الأربعاء، 31 يوليو 2019

بقلم محمد اديب السلاوي

الجيل المغربي الراهن.. 
من معركة التحرير إلى معركة 

-1-

إن الجيل الحالي الذي يخوض معارك الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان بالمغرب على كل الواجهات يأتي مباشرة في الترتيب الزمني الجيل الثاني بعد الذي خاض معركة التحرير بكل ضراوتها وعنفها وخطورتها انطلاقا من معركة حمو الزياني إلى معركة عبد الكريم الخطابي، ومنها إلى معارك الاستقلال والحريات العامة.
جيل فتح عينيه على المغرب وقد أنهى صراعه المسلح مع الاستعمار المباشر ليدخل في صراع بناء الاستقلال الذي لا يقل خطورة ولا أهمية عن الصراع السابق. إنه الجيل الذي وقع على وثيقة الاستقلال وآمن بأن حركية الحياة والتاريخ تفرض منطقها الذي يدفع بالحياة إلى الاستمرار بمشاكلها وأزماتها وصراعاتها وإرثها المتواصل.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بحدة على الأجيال المغربية الجديدة: هل استطاع المغرب توظيف مكاسب أجياله السابقة وصراعاتها في بناء المغرب المستقل؟
إن ما تؤكده الوقائع والأحداث أن جيل عهد الاستقلال ركب سفينة التحدي منذ البداية لا فقط لأنه استلم مغربا متعدد المشاكل والأزمات من الإدارة الاستعمارية، ولكن أيضا لأنه استلم مغربا في حاجة ماسة إلى دمجه في العصر الحديث وانخراطه في نادي الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات.
إنه ورث قضايا ومشاكل وأزمات تمتد بجذورها إلى حقبة طويلة من التاريخ حيث كان الكل يجري في غرف مظلمة وكان الرأي والقرار يتخذان بعيدا عن الجماهير وعن اهتماماتها وطموحاتها، إنه كان يطمح لوطنه بعدما استرد استقلاله أن يلعب دوره التاريخي على الساحة وهو في حالة تسمح له أن يوفر الكرامة والعيش الكريم والتربية والصحة والشغل لكافة المواطنين، وأن يعم الازدهار كل القطاعات الوطنية، وأن يلعب دوره بنجاح وإتقان ومسؤولية، وأن يسهم في الصراع الدولي على قدر حجمه التاريخي، وأن ينتزع حقوقه المغتصبة في التراب الوطني بكل قواه، وأن ينتزع حقه من وسائل الازدهار والتقدم الحضاري والتكنولوجي، وبجهده وعرقه وصدقه.
تلك كانت طموحات جيل ما بعد جيل التحرير، فهل تبخرت هذه الطموحات أم أصابها الإحباط والتراجع؟

-2-

نعم، فتح الجيل المغربي الجديد عينيه على مغرب مطوق بالأزمات، ووجد نفسه في عهد الاستقلال يتحمل العديد من المسؤوليات الموروثة عن الأجيال الماضية، ومن ضمنها حماية الاستقلال والوحدة الترابية وتأمين حقوق الإنسان وحرية الرأي ودعم دولة الحق والقانون وتوسيع دائرة الديمقراطية وحماية مكتسباتها ومزجها بالمثل والقيم الذاتية والقومية للمواطن المغربي، ووجد نفسه أيضا يتحمل مسؤوليات أخرى ترتبط بشروط الاستقلال، تدخل ضمن ذلك الإرث العظيم الذي تسلمه من يد الجيل السابق، منها مسؤولية تعميق خطة التربية والتعليم في نفوس العباد لتكون ملائمة أكثر للواقع الثقافي والاجتماعي والحضاري حتى يصبح التعليم مفتاح التقدم والازدهار، ومفتاح تحقيق كل أحلام الاستقلال وحقا من حقوق المواطن من المهد إلى اللحد.
وجد الجيل الجديد نفسه وجها لوجه أمام مسؤوليات مستعجلة تتصل بتأمين الخبز والشغل والصحة لملايين المواطنين في بلد مازالت بنياته الاقتصادية تشتكي من أمراض الماضي بسبب التخلف الذي يطوقه من كل الزوايا وبفعل مخلفات الفترة الاستعمارية، وهي مسؤوليات أغلبها استثنائية، ولكنها حاسمة، وهي المسؤوليات نفسها التي جعلته يركب سفينة محفوظة بالمخاطر، يناضل من داخلها ضد اليأس والإحباط كجيل استثنائي بكل المقاييس والمواصفات.

-3-

إلى منتصف القرن الماضي، كانت "الأزمة" في أوروبا الغربية نتاجا طبيعيا ومباشرا للخلخلة الاقتصادية التي عرفتها هذه القارة بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لم تكن تمس المناحي الأخرى في حياة الناس، لأنها كانت محاصرة بموانع الثقافة والفكر، وبأسس التربية الأولية للأفراد... لكن يبدو أن أزماتنا المغربية تتخذ اليوم منحى آخر، تطورت كمفهوم وكواقع اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي عام، إلى الحد الذي أصبحت شاملة تتحدى كل الموانع الموضوعة في طريقها.
وإلى منتصف القرن الماضي أيضا، كانت "الأزمة" في المغرب ديمغرافية واقتصادية بحثة، لكن بسببها بدأت المقومات الأخلاقية في الانهيار، وبدأت التوازنات الاجتماعية والاقتصادية... وحتى السياسية في الانحدار، وأصبحت الأزمة تأخذ حجم الغول الذي يلتهم كل ما في طريقه.
إن الحالة المغربية لا يواجهها اليوم التحدي الديمغرافي وحده، بل تواجهها تحديات متنوعة ومتداخلة ومرتبطة بسلسلة من المعطيات، منها السياسي والثقافي، ومنها الاجتماعي والاقتصادي، ومنها الأخلاقي. ولأن المغرب كان على أبواب تحوله التاريخي، وبصدد استكمال الشروط الموضوعية لهذا التحول، فإن العراقيل المادية والمعنوية، الاقتصادية والأخلاقية، تظل واقفة في وجه التحول المنشود، وهي العراقيل التي تذوب عادة أمام الإرادة الجماعية لكل انتقال إلى مرحلة جديدة من التاريخ.

العديد من المحللين "للحالة المغربية" يعتبرون أن مسألة التحول والانتقال والخروج من الأزمات، أو من بعضها على الأقل، مسؤولية جماعية، مسؤولية الدولة والحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والحقوقية، مسؤولية الأبناك ورجال الأعمال والمستثمرين، مسؤولية الأساتذة والمعلمين والخبراء… والمجتمع المدني كافة. وهو ما يعني بصيغة أخرى أن النخبة الواعية بظروف هذه "الحالة" وخلفياتها التاريخية والمادية وأثارها السلبية على الحاضر والمستقبل، هي الأكثر مسؤولية والأكثر وعيا بها، وهي وحدها القادرة على تقريب الانتقال المطلوب إلى وضعه المطلوب.

والسؤال : متى تقوم هذه النخبة بدورها في تعميق وعي الشعب المغربي بمتطلبات الانتقال وبشروط خروجه أو إخراجه من أزمته/أزماته؟ وماذا فعلت هذه النخبة للحد من اليأس الذي يبتلع الحالة المغربية على مرأى ومسمع من أزماته المشتعلة؟.

بقلمالآديب  محمد  أديب السلاوي 

الاثنين، 29 يوليو 2019

بقلم خالد عودة

عيناك والبحر
  

عيناك والبحر 
بالجمال يغرقني 
ان نظرت اليها
 كسهم يأسرني 
فشباك البحر ارحم
 من عيون تسحرني 
إذا بسحر العيون غرق
 قبطان البحر فمن ينقذني 
قد رايت الكتاب
 بغض البصر يأمرني 
ودع الجمال للقدر
 ان كان يصيبني 
فتلك الحياة بحروفها
 لله تغمرني 
فما ارق من حبيب
 لله يامرني ويسحرني 

بقلم خالد عودة 

بقلم محمد اديب السلاوي

متى يلتحق العالم العربي بعصر العولمة... ؟

                                            1

العالم العربي يحتضن اليوم حوالي 300 مليون نسمة، يتربع على 14 مليون كلم مربع، يتوفر على مجموعة هامة من التروات المعدنية والاستراتيجية، منها البترول والغاز والحديد والذهب  والفوسفاط والفلاحة والصيد البحري، مع ذلك يعيش باستمرار ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية ،بسبب فشل السياسات المتحكمة في التنمية والاقتصاد والتعليم والبحث العلمي، والتي تغيب المواطن العربي عن الفعل الديمقراطي وتهمش الطاقات الابداعية والابتكارية والثقافية.

في ظل هذه السياسات  تواجه المجتمعات العربية تحديات كبيرة بسبب الاخفاقات المتوالية في التنمية البشرية والمستدامة.

تقول الدراسات المتوفرة عن هذا الموضوع، ان المنطقة العربية،لم تتمكن من توظيف الاوضاع العالمية الجديدة لتحقيق اهدافها على صعيد التنمية والتصنيع، مع انها مضطرة الى الالتزام بسياسات المجموعات الاقتصادية الكبرى التي تقود الخريطة الدولية.

وحيت  ان المنطقة العربية فشلت في توفير الشروط الملائمة للاندماج الاقتصادي في الاوضاع الدولية، تراجعت ديناميتها الانتاجية  وخسرت جاذبيتها وموقعها في الاقتصاد الدولي.

تقول هذه الدراسات: ان الصادرات العربية لم تعد تمتل مجتمعة سوى 5% من مجمل الصادرات العالمية بعدما كانت تزيد على  12.5%  قبل عقدين من الزمن،اضافة الى تراجع الناتج القومي العربي اكتر من 41% من مجموع الناتج العالمي، وفقدان الاقتصاد العربي قدرته على استيعاب البطالة المتراكمة على كل القطاعات، وهو ما يصيب التنمية بالجمود في ظل العولمة.

                                        2

يقول العديد من الخبراء المختصين، ان الدخول الى عصر العولمة اصبح خيارا لا رجعة فيه، ومن يتخلف عنه يفوته القطار، ويصبح مهمشا وربما يخرج من التاريخ، لان رياح التغييروالاصلاح والتحديت والعولمة ستدخل المجتمعات ليس من ابوابها الخلفية، وانما من اوسع ابوابها.

العولمة لم تعد مفهوما ،بل اصبحت نمط حياة سائدا في اقتصاديات الدول الكبرى والصغرى،تتمتل في النمو المتزايد في العلاقات التجارية بين الدول، في دمج الاقتصاديات المحلية في الاسواق الدولية المختلفة وفي زيادة عمق  العلاقات التي تربط بين الاطراف الدولية، وهو ما ساعد على بناء نظام اقتصادي دولي، اكتر اندماجا مع الحداتة وادواتها ومستجداتها العلمية والرقمية والثقافية.

 في هذا الاطار برزت للعولمة تعريفات فلسفية عديدة. 
*عرفها رونالد روبيرتسون، بانها اتجاه تاريخي نحو انكماش العالم  وزيادة  وعي افراد ومجتمعات بهذا الانكماش.
*وعرفها انتوني غيدفيز، بانها مرحلة جديدة من مراحل بروز وتطور الحداتة، تتكيف فيها العلاقات الاجتماعية على الصعيد العالمي ،حيت يحدت تلاحم غير قابل للفصل بين الداخل والخارج، يتم فيها ربط المحلي  بالعالمي، بروابط اقتصادية وثقافية وانسانية.
*ويذهب اخرون في تعريفها، بانها القوى التي لا يمكن السيطرة عليها كالاسواق الحرةالعالمية، والشركات المتعددة الجنسيات التي ليس لها ولاء لاية دولة قومية.

وفي نظر علماء الاقتصاد ان تلاتة مجموعات دولية هي التي اوجدت العولمة، وهي التي تقودها
*دول المركز المسيرة لمنظومة العولمة، المسؤولة عن رسم توجهاتها الاساسية.
*الدول القادرة على الاندماج في صنع القرار الاقتصادي الدولي.
*البلدان الغير مهيأة للاندماج، الواقعة على هامش الاقتصاد الدولي.

يعني ذلك ان العولمة اصبحت اطارا يحاكي جملة من التحولات التي يشهدها العالم ،والتي يعاد من خلالها اعادة تشكيل الخريطة العالمية بسائر تضاريسها وابعادها

                                             3

. من خلال هذه التعريفات السريعة تبدو العولمة الية ضخمة تجسد بقيمها والياتها نظام هيمنة اكثر شمولا وقسوة من كل ما عرفته البشرية  في السابق، لذلك تحمل معها في نظر العديد من الخبراء المختصين، مخاطر التركيز الهائل للتروة المادية والعلمية والثقافية في ايدي فئة قليلة من سكان العالم الدين  يتوافر لديهم  القدرات والمواقع و الاليات اللازمة للتحكم والهيمنة.

تسعى العولمة بهذه الصفة، اخضاع جميع المجتمعات لنمط اقتصادي واحد، موحد عالميا، بقيم تفكير واحدة، باسواق واحدة، براسمال عالمي واحد، وهوما يجعل العالم امام مرحلة جديدة  ونوعية مختلفة عما كان في القرن الماضي. 

في راي العديدمن العلماء والمثقفين، ان هذه المرحلة من تاريخ البشرية التي جاءتنا بالعولمة ،لا يمكن فهمها الا انها استمرار للمرحلة الامبريالية السابقة، بما فيها من علاقات هيمنة وصراعات سياسية واقتصادية دولية.، الا انها تتكئ في الزمن الراهن  على التورة العلمية، لذلك يغدو الاعتراف بها شرطا ضروريا واساسيا، بصرف النظر عن المستفيد من هذه التورة وتمارها.

                                       4

في زمن العولمة بات العالم العربي  بما يعانيه من تخلف وفساد وتهميش ، بات ساحة مستجابة للتراجع، وهو ما يعني حاجته الى جهود كبيرة للاصلاح والتحديت، تتجاوز الاطر التقليدية الراكدة،للدخول عصر الحداتة الذي اصبح شرطا اساسيا وضروريا للانخراط في عصر العولمة، العولمة التي لا تعني فقط تحديت بعض العناصر المادية، وانما التقدم في مضمار العلم  والتكنولوجيا وتحديت المجتمع وما يتصل به  من تعليم وصناعة ومعرفة وقيم ثقافية

يعني ذلك بوضوح  ان دخول عصر العولمة، يحتاج من العالم العربي في وضعه الراهن، الى تغيير كلي لنمط الحياة، لطرائق التفكير، ويحتاج الى العمل والسلوك بما ينسجم وروح هذا العصر، اي القدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها العولمة: تورة المعلومات،تحويل الامكانات المتاحة الى قوة ديناميكية مبدعة.

يعني ذلك ايضا، ان دخول العالم العربي عصر العولمة.
يتطلب منه بداية تطوير قوانينه الاقتصادية حتى يتمكن من مواكبة تطورات الاقتصاد العالمي، ودعم مستويات الانتاج العربي وتحديدا في قطاع الصناعة، خصوصا الرقمية، من حيت مواصفات وجودة المنتجات

السؤال الصعب الذي يواجه حالتنا مع العولمة. :هل تتوفر حكوماتنا العربية على مفاهيم العولمة،والمستويات التي وصلت اليها. وهل تدرك هذه الحكومات  ان العولمة حالة حتمية لا يمكن تجاهلها. وهل تدري كيف تواجه سيول العولمة. وماهو الموقف المطلوب من ظاهرة العولمة... ؟

هي اسئلة عديدة ومتشعبة تطرحها العولمة على حكوماتنا العربية، الا ان هذه الحكومات مازالت تبحت عن نفسها في الصراعات التي اوجدتها خارج المنطق وخارج القيم السياسية.لعصر الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الانسان، وتلك هي الاشكالية التي تجعل العولمة مصطلحا غريبا في بيتنا الحكومي.

افلا تنظرون ؟. 
.
بقلم الآديب محمد أديب ااسلاوي 

الأحد، 28 يوليو 2019

بقلم محمد سعيد بلمقدم

ابتعدي ما شئت ..
فإني في إثرك ما شاءت المسافة ..
ارتحلي على هواك مثل فراشة ..
كوني للشمس للنهار القادم ..
كوني مظلة لغيري ولغيري سحابة ..
وابتعدي ..
ابتعدي ..
حتى لا سكون ولا هدنة ..
أيتها القصيدة التي لا تنتظر أحدا ..
أيتها الخرافية المدى ..
المجنونة الصدى لاتنتظري أحدا ..
بمن فيهم أنا هذا الوحيد ..
سيري على جناح الريح ..
حلقي عانقي الافق البعيد ..
فأنت الآن على تخوم الصحراء ..
وانا في مدن الكآبة ..
اواصل حلم ازعاج الكلام بأي كلام ..
وانظر لكفي الخائف نظرة اتهام ..
الى ما تصافح الأشباح وترضى ..
بحمل مفاتيح ممرات الظلام ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
لم أدرك بعد رضاك الحنون ..
فكل الذي يتبقى لي من إثرك المضيء ..
بعض الغبار المتساقط من غضبي ..
وقصة حب يائسة ستنتهي بجنون ..
ولكم لاحقتك يا سيدتي مني الظنون ..
فلما لم أظفر بقوافيك ..
قلت لانفاسي المتلاحقة فيك ..
حسبك ابتعدي ..
ثم خاطبتك ابتعدي ..
ابتعدي ما شئت يا سراب العمر ..
يا بالغة اللطافة ..
ابتعدي فلربما أنت الحقيقة وأنا ..
بعض الوهم المترنح مثل ظلي بسخافة ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
فمن الوارد في سيرتي ألا أعلم شيئا على الاطلاق ..
ان ارحل عن هذه الدنيا مثل رضيع ..
ألا افرق بين الصدق وبين النفاق ..
أن ارحل منسكبا كشعاع شمس حضر ..
في يوم ماطر جدا واحتضر ..
حاملا في حضنه لهفة العناق ..
وكل خيبات اللهفة والاشواق ..
مثل شاعر انتحر عند اقدام قصيدة ..
بالغة الغموض ..
يهواها ولا تهواه ..
وحين أيقن انه مرفوض ..
غادر في صمت وما انتظر ..
ان تسخر منه قلوب الحجر ..
أن يضحك من بلادته الحضور ..
حين يشبه الحب بالمطر ..
في زمن السقوط ..
فلاشيء سوى السقوط ..
إلى اعماق الحفر ..
الليل يا حبييتي لم ينجلي .. 
والقيد اللعين ما انكسر ..
اف للقيد والليل فابتعدي ..
فلربما تكفي الصور ..
كي اقول انك حاضرة ..
وأن يديك في حضن يدي ..
لا شيء عليك فابتعدي ..
ابتعدي .. 
العمر ليلة ليلاء ..
ومن سمائها غاب القمر ..
ابتعدي ..
من الوارد ألا أضع الاقدام على عتبات اليقين ..
أن أقطع كل هذه السنين ..
أمني النفس باللقاء الأكيد ..
بالجلوس ذات صفو وجها لوجه مع القدر العنيد ..
فأخبره بعض همومي 
واقاسمه في جلستنا الصريحة ..
بعض سجائري ..
وأعد بين يديه خسائري ..
وظفائر صبري وزلاتي ..
وصغائري .. 
وموتي المتجدد عند كل صباح ..
وبكائي على أطلالي ..
وصراخي في عز الأسى يا هاجري ..
من الوارد ألا أحظى بالشرف العظيم ..
ان أموت غريبا في وادي المهمشين ..
وألا اراك من حولي ترفلين ..
بكل اناقتك العجيبة ..
ان نعيش العمر كل العمر ..
غريب يغازل في مدى التيه غريبة ..
أن أفارق هذه الدنيا ذات يوم ..
ولا أقبل جبهتك الحبيبة ..
فابتعدي ..

ابتعدي ..
وحتى ذلك الحين ..
حيث تغرب شمس آخر أيامي الكئيبة ..
ابتعدي كما تشائين ..
يكفي أن ظلك الشارد يؤنسني ..
وبعض أنينيك حين تتعثرين ..
بخفي المارق كالبرق على سُرُج الحنين ..
آه كم عشقتك ..
كم أسكنتك في أمكنة لا تشبهني ..
وفرحت .. 
فرحت مثل أب رائع جدا ..
رآك رويدا رويدا تكبرين ..
تتحولين أمام عينيه من طلفة ..
إلى سيدة خارقة ..
ثم تبتعدين ..
آه عليك .. 
ابتعدي ..
آه أحبك .. 
ابتعدي ..
آه أريدك مثلما يريد النهر مصبه ..
فابتعدي ..
كي يغسل صمته في المدى المالح ..
مثل قلب زوجة عاشقة .. 
يقول اهلها يكفي ..
وتقول لا هذه كفي أمدها كي نصالح ..
آه يا ساكنة الحياة والموت إلى أبد الآبدين ..
ابتعدي ..
هرمت ياسيدتي أمام المرايا ..
وهذا وجهي اخيفه عن الصبايا ..
كأني طفل وصوتك أحلى الهدايا ..
تبعثرت تأثرت ضلت خطايا ..
بكيت .. بكيت ..
نثرت دمي رمادا هنا وهناك ..
وكنت إذا صحوت ذات فزعة ..
يخبرني الليل أنك سوف تحضرين ..
فداويت آلام البعد بالاماني ..
وسكبت اسمك في كل الاغاني ..
وشرعت أبني واهدم آمالي ..
ماهمني ان تسخر مني الليالي ..
ولا اختلافي عن سائر الرجال ..
ولا فكرة ألا تحضرين ..
فقلت بعد الشرود ابتعدي ..
وقلت بعد الشكوك ابتعدي .. 
وقلت قلت قلت ما لا تعلمين ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
ياحبي يا فرحي يا بشراي يا ندمي ..
ماهمني وربك إلى أين تمضي قدمي ..
ما همني صدق الوعد لو تعدي ..
ماهمني وربك ان تبتعدي ..
لكني برغم طول الصبر حزين ..
حزين جدا ..
وهذه المقهى في طنجة تشهد لي ..
و هذه الحدائق تشهد لي ..
وعيون الساهدات تشهد لي ..
وحقائب المهاجرين في الميناء تشهد لي ..
تشهد لي رائحة البحر عند الصباح ..
وكؤوس الراح التي قلبت جراحي ..
ضدي .. 
وهيجت في داخلي صنوف الرعد ..
خوف الصد .. 
خوف البعد ألا ينتهي ..
ان يختنق الذي اشتهي ..
واموت في غربتي وحدي ..
في وطني بين قومي ..
لا قوم لي .. 
لا أهل وذاك المنزل البسيط الذي اعود اليه .. 
ليس لي ..
وتلك النوافذ التي تمنح الدفء ..
تشبه في قرارة شوقي ..
همي المؤبد .. 
لن ينجلي ..
فابتعدي ..
ابتعدي ..
إني حزين حتى النخاع ..
ويعشقني منذ انجبتني امي ..
صوت العفاريت وليل الضياع ..
ويطلبني العيش مرغما دون متاع ..
عبدا كادحا في ارض الخداع ..
وانت حين تقتربين .
تاتين باثواب الوداع ..
تضحكين فاقول في نفسي ابتعدي ..
تقبلين فمي فيقول فمي في سره ابتعدي ..
ولا تبتعدين عني قيد شعرة ..
فلقد أقمت بداخلي ذات يوم ..
سجنا ومكتبة وروض اطفال ..
وجعلتني طفلا يتيما ومنعتني أن أكبر ..
في كل صبح أرى الضاحكين ..
والعابرين من غير سؤال ..
عني ..
فأقول قدر الله ماشاء ..
أصمت طول النهار و أنام عند المساء ..
أحمل هما مثل الجبال ..
فما كل الهموم نبوح بها وما كل مافي القلب يقال ..
امضي .. 
ابتعدي ..
مدي الحبال ..
شدي الرحال ..
وانطلقي ..
فلقد تعبت من السؤال ..
عن الوطن الذي تعشقين ..
عن الوجهة التي تقصدين ..
وكنت اظنني وطنا ..
فلما ابتعدت عرفت اني ..
لست سوى بعض احتمال ..
أو رجلا اتعبه النهار ..
يشرب الوقت فنجان انتظار ..
يضحك يحكي عن السفر القادم ..
يشرح للريح هذيل الحمائم ..
يضحك يحكي وفي سره يبكي ..
بؤس الحال وعيش المرار ..
وذاك أنه يعلم يا سيدتي ..
أن قد فاته القطار ..
.............
.............
جزء من نص بعنوان ( دنيا ) .

محمد سعيد المقدم .

بقلم الشاعر الكبير محمد أحمد إسماعيل

عارف يا مجدي

عارف يا مجدي
وانت شايل أحلامك الصُّغيرة
وقصايدك الفايرة
ف جيوب قلبك الطيب
وعنيك شايفة آخر نقطة في المشوار
واحنا بنجري مع بعض ف نفس السكة
وانت بتجري.. وتنهج.. وتضحك
وكنت تجيني ف بلدي البعيدة

وتطلب حلبة حصى
وتزعَّق معايا علشان القهوة والسجاير والغربة
اللي كنت باشربهم بِنَهَم
لحد ما قلبي تشقّق
ودايما كان بيننا.. أمي وأمك
وشرودنا ف لحظة واحدة
إزاي ح نقدر نسعدهم واحنا تُعَسَا
وازاي هنشوف مصر قبل ما نموت
واحنا فرحانين بالثورة
وقلوبنا كانت أوسع من الميدان
كنت باحسدك
لأنك شايف أكتر مني
وروحك سبقت رجليك
ووصَلت هناك..
من غير حتى ما تْسَلِّم
ولا توصِّيني وصية أخيرة على مصر
أمانة عليك وانت هناك
إبقى انده على روحي
يمكن أتشعلق على صوتك وأجي لك
وارتاح من القهوة والسجاير والغربة

نقعد على دكة بعيدة من خشب الأحلام اللي ما تمتش
فِ ضلة أمي وأمك
اللي أكيد بقوا شجرتين في الجنة
نكَمِّل حكاوينا.. ونضحك
واحنا بنشرب كوبايتين حلبة حصى
..
..
مع السلامة يا صاحبي

بقلم محمد أحمد إسماعيل 

بقلم حسن الشوان

 نزوة جميلة


يا جمالك تحت النقاب
عيونك  بتشرح وتقول
إحساس بيخبط ع الباب
و قلبي  بيكي  مشغول
كحل عيونك نور جذاب
وحواجبك شرحها يطول
إحساسك جالي ف جواب
وحس قلبي بيكي ع طول
من دلالك تحت الجلباب
وسحر نظراتك   الجميل
ونبراتك خلت قلبي طاب
وتسبيلة عينك اكبر دليل
خليتي قلبي  يعود شباب
والإحساس   جواه  يميل
نظراتك  ذادتني   أعجاب
وشغلتني في النهار والليل
المشاعر متعرفش حجاب
والإرتياح ميعرفش تقويل
الخوف من الشعر اللي شاب
ولما  تبعد بعيد عن الأصول
وتعيش  في  وهم  وسراب
نزوة  جميلة  وجعها  يطول
ح تبقي  ذكرة  في  الكتاب
ورنين الذكره عمره ما يزول



...حسن الشوان 

السبت، 27 يوليو 2019

بقلم مصطفى الزين

قل لي بربك:

قل  لي بربك هل مشيت بذي المروج
ورايت زهرا راقصا  يزهو  يموج
فوق الروابي نسمة تجري تعود
بين اآلاف  الخلائق بين آلاف الورد

تبلغ الافاق نشوى يحيا فيها ذا الوجود
تبلغ الدنيا سلاما كسرت كل الحدود
تجري بيننا لاتبالي بالنواهي وبالقيود

هل رايت الكرم يزهو بالبواكير اللذاد
تملا الاشجار حبا  للخلايق و العباد
والشموس الصابحات تعبر الافق المداد
تعطي ضوءا و الظلام  ينجلي يمحى يباد

هل رايت الطير يزهو فوق دوح  في انشراح
يرقص الافنان تخرج كي  يقبلها  الصباح
ثم تنظر.. للبعيد ….ضاحكات للرياح
يبنى حلم فيها يشدو  بلبل شرح صداح

هل رايت النهر يمشي يعطي خيرا للحقول
تزهر الاكمات منه وهو ماش في السهول
يحكي للدنيا حكاوى  عن متاهات السيول
تخلط الطين بطين في المصب وفي الوصول

هل رايت الغاب يوما وهي تزخر بالحياة
قد تبنتها الوحوش في نظام الكاينات
كل وحش يمشي فيها يحترم ذاتا لذات
ليس تمة من تجني ليس تمة من عتاة

هل رايت وهي تخلو من  حواضرنا الكواسر
هل رايت الظلم يطفو فوق ماء وهو سائر
في دماء    لطخته   ايد   غادر  لا تكابر
مارايت أ ياصديقى  غير اغراز المسامر

هل رايت في ذي  الفيافي  يقتل الذئب اخاه
هل رايت الشاة عطشى تسرق الشاة المياه
هل رايت الظلم يعلو يتخد كل اتجاه
كي ينكل كل نفس يبني منها كل  جاه

وهي  صرعى وهو عات  لايحن لمن اتاه
يزرع الانياب  جورا بئس انياب  العتاة
انه الانسان ضار كم   تجنى على   الاله
كي يقول في ذات يوم ان ربي قد اصطفاه

هل سمعت الدين يعطي حور عين للبغاة
والجنان الخالدات خصصوها  للولاة
اهل امر اهل نهي اهل ظلم في الايات
عاشوا قدحا من زمان لما عاثوا فينا عاث.

هل نظرت بذي الحواضر كم حمارا عذبوه
اوثقوا فيه الرسوم و غللوه وقيدوه
حملوه بكل وزر  اثقلوه  فانهكوه
وهو منهم لا اليهم  ساقه  القدر السفوه.

دين غاب  هو ارحم من عقائد  لاتفيد
يستوي فرد بفرد في نظام لا يحيد
عن نظام اسسته ايد رب لا يكيد 
فيه خلق  فيه سر فيه معنى  مانريد

عقل انس قد تهاوى في متاهات الدمار
كل عقل قد تدنى سار خبثا للقرار
وهو ماش كل يوم نحو موت لا يذار
بئس علم فينا جار  بئس سوء الاختيار…..

                      زين المصطفى بلمختار الجديدي