الجمعة، 17 يناير 2020

فتحي غومري

نصّ " حديث اليد " في الشارع المغاربي 
1
عن طائر حجل أحدّثكم
وصفوفٍ من الأشجار والغيوم
والحكايات التي لا تنتهي. 
والذكرياتُ مازالت جمرتها تلتهب
كلّما حرّك الطائر منقاره 
أو رفّ جناحه للسعة البرد
ودفءِ كفّ احتضنت رعشته.
2
أحدّثكم
وأعرف أنّ الأمر لا يعنيكم بتاتا
فالطيور كالنساء
كالمقاعد الشّاغرة
كالريح التي تمشّط الطرقات  
كالمدن البعيدة
تحتاج من يضمّ اسمها إلى صدره
ويجمع الزقزقة في قبضة لا تؤذيها 
يحدّثها عن خوفه من نظرة السماء
وحين يضيق صدره بالآهة الخرساء 
تنطق راحة يده 
وتحدّثها.
3
عن طائر حلّق في اتجاه لم يعده بالوصول
أحدّثكم
وشرفة ظلّت شاغرة كأنّ الشتاء جمّدها.
أنا 
وصولي متأخّر كعادته
وكلّما أبكتني الليالي شرّدتُ في السماء عينّي
وانتظرت جناحا يأويني
ويجفّف ماء اليد.

4- 
أنا المتأخّر دائما حتى في ندائي
مازلت أرتّب التفاصيل القديمة
وتقاليدَ الطّائر كلّما حدّثته 
أو سقته أصابعي.
مازلت أحدّث ركني 
عن الطّائر الذي كان يجعل الليل مثمرا
والصّباح انتظارا لذيذا لجلسة تحت الشمس.
مازلت أبحث عن نفس عميق 
يفصل الروح  عن جرحها
ويفكّ عزلة اليد.

فتحي غومري

أنور الخطيب

أحبّكَ ثم ماذا بعد

قالت: أحبكَ 
قلت: ماذا بعدُ!
قالت: سنذهب نحو الجحيم معا 
على فرسين بوذيين 
نجمع ورد الفضيلة 
أو نتصدق بالقبلات علينا
ونمضي إلى فانتازيا الحياة؛ 
تقطف أنت تفاحة لي 
أفتح قمحي أنا لك
ستشتهي رغيفاً ساخناً 
تقلّبه على نار الهدوء
ونصنع أرجوحة على سرير النشوء
قلت: ماذا بعدُ
قالت: تأخذنا الكوابيس إلى جنة العشق في هودج الأبالسة
نجر عصا الكمنجة فوق ظهور النجوم
تصير أنت مذنّباً مذنباً
وأنا غزالةَ العري والحنين
نمضي إلى الطين؛ 
أزرع فيك هشاشتي
تنبت أنت من حشاشتي
ونكتب فيهما شعرا للميتين
يقرؤه الراحلون إلى الأرض اليباب
ولا يقولون.. آمين
قلت: ماذا بعد
قالت: نصير لا شيء في الأشياء
لا أحد في الجموع
تصلي أنت على موجة مطلّقةٍ
أصلي أنا على لا أحد
قلت: ماذا بعدُ
قالت: سنذهب في اللاجهاتِ
أنا لن أعودَ
أنتَ تواصل البحث عني في أوتار عود
كلما وجدتني، عاندتني في المقامِ
ثم تعود
تعد الجهات على أصابع قلبكَ
ثم تغنّي لكْ
فأنا حيث أنت تكون 
وأعني، في زرقة العدم
يا أيها الملعون
....

بقلم الشاعر انور الخطيب 

الأربعاء، 15 يناير 2020

زهير الحامد

توفي نابليون وسط البلد 
 إثر تعرضه لجلطة حادة، 

وهو رمضان خليل....(نابليون وسط البلد")
ان 'اصل' رمضان خليل هو مدينة غزة، وقد جاء الى عمان للدراسة في الجامعة الاردنية مطلع السبعينيات، لكن من شدة التعذيب الذي تلقاه من قبل قوات الاحتلال، ادت الى اختلال عقلي لديه، ما جعله يتجول في شوارع عمان معتقداً نفسه 'نابليون'.

رمضان لديه أخ في إسبانيا وآخر في غزة، حيث قام الأخير بأخذه الى غزة للعيش هنالك، إلا انه بعد مرور فترة قصيرة جاء الى عمان ليجعلها 'المدينة الأم'.

وعُرف (نابليون وسط البلد") بما بلي 

1... وكان يرتدي ملابس وقبعة شبيهة بملابس نابليون بونوبارت العسكرية 

2...وكان شديد الأناقة. وكان يسير بشموخ في وسط عمان، ليبدو وكأنه السيد الذي يدير معزوفة مدينة كاملة، بتلك الملابس النظيفة، وقامته المنتصبة بشموخ عجيب.

3...كان عضواً بالحزب الشيوعي في عمان، وكان اسمه الحركي في الحزب لينين'.

4...كان يتحاشى الحوار مع المارة من حوله، أو محادثتهم، فيختار هو الشخص الذي يريد أن يحاوره

5... كان منظره يُثير السياح الذين كانوا يندهشون من اطلالته بزيه النابليوني، واحياناً كانوا يتقربون منه، فيضطر لمحادثتهم.
ويناقش السواح في الامور السياسية، وعن القضية الفلسطينية. 

6...كان يجيد أكثر من لغة وهو قارىء مواظب على امهات الكتب،

7...كان يشرب الشاي بـ"اتيكيت" خاص به.

8... كان يغضب بشدة ممن يصفونه بـ 'هتلر'.

انه نابليون عمان ، ولعل طريقته هذه في اختيار هذا النوع من الجنون، تؤكد انه اختيار الجنون الاروستقراطي الذي لا يحتمل الاستهتار او المخاتلة. فهو صديقي وكان يحترمني كل الأحترام كنت أعرف كل شيئ عنه وهو من روى قصته لي كاملة .  

عشت حياتك امبراطوراً ومتً امبراطوراً رحمة الله عليه

         زهير ألحامد
.

النبلاوي لحسن

أيا أنا يوم لم أكن هنا..
كنت  شرنقة 
ثم فراشة تزين صدر الغنا
ما أجمل ما سمعت وأنا
ارضع من ثدي أمي لبنا
آيا أنا اليوم أعشش وحدي
 ركنا
رحل الرعيل الأخير 
من البسمة
يوم توفيت أمي..توفيت أنا
واستحالت لذة الجلسات محنة.
لا حياة بعد الجمال...
لا حياة بعد كمال القمر
تنهار الأمنيات والذكريات تفنى
 وتفقد الاغنيات معنى ووزنا.

شعر النبلاوي الحسن 

الشاعر د.عبدالخالق العطار الموسوي العراق


        
       سلاماً    يا عراق  


      قَلبي  يَتَوجّعُ  مِن  سَقَمِ

     قَلَمي   يَتَلوّى    في   أَلَمِ

     ه ه ه 

      أسَفاً   يا شَعبَ  الخيراتِ 

     يرتادُكَ     جَورُ      الآهاتِ

    ه ه ه 

     أسَفاً    ينتابُكَ     إعصارُ

     وَ يَمورُ  بِخَطوِكَ     إدبارُ

     ه ه ه 

     وَطَني    يارَبعَ    الإيمانِ

     بُعدَاً      بُعدَاً    لِلْأَشجانِ

     ه ه ه 


     بقلم _ د. عبدالخالق العطار

جميلة محمد

عاشقة 
تختال هذا المساء ...خلسة اميرة على ضفاف ساحل  العاج...تمشي  بين سطور الحكايا القديمة ..تطأ  مناجم  الماس ...وتتنفس  اوكسير الحياة ...على خصرها خط الاستواء ...تسمع  حفيف اوراق الشجر  بوتسوانا وزيير  وزئير اسد عجوز .يطوف في الارجاء .....وقطعان حمير مخطط بالابيض والاسود ....وفيلة ...تغبط عشواء ...تملأ ضجة ذاك الفلا...الصحراء الكبر ى ...تمتليء بالغرباء ....
قد نام الافريقي الصغير ...جائعا ...ينصت لدوي بطنه  يسمع له صفير ا...بيده قطعة من قصب سكر  جافة ...هي كل قوته ..
غادر الكثير من الرجال مهاحرين .. الى المجهول 
بعض الرجال عائدون من الميناء ، ضلوا  يحملون  العاج والذهب وما لا يعلمون . على سفن الغريب   ....يعودون ببعض  فرنكات ..لاتكفي لتلبية حاجاتهم. للخبزوالارز ...والحليب ..
خيم واعشاش ...يململها ريح القادمين في خفاء ...يتربصون  ..ومطر خفيف ...
الاميرة  ياتيها المخاض ..تحت فيء  شجرة ....تتشبت بالاغصان ..تتالم بصمت ..مخاضها  عسير ...
الطفل حرارته مرتفعة 
.لا طبيب ولا دواء ......
مات  .من  انعدام كل شيء ..
على فضائية اروبية تقول المديعة متاثرة .:."مسكينة افريقيا "...تحتاج المساعدات...السخية ..والقلوب  الرحيمة ..
باسم اطفال افريقيا الجوعى .تفتتح  حفل   جمع التبرعات ....لدعم ...افريقيا الفقيرة ...!!!!
ضحكت  شمس ذاك المساء  ساخرة ... فقيرة ام غنية ...تجمع خيوطها الثائرة ...افريقيا  جالسة القرفصاء مطئطئة الرأس ...في الخلفية ..تتفرج....
ممثلة حسناء  تجري خلفها الصبية ..وكاميرات ..سترمي بعض حلوى بيدي الصغار وتنتشر صور الاحسان ..في دقائق ..لتجمع الكثير من العطف والشفقة ..والمال ...

الى متى تبقي   غزالة  تائهة ....نورسا حائرة .... نعامة مترددة ...لبوؤة اسيرة ...عدراء مغتصبة ليلة زفافها ...قد سرقت  مرتين ...بواضحة النهار . و جهارا ..على الابيض المتوسط ..سفن  وبوارج ..من كل الجنسيات ..تضع على ارضك السلاح  والموت وتغادر محملة بالنفط والغاز والخيرات  ....تمر من بين جثثت  شباب افريقي ...سرقت منه عمدا فرصة  الحياة .. ...
قومي.... اميرة  الدنيا 
فعلى  ابوابك  وقف  قراصنة  شداد ..غلاض . داسوا  العشق الاخضر  .فكوا ضفائر الوقت ...لهم انياب...عيونهم نبيذ احمر ...قد ادمنوا دماء الابرياء ...
قومي الأن وليس غذا 
 سيدة العزة والكبرياء ...
فالحقوق  تؤخد غلابا ..


جميلة  محمد 
شذرات مسائية ..بنكهة  افريقية 


الثلاثاء، 14 يناير 2020

يوسف عصافرة


همسات الفجر


الفجر يشـرق والأصـباح ترفِـده
والصـبح أشـرق بالأنـوار يـرويهِ
الحب أحمل بالأحـشـاء موطـنه
حبّ الإله على الإنـسان يحـميهِ
الورد أعـشـق للأحــباب أهــديه
ماء العيون على الأيـام أسـقيهِ
اللـــه يعـلـم أن الــروح عاشــقة
للورد يبـسـم والنحــلات تبـغـيهِ
الـشـهد يُذهِــبُ للإنـسـان علـته
هذا العليل رضاب النحل يُشفيهِ
كل الـدواء بغـير الـشـهد مهزلة
ماء الحياة بشهد النحـل أُعطيهِ
طِـبُّ الإلـٰه وهٰـذا الطـبُُ أعـرفهُ
اللــه أكـبر ميت الجـسـم يُحييهِ
هذا الجمال جمال الروح أعشقه
القلـب يخـفـق للـخـــلاق بـاريـهِ
الحــبُّ أحــمـل للآنــام أُُظـْـهِـرُه
والحـقـد أكره والإيـمان يُخـفيهِ
حب وحقدٌ فكـيف القلب يحمله
بالكُرْهِ أَحسَبُ رب الكون تعصيهِ
الــروح تـشـكر للرحـمـن بـارئــها
والصــدر يسـأل للـسـتار يُنجـيهِ
بقلم الشاعر يوسف عصافرة
12/1/2020ميلادي
البحر البسيط