمسار النهضة الحضارية في عالم القرن الواحد و العشرين.
لذلك، يرى كافة المربين المختصين، أن الإصلاح ، عليه أن يتجه لجعل قطاع التربية و التعليم، قطاعا استراتيجيا في نسق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و هو ما يشترط إلى حد بعيد إمكانية انخراط المغرب في حركة الثورة العلمية و التقنية والتكنولوجية ، هذا الانخراط الذي يشترط بدوره مواكبة مسيرة التطور و التقدم و الازدهار خلال العقود المقبلة.
من هذا المنطلق، أصبح رجال التربية و التعليم، و الخبراء، و السياسيين المصلحين، يلحون على الإصلاح المنتج للتعليم الأساسي، يلحون على جعله تعليما منفتحا على محيط المتعلمين، متعاملا مع واقعهم بشكل جدلي، مؤثرا في واقعهم و متأثرا بهذا الواقع، و هو ما يعني توفير فرص الاندماج بسهولة في النسيج الاقتصادي للبلاد، ليصبح المتعلم عضوا فعالا في التنمية الشاملة للبلاد... و هو ما يشترط كمرحلة أولى و أساسية عدة شروط، منها:
o إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى مؤسسات التعليم الأساسي و ذلك بإحداث قاعة متخصصة على الأقل في كل مؤسسة ، وربط المؤسسات بشبكة الانترنيت و إحداث شبكة للاتصال بين المؤسسات.
o تعميم المكتبات على المؤسسات المدرسية و إغنائها بالمراجع الحديثة و تفعيل دورها داخل المنظومة التربوية.
o وضع برامج التكوين المستمر الذي يعتبر من أهم الرافعات التي تعتمد عليها التربية من أجل تحسين أداء المدرسين و أطر الإدارة التربوية. و الأطر المسؤولة بكل من الإدارة المركزية و الإدارة الخارجية.
o و ضع إصلاح المناهج على ضوء توجيهات اللجنة الخاصة بإصلاح التربية والتكوين، و على ضوء تقويم المناهج الحالية ، ووضع آليات العمل الخاصة بهذا المجال.
o وضع تقويم و تأطير المؤسسات التعليمية الذي يرمي من جهة إلى وضع سياسة ناجعة لتقويم التلاميذ و المؤسسات و من جهة أخرى إلى تفعيل آليات التأطير التربوي والإداري للمؤسسات التعليمية.
o وضع برامج الدعم لفائدة التلاميذ المنتمين إلى الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، و لتلاميذ الوسط القروي. و يتمثل هذا الدعم في توزيع الأدوات و الكتب المدرسية و توزيع المواد و الوجبات الغذائية و منح الداخليات.
o صياغة أهداف واضحة و محددة و دقيقة لكل سلك من أسلاك التعليم، انطلاقا من ما قبل المدرسي و حتى الجامعي.
o التخفيف من المقررات و إعادة صياغتها وفق طموحات المدرسة الوطنية.
o العمل بمبدأ التناوب لخلق جسور بين التعليم الأساسي، و التعليم الثانوي، ومراكز التكوين.
o تمكين المتعلم بالتعليم الأساسي، من اللغات الحية، العربية، الفرنسية، الإنجليزية، و من القراءة/ الحساب/ طرائق التفكير/ وسائل العمل.
o إعادة النظر في مواد التربية الوطنية، و تعميمها على سائر التخصصات و سائر المستويات.
o العمل بمبدأ التوجيه المعقلن. .
بذلك نخلص إلى أن نظام التعليم الأساسي المغربي، في المرحلة الراهنة مقرون بإصلاحات جدرية، تتجاوز الإصلاحات الهيكلية إلى إصلاح مناهج الكتاب المدرسي والإدارة المدرسية و قضايا التعميم و المجانية ، إلى تحسين الكفاية الداخلية و الخارجية للنظام التعليمي، و إلى الربط ما بين التربية و التعليم، و اعتبارهما جزء لا يتجزأ من استراتيجية التنمية الشاملة، التي تنبني على أسس نابعة من التحديات العلمية التي تواجه المغرب في محيطه العالمي. و على واقع المجتمع المغربي و طبيعة طموحاته الحضارية والثقافية، التي تسعى إلى تركيز موقعه على خارطة العالم الحديث بتجاذباته العلمية والحضارية.
و ان طرح مسألة التعليم الأساسي ( كنموذج ) على هذا المستوى يرتبط في اعتقادنا بطرح أكبر و أشمل، يتعلق بمسألة التخلف و التقدم، في عصر تحولت فيه الثقافة و المعرفة إلى صناعة و استثمار، و إلى إصلاح استراتيجي لأحكام السيطرة على التحديات القائمة.
لذلك، نرى أن قضية إصلاح التعليم في مغرب اليوم، يجب أن تبدأ من تفكيك الأزمات المترابطة حول أسلاكه، انطلاقا من سلكي التعليم الأولى ( ما قبل المدرسي) والتعليم الأساسي، و إعادة تركيبها وفق شروطها العلمية أولا... ووفق طموحات المغرب الحضارية/ الاجتماعية/ الثقافية/الاقتصادية، ثانيا وأخيرا... و تلك مسألة تتعلق بالإرادة السياسية قبل كل شيء 
.
بقلم محمد اديب السلاوي 

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

بقلم جميلة محمد

حبيبي ..
اختار عني الغياب 
انا لا انساه لحظة 
ولا انوي العتاب


انا مازلت هنا
 بحرائق هواه انكوي 
كل يوم 
كل ليلة ..
في كل ركن 
في كل زاوية
 اراه في فؤادي 
لا مكان  إلااه
...اراه ...
حيثما وليت وجهي
 لا ارى عمري سواه

مالي والأحزان لا تتركني
يا حبيبا كلما زدت  قربا اليه 
 اشتاقه  يتخلى 
وعني راحي وجناني يناى 
 لا مباليا  لا مهتما
كأنه لم  يهواني ..
كانه في  بيني لا يعاني 
أمعقول ،بعد رشفة من قهوته
 قد  قلب الصفحة ونسيني 

قد جاءني ..
.على غفلة ..الليلة 
دخل غرفتي وهزهز وسادتي
 قبل  جبيني ...

ها قد صحوت...وعلمت 
انه  كان مناما وطيفا رحيما ...
قد أهداني قبلة منه وسلاما ...
ودعني ... ورحلت ..
جميلة محمد