الأحد، 2 مايو 2021

محمد القصبي

 مقالة                    العقل و السلطة...  

ذ/ محمد القصبي

تتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة:

ثالثا: الهرم التفاعلي بين العقل، المعرفة والسلطة :

 يسمو العقل العربي عموما بمصدريته للثقافة العامة التي تؤصل للمناهج المؤسساتية قواعد تطبيقها اي ان هذه المنتوجات النظرية القيمية معرفيا التي تتوطن في النسيج الاجتماعي سلوكا متواضعا عليه ،انما هي التجلي  لواقع  الثقافة التي تحتشي   تاريخ الامة ولا تعري واقعها الحضاري الا  تعرية سطحية  بما ابتكر من بنى فكرية  فوقية موروثة حسب  تداولها  كانساق عقدية مغلقة و التي منحت للانا العربي هذا المستبد الماكر  اللطيف الغادر قدسيته بما يعكسه من توجهات و فلسفات و ايديولوجيا تلغي ما عداهامن الافكار الحرة وذلك بلزوم حمايتها  بالقانون و التشريع الذين هما عماد سلطته القهرية،

 ففي زمن الانترنيت و الحاسوب  اصبح تطبيق الثقافة  قوة فمتى تصبح هذه الثقافة سلطة رادعة للسلطة الرسمية سياسيا ؟؟؟ هل يتأتى ذلك بناء  على مقولة --كل تقدم عظيم في المعرفة الطبيعية تضمن رفضا مطلقا للسلطة.---؟؟؟ ام ان السلطة نفسها انما هي اجترار لتاريخ الافكار التقليدية  المحافظة على نفس الذهنيات الكاريزمية  ذات الامتيازات القيمية سلطة و قيادة ؟؟؟

لابد اذا لأية  نهضة عربية و قومية ما يدعو الى تبني  فعل التعرية ، الحفر و التشريح الباطني لاغوار العقل  النظري المنتج لهذه المعرفة  كاعتماد مقاربة المقابلة العلمية وفق ما افرزته  الحداثة من مبتكرات علمية حضارية تتأسس على القيم النوعية  اي مقارنة بما هو سائد من المألوف المعيق  لمشروع النهضة العربية  حتى يتم تأهيله ليغدو عقلا عمليا منتجا، و بهذا يمكن انتشاله من اوحال و ارجاس السلطة و التسلط رغم ان  هذه السلطة  عينها هي الاخرى  كما سلف ذكره تنتج معارف مضادة  لأية أطروحة ثقافية  تنتهج خطاب الاتجاه المعاكس ..

فالعلاقة بين المعرفة التي تلازم بالتغذية  شرعية  سلطة العقل  و سلطة الارث  جدلية في بنيتها  التفاعلية  بين  صخب الحراك التوليدي للخطاب الايديولوجي  و السكون  الوظيفي الذي يتخذ من جمود المجتمع مؤشرا له مما يتوجب  الابقاء على معارف جامدة قارة معلبة .. 

هكذا هي السلطة  واحدة منذ بداية الزمان لا تتجدد ذهنيتها  او  تتغيرافكارها ، اطاريحها  لكن تتغير فلسفاتها العملية في الامكنة  فقط رغم تشجر  اشكالياتها  في الممارسة و التطبيق ، فهي بمنظوماتها المؤسساتية  لا ترنو الى ترف في التفكير و انما تحاول ضبط  الايقاع المتفرد لمعركة وجود ..لكن كيف السبيل الى خلق ثقافة تعترف بالرأي الاخر و من ثمة تصبح لمؤسسات الدين شرعيتها في اصدار الفتوى الحكيمة  من خلال  مبادئ الامر بالمعروف و النهي عن المنكر  و اقرار نظام الشورى على غرار ما شهده السلف الصالح دونما التعدي على اختصاص او سلطة القانون  و ان نكرس الوعي الاخلاقي مذهبا  اجتماعيا و سلوكا مدنيا  مصداقا  لقولة تختزل في اسمى الابعاد الدلالية  ما اجتمع عليه من رأي مضاد لعقل الدولة في انتاج  ثقافة الغموض و تشابكات التأويل  الهدام  لحرمة الحقوق   هذا الرأي  :---الدولة التي لا يمكنها البقاء إلا من خلال قوانين عنصرية لا تستحق البقاء---


 حكم قاطع مخلخل  لعقل عاقر عاجز عن تحرير نفسه و تجديد رسالته مما يجعلنا واقع الحال جميعا في الوطن العربي حقا مجرد اشباه  لا نستحق  الحياة ...


ان الولاء  يجب ان يكون للدولة لا للعشيرة  و ان تحل  الضريبة محل الغنيمة  و كل الوان اقتصاد الريع  ذلك ان المواطن سيكون لزاما عليه تتبع مسارها و المطالبة من باب شرعية المحاسبة جوابا ملتزما يتحرى الصدق الاعلامي الحر عن كل استفساراته :---  لم تجتبى و فيما تنفق ؟؟ 


خاتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة:

 هي ذي ثقافة المواطنة الحية التي ينتجها العقل المتصالح مع امته والعادل في اقرار سلطة ديمقراطية ليبرالية تقدس واجبها في خدمة  مواطن  غيور فاعل بدل انتاج مجتمع مدني  يتم تكريس  الولاء ليس الا لتكرير خطاب السلطة الجائرة ... و لاننا عرب لا نفكر ، نقرأ و لا نفهم فصادق امر صاحب من قرأت عنه قوله :

----عندما يتكلم السياسي اليهودي رافعاً بيمينه كتابه المقدس، فهل يسكته سياسي عربي، يستحي من كتابه، ولا يذكره لا في محراب ولا في ميدان؟؟. 


انها روح الثقافة العملية التي تستجلي كل المفارقات و التناقضات البينية   فمتى بحق الدستورالمستورد المستنسخ على تحديثات العرف القبلي/العصبي  و التهافت على الافتراس الجماعي للغنيمة   يمكننا تشييد  دولة قانون و الحريات العامة  لا دولة مافيوزات سياسية مكممة مغتصبة ضالة مضللة ....


التوقيع / محمد القصبي

في 1/05/2021

اصيلا

المغرب الاقصى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق