و الْقَلْبُ يَقَعُ عَلَى نَظِيرِهِ الشَّبِيه ..
هَاتُوا مِنْ زَرْعٍ بحنايا العَاشِق قَلْبُهُ
عَلَى خَطَّى الصَّبَابَة ...هَمَس يَقَتفيهْ
بِالشِّفَاء كَانَ يَدْعُو سَحَابَه
حَتَّى جَاءَهُ الْخَيْرُ عَلَى هَيْئَةِ طَيْفٍ يُدَاوِيهْ
طَيْفُكَ يَا قَمَرَ لَيْلِي
مُنْتَهَى سَّكِينَتي و رَّاحَتي فِي النَّظَرِ إلَيهْ
فَكَيْف بِي أَلْمسِهُ و يَقْرَبُنِي ؟
كَيْف بِي أُفْضِي بِمَا فِيَّ أمَامَ عَيْنَيهْ؟
هَل أَخْبَرْتُك قَبْلًا ؟
كَمْ أَنَّ اللَّيْلَ جَمِيلُ و أَنْت قَمَر فِيهْ!!
و أجْمَلُ مِنْهُ رَغْبَتِي إِلَيْكَ ، فَهِي نَجْمَة
بِبَعْض ضياءها تَودُ لَو تَفْتَديهْ
و يَأْتِي النَّهَارُ الْغِرُّ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ
فَتَفِلُ ، و كُلِّي حَيْرَة ، فَلَازِلْتُ حُبَّ النَّظَرِ إلَى طيفك أَرْتَجيهْ
أَصْمُتُ عَلَى غِرَارِ أَصْوَات الْكَوْن المُرَحِّبَة بالشُروق
أَصْمُتُ؛ فَلِي نَبْضٌ يَتَعَبَّدُ شموخا ، ضَوْء الشَّمْسِ لَا يَسْتَهْويهْ
يَا مَصْدَرَ فَرْحَتِي ، مِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ لِمَدِينَتِي ؟
كَيْفَ بِك سِتّارُ الشِّتَاء ، رَغْمَ عِنْدِهِ بِحُلُولٍ وَسَطٍ تُرْضِيهْ ؟
تُبَدِّدُ غَيْمَهُ ، و تُشيحُ عَنْه هَمَّهُ
و بدفئ هَمْسٍ مِنْك مُهِمَّة الصُّمودِ تَعْفِيهْ
و قَدْ كَانَ الْقَلْبُ أعْنَدَ رَغْمَ الْبَسَاطَة .!!
لَا يَرْضَى سِوَى بِحُبٍ كَالسَّمَاء تَغَشَّاه و تُغَطِيهْ
رَاضَيْتَهُ بِجَمِيل الشُّعُور
يَا خَيْرَ و صِدْقَ كُلِّ شُعُور ، مَا كُنْتَ يَوْمًا عَابِرًا و لَا سَفِيهْ
أَقَرَيْتَ بِالْهَوَى شَرِيعَة ، إيمَانُك بِقَلْبِي سَنَيْتَهُ
فَأَقَمْتُ طقوس الْخُشُوع ، حِين حَان اللِّقَاء الْوَجِيهْ
نَظَرْتُ إلَيْك مَلِيًّا و طَوِيلًا
كَاَلَّذِي رَأَى مِنْْ قَبْلُ حُلْمًا ، و قَال أ هَذَا قَدَرٌ ؟ أَم قَصَص الذَّاكِرَة و الْيَوْم تَرْوِيهْ ؟
هَذَا تَأْوِيلُ صَبْرِكَ و مَا اِصْطَبَرْتُ إلَّا مُرْغَما
هَذَا مَصِير قَلْب قدته الْأَيَّامِ مِنْ كُلِّ النَّوَاحِي حَدّ التَّشْويهْ
بِمُنْتَهَى اللُّطْف وَجُودك الْيَوْم
عُمْرِي ، يُجَمِّلُه و يلطفه و يُكَمِلُه و يُزَيِّنُه ، فَهَلَّا ظَلَلْتَ تَأْتِيهْ
مِنْ كُلِّ مَكَان طُفْ مَعَ نسماتي
أَنَا رِيح الظُّنُون فَارَقْتهَا ، يَقِينٌ بِك بَعْد طَوِيلِ تِيهْ
إنْتَظَرتكَ طَوِيلًا
حَتَّى أَتَى طيفك ، أبَاد كُلِّ الْوُجُوهِ و صَرَعَ زَيْفًا كَان يَدَّعِي أَنَّهُ النَّزِيهْ ! !
شُكْرًا لِلَّمَساتٍ مِنْك زَيَّنَتْ لَوْحَة الْعُمْر و أَلْوَان الضَّحِكات
حَتَّى صِرْتُ و أَيَّامِي نزهو فِي حَاضِرَهَا
لَا نَعْرِفُ لِلْغَد مَحَلًّا و لَا نَنْتَظِر مَا قَدْ يَكُونُ فِيهْ
فَهُوَ حَاضِرٌ ، هُو غدنا و الْغَد لَنْ يَكُونَ إلَّا امْتِدَادًا لصدقنا
و بِفَضْل لَفْظِ الْحُبِّ مِنْكَ وَ مَا بِهِ مِنْ صِدْقٍ يَرْفَعُه أَكْثَر و يُعْلِيهْ
لَا قَوْلًا إنَّمَا رُوحًا أَكَدَتْ بِفِعْلِهَا
كَيْف أَنَّ كُلَّ وِعَاءٍ يفِيض بِمَا فِيهْ
أَفْضَيْتَ عَلَى كَيانِ أُنُوثَةٍ لِي حُبَّكَ و عَطْفَكَ
أَفْضَيْتُ إلَيْك بِكُلّ جَمِيل مِنِّي و نَذَرْتُهُ خَالِصًا لرجولة تَسْتَحِقُّه و تَحْتَويهْ
الْبَرَاح كُلُّه مِلْكِي فِي هَوَاك
غَدَوْتُ صَبِيَّةً مِنْ جَدِيدٍ ...تهرول فِي فضاءات الْعِشْق بِلَا سَابِق تَنْبِيهْ
و فِي صَمَّم الْكَوْن تَصْرُخ . . .
الْقَلْبُ يَقَعُ و لَوْ بَعْدَ عَنَاء ...عَلَى نَظِيرِهِ الشَّبِيهْ
مَا حَاجَتِي الْيَوْم بِنُجُوم الأمنيات فِي سماءها أَرْقُبُهَا
أَن رَاوَدَتْ قَلْبِي ...بِعَيْنَيْك أُقْسِمُ ، لَا لَيْسَتْ تُغْرِيهْ
و كَيْفَ تَفْعَلُ ؟
و قَمَرٌ مِن عَلْيَاءه بَات كُلَّ لَيْلَةٍ بِعَظِيم نُورُه مُنْفَرِدًا يَأْتِيهْ
طَوْعٌ لِلرُّوح أَنْتَ ، و رُوحٌ لِلْقَلْب بِأَمَانِكَ
مَا كَانَ هَذَا الْقَلْبُ غَيْر الْأَمَان يَرْتَجِيهْ
مارياغازي
الْقَلْبُ يَقَعُ عَلَى نَظِيرِهِ الشَّبِيه...
الجزائر 2022/10/17
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق