الأحد، 8 ديسمبر 2019

زين المصطفى بلمختار الجديدي

قراءة في  فلسفة دفيد هيوم ،ايمانويل كانط ،وكارل ماركس

الوجود انطباع واذراك وفعل:

لا يذرك العقل ما يخفى من الذرر
    وما اذراك من فهم له في الدنيا كم نظر
وحس المرء بالشئ وجود والشئ  يفرضه   
   وما يخفى عن الحس فقد يخفى  عن الاثر
ويعطي العلم معرفة وجود الشئ ان وجد
      وقد عن الفهم  خيال السمع والبصر
ويبقى الشئ منتفيا اذا عقل ما اذركه
      وكم اشياء نجهلها وقد تاتي بكم سور
وما الافكار في علم سوى اشياء نذركها
     بفكر خالص بحث  يزيل الحب من قشر
مكان كائن يجري  فهل نعلم بدايته
   وهل نعلم نهايته  وهذا الكون في سير
وهل نعلم بذي الزمن متى انطلقت مواقته
   وهل ينهى مع الابد  كشئ ينهى بالضرر
يقال الشئ قالبه  وكم عدت قوالبنا
   وما الافكار قالبها سوى انماط من فكر
لها في الاصل تجربة تقيس الشى تمثله
   كمثل الصورة الاصل وتركيب من الصور
وذهن المرء مركزه  يقود الذهن منطقه
   فان يخلو من الرؤيا يضيع الذهن بالوطر
وقد يحلو لمن ماع سؤال الغيب في اجل
  وما للغيب من رد سوى الاخبار بالشرر
وراء الكون احجبة ما كان العقل يذركها
  فكيف العقل ان رد عن المجهول في الستر
متى عقل يسير لها فبالاثبات يجزمها
  ولن تثبت بلا عقل وان جاءت بكم عبر
ويمشي الناس في خوف ضروب الخوف تحكمها
  يضيع العيش في الدنيا وتمشي الدنيا في الكذر
وترمي العقل الحادا وهذا العقل ينبؤها
    بان الله موجود ما فوق الخلق والبشر
كتاب الله مفتوح حصيف العقل يقرأه
   وما الاقوال من قول سوى غيم بلا مطر
وكم دين لنا يأتي  بغيب ليس نعرفه
    فمن اذراك بالغيب  سوى ضعف من البصر
وهل يصدق تخيلنا ودنيا العقل ما فتئت
  تنافي الظن كي تأتي ببحث العقل في السرر
وهذا الدين عقد لنا  من الازمان قد ورد
  ونفس الدين اجبرنا على الطاعات والحذر
فعبد الله قيل لنا فإن يرزى فإن له
  من الجنات في خلد باخرى العدل والجبر
ليرضى العبد بالقدر ودنيا العيش زائلة
  ورزق العبد مكتوب  بايد الغيب  والقدر
ويبقى العبد موثوقا بحبل الظلم يؤلمه
   ويرضى الذل والظلم في دنيا الكبث والمرر
يمني النفس في عدل باخرى الحق ينصفه
  وهل يصدق على عقل بان يؤامن ولا يذر
فحق العبد يكفله صراع العبد جرأته
   ينادي العبد في الدنيا  بحق العيش والبرر
وللآنام حقهمو  بان تؤمن سريرتهم
   فلا حق لمن يدعو الى  الايمان بالعور
فدين العبد يأخذه وخلق الله حجته
   كتاب الله قد كتب ما فوق الارض والقمر
ورب الكون معصوم ..خبيث الفعل نعمله
   وكل الشر قد ياتي من الاخطاء في السفر
وليت العقل علمنا بان نسمو بانفسنا
   ظنون الجهل قد حفرت لنا في الارض كم حفر….

                     زين المصطفى بلمختار الجديدي

د.رمضان الحضري

الرمادي ونتائج الاستبطان
***********


من شهور عديدة وأنا أنتظر أن تتنزل كلمات مناسبة ولائقة لأكتبها عن ديوان شعر محمد نجيب الرمادي 
( الحب الذي يكتبنا / الجزء الخامس ) ، قرأت الديوان مرات عديدة ، حيث إنني بين يدي مفكر يغوص في أعماق ذاته ، يخرج لحظات من ذاته ثم يعود مسرعا ليجول فيها ، يقسم بالغربة إذا ابتعد عن ذاته لحظة ، وذاته تتمثل في فكرة وشعور ، يقدمهما للمتلقي على أطباق الحروف المصطفاة بعناية ، ولذا فإن تصنيف الديوان يكون صعبا على كل ناقد ، لكن دوما منظوري الخاص في القراءة يأتي تحت ( من حق كل إنسان أن يقول مايشاء كما يشاء وأشترطُ عليه أن يقنعنا أو يقنع جماعته التي يعيش بينها ويأخذ منها ليعطيها النص مرة أخرى في شكل حيوي جديد ) ، ماهو الشكل لموضوعه ، هذا أمر يخضع لقدراته ومتطلباته ورؤاه ووجهة نظره وثقافته .
ولذا فإنني سوف أتناول ديوانه في نقطتين لاثالثة لهما هما : _
1 _ الكشوف الاستبطانية 
2 _ موائد الأسلوب
***********
أولا : الكشوف الاستبطانية : _
من اليسير على كل إنسان يملك حاسة البصر وحاسة السمع ، أن ينقل للناس صورة العالم الخارجي من حوله ، فكلنا يستطيع أن يصور الأشجار والأنهار والطيور والبحار ، ويصف الأشخاص والحوادث والمواقف التي رآها ، من خلال حاسة البصر وحاسة السمع ، ومن خلال استخدام الخيال يمكنه أن يطور مايسمع ومايرى ، بإعادة الترتيب والتركيب واستخدام تقنيات جديدة لتجعل الموضوع أكثر فاعلية ومتعة ونفعية .
لكن حينما يدخل الكاتب في ذاته ليستبطنها ، فلست أدري ، ولا أظن أن علماء النفس يعرفون كيف يدخل الإنسان إلى ذاته ، فطريقة الدخول للذات معقدة للغاية ، فالدروب غير معروفة ، وكيفية الوصول غير مألوفة ، ناهيك عن متطلبات الداخل الواصل لذاته ، ثم أين تكمن الذات في المرء ؟ بالتأكيد لا إجابات شافية فلو كانت الذات هي الروح ( يسألونك عن الروح ) ولو كانت العقل أو الفؤاد أو القلب أو الشعور أو كل هذه مجتمعة فترانا كيف نلج إليهم ؟!
ومحمد نجيب الرمادي 
اختار هذه الدروب غير المألوفة ، وأقنعنا بأنه قد وصل إلى أعماق النفس البشرية وحاول أن يحفر فيها باحثا عن جذور تلك النفس ، يقول محمد نجيب الرمادي في نص بعنوان ( لا أحد ينتظر أحدا ) : _
تتغير مفاهيم الانتظار
تبعا لمستويات اللهفة
وتتغير مستويات اللهفة 
تبعا لمستويات الحب
الكامن في الأعماق
بقلب العاشق المشتاق
تتوالى الأعذار وتبقى النتيجة واحدة 
وتمضي الحياة
والحياة قطار يتحرك 
في اتجاه واحد عنه لايحيد ولا يميل
كأن الرحيل يسابق الرحيل
تتغير سرعته فقط
بتغير الظروف لا الفصول
فلا ربيع يؤثر فيه ولا خريف
وذلك هو الأمر المخيف
*************
( ويقول في ذات النص ) : _
ونحن ننتظر
وفي قلب الانتظار
نسافر دونما انتظار
تتغير ملامحنا وألواننا
ويملنا الانتظار
مع أننا لا ننتظر
********
وفي النهاية يقول : _
فلماذا الحزن والبكاء من جديد
وفّر دمعك
فلم يعد هناك من جديد
************
وأن الجديد الوحيد
في هذه الحياة
هو انتظار الموت 
من جديد
*******
هذا الاجتزاء من النص يفسده ، لكنني اخترت على سبيل تقديم العناوين لا متن النص ، وسوف أحيل القاريء للديوان صـ 26 ، 27 .
فالكاتب في هذا النص يغوص داخل ذاته للغاية ، حتى الذين يتذكرهم سواء كانت نور أو محمود درويش يتذكرهم وهو في أعماق نفسه ، لم يخرج لهما للترحيب بهما أو لإحسان استقبالهما ، لكنه استدعاهما
في الأعماق ، كما استدعى غيرهما من خلال تناص واضح لنصوص عربية سابقة ، هو ذلك العابد الذي يأخذ حاجاته ويدخل معبده ، ويغلق على ذاته بابها ، وينظر في الذات ليتمكن من دمج حاجاته الخارجية مع حاجات نفسه الداخلية .
ولحظة الاستبطان الذاتي هي دوما أصدق اللحظات لأنها تعبير عن الذات وحوار معها أشبه بحوار المرء مع نفسه أو مايسمى اصطلاحا في الفنون المسرحية 
( المونولوج الداخلي ) ، حيث يبتعد الإنسان بذاته عن المؤثرات الخارجية ، وينفرد بذاته دون رقيب خارجي يؤثر في حواره أو يغير من صيغة قراره .
فالكاتب ينقل لنا معرفة ذاتية وهي أننا حينما ننتظر فنحن لا ننتظر بل نسافر في لحظات الانتظار ، فليس الجسد هو مايعني كاتبنا بالمرة ، بل سفر الذات إلى عوالم بعيدة وأماكن عديدة وأزمنة حزينة أو سعيدة
، بل هو يرى أن الانتظار الوحيد دوما والجديد هو انتظار الموت ، والموت هنا ليس نهاية الانتظار ، لكنه انتظار من نوع جديد .
************
ثانياً : موائد الأسلوب : _
من العسير على مثلي أن يفصل في هذه النصوص تفصيلا سريعا ، حيث إن هذه النصوص تمثل نسقا شعريا جديدا متفردا ، لايمكن الحكم عليه بكل هذا اليسر ، ولذا فسوف أتحدث في هذه النقطة في اللقاء القادم بإذن الله جل في علاه .
د.رمضان الحضري 

