الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

د.محمد خلدون

"الثقافة والتنمية" / جديد الكاتب محمد أديب السلاوي
يدعو إلى إستراتيجية ثقافية برؤية وطنية تنويرية.



عن دار مرسم بالرباط، صدر مؤخرا للكاتب الموسوعي ذ. محمد أديب السلاوي ،إصداره الجديد "الثقافة والتنمية" بفاتحة للباحث د عبد الرحمان بن زيدان وتتحدث بإسهاب عن مسيرة المؤلف الثقافية التي تمتد على مسافة زمنية واسعة، وتتوقف عند ولعه بالكتابة والبحت الرصين في قضايا الوطن. ومقدمة للأديب ذ. محمد السعيدي وتقدم قراءة متأنية في علاقة الثقافة بالتنمية في الزمن الراهن.مؤكدا أن الكاتب/المؤلف،اتجه في هذا الكتاب الى تبيان حقائق علمية ،ذات علاقة وطيدة بالكتابة والمسرح والسينما والموسيقى والرقص والفنون التشكيلية وكل مجالات الثقافة التي تبني كل تنمية بشرية ناجحة.


كتاب "الثقافة والتنمية" في هذا المنحى يتوسل النهجين الابتسمولوجي والانتربولوجي للإبحار عبر أصول التسميات ونشأتها وتطورها، ويعالج إضافة إلى ذلك من خلال محاوره علاقة الثقافة بالتنمية/علاقة التنمية بالصناعة الثقافية وما يحيط بهما من إشكاليات، وما يتفرع عنهما من ملابسات، وما يتناسل عنهما من أسئلة.
محاور هذا الكتاب تتخذ لها منطلقا فلسفيا ،عقلانيا،يعتمد الثقافة أساسا لكل العلوم والفنون والمعارف المتمثلة في القراءة والكتابة والبحت الإبداعي من جهة وبالتنمية والصناعة الثقافية باعتبارها محرك الخبرات الفكرية والعلمية من الجهة المقابلة.

نعم يؤكد ذ. محمد أديب السلاوي من خلال محاور هذا الكتاب ،أن الثقافة تحتضن كل المكونات التي تنبني عليها القيم الإنسانية والحضارية /المكونات التي تؤطر التنمية في مفاهيمها العلمية، لأجل ذلك لم تتوقف الثقافة في الزمن الراهن عن التفاعل الخصب الخلاق للدفع بعجلة الحوار مع الآخر، من اجل بناء أرضية صلبة لمفاهيم التنمية وقيمها.
 "الثقافة والتنمية" يقول كاتب مقدمته، أكاديمي المبنى منهجي المقاربة، متعمق التحاليل، متكامل الدراسات، بما يشتمل عليه من مراجع علمية ومصادر معتمدة، وبما يتألف به من إحصائيات موثقة، وبما يعانق من تعاريف لغوية وفلسفية عربية وغربية ، وبما يزخر به من قراءات تقارير هيئات أممية، وبما يستنتج من دراسات وبحوت علمية أكاديمية.

ليس من شك أن هذا الكتاب بمحاوره ومقدمته وفاتحته يعتمد الثقافة أساسا للتنمية ، ومصدرا تشع منه كل المعارف المتمثلة في الصناعة الثقافية.
إنه كتاب جدير بالقراءة والدرس.

الاثنين، 30 سبتمبر 2019

صبري كامل

 الهدهد الرغاي



مالي أراك يا هدهد إلى ساعيا ----

أ بأخبار مصر إلي أنت أتيا

نظر إلى والدمع بعينيه جاريا ----

ألم يصلك خبرها أكنت لاهيا

ألم ترى الجوارح بسماها ساريا ----

تنهش أجساد علي الطريق ملقيا

ألم يصلك نحيب الشباب مولولا ----

والرجال من الإغتصاب باكيا

ألم تسمع لبطون الجياع تقيئا ----

من هواءها بديلا عن قديدها

أتعلم أهلها أكلوا من أجسادهم ----

حتي تراءت للكفيف عظامها

أتعلم إن الحلوق جف ريقها ----

حين جفت المياه من نيلها

قلت كلا يا هدهد فأنت باغيا ----

فأنا كسليمان أعرف خبرها

فمصر لو تكالبت عليها الجوارح ----

فيها رجال حق عنها يدفعا

الله قد أبلغنا عن أمنها و خيرها -------

فمصر تعلو سبا و خيرها جاريا

صبري كامل

الأحد، 29 سبتمبر 2019

عبد القادر زرنيخ

إن لم تعشقيني أيتها اللاذقية...... 
.
.

إن لم تعشقيني
 فمن يعشقني

هذه اللاذقية تنتظرني
 بكل المعاني
 هنا العيد 
هنا الوعد 
هنا الكلام

هذه اللاذقية 
بحر من الوفاء

أحبك والعشق يصغي
 كراهب بالأحلام

    على رصيف الآمال
 أكتب اللقاء بذاكرة الأيام

سأعود يا عاصمة الليمون
 والزيتون بيدي

لأتلو قصائد الرمان
 على مسامعك
 والثمار تصغي

إن لم تعشقيني ببحرك
 فمن يعشقني
 أيتها اللاذقية

عشقتني دمشق
 بضفاف بردى

ونثرت حبي بمرآتها
 لعلي أراك
 بحلم قاسيونها

لعلي أراك بآمال
 تشرينها وأمجادها

عشقتني حمص 
بحقولها
 أمام المدائن

أنشدت لأسوارها 
مراهنا على أمجادها

كلمتني حمص
 كفتاة
 أرهقت ذاكرتي
 أمام الحروف

قبلت هيامها
 تيقنا بأنها
 من روح اللاذقية

هواها معزوفة 
أرهقتني بأنغام البحر
 واللاذقية مرآتها

 إن لم تعشقيني 
فمن يعشقني
 أيتها الفيروزية

هذه الليمونة تنادي 
آهاتي وكبريائي

هذه سيمفونية البحر 
تعزف انتظاري

عشقتني حماة 
بضفاف العاصي

 همست على ضفافه 
وكأنك أمامي
 ترسمين محبتي

رسمت اللاذقية
 على نواعيرها
 وبأحلامها

 قلت والمقال 
يعي ألفاظ 
لوحتي الساحلية

  عشقتني كل المدائن
 أمام أرواحها

ورفضت الحب 
إلا لأسوارك 
أيتها اللاذقية 

 رفضت كل البحار 
والأشرعة

بحرك منبع
 لكل البحار
 فعلميني قيادة الأشرعة

تلوت الروايات
 بعينيك 
وكأنني أحيا 
بربيعها 
وخريفها 
هذه اللاذقية
 معشوقتي الأبدية

 معشوقتي السرمدية

ليس إلاك 
فاتنة
 كسرت أقلامي بحبها

ليس إلاك حورية
 أرهقتني ببحر عشقها
.
.
.
توقيع الأديب عبد القادر زرنيخ

بقلم محمد محجوبي

غيبوبة صمت الجدران
....

بعدما اشتمت من طالع الصدفة رائحة الليل . كان الشيخ الهرم على محطات عمره لا يستطيع فك طلاسم النهايات . والعالم محدودب على ارتجاج الغايات في سحنة الشيخ العجوز ترددات أصوات من خلال ملإ البنين والبنات . ليتعزز صندوق الميراث صديد حاجات تشابكت خيوطها الحمراء
في المساء . أسرت لأمها أن زوجها العجوز عقد مجلسا عائليا لتوزيع حصص الإرث .
كانت الزوجة اليافعة المسكينة تبوح لأمها حظ حياتها وكيف انتهى بها الى تلك الحصة التي احتفلت بها قبل أن يكون الليل وجهه الكابوس . قبل أن ينتهي شوطها من سنوات عانسة بائسة .
قبل هزيع الليل الأخير . كانت الأم قد عقدت عقدة الفرح لكي تنتشي في غدها القادم طقس ابنتها الجديد . بينما تجمدت خيوط الليل في لحظة وحشية حملت عاصفة حمراء . في بيت البنت يتكوم الشيخ العجوز ببكمه وصممه وعماه . تحت طائلة الداء . بينما يرتج السكون ارتجاجات قضيب من فولاذ يهشم رأس الزوجة المسكينة . بينما تتحرك عاصفة السطو على الصناديق في حين يتكثف المصير المهزوز شناعة وفضاعة .
في الصباح هاتفت الأم بنتها فلم تكن لزوايا البيت سوى صدى عابث في قدر حتمي . في ذالك الصباح تفحصت الأم رأس ابنتها المهشم وكان جسدها هو الآخر ينازع شبح الشيخ العجوز . بينما تخندق السؤال دما والجدران صمت موت جاثم عسير  .

محمد محجوبي
  الجزائر

بسام الرسام

تنقيط لشاعرنا الكبير الجواهري 

 الاسم الأدبي: شاعر العرب الأكبر
الاسم عند الولادة: محمد مهدي الجواهري
الجنسية: عراقي
الحركة الأدبية: الكلاسيكية
أظهر الجواهري ميلًا للأدب منذ صغره وبدأ في قراءة البلاغة والظاهرة والمقصدة ومجموعاتٍ من الشعر. في عام 1928، نشر الجواهري أول مجموعةٍ شعريةٍ كان قد أعدّها منذ عام 1924 وكانت تدعى “بين المشاعر والعواطف”، ولكنه وزّعها تحت مسمى “أخطار الشعر في الحب والأمة والقصيدة”.

د.غالب القرالة


الاتساق والانسجام في اللغة  :
استجابة لطلب بعض الطلبة سوف اتناول في هذه المقالة موضوع الاتساق والانسجام في اللغة :
  اللغة أداة اتصال بين البشر تحقق غرض التبليغ والتواصل ولذلك كانت محل دراسة وعناية وتحليل من اجل كشف أسرارها وسبر أغوارها ومعرفة مكنونها فحظيت  بنصيب وافر من الاهتمام من قبل المختصين في هذا المجال منذ القدم  فقد كانت الجملة في بداية هذا الدرس اللساني بؤرة الاهتمام ومركز الدوران واعتبرت الوحدة الأساسية للدراسة  خصوصا عند أصحاب النظريات اللسانية  لكن الاهتمام الشديد باللغة والتطور الحاصل في جميع العلوم أحدث قفزة نوعية في هذا الجانب ونقل محورية البحث اللساني إلى درجة اعلي مما كان عليه خصوصا قبل أربعة عقود من الزمن تقريبا فتجاوز محورية الجملة في الدراسة لما شملته هذه الأخيرة من نقائص إذ لا يمكن دراسة المعنى منفصلا عن سياقه اللساني المتمثل في البنية اللغوية الكبرى (النص) .
ويعني الاتّساق الكيفية التي يحدث بها التماسك النصي بترابط عناصره وهو مفهوم دلالي يحيل إلى العلاقات المعنوية القائمة داخل النص تمنحه صفة النَّص انية ويشمل مفهوم الاتِّساق هذا عدداً من المنسقات كالإحالات إلى
الضمائر والإشارة والحذف والاستبدال والوصل والاتِّساق المعجمي .
الانسجام في اللغة أصله مِن السيلان وصب الشيء من الماء والدمع ثم نُقِل بالمجاز لمعاني التوافق والتناسب والتلاؤم والتناسق والانتظام وقد أُضيفت هذه المعاني إلى الكلام فأصبح انسجام الكلام يعني توافُقَ أجزائه وعدم تعارُضِها فالكلام المنسجم هو الذي  انتظم ألفاظًا وعباراتٍ مِن غير تعقيد وكان سلسًا أنيقًا متوافقًا في الأفكار والشعور والميول و يكاد يسيل رِقةً لعدم تكلُّفه ... وقد أطلَق السيوطي هذا الاسم على النثر المقفَّى الذي يُشبه الشعر وإن لم يَقصِد كاتبُه ذلك .
أما في الاصطلاح فالانسجام له عدة ترجمات في اللغة العربية أشهرها الحَبْكُ والتماسك الدلالي والتنسيق كما نجد عند محمد مفتاح وهو يُعرِّفه  بالعلاقات المعنوية والمنطقية بين الجمل  حيث لا تكون هناك روابطُ ظاهرة بينها.
ومن أهم ما يحدد هل كانت مجموعة من الجمل تشكِّلُ نصاً متناسقاً هو الترابط النّصي لمكونات النص المتشكّل منها مما يسهم في خلق بنية النص الكلية عن طريق هذه العلاقات والروابط .
ويمثِّلُ هذا الإجراء منهج تحديد نصانية النص فما لم يحقق شروطاً محددةً  تجعل منه نصا مترابطاً دلالياً ونحوياً ومعجمياً فإنّه لا يعد نصاً أو أنَّه يفقد جزءاً من شروط النصانية لأنَّه لا بد من تحقيق الاتِّساق النحوي والمعجمي بالدرجة التي تتحقق بها عناصر الاتِّساق الدلالي فإذا افتقر النص إلى مثل هذه الشروط فإنّه يمكن الحكم عليه بالاختلال وعدم الاتِّساق وبهذا فإن الأمر يشبه الآليات المستعملة في نظرية الأفضلية التي تعد من آخر المسائل التي نادى بها علم اللغة الوصفي.
ومن هذا المنطلق نشأ علم جديد يهتم بدراسة النصوص وتحليلها وهذا ما يعرف اليوم بلسانيات النص هذا ما يبحث في تماسك النص  حتى يكون وحدة كلية تؤدي أغراض معينة في مقامات تبليغية محددة  وقد تميز هذا العلم بحداثته  وتنوع موضوعاته فتعددت المدارس اللسانية النصية وظهرت العديد من المصطلحات الخاصة به ومن أهم المفاهيم التي عنيت بها لسانيات النص مفهوما '' الاتساق والانسجام''
اللذان يحتلان موقعا مركزيا في الأبحاث والدراسات التي تندرج في مجال هذا العلم .
