الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

بقلم محمد اديب السلاوي

الفنان محمد بنعلي الرباطي (1861_1939)
الأب الروحي للفن التشكيلي الحديث بالمغرب.

-1-
على فضاء عروس الشمال مدينة طنجة ،المطلة على القارة الأوروبية وفنونها وثقافتها وحضارتها، والتي استقطبت مبكرا أفواجا من الكتاب والفنانين والمفكرين من أوروبا وأمريكا / على فضاء هذه المدينة المغرقة في العشق الإبداعي، خطى الفنان الرائد محمد بنعلي الرباطي ،في مطلع القرن  الماضي خطواته الأولى في فن الرسم التي جعلت منه أول رائد للفنون التشكيلية بالمغرب.
لم يعرف محمد بنعلي الرباطي تعليما أكاديميا في فن الرسم، إلا أن اعتياده على مشاهدة الرسم وتعامله مع عدد من الفنانين العالميين المقيمين بمدينة طنجة، واحتكاكه بمراسمهم ، أيقض رغبته ومواهبه للرسم والإبداع.
منذ البداية أبدع عالما قريبا من الواقعية، جسدت أعماله التشكيلية كل ما رأته عيناه، كل ما عاشه من أحدات ومشاهد، إذ جعل موطنه طنجة موضوع مشاهدة بصرية تشكيلية، أبهرت المبدعين الغربيين قبل غيرهم، في وقت لم يكن فيه للمغرب أي معرفة بالفنون التشكيلية الحديثة.
-2-
في سنة 1916 نظم له الفنان الايرلندي السير لا فيري معرضا لأعماله التشكيلية برواق غوبيل بلندن / بريطانيا، وكان هذا الحدث سابقة في المملكة المتحدة، حيت لم يسبق لأي فنان مسلم أن عرض أعماله الفنية بها.
وبعد ثلاث سنوات نظم معرضه الثاني بمرسيليا/فرنسا، بحضور العديد من الفنانين الغربيين والمهتمين بالإبداع التشكيلي.
في المعرضين قدم الفنان بنعلي الرباطي أعمالا إبداعية، شكلت مدينة طنجة، منبع إلهامه الموضوع والقضية، إذ قدم باللون الصافي الوجوه والأسواق والعادات، الرجال والنساء والأزقة والحارات ومواكب الأعراس التي أبان من خلالها مهارته الإبداعية وقدراته في الرسم والنقش والتزويق وعمق الرؤيا وعمق التمكن من الريشة
وسواء في لندن أو في مرسيليا، استأثرت أعماله التشكيلية باهتمام العديد من النقاد والكتاب والفنانين، لما لها من أصالة وأهمية، حيت كانت ملاحظة العديد منهم .تتركز على شخصياته المبسطة، بضربات ريشة محددة،والتي تسلط الضوء على تألق الألوان، وعلى النظرة التعبيرية للفنان..
في سنة 1922 نظم معرضه الثالث بقصر المامونية بمسقط رئسه/ الرباط بدعوة من مصلحة الفن المعاصر التابعة للإقامة الفرنسية، إذ حضر حفل تدشين هذا المعرض نخبة من الشخصيات الفرنسية والمغربية التي أبهرت بالجمال الإبداعي الذي يطبع أعمال هذا الفنان.
من هذا المعرض توجهت العديد من أعمال الفنان بنعلي الرباطي إلى متاحف باريس ولندن وستوكولم، بعدما وصفته أقلام بعض النقاد برائد الفطرية وأطلقت عليه أقلام أخرى رائد الواقعية التشخيصية الذي تعتمد أعماله التشكيلية الدقة في الخط والرسم، ما يجعلها قريبة من التصوير الاستشراقي.
-3-
*ازداد الفنان محمد بنعلي الرباطي بمدينة الرباط سنة 1861
*في سنة 1886 انتقل مع أسرته إلى مدينة طنجة
*في سنة 1903 عمل طباخا لدى الفنان الايرلندي السير جون لافيري (فنان بلاط ملكة بريطانيا) وببيت هذا الفنان يبدأ بنعلي الرباطي في ممارسة التصوير التشكيلي بالصباغة المائية. 
*في سنة 1916 صحب السير لافيري إلى العاصمة البريطانية لندن، حيت أقام معرضه الأول في رواق غوبيل.
*في سنة 1919رحل إلى مدينة مرسيليا /فرنسا لينظم معرضه الثاني مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى، ويظل مقيما بها إلى سنة1922 حيت عاد إلى مدينة طنجة.
*في هذه السنة (1922) نظمت له مصلحة الفن المعاصر بمسقط رأسه الرباط معرضه الثالث بقصر المامونية.
*في سنة 1933 حصل على مرسم خاص برياض السلطان بمدينة طنجة، إذ أصبح فنانا معترفا به من طرف السلطات الرسمية. وفي هذه السنة أيضا افتتح رواقه الخاص بقصبة طنجة، وقد يكون هو أول رواق للفنون التشكيلية بالمغرب.
*في سنة 1939توفى الفنان الرائد،الأب الروحي للفن التشكيلي الحديث بالمغرب،تاركا أعمالا فنية تؤرخ لمرحلة مهدت للحداثة الفنية بالمغرب، تشهد على ريادته الإبداعية.
أعماله تعد تركة تاريخية، تؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ مدينة طنجة، بنظرة تحترم القيم والتقاليد المغربية. 
*خلال حياته رحمه الله عمل إلى جانب هوايته الرسم، عمل طباخا ونجارا وعاملا في معامل السكر وإطفائيا في الجيش الاسباني، وحارسا في وكالة بنكية.
رحم الله فناننا الكبير، الذي لم يأخذ حقه حتى الآن إذ مازال بيته بقصبة طنجة ينتظرإنقاذه من السقوط وتحويله إلى متحف يحمل اسمه وأعماله وما كتب عنه.
أفلا تنظرون... ؟.



محمد اديب السلاوي 

بقلم حبيبة شقرون

يوم عبوس قمطرير

غيومه نبأت بوقع مرير
فكان لها من هبة نصيب
تستغيث وتستغيث ولا مجيب
في الخارج  جمهور  رهيب
يتفرج وكأنه في قاعة عرض
بلا شعور بلا إحساس إنه المرض
مرض الأنانية أضحت في القلوب سواسية
تأخر الإنقاذ بإلحاد الاستعداد
كأن الأرواح أضحت جماد
رحماك   ياااااا  الله  بهذا البلد
إلى أين المصير ؟
فالجميع في تقصير !


حبيبة_شقرون

الشاعر محمد السعداني



هبة... 
         جدلت لدميتها آخر ظفيرة...
                 باحت لها بأحلامها الصغيرة
                      وبألسنة تتهددها حانقة مستعيرة

هاهي ذي...
            تطعم للنار طفولتها
                     وتفدي ألعابها بظفيرتها
                         وتستجدي الوطن كف ماء لنجدتها

ساقان...
        كل ما تبقى من جثتها
                والباقي رماد يشهد على صرختها
                                ويرقع مزق البراءة بضحكتها         هبة... 
اسم حرقت سنابل سمرته
        على مرآى القبيلة و العشيرة
                   أضغاث حلم عابر في لحظة غفو قصيرة..
                    
ياااااااااه... 
صار حضن هذا الهباء منفى... 
                فالمقاصل تولد مع واوه...
                           وتنهينا نقطة هامدة في غمد نونه...
فالويل.... الويل لهذا الوطن... 

                         الشاعر محمد السعداني

بقلم الدكتور عبد المتعم كامل

محجوب موسى  
***********
لا أعرف تاريخ مولده ، ولكنه كان هناك في الإسكندرية يملأ السمع والبصر حين كنت طالبا من 1973 إلى 1977 ، رأيته في الندوات التي كنا نقيمها في نادي أدب الجامعة ، ولم أكن في ذلك الوقت ممن يترددون على قصور الثقافة ، فلم أعرف قصور الثقافة إلا في صيف 1980 
عرفت الشاعر الكبير - رحمه الله - يتحدث في قضايا الشعر وفنيات الكتابة أكثر مما يلقي من قصائده ، كان يتحدث عن ابن الرومي والمتنبي والمعري كما كان يتحدث عن الجاهليين ، وكان يقف عند تفاصيل لغوية وبلاغية وعروضية وقفات طوالا ، يشرح ما يراه سببا في الجودة أو الرداءة ، وأذكر أنني استمعت إليه أول مرة يتحدث عن أبيات لبيد بن ربيعة ، وكنت في السنة الرابعة 1977 ، بعد انتهاء الأمسية التي أقيمت في كلية الآداب في ليلة مطيرة ، اصطحبت الرجل فتناولنا الشاي في تريانون ، واندهشت من استغراقه في وصف الجماليات الحسية في الصورة الفنية  
فكأنَّ ظُعْنَ الحيِّ لمَّا أشرَفَتْ 
بالآلِ وارتفَعَتْ بِهِنَّ حُزُومُ
نخلٌ كوارعُ في خليج مُحَلِّمٍ 
حملت فمنها مُوقِرٌ مكمومُ 
سُحقٌ يمتعها الصَّفَا وسَرِيُّهُ 
عُمٌ نواعمُ بينهن كُرُومُ 
زُجَلٌ ورُفِّعَ في ظلالِ حُدُوجِهَا 
بيضُ الخدودٍ حديثُهنَّ رخيمُ
وقف عند المشهد الكلي ، هذه الهوادج المحمولة على ظهور الإبل وقد صنعت من سعف النخيل ، تتهادى بها الإبل وقد انتشر الرباب في الأفق وتماوج السراب على الأرض من حولها ، بدت الهوادج بالظعن كالنخلات الطوال يملن ليشربن من ماء الخليج وقد ضمت هذه الهوادج بين أفرعها النساء البيض الجميلات يتبادلن حديثا في صوت ناعم لين .
كان محجوب موسى يأخذه التصوير في الشعر وتذهب به فنون هذا التصوير كل مذهب ، وهو الذي شجعني على التوجه إلى قصور الثقافة ، غير أني أرجأت الأمر إلى 1980 ثم ذهبت فالتقيت به ، واستأنفت الاستماع إليه .
كنت ألزم عبد المنعم الأنصاري في أكثر الوقت ، ولكني كنت بين الحين والحين أتردد على لقاءات محجوب موسى الذي قام بدور كبير في تبسيط  العروض للدارسين والباحثين عن الشعر من الفتيان والفتيات.
قامت الإسكندرية مؤخرا بتكريم الرجل ، ولكن أحدا لم يدعني إلى المشاركة ، بل علمت اليوم أن الحفل أقيم ولم يحضره سوى أربعة شعراء من أهل الثغر المبارك 
ربما يقول لي قائل : ( أنت لست في حاجة إلى دعوة ) ولن أرد على قول كهذا ، فأنا ( لا أشم ظهر يدي فأقرأ الغيب )  ولو دعيت لأجبت ، ولو شاركت لعرفت كيف أتحدث عن الرجل وعن دوره الكبير ، سامح الله الإسكندرية .

الآديب : د.عبد المنعم كامل 

الاثنين، 5 أغسطس 2019

بقلم حسن بيريش

(1)

يأخذني فيك إغراء السؤال:
- هل أنت أنا في ارتباكي إزاء وثوقك..؟!
- أم أنا أنت في غموضك المقابل لوضوحي..؟!

(2)

تصيبك عدوى تناسل الأسئلة.
ويأتيني سؤالك في ارتياب وحدي أدرك يقينه:
- لماذا خلتني بك أبدأ، فإذا أنت بي تنتهي..؟!

(3)

يا امرأة أشتهي وضوح غموضها:
دعي الأسئلة ترتعش عند أطراف مسقط الروح.
وانصتي لصهيل قلب جائع إليك..!!

حسن بيريش

حسن بيريش

مجلة "حوار" وإصدار مليون كتاب
مشروع استثنائي باذخ للثلاثي الطموح



انتظرونا قريبا في طنجة.

محمد أديب السلاوي، عبد العزيز الزروالي، وحسن بيريش في:
1 - مشروع مجلة "حوار" الثقافية.
2 - مشروع إصدار مليون كتاب في المغرب.
المشروعان معا بدعم من وزارة الثقافة والاتصال.

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع



280 - جاك كيرواك
(1922 / 1969)


- من مواليد يوم 12 مارس سنة 1922 في "لوويل"، ماساتشوستس (الولايات المتحدة الأمريكية).
- درس في جامعة كولومبيا.
- كاتب روائي، قاص، شاعر، ورسام أمريكي.
- من رواد مجموعة "جيل البيت"، إلى جانب كل من ويليام بوروز، وألين جينسبيرج، (حركة أدبية ظهرت في الخمسينيات، وأعلنت الثورة على القيم الأدبية والثقافية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية).
- سنة 1951 شرع في كتابة روايته الأولى الشهيرة "على الطريق"، التي صدرت سنة 1957 (بعد صدورها أصبحت النشيد الملهم لحركة "جيل البيت").
- يوصف بأنه "المحطم للتقاليد الأدبية". 
- آخر نص روائي كتبه صدر بعنوان "صورة".
- كتب حوالي ألف قصيدة "هايكو"، صدرت في دواوين سنة 2003.
- في شهر فبراير سنة 1957 (نفس العام الذي صدرت فيه روايته "على الطريق")، وصل إلى طنجة، قادما على متن باخرة من "الجزيرة الخضراء" الإسبانية.
- في طنجة سيلتقي صديقه ويليام بروز، وسيقيم في فندق "المونيرية"، وفي غرفته بهذا الفندق، سيكتب العديد من قصائده ذات النفس الشعري المغاير.
- خلال إقامته في طنجة، كان يحلو له الجلوس في مقاهي "السوق الداخل"، ومرافقة ويليام بروز إلى الحانات الشهيرة في المدينة.
- له عدة أعمال أدبية، من بينها:
في المجال الروائي:
1 - "البلدة والمدينة" (1950).
2 - "على الطريق" (1957).
3 - "غرور دوليوز" (1968).
- في مجال الشعر:
1 "بلوز مكسيكو سيتي".
2 "قصائد متفرقة".
3 "قصائد من كل المقاسات".
4 "الجنة وقصائد أخرى".
5 "كتاب البلوز".
- توفي في "سانت بيترسبرغ" (فلوريدا)  يوم 21 أكتوبر سنة 1969 عن عمر يناهز 47 سنة.
- بعد وفاته ازدادت شهرته وطبعت جميع أعماله الأدبية.
- سنة 2011 بيعت مخطوطة روايته "على الطريق" في مزاد "كريستيز" العلني بقيمة 2.5 مليون دولار.

- يقول جاك كيرواك عن طنجة:

"طنجة ليست مدينة فحسب، بل هي عشق، هي كائن إنساني يعيش في كياني.
كتاباتي مدينة لها بالكثير وخاصة روحي وقلبي".

- يقول عنه الروائي التونسي حسونة المصباحي، في مقال له بعنوان "ملائكة طنجة وشياطينها" ("الاتحاد"، الملحق الثقافي، 27 غشت 2014):

"...في شهر فبراير - شباط من عام 1957، وهو نفس العام الذي صدرت فيه رائعته "على الطريق"، التحق جاك كيرواك بصديقه ويليام بوروز.
ومستحضرا وصوله إلى طنجة في باخرة قادمة من "الجزيرة الخضراء" الإسبانية، كتب كيرواك يقول: "فجأة موكب بطيء من المسلمين يرتدون الأبيض. غير أن ذلك لم يكن كما تبيّن لي في ما بعد سوى السقوف البيضاء الموضوعة على الماء في ميناء طنجة الصغير. هذا الحلم بإفريقيا مرتدية الأبض على البحر الأزرق ـ يا له من شيء رائع! من الذي جلبه؟ رامبو! ماجلاّن! ديلاكروا! نابليون! تموّج شراشف بيضاء على السطوح!".
ويضيف جاك كيرواك قائلا: "أحببت طنجة فعلا، والعرب الفخورين بأنفسهم الذين لا ينظرون اليك أبدا عندما تكون في الشارع، بل هم يهتمون بأنفسهم، عكس المكسيك حيث العيون تلاحقك أينما ذهبت".
رؤية مختلفة أقام كيرواك في فندق "المونيرية".
أمام غرفته الكبيرة التي كانت على السطح، باحة مبلطة تنفتح على "ديكور حالم" هو عبارة عن مجموعة من البيوت المغربية الصغيرة، وفضاء ترتع فيه ماعز.
ومن غرفته تلك كان باستطاعته أن يرى المضيق.
وفي ساعات الصحو تتبدّى له سواحل الأندلس.
وفي الصباحات المشمسة كان يجلس في الباحة ليقرأ، أو ليدخن منصتا الى نواقيس الكنيسة الكاثوليكية القريبة من هناك.
وفي الليل، محدّقا في البحر، يراقب البواخر القادمة من الدار البيضاء، من الجزيرة الخضراء.
وكان ذلك يزيده اقتناعا بأن رحلته الى طنجة لم تكن خاسرة".

بقلم حسن بيريش