د رمضان الحضري

التفات النوع 
بين علاء عبدالهادي وعبدالعزيز جويدة


****************
هـــــبلٌ هـبلٌ هـبلٌ هـبلُ
ذاكَ الحـضنُ وتلك القُبَلُ
هــــذا وزنٌ صــحٌ جـداً
لــن يأتيَهُ أبـداً خــــــللُ
ما الموسيقا إن يعزفها؟!
مجنونٌ أصغى له طـللُ
**************





لقد ارتقيتُ مرتقى صعبا ، حيث وضعتُ نفسي موضعَ المجيبِ عن أسئلةٍ لا طاقة لي بتحمل عواقب الإجابة عنها ، فهذا الكلام رغم أنني أكتبه فصيحا لكنه ليس مريحا للقاعدة العامة من شعراء العرب ونقادها ، لكنها الأيام عودتني أن كثرة الغبار لا تطفيء ضوء الشمس ولا نور البدر .
فالأمر قد تخطى القول بأن هناك خطوطا حمراء أو صفراء أو حتى فوق الحمراء وفوق البنفسجية ، حيث يعيش المجتمع العربي حالة من حالات الاحتضار ، فالسكات فوق الاحتمال ، والعلاج قاس للغاية ، لكن بذور القابلية للحياة لازالت موجودة تحت هذه التربة الخصبة العفية ، وعلينا أن نرويها لتندفع عصارة الحاضر فيها جنبا إلى جنب مع عصارة التاريخ لتعيد الحياة لمن أشرفوا على فقدانها .
والسؤال الأول : أين موقع الناقد في أدبنا العربي ؟ !
في ذات اليوم الذي أخذت كتاب النقد المعنون بـ ( قصيدة النثر والتفات النوع ) من النقادة والشاعر المصري الكبير / علاء عبدالهادي ، وصلني ديوان بعنوان ( على صدر الصهيل أنام ) للشاعر المصري الكبير / عبدالعزيز جويدة ، وظللت أياما بين النقد وبين الشعر ، حتى طفحت الأسئلة على شفتي وأزمها مرددا ( صبرا حتى أعيد القراءة ) ، وأهم الكتب المحببة إلى نفسي ، تلك الكتب التي تجعلني أطرح أسئلة على نفسي ولا أستطيع أن أجيب عنها ، غالبا تشبه كتب الفتنة الكبرى التي نجانا الله من دمائها ، لكننا لم نستطع أن نحفظ ألسنتنا منها حتى اللحظة .
فحينما ينحاز الناقد لطائفة دون أخرى فهو مع الطائفة وليس ناقدا ، تماما كالذي يدعو لانتخاب شخص ما حتى مبررات وطنية ، فهو منحاز للشخص لا للوطن .
وكالذي يدعو للإلتزام بقاعدة ما فهو يدعو للقاعدة وينحاز لها ، وهو ليس منحازا لمنهاج علمي ، فالناقد عندي هو الذي يقف على أبعاد متساوية من كل الأشخاص ومن كل القواعد ، ويحلل ويبرهن ويقدم كل شخص في موقعه دون تعلية أو تخفيض ، ويقدم كل قاعدة بمميزاتها وعيوبها دون إهمال أو تفريط ، وهكذا تكون أهم مقومات الناقد المعرفة التامة عما يتحدث ، فيقول ما يعرف ، ليعرف المتلقي مايقول .
فالناقد المنحاز للشعر العمودي هو ليس ناقدا ، لكنه مدافع عن الشعر العمودي ، وكذا المنحاز لقصيدة التفعيلة أو قصيدة النثر ، حيث إن الناقد الحق هو من عرف وفهم كل القواعد وتحدث عنها جميعها على قدم المساواة ، ويترك للمبدع أن يختار مايشاء ، ليكتب كيف يشاء ، فربما يقدم لنا قناعات جديدة تفيدنا .
