الأحد، 27 مايو 2018

برنامج الآديب ......اعداد وتقديم د.سيد غيث

<> بسم الله الرحمن الرحيم <>
٠
اهلا ومرحبا بكم أحبتي الغوالي مع برنامج (( الأديــب ))
بقطائفه الرمضانية .. ومنوعات من الأدب العربي الجـليل
وحـلقــة اليـوم  عن (( الصــدقة فـي أشعـــار العـــرب ))
كل عام وأنتم أحبتــي.. وأصدقائـي ..ودمتـــم بكــل خـير
_______________________________
.
مــقدمـــة :
.
للصدقة شأن عظـيم في الإســـلام  فهــــي من أوضح الــــدلالات وأصـــدق العلامــات على صدق 
إيمان المتصدق .. وذلك لما جبلت عليـــه النفوس من حب المــــال والسعي إلى كنـــزه  فمن أنفـــق
مالـــه وخالف ما جُبِل عليه كان ذلك برهان إيمـــانه وصحة يقينه  وفــــي ذلك قال النبي صلـى الله 
عليه وسلم:( والصدقة برهان ) أي برهان على صحة  إيمان الـــــعبد هذا إذا نـوى بها وجـه الله ولم 
يقصــد بها رياء ولا سمعة وللصدقة أثر كبير على كيان المجتمع حيث تعمل علـى بث روح التعاون
 والمؤاخاة بين أفراد المجتمعوتزيل الحسد بين الناس ..والصدقة أحبتي من الأمور المحببه التي حثّنا 
الله سبحانه وتعالى على فعلها فهي تعمل على زيادة التكافل الاجتماعي وتؤلّف بين القلوب .

والصَدقات أنواع كثيرة منها المال والعقار والثيــــاب والطعام أو بناء المساجد التــــي تعتبر صــدقة 
جارية أو قربان الهيكل وما يلزم الكنيســة من أدوات وأيضاً تقديم الوقــــت أو المهـــارات والخبرات 
الشخصية لخدمة المجتمع وإلى غير ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس  وكان أجود
 ما يكون في رمضان وكان أجود بالخير من الريح المرسلة وقــــد قال صلى الله عليه وسلم:( أفضل
 الصدقة صدقة رمضان ) .
.
من آيات الله البينات التي ذكرت في الصدقة ..
------------------------------------------
(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ  وَاللَّهُ سَمِيعٌ 
عَلِيمٌ )التوبة .
.
(( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ  وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )) .. آل عمران .
.
وقال سبحانه وتعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم )) ..البقرة .
.
وقال سبحانه وتعالى:(( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ )) .. البقرة .
.
وقال سبحانه:(( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ 
نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) .. التغابن .
.
من أحاديث نبي الرحمة والتي  رويت في الصدقة ..
---------------------------------------------
عن أبي هريرة  رضي الله عنه أنه قال:قال رسول الله صلوات ربي عليه (ما نقص مال من صدقة) .
.
وعنه أنه قال ( الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ).. صدق رسول الله .
.
ومن قوله صلوات الله عليه ( من أنفق نفقة في سيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف ) .
.
ومن الأحاديث النبوية  الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم:(( ما منكم من أحــــدٍ إلا 
سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم  فينظر أشأم منه فلا يرى إلا
ما قدم فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ).( في الصحيحين) 
والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضـل الــذي قد لا 
يصل إلى مثله غيرها من الأعمال حتى قال عمر رضي الله عنه: ذكر لي أن الأعمال تباهي فتقول 
الصدقة: أنا أفضلكم .
.
تعريف الصدقة  في اللغة :
----------------------
الصدقة في اللغة.. تلتقي مع مادة الصدق في أصل المادة وفقه اللغة يؤكد ارتباط المادة بجـــميع 
ما تفرع عنها.

فوائد الصدقة الدنيوية :
--------------------
الصدقة من الأعمال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والأجر الجزيل في الآخرة 
 فمن فوائدها الدنيوية  أنها سبب لنماء المال وبركته ومنها أنها تدفع البلاء عن صاحبها بإذن 
الله تعالى وهي من صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء كما ورد في الحديث الذي رواه 
الطبراني وهو قوله صلى الله عليه وسلم: 
صنائع المعروف تقي مصارع السوء  وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحـم تزيد في 
العمر والحديث حسنه الألباني. وأخرج الحاكم في المستدرك عن أنس رضي الله عنه أن رسول 
الله صلى الله عليه وسلم قال: صنائع المعـــروف تقي مصارع السوء والآفــــات والهلكات وأهل 
المعروف في الدنيا هم أهل المعـــروف في الآخرة. وصــححه الألباني أنّها متى ما اجتمعت مع 
الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلاّ أوجب ذلك لصاحبه الجنة وقد صح في
 الحديث أن صاحب صدقة السر من الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظلــه كما ورد في الأحاديث
 بأن المرء في ظل صدقته يوم القيامة.. والفوائد التي تعود على المتصــدق نفسه في الدنيا كثيرة 
ومنهاالصدقة تدفع البلاء عن المتصــدّق وأهل بيته و تمنـــع ميتة السوء وقد بيّن النبي صلى الله 
عليه وسلم ذلك بالتمثيل.عن الحارث الأشعــري رضي الله عنـــه أن رســول الله صلى الله عليه 
وسلم قـال:( إن الله أمـــر يحي بن زكريا بخمــس كلماتت أن يعمل بها و يأمر بنــي إسرائيل أن
 يعملوا بها ).. وقد آمُرُكم بالصدقة فإن مثل ذلك كمــــثل رجل أسره العدوُّ فأوثقوا يده إلى عنقه 
وقدّموه ليضربوا عنقه فقال:أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه .
.
= ومن أسرار الصدقة أيضاً أنها تمنع غضب الله ..
= وتمحو الخطايا وتمسح السيئات.
= وهي سببٌ من أسباب دخول الجنة.
= تقي العبد من دخول النار يوم القيامة.
= وتشرح قلب صاحبها وتبعث فيه الطمأنينة.
= وهي دليلٌ كبيرٌ على إيمان العبد وصدقه مع الله.
= وتربي الأموال والأملاك.
= ومن ينفق في سبيل الله ينفق الله عليه.
= وهي تبث روح التكافل الاجتماعي في المجتمع.
= وتسد حاجات الفقراء والمساكين.
= وتزيد من تعلق العبد بربه وتُذيقُه حلاوة الإيمان.
= وتحسن نهاية العبد وخاتمته.
= وهي ما يأخذه العبد بعد مماته خصوصاً إذا كانت صدقةً جاريةً.
.
من فوائد الصّدقة في الآخرة :
--------------------------
إنّ الصّدقة هي سببٌ من أسباب دخول الجنّة واجتناب النّار فقد جعل الله سبحانه وتعالى
 للمتصدّقينوالمتصدّقات بابًا خاصًّا يدخلون منه اسمه باب الصّدقة .
إنّ الصّدقة هي ظلّ المسلم المتصدّق يوم القيامة، ففي الحديث الشّريف عن الرّسول عليه
 الصّلاة والسّلام إنّ المسلم في ظلّ صدقته حتّى يقضى الله بين النّاس.إنّ المتصــدّقين هم 
من أصناف النّاس اللذين يظلّهم الله تعالى بظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه.
.
من أقوال الأئمة والعلماء  والفلاسفة عن الصدقة:
---------------------------------------------
 = من أحديث النبي صلوات المولى عليه :
(( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلّا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)) .

= ومن الأحاديث القدسية قال صلوات ربي عله 
(( لا يتصدق أحد بتمره من كسب طيب إلا أخذها الله بيمينه فيربيها كما يربى أحدكم فـــلوه 
أو قلوصة حتى تكون مثل الجبل )).

= يقول الامام علي كرم الله وجهه 
(( ان الله فرض من أموال الأغنياء أقوات للفقراء .. فما جاع فقير الا بما منع به غني)) .

= ومن أقوال الامام أحمد  رضوان الله عليه 
 (( استنزلوا الرزق بالصدقة )).

= ومن أقوال ابن جرير 
(( جميعنا أثرياء بالكلمات التي ندخرها فلم لا نتصدّق بها  إنّ الصدقة تُطفىء الهموم )) .

= من أقوال نتشه
 (( الحب في متناول الجميع أما الصدقة فهي امتحان القلب)).

= ومن أقوال فيكتور هيجو في الصدقة 
(( الصدقة أخت الصلاة ))

= ومن أقوال أرسطو عن الصدقة 
لن يضيع الاحسان قط .

= من الأمثلة العربية في الصدقة
(( الناس عبيد الاحسان ))

= من أمثلة الأتراك 
(( من يطلب الصدقة يحمر وجهه مرة .. ومن يرفض اعطاءها يحمر وجهه ألف مرة )) .
.

(( من أقوال الشعراء في الصدقة ))
-------------------------------
= من أشعار ابن عبد ربه
ما كلف اله  نفساً فوق طاقتها *** ولا تجــود يـد الا بمــا تـجدِ
.
= من أشعار لسان الدين بن الخطيب 
ليكن لديك  لكل سائل فرج ***  وان لم يكـــن فلتحسن الرد
ولا تنهر من كان في سئل ***  عسى دعائه  مقبول بلا رد
.
= ومن أشعار دعبل الخزامي 
زاد معروفك عندي عظما *** انه عندك مســـتور صغير
تناســـــاه كأنك لم تأتــــه *** وهو عند الله  معروف كبير
.
= من أشعار نظم الدين السعدي 
إنَّ التـَصَدُّقَ إسعادٌ لِمَنْ حُـرِموا *** أهلُ السَّخاءِ إذا ما احْتـَجْـتهُمْ بـانوا
داوي عَليْلـَكَ بالمِسْكين تـُطـْعِمُهُ *** البَـذلُ يُنـْجيـكَ مِـنْ سُـقـْم  وَنِيرانُ
يا مُنـْفِقا خـَلـَفا  أُعْطِيتَ مَنـْزِلـَة *** يا مُمْسِكـَا تـَلـَفــا  تـَلـْقى وَخُسْـرانُ
لا تـَخـْــــذِلـَنَّ لآتٍ رادَ مَسْألـَة  *** جَــلَّ الـَّـذي ساقـَهُ كافـاكَ إحْســانُ
.
= من أشعار خليل مطران 
يا مًحْسِنون جزاكــمُ المـــولى بما *** يرجو على مَسْعَاكمُ المحمود
كم رَدَّ فضــــلكمُ الحياة لمــــائتٍ  ***جوعاً وكم أبقـــى على مَوْلودِ
كم يَسَّـــــرَ النومَ الهنـــيءَ لساهدِ *** شاكٍ ولَطَّفَ من أسى مكمودِ
كم ضانَ عرضاً طاهراً من ريبةٍ *** ونفى أذىً عــن عاثرٍ منكودِ 
.
فوائد الصدقة للمريض :
---------------------
فوائد الصدقة للشخص المريض:كان قد جاء في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم 
((داووا مرضاكم بالصدقة )) 
ومن هنا يتضح التأكيد الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم لفائدة الصدقة للشخص
 المريض وعمل الصدقة على شفائه من مرضه هذا علاوة على فوائد الصدقة العديدة 
الأخرى للعبد المسلم سواء في دنياه أو في أخرته .
.
من آداب الصدقة :
---------------
ومن آداب الصدقة أن تتصدق في وقت صحتك وعافيتك وشبابك وحاجتك وخوفك من
الفقر ففي الصحيحين:عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ..أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلٌ
 فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ فَقَالَ:« أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ
 وَتَأْمُلُ الْغِنَى وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا وَلِفُلاَنٍ كَذَا أَلاَ وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ »
.
من أنواع الصدقات :
------------------
= الإنفاق على الأهل والأقارب وذوي الأرحام والإحسان إليهم.
= الابتسامة في وجه المسلم، وطلاقة الوجه.
= البذل في سبيل حماية الأعراض وصونها من أهل السوء.
= اماطة الأذى عن الطريق وإفشاء السلام وعيادة المريض وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج
 =  بالصدقة يكون المسلم مفتاحا للخير مغلاقا للشر وغير ذلك الكثير من وجوه الخــير التي
 تعتبر من الصدقة.
.
الصدقة المتقبلة عند الله :
--------------------
على المسلم أن يحرص عند بذل الصدقات أن تكون خالصة لوجه الله تعالى وأن لا يتبعها 
بالمن والأذى وأن يراعي أن لا تكون صدقته من الرديء من المال أو الطـــــعام  وأن لا 
يحتقرها أو يرجع بها.
.
الخـــاتمــــة :
.
(( قصص واقعية عن سر الصدقة ))
.
= كان الليث بن سعد فقيها وعالماً مصرياً وكان يتاجر في العــــسل وذات يوم رست ســـــفينة له 
محملة بالعسل وكان العسل معبأ في براميل فأتت له سيدة عجوز تحمل وعائا صــــغيرا وقالت له:
أريد منك أن تملا هذا الوعاء عسلاً  لي فرفض وذهبت السيدة لحالها ثم امر الليــــــث مساعده ان
 يعرف عنوان تلك السيدة ويأخذ لها برميلاً  كاملاً من العسل فاستعـجب الرجل وقال له: لقد طلبت
 كمية صغيرة فرفضت وها انت الان تعطيها برميلاً  كامـــــلاً فرد عليه الليث بن سعد:يا فتى انها 
تطلب على قدرها وانا اعطيها على قدري لو علم المتصدق حقّ العلم وتصور أن صــدقته تقع في
 ( يد الله ) قبل يد الفقير لكانت لذّة المعطي أكبر من لذة الآخذ .
.
 = ومعنا قصة أخرى :
دارت أحداثهــــا في عهد الخلـــيفة أبي بكر الصـديق رضي الله عنه  أصـــاب الجـــوع والجفاف 
الناس وحين ضاق بهم الأمر ذهبوا إلى الخليفة أبي بكر الصـــديق رضي الله عنه وقالوا يا خليفة 
الله إن السماء لا تمطر والأرض لا تنبت وقد أدركنا الهلاك فماذا نفعل.. ؟
قال لهم أبو بكر رضي الله عنه انصرفوا واصبروا وإني أرجوا ألا يأتي المســـــاء حتي يفرج الله
عنكم وفي أخر  اليوم جاء الخير وظهرت قافلة من الجمال يملكها عثمان بن عفان رضي الله عنه
وقد جاءت من الشام إلي المدينة  وحين وصلت خرج إليها الناس لأستقبالها وكانت مكونة من ألفاً 
من الجمال محملة بالزيت والدقيق والسمن  ووقفت أمام بيت عثمان بن عفان رضي الله عنه.. 
وأنزل ما بها في دارعثمان بن عفان  وجاء التجار إلي عثمان بن عفان رضي الله عنه وطلبوا منه
أن يبيع لهم من ذلك الذي وصل إليه وقالوا له انك تعــــلم حاجة الناس لذلك قــــال لهم عثمان وكم 
أربح عن ما اشتريت به . 
قالوا سنعطيك علي الدرهم درهمين.. فقال لهم أعطاني غيركم أكثر من هذا  فقـالوا سنعطيك أربعة
دراهم  فقال لهم عثمان بن عفان رضي الله عنـــه أعطاني غيــــركم الكثير فقــالوا له التجار نعطيك 
خمسة  قال لهم لقد أعطاني غيركم اكثر ، فتعجب التجار وقالوا له لا يوحد في المدينة تـجار غيرنا
ولم يسبقنا إليك أحد فمن هو الذي أعطاك ..؟
قال لهم عثمان بن عفان رضي الله عنه: قد أعطاني الله بكل درهم عشرة والحسنة بعشرة أمثالها فهل 
عندكم من زيادة ..؟ فقالوا لا..فقال عثمان بن عفان فإني أشهد الله اني جعلت كل ما جاءت به الجمال
 صدقة للفقراء والمساكين من المسلمين وقام بتوزيع البضائع عليهم  وأخذ منها كل الفــقراء فلم يبقي 
منهم أحد إلا وقد أخذ ما يكفيه هو وأهله.
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليـــه وســـلم  دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ  
وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ في رَقَبَةٍ وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِيــنٍ  وَدِينَارٌ أَنْفَقْـــــهُ عَلَى أَهْلِــــكَ  أَعْظَمُهَا أَجْرًا 
الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِك ).
.
= ومن القصص الواقعية أيضاً:
حكي أن رجلاً من أهل بلدة باليمن تسمى الحمرة وتقع في غرب اليمن قريبــــة من ساحل البحر
الأحمر كان هذا الرجل  يعمل بالزراعة  ويعرف بالصلاح والتقوى وكثرة الإنـــفاق على الفقراء
 وخاصة عابري السبيل وقد قام هذا الرجل ببناء مسجد وجــــعل فيه كل ليلة سراجًا يوقد لهداية 
المارة وطعام عشاء للمحتاجيـــن فإن وجد من يتصـدق عليه أعــــطاه الطعـام وإلا أكله هو وقام
يصلي لله عز وجل تنفلاً وتطوعًا وهكذا دأبه وحاله وبعد فتــــرة من الزمن وقع القحط والجفاف 
بأرض اليمن، وجفت مياه الأنهار وحتى الآبار، وكان هذا الرجل يعمل في الزراعة ولا يستغني
 عن الماء لحياته وزراعته، وكانت له بئر قد غـــار ماؤها فأخذ يحتـــفرها هو وأولاده وأثــــناء
 الحفر وكان الرجل في قعر البئر انهارت جدران البئر عليه، وسقط ما حــول البئر من الأرض
 وانردم البئر كله على الرجل فأيس منه أولاده ولم يحاولوا استخراجه من البئر وقالوا قد صــار 
هذا قبره وبكوا عليه وصلوا واقتسموا ماله ظنًا منهم وفاته.
ولم يعلم الأولاد ما جرى لأبيهم في قاع البئر المنهار ذلك أن الرجل الصالح عنـــدما انهـدم البئر
 كان قد وصل إلى كهف في قاع البئر فلما انهارت جدران البئر سقطت منه خـــشبة كبيرة منعت 
باقي الهدم من الحجارة وغيرها أن تصيب الرجل وبقي الرجل في ظلمة الكهف ووحشته لا يرى
 أصابعه من شدة الظلمة، وهنا وقعـت الكرامة وجاء الفرج بعد الشـــــدة وظهر دور الصدقة في 
أحلك الظروف إذ فوجئ الرجل الصالح بسراج يــزهر فوق رأسه عند مقـــدمة الكهف أضاء له
ظلمات قبره الافتراضي، ثم وجد طعامًا هو بعينــــه الذي كان يحمله للــــفقراء في كل ليلة وكان 
هذا الطعام يأتيه كل ليلة وبه يفرق ما بين الليل والنهار ويقض وقته في الذكر والدعاء والمناجاة 
والصلاة.ظل العبد الصالح حبيس قبره ورهين بئره ست سنوات  وهـــو على حاله التي ذكرناها
ثم بدا لأولاده أن يعيدوا حفر البئر وإعمارها من جديد فحفــــروها حتى وصلوا إلى قعرها حيث
 باب الكهف وكم كانت المفاجأة مروعة والدهشــــة هائلة عندما وجدوا أباهم حـــــــيًا في عافية 
وسلامة فسألوه عن الخبر فأخبرهم وعرفهم أن الصـــــدقة التي كان يحملها كل ليلة بقيت تحمل
 له في كربته وقبره كل ليلة حتى خرج من قبره بعد ست سنوات كاملة.
.
اللهم وافتح لدعائنا باب القبول والإجابة .. ونسألك اللهم أن توفقنا لحُسن الحيـاة وتتقبل صدقاتنا 
وأن تتصدق علينا بفضلك وأن تُكرمنا بحُــــسن الختام .. وأن تتفضــل علينا بالرحمة والغفران 
والعتق من النيران .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق النشر محفوظة.. والى الملتقى في حلقة قادمة أحبتي الغوالي .. ورمضانكم كريم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق