تأملات في غير ذي موضوع:
ونظرت للنجم البعيد أسائل
الكون العميق عن الوجود ومن اكون ؟!
هل للوجود حقيقة أم أنه ضوضاء
دهر تختفي عند السكون
حبات طين قد أتت بعوالم
لتعود طينا بعد أن تفنى الجفون
هل نحن حقا في الحياة رجالها
أم أننا أموات عشنا على الرهون
لو يعلم العقل المحرد ذاته
فسفور أرض قد تجرد من دهون
خوف يحرك أنفسنا بل روحنا
نمشي به خلف السراب بلا عيون
هو الحقيقة لو شرحنا مسالكا
قد نفذت بين الكوابث والمجون
ولقد وضعنا على الرقاب مشانقا
أدت بنا نحو الضلال الى الجنون
من عاش يوما واقعا أمنت له
كل الخلائق قد يسير إلى المنون
حلم تبخر ذات يوم وانقضى
بسرابه تحت التراب بلا حصون
هل ينجو من أخذ الحياة مطية
كم راكب عصفت به كل السفون*
هي الحياة كما يراها موثق
تجري بها كل النفوس وكم تهون
من ظن يوما أنه حر هنا
فقد إفترى علما وعيشه بالسجون
لا بد يوما أن نغادر حلمنا
من بعد ليل مظلم وسط الكمون
ولقد أتينا ودمع عيننا ما خفى
من فطرة علمت بما قد لانكون
وجهلنا في حلم تأثت زينة
أن الوجود خذيعة لها كم حجون**
والأذهى من كل الرواسب أننا
قد صغنا عيشنا في ضلاله من ظنون
وخلقنا في كل العلوم قواعدا
ماحققت غير المرازئ والفتون
هلا أفقنا من الكرى حتى نرى
أن الوجود أسافن لها كم طعون
حتى نعيد إلى السماء فصولها
ونعود من بدء الى بدإ الشؤون….
زين المصطفى بلمختار الجديدي
*السفون: (اسم)
صوت الرياح السافنة للتراب
** حجن فلانًا عن الشيء: صدّه وصرفه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق