الجمعة، 7 يناير 2022

 "بفكر فلي نسيني"

على نغماتها... 

 نسيني النوم وطار 

من جفون قرحها السهد.

 تهت بين سراديب الدياجي أستجدي غفوة 

من خفافيش الليل

 تنسيني عوالم  باعتني بالأمس؟

 ترى هل تشتريني اليوم!؟

السوق تنوع المعروض من بضائعها.

جناح المبادئ جل سلعه منتهية الصلاحية.

أما النفاق والنصب والاحتيال سلعة العصر، متوفرة وبأثمان مناسبة لمن يحسن استعمالها

أما الباقي من القيم كدست في جناح التخفيضات...

انتهت الأغنية. وبقيت بعض كلماتها عالقة بلسان رددها 

"مادام الليل مالوش آخر"







فاطمة الشيري

الخميس، 6 يناير 2022

 رحم الله جابر عصفور 



فقدت الأوساط الثقافية عامة والنقدية  خاصة، منذ ثلاثة أيام، قامة علمية سامقة هي المرحوم الدكتور (جابر عصفور ) . وكنت عنيت بكتب هذا الناقد الكبير، فابتعت العديد منها وقرأته ، ومنها مثلا مفهوم الشعر ،  وزمن  الرواية، والنقد الأدبي والهوية الثقافية،  ودفاعا عن التنوير … الخ. 

وقد ترأس هذا المثقف الفذ تحرير مجلة فصول القاهرية المتخصصة في النقد الأدبي لسنوات طويلة، كما  أدار المركز القومي للترجمة  ، والمجلس الأعلى للثقافة،  وأسند إليه منصب وزير الثقافة في مصر لفترة قصيرة جدا ،زمن حسني مبارك ،قدم بعدها استقالته سريعا . 

   وكان قد واظب على كتابة مقال شهري في مجلة العربي الكويتية كنت أسعد بمطالعته  . 

 وشهدت البارحة  على مدونة ( اليوتيب)حوارا مسجلا له مع المثقف المصري الكبير( أحمد سعد زايد  ) صاحب صالون الانسانيين بالعربي الذي أتابع الكثير من حلقاته . واقتطف من تلك المقابلة قول الراحل الكبير : " أنت تواجه إرهابا دينيا  لن نتخلص منه  بجهود فردية  ، لن نتخلص منه  إلا عندما يرتفع مستوى التعليم  والثقافة عندنا … نحن بحاجة  لتعليم الفكر النقدي " .

والجدير بالذكر أن المرحوم

 ( عصفور ) كان أعد الدكتوراه بإشراف  الدكتورة (سهير القلماوي ) . وكان  -كما قال -تلميذا مخلصا جدا  لطه حسين وقد ألف كتابا عنه بعنوان " المرايا المتجاورة ". 

ونال فقيد الثقافة والنقد 

( عصفور ) العديد من الجوائز ، ودعي ليكون استاذا زائرا في العديد من الجامعات العربية والغربية .  أنه بحق. رجل من رجال التنوير في جمهورية مصر العربية  غيابه خسارة فادحة ، فرحمه الله وأكرم مثواه.


الشاعر زعيم نصار

 

سيصدر قريباً

من نصوص كتابي الشعري

أسلوب الدّراجة النارية 


ثمة مرآةٌ كبيرةٌ مستطيلةٌ فيها وجهٌ وحدث، وفيها لوحةٌ معلقةٌ على جدار، وراء اللوحة قاموسُ كلمات، وراء الكلمات رجلٌ غامضٌ في عينيه ظلٌّ من الشك، ترافقهُ النمورُ، والذئابُ، تكلّمه الطيورُ، والنملُ، والأشجار، فيُملى عليه.

يفتح باباً في اللوحة، تتدفقُ الصورُ، تختفي اللوحة، تنفجر الأفكار في رأسه، يختفي المعنى. 

يفتح القاموس، لتتدفق الكلمات، فيختفي المعنى.

 تهلوسُ المرآةُ عن حياةٍ مضتْ، فيختفي الباب والمعنى، 

ثمّ يختفي الطريق والمعنى، ثمّ يختفي كل شيء، 

ربما هذه غلطتي، أين خطأي؟

هل فتحتُ البابَ على مطاردة مفجعة؟ تحوّلتِ المرآةُ فيها إلى دّرّاجة نارية، إلى فراشة ميكانيكية بأجنحة عملاقة، اخترقت البيوت، والقاعات، الجسور والحواجز، فلم يستطع أحدٌ إيقافها، حتى وصلت إلى ركن بعيد في الهاوية، لتقتل رجلاً أعزلَ، لم يسمع شيئاً عن هلوسة الماضي، وعن أخطاء الحاضر. فقد كان ينتظر. كان في الركن، ينتظر، فقط..  


.

في بداية السنة الجديدة سيكون بين أيديكم اصدقائي الأحباء.

أعياد ميلاد كلها فرح وبهاء.

كل عام وانتم بألف خير .

شكرا للصديق العزيز المصمم حسين مهدي صاحب مكتب غلاف للإخراج والتصميم.



قراءة في  قصيدة


بقلم هشام ال مصطفى


هكذا تثير  الديناميكية في القصيدة  لدى المتلقي انبلاج معرفي

وانبعاث فلسفي:--


وهنا يبرز السؤالان 

كما عبر عنهما الشاعر...


بل إن القصيدة تثير العديد من الأسئلة...

فلن يكفينا ال(كيف) و (لماذا) لاننا مفتوحو الأذهان  

وقد يقودنا /اللاوعي/نحو غرابة الأشياء..

لماذا تبدو الحياة كئيبة احيانآ؟!

بينما يراها الآخر سعيدة رغم أن زاوية نظرنا واحدة.!؟

هل يحاول الشاعر القفز الجنوني نحو صخرة التلاشي ليهدم البناء الوهمي للوجود بعدمية السلوك؟!


انا هنا أتساءل بعين قاريء

لماذا يحاول زعيم نصار   كسر الوهم بحقيقة اندثار مسرح الواقع!؟

بل إن قصيدته قد تثير الجدل الذي يعكس قابلية الشاعر  للارتفاع نحوو تلال الخيبة

والسقوط الادراكي لهيمنات الخيال الجامح ....الهارب نحو تخوم الحرية


شكرآ لك يا زعيم الشعر بأن سمحت لي بمغادرة التقليدية عند الكتابة عن قصيدة توحي ب(تغريبة وهذيان)

او ربما بوحي جديد لملاك الشعر الذي احبه في نبوة قصيدتك

الساحرة


القصيدة

الشاعر زعيم نصار


كيف؟ ولماذا أيضاً؟


في الصفحة الستين، 

من كتابٍ عن حياة يومية،

قديمة:

.

انحيتُ عليه كأنني أروّضُ حصاناً برياً لم يمسّه أحدٌ من قبل. 

.

كتب المؤلفُ شرحاً تحت صورةٍ

غريبة:

قيثارة، وخوذة، وخنجر.

.

السؤالان:

كيف؟

ولماذا؟

هما اللذان قفزا من عين مخيلتي ليمشيا في رحلةٍ رجعت بأيامي إلى الوراء.

.

وصلتُ إلى خزانةٍ في كهفِ بلادي، فتحتُها، فرأيتُ أحجاراً ثمينة،

جمجمةً مرصعةً بالندوب،

حزاماً يذرفُ الدموع،

يداً تنزفُ دماً،

ومخطوطةً في قلبها بئرٌ حين مددتُ وجهي نحوه، أغميَ عليَّ، فلم أعد أتذكرُ أين انحيتُ على الكتابِ، ونسيتُ لماذا رحلتُ مع السؤالين؟



.


.زعيم نصار

اياد وادي آل كشكول

 سمفونية القطيع.



غنم يمعمع بالمرج

ونعاجها تتغنج

صوت رخيم يتبعه؟

بعز حب يتدرج

حفل لموسيقارهم

بدات بعزف كبيرهم

ويليه فرقة كبشهم

حفل سعيد رائع

رقص وسكر بارع

ونزالها نطح وحط

صاح الكبير عليهم

يا معشر الغنم الهمج

تبقون دون خط العقل

داخل نطاق الحقل

والرعاع عقل سمج.



بقلمي.

اياد وادي آل كشكول.

مناجم في حوض الشتاء (الطبعة الثانية)
قراءة وتقديم
الأخ العزيز
الصوفي عبد الرحمان الصوفي 


مكتبة دار الامان /الرباط/
مكتبة كليلة ودمنة/الرباط/

الأربعاء، 5 يناير 2022

عبد العزيز برعود

 قبس من ذاكرة مدينة وادي زم مابين  1920 إلى أواخر سنة 1960 



تعتصر الذاكرة الما وحنينا وحسرة وهي تستحضر أزمنة وامكنةوشخوصا واحداثا مرت كسحاب صيف عابر  منها ما دون في سجل التاريخ ومنها ما ذهب أدراج الرياح ولم يبق منه إلا ومضات من نوستالجيا لازالت عالقة في مخيلة من عاشوا وعايشوا تلك المرحلة الجميلة بحلوها ومرها وذاقوا ويلات الاستعمار  وما بعده من حلاوة التحرير والكرامة. 

 انها وادي زم الصامدة ذات الأمجاد الشامخة  ، مدفن الشهداء والمجاهدين ايقونة المقاومة والنضال التي استطاعت بفضل رجالاتها الأفذاذ وحرائر نساءها الباسلات ذات الارحام الطاهرات التي ما انجبت مثلهن منجبات ان تدون اسمها بمداد من الفخر  في سجل المدائن الشهيدة .



 حقا انها وادي زم الباسلة التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل الحرية والاستقلال  ..حين كانت مدينة ضاجة بالحياة والحضارة  تشبه في تجانس فسيفساءها  المدن الدولية من حيث اختلاف  اعراقها واطيافها   وعدد سكانها لا يتجاوز انداك    7000 نسمة موزعة بين مسيحيين ( 2000 ) و يهود (1000 ) وبعض العائلات  الإيطالية و التونسية والجزائرية والقادمة من مدن مغربية أخرى كفاس والبيضاء واكادير ووو  وغيرها نذكر منهم عائلة الحاج محمد بن جلون تويمي الملقب بشيكولا وهو اب مؤسس نادي الوداد البيضاوي على سبيل الحصر  . 


حيث كانت مركزا استراتيجيا لقيادة العمليات العسكرية الفرنسية... بحكم موقعها الجغرافي بين جهة البيضاء وجهة خنيفرة  هذا مع توفره  الطبيعة لها من  ماء و خضرة ومروج غناءة.  كما كانت قطبا اداريا واقتصاديا مهما يوفر عددا كبيرا من مناصب الشغل عبر إنشاء و تواجد العديد من الشركات والمعامل (التعاونية الفلاحية  CMA -شركة  Arbonour  للفلاحة بشارع bd de lagare   وشركة    gabaye للحبوب وشركة   zamitte -ومطحنة  Linda  والشركة الوطنية للتبغ- ومعمل صنع الخمور dicsar و مستودع الأدوية واللوازم الطبية  التابع للمستشفى الوطني قرب محطة القطار  وعدد من مستودعات الحبوب والقطاني بدرى الهرية  التي كانت تشغل العديد من العمال ناهيك عن جودة  الخدمات والمرافق الترفيهية والأسواق النموذجية ( Au bon marche) .

 

هذا دون ان ننسى الضيعات الفلاحية الكبرى المتواجدة بضواحي المدينة -طريق الرباط كضيعة( mazilla ) المنتجة للخضر وضيعة ( mazda )وكدا  شركة فرتيما لإنتاج الأسمدة التي كانت تشغل  حوالي 100 من العمال  ومنجم ايت  عمار للحديد الذي كان يشغل حوالي 500 عامل  ومنجم سيدي الضاوي لاستخراج الفوسفاط   

مع وجود بنية تحتية لائقة  وجودة في  الخدمات والمرافق  العمومية  من  قطار و بريد المواصلات وحدائق ومركزي للدرك والشرطة .وسينما (كوليزي) ومستشفيات مجهزة ذات تخصصات جراحية مثل (مستشفى لعسكر بالتكنة العسكرية -مستشفى بزنقةالحنصالي - منزل حسونة والزياني حاليا -و  اطباء جراحين متخصصين مثل  الطبيب  via bacher الذي قتل اثناء ثورة 20 غشت -مستشفى بيطري بساحة الشهداء) .وعدد من الفنادق والمطاعم الفخمة (فندق الحبيبbar  spendide بزنقة حمو الزياني -فندق  petite chez soi بزنقة احمد الراشدي وفندق ومطعم -مقهىRue du lac لمالكه  monsieur  Raiy -مقهى ومرقص ومطعم اليهودي  David وكدا مرقص ومطعم القيادة العسكريةالمحليةبالبحيرة -مقهى بار Jean moron )

..


 كما كانت مدينة وادي زم تتمتع في عصرها  بكل مواصفات  الرقي والنماء  من جمالية المعمار ورونق الشوارع  و ثقافة عصرية متقدمة ما يجعل منها مدينة حضارية  بامتياز  قبل أن يتحكم في زمام  أمورها عربان  انتهازيون ومسترزقون ولصوص وظلاميون  ويحولونها  إلى مدينة خراب.


يتبع ..



عبد العزيز برعود