الأحد، 9 يناير 2022

اميرة عيسى

 فانتازيا…


والروحُ إنّ تهفو

تتهادى ولا تغفو

وترسمُ الأحلامَ

في مآقينا…

دعْ الحُلمَ يقرِّبُنا

يُدنينا…ويُسْكِرُنا

وضَعْ خدَّكَ على الرملِ

فلهيبُ الرملِ يكوينا 

ثم امتشقْ سماءَ العِشقِ 

فقطراتُ الغيمِ تَشفينا

ومن الكونِ

 خُذْ البحرَ

فموجُ البحرِ ينادينا

وفي محرابي

إصرخْ بصمتٍ

إسجدْ…وصلّي

لعلّ بلالًا ينادينا

ومن الليلِ

أنوارُ طيفٍ

هو جبريلُ … يناجينا…





اميرة عيسى

من ديواني الرابع "حوريات وجدائل" قيد الطباعة في بيروت

السبت، 8 يناير 2022

 الأساطير والحكايات الشعبية والموروث في ادب الاطفال .

كتبت ساهرة رشيد

عند البدء بالكتابة يتبادر الى أذهاننا بعض الاسئلة ومنها تبدا رحلة البحث عن المعلومة ومن هذه الاسئلة ماهي الاسطورة والخرافة والموروث الشعبية وماهي الاسطورة ومتى ظهرت وكيف تناقلت الى ان وصلت الينا .

لابد لنا ان نوضح ونعرف الاسطورة والخرافة والحكايات في الموروث الشعبي والفرق بينهم حتى نستطيع ان نبدأ بهذه الدراسة المتواضعة 

تعرف الأسطورة (بالإنكليزية: Myth)‏ هي شكل من أشكال الأدب الرفيع، وهي قصة تقليدية ثابتة نسبيَّا مُصاغة في قالب شعري يساعد على ترتيلها وتداولها شفاهه بين الأجيال، وهي مقدسة ولا تُشير إلى زمنٍ مُحددٍ بل إلى حقيقة أزليَّة، من خلال حدث جرى، وهي ذات موضوعات شمولية كبرى، مثل الخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، 

والأسطورة باعتبارها أسطورة قديمة ،فهي قصة ، أو حتى حكاية من التاريخ القديم الذي يستخدم لشرح حدث طبيعي وخصوصا باستخدام كائنات خارقة . 

اما الخرافة كما يعتقد بأنه أحد التأثيرات الخارقة للطبيعة أو أحد الممارسات بدون أي أساس. 

عثر على أقدم تعد الأساطير اليونانية مدونة في اللوح الطيني من اقدم الاساطير 

 الذي يعود تاريخها  إلى عهد الحضارة المسينية التي بلغت ذروتها خلال الفترة من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.٠ 

فكرة الاسطورة . كانت تدور حول الآلهة و صراعاتها مأخوذة من (Mutho) وتعني حكاية تقليدية عن الآلهة و الأبطال. هذه الحكاية تتحدث عن الآلهة و أعمالهم و نشأتهم ، وهي من اجل هذا المعني اتخذت قديمًا من اجل تفسير كل الظواهر الغير مألوفة.

وظف اديب الاطفال جاسم محمد صالح الحكايات  الشعبية والاساطير والروايات والمسرحيات  ليوكد مفاهيم الانتماء للوطن غرس روح المواطنة في ذهن الاطفال والفتيان على حداً سواء من خلال تعميق الفكرة وزرع الأحداث وتشذيبها وتقريبها من ذهن وعقل الطفل.

واستطاع اديب الاطفال جاسم محمد صالح  أن يتعامل  مع شخصيات قصصه ومع نفسية الطفل بذكاء وحكمة وهذا ليس بجديد عليه وهو المربي الذي قضى اكثر من ثلاثين عالما في التدريس وتأليف المناهج التعلمية , فقد استحوذ على انتباه الاطفال وقد كان موفقا وناجحا في هذا المجال , فقد قدمت العديد من الروايات التي تعتمد على الاسطورة والموروث الشعبي وكان دائم يدعو الى من خلال تلك القصص الى حب الوطن والمواطنة ليجعل من الطفل مواطن صالح يفيد نفسه اولا ومن ثم يقيد الوطن ولنأخذ مثل رواية ملكة الشمس  للكاتب جاسم محمد صالح، وفكرة الرواية في الأصل أسطورة يابانية لا تتجاوز الأسطر وقد استطاع الكاتب فهم وتعميق الفكرة وزرع الأحداث كما تمكن من تقريب احداثها من واقع الاطفال العرب 

وتجنّب  الاديب صالح الأشياء التي لا تتلاءم مع بيئة ومعتقدات العراق كتعدد الآلهة والغيبيات التي تشكل جوهر الأسطورة. وقام  بتطوير الأحداث وإعادة صياغة فكرة ومضمون الأسطورة وقدمها, بشكل جديد للطفل العراقي حيث أضاف للأساطير اليابانية أسطورة بنكهة جديدة. وعندما عرضت رواية (ملكة الشمس) على الكاتبة اليابانية سائوري, اثناء  تواجدها في العراق حيث أعجبت بالرواية والنص العربي باعتبارها تجيد اللغة العربية.

أديب من العراق يضيف لليابان أسطورة

ورواية ملكة الشمس التي اقتبسها من الأدب الياباني وأعد صناعتها وترميمها وصياغتها وقدمها بأسلوب تربوي جديد للأطفال يتناسب مع القيم التربوية التي نؤمن بها ونعمل على غرسها في الطفل، وقد ألقت بالإنابة عنه محاضرة في مكتبة مجلس النواب الياباني بعنوان (أديب من العراق يضيف لليابان أسطورة). وتتحدث روايته ملكة الشمس عن رجل كبير طاعن في السن عاش وزوجته عمراً كبيراً ولم يرزقا بأطفال، وبعد دعائهما استجاب الله لهما ورزقهما بثلاثة أبناء وابنة واحدة ومن بين الأطفال ظهر أبن سيء حاول أن ينشر الشر بالعالم فتعاون أخوته جميعاً على إيقافه وتقويمه والعمل على نشر المحبة والسلام بين أطفال العالم، وكانت هذه الأسطورة تعزز مفهوم المحبة والسلام والأخوة بين شعوب البشر.

 أشخاص الرواية او الاسطورة بمجملها هي الشمس والقمر والرياح والغيوم والأشجار والحيوانات والطيور، وأهميتها في حياة الطفل في حبه للحياة وطبيعتها، وهدف الرواية الى ان يسود التفاهم وأن يعم التعاون. يعتبر الموروث الشعبي جزءاً مهماً من تاريخ وثقافة الشعوب، فهو الوعاء الذي تستمد منها عقيدتها وتقاليدها وقيمها الأصيلة ولغتها وأفكارها وممارستها وأسلوب حياتها الذي يعبر عن ثقافتها وهويتها الوطنية، وجسر التواصل بين الأجيال، وإحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء، والمكوّن الأساس في صياغة الشخصية وبلورة الهوية الوطنية

ونعرف التراث او الموروث هو ما خلفه الأجداد لكي يكون عبرة من الماضي ونهجا يستقي منه الأبناء الدروس ليعبروا بها من الحاضر إلى المستقبل

والموروث الشعبي عباره عن قصائد وقصص وفنون وعادات .. الخ ورثها الابناء من الجيل القديم وسميت بالشعبية لا نها اتصلت بحياة العامة.

لذلك اولى الاديب جاسم محمد صالح اهتماماً كبيراً للتراث والموروث الشعبي، وذلك لأهميته، ليس في الحفاظ على العادات والتقاليد أو التاريخ أو إظهار منجزات والأجداد والسلف الصالح  فحسب، وإنما لأنه يعزز قيم الولاء والانتماء إلى الوطن، لذلك حرص صالح على تعريف الأجيال بالموروث الشعبي والتراث الثقافي الغني والمحافظة عليه، وتعزيز دوره في ترسيخ القيم والهوية الوطنية.

إن الاهتمام بالموروث الشعبي والتراث عموماً أمرٌ ليس جديداً على اديبنا ، 

ولا هو من قبيل الترف، ولكنه اهتمام أساسي، حيث يمثل هذا الموروث عنصراً رئيسياً ، وهو جزء لا يتجزأ، من تكوين الشخصية.

حرص اديبنا على يقدمها ليلوح من بعيد وبطريقة غير مباشرة  لحب الوطن بسلوب مختلف وابطال مختلفين , تارة نرى الغابة هي الوطن وتارة اخرى نرى الارض والدفاع عنها هي الوطن , واخرى نرى المدرسة والبيت هما الوطن . فيحاول ان يقدم لنا الابطال دائما ليهذب سلوك الاطفال المشاغبين منها ليقتدوا بأبطال القصص والروايات , فشخصية الطفل دائما تبحث عن قائد او قدوة  , فالتقليد والتمسك بشخصية البطل الشجاع او القائد الشجاع  غالبا ما يكون منهم ويعيش معهم وبينهم ويفهم معاناتهم , وهذا هو ديدنه في التعامل مع بثّ وزرع وغرس الروح الوطنية لديهم وهدفه الاول والاخير أنهل من تراثنا العراقي كل ما هو مهم ومفيد وأن أقدمه للطفل بشكل تربوي مناسب ، فقد كتبت (رواية الخاتم) وهي رواية عن الفتى (لبيب) لذي كان صادقاً وأميناً ومخلصاً في عمله… يحب الناس ويقدم لهم كل ما يحتاجونه بأقل الأسعار ، لأن (لبيب) كان يعتقد بأن حب الناس مهم في هذه الحياة ، لكن سلوكه هذا أغضب التاجر الجشع الذي لا هم له سوى السحت الحرام والربح الباطل ، هنا حدث صراع بين الخير (لبيب) والشر (التاجر الجشع والطماع) مما أدى بالتاجر إلى اختطاف (لبيب) بأسلوب ملتوٍ وسجنه في قبو مظلم ومن ثم إجباره على حياكة الملابس ليبيعها التاجر ويربح منها الثمن الوفير… وصادف أن نظمت مسابقة لاختيار أفضل نساج في المدينة وكانت الجائزة كبيرة، هنا وبدافع الطمع أجبر التاجر الجشع (لبيب) على أن يحوك له قطعة قماش رغبة في الحصول على الجائزة.. لكن الذكاء المفرط لدى (لبيب) دفعه لأن يكتب عنوانه ومكان سجنه على تلك القطعة من القماش مما أرشد الناس إليه فأنقذوه من سجنه وعاقبوا التاجر الجشع على سوء فعلته … هنا كان انتصار الخير على الشر نتيجة حتمية وهي سر ديمومة هذه الحياة.

  هذه الحكاية الشعبية تحببنا إلى الخلق القويم والتضحية ونكران الذات وهذا ما كان عند (لبيب) وتكرهنا إلى الجشع والطمع والبخل وهذا ما كان عند التاجر (دانيال)… وضمنياً تؤكد لنا روايته هذه أن الطمع القاتل يؤدي بصاحبه إلى التهلكة , وهذا ما حدث للتاجر(دانيال) الذي رغب في الحصول على الجائزة … إضافة إلى أن هذه الحكاية تجلُّ العقل والإبداع وتعتبرهما سلماً للنجاح في هذه الحياة ووسيلة للتخلص من المواقف المحرجة والخطرة،  وهذا ما تبين لنا في ذكاء (لبيب) حينما حاك عنوانه وقصة اختطافه  كلها على قطعة القماش ,حيث أدى عمله  الذكي هذا إلى إنقاذه من براثن التاجر الجشع(دانيال) .

   أكدت القصة على  أهمية العقل والذكاء لدى الإنسان , مما تولد حوافز تربوية لامتلاكهما , إذ يمثلان طريقا للنجاح في هذه الحياة ذات المتغيرات والتجاذب … مما يجعل الطفل أكثر قرباً من التعلم وأكثر حباً لكل ما هو جيد ومبدع… فالمهارة في الحياكة هي ذكاء والذكاء هو وسيلة للنجاح .


عائشة الشرقاوي

 كوني أنثى... 

وردية  ...النوايا  

أصدق من خداع المرايا  

اروع من أغلى الهدايا  

 


كوني أنثى  ... 

من قبائل الورد  

عطر حدائقها  

يشفي العاشقين  

من نوبات الوجد  

 

كوني أنثى... 

على خطوط كفيها  

تولد ملايين الفصول  

بين صقيع الشتاء  

وخريف تتساقط فيه الاشياء  

وربيع تزهر فيه مواسم اللقاء  

 

كوني  أنثى.... 

في عمق عيونها بحر 

في كبريائهاجلمود صخر  

في غياب ظلها قهر  

في غضب موجها جمر  

في رقة همسها نهر  

 

كوني أنثى  ... 

خلق اسمها كالوحم 

موشوما على ذاكرة الأسماء  

على تاريخ كل  الأشياء 

على تاريخ كل النساء 

 

 

أنثى... 

من تلك الأزمنة العذراء 

تشبهها الأساطير  

ومعجزات الأنبياء  

 


عائشةالشرقاوي

يوسف عصافرة

 ......أدب الثورة .......


في أدب الثورة.....

تتلاشى الصداقات.....

وتتراجع الأحزاب.......

وتنطفئ الضغينة.....

ويتقدم الوطن.......

.................

في أدب الثورة....

يتقدم الوطن....

 بترابه......

بتاريخه وثقافته......

بأهله وحضارته......

يتقدم.....

بحقوقه وثوابته.....

.................

في أدب الثورة ......

تتلاشى الطبقات......

ويكبر الصغير.......

وينحني الكبير ...

احتراماً للوطن ...

...............

في أدب الثورة...

ينطق العيُّ.....

ويصمت الثرثار......

ويندفع الحرُّ.......

ويتراجع الجبان......

وتعلن النفس........

لغير الله والوطن عصيان......

................

في أدب الثورة ...

تبدأ النهايات....

وتنتهي البدايات...

فتبرق السماء.....

وتتراكم الغيوم.....

وتنطلق الرعود.....

وتتعالى صرخات وآهات.....

................

في أدب الثورة.....

تكثر الثكالى........

وتكبر المقابر.......

ويزغرد الشهداء....

ويلون الدم الساحات....

.............. ..



في أدب الثورة

يتلاشى الظلام

ويبزغ الفجر

من بين الأنات والآهات

...............

الشاعر يوسف عصافرة

القس جوزف اليا

 كيفما أقبلتِ أحبّكِ

---


مِنْ أينَ تنبعثُ القصيدةُ نجمةً مرغوبةً

لا يختفي إشراقُها

وتصيرُ دنيا

لا تشيخُ شفاهُها وعيونُها وخدودُها

وفراشةً تغدو

تطيرُ بحقلِ نشوتِنا العتيدهْ؟


مِنْ أينَ تأتي موجةً

لتهدِّمَ الأسوارَ حول قصورِنا

وتهزَّنا هزًّا بإصبعِها

وترميَ فوقنا جمرًا

وتأخذَنا إلى منفى الكلامِ

بهِ نضيعُ

ونكتوي بحريقِهِ

مع كلِّ قافيةٍ وليدهْ؟


مِنْ أينَ جاءتنا كعاصفةٍ

تطاردُنا

وتصفعُ وجهَنا

وتجرُّنا أسرى إليها طائعينَ

فلا نحطِّمُ قيدَها

بل ننحني في سجنِها كعبيدِها

ونجدِّدُ التّصفيقَ

حينَ تقولُ كلْمتَها

وتنفخُ روحَها فينا

وتُلبسُنا بهيَّ ردائِها

وتنامُ فوق سريرِنا

كأميرةٍ حسناءَ

بسمتُها فريدهْ


ونحبُّها وتحبُّنا

ونبوسُها وتبوسُنا

ومعًا

نسيرُ إلى عوالمَ مِنْ خيالاتٍ بعيدهْ


ننسى قبائحَ لغوِنا

ومزابلَ الماضي

ورقصةَ حاضرٍ عرجاءَ متعَبةً

رفيقةَ رحلتي

منكِ النّبيذُ أذوقُهُ حلوًا شهيًّا

فاصنعي عرسي

وجيئي مثلما تبغينَ

ثائرةً أحبُّكِ أو بليدهْ


وعنيفةً ورقيقةً

وعفيفةً وبذيئةً

وبسيطةً وعسيرةً

وجميلةً وقبيحةً

وطويلةً وقصيرةً

مطواعةً وكذا عنيدهْ


وكسيحةً جيئي بعكّازٍ

أحبُّكِ

حُرّةً وسجينةً

وسمينةً وضعيفةً

وثقيلةً وخفيفةً

وعتيقةً جيئي إلى شطّي

وجيئيني جديدهْ


فأنا أحبُّكِ

كيفما أقبلتِ أيّتها القصيدهْ

----



القس جوزيف إيليا

٤ - ١ - ٢٠٢٢

الجمعة، 7 يناير 2022

عبد العزيز برعود

 بورتري 


خديجة برعو 

              ---------------   

                     تصدير : 

                    ---------                    


 هي امرأة  استثنائية يكل المقاييس، زاوجت بين الممارسة الابداعية (كتابة الشعر والمسرح والبحث في الثراث )


 و المسؤولية الإدارية  كمندوبة لوزارة الثقافة وكمشرفة على قطاع الثراث والتنشيط الثقافي وإدارة دور الثقافة سابقا فكانت بحق المرأة المناسبة في المكان المناسب .

 

اذ لا نجامل ان قلنا انها مبدعة جامعة ماتعة مانعة بلاحدود، استطاعت بنبل أخلاقها  وتواضعها الرفيع أن تؤسس لثقافة التواصل والاعتراف داخل الاقليم وخارجه من خلال عملها الدؤوب واحتفاءها المتواصل بالكتاب والأدباء والفنانين، وغزارة اسهاماتها الادبية والفكرية المتعددة في الشعر والمسرح والبحث وكتابة السيناريو والتصوير الفوتوغرافي  .


ناهيك عن إشرافها المباشر على تنظيم العديد من البرامج الفنية و الأنشطة الثقافية  التي تهتم باحياء الثراث الشفوي رفقة عدد من الباحثين والمهتمين  وإخراجها لعدد من الإصدارات الى الوجود مما بوؤها مكانة فضلى داخل المشهد الثقافي المحلي والوطني .   


 مسارها الحافل بالعطاءات والمبادرات النوعية  الهادفة والجادة شاهد على تفردها واستحقاقها الجدير بالاعتراف والتتويج.


 اذ ما فتئت تسعى جاهدة لدق الابواب الموصدة وفتح قنوات التواصل وتوجيه النداءات الى الضمائر الحية و الجهات الداعمة والمختصة  من أجل إصلاح وترميم الكنائس والمسارح والمنشآت الثقافية وإعادة تأهيلها خدمة للشأن الثقافي مسلحة في مسارها الفكري بمبدأ التعايش والسلام  .


 اوليست هي سليلة سلالة الشموخ.. أطلس الصمود و النضال والمقاومة ،خنيفرة العامرة برجالاتها واعلامها  العظام .


 إذن فلا عجب في ذلك إذا علمنا أن هذا الغصن الثر من تلك شجرة الوارفة العطاء التي أنجبت العلماء والفقهاء والأدباء والفنانين      


 فهي الكاتبة المتعددة  والاديبة  الحادقة والباحثة والمبدعة الخلاقة التي جمعت فضائل الخصال فتفردت بتنوعها الإبداعي وتخصصها الأكاديمي في الاركولوجيا فكانت  قناصة لبيبة بعين ثاقبة ترصد الحروف والكلمات فتصطادها في ذروة المخاض لتعيد صياغتها وفق معمار إبداعي متعدد الروافد والمشارب والفروع  .


       -----------------------

-2

 كغزالة عاشقة تسرح في سهول الامتناع والابداع والامتاع ، تغوص في عوالم الطفولة بمهارات عالية في الكتابة تثري المخزون المعرفي للطفل وتنمي قدراته الفكرية .


وهذا ما نستنبطه من سريرة مبدعتنا  الرقيقة التي ابت بعناد طفولي الا ان تخوض تجربة الكتابة  في هذا المجال الصعب الذي يتطلب زادا فكريا رحبا ومهارات بيداغوجية عالية لسبر اغوار الطفل بمحتوياته النفسية العميقة وفق بنية سيكولوجية سليمة ترمي لامتداد الذات  نحو العالم والاخر ،  


 وهو اختيار ذال على رهافة قلبها الكبير و لبوسا عفويا للانا الثاوية في صلب الإيجاب.    


اذ يبقى ذاك الطفل بداخلنا مهما تقدم العمر .


    ------------------------------

-3


       خديجة برعو 

       ----------------

            سيدة الاعالي

            ----------------


 فنانة تطرزت بعشق الكاتبة فاسرجت جموح خيالها  نحو سدرة اللامنتهى ،،تمتطي صهوة الاعالي غير ابهة بالصعاب ،،تكتب بالنبض والموسيقى ،،تعبر بلغة الجسد، تحيك من وشاح الطبيعة أغاريدا للفجر..!!


جينات دمها مداد بنفسحي،، ضوعها من اريج الألق ،،جعبة يراعها الموهب للابداع نيل سخي دافق بالبوح ،، ذاكرتها مساحة من ضوء..!!


  مدواة دافقة بالعطاء هي ،شلالات هادرة بالحب ،، لحن شجي ينسكب عند هطول الليل ،، نشيد جرح في شفق الشوق ،فضة ماء في حداد الرؤى ،قمر يصعد من ميتافيزيقيا الحلم ثمالة الحرف عند اختمارالقصيد ..!!


          هي حبيبة الشمس ..!!


أنا سيدة الأعالي

أعانق أبواب السماء

وأحرس أحلام كل مساء

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


أنا حبيبة الشمس

تهديني طلعتها الأولى

تداعبني أشعتها الفيحاء

أزيلال

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

أنا سيدة الأعالي

أنا البكر الشامخة المعطاء

أنا الأرض والسماء والهواء

أنا الشعر واللحن والحلم

أزيلال

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


أنا قصيدة ما أوجعني الأعداء

أرسم الحاضر والآتي

أنا مهد الكفاح ومنبت الشهداء

غلبت النار والحديد فما انحنيت

هؤلاء أطفالي قد كبروا

يزرعون ورود السلام …

هؤلاء رجالي يزيدون من همتي

يمسحون الغيم عن عيوني

يعيدون بسمتي ومهجتي.


------------------------------------

هكذا صدحت حنجرة شحرورتنا الساحرة الفنانة كريمة الصقلي بفيض قصيدة شاعرتنا الباهرة خديجة برعو ذاث زهو واشراق في عرس باذخ جمع الشعر و الطرب فتهادت معهن الاعلام والأنام وتهادى اليهن الصنوبر والغيم.



Abdelaziz beroud

عباس شكور

 وجدتُ قصيداً من عيونِ الكواملِ

تباهي بها الأقصى وأدنىً يُـجادلُ


تدورُ..ودورُ النشر أضحت ضحيّةً

بأضحى كما ضحّى الخروفُ المناضلُ


بأبياتها الثكلى غصونٌ ومقلةٌ

تبيحُ له دمعاً لتُروى العنادلُ


وترسمُ تفّـاحا بآدمنا غوت

شجيرةُ ذنبٍ لم تحطهُ الأوائلُ


تخيطُ بلا ثوبٍ وتخصفُ فوقهُ

وريقةَ سوءٍ تزدريها  السنابلُ


وحاولتُ أن أدري وذاكَ فضولنا

فما ظهرَ الاسمُ المعنّى المداوَلُ 


وكانَ عليَّ الغوصُ فيها لأنّـها

أُزيلَ بها سطرٌ هوتهُ المناجلُ


قصيدتهُ العصماءُ تبقى عظيمةً

برغم معانيها.. علَـتها الفلافلُ



يُلفُّ بها طعمُ الفلافلِ جهرةً

تجوعُ ولم تأكلْ وسرّاً تسائلُ


أتُـرمى بُـعيدَ الأكل ليس وليمةً

فيعرفها طعمٌ وتشقى المزابلُ



عباس شكور