الاثنين، 2 مارس 2020

دكتور رمضان الحضري

الفنون
(تغيّر الماهية والوظيفة
***************
في الثلث الأول من القرن الثامن عشر كانت أكبر أحلام الشعب الأمريكي أن يحصل على استقلاله عن بريطانيا ، وفي نهاية القرن الثامن عشر كانت أحلامهم أن يزرعوا أرضهم لتكفيهم المحاصيل ، وبدأت نهضتهم بزراعة التبغ وتصديره ، ثم زراعة المحاصيل وتصديرها ، ولم تكن هناك خطة للعلوم ولا للتكنولوجيا ، فكانوا ينتظرون القادمين بالعلوم من أوربا وبخاصة بريطانيا وألمانيا وفرنسا .
ومع مطلع القرن العشرين انتبهت الولايات المتحدة الأمريكية للعلوم والفنون والآداب إلى جانب الزراعة والصناعة حتى أصبحت أكبر دول العالم فى التكنولوجيا والأقتصاد والقوة العسكرية ، وربما تعتبرالقطب الأوحد فى العالم خاصة بعد إنتهاء فترة الحرب البارده التى استمرت حوالى 46 سنة ، حيث إنهار الإتحاد السوفيتى عام 1991 ، مما جعل الولايات المتحدة أكثر سيطرة على مستوى الكرة الأرضية .
هذه تقدمة تتعلق كثيرا بموضوع الفنون ، حيث إن الفنون شأنها شأن المجتمعات تتطور وتتغير حسب الأهداف والوظيفة الجديدة المنوطة بها .
فكان الرسام يرسم وجوه الأشخاص قبل إختراع كاميرا التصوير ، فلما ظهرت الكاميرا أصبح التصوير من خصائص الكاميرا وليس من خصائص الرسام ، وكان الخطاط إلى وقت قريب هو الذى يزين الحروف والكلمات حتى جاء الكمبيوتر فأصبح دور الخطاط محدودا ، وكانت الفرقة الموسيقية تؤدى بكاملها لحن الأغنية ، بينما الأن يمكن تسجيل صوت كل ألة موسيقية منفردا .
 ماقلته سابقا محض معلوم لدى عامة المثقفين ، بيد أن خيالي يرى أن أول من رسم شجرة على الرمال ظل يحرس رسمه طويلا وربما بنى كوخا حتى لايمر أحد فوق رسمه ، وربما بنى فوقها كوخا حتى لاتمسحها الرياح ، وربما من رسم طائرا كان يخاف أن يمسك بجناحه ظنا منه أنه سوف يقع على الأرض ، رغم أنه مرسوم على الأرض ، ويؤيد كلامي هذا ماحدث في بعض معارض الفنون التشكيلية حينما قالت سيدة لرسام معلقة على صورة امرأة ، إن ذراع المرأة الأيمن أطول من ذراعها الأيسر ، فقال لها الرسام ياسيدتي هذه صورة وليست امرأة ، وكذا ماحدث من أحد أباطرة الصين ، حينما قال لرسام قصره : امسح صورة النهر التي رسمتها على هذا الجدار ، لأنني من يوم أن رأيتها لا أستطيع النوم جيدا من صوت خرير الماء في هذا النهر .
نعم الفنون مؤثرة جدا في حياة الناس ، بل هي الجانب الأكبر من حياة الناس ، حيث تتعامل الفنون مع الحواس والوجدان والشعور ، والروح والإحساس ، وهي الجوانب الأهم في الشخصية البشرية ، فمرض الجسم سهل أن يشفى بسرعة أكبر من مرض الروح والشعور .
فالجسم الجريح حينما يكون متفائلا ويملك قابلية للشفاء فغالبا يصل للشفاء بسرعة ، بينما الإحباط والخوف والاكتئاب والهلع والقلق والصراع والفصام وغيرها من الأمراض النفسية يكون الشفاء منها عسيرا بدرجة كبيرة ، وقد ضرب العرب مثلا لذلك واضحا جليا حينما قالوا : لو أن هناك شاة مجروحة فالعناية بجرحها وطعامها سوف يجعلان الشفاء أمرا سهلا وسريعا ، بينما لو أتينا بشاة قوية وربطنا أمامها ذئب فسوف تخاف 
وتمتنع عن الطعام وتموت ، إذا كانت هذه مشاعر الحيوانات ، فما بالنا بمشاعر الإنسانية .  
وتاريخ الفنون هو تاريخ البشرية تماما ، فقد أرخ لها البعض بحوالي أربعين ألف سنة قبل الميلاد ، والبعض الآخر أوصلها إلى مائة ألف سنة قبل الميلاد ، وتم الكشف عن رسوم على جدران الكهوف تصل إلى ثلاثين ألف سنة قبل الميلاد ، وقد تحدث ديورانت _ في كتابه الشهير ( قصة الحضارة ) والذي ترجمه الفيلسوف المصري العظيم / زكي نجيب محمود _ عن هذه التواريخ بالتفصيل في الجزء الأول من كتابه .
فحضارة البشرية بدأت بالفنون غالبا وهذا ظني ، ولم تبدأ بالعلوم أبدا ، لأن حاجات الإنسان النفسية تفوق حاجاته العلمية ، وسعي الإنسان خلف الجمال يفوق سعيه خلف الاختراعات والاكتشافات ، ولذا فكل الأمم المتقدمة تتقدم فنيا وثقافيا قبل أن تتقدم علميا وتكنولوجيا ، وقد قامت الحضارة الأوربية الحديثة على آراء جوتة شاعر ألمانيا العظيم ، وتلميذه النجيب الفيلسوف / هيدجر ، وكان تأثير شكسبير وموباسان وكاييم وغيرهم أكبر من تأثير العلماء في أوربا ، حيث إن الفنون تمثل قوة الدفع النفسي والإنفعالي ، وهي المحرض الرئيس على الإبتكار والاكتشاف .
وتنقسم الفنون إلى فنون تشكيلية مثل :
 الرسم والتصوير والتصميم والمونتاج والنحت 
والعمارة والخط والإضاءة .
وفنون تعبيرية وحركية مثل : 
الرقص والسيرك والتمثيل والدمى والإلقاء .
وهناك فنون تطبيقية مثل :
الديكور والسجاد وتصميم الأزياء والخزف والحلي
والتطريز وصناعة الأثاث والمجوهرات .
وهناك فنون الكتابة مثل :
الشعر والرواية والمقال والتحرير الصحفي وغيرها .
وهناك فنون صوتية مثل :
الإذاعة والغناء والموسيقى والترتيل .
لست مهتما هنا بالتأريخ للفنون ، ولكنني مهتم بمحاولة إثبات أن الفنون تعيد تشكيل نفسها حسب العصر الذي تعيش فيه ، وربما العكس كذلك ، فأعني أن الفنون هي التي تقوم بتشكيل العصر ، فليس شعر المتنبي كشعر امريء القيس ، وليس شعر شوقي كشعر المتنبي ، وليس شعر نزار قباني كشعر شوقي ، وليس شعر عبدالعزيز جويدة كشعر نزار قباني .
هي حركة الحياة التي تحركها الفنون ، أو حركة الفنون التي تحركها الحياة ، وفي جميع الأحوال فإن ماهية الفنون تتغير حسب تغير الأهداف ومفردات الحياة ، فقد كان هدف الشاعر العربي قبل الإسلام أن ينتصر لقبيلته ، وتحول بعد الإسلام لينتصر الشاعر لدينه وعروبته ، وتحول في العصر الحديث لينتصر لدينه وعروبته  ودولته ، فتغيرت الأهداف .
وكان الشاعر العربي ينتظر محبوبته في أماكن الرعي أو عند عيون الماء ، أو يدخل عليها خدرها وخيمتها .
بينما الآن ينتظر الشاعر محبوبته في موقف باص أو مقهى أو ملهى أو في شارع ما ، فتغيرت الأدوات .
كان الشاعر قديما فارسا يدافع عن قبيلته بالسيف والدرع والخيل ، بينما الشاعر الآن يدافع بالكلمة عبر وسائل الاتصال المرئية أو المسموعة او المقروءة ، ولذا لم يبق من السيف إلا رمزيته فقط ، فقد انتهى دوره في الحروب للأبد .
أما ماهية الفنون ووظيفتها في الوقت الحالي ، فهذا موضوع اللقاء القادم بأمر الله تعالى .






السبت، 29 فبراير 2020

عبد حوراني

"....../ فلسطينية/........"
الفدائية : ليلى خالد.




روايةُ ليلى هُنا باختِصارْ
قَنابِلُ عِزٍّ تهزُّ المَطارْ
سَتَقطُفُ نَصرًا تُباهي الزَّمانَ
بجَبهةِ ليلى يَهيمُ السَّمارْ
سَتَسْمُوَ فَوقَ عَنانِ السَّماءِ
ويعزفُ لَحْنَ النِّضالِ الصِّغارْ
تَعودُ البلادَ لِحَمْلِ السِّلاحِ
بعزمٍ تُقارعُ غازي الديارْ
وتَجْعَلُ غَمْرَ الحُقولِ قنابِلَ تُفهِمُ إبنَ السُّعودِ الحِمارْ
فَبِئْسَتْ بَعارينُكُمْ يا عَرَبْ
فَلَيلَى اللَقَاحُ وليلى البَذارْ
فليلى وأنتِ كَنَجْمِ السماءِ
زَرَعْتِ الكرامةَ في كُلِّ دَارْ
فَصَحْبُكِ كانوا حُماةَ الدِّيارِ
سَفينٌ يَشقُّ عِبابَ البحارْ
نُرَبّيَ أجْيالَ تَأبَى الخُنوعَ
لتَسْلُكَ نَهجًا يُغيظُ التَّتار
تُقاومُ تَهدمُ كلَّ العنابرِ ترفعُ  إسمَكِ فوقَ الجدار
ونَصْرُخُ ليلى شَبيهُ المَلاكِ إِسْمٌ وأشْعَلَ في الصَّدرِ  نارْ
فزيتونُ نقطفُ مِنهُ لِنأكُلَ مِنكِ قَطفْنا ثِمارَ الوَقارْ
قَطَفتِ الطيورَ التي في السماءِ
كَتَبتِ رَسَمتِ عَرَفتِ المَسارْ
فَانتِ البريقُ الذي في الحُروفِ
وَانتِ اللمارُ الذي في النَّهارْ..

عبد حوراني

محمد أديب السلاوي

الفساد المالي، الظاهرة المتجددة بالمغرب الراهن.



الفساد المالي في قواميس اللغة، و في القواميس الاقتصادية السياسية والمالية، يعني، الاعتداء على المال العام نهبا أو اختلاسا، باستغلال النفوذ أو الزبونية، أو باستعمال وسائل وطرق خارج القانون.
والمال العام في نظر فقهاء الشريعة و فقهاء القانون، هو كل ما تعود ملكيته للأمة، سواء كان نقدا أو عقارا أو وسائل نقل أو أدوات، ليس من حق الأشخاص الذاتيين أو المعنويين التصرف فيه، فهو أمانة في عنق أولي الأمر من المسؤولين الذين يتولون تدبيره نيابة عن الأمة باسمها و لفائدتها.

و لأن المال، مارد جبار، تخضع له الرقاب و تنجذب له النفوس، يحث على الخيانة  و الكذب والتزلف والنفاق و الضعف و التقهقر ليصبح فساده… منظومة واسعة تستقطب الخونة والمنافقين والضعفاء، و كل الذين باعوا ضمائرهم للشيطان … وما أكثرهم في الزمن الراهن. 


والفساد المالي ليس معضلة مغربية، فثمة اليوم جرثومة خبيثة تنخر جسد "النظام الدولي الجديد" تدعى الفساد المالي… وقد أصبح هذا الفساد ظاهرة رائجة متجددة في المجتمع العالمي ومتجذرة في حوالي مائة و ستين (160) دولة، حسب تقارير المؤسسات المختصة في عالم الجريمة.

وقد نظمت الهيئات و البنوك و الصناديق الدولية خلال العقدين الماضيين، العديد من المؤتمرات و الندوات، لمناقشة هذه الظاهرة على المستوى الأخلاقي و الثقافي و الحضاري، بهدف التوصل إلى علاجات قابلة للتنفيذ، والى قوانين لازمة و قادرة على استئصالها من جذورها و تخليص النظام الاقتصادي من شرورها.

هكذا أظهرت الدراسات العلمية التي اعتنت بهذه الظاهرة، أن الفساد المالي لا يعم فقط الدول المتخلفة، و لكنه يشمل الكثير من الدول الصناعية و النامية...كما أظهرت أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية التي يمر بها العالم اليوم، و هو في قلب الألفية الثالثة، قد زادت أمر هذا الفساد تعقيدا، بسبب الفراغ المؤسساتي الذي نجم عن انهيار الاتحاد السوفياتي، وكل المعسكر الاشتراكي، وهو ما وفر بعض الفرص الجديدة لشبكات الفساد الإداري والجريمة المنظمة في العديد من دول الغرب وإفريقيا و آسيا، للانخراط في هذه الظاهرة.

وليس بعيدا عن الدراسات و المؤتمرات العلمية / العالمية التي اعتنت / تعتني بالفساد المالي، هناك الواقع اليومي الذي يعطي الدليل القاطع، على التوسع المستمر لدائرة الفساد في عالم اليوم.حيت تجدب قوة المال رؤساء دول و حكومات ووزراء ومسؤولين على مستويات مختلفة إلى السقوط في فخ الإغراء، حيث يضبط القانون كل لحظة مئات الملايين من الدولارات ،تدخل الحسابات السرية الخاصة، لقاء خيانة الأمانة و خيانة القانون.

إذن ...الفساد المالي، ليس ظاهرة أو قضية مغربية أو افريقية، فهو ظاهرة شائعة في العديد من دول الشمال و الجنوب، تحتل مكانة متقدمة في العالم الثالث/المتخلف، إذ تستغل طبقة المفسدين مواقعها بالسلطة، داخل الإدارة العمومية وخارجها، للقيام بانحرافات وسرقات للحصول على الامتيازات والأراضي و العقارات والصفقات و القروض الكبيرة، وهي سلوكيات تتخذ مظهرا سياسيا في العديد من هذه البلدان.

وحسب ملاحظات الخبراء الدوليين حول هذه الظاهرة، فان وضع الفساد المالي الممزوج بالسياسة، أبرز في العالم المتخلف / السائر في طريق النمو ظواهر جديدة، تتصل بتبييض أموال الرشوة و تهريب المخدرات و الاتجار في " اللحم البشري"، و الصفقات و الأموال المسروقة و المهربة، و هو ما طبع العلاقات بين المؤسسات المالية بالعديد من دول العالم المتخلف / السائر في طريق النمو. والبنوك و المؤسسات المالية الدولية بعدم الثقة و الارتياب.

الفساد المالي، كما أنه يشكل احد أهم العوامل المؤسسة للتخلف، يعتبر إساءة مطلقة لاستعمال الوظيفة العمومية للكسب الخاص أو لمراكمة المكاسب على حساب مصالح الدولة، أو لتضخيم الثروة الشخصية أو الاستفادة إلى أقصى حد من تأثير النفوذ المالي للبقاء في السلطة.

والفساد المالي ظاهرة خطيرة و مؤثرة، ابتلى بها المغرب في عهد احتكار السلطة، طبع الفاعلية الاقتصادية والاجتماعية على مدى فترة طويلة من الزمن المغربي. صنع تحالفات متعددة متداخلة ومتشابكة بين شركاء السلطة و شركاء السياسة، و شركاء المال و الأعمال، بين الوسطاء والبيروقراطية الفاسدة، و هو ما صنع في النهاية "اللوبي" الذي اتخذ بتراكم السنين حجم الغول الذي أصاب الديمقراطية و حقوق الإنسان و المواطنة بخسائر فادحة لا تقدر بثمن.

و الفساد المالي،لم يوجد على الأرض المغربية بالصدفة، انه جاء نتيجة طبيعية و عادية لفساد متعدد الأسماء و الصفات والانتماءات و الأشكال، وجد مناخه المناسب في إدارة مريضة بالرشوة والمحسوبية واستغلال النفوذ، في مناخ سياسي / حزبي مريض و مترهل، فتغلغل وتعمق في فضاءاتها، إلى أن صنع منها منظومته المشؤومة.

و على أن ظهور "الفساد المالي" بالمغرب، لا يعود لحقبة معينة من التاريخ، فإنه ارتبط دائما بسلسلة من الظواهر السلبية، منها الفقر و الأمية و الجريمة المنظمة و العبث بحقوق الإنسان،  و بمفاهيم دولة القانون. ففي فترات غابرة من تاريخ المغرب سيما قبل الفترة الاستعمارية (1912_1956) عانت البلاد من فساد مالي تنوعت أساليبه و أشكاله و مآسيه و تنوعت مظالمه و فواجعه، حيت كان " إعلان الحماية" نتيجة طبيعية و حتمية لآثاره.

و الفساد المالي في التاريخ و في الجغرافيا لم يكتف بالاعتداء على مال الدولة و مال الشعب نهبا و اختلاسا و ابتزازا، و لكنه عمق دائما ثقافة احتكار السلطة و مصادرة الحريات و فساد القيم الانتخابية وتغييب الرقابة وإلغاء دور المجتمع المدني داخل مؤسسات القرار السياسي، لتبقى منظومته حية ومستمرة وبعيدة عن المساءلة.

و الفساد المالي هنا وفي مختلف أنحاء الدنيا،كان و لا يزال هو العدو الأول و الأساسي للتنمية الديمقراطية، انه آلية خفية يخترق القانون والقرارات السياسية و المؤسسات الإنمائية، ويحول الحكومات والبرلمانات والمحاكم، إلى مؤسسات شكلية، كما يحول المجتمع إلى فضاءات للعبث و المتاجرة.

إن نهب المال العام، يشكل خرقا قاسيا للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية المنصوص عليها في المواثيق و العهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، خصوصا العهد الدولي الخاص بالحقوق  الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي تؤكد جميعها على حقوق المواطنين في ثروات بلدانهم و خيراتها بالمساواة. وعلى حقهم في الإعلام و الخبر والوصول إلى مصادره والمشاركة في الشأن العام و مراقبته و تدبيره. وعلى حقهم في مساءلة كل من يخل بالمسؤولية.  

واعتبارا للترابط الوثيق غير القابل للتجزؤ ما بين الحقوق السياسية والمدنية من جهة  و الحقوق الاقتصادية من جهة أخرى  والذي يعتبر على أساسه، السطو على المال العام  و تهريبه أو نهبه، سطو وانتهاك خطير لحقوق الإنسان، لما ينتج عنه من أخطار الفقر والبؤس الاجتماعي، ومن إمكانيات التلاعب بأصوات المواطنين واختياراتهم  و دورهم في المشاركة في الحياة العامة الوطنية. 

وتأسيسا على ذلك يعتبر الفساد المالي من صلب الجرائم الاقتصادية التي تخل بتوازنات المجتمع و حيويته، التي أدت، بالإضافة إلى حرمان المغرب من استغلال ثرواته، إلى الفقر المدقع لشرائح واسعة من أبنائه و إلى ارتفاع نسبة الأمية و انخفاض مستوى الدخل، وإلى ارتفاع نسبة البطالة و خاصة بالنسبة إلى حاملي الشهادات. 

يعني ذلك، أن الفساد المالي، في عالمنا اليوم، لا يقتصر على تحويل إمكانات الدولة وأموالها ونفوذها للمصالح الخاصة، بل هو أكثر من ذلك، إجرام يعمل على تحويل الدولة إلى أداة لنهب الثروات و تراكمها في جيوب وأرصدة الخونة / الفاسدين. والى احتكار المناصب والزعامات والانفراد بها. وبالتالي إلى تخريب الديمقراطية و قيمها وتحويلها إلى ديكتاتورية و من ثمة أصبح هذا الفساد اللعين، يشكل تحديا حقيقيا للتنمية والاستقرار السياسي، نجمت عنه عواقب كارثية، أثرت سلبا على المجتمع والسياسة والاقتصاد، وعلى قدرات الدولة على إيجاد الحلول لمشاكلها المتراكمة و المتداخلة، و تحقيق طموحات المواطنين في الانتقال الديمقراطي و التنمية و الحداثة.

محمد أديب السلاوي

الخميس، 27 فبراير 2020

محمد أديب السلاوي

الفساد الانتخابي الذي هزم الديمقراطية بالمغرب الراهن.



الانتخابات دورة أساسية في حياة الأمم ذات الأنظمة والتقاليد الديمقراطية. فهي آلية لتناوب الكتل السياسية والقوى الاجتماعية والاقتصادية، تمد الدولة والأحزاب بالدماء الجديدة والأطر الجديدة.
 وفي الدول التي تعمل بالديمقراطية، تشكل الانتخابات فرصة للتلاقي والتواصل والتحاور والمشاركة والاختيار.

وقد أدرك المغاربة مبكