الثلاثاء، 5 فبراير 2019

بقلم جميلة محمد

افتحي الباب ركلا

تمردي على الأحزان 
اكسري الصمت 
 بأرجلك ،بيديك، بأدمعك 
امسحي رائحة  الموت 
أشباح العدم 
أطياف  الطغيان.

لا تقبلي بالصمت 
ارفعي عاليا الصوت 
ابكي 
اولا تبكي 
 أثارهم الباقية أنت 
روحهم التي تمشي على الأرض
أنت
مازال بالباب أمل
 أن تفتحيه مرة أخرى
أنت 
مازال القدر ينتظرك 
لم يطوي صفحتهم بعد
يا سليلة العهد
شمس أمل 
ستشرقين
اليوم و كل غد .
جميلة محمد

بقلم حبيبة شقرون

لا تطرقي الباب



تريثي لا تطرقي الباب
فأصحاب الباب
قد أغلقوا الأبواب
عباب صمت
من داخل البيت
تريثي ولا تطرقي الباب
فهناك صدى الغياب
رحلوا بلا عتاب
اسألي ضوء النهار
اسألي النجوم والقمر
اسألي القلب
الذي نقش على الشجر
أن الحبيب غادر
مع أهل الدار
تريثي ولا تذرفي الدموع
واهمسي متى الرجوع
فإن كان رحيلهم بلا أثر
فصبرا على قلب 
أصابه سهم من قلب الشجر

حبيبة_شقرون

قراءة نقدية بقلم محمد لبيب

** رؤية النفي والإثبات في شعر "فاطمة العبدي".
قصيدة : 《نشاز 》 نموذجا.



     قبل أن أشرع في هذه الورقة النقديةأحب أن أشير إلى أنني اكتشفت فاطمة العبدي خارج خيمة الشعر بادئ الأمر،عرفتها واحدة من سكان الفيسبوك الطيبين الذين يتبادلون الورود والتحايا الجميلة كل صباح، تجمعت لدي مع الأيام أجزاء صورة عن الإنسانة" فاطمة العبدي"إكتمل عبرها بورتريه الإنسانة المثقفة الملتزمة الحالمة
وهي تخفي خلف ذلك حزنا عميقا يبرره موقفها الذي لا ينفك منتقدا 
للأمور كما تجري.
    بعد ذلك تعرفت إلى  "فاطمة العبدي" الشاعرة، صاحبة ديوان 《 خبايا حروف الهجاء 》في أحد الملتقياتالآدبية حيث أهدتني مشكورة نسخة من ديوانها فاطلعت على بعض قصائده
وعقدت العزم على أن أجعل إحداها موضوعا لقراءة نقدية عندما يتهيأ الظرف ،ظل الأمر يؤجل لأسباب بعضها يشرح وبعضها غير قابل للتفسير،إلى أن عثرت صدفة  على نص  " نشاز " منشورا على الجدار الأزرق فعاودتني فكرة القراءة.
ووجدت أنه نص شعري جذير بالقراءة لأمرين إثنين : 
■ أولهما أنه كتب بعد صدور الديوان وهو بذلك يمكن أن يقدم صورة حديثة عن تطور الحساسية الشعرية لدى الشاعرة العبدي.
 ■ وثانيهما أنه نص بعيد الغور من حيث نسقه الفكري ورؤيته الفنية.
   وهكذا وجدتني عالقا في شرنقة  النص الجميل ،العميق.
  ومنذ اللقاء الأول بهذا النص أومض لي بإشارات خاطفة ،رأيت أنها تلخص الرؤية الفنية والنسق الفكري لمجموع التجربة الشعرية للشاعرة.
ابتدأت الشاعرة هذا النص بالإشارة إلى معنى الركوض وسواء أكان نعت الركوض عائدا على الذات أم على الحروف فإن حضورهذا المعنى دال على البحث عن فكرة معينة والعدو خلفها في رحلة بحث كأنها "سرمدية"ما يدل على أنها فكرة منفلتة، هاربة وسيترسخ معنى هذا الإنفلات في مناسبات كثيرة من النص الشعري حيث ستضطر الشاعرة إلى الحفاظ على مسافة توجس فاصلة بينها وبين الكلمات ،أليس يعضد معنى الإنفصال معنى الهروب.؟..
  وفي السياق ذاته تتوالى معاني الإلتفات إلى الوراء في حال ارتعاب ودهشةوهذيان الظل من فرط التعب واللهاث حيث يصير الوقت عند الشاعرة جغرافية للتعب والهزيمة.
  حاولت الشاعرة أن تنتقل في التعبير عن هاته المعاني السلبية من
طابع التقريرية المباشرة إلى طابع الإيحاء والترميز،فصاغت صورة الصدأ الذي ينخر وجه المدينة عندما  بلغ النص الشعري ذروته
وفي بيان حالات النفي السالبة تدرجت  الشاعرة نحو  النهاية عبر رؤية الإثبات  من خلال معان  إيجابية بانية ،واعدة بالأفق المضيئ تخلع عنها عباءة "النعي" وتلبس رداء "التبشير" والوعد بالأمل القادم..تقول الشاعرة :"أنا هنا لأنتسب لي كزهر ".تفك بذلك إرتباطها بدائرة الأحزان وتنسج الوشائج مع دائرة الكلمات الرقراقة والقلب الدافئ والشموس الساطعة.
تقول الشاعرة: " ياظلي المتوحد بقلبي ،قاوم ملامح الحزن ".
هي بذلك تتحول من وضع الهروب الذي إبتدأت به نصها إلى وضع المقاومة في نهاية النص الذي تختمه  بهذا البيان الشامخ  "سنرتفع كالشجر وقوفا في وجه الريح ".
   مع ملاحظة أساسية أحب أن أنهي بها هذه الورقة ،هي إنتقال الشاعرة من إستعمال ضمير المتكلم المفرد في كل النص  تقول :"أمسكت..أخذت ..أمشي ".إلى إستعمال ضمير المتكلم الجمع 
وتقول :" لن ننتهي..سنرتفع ". 
كأن الشاعرة وجدت خلاصها في إندماجها في ذات جمعية قادرة على الفعل والبناء والإنجاز الحضاري.

            بقلم محمد لبيب : مقالات نقدية
             إلى أن ينام القمر.

الاثنين، 4 فبراير 2019

بقلم الفنان التشكيلي ،الشاعر والآديب شاعر الشام محمد صبحي السيد يحيى

قفطان 

ولد قفطان في حي فقير في اطراف المدينة. عاش طفولة عادية دخل المدرسة الابتدائية 
الصف الأول. لم يغادره .اعاده
في العام التالي لم يغادره .اعاده في العام الثالث لم يغادره .استدعى مدير المدرسة والد قفطان واثقل على قفطان في الذم والهجاء ونعوت الغباء
مما حمل والد قفطان ان يسحب   اوراقه من الادارة ويمزقها على باب المدرسة ويقول… لاللدراسة بعد الان… وذهب الولد الى الحي يلعب ويلهو حتى اصبح في العاشرة من عمره…. واهل الحي يشيرون بالبنان اليه انه غبي هذا الزمان  قرر والد قفطان ان ياخذ ولده لشيخ الكار (زعيم الصناعة ) في ذالك الزمان 
قال لوالد الصبي الصغير  خذه الى ابو خشبة النجار وقل له بعثني اليك شيخ الكار… ... لم يتاخر والد قفطان  وذهبا الى ابو خشبة النجار وعندما راى 
الطفل ووالده ولى ولاذ بالفرار دون الاستفسار عن قدوم الزوار…. في اليوم التالي جاء الصبي الصغير ووالده في اول النهار وكان ابو خشبة يصلح المنشار تفاجئ بوجود الزوار 
وقص الوالد قصة قفطان  وقال له. لك اللحم ولنا العظم من قفطان… ..هنا هدأت نفس ابو خشبة النجار واضمر في نفسه مالم يبده وقال  وهز رأسه وقال خيرا ان شاءالله.. اترك ولدك وانصرف… وعاود اصلاح المنشار بحنكة واقتدار والطفل الصغير يعاين عمل النجار وياخذ العلم غذاء البصر طوال النهار 
وتوالت الايام وراى ابو خشبة النجار ان الطفل جيد الفكر مستنير وليس في الغباء له 
اعمار… انه طفل يلزمه اهتمام خاص دون غيره من الغلمان 
سال المعلم من يعرف اصلاح المنشار لم يجاوب احدا منهم وذهبت عينا ابو خشبة النجار تجاه قفطان دون اي استفسار 
قال لهم النجار غدا يوم الاختبار من يصلح المنشار له مكافئة مئة دينار… انصرف الاولاد وبقي قفطان قال للنجار انا اصلحة في الغد ياعمي النجار 
لكن كنت اخاف من همزولمز الاطفال فارتبك وافسد المنشار قال له انا معك اسمع وارى لاتبتاس لما يقول الاطفال 
في اليوم التالي اجتمع الرهط من العمال الكبار والصغار وجاء وقت الاختبار … .اخذ قفطان المنشار واصلحه باقتدار فادهش عيون 👀 وعقول 
العمال .النابغة قفطان....  وانتقل الخبر الى المدينة ان قفطان اصلح المنشار .. من هنا بدأ  المنعطف الخطير في ذهن ابو خشبة النجار ان قفطان ليس غبيا كما يدعي الجيران وان الولد يلزمه اهتمام وصقل وتعليم لم ينتبه له اهل المدرسة من اهل العلم والذكاء ..فكان ابو خشبة النجار يدأب بتعليم قفطان اصول النجارة حتى اصبح قفطان نابغة عصره في المنجور المنزلي وتوشيح الجدران بالزخارف والقضبان 
وفي العشرين من عمره 
افتتح محلا كبيرا للنجارة في وسط المدينة وجاء والده ومعلمه وشيخ الكار لمباركة قفطان النجار واجتمع لفيف من اهل المدينة والجوار لمشاهدة قفطان النجار. ووسط الجموع الغفيرة وقف شيخ الكار وقال لوالد قفطان سازوج ابنتي الحسناء لولدك قفطان وفعلا في يوم الخميس نهاية الاسبوع اقيم عرس قفطان على ابنة شيخ الكار واصبح قفطان حديث المدينة والاهل والجيران والمارة وشاهد العيان ان قفطان خليفة شيخ الكار في قادم الايام وانه ليس غبيا بل كان ينقصه التشجيع والاهتمام 

بقلم محمد صبحي السيد يحيى 

ليلى شعر وإلقاء جميلة محمد


بقلم فكرية بن عيسى

مش قادره أنسى 

مش قادره أسامح 
ده جرحوا ليا 
غويط وجارح 
مهما تحاولوا فيا
لو تحرمونى 
من نور عينيه
مش قادره أنسى
مش قادره أسامح
مش حنسى ظلمه 
ولا حنسى الأسيه 
مش حادارى دموعى 
ولا أبطل نوحى
أدارى ليه 
وأنسي إيه ولا إيه 
بعد العشرة 
ماهانت عليه 
ده جرح كبير مش شويه 
ودموعى شلالات ميه 
غرقت فيها 
ونزل هو من عنيه 
متكلمونيش بقى 
عن المستحيل 
أرجع وأعيد التفكير 
لا حاقدر أنسى 
ولا أسامح 
اليوم وبكره 
غير إمبارح
🌻🌻🌻🌻
بقلم فكريه بن عيسى

بقلم الآديب محمد أديب السلاوي

الأسئلة المحرجة للألفية الثالثة...

                                                                   

                                                                                محمد أديب السلاوي

                                          -1-

       الأسئلة المتراكمة على فضاءات المغرب الراهن، تكاد تكون مستعصية،حرجة و محرجة، تعطي الإنطباع منذ الوهلة الأولى أن مغرب العقد الثاني من الألفية الثالثة،سوف لا يبقى مستقرا فقط على القضايا و المشاكل والازمات التي كرست فقره و تخلفه على الخريطة العربية الإفريقية،منذ عدة عقود بسبب الفساد السياسي/ المالي/الإجتماعي، المتعدد الصفات والأهداف، و لكنه سوف ينجر لا قدر الله إلى الأسوأـ بسبب الإتساع المطرد لبطالة الشباب و انسداد أبواب الرزق في وجوههم، و بسبب اتساع رقعة العنف و التهميش و التسلط و انتشار الأمراض، و الفقر و التفقير على حساب الإفلاس المتواصل للسياسات الحكومية، و برامجها و إستراتيجيتها في التعليم و التشغيل و الثقافة و الصناعة و الاقتصاد و الإعلام و كل القطاعات المنتجة، و هو ما جعلها في نظر العديد من الخبراء داخل المغرب وخارجه، سياسات مثقلة بالركود و الهزالة و الهشاشة و الخيبة و التراجع و اختلال التوازنات و العجز في المبادرة و اتخاذ القرارات.

- 2 –

ليس خفيا على أحد أن مغرب اليوم يعيش في ظل حكومة ضعيفة، تفتقر إلى الرؤى السليمة، سلسلة من الأزمات: من أزمة التعليم إلى أزمة الصحة، ومن أزمة الشغل إلى أزمة السكن ومن أزمة الانكماش الإقتصادي إلى أزمة ارتفاع أسعار المواد الطاقية و المواد الغذائية، ومن أزمة انخفاض عدد مناصب الشغل و تراجع توازن الميزانيات و الحسابات الخارجية إلى أزمة ارتفاع مديونية الخزينة العامة و تراجع احتياطي العملة،و من أزمة الديمقراطية الداخلية بالأحزاب السياسية إلى أزمة الثقة في المؤسسات. سلسلة مترابطة من الأزمات تنعكس جميعها سلبا على الأفراد و الجماعات على مغرب مثقل بالصراعات و التحديات.
و لاشك أن هذه الأزمات جميعا لا ترتبط فقط بالخلل الذي يمس القطاعات الحيوية في عهد حكومة السيد عبد الله بنكيران: التعليم/ الصحة/ السكن/ الفلاحة/ الصناعة/ الشغل/ الخدمات، و لكنها ترتبط أساسا بالخلل الذي يمس التخطيط منذ عدة عقود من الزمن، و هو ما جعل التخلف حقيقة لا جدال فيها.

في ظل هذه الحقيقة المقلقة، يأتي السؤال ملحا : ما هي صيغة المستقبل الذي ينتظر بلدا متخلفا،وجد نفسه كذلك في زمن التقدم العلمي و التكنولوجي و العولمة و هو يعاني من أمراض و أزمات و إشكالات ثقافية و حضارية و اقتصادية متداخلة و متشابكة، ورث غالبيتها عن الماضي الاستعماري،  و كرس بعضها في عهد الاستقلال...؟
ما يزيد من قلق هذا السؤال، أن مغرب اليوم المطوق بهذه الأزمات والإشكالات ليس له أي دخل في الصورة التي وجد نفسه عليها، أنه استيقظ من إغماءاته التي استمرت قرابة قرن من الزمن، ليجد نفسه في مطلع الألفية الثالثة مكبلا بعشرات القيود والالتزامات، قيود الفقر و البطالة و الأمية و التخلف التكنولوجي، التي لم تستطع لا حكومة بنكيران، و لا الحكومات التي قبلها التحكم في مفاتحها، وليجد نفسه أيضا يعاني من تفشي الجريمة والفساد الأخلاقي، والفساد الإداري والفساد المالي، ومن الإنفجارات الديموغرافية الغير مخططة، وهو ما يفرض عليه إيجاد المزيد من الخبز والأدوية و المدارس و المستشفيات و مناصب الشغل. و المزيد من القروض و الخبراء الأجانب، لمواجهة التخلف.

- 3  -

 السؤال الذي تطرحه المشاكل الاجتماعية / الاقتصادية / السياسية، المترابطة و المتشابكة على مغرب الألفية الثالثة، كيف سيصبح الوضع في المغرب سنة 2020، حيث من المنتظر أن يصل عدد السكان إلى حوالي أربعين مليونا.....؟
في نظرنا تتعاظم أهمية هذا السؤال في القطاعين الاقتصادي و الاجتماعي، كلما نظرنا إليه من زاوية الإختلالات التي مازالت تضرب التعليم والصناعة و الفلاحة و "سوق الشغل" والتي تؤثر سلبا على مختلف القطاعات الإنتاجية، وبالتالي على مسار التنمية المستدامة ... كما تتعاظم أهميته، من جانب أخر أمام المؤهلات المحدودة للاقتصاد المغربي في توسيع هذه السوق والتقلص المستمر لإمكانيات الهجرة و العمل خارج الحدود.