فإذا كان موقع الناقد في نقطة يرى كل القواعد عنده متساوية في القرب والبعد ، فَقَدْ فَقَدَ النقد العربي عبر تاريخه أكثر كتبه وأكثر نقاده من وجهة نظري ، حيث لايمكننا أن نعتد بحكم قاض نعرف أنه ظالم في حكمه ، حيث انحاز إلى أحد الخصوم .
السؤال الثاني : ما الشعر وما النثر ؟
الشعر والنثر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح ، فالنثر الجميل أرقى من الشعر القبيح ، والنثر غير المتكلف أرقى من النثر المتكلف ، والذي يحدد درجة الرقي لعمل ما هو الهدف ، فالهدف الذي تستطيع أن تصله بجملة نثر ، ما الدافع الذي يجعلك تكتب فيه قصيدة شعر أو متواليات نثرية متعددة ؟ !
فكلما كان الوصول للهدف ميسراً ومفيدا وممتعا كلما كانت الأدوات راقية وجميلة ، حيث تحملك على جناحين من المتعة والإفادة ، واللتان ينتج عنهما تغيرات في السلوك البشري للأفضل ، أهمها حدوث الاتزان النفسي للمتلقي حينما يقرأ أو يستمع لكلمات المبدع .
وهنا أقصد أن يخلو الكلام ( نثرا أو شعرا ) من الحشو النثري أو الضرورات الشعرية ، فالقاعدة المخلة بالوجدان النفسي وانسياب الفكرة هي قاعدة ليست سوية في عرف النقد الحقيقي بصرف النظر عما قيل سابقا .
وكل قواعدنا العربية نحوا وصرفا وعروضا بها شواذ لايمكن تقبلها عقليا مهما برروا ، فليست البحور العربية كما قالها وكما شرحها الخليل بن احمد الفراهيدي الأزدي العماني ، بل هناك بحور أخرى تركها الخليل وأهملها ربما بعضها اهم من البحور المذكورة ، وربما لو انتبه لها من جاءوا بعد الخليل لكانت تطويرا لشعرنا العربي ، فرغم أن الخليل خدم شعرنا العربي في تنظيره وتقعيده لبعض الأوزان إلا أنه أضر به حينما ترك أوزانا كان العرب يستخدمونها قبل الإسلام .
وحينما جاء الأخفش الأوسط ليستدرك على أستاذه بغزوة المتدارك ، اكتفى بالنصر وترك بقية الأوزان ، وجاء علماء كثر في لغتنا العربية لكنهم لم يفندوا أسباب الاصطفاء لهذه الأوزان وأسباب ترك غيرها ، وفي ظني أن بعضهم لم يكن على قناعة تامة مثل الجاحظ الذي كان يكره علم العروض ولم يحسن أن يتعلمه ، رغم مرافقته للخليل فترة تزيد عن أربعة أشهر بغية أن يتعلم هذا العلم الجديد في عصره . 
والسؤال الثالث : _ 
بين ( كتاب عبدالهادي وديوان جويدة ) .
أثار كتاب ( قصيدة النثر والتفات النوع ) ثورات من الأسئلة غير المطروقة سابقا ، كما فتح ديوان ( على صدر الصهيل أنام ) دروبا جديدة في شعرنا العربي ، وهذا ماسوف أتناوله في اللقاء القادم بإذن الله تعالى .

لوحة الفنانة التشكيبية مراح خ بوحمدان

من أعمال الفنانة التشكيلية Marah Kh Bouhamdan
سيدة المدينة 
خلف أسوارك
 تنام ارواح اطفالك الحزينة 
تلتحف شالك الحرير 
زهرية فراشات تشرين
ترقص  للنور
تغازل القمر 
جارات النجوم
 تلاعب  الشهب
سيدة الكون
 تحت نعالك  
 ترقد جثامين العاشقين.
شمس الحرية 
 عن  عينيك الجميلة 
لا تغرب

برية ..اشجارك 
ثائرة بحارك 
 مهما علا الموج 
وهاج
بيدك دفة السفينة .
جميلة محمد 










قَصيدَةٌ إجتِماعِيَّةٌ .. للشاعر محمد عبد القادر زعرورة ...

عِشقٌ  في  زَمَنِ


الكُلُّ يَعلَمُ أنَّ العِشقَ مُشكِلَةٌ
                         تُرسَمُ بأيدينا علىَ الجُدرانِ
وَباتَ العِشقُ في زَمَنِ الأنا
                           أهَمُّ مَشاكِلِ الدُّنيا لإنسانِ
حَتَّىَ غَدَت حَسناؤُنا تَرسُمُ
                       صورَتَها مُلَوَّنَةً علىَ الحِيطانِ
نَسِيَتْ أنَّ الحَبيبَ مُنتَظِرٌ
                            لَها لَكنَّ عَقلَها  في غَثَيانِ
مِن شِدَّةِ عِشقِها الذَّاتَ
                        تَخَلَّت عَنهُ في نَفسِ المَكانِ
وَتَناسَت أنَّها مَن عَشِقَتهُ
                           وَأنَّها زَحَفَت كَزَحفِ ثُعبانِ
تَجري وَراءَ الأنا فيها وَتَدري
                             أنَّ الأنا فيها قاتِلَةٌ لِهَيمانِ
هذا زَمانٌ باتَ فيهِ العِشقُ
                           يَكتُبُ قِصَّتَنا بِكَذِبِ نيسانِ
وَباتَ فيهِ العاشِقُ والمَعشوقُ
                              يُمَثِّلانِ حَقَّاً أنَّهُما مُحِبَّانِ
صارَ الحَبيبُ مَجنونٌ والحَبيبَةُ
                             تُصلىَ بِنارِ غُرورِ العُنفُوانِ
ما عادَ بَينَ الأحِبَّةِ في زَمانِنا
                   صِدقٌ فَكِلاهُما يَكذِبُ على الثَّاني
ما عادَ إيثارٌ وَتَقديرٌ وَلا وُدٌّ
                           وَكُلٌ يَدَّعِيانِ أنَّهُما مُلتَزِمانِ
زَمانٌ أغبَرٌ ماتَت كَرامَتُهُ
                        وَصارَ كِلا الحَبيبَينِ فيهِ أَناني
أحِبُّكَ كَم لَدَيكَ مِنَ العَمائِرِ
                        وَالنُّقودِ وَكَم لَدَيكَ مِنَ الرَّنَّانِ
كَم سَتَهديني مِنَ الجَواهِرِ وَالكُنوزِ
                   وَكَم تُقَدِّمُ لي مِن أجمَلِ الفُستانِ
في أيِّ قَصرٍ سَوفَ تُسكِنُني
                          وَكَم بَلَدٍ سَتَزورُ مِنَ البُلدانِ
هَذا هَوانا في زَمانٍ ماتَ
                             فيهِ تَعاوُنُ أوَّلِنا مَعَ الثَّاني
نَسِيَ الشَّبابُ وَالصَّبايا أنَّهُم
                               يَحتاجُ كُلٌّ مِنهُما لِحَنانِ
وَأنَّ الحُبَّ لَيسَ جُلمودٌ بِه
                             نَحيا فَالحُبُّ إيثارٌ لِخِلَّانِ
خِلٌّ يَصونُ خَليلَهُ مِن عَثرَةٍ
                         وَخِلٌّ يَحميهِ  عَثَراتِ الزَّمانِ
..................
في  /  ٦  /  ١٢  /  ٢٠١٩  /
كُتِبَت في  /  ٢٤  /  ١٢  /  ٢٠١٧  /
الشاعرمحمد عبد القادر زعرورة ....

Juluana Valantina Panasa

No parabla mas.

لا كلمة ، بعد...

تقترب الساعة ،و تنشق رفوف مكتبتي ،تتسلق فيها براعم شجر اللوز ، كل برعم بألف زهرة لوز ، و كل زهرة بألف فاكهة وفي كل فاكهة ألف قصيدة ،

تختلط علي الفواكه حب و رمان ، و قوافي حسان ، أصعد فوق الرفوف متسلقة البراعم اللاتي اصبحن شجر عالي فرعها قصائد في السماء ، أتزحلق على أقواس قزح حتى أقع على موج البحر الطويل ، مقاومة الريح الهامسة بالسراب ، يتكبدني ألف سؤال ،و ملايين من الأجوبة ،لكنها خالية كصدف البحر ، يغريني نهديك ،لؤلؤتين حمرائتين تناديني

صاحوا بأصواتهم العجاف :

تلك الشاعرة مثالية ، حين تغنت بالنهد ، و حين أحبت من نفس الجنس ،الموت للشاعرة حرقا

حرقا ،لكل قافية حرقا

بئس المصير

بئس الساعة

بئس الإنشقاق

و نسوا ، قاطبة بأن الشعر جنون لوعة وحي و إحساس أسطوري من تواريخ روما لعهد نابليون و لأفيتي القرن ،و نسوا بأن الشعر قوافي غريبة تصعد على براق باللوعة، و تعرج إلى الورد و قلب الرمان ،

نسوا بأن الشاعر قد يعشق جبلا

أو يهيم ببحر

أو يتسلق سماء بالحب

حرا طليقا ،نسرا في سماها يحلق

نسوا بأن الشاعر غريب الأطوار ، فيلسوف عالم محتار

نسوا بأن الشاعر يمتلك الغمام ، و يرسلها مرسلات بالعطف و بالإعصار ، أحيانا تتساقط أمطارها على النهود و على الجمر و على الألئ تلك القوافي المحملة بالقوافي و بالبحار و بالجنون ،

أنا شاعرة مجنونة كليا

صدقوني أو لا تصدقوني.....

إقتربت الساعة لموت الشاعرة ،و إنشقت دفاتر أشعاري شتاتا ، خر الجسد بين الحمى الباردة و السخنة ، حتى جمد و بقي الشعر على شجر اللوز كل فاكهة بألف قصيدة

صاحوا :

من سيرث الشاعرة ،غير شاعر له إحساس و مشاعر .

تبا لكم و ألف تب .


ج ف ب

الجمعة، 6 ديسمبر 2019

محمد سعيد العلوي

محمد أديب السلاوي في حفل تكريمه بالرباط :

للمغرب حقوق ثقافية ولكنه يهمش حقوق المثقفين.
ما معنى أن يعيش العديد من المثقفين والمبدعين بالمغرب الراهن حالة تهميش قصوى... ؟


في أجواء لا تخلو من التقدير والاعتراف، احتفلت الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بالرباط يوم الأربعاء (27 /11 /2019) بالكاتب الموسوعي الأستاذ محمد أديب السلاوي بحضور ضيوف من مختلف أنحاء المغرب ونخبة وازنة من المثقفين والإعلاميين والفنانين.

وقد جاء هذا التكريم لشخصية الكاتب والإعلامي المتعدد العطاءات الفكرية والثقافية، ذ محمد أديب السلاوي حسب الأهداف التي تعمل من اجلها الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، ألا وهي الاعتراف بالجهود الفكرية والإبداعية التي يقدمها الكتاب والأدباء والمفكرين لهويتهم الوطنية.

وقد أجمعت الشهادات التي جاءت في حق هذا الكاتب، على تواضعه وسعة ثقافته وقيمه الوطنية والأخلاقية، وعلى حسه الجمالي وعشقه للموسيقي والشعر والسينما، كما ألقت الضوء على جوانب كثيرة من عطاءاته الفكرية وكتبه النقدية في مجالات اللغة والثقافة والفكر و الفنون التشكيلية والمسرح والفساد المتعدد الصفات بالمغرب الراهن والسياسة التي جعلته ملقبا من طرف قرائه ونقاده بالكاتب الموسوعي ذو القيم الإنسانية.

اختتم هذا الحفل الحقوقي بكلمة المحتفى به الذي تحدت عن المواطنة وعن الظروف الصعبة التي يعانيها العديد من الكتاب والفنانين المبدعين في ظل عدم الاعتراف بهم ولا بمجهوداتهم، وعدم تمكينهم من الإمكانيات المادية والمعنوية التي تمكنهم من الاجتهاد ومن العيش الكريم.وهو ما يعني بوضوح أن المغرب الذي يعمل بالمنتظم الدولي من اجل الحقوق الثقافية، يتجاهل حقوق المثقفين والمبدعين. الذين ساهموا/يساهمون في إغناء الرصيد الوطني والقيم التي تخدم الهوية الوطنية.
وفي إجابته على أسئلة الحضور عن حياته وكتبه وأنشطته الثقافية، قال متأثرا بصوت خجول، أنه مازال يعمل وهو في الثمانين من عمره، بلا راتب وبلا تقاعد، يعيش بعد أن أعطى كل شيء ولم يأخذ أي شيء، يعيش حالة تهميش قصوى من طرف المسؤولين الذين يرفضون حتى الإجابة عن رسائله.

تأسف الحاضرون بشكل كبير لهذه الوضعية لكاتب كبير، أعطى المكتبة المغربية حتى الآن اكتر من خمسين كتابا ومئات المقالات في شتى الفنون، وطالبوا من الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان أن تناشد الديوان الملكي والحكومة لرد الاعتبار لمثقف لاشك في وطنيته وإخلاصه لهويته المغربية.