الخميس، 1 أبريل 2021

علي مباركي

في عنق الحب عذاب 


اي حب طالني منه العذاب
               باغت القلب الوفي بالتباب
وانزوى بالهجر في طي السحاب
               صاغرا بالصد تلويه الرقاب
هاكذا يا نفس حيلت للخراب
               صارت الأيام ترنوا للنصاب
كلما أنيرتت بفجري الهضاب
             پؤرة الأعتام ماجت كالعقاب 
ما حوت إلا طنينا للذباب
            سيء الخذلان يخبوا بالجذاب
لا ولن يطيب عيش بالعتاب
               كل قلب عالق مضن معاب
ما تلا امرا مثيرا للخطاب 
            لا ولا مضضت جراح بالرضاب
قطرة من فيضها يبلا الشراب
            يستصاغ  الود  زهرا  كالسراب

علي مباركي
تونس في 25  مارس 21

 إسبازيا**


أحمد الحمد المندلاوي


قصة قصيرة جداً

# تصفه دائماً بقولها اللاذع:

- إنّك لا تصلح أن تكون صاحب أسرة لعدم اهتمامك بنا ..صحيح إنك توفّر لنا البُرَّ بكميات كبيرة تكفي للحول كاملاً ،و الزيت.. ولكن ليست الحياة تدوم بالخبز فقط؛ نحن نحتاجك معاً..الأولاد يبغون أباهم،الحنان،التربية..

بعد هذا الكلام اللاذع؛و الصمت المهذّب مخيّم على كلا الطرفين(الزوج والزوجة)..نظرت اليه بوقار ،واصلت شجونها قائلة:

- أ ليس كذلك يا أستاذ؟؟..

كان أكثر أوقاته في مطالعة الكتب والمناقشة والبحث عن أصدقاء جدد بنفس الإتجاه أو حتى الإتجاه المعاكس،قد يتناول طعامه و هو واقف أو بيده كتاب ،أو قصاصة ورق مكتوبة،أو مفردات فلسفية ؛أو عرفانية ..حتى أنّه يقرأ اللافتات على الجدران،يعشق المطالعة،بل أحياناً يتحدث مع زوجته و هو يطالع قائلاً لها:

- إنّي منتبه اليكِ يا عزيزتي.. تحدّثي.

و تصدّ عنه أحياناً و لكن بوقار تام؛ لهذا التصرف و اللامبالاة بها.

و تحادث نفسها:

- و لكن ما العمل؟ أنا أحبُّه كثيراً و هو إنسانٌ نبيلٌ جداً؛..و لم أر رجلاً غيره في حياتي ..ثم إتكأت على عمود الباحة لتواصل حديثها المختلس مع نفسها:

- و كم أتمنى أن أكون كتاباً بين يديه لأتمتع أكثر بكيانه الحكمي؛ثم ترتوي روحي من أخاديد وجهه الرزين كما ترتوي الأزاهير من ماء جدول فضي رقراق..بنفس العنفوان كما كنّا في صبانا؛نركض وراء فراشات الربيع في حقلنا جدنا!!.. 

إفترقا بعد هنيهة كلٌّ الى خصوصياته في المنزل أو خارجه..قد يتكرر هذا المشهد على الأقل في اليوم مرّة واحدة, هذا ديدنهم..رغم الدندنات اليومية لكنها اجمل من حياة ساكني القصور الفارهة اشبه بتوابيت الفراعنة في أهرامات الجيزة.. 

ولكنه راودته همهمات قلبية بلا صدى،و بلا حروف.لكنّها ناطقة برقّة لطيفة لتقول:

- أ إنّها ئيسبازيا الحكيمة ؟..بل إنّها حقّاً ئيسبازيا!!جاءت لتعلمني أشياء أغفل عنها دائماً.و لكن أنا لستُ بـ (سقراط الحكيم) ؟؟.. 

احمد الحمد المندلاوي..كتبت بتاريخ 2012/1/26م -مندلي.

 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** إيسبازيا:استاذة الخطابة إذ تعلم سقراط الفيلسوف منها..وافلاطون يذكر ذلك في محادثات سقراط..إذن عاشت في زمن سقراط .


احمد الحمد المندلاوي

 الشهيد نور..


الشاعر/احمد الحمد المندلاوي 


أرى نورا يسير على الكتوف 

سيبقى خالدا رغم الحتوف


الى الجنات ذاك النور يسري

و محمله الملائك في الصفوف


و طيفك دائر وسط الحشايا

بلا كلل و في شتى الظروف


أ يا طيفا يغازلني مرارا

غزا قلبي و أسراب الطيوف


فأنت البدر من غير أفول 

و شمسك يا شهيد بلا كسوف


لك الامجاد في قمم المعالي 

مع الأطياب في أجر الطفوف 


عطاؤك كل آن في ازدياد

و جنات الاطايب في القطوف


مواكب مجدكم تعلو الثريا

الى الرحمن في أرقى الحروف



الشاعر / احمد الحمد المندلاوي 

................

بوعلام الحمدوني

 زوايا النسيان


 لو جائت تسألني

إن كنت أهواها

 إذا راحت عيونها

تلملم الليل

 من أرقي

و تغفو نظراتها

على خصر شوقي

 تطعم النار ..

 تنهيداتها

و توقد زفير لوعتي

هل بعد الهجر ..

أصدقها ؟

شظايا الخذلان تداهمني

بنجوى لوعة

 جفت منابعها

رماد ..

بين شقوق ذاكرتي

و النسيان اكتسح زواياها

بنظرات شاحبة أرهقتني

 عبثا ..

على ناصية غيابها

هنا ..

بقايا من رماد أشواقي

على مقاعد النسيان

 يسائلها

  عن قدر أرهق نبضي

في مرآة وهج كسرتها

جفون ..

غادرت عوالمي

و استوطن صمت ..

صداها

خطوات بصمة نسياني



بوعلام حمدوني

جميلة محمد

 اقترب ،تعالى اقترب  يا مصور ، تعالى خد لي  صورة




 ، تروجها  تضيفها إلى رصيد نجاحاتك و سبقك ، تزيد فرص محطاتك ومواقعك  وجرائدك و تخدم اجندات تعرفها وأخرى تجهلها و تدعم. سماسرة الارواح و الأموال وبارونات الصرف و الحرب و الإعلام  ، تريد ان تزيد في دخلك،تريد الشهرة والاغتناء ،اقترب كثيرا، تعالى ،اقترب ،اقتسم معي قهري ،خد اقتسم معي المي وجوعي ،اقتسم معي لقمتي ،خد من برائتي ،خد..تفضل :  ذق آهاتي ذق مر زادي ، لاتتردد، ذق من علقم مذلتي ،ذق ما جرعتموني إياه .. قبل أن أفتح عيني على دنيا ظالمة ، عانقتني بفجعي ،اهدتني الغذاب : أخدت أمي ،أخدت ابي ،اخدت  بيتي  و  هرتي و حتى حليبي ولعبي  وعصافير املي  ،  لم تمهلني لأخطو اول خطواتي ،صورني وانشر ماذا جنى علي جشعكم و حمق أهلي وأحبتي ،بلا بيت بلا سقف بلا ام بلا أب ،



انظر ،ما أجمل  هذا الربيع ..كيف غير حياتي!!!....يزهر في كل العالم  ورودا ،الا ببلادي ...يمطر فوسفورا..



هنا موت وأكفان ومقابر ومحارق وفرص لمن تمنى محو وجودي .

هنا سوق مفتوح  : مزاد للاعضاء البشرية و الدواء والرصاص ..والخبز .

انشر صورتي واكتب عليها "خريف بميلادي" خريف بالغيم والضباب والأوبئة والرصاص  والرعد والبرق و التخلف والاحقاد : "العصبية والمذهبية والعرقية و ..."



سيمحو دمعي همجية الأوغاد ،سوف تهتز الأرض بدعائي، وترعد لها السماء بميلادي ،ستربو ببراعم التحدي حدائق الامجاد  ،ستملأ أرضي شقائق النعمان  وعلى حد البصر  يخضر وطني..وياسميني .وعدتني النجوم والشهب و الانبياء    

 بعد كل رحلة فناء ..دعوات سلام ...ميلاد جديد ...خد من يدي لقمة الصمود وصورني  ..للتاريخ.

جميلة محمد

31\03\2017

جميلة محمد

 صباح ممتد بين فؤادك والسماء. مستمسك باهذاب الرجاء .صلواتك ،تهجدك  ودعاءك يهزمون  الشك  ،يفتح إلحاحك أبواب الملكوت .يحلق بي الأمل  واليقين  بمدارات روحك  ،الغارقة في الحنين  وينطلق بها في المدى بحثا  عن شعاع عينيك القادم من غياهب وجدانك المسافر بنا عبر ذاكرة الازمان والعصور ، راكبا  صهوة الاثير  ، محملا بغبار الكون و صوتك واحساسي وموسيقى وملامح عابرة و صخب  صدى ضجيج هذه  الرحلة الأبدية، ومعزوفة هذه  الحياة السرمدية،،تضيع في سواد فنجان قهوتي العربية  هذا الصباح ، تطوي المسافات الصوتية والضوئية، تلكم المقامات والايقاعات و  الأسئلة المتكررة عن البدايات والنهايات، عن مألنا و كنه الأشياء الصغيرة في هذا الحلم الكبير الذي  يخترق  بنا جدران الصمت  يرتقي بنا من مدى لمدى في هذا الفضاء الفسيح..بين وعيك ولا وعيك ...افق من سباتك، تأمل .اقبض على مخاوفك و ثق في الشروق القادم.




تاملات  صباحية 

جميلة محمد 

خيرات حمزة ابراهيم

 ،،،،،،،، شاعرٌ وفراشة ،،،،،،،،



على زهرةِ القلبِ حطَّتْ

فراشةُ الحبِّ الجميلْ

أيقظتني من رقادي

أبهرتني بألوانِ وجدها 

لامست النبض في فؤادي

سألتني ما اسمك

قلت لها الصُّبحُ أسماني  

النَّدى يقبِّلُ زهرَ البوادي

والظُّهرُ أعارني مجد ظلِّه 

فبتُّ ملاذَ عاشقٍ متيَّمٍ 

أعياهُ عِشقهُ يصرخُ ينادي

والمساء أهداني 

اسمَ النَّسيمِ العليلِ 

يمرُّ على القلوبِ الحيارى 

يلامسها… يناجي يهادي

وهَمستُ أنا الشَّاعرُ المسكينُ 

استبدلَ نبضَ قلبِهِ

بكلِّ الآهاتِ بتنهيدة

بحروفِ وجدِ القصيدة 

بخفقِ يراعٍ تمنَّى

تقبيلَ ورقةٍ بيضاءَ سعيدة  

يكَحِّلها بحروفِ الحبِّ بالمِدادِ

رفَّتْ جناحيها وهمست  

كمْ هو عمرُكَ ؟ 

قلتُ دهراً وبضعَ أنين

بعمرِ الاشتياقِ بعمرِ الحنين

بعمرِ الآهاتِ تشكو

عشقٌ أدمتهُ السِّنين

بطولِ يقظتي وسهادي  

تبسَّمتْ وقالتْ : 

بوركتَ عاشقاً للجمالِ 

فارساً في الحبِّ

عاشقاً للودادِ

ومنْ أينَ أتيت؟

قلتُ : أتيتُ من كرومِ الهوى 

من عرائشٍ تتدلَّى 

بينَ الوجدِ والجوى

من غابةِ الصَّفصاف

ومن مواسمِ الخير 

ومع الطَّيرِ أضناهُ النَّوى 

جاءَ يحتفلُ بموسمِ الحصادِ

رفَّتْ جناحيها وحلقت

تباهتْ غنَّتْ وأشفقتْ

همستْ وقالت :

هو عاشقٌ بالحبِ مدرسةٌ

نبضهُ دفَّاقٌ

والقلبُ منهُ جمرٌ 

ينبضُ من تحتِ الرَّمادِ


خيرات حمزة إبراهيم