الجمعة، 9 أغسطس 2019

د.ملك محمود الأصفر

جنتنا
.................................
جنتنا ليست بصلاة
وسجود في قلب المعبد
ما كانت دوما برداء
فضفاض ونقاب أسود
جنتنا ليست بصيام
وقيام دونما مرقد
أو كانت دوما في الحج
وزيارة سيدنا أحمد
....................
جنتنا بجهاد النفس
وبترك عمل الشيطان
بعطاء المال لأرملة
لتقيها شر الحرمان
بالكلم الطيب والعطف
والرأفة ببني الإنسان
وبستر عورات الناس
وتتبع نهج القرآن
....................
جنتنا بصلة الأرحام
وبحسن معاملة الجار
بالبر لأمك وأبيك
فتحل بخلق الأبرار
فلتك كالديمة معطاء
كالغيث يجيء بأمطار
والتمس العذر لأخيك
وابعد عن كل الأشرار
........................................



د .ملك محمود الأصفر

الشاعر وليد الأصفر

كعبة نجران
......................................
لماذا إذا ما نظرت إلى مقلتي       
 سقطت على قدميك  قتيلا
لماذا إذا لاح وجهك غابت 
 جميع الوجوه كأن التراب عليها أهيلا
وصوتك كيف إذا ضاق صدري واحترقت
 شفتاي يصب فراتا ويسكب نيلا
لماذا إذا ما بدأت أسبح باسمك 
عاد صباي وأصبح وجهي وسيما جميلا
لماذا مضى جل عمري قبل طلوع 
محياك كيف تقضى ضياعا وليلا طويلا
رأيتك عبر امتداد الصحاري 
سرابا تجلى ضياء وينبوع نار 
وكنت معي دائما أبدا في أسفاري
حملتك زادا وماءا وسيفا صقيلا
وفتشت عنك جميع خيام المنافي 
وكل الفيافي 
وعبر الخرافات سافرت عبر الموانئ
 عبر جميع الضفاف وعبر بحار الظلام
 مع الرخ فوق بساط الأساطير
 سافرت أنفقت عمري رحيلا
وبعت حسامي بأرض عمان 
وفي الهند بعت الحصان 
وفي الصين قايضت ما في يميني 
بكيس طحين وما خنت قط خيالك 
ما بعت طيفك كنت حريصا عليه بخيلا
بنيت لعينيك كعبة نجران
 هيكل رب سليمان
 يثرب رصعت مسجدها وغرست نخيلا
وأهرام خوفو بنيت معابد آمون 
شقت مياه الخليج عصاي 
وكان ذراعي ضعيفا نحيلا
وباسمك حاصرت طروادة
 انقد درعي ومل الجواد الصهيلا
وحاربت باسمك روما
 وقدت إلى الأسر القيصر عبدا ذليلا
رفعت فداء لعينيك فوق الصليب
 وقمت من الموت حيا أخر سجودا 
على ركبتي إذا ما نظرت إلي قليلا
وفي كربلاء قتلت وفي ساحة الشهداء
 شنقت وفي السجن أمضيت عمري نزيلا
فقولي فديتك قبل أوان الرواح
إذن فلماذا إذا ما التقى ناظرانا 
تقطر في مهجتي بلسم كوثري
 وأمسى الزئير هديلا
لماذا إذا ما نظرت إلى مقلتي 
سقطت على قدميك قتيلا

.............................................................................

وليد الأصفر

الشاعر أحمد الحمد المندلاوي

أرضُ السَّوادِ ..



** كتبت في بغداد بمناسبة المصالحة الوطنية :

أرضُ السَّوادِ على ثَراها تلعَبُ
سـارا هُنــا وهناكَ تَلهُو زينَبُ
*****
نَسْرينُ قـد وقفَتْ بظلِّ نخيلِها
وكَأنَّـها بينَ الخمائــلِ رَبـرَبُ
*****
عمـرٌ وبكرٌ في مناكبِ أرضِــنا
وعليُّـنا فــوقَ المنابـرِ ِيَخْطُبُ
*****
عُثمانُ يتلو مصحفاً في دارِنا
وعلى الرّصافةِ ضيغَمٌ لاِ يَتعَبُ
*****
هذي محاسِنُ أمَّتي فِي وحْـدةٍ
لما رأتْها الشَّمسُ كادَتْ تُحْجَبُ
*****
لما رأتْها الشَّمسُ طاهرةَ اللُّمى
شمّـاءَ،عانقَها الحشا والمَنْكِبُ
*****

منْـذ الخليقةِ والوئــامُ يَسـودُنا
تسري الظّعونُ بنا فعزَّ المَركَبُ
*****
لا العرقُ يفصلُ إصرَها يومـاً ولا
قد غاضَ أغوارَ المودةِ  مَذهَبُ
*****
منْ بصرَةِ الفيحاءِ حتى شمالِـنا
قــد انتهلْـنا منبعــــاً لا ينضَبُ
*****
قلبٌ ترعرعَ فِي الإخاءِ مسـالماً
فَـتراهُ فِـي شتّى المرابـعِ يَلْعَبُ
*****
ماذا يريدُ الأرذلونَ بمكرِهِــمْ
تلكَ السِّهامُ الى حَشاهُمْ أوجَبُ
*****
خابَتْ ظنونُ المعتدينَ و إنَّـنا
رغمَ الطِّرادِ خيولُـنا لا تَنْصَبُ
*****
نبقى كطودٍ  فِي العراقِ بعزةٍ
كالأُسدِ فيِ آجامِـها لا تُغْضَبُ
*****

هذي هويَّــــــةُ شعبنا فِـي وحـدةٍ
هـلْ يـا ترى إنِّي بهذا مُذنِـبُ
*****
مَن رامَ وصلَ مودتِي أهلاً بِـــهِ
بـلْ مرحباً والبيتُ كلُّهُ مَرْحَبُ
*****
أمَّا الذي فِي قلبِـهِ نكـــدٌ على
هـذا الصَّفـا لا شـكَّ إنَّه مُتْعَبُ
*****
يا أيُّـها السَّاعي الـــى إيذائِـنا
خابَتْ مساعيكَ وخابَ المَكْسَبُ
*****
إنا سَنَحيا فِي ثنـايـــــا أُمَّــةٍ
مـن رهبِها كيدُ العِدى يَتَذَبْذَبُ
*****
الله جلَّ جلالُـه أهدى لـَنــــــا
أرضَ السَّواد فمـا لَكَم مُتَعَصِّبُ
*****
فيها جنانُ الخلـدِ فيها روحُنا
وتراثُـنا قبـلَ الحضارةِ كَوكَبُ
*****
لُـمِّ الشراكَ فلا النَّعيمَ وراءَهُ
إنْ ردّتَ عِـزّاً في الأخوةِ تَرْغَبُ


الشاعر / احمد الحمد المندلاوي 

بغداد/2017م
*******

الشاعر أحمد الحمد المندلاوي



الشمس تعانق سعفنا



أجملُ مـا فِي أرضِنا النَّخلُ 

وسْـطَ روضِنا 

يعانـقً النّجومـا  

فِي الأفقِ مثلُ الشّمسِ 

يبـدّدُ الهُمـومَـا 

فِي دارِنـا والنَّفسِ

والقلبُ نادى هاهنا: 

في كلِّ أرجاءِ الوطنْ

أجمـلُ ما فِي أرضِنا 

نَخيـلُنا طولَ الزَّمنْ
*****
أجملُ مـا فِي أرضِنا 

النَّخلُ وسْـطَ روضِنا 

بِـقـدِّهِ النّحيلِ 

يَحمِلُ تـاجَ الذّ هَبِ 

والمنظَـرِ الجَميلِ 

يُزيـلُ داءَ الكُرَبِ

والقلبُ نادى هاهنا: 

في كلِّ أرجاءِ الوطنْ

أجمـلُ ما فِي أرضِنا 

نَخيـلُنا طولَ الزَّمنْ
*****
أجملُ مـا فِي أرضِنا 

النَّخلُ وسْـطَ روضِنا 

بِـسَعفِهِ المَمـدودِ 

آتٍ مِـن الأبَـدْ 

والبَلَحِ ِ المنضـودِ 

فِي جَنّـَة البَـلَدْ

والقلبُ نادى هاهنا: 

في كلِّ أرجاءِ الوطَنْ

أجمـلُ ما فِي أرضِنا 

نَخيـلُنا طولَ الزَّمَنْ


أحمد الحمد المندلاوي 
مندلي 2005م
****
**من ديوان حان الفرح /للأطفال /2008م- بغداد 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

احمد الحمد المندلاوي

هروب شيطان ..