يعني ذلك أن مغرب اليوم الذي يسعى إلى ترسيخ الديمقراطية و دولة الحق و القانون / دولة المؤسسات، يواجه تحديات "ثقيلة"  متعددة و متداخلة و متشابكة،لا قدرة لهذه الحكومة على مواجهتها، فالنمو الديموغرافي ومحدودية الاقتصاد وتقليص الهجرة، لاتعني فقط التراكم المستمر للأزمة الاجتماعية، و لكن أيضا تعني "تحفيز" الأزمات الأخرى على الظهور و التأثير.
تقول المؤشرات أن نسبة البطالة قد تصل خلال السنوات القليلة القادمة، إذ لم يعالج الآمر بصرامة، إلى 25% من إجمالي السكان النشطين، بمن فيهم الخريجين و الذين لا حرفة و لا تكوين لهم.

و تقول هذه المؤشرات أيضا، أن فئات اجتماعية جديدة قد تنتقل خلال نهاية هذا العقد  - إذ لم يعالج الأمر-  إلى العيش تحت مستوى الفقر.
يعني ذلك بوضوح، أن الوضعية المغربية الراهنة المثقلة  بسلسلة من الأزمات، تتطلب إصلاحات جذرية في هياكل المؤسسات لخلق ملايين من مناصب الشغل، وإعادة التوازن لخدمات الدولة في التعليم و الصحة و السكن و غيرها من القطاعات الفاعلة في التوازن الاجتماعي، و هو ما يواجه بتحديات صارمة للعهد العالمي الجديد، القائم على العولمة و التنافسية و الديمقراطية.

و من باب الاستئناس، يمكن أن نذكر أن وضعية المغرب الراهنة، لا تتطلب فقط إصلاحات هيكلية في إدارتها لمواجهة تحديات العولمة، كما يتراءى لزعماء الحكومة الحالية، و لكن أيضا تتطلب إحداث خمسة ملايين منصب شغل، و مضاعفة عدد المعلمين و الأساتذة و مكوني التكوين المهني و الأطر التربوية و الإدارية، و مضاعفة عدد الفصول الدراسية في المدارس الابتدائية و الثانوية، و مضاعفة عدد المعاهد العلمية و الجامعات لتأمين المقاعد المدرسية و الجامعية و التكوينية/الحرفية لكل المؤهلين و القادرين على التعليم، وذلك دون ما تفرضه من إصلاح و توسيع و إعادة هيكلة للصحة و الصناعة، و الصناعة التقليدية و الزراعة والتجارة و كل المجالات والقطاعات الحيوية الأخرى...... وهو ما يجعل الأزمة حادة، و ثقيلة ..... وربما خطيرة أيضا.

- 4 –

يقول الخبراء، عندما تصبح "الديموغرافيا" حالة مستمرة من التنافر بين نموها و بين التخطيط لها، يتدخل الإصلاح باستعجال لإدراك الموقف.
" فالحالة المغربية" تواجهها تحديات متنوعة و متداخلة و مرتبطة بسلسلة من المعطيات، منها ما يتصل بالنمو الديموغرافي ومنها ما يتصل بالتخطيط الاقتصادي/ الاجتماعي ومنها ما يتصل بالمناهج الدراسية وضآلة الإنتاج، ولآن المغرب على أبواب تحوله التاريخي، وبصدد استكمال الشروط الموضوعية لهذا التحول، فإن العراقيل المادية ليست وحدها تبقى واقفة في وجه هذا التحول .... وأن غياب السياسات و الإستراتيجيات العقلانية، تبقى من العراقيل التي تقف في وجه التحول، والانتقال إلى مرحلة جديدة من التاريخ.

العديد من المحللين والمستقرئين "للحالة المغربية" يعتبرون أن مسألة التحول والانتقال والخروج من الأزمات أو من بعضها على الأقل، هي مسؤولية جماعية، مسؤولية الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية و الحقوقية، ومسؤولية الأبناك و رجال الأعمال والأساتذة والمعلمين والخبراء..... ذلك أن النخبة الواعية بظروف هذه "الحالة" وخلفياتها التاريخية والمادية وأثارها السلبية على الحاضر و المستقبل، هي الأكثر مسؤولية والأكثر وعيا بها، و لكنها مع ذلك، ترى أن حكومة وطنية منسجمة وواعية وحدها القادرة على تقريب الانتقال المطلوب إلى وضعه المطلوب.

والسؤال : كيف لهذه النخبة أن تقوم بدورها في تعميق وعي الشعب المغربي بمتطلبات الانتقال ؟.... وهي نفسها مازالت لم تتخلص من الأزمات المحيطة بها من كل جانب. 


    أفلا تنظـــرون.....؟

بقلم الأديب محمد أديب السلاوي