الخميس، 6 يناير 2022

الشاعر زعيم نصار

 

سيصدر قريباً

من نصوص كتابي الشعري

أسلوب الدّراجة النارية 


ثمة مرآةٌ كبيرةٌ مستطيلةٌ فيها وجهٌ وحدث، وفيها لوحةٌ معلقةٌ على جدار، وراء اللوحة قاموسُ كلمات، وراء الكلمات رجلٌ غامضٌ في عينيه ظلٌّ من الشك، ترافقهُ النمورُ، والذئابُ، تكلّمه الطيورُ، والنملُ، والأشجار، فيُملى عليه.

يفتح باباً في اللوحة، تتدفقُ الصورُ، تختفي اللوحة، تنفجر الأفكار في رأسه، يختفي المعنى. 

يفتح القاموس، لتتدفق الكلمات، فيختفي المعنى.

 تهلوسُ المرآةُ عن حياةٍ مضتْ، فيختفي الباب والمعنى، 

ثمّ يختفي الطريق والمعنى، ثمّ يختفي كل شيء، 

ربما هذه غلطتي، أين خطأي؟

هل فتحتُ البابَ على مطاردة مفجعة؟ تحوّلتِ المرآةُ فيها إلى دّرّاجة نارية، إلى فراشة ميكانيكية بأجنحة عملاقة، اخترقت البيوت، والقاعات، الجسور والحواجز، فلم يستطع أحدٌ إيقافها، حتى وصلت إلى ركن بعيد في الهاوية، لتقتل رجلاً أعزلَ، لم يسمع شيئاً عن هلوسة الماضي، وعن أخطاء الحاضر. فقد كان ينتظر. كان في الركن، ينتظر، فقط..  


.

في بداية السنة الجديدة سيكون بين أيديكم اصدقائي الأحباء.

أعياد ميلاد كلها فرح وبهاء.

كل عام وانتم بألف خير .

شكرا للصديق العزيز المصمم حسين مهدي صاحب مكتب غلاف للإخراج والتصميم.



قراءة في  قصيدة


بقلم هشام ال مصطفى


هكذا تثير  الديناميكية في القصيدة  لدى المتلقي انبلاج معرفي

وانبعاث فلسفي:--


وهنا يبرز السؤالان 

كما عبر عنهما الشاعر...


بل إن القصيدة تثير العديد من الأسئلة...

فلن يكفينا ال(كيف) و (لماذا) لاننا مفتوحو الأذهان  

وقد يقودنا /اللاوعي/نحو غرابة الأشياء..

لماذا تبدو الحياة كئيبة احيانآ؟!

بينما يراها الآخر سعيدة رغم أن زاوية نظرنا واحدة.!؟

هل يحاول الشاعر القفز الجنوني نحو صخرة التلاشي ليهدم البناء الوهمي للوجود بعدمية السلوك؟!


انا هنا أتساءل بعين قاريء

لماذا يحاول زعيم نصار   كسر الوهم بحقيقة اندثار مسرح الواقع!؟

بل إن قصيدته قد تثير الجدل الذي يعكس قابلية الشاعر  للارتفاع نحوو تلال الخيبة

والسقوط الادراكي لهيمنات الخيال الجامح ....الهارب نحو تخوم الحرية


شكرآ لك يا زعيم الشعر بأن سمحت لي بمغادرة التقليدية عند الكتابة عن قصيدة توحي ب(تغريبة وهذيان)

او ربما بوحي جديد لملاك الشعر الذي احبه في نبوة قصيدتك

الساحرة


القصيدة

الشاعر زعيم نصار


كيف؟ ولماذا أيضاً؟


في الصفحة الستين، 

من كتابٍ عن حياة يومية،

قديمة:

.

انحيتُ عليه كأنني أروّضُ حصاناً برياً لم يمسّه أحدٌ من قبل. 

.

كتب المؤلفُ شرحاً تحت صورةٍ

غريبة:

قيثارة، وخوذة، وخنجر.

.

السؤالان:

كيف؟

ولماذا؟

هما اللذان قفزا من عين مخيلتي ليمشيا في رحلةٍ رجعت بأيامي إلى الوراء.

.

وصلتُ إلى خزانةٍ في كهفِ بلادي، فتحتُها، فرأيتُ أحجاراً ثمينة،

جمجمةً مرصعةً بالندوب،

حزاماً يذرفُ الدموع،

يداً تنزفُ دماً،

ومخطوطةً في قلبها بئرٌ حين مددتُ وجهي نحوه، أغميَ عليَّ، فلم أعد أتذكرُ أين انحيتُ على الكتابِ، ونسيتُ لماذا رحلتُ مع السؤالين؟



.


