الجمعة، 9 أغسطس 2019

بقلم الشاعر أحمد محمد المندلاوي

ومضة حرة

ما  كل  ذابلة  الخدود  بعاشقة

ما كل عين إن بكت هي  صادقة

الحب أسمى من ظواهر فجة


الروح تبكي و الجوارح  سامقة


الشاعر أحمد الحمد المندلاوي

 7..8..2019 _ بغداد

الخميس، 8 أغسطس 2019

بقلم محمد أديب السلاوي

العنف على الخريطة العربية، مجنون، مجنون، مجنون...

-1-
العنف في العالم العربي، أصبح كالماء والهواء، مألوف في حياتنا السياسية / في حياتنا الاجتماعية / وفي حياتنا الدينية أيضا. أين ما أدرت وجهك، فثمة عنف يلاحقك. في المدرسة / في البيت / وفي الشارع، وفي الأسواق، كما يلاحقك في السلطة ومكاتبها وإدارتها العمومية. ذلك لان العنف وكما حال التطرف والإرهاب والعدوانية والصراع السياسي و الطائفي والإيديولوجي، أصبح يشكل امتدادا في عمق الفعل العربي مشرقا ومغربا، وهو كنزعة هدامة أصبحت تهدد الخريطة العربية بالاحتراق، إن لم نقل بالفناء.
بعد مرحلة طويلة من التاريخ، كانت هذه الخريطة مطبوعة بالقمع والإقصاء والتهميش والصراعات الساخنة بين السلطة والمعارضة، بين الحركات الوطنية والحركات الاستعمارية، تطل عليها مرحلة جديدة مطبوعة بكل أشكال العنف، وهو ما حول هذه الخريطة، إلى صورة مشوهة / صورة لا تطاق.
الدولة العربية الحديثة، شيدت نفسها ورصت بنيانها على تضاريس هذه الخريطة بالعنف والاستبداد / بالقمع الدموي / بالتسلط السياسي والديني...ضدا في طموح شعوبها / ضدا في مبادئ حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون و ضدا في كرامة الإنسان. مشاهد هذه الحقيقة ما زالت تطل علينا من كل تضاريس هذه الخريطة، وأبطال العنف الأسود الذين نصبوا أنفسهم أسيادها، ما زالت صورهم حاضرة في أذهاننا ساطعة لامعة في عقولنا.
الدولة العربية الحديثة، قامت على احتكار آليات العنف / هي التي تملك الأسلحة / هي التي تشيد وتدير الشجون / هي التي تقضي بالإعدام وتنفذه في معارضيها، هي التي تصنع القوانين / هي التي تملك الرأسمال البشري والمالي والصناعي / المادي والمعنوي، وهي التي تديره وتوزعه.
-2-
إن الجسد العربي أنهكته موجات العنف المتعاقبة / عنف الديكتاتوريات / عنف الجهل والأمية والفقر والتهميش / العنف الذي دمر الإنسان العربي، على مرأى ومسمع من قيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان. بعد عنف داعش الذي أتم تدمير ما تبقى من العراق بعد تحريرها من الاحتلال الأمريكي، وما تبقى من سوريا التي دمرها نظام الأسد، إضافة إلى العنف الذي دمر ما تبقى من ليبيا، بعد تخليصها من دمار القذافي، بعد كل هذا، يأتي عنف التطرف والطائفية الذي جر اليمن ومصر وما تبقى من الخريطة العربية، إلى الجحيم.
أما عن المغرب العربي، فالأوضاع بها تغلى في سكون مريب، ولا احد يعرف لا متى ستنفجر، ولا متى ستأخذ طريقها نحو العقل والطمأنينة.
وخارج كل هذا "العنف" سيظل مشهد العنف الإسرائيلي، الذي اسقط فلسطين في الوحل حاضرا ومخيفا، انه اسقط فلسطين وقضيتها إلى مدار مظلم، افقد المستقبل والهوية لإنسانها، لتاريخها وتراثها، وجعلها قضية تبحث عن عنوان في خراب الخريطة العربية.
معنى ذلك، في نهاية المطاف، أن العنف على الخريطة العربية، بعدما دمر الإنسان والأنظمة والبنيات التحتية، ترك وراءه مشاهد الخراب المخيف، الذي لا طعم ولا لون له، وهو ما يجعل الإنسان العربي في القرن الواحد والعشرين محكوم عليه بالإعدام، مع وقف التنفيذ.
-3-
يرى العديد من الباحثين والمؤرخين والمعلقين السياسيين في جهات عديدة من العالم الراهن، أن الهجوم المرعب على مبنى مركز التجارة العالمي في 11 شتنبر 2001 هو الذي فجر إشكالية العنف والإرهاب على تضاريس الخريطة العربية، التي أصبحت بعد هذا الحدث مباشرة، خريطة "جهنمية" مشتعلة بالنهار والليل.
إن إشكالية العنف على الأرض العربية، بعد الحدث الأليم (11 سبتمبر) أخذت تتطور بسرعة فائقة، بعد أن ظهرت " جماعات الجهاد" و"داعش" ومن قبلهما "جماعة القاعدة" و"جماعات التكفيريين والجهاديين" إضافة إلى الإرهاب الإسرائيلي الذي يضرب بعنف ويدمر بعنف ويغتال بعنف الإنسان الفلسطيني، والإنسان العربي على العموم . وبصورة عامة بعد القضاء على أنظمة وظهور أخرى، بعد أحداث الربيع العربي، وبعد دخول الدول المسلحة الكبرى على خط التغيرات المحدثة على الخريطة العربية، التي جاءت لتغذية هذه الإشكالية بما تملكه من استراتيجيات وأسلحة تدميرية ومعلومات واتصالات الكترونية، بعد كل ذلك، أصبحت لإشكالية العنف مشروعيتها القصوى على هذه الخريطة.
تطرح علينا وعلى العالم من حولنا هذه الإشكالية مئات الأسئلة، لما لهذه الحالة من إشكاليات وتمظهرات واتجاهات وأهداف ومستويات من الصعب الوقوف عندها أو قراءتها. بعد أحداث الربيع العربي، وبعد دخول الدول المسلحة الكبرى على خط التغيرات المحدثة على الخريطة العربية، التي جاءت لتغذية هذه الإشكالية بما تملكه من أسلحة تدميرية ومعلومات واتصالات الكترونية.
إن مشاهد العنف في الحياة العربية اليوم، (بعد الحادي عشر من شتنبر 2001) بقدر ما تتجه إلى المستقبل المجهول، إذ لا يدري أحد منا إلى أين تتجه الصراعات العنيفة على الأرض العربية، تتجه هذه المشاهد إلى صراع مستقبلي عنيف بين الحضارات والثقافات / بين المكونات الاثنية التي تتشكل منها مجتمعاتنا العربية، وهو ما يعطي لحالة العنف، مشهدا شاملا من الصعب قراءته أو تفكيكه أوإعادة تركيبه.
-4-
كيف لنا أن نفسر الدماء التي تسيل يوميا بغزارة في سوريا والعراق واليمن ومصر ولبنان وليبيا وتونس وفلسطين والجزائر، وفي دول الخليج العربي؟ كيف نفسر هذه الموجة الهوجاء من الجماعات المتطرفة والطوائف والحكومات والأحزاب التي تحترف القتل والخراب والعنف الجهنمي باسم الإسلام السياسي أو باسم السلطة، والتي تجاهد في المسلمين خارج كل المقاييس ؟.
من أغرب الوقائع التي تعرفها الخريطة العربية اليوم، في مشرقها ومغربها، أن كل النخب الثقافية والسياسية، وحتى المتطرفة منها، تدعي رفضها للعنف في جميع صوره وأنماطه، وبعضها يؤكد أن العنف سلوك مناف للمفاهيم السياسية وللقيم الدينية وللمبادئ الإيديولوجية الصحيحة ولجوهر الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، ولكن غالبية هذه النخب تستعمل العنف كمصدر للمشروعية لتمكين الإنسان العربي من حقوقه وواجباته! ؟.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم بقوة على الخريطة العربية : كيف يمكن إحداث التغيير؟ كيف يتم القضاء على هذا العنف وبأي سلاح...؟ والى أي حد يستطيع العالم العربي القضاء على القهر المادي والمعنوي / السياسي والديني الذي تمارسه طوائف الجهاديين والتكفيريين وأحزاب الإسلام السياسي ، والسلطات الإرهابية...؟


من يستطيع الإجابة عن هذا الركام من الأسئلة في عالم اليوم ؟

محمد اديب السلاوي 

بقلم جميلة محمد

لكم ادهشني الربيع بمكره ...

جاوز الخريف في جفاه
...تقلبه ...وقحطه
بتنا بين أحضان ضلف الصبار
ووخز شوكه
 نرضع سم الأفاعي ...
نتجرع مرارة علقم الحرب
 من تديبه
 نحيى جثامين في نعشه
 نموت الف مرة
و ننبعث اشلاءا
من بين متاهات انقاضه
نتحدى بصبرنا صديد الظلم
بقهره  عديده وعدته
 ،لا يثنينا  جبروته
ولا خذلانهم عن صده
نبغي عناده .
نقاوم حتى دحضه
نحيى بالامل ..
في  حياة ...
بعيدا  عن جور ه

جميلة محمد
المغرب
8غشت  2017

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

مجد الدين سعودي

قصيدة (الكلمة ) للكاتب والمخرج  المسرحي والزجال محمد الوافي : لكل مقام (كلمته)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

برولوغ
_ _ _ _ _

سي محمد الوافي ...
مسرحي حتى النخاع ...
يتواجد على الركح المسرحي مبدعا كبيرا ...
يكتب من أجل مسرح مغاير ...
زجال كبير يكتب للواقع المعاش ب (شدة ووردة) ...
مخرج عرفته من الزمن الجميل أستاذا لي في المسرح عندما أدار ورشة التأليف المسرحي بمدينة بوزنيقة باقتدار في التسعينات من القرن الماضي ...
وما زال سي محمد الوافي في أوج عطاءاته المسرحية في بلد الثقافة العرجاء واللامبالاة وتهميش المبدعين الحقيقيين ...
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

من ومضاته الزجلية المعنونة ب (شدة ووردة )
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

( شدة....وردة
لحوالا ف لكْوارا 
وبنادم يتْجارا )
_ _ _ _ _ _ _ _ 

(  شدة....وردة 
الحولي يبعبع
تابعو الصگع )

_ _ _ _ _ _ _ _ 

(  شدة....وردة 
القايد ماضي
ولمقدم حاضي )
_ _ _ _ _ _ _ 

( شدة....وردة 
مللي المخزن اوگف
لمقدم ابدا يتفتف )
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

(  شدة....وردة 
مع سياسة عول 
اللي دار ايدو يوحل )

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

( شدة....وردة 
الوقت مادْ رجليه
والدنيا تشوف منو الْهيه )

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

قصيدة (الكلمة) : لكل مقام (كلمة)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
في حوار أنجزته ( عزيزة رحموني) ، يقول الزجال الرائع احميدة بلبالي حول (صدق الكلمة ) : (( تكون للكلمات نسمة الصيف حين أتأبط قصيدتي في صيغتها النهائية ، وأنا أتصبب عرقا من حيرة  وخوف أن لا تكون القصيدة في المستوى  ، أتقاسم مع دائرة جد خاصة من المبدعين بمدينتي فناجين قهوة مرة و أسمعهم ما حملت وأنظر وأنتظر. بريق الاطمئنان في عيون الأصدقاء هو تأشيرة  للقصيدة لتعبر للمتلقي وهذه التأشيرة هي نسمة الصيف التي تخفف الضغط وتريحني ، تعطيني طاقة المضي نحو اقتناص إشراق قصيدة مأمولة. )) .
بينما يقول الزجال محمد ضريف في ديوانه (  وشام الضو) :
(( (هدا يا حرف هدا
ت يجي لكلام ونبدا
على كرحتك
تمرغت فاحلامي
يا هد الخلق هدا
لجمت لمواج
بملح الوحمة
الشمس طلعت مغطية بيزار لهوى... الصفحة 78))
ولهذا يحس المسرحي والزجال سي محمد الوافي بقوة وأهمية (الكلمة) ، فيقول :

(( ب الكلمة تعطي نغمة
تقتل أمة
تقطع نعمة
تحيد غمة ))
فالكلمة عند سي محمد الوافي كالسيف ، قد تحيي وقد تميت ، والمفروض في الانسان اختيار كلماته بدقة متناهية ...
ويعتبر الأستاذ احميدة بلبالي (الكلمة) منسمة من القلب ، فيقول في نفس الحوار السابق : (( تكون لها نكهة القلب ولون الربيع حين تطل في إشراقة الولادة وتطاوعني أدواتي لأرعاها شتلة ، أداعب أوراقها و أسقي تفاصيلها بما علق في ذاكرتي أو ما نهلته من معين البحث  في حكايات الجدة أو أساطير الإنسانية في الفكر الكوني لألبسها حلة لتصبح قصيدة وارفة الظل وأحتمي بها في انتظار نسمة الصيف وتأشيرة نضجها للعبور للوجود. )) .
وهذا ما يعبر عنه بصدق الأستاذ سي محمد الوافي ، فيقول :
(( ب الكلمة تداري
تراري 
اتعاري 
ب الكلمة اتعلم
بها تظلم
ب الكلمة تخلق حوار
ترسم مسار ))
الكلمة عند سي محمد الوافي (كلمات) لأنها تتخذ الشكل المناسب للظروف المحيطة بها :
(( ب الكلمة تنادي 
بها تعادي
بها تشرح 
بها تفضح
الكلمة ساس
فاس
بها اتشاطي 
بها تواطي
سؤال
عند الاجال
وعندأصحاب الحال ))
يقول شيخ الزجالين المغاربة ادريس أمغار مسناوي في ديوانه (حتى يكبر حظي) :
((  نتسنى  مني   نزرع قلبي  نهارات
                  نشعل  الحرف  ضواوات
                  ندخل وسط  العرسان
                  نعصر  كبدتي ...
                  نكتب  تخمامي ...
                                  باش تاتيني لوزان ... الصفحة 73))
ويختم الأستاذ سي محمد الوافي قصيدة ( الكلمة) قائلا :

(( الكلمة ادفا
زدفة
بها تشقى
بها تشفى
ب الكلمة تفك اللغز
وبها تدبز ))
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

مجدالدين سعودي - المغرب

احالات
_ _ _ _ 

1 قصيدة (الكلمة) لمحمد الوافي
2 حوار أنجزته عزيزة رحموني مع الزجال والباحث احميدة بلبالي
3 ادريس أمغار مسناوي : ديوان (حتى يكبر حظي) الزجلي
محمد ضريف : ديوان (وشام الضو) الزجلي
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

قصيدة (الكلمة) لمحمد الوافي
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

(( ب الكلمة تعطي نغمة
تقتل أمة
تقطع نعمة
تحيد غمة 
ب الكلمة تداري
تراري 
اتعاري 
ب الكلمة اتعلم
بها تظلم
ب الكلمة تخلق حوار
ترسم مسار
ب الكلمة تنادي 
بها تعادي
بها تشرح 
بها تفضح
الكلمة ساس
فاس
بها اتشاطي 
بها تواطي
سؤال
عند الاجال
وعندأصحاب الحال
الكلمة ادفا
زدفة
بها تشقى
بها تشفى
ب الكلمة تفك اللغز
وبها تدبز ))
محمد الوافي

_ _ _ _ _

بقلم محمد اديب السلاوي

رسالة من كاتب وإعلامي مغربي
إلى جلالة محمد السادس نصره الله.


بعد كل التقدير والاحترام لجلالتكم.

اسمحو لي أن تجرأت وكتبت لكم هذه الرسالة علي الفضاء الأزرق، بعدما أصابني اليأس من وصول رسائلي إلى جلالتكم بالطرق المعتادة.٩

خلال العشر سنوات الماضية، أرسلت رسائلي إلى جلالتكم عن طريق البريد، وعن طريق الكتابة الخاصة لجلالتكم، وعن طريق الديوان الملكي، وعن طريق التشريفات الملكية، وأخيرا عن طريق رئيس الحكومة السابق، وتأكدت في النهاية أن رسائلي لم تصلكم لأسباب أجهلها.

أنا مواطن مغربي، كاتب، ناقد، باحث، عملت نصف قرن في الصحافة والإعلام، تقلدت مناصب إعلامية هامة داخل المغرب وخارجه، أصدرت حتى الآن حوالي أربعين كتابا عن الفنون والآداب والثقافة والسياسة بالمغرب، أرسلت منها لجلالتكم  العديد منها وعن طريق التشريفات الملكية، ولم يصلني عنها أي جواب، ما يؤكد أنها لم تصل هي الأخرى إلى جلالتكم..

وموضوع رسائلي لجلالتكم أصبح معروفا لدى نخبة واسعة  من المثقفين والإعلاميين المغاربة.

أنا اليوم في العقد الثامن من عمري، أعيش منذ عشر سنوات بلا راتب، بلا تقاعد، ومردودية كتبي لا تكفيني لتغطية الجزء اليسير من نفقات حياتي.

وطلبي إلى جلالتكم، هو منحة شهرية لتغطية مصاريف ما تبقى من حياتي.

لذلك، ها أنا أبعث لجلالتكم بطلبي عبر رسالة مفتوحة على القارة الزرقاء، وأتمنى أن تصلكم، لأني على يقين أن جلالتكم لا ترضى بهذه الوضعية لأحد الكتاب الذين يبايعونكم، ويعملون من أجل الوطن والمواطنة بجرأة وحب وقداسة.

أسأل الله الذي لا يعجزه شيء، لا في الأرض ولا في السماء، أن يحفظكم وأسرتكم الكريمة لشعبكم، وأن يعطيكم ما يرضيكم، ويهبكم الخير كله من واسع فضله، ويملأ قلبكم سعادة وحبورا إنه على كل شيء قدير.

الله يبارك فعمر سيدي


محمد أديب السلاوي
طنجة : 5 غشت 2019
adibslaoui@gmail.com

الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

بقلم محمد اديب السلاوي

الفنان محمد بنعلي الرباطي (1861_1939)
الأب الروحي للفن التشكيلي الحديث بالمغرب.

-1-
على فضاء عروس الشمال مدينة طنجة ،المطلة على القارة الأوروبية وفنونها وثقافتها وحضارتها، والتي استقطبت مبكرا أفواجا من الكتاب والفنانين والمفكرين من أوروبا وأمريكا / على فضاء هذه المدينة المغرقة في العشق الإبداعي، خطى الفنان الرائد محمد بنعلي الرباطي ،في مطلع القرن  الماضي خطواته الأولى في فن الرسم التي جعلت منه أول رائد للفنون التشكيلية بالمغرب.
لم يعرف محمد بنعلي الرباطي تعليما أكاديميا في فن الرسم، إلا أن اعتياده على مشاهدة الرسم وتعامله مع عدد من الفنانين العالميين المقيمين بمدينة طنجة، واحتكاكه بمراسمهم ، أيقض رغبته ومواهبه للرسم والإبداع.
منذ البداية أبدع عالما قريبا من الواقعية، جسدت أعماله التشكيلية كل ما رأته عيناه، كل ما عاشه من أحدات ومشاهد، إذ جعل موطنه طنجة موضوع مشاهدة بصرية تشكيلية، أبهرت المبدعين الغربيين قبل غيرهم، في وقت لم يكن فيه للمغرب أي معرفة بالفنون التشكيلية الحديثة.
-2-
في سنة 1916 نظم له الفنان الايرلندي السير لا فيري معرضا لأعماله التشكيلية برواق غوبيل بلندن / بريطانيا، وكان هذا الحدث سابقة في المملكة المتحدة، حيت لم يسبق لأي فنان مسلم أن عرض أعماله الفنية بها.
وبعد ثلاث سنوات نظم معرضه الثاني بمرسيليا/فرنسا، بحضور العديد من الفنانين الغربيين والمهتمين بالإبداع التشكيلي.
في المعرضين قدم الفنان بنعلي الرباطي أعمالا إبداعية، شكلت مدينة طنجة، منبع إلهامه الموضوع والقضية، إذ قدم باللون الصافي الوجوه والأسواق والعادات، الرجال والنساء والأزقة والحارات ومواكب الأعراس التي أبان من خلالها مهارته الإبداعية وقدراته في الرسم والنقش والتزويق وعمق الرؤيا وعمق التمكن من الريشة
وسواء في لندن أو في مرسيليا، استأثرت أعماله التشكيلية باهتمام العديد من النقاد والكتاب والفنانين، لما لها من أصالة وأهمية، حيت كانت ملاحظة العديد منهم .تتركز على شخصياته المبسطة، بضربات ريشة محددة،والتي تسلط الضوء على تألق الألوان، وعلى النظرة التعبيرية للفنان..
في سنة 1922 نظم معرضه الثالث بقصر المامونية بمسقط رئسه/ الرباط بدعوة من مصلحة الفن المعاصر التابعة للإقامة الفرنسية، إذ حضر حفل تدشين هذا المعرض نخبة من الشخصيات الفرنسية والمغربية التي أبهرت بالجمال الإبداعي الذي يطبع أعمال هذا الفنان.
من هذا المعرض توجهت العديد من أعمال الفنان بنعلي الرباطي إلى متاحف باريس ولندن وستوكولم، بعدما وصفته أقلام بعض النقاد برائد الفطرية وأطلقت عليه أقلام أخرى رائد الواقعية التشخيصية الذي تعتمد أعماله التشكيلية الدقة في الخط والرسم، ما يجعلها قريبة من التصوير الاستشراقي.
-3-
*ازداد الفنان محمد بنعلي الرباطي بمدينة الرباط سنة 1861
*في سنة 1886 انتقل مع أسرته إلى مدينة طنجة
*في سنة 1903 عمل طباخا لدى الفنان الايرلندي السير جون لافيري (فنان بلاط ملكة بريطانيا) وببيت هذا الفنان يبدأ بنعلي الرباطي في ممارسة التصوير التشكيلي بالصباغة المائية. 
*في سنة 1916 صحب السير لافيري إلى العاصمة البريطانية لندن، حيت أقام معرضه الأول في رواق غوبيل.
*في سنة 1919رحل إلى مدينة مرسيليا /فرنسا لينظم معرضه الثاني مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى، ويظل مقيما بها إلى سنة1922 حيت عاد إلى مدينة طنجة.
*في هذه السنة (1922) نظمت له مصلحة الفن المعاصر بمسقط رأسه الرباط معرضه الثالث بقصر المامونية.
*في سنة 1933 حصل على مرسم خاص برياض السلطان بمدينة طنجة، إذ أصبح فنانا معترفا به من طرف السلطات الرسمية. وفي هذه السنة أيضا افتتح رواقه الخاص بقصبة طنجة، وقد يكون هو أول رواق للفنون التشكيلية بالمغرب.
*في سنة 1939توفى الفنان الرائد،الأب الروحي للفن التشكيلي الحديث بالمغرب،تاركا أعمالا فنية تؤرخ لمرحلة مهدت للحداثة الفنية بالمغرب، تشهد على ريادته الإبداعية.
أعماله تعد تركة تاريخية، تؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ مدينة طنجة، بنظرة تحترم القيم والتقاليد المغربية. 
*خلال حياته رحمه الله عمل إلى جانب هوايته الرسم، عمل طباخا ونجارا وعاملا في معامل السكر وإطفائيا في الجيش الاسباني، وحارسا في وكالة بنكية.
رحم الله فناننا الكبير، الذي لم يأخذ حقه حتى الآن إذ مازال بيته بقصبة طنجة ينتظرإنقاذه من السقوط وتحويله إلى متحف يحمل اسمه وأعماله وما كتب عنه.
أفلا تنظرون... ؟.



محمد اديب السلاوي 

بقلم حبيبة شقرون

يوم عبوس قمطرير

غيومه نبأت بوقع مرير
فكان لها من هبة نصيب
تستغيث وتستغيث ولا مجيب
في الخارج  جمهور  رهيب
يتفرج وكأنه في قاعة عرض
بلا شعور بلا إحساس إنه المرض
مرض الأنانية أضحت في القلوب سواسية
تأخر الإنقاذ بإلحاد الاستعداد
كأن الأرواح أضحت جماد
رحماك   ياااااا  الله  بهذا البلد
إلى أين المصير ؟
فالجميع في تقصير !


حبيبة_شقرون