**كان الزوج منهكاً في الكتابة بين كومة من الأوراق و المسودات في غرفة متواضعة مطلة على حديقة المنزل ، فاجأه صوت زوجته الحسناء حين قالت له بلغة ذات نكهة لطيفة هادئة:
- هل ذهبوا ؟
انتبه الزوج على صدى هذه الكلمة العجيبة ،ليقول لها بذهول:
- من هم ؟
- جماعتك يا سيدي الأديب .أليس كذلك!!
- ما القصة! و من هم الجماعة؟
- عجيب .. الذين كانوا معك هنا .. تتحدث معهم و يتحدثون معك  ؛بالإشارة  حيناً و بصوت واضح أحياناً أخرى.
- أنتِ يا عزيزتي تقولين شيئاً غريباً.
- أنا !!
- نعم أنتِ .
- بل كانوا معك حقاً، والدليل على ذلك أنَّك لم تنبه إليَّ ؛و لم تنصت الى حديثي معك .. رغم ما بيننا من أواصر المحبة و المودة .
- حسناً .. حسناً . ما كنتُ أقول ، بل كنا نقول على زعمك؟؟.
- تقول فاعلٌ ؛ فاعلاتٌ ؛فعلٌ و هكذا غيرها من فعل معل ..
- الزوج مذهولاً :
- و ماذا بعد؟
- بشكل شبه غاضبة مع ابتسامة ساخرة.
- دعنْي أذهبْ الى المطبخ لأعمل لك كوباً ساخناً طيباً من شاي محمود لتهدأ أعصابك،أحسن بكثير من الحديث عن الشخبطات  فعل معل .
- لا لا تذهبي ... كلامك هذا عن الجماعة و الفعل معل (كما تزعمين) أطيب بكثيرٍ من الشاي .. هذا ما كنتُ ابحثه فيك منذ سنين طوال..
- لو كنتُ أعلم ذلك و ما له من متعلقاتٍ؛ ما تحدثتُ قط!! و لطالما رأيتك بهذا الوضع ؛و أنا أسدل الستار عن الكلام..و لكن ما دفعني الى هذا الحديث ،هو شيطان الشعر؛كما تقول أنتَ مراراً .
الزوج أكثر ذهولاً :
- ها ..ها الآن فهمتُ إنهم شياطين الشعر؛هم الذين كانوا معي .. أنتِ على صواب.. وأنا أضع أساسيات قصيدة أنوي كتابتها ،في ذم (داعش) ؛ و لكن هربوا مني هذه المرة ، و فرّوا بلا عودة ، لأنهم يكرهون (داعش) ،فهم يرون أنفسهم أفضل بكثير من هذه الثلة القذرة!!

...
                                                أحمد الحمد المندلاوي
5/4/2015م -  بغداد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاعر احمد الحمد المندلاوي

أرحِ الخيولَ..

** كتبت في المهجر عام 1982م:

أرِحِ الخيولَ مِن السَّفَرْ          
 وَدَعِ الكآبـــةَ والسَّهَرْ
*****
يــا فارسـاً لمَـّا تَزَلْ               
 مُتمطّيـاً عُنُـقَ الخَطَرْ
*****
وَلقــدْ قطعْتَ فَيـافياً             
لَهِثـاً وتَجهلُ ما الخَبَرْ
*****
سافرْتَ في جنحِ اللَّظى 
بيـنَ البَوادي والحَضَرْ
*****
ورجعْتَ مكسورَ الجـنا         
 حِ مِن العواصفِ والمَطَرْ
*****
تبغي الوسيلةَ قاصــداً             
 أمـــراً لقلبِكَ قَــدْ ظَهَرْ
*****

قبساً تريـــدُ ضياءَهُ                 
للسَّيرِ فـي ظُلمِ الكَدَرْ
*****
فإذا نداءٌ قَـد دَنــــــا          
 مِنْ مُهجتِي عَبْـرَ القَدَرْ
*****
يكفِ التنقلَ منْ علــى           
 ظهرِ الهواجسِ في الحُفَرْ
*****
أَنَسيْتَ أنَّـكَ ســــائرٌ                   
 وأمـامَ عَينَيـكَ القَمَرْ
*****
حُطِّ الرِّحالَ بروضِهِ                
واخْلَـعْ جَلابيبَ السَّفَرْ
*****
وَهُـنا المثابـةُ فاغْتنمْ                
 ما شئْتَ منْ فيضِ الظَّفَرْ
*****
منْ قبـــلِ إتيانِ الرَّدى                 
مُتحديـــــاً عُمْـرَ البَشَرْ

احمد الحمد المندلاوي 
 /1982م

الشاعر احمد الحمد المندلاوي

في رثاء د.نبيل كريم درويش المندلاوي/  جامعة بغداد



جاءني من عمق الأثيرِ عويلُ 
قلتُ ماذا أجاب قلبي عليلُ

من بني درويش خسرنا نبيلاً    
كان محمود في العلوم  أصيلُ 

قد فقدنا من العقول شعاعاً       
طل كالبدر في ربانا جميلُ 

فاذا الحزن والأسى في فؤادي   
لازماني ،و في الكرام قليلُ 

مندلي تبكي للفتى بدموع           
ساخنات و سوقها و النخيلُ 

و عيون الحشا ملأى شجونا   
كاتمات من غمها لا تسيلُ 

جمع مكرمات طرا تباعاً       
في رياض الآداب هادٍ دليلُ 

أيها الموت قد أخذت عزيزاً       
هكذا الأمر و القضاء يسيلُ

أيها الموت قد أخذت عزيزاً       
هكذا الأمر ما لدينا سبيلُ 

الشاعر / احمد الحمد المندلاوي

22/12/2017

بحر المديد – مندلي – ديالى