فمن أهم ملامح لسانيات النص دراسة الروابط مع التأكيد على ضرورة المزج بين المستويات اللغوية المختلفة وهذا بالاتساق الذي يتضح في تلك النظرة الكلية للنص برصد وسائل الترابط العميق بين الوحدات الجزئية، دون فصل بين هذه الأجزاء.
فلسانيات النص تراعي في وصفها وتحليلاتها عناصر لم توضع في الاعتبار من قبل، وتلجأ  في تفسيراتها إلى قواعد تركيبية  وقواعد دلالية ومنطقية بحيث تسعى إلى تحقيق هدف يتجاوز قواعد إنتاج الجملة إلى قواعد إنتاج النص إذ لم يعد الاهتمام مقتصرا على الأبعاد التركيبية للعناصر اللغوية في انفرادها وتركيبها، بل لزم أن تتداخل معها الأبعاد الدلالية والتداولية  حتى  يمكن أن تفرز نظاما من القيم والوظائف التي تشكل جوهر اللغة إذ ليس من المجدي الاهتمام بالوصف الظاهري للمفردات .
فالاتساق والانسجام من اهم المسائل التي تطرحها لسانيات ما بعد الجملة ومن أهم القضايا التي لقيت اهتماما كبيرا من علماء العرب والمسلمين في دراستهم النص القرآني او النصوص الأدبية .
ومفهوم الاتّساق من المفاهيم الجديدة التي دخلت مجال النقد الأدبي فهو يستند إلى المبادئ التي  وردت في علم اللغة منذ أن بدأت المدارس اللغوية الحديثة بالظهور وتبلورت على يد العالم السويسري دي سوسير ثم تبلورت نظريات تحليل الخطاب بعد أفول مجد المدرسة اللغوية الإنجليزية وتسلّم المدرسة اللغوية الأمريكية ريادة علم اللغة في العالم فكأن هاليداي ظن أن الإنجليز ما زالوا يقودون الحركة اللغوية الحديثة فجاء بنظرية لتحليل الخطاب ليقول إن العلماء الإنجليز ما زالوا موجودين
ومن الامثلة على الاتساق في القرآن الكريم :
الاحالة
ا-دور الضمائر في السور القرآنية استخدام الضمائر بانواعها الثلاث فتوظف ضمائر الغائب بكثرة في سورة الصافات مثلا ومنه ضمير الغائب-- والسموات والارض وما بينهما ورب المشارق –الاية 50 ونوعها (احالة قبلية ) المحال اليه هو الله
وان هذا لهو ( الفوز العظيم )  ونوعها (احالة قبلية ) والمحال اليه المؤمن
ونجد ضمير المخاطب بقوله تعالى :  قال هل (انتم مطلعون ) احالة قبلية
اما ضمير المتكلم بقوله تعالى : (وانا لنحن المسبحون ) احالة قبلية
ب-وفي الاسماء الموصولة بقوله تعالى : ( فأنكم وما تعبدون ) احالة قبلية
ج-واسماء الاشارة بقوله تعالى :  بعضهم ( على بعض يتساءلون ) احالة قبلية
د-الضمير المستتر بقوله تعالى :  قال هل ( انتم مطلعون ) احالة قبلية
2- الحذف ( التحليل النصي للسورة )
تحليل الايات التي حذف فيها الاسم
انا جعلناها (فتنة للظالمين )
من خلال التحليل نجد ان التماسك بين عناصر الاية الواحدة واضح بدليل مذكور فقد جاء المحذوف من لفظ المذكور ومعناه كما في الاية ( سمعا من يسمعون وقذفا من يقذفون ) فقد حقق الاتساق بين عناصر الاية الواحدة
ب – حذف الفعل : كما في قوله تعالى فالزاجرات ( زجرا ) هنا الحذف لم يقتصر على الفعل وحده بل تعداه الى حذف الفاعل لاننا من الصعب ان نفصل الفعل عن فاعله وهذا النوع من الحذف مع النوع اللاحق من الحذف وهو حذف الجملة وما يميزه الفعل الاظهر ويكون حذف جملة كاملة العناصر .
ج- حذف الجملة او اكثر
ومنه حدف الجملة حذف جملة القسم مثلا وجملة الشرط وجملة جواب الشرط وهناك حذف الكلام بجملته وحذف اكثر من جملة
كقوله تعالى :  الصافات (صفا)والتقدير (ورب الصافات ) وهذا الحذف حقق الاتساق في الاية بين كلمة القسم (ورب) وجملة الصافات صفا
3- العطف : التحليل
تتكون سورة الصافات من قصص وكل قصة تتحدث عن قضية معينة وتجتمع كلها في ان قضيتها الاساسية هي التوحيد والعقيدة
وبقوله تعالى : (الصافات صفا ) فالزاجرات زجرا احدث هذا العطف اتساقا بين الاية الاولى وما بعدها
4 – التكرار
ظاهرة التكرار في القرآن الكريم ظاهرة لافتة للنظر...تستريح لوجوده النفس و تتقبله الطبع و يحس المستمع باستجابة له يدرك عمقها وتتميز سورة الصافات ببعض التكرارات تمنح النص خصوصية و تسهم في اتساقه معجميا أفقيا ثم اتساقه معجميا كليا و مثل هذا التكرار بين الترابط و التلاحم  وبين عبارات و الآيات و كذلك وحدات السورة مؤكدة بذلك الهدف العام للسورة.

د.غالب القرالة
المراجع :

محمد اديب السلاوي

الى متى تظل المرأة على الشاشة العربية
جسدا للمتعة والاغراء.... ؟


انطلقت السينما العربية من مصر قبل قرن ونيف من الزمن، ومنها انطلقت صناعتها الى لبنان وسوريا وبلدان المغرب العربي ،لتندمج في الحياة الثقافية على يد نخبة من الكتاب والفنانين والمقاولين والفاعلين في الفن السابع. ومند انطلاقتها الاولى اصبحت السينما العربية تيارا يعكس حالة التغيير الحضاري بالمنطقة العربية، حيت تم تشييد استوديوهات وقاعات سينمائية وتاسيس شركات انتاج وتوزيع، لاعطاء هذه الصناعة موقعها الثقافي والاقتصادي على ارض الواقع.

وخلال هذه الفترة من التاريخ، ظلت السينما المصرية هي الاقدم في المنطقة العربية /هي الاكتر انتشارا وتاتيرا  باعتبارها ذات الصناعة القوية المكتملة  من حيت وسائل الانتاج والتوزيع والعرض والجمهور الضخم، اضافة الى عدد نجمومها في الساحة السينمائية، الدين يغطون كل احتياجات  واختصاصات فن التمتيل السينمائي.

