الاثنين، 11 يناير 2021

يوسف عصافرة

 ..............  العيش مع الذئاب  ..................



مات الضمير وماتت كل مَكرُمَةِ

                 الذئب ينـهـش بالأغـنام...يـنـتـقمُ


ترعى الذئاب خراف الحي زاعمة

                حِرصُ الذِّئـاب.ِ وللأغــنامُ تبتـسـمُ


الجهلُ فَلْسفَةٌ بالإموال نكـسـبها

              والـعـلـم أصـبـح بالجُّــهـال يُرتَـسـَمُ


صَاحِبْ جهولاً سُراةَ القومِ تصحَبُها

              أهـل الجـهالة للـسـاحـات  يقتحموا


الحــقُّ أبـلــج والأكــوان تعـشَقُـهُ

              والظـلم أسود منه الناس ما سَلِـموا


اصنع لنفـسـك في الآنــام مـنزلةً

                  من يحترمْ غيرَهُ بالأرض يُحتَرَمُ


تَشدُوا البلابلُ للأصـباحِ عاشِـقَةً

                  أمــا النــسـورُ فـللآفــاقُ تقتـسـمُ


"مـا كـل مـا يتمنى المرءُ يُـدركُهُ"

                  الموت يفـجع... للأفـراح يقـتحمُ


انـهَـضْ كــواثِــقَ أفـعـالِـهِ دومَــاً

                  واشـمخْ كصقـرٍ تاهَـتْ بــه القِمَمُ


إن الملوك مُلـوك الصـبر أعـشـقها

                 بـين الخـلائــق كالآسـاد تـنـتـظمُ


نعـمَ الرجال رجالُ اللـــهِ أحسبُهُم

            صـوبَ المساجـدِ كالعقبان قد قدموا


بالفـجـرِ تـسـجـد والقرآنُ منهجُهُا

                بـاللـيـلِ تـصــدحُ للتسبيحِ تختتمُ


غُـرُّ الجِــبِـاهِ بِـحـبلِ اللـهِ مُمـسِكة

                  لـِلـــهِ تعـبـدُ بالرحـمـنِ تَـعـتَـصِـمُ


هذي الرجال وكـل الناس تعـرفها

                  كـالبـدرِ تزهَي تـزهـو بـهـا الظُّـلَمُ


للــه قامــوا وشـكر اللــه يدفعهم

                 نحو الفضيلة مـا خـارت لهم قَدَمُ



                 بقلم الشاعر يوسف عصافرة

                          البــحـر البـسـيط

                            8/1/2021م

 السَّفَر . . . . . . شعر/عادل تَمَام الشِّيمِيّ 

 

مُنايا االسفرُ إلَيّ رُبا عَينيكِ . 

واقطفُ مِن رياضِها الزَّهْرُ . ُ 

. واسرحُ فِي حدائقِ جِفنَيكِ. ِ 

. مَسْرُورًا حَتَّي يوُقظنيَ القدرُ 

. أَمْضِي في بَحْرِ عَيْنَيْكِ نشواناً. 

حَتَّي يُسكنُ في سَوَادِهَا القمرُ 

. تَاهَ المِجدافُ  منّي وقاربي. 

. وَغُصْتُ فِي نَهَرِكِ أعانق الْقَعْرُ . ُ .

. . ****** 

. خضراءَ العيونِ ووجهٌ بارقٌ.

. لَا زِلْتُ طَرِباً. ُحتي أَعْيَانِيَ السّهرُ 

. سارقصُ فَوْق أَنْوَارِ جِفنيِكِ. ِ 

. طَرَبًا حَتَّي يُسكرني السّحرُ 

. قَوْلَي لِقَلْبِك يَفْتَح  نوافِذَهُ . 

أَمَّا لِقَلْبِك عَلَيْكِ  الْأَمْر.. ُ ....

 


شَعْر /عادل تَمَام الشِّيمِيّ . .

حمد شتا

 الثّعلبُ والشّيخُ الطّيِّبُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلى مـجلس الشّيخ أتى ذو الدّهاءِ الثّعلبُ

..............................................قائلاً أين هو الشّيخُ الطّيِّبُ الأهيَبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الذى تابَ على يديهِ الّذين فسدوا وأذنبوا

................................................فقد قالوا عنهُ أنّه لله عابدٌ ومقرّبُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأرجـو منـهُ إطفـاءَ نارٍ بى مُستَعِرةٌ تتلَهَّبُ

...............................................فقد ارتكبت ما لهُ المشانق تُنْصَبُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وآتـيـت مِـن الأثـامِ مـا عـليـه غـيـرى يُعَذَّبُ

........................................وكان القتل هوايتى والدّم هو المشربُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وابـتـعـدتُ عـن الـحق وكُنتُ للباطلِ أقربُ

.........................................وكان اللّحم والدّم الدّافئ هو المطلبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالوا ومـا سيفعل لك هـذا الشّيخُ الغائبُ

......................................قال سمعتُ أنهُ يُحلل المحرّماتِ ويُطيِّبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قـالوا صدقـت واختياركَ هـذا هـو الأنسبُ

...........................................فقد أقرَّ الكثير مِن ذلك وقال لايُحسبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قـال لـهـذا جئتُ فلا تستغربـوا ولا تتعجَّبوا

.............................فلن يؤرِّقنى بعدها إنْ صاح ديكٌ أوصرخ أرنبُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


د/ محمد حسن شتا.....................................استشارى الجلديه

بار الحمَّام ..بسيون.. غربيه.........................ج م ع .

صبري كامل _مصر

 ===== الهدهد الرغاي =====

مالي أراك يا هدهد إلى ساعيا ----

أ بأخبار مصر إلي أنت أتيا


نظر إلى والدمع بعينيه جاريا ----

ألم يصلك خبرها أكنت لاهيا


ألم ترى الجوارح بسماها ساريا ----

تنهش أجساد علي الطريق ملقيا


ألم يصلك نحيب الشباب مولولا ----

والرجال من الإغتصاب باكيا


ألم تسمع لبطون الجياع تقيئا ----

من هواءها بديلا عن قديدها


أتعلم أهلها أكلوا من أجسادهم ----

حتي تراءت للكفيف عظامها


أتعلم إن الحلوق جف ريقها ----

حين جفت المياه من نيلها


قلت كلا يا هدهد فأنت باغيا ----

فأنا كسليمان أعرف خبرها


فمصر لو تكالبت عليها الجوارح ----

فيها رجال حق عنها يدفعا


الله قد أبلغنا عن أمنها و خيرها -------

فمصر تعلو سبا و خيرها جاريا



صبري كامل

 -   مَا أرْوَعَك  -

(  شعر : الدكتور حاتم جوعيه -  المغار - الجليل -   فلسطين )

لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشورعلى صفحة أحد الأصدقاء في الفيسبوك ، وهو :

( مهما ابتعدتَ عنِ الفؤادِ فإنَّني = مُستوطِنٌ رغمَ المَسافةِ أضلعَكْ )

فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا وَمُعَارضةً له.. وهذه القصيدة هي لسان حال كلِّ فتاة  جميلة  ورائعة - جوهرا وروحا - ومتسربلة  ومترعة بالمبادىء والقيم والمُثل  والأخلاق الحميدة  والسامية  والكرامة والإباء ومُضمَّخة بالمجد والسؤؤد،وعندها الشعوروالحس الوطني والقومي الجيَّاش وجدت  ورأت  فيَّ  أنا مثالهَا  الأعلى  وحبيبَهَا  وشاعرَها الجميل  والأثير  وفارسَ  أحلامها والأمل المنشود :

فوقَ الشُّمُوسِ أرى حبيبي مَوقِعَكْ = كم غبتَ عنَّا وانتظرنا مطلعَكْ

أنتَ الحبيبُ شغافُ قلبي والمُنى = يا نورَ عيني آهِ ما .. ما أروَعَكْ

مهمَا ابتعَدْتَ فأنتَ تسكنُ  أضلعي =  كيفَ اتَّجَهْتَ فمُهجتي تخطو مَعَكْ

أنتَ البَهيُّ وبالسَّناءِ   مُسَربَلٌ = طولَ المَدَى ..وردُ الجنائنِ شيَّعَكْ

أنتَ  الملاكُ  تظلُّ ملائكةُ السَّما = تلقي السُّكونَ تطوفُ تحرسُ مَضجَعَكْ

الغيدُ هامَتْ من حديثِكَ تنتشي = والفجرُ يغفُو حين تبغي مَهجَعَكْ

تاجُ الكرامةِ فوقَ رأسكَ ساطعٌ =  الكلُّ يصمتُ  خاشعًا   كي يسمَعكْ

الناسُ من طين ٍ وأنتَ منَ الضيا = ءِ   أتيتَ .. من نور ٍ إلهي أبدَعَكْ

إيهٍ حبيبي أسرِجَتْ أحلامُنا = وغمامُ وَحْي ٍ جاءَ رَوَّى بلقَعَكْ

إيهٍ حبيبي أخصبَتْ آفاقُنا = كم من ورُودٍ قد سَقتهَا أدمُعَكْ

في القلبِ  إنَّكَ ساكنٌ طولَ المدَى  = الروحُ لا تحيا إذا لن تتبَعَكْ

نامَتْ عيونُ الكونِ إلا مقلةً = ترعى نجومَ الليلَ تقرأ طالعَكْ

الكونُ نامَ وفي سُبات عارمٍ = ماتَ الضَّميرُ وكلُّ خِلٍّ وَدَّعِكْ

وبقيتَ وحدَكَ في كفاح ٍ دائمٍ = خُضتَ النضالَ  ولم تُغادرْ مَوضِعَكْ

وَبقيتَ وحدَكَ نخلةً شمَّاءَةً = كلُّ المراكزِ في الدُّنى لن تُطمِعَكْ

خُضتَ  الحياةَ  مُكافحًا وَمُناضلا   = لعناقِ   فجر ٍ  كم   مُحِبٍّ   شَجَّعَكْ؟

أنت الحبيبُ تبثّ في روحي المُنى  = ما  طابَ عيشٌ لي  إذا  لن يَجمَعَكْ

فسُقيتُ من عينيكَ خمري والهوَى  = وَرحيقُ  زهر مَنْ  حبيبي  جرَّعَكْ؟

هذي   حقولكَ    بالعطاءِ   سخيَّةٌ =  يبقى غمامُ   الطهر   يسقي أرْبُعَكْ

يا ابنَ الأكارمِ أنتِ أروعُ شاعر ٍ = جعَلَ الحُروفَ شُموسَنا.. ما أبْرَعَكْ

يا ابنَ الأشاوسِ أنتَ أعظمُ شاعر ٍ = كتبَ الحُروفَ بنزفِهِ.. ما أشجَعَكْ

أنتَ الذي بهَرَ الزمانَ فعالهُ = الفجرُ والمجدُ المُخلَّدُ لفّعَكْ

كم فَدفدٍ   قفر ٍ   وَحيدًا   جُبْتَهُ  = خُضتَ الرَّزايا ، والرَّدَى ما أفزَعَكْ

وَضَمَمْتَ أنتَ الفخرَ من أطرافِهِ = من  سُؤدُدٍ يبقى وَخُلق ٍ   رَفَّعَكْ

يا شاعرَ الشّعراءِ أنتَ منارةٌ = أرسُمْ  لنا ما تبتغي كي نتبَعَكْ

كمْ من أخ ٍ لكَ..كم صديق ٍ رائع ٍ = نالَ  المنايا بُعْدُهُ   قد   لوَّعَكْ

وَبقيتَ مثلَ السَّيفِ فردًا ما انحَنَيْ = تَ لأيِّ خطبٍ أو مصَابٍ أفجَعَكْ

يا شاعرَ الإبداعِ تبقى رائدًا = الفنُّ يهوي إذ تلاقي مَصرَعَكْ

في قمَّةِ الإبداعِ شعرُكَ رونقًا = الفنُّ والإبداعُ حُسنًا لمَّعَكْ

تمضي الدُهُورُ تظلُّ أنتَ مُخلَّدًا = العُمرُ زالَ ذهابُهُ ما روَّعكْ

يا شاعرَ الشعراءِ أنتَ رجاؤُنا = إنَّ الأشاوسَ لن تُغادرِ مَجْمَعَكْ

وَهويَةُ الأجيالِ أنتَ شعارُها = كلُّ المبادىءِ لم تُفارقْ مَنبَعَكْ

الثائرونَ وَمِنْ نضالِكَ ألهِمُوا = دربُ الكفاحِ يظلُّ دومًا مَرتعَكْ

يا شاعرَ الشّعراءِ أنتَ لواؤُنا = نحوَ السُّهَى وأنا مَعَكْ وأنا مَعَكْ



( شعر : حاتم جوعيه - المغار - الجليل )

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

صلاح الورتاني // تونس

 عام يمضي وعام يحل 


عام يمضي بما فيه 

من نكبات 

حسرات

خيبات

يمضي مع بكاء 

الثكالى الحيارى 

يمضي مع المآسي 

والحروب

كم أضعنا الدروب 

مع الوباء توقف حلمنا 

توقفت أحلام العالم 

بنماء وازدهار 

سرعان ما تبخرت 

أموات هنا وهناك 

صرخات وفزع 

بكاء وهلع 

النشاطات بأنواعها 

تبعثرت 

عمت البطالة 

الفقر في ارتفاع 

الكل للقدر ينصاع 

الحلم ضاع 

اليوم اشرأبت أعناقنا 

للعام الجديد 

لعله سعيد 

يذهب بمآسينا 

بأحزاننا 

بالحروب التي دمرتنا 

شتتنا 

هدمت حضارتنا 

حطمت آمالنا 

في العام الجديد 

تظل تطلعاتنا 

لعالم مفيد 

يبني ولا يهدم 

يعيد ما أفسدته 

الانتكاسات 

ما أحدثته فينا 

من ظلمات 

نرفع أيادينا 

لرب كريم 

لنعود للعمل 

ونزرع الأمل 

للبناء والتشييد 

كي يبزغ فجرنا 

بعام جديد 

عام سعيد 



صلاح الورتاني  //  تونس

السبت، 26 ديسمبر 2020

خديجة ناصر

 قصة قصيرة 

الذئب 


منذ أن تلقى الذئب على يد الحطاب، يوم ان هاجم بيت جدة ليلى محاولا السطو على كعكة الطفلة الصغيرة ، ضربا مبرحا فلت بجلده منه بمشقة الانفس و غادر القرية التي طالما استمتع بلحم خرفان سكانها،  و هو يتيه في اعلى الربوة التي قليلا ما يتخذها الرعاة مرعى لاغنامهم.

فكر الذئب في حيلة تعيده إلى القرية و تبادر لذهنه انه لو توجه لبيت ليلى و قدم اعتذاره لها و لذويها، ربما قد يسمح له بزيارة القرية من حين لآخر. 

عند مغيب الشمس، انحدر الذنب من المرتفع و كله امل في نجاح خطته.....مشى مسافة طويلة تحت ضوء القمر....سرعان ما بدت له أضواء ساطعة في الافق القريب. ..لاهثا، تابع السير و قد ساوره شيء من الشك في صحة الطريق الذي سلكه نحو هدفه. ...لا ابدا، ذاكرته الحيوانية قوية و لا يمكن أن تخذله. ..وصل إلى ما كان في كنهه بوابة القرية. ... وقف مشدوها مما رأى... مباني شاهقة...طرق معبدة مكتظة بعربات تسير بسرعة جنونية. ..أناس في حركة دائمة ...شبان و شابات  تتعالى قهقهاتهم. 

امعن النظر إلى مجموعة من الفتيات لم يتعرف على جنسهن إلا  بما برز من اجسادهن ...خمن أن ليلى قد تكون بعمر إحداهن و قد تكون بينهن... و هو على ذلك الحال إذ أثارت ابتسامة إحداهن ذكرى مبسم ليلى و ابتسامتها التي ما زالت عالقة بذهنه. إنها لا تلبس معطفا و لا قبعة حمراء ، متكئة على دراجة نارية، بيدها خودة، خصلات شعرها تتطاير كلما مرت بالقرب منها سيارة. ..تشجع و اتجه نحوها و كله خيفة أن تفزع لرؤيته و تفر أو تستنجد بالناس. ..لم يكن شيء من ذالك. ..تمسح بساقها المسجون في سروال ضيق. ...التفتت إليه. ..مبتهجة فرحة ، صاحت : مرحبا بصديق الطفولة 

رد عليها مطأطئ الرأس : جئت اقدم اعتذاري لك عما صدر مني يومها بمنزل جدتك 

قاطعته مبتسمة: لا عليك صديقي....منذ أن عاشرت الذئاب التي تنهش لحمي بمقابل و بغير مقابل، صرت بالنسبة لي  حملا وديعا. ...



خديجة ناصر 

القنيطرة / المغرب