.زعيم نصار

اياد وادي آل كشكول

 سمفونية القطيع.



غنم يمعمع بالمرج

ونعاجها تتغنج

صوت رخيم يتبعه؟

بعز حب يتدرج

حفل لموسيقارهم

بدات بعزف كبيرهم

ويليه فرقة كبشهم

حفل سعيد رائع

رقص وسكر بارع

ونزالها نطح وحط

صاح الكبير عليهم

يا معشر الغنم الهمج

تبقون دون خط العقل

داخل نطاق الحقل

والرعاع عقل سمج.



بقلمي.

اياد وادي آل كشكول.

مناجم في حوض الشتاء (الطبعة الثانية)
قراءة وتقديم
الأخ العزيز
الصوفي عبد الرحمان الصوفي 


مكتبة دار الامان /الرباط/
مكتبة كليلة ودمنة/الرباط/

الأربعاء، 5 يناير 2022

عبد العزيز برعود

 قبس من ذاكرة مدينة وادي زم مابين  1920 إلى أواخر سنة 1960 



تعتصر الذاكرة الما وحنينا وحسرة وهي تستحضر أزمنة وامكنةوشخوصا واحداثا مرت كسحاب صيف عابر  منها ما دون في سجل التاريخ ومنها ما ذهب أدراج الرياح ولم يبق منه إلا ومضات من نوستالجيا لازالت عالقة في مخيلة من عاشوا وعايشوا تلك المرحلة الجميلة بحلوها ومرها وذاقوا ويلات الاستعمار  وما بعده من حلاوة التحرير والكرامة. 

 انها وادي زم الصامدة ذات الأمجاد الشامخة  ، مدفن الشهداء والمجاهدين ايقونة المقاومة والنضال التي استطاعت بفضل رجالاتها الأفذاذ وحرائر نساءها الباسلات ذات الارحام الطاهرات التي ما انجبت مثلهن منجبات ان تدون اسمها بمداد من الفخر  في سجل المدائن الشهيدة .



 حقا انها وادي زم الباسلة التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل الحرية والاستقلال  ..حين كانت مدينة ضاجة بالحياة والحضارة  تشبه في تجانس فسيفساءها  المدن الدولية من حيث اختلاف  اعراقها واطيافها   وعدد سكانها لا يتجاوز انداك    7000 نسمة موزعة بين مسيحيين ( 2000 ) و يهود (1000 ) وبعض العائلات  الإيطالية و التونسية والجزائرية والقادمة من مدن مغربية أخرى كفاس والبيضاء واكادير ووو  وغيرها نذكر منهم عائلة الحاج محمد بن جلون تويمي الملقب بشيكولا وهو اب مؤسس نادي الوداد البيضاوي على سبيل الحصر  . 


حيث كانت مركزا استراتيجيا لقيادة العمليات العسكرية الفرنسية... بحكم موقعها الجغرافي بين جهة البيضاء وجهة خنيفرة  هذا مع توفره  الطبيعة لها من  ماء و خضرة ومروج غناءة.  كما كانت قطبا اداريا واقتصاديا مهما يوفر عددا كبيرا من مناصب الشغل عبر إنشاء و تواجد العديد من الشركات والمعامل (التعاونية الفلاحية  CMA -شركة  Arbonour  للفلاحة بشارع bd de lagare   وشركة    gabaye للحبوب وشركة   zamitte -ومطحنة  Linda  والشركة الوطنية للتبغ- ومعمل صنع الخمور dicsar و مستودع الأدوية واللوازم الطبية  التابع للمستشفى الوطني قرب محطة القطار  وعدد من مستودعات الحبوب والقطاني بدرى الهرية  التي كانت تشغل العديد من العمال ناهيك عن جودة  الخدمات والمرافق الترفيهية والأسواق النموذجية ( Au bon marche) .

 

هذا دون ان ننسى الضيعات الفلاحية الكبرى المتواجدة بضواحي المدينة -طريق الرباط كضيعة( mazilla ) المنتجة للخضر وضيعة ( mazda )وكدا  شركة فرتيما لإنتاج الأسمدة التي كانت تشغل  حوالي 100 من العمال  ومنجم ايت  عمار للحديد الذي كان يشغل حوالي 500 عامل  ومنجم سيدي الضاوي لاستخراج الفوسفاط   

مع وجود بنية تحتية لائقة  وجودة في  الخدمات والمرافق  العمومية  من  قطار و بريد المواصلات وحدائق ومركزي للدرك والشرطة .وسينما (كوليزي) ومستشفيات مجهزة ذات تخصصات جراحية مثل (مستشفى لعسكر بالتكنة العسكرية -مستشفى بزنقةالحنصالي - منزل حسونة والزياني حاليا -و  اطباء جراحين متخصصين مثل  الطبيب  via bacher الذي قتل اثناء ثورة 20 غشت -مستشفى بيطري بساحة الشهداء) .وعدد من الفنادق والمطاعم الفخمة (فندق الحبيبbar  spendide بزنقة حمو الزياني -فندق  petite chez soi بزنقة احمد الراشدي وفندق ومطعم -مقهىRue du lac لمالكه  monsieur  Raiy -مقهى ومرقص ومطعم اليهودي  David وكدا مرقص ومطعم القيادة العسكريةالمحليةبالبحيرة -مقهى بار Jean moron )

..


 كما كانت مدينة وادي زم تتمتع في عصرها  بكل مواصفات  الرقي والنماء  من جمالية المعمار ورونق الشوارع  و ثقافة عصرية متقدمة ما يجعل منها مدينة حضارية  بامتياز  قبل أن يتحكم في زمام  أمورها عربان  انتهازيون ومسترزقون ولصوص وظلاميون  ويحولونها  إلى مدينة خراب.


يتبع ..



عبد العزيز برعود

 المبدع محمد لقعة في نصه الشعري "النورس الصغير":

《إذا صغر العالم كله فالأم 


مجدالدين سعودي.المغرب


-----------------------------------------------------------------


*استهلال :


--------------------------------------


 "محمد لقعة" يمشي بثبات في عالم الابداع.



في نصوصه ابداع وامتاع واشعاع.

قليل النشر لكنه كثير التأثير.

لا يكتب من فراغ بل من عمق مسيرة القراءة والمطالعة وتكوين الذات.

في نصه الإبداعي الشعري (النورس الصغير)، يحول البحر بنوارسه والسوسنة العطرية الى قمر بطعم الشوق للأم، الأم التي اجتمعت كل شعوب العالم على الاعتراف بعطاءاتها وحنانها،

فالمثل الياباني العميق يتحدث بعمق عن الأم، فيقول: (طيبة الأب أعلى من القمم، وطيبة الأم أعمق من المحيطات).

والانجليز في عز صمتهم وبرودة أحوالهم الجوية يهتفون: (الأم لا تقول هل تريد، بل تعطي)، ثم يهتفون للأم: (من فقد أمه فقد أبويه).

وفي الهند يصبح قلب الأم مقدسا ومعطرا بالحب والحنان: (قلب الأم كعود المسك كلما احترق فاح شذاه).

ولا بديل لحضن الأم لأنها الملاذ، ولهذا يقول المثل الأرمني: (تضطر الأم لمعاقبة ولدها، ولكن سرعان ما تأخذه بين أحضانها).

وفي قصيدة (النورس الصغير)، تحضر الأم جامعة للبحر والقمر والنورس المسافر والسوسنة المعطرة بعبير لا يقاوم.


------------------------------------------------------------------


1 ما بين سوسنة ونوارس


-----------------------------------------------------------------


السوسنة وهي نبات معمر وعطري وتنتهي بزهرة أو عدة زهور معطرة، والسوسنة تشبه الأم في رائحتها وحنانها.

فتنشد الذات الشاعرة:

(قلت،

وأجفاني المتورمة تخلف نهيرا

صغيرا من الدموع،

وثغري مبلل برحيق

سوسنة:

- من تكون؟ !).


لكن النوارس توحي لنا بالبحر الذي وظفه المبدع محمد لقعة بذكاء وكأنه يقول مع محمود درويش في قصيدة أنا من هناك:

(أنا من هناك. ولي ذكرياتٌ. ولدت كما تولد الناس. لي والدة 

وبيتٌ كثير النوافذِ. لي إخوةٌ. أصدقاء. وسجنٌ بنافذة باردهْ. 

ولي موجةٌ خطفتها النوارس.).

انها نوستالجيا الحنين لحضن الأم وحنانها، وها هو شاعرنا محمود درويش في جمع الأندلس وفلسطين بالبحر والنوارس يعيش مأساته بطريقته الخاصة.

يقول الأستاذ أحمد النمرات: (حيث يستحضر درويش في قصيدة "رباعيات" من ديوان " ارى ما اريد" الأندلس ويستذكر امجادها، والذي ذكره بها الضياع الحالي، وتذكر أيام أمجاد العرب وحنينه لها، فقد ربط مصير فلسطين بمصير الأندلس، ففي شعره علاقة واضحة بين الأندلس وفلسطين من خلال المأساة التي حلت بهما من اغتصاب للأرض. فقد قال في هذه القصيدة: "ارى ما اريد من البحر.. إني أرى هبوب النوارس عند الغروب، فأغمض عيني: هذا الضياع يؤدي إلى الأندلس، وهذا الشراع صلاة الحمام عليّ... )"(2).

يكتب المبدع محمد لقعة:

(آه..

من حديث البحر. 

يحدثني عن نوارس تركض

في رحابة الخواء.) 


-----------------------------------------------------------------


2 حديث القمر والبحر


---------------------------------------------------------------


ولنا عبرة في مقولة جبران خليل جبران: (كل البيوت مظلمة، الى أن تستيقظ الأم).

يعتمد محمد لقعة على السرد كوسيلة مثلى لتمرير خطابه الشعري. اذ السرد بطعم التشويق ،والتشويق بطعم السرد ،يدفعانك الى قراءة نصه الشعري والاستمتاع به مبنى ومعنى معا.

فقمره الشعري يغرق في حديث مع البحر بلذة الحكي ومتعة الشعر.

(جمعت أوراقي،

فراشاتي،

وأشيائي.

ونظرت إلى القمر الدافئ.

بأشعته اللازوردية،

المنسلة

من بريق أشعة الشمس. 

كان القمر

يتحدث إلى البحر.

والبحر صامتا

مدثرا

بسر الشتاء.

أيها البحر؟

هذا الشتاء، كم يطول.؟ 

أراني أغوص في لفائف المطر

الحزين. 

آه..من حديث القمر الذابل،

يفيض بالمعاني

بالأحلام،

بالأماني، 

ويسقط، الضجر في قتامة 

الضجر.

في الشتاء المقبل،

أمطرني أيها القمر

الضال

بعبق الأعشاب. 

آه..

من حديث البحر. 

يحدثني عن نوارس تركض

في رحابة الخواء. ).

وعن البحر يكتب محمود درويش في قصيدته (نزْلٌ على بحرٍ):


(لا تُعطِنا، يا بحرُ, ما لانستحقُّ من النشيدْ

ونريد أن نحيا قليلاً، لا لشيءٍ

بل لنرحل من جديدْ.

لا شيء من أسلافنا فينا ولكنَّا نريدْ

بلادَ قهوتنا الصباحيّهْ

ونريدُ رائحة النباتات البدائيهْ

ونريدُ مدرسةً خصوصيهْ

ونريد مقبرةً خصوصيهْ

ونريد حريّهْ

في حجمِ جمجمةٍ ... وأغنيَّهْ.

لا تُعطِنا، يا بحرُ، ما لا نستحقُّ من النشيدْ).


-----------------------------------------------------------------------


3 الأم


-----------------------------------------------------------------


تحضر الأم في نوستالجيا محمد لقعة عبر البحر وحديث القمر الحزين.

ذات ابداع وموسيقي كتب الموسيقار الكبير بيتهوفن: (إن أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم).

وهذا الفنان والشاعر فرجيل، يكتب: (يعرف الطفل أمه من ابتسامتها).

يواصل المبدع محمد لقعه نصه الشعري بطعم السرد، فيكتب:

-(هناك ،سيدة ترفل بالحرير،

تحبك

تخشى عليك.

قلت،

وأجفاني المتورمة تخلف نهيرا

صغيرا من الدموع،

وثغري مبلل برحيق

سوسنة:

- من تكون؟ !

قال البحر

قال القمر،

قال النورس الصغير:

- أمك.

هكذا، بين القمر والبحر،

يبرق البرق

في خرائط الشتاء. ) 


انها الأم التي لنم يجد سقراط الاطمئنان الا في حجرها: (لم لأطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي).

انه الاطمئنان الطبيعي والحقيقي، ولهذا قال فولتير: (حِجْر الأم هو المكان الآمن الذي تستطيع أن تسند إليه رأسك وأنت مرتاح مطمئن.)


--------------------------------------------------------------------


خاتمة


-----------------------------------------------------------------


ان نورس المبدع محمد لقعة نورس صغير، سيكبر ذات يوم، ويهتف مع ويليام شيكسبير: (ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم). ولهذا كتب فيكتور هوجو: (إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة).

لقد أعادنا المبدع محمد لقعة في نصه الإبداعي (النورس الصغير)، الى زمن جميل، زمن المحبة والاحترام والتقدير معا. 


-------------------------------------------------------------------


مجدالدين سعودي.المغرب


-----------------------------------------------------------------


احالات


--------------------------------------------------------------------


1 فيكتور هوجو: (إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة).

2 أ. أحمد النمرات : ( التناص التاريخي في شعر محمود درويش)


------------------------------------------------------------------


النص الشعري (النورس الصغير) لمحمد لقعة

.

----------------------------------------------------------------


(جمعت أوراقي،

فراشاتي،

وأشيائي.

ونظرت إلى القمر الدافئ.

بأشعته اللازوردية،

المنسلة

من بريق أشعة الشمس. 

كان القمر

يتحدث إلى البحر.

والبحر صامتا

مدثرا

بسر الشتاء.

أيها البحر؟

هذا الشتاء، كم يطول.؟ 

أراني أغوص في لفائف المطر

الحزين. 

آه..من حديث القمر الذابل،

يفيض بالمعاني

بالأحلام،

بالأماني، 

ويسقط، الضجر في قتامة 

الضجر.

في الشتاء المقبل،

أمطرني أيها القمر

الضال

بعبق الأعشاب. 

آه..

من حديث البحر. 

يحدثني عن نوارس تركض

في رحابة الخواء. 

وأنا ألثم خد النورس الصغير.

وأسمع همسا من شفاه تبج البحر

يقول: 

- هناك ،سيدة ترفل بالحرير،

تحبك

تخشى عليك.

قلت،

وأجفاني المتورمة تخلف نهيرا

صغيرا من الدموع،

وثغري مبلل برحيق

سوسنة:

- من تكون؟ !

قال البحر

قال القمر،

قال النورس الصغير:

- أمك.

هكذا، بين القمر والبحر،

يبرق البرق

في خرائط الشتاء. )

..................................... .

.............…........................

...................................... 

الفقيه بن صالح : ٢٨ / ١٢/ ٢٠٢١


----------------------------------------------------------



الاثنين، 3 يناير 2022

جميلة محمد القنوفي

 تتخفى خلف الاثير 

بين سطور ...عناوين الاخبار 

تنشر الفزع بين الكبار والصغار 

تبرمج الدنيا على الأخطار 

 من انت لتقرر عني  مصيري ؟!!


من أعطاك هذا الحق  ...؟!!!


حساباتك ...حماقة كبرى .!!!..


كيف تجرؤ أن  تعيد وتبيد ؟!


من انت لتقرر النظر في عمري القصير !!


هذه الشمس  تجمعنا 

...على حب ..

أينما نكون ...معنا 


هذا الكوكب  الذي يضمنا

 وطنا وجوده من وجودنا


لن نسمح ان يزول  بجشعك

لن نسمح لهذا القمر بالأفول  بإهمالنا


ازرع بيدك معنى 

ارسم على الملامح الخائفة 

بسمة أمل  ،تفاؤل وسرور ..


علي  صوتك وارفض  موتك


اعترف اننا اخيرا  ...


مع ( الجائحة 2020 ||2021 )


فهمنا الدرس ...


اكتب على الكراس 

 ان هذه الأرض  لنا 

منا 

 بنا تستغيث و تحتج  ..


تصرخ فينا الحجارة

 قبل النبات والطيور 


تقول : "يكفي لامبالاة "

"يكفي تلوث ،حروب العبث

يكفي "  موت وقبور..."


قم ، قلب ثرى العصور 

غير مصيرك  

بيديك ازرع الرحمة 

طهر  نفوس البشر ...


ابعث  رسل السلام 

تغرد لكل العالم 

 ببراءة العصافير و الزهر ..

سلاما ...سلاما ..كل عام  


كسر قلوب الصخر ..

اسقي الكون كؤوس الهيام ..


ضاقت الحكمة درعا بالأوهام

ضاعت أحلام البؤساء....

في مزاد علني 

..

بخطب خواء...


تعالى نغير واقعنا 

لا تترك اللجام للغوغاء 


تعالى نهدي أطفال الدنيا  " هدنة"

 باقات موسيقى ولعب و اشعار ..


نطوي صفحات الدم 

نمحو نعرات الشرور

 ونكتب  للانسانية 

من اول السطر.....  "2022"

بداية  جديدة على هذه الأرض..



ازرع الرحمة 

واقطف  سلام 

و  ...امل 

  ...للجميع ..


"كل  من عليها من  حقه الحياة".

الان وغذا.. 






جميلة محمد القنوفي 

المملكة المغربية 

شذرات صباحية 

ازرع  الرحمة..

.واقطف  سلام للإنسانية..