وخلال هذه الفترة من التاريخ ايضا ،كانت المرأة وما زالت هي الموضوع الاساسي للفرجة السينمائية العربية في المشرق والمغرب، اذ شغلت صورتها بكل الصفات ،عاشقة ، زوجة ،مضطهدة،خائنة، متسلطة، عاهرة، راقصة، ام ومطلقة، العديد من كتاب السناريو  والمخرجين والمنتجين في مئات الافلام العربية، مند زمن الابيض والاسود الي زمن الالوان الطبيعية، كانعكاس واضح لنظرة المجتمع العربي اليها ، وهو ما حولها الى بضاعة لترويج الانتاج السينمائي، بمشاهد الاغراء، الجنس، الرقص، الاغتصاب، الاستهتار بالجسد الانتوي وبالتحرش الذي يداعب غرائز المشاهدين المراهقين والمكبوتين واتارتهم، وهي مشاهد تكاد تكون متشابهة في العشرات من الافلام العربية.

نعم اعتمدت السينما العربية طيلة القرن الماضي في اغلبية اعمالها على حكايات وقصص ذكورية، قدمت المرأة بادوار الحب والجنس والمتعةالجسدية،واحيانا خارج الموضوع الاساسي للشريط السينمائي، وهو ما يعني ثقافيا وفكريا واخلاقيا ،غياب المرأة وقضاياها الاجتماعية والحضارية والسياسية،وغياب طموحاتها وتطلعاتها،وكان الطموحات والتطلعات وجدت عربيا فقط للرجل.

هكذا بدت السينما العربية خلال القرن الماضي وحتى الان، في نظر العديد من النقاد والمفكرين، ظالمة للمرأة، قائمة على الذكورية،مع ان المرأة العربية في الزمن الراهن تتطلع الى قضايا كتيرة، لها عقل وطموحات، حققت تغيرات واضحة في حياة الاسرة العربية، ولها اليوم مواقع قيادية في الاحزاب والحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية، والجيوش وادارات الامن والسلطة ،انها اكتر من دلك منافسة  بقوة للرجل في كل المجالات والقطاعات، الا ان الفن السابع مازال مصرا على توظيفها اداة لجذب المشاهد  بجسدها الانتوي  كوسيلة للاغراء

في نهاية القرن الماضي شغلت قضايا المراة بالسينما العربية بعض المثقفين العرب، فانجزوا سيناريوهات وقصص تركز على تحرير المراة من المشاهد التقليدية، وتغيير صورتها السطحية، فتم انتاج بعض الافلام من اخراج فنانات عربيات، يرفضن صور البغي ،ولكنهن يركزن على الصورة التي تعطي المراة حقها الوجودي على الشاشة  /المراة الفاتنة،الانيقة الجميلة،ا،المتيرة، وهو ما جعل اعمالهن في نهاية المطاف شقيقة افلام الرجل، لم تخرج  عن قضايا الحب والرومانسية الانيقة والمتعة الجسدية،  في قضايا اجتماعية جديدة ،مع استخدام احاسيس المرأة وجمالها الانتوي ومشاعرها وانفعالاتها واناقتها،وهو ما اعاد الشاشة العربية الى مربعها الاول،بنسخة منقحة من سينما الرجل

بعد تاريخها الحافل بالتجارب والانجازات المتعددة الاصناف والاهداف، يبدو ان السينما العربية اصبحت في حاجة اكيدة الى تغيير جدري في عقليتها، في تعاملها مع صورة المرأة وقضاياها، والا ستظل هذه السينما متخلفة عن متيلاتها في الغرب، بل في العالم،لا ترقى الى الفن السابع الذي اصبح موجها اساسيا للصناعة الثقافية في زمن الالفية الثالثة ،

ان المراة في عالم اليوم تجاوزت النظرة السطحية /الجنسية اليها، لانها اضحت هي الفاعل المحرك لعقل التغيير في عالمنا الجديد.

افلا تنظرون... ؟


بقلم الآديب الكبير محمد اديب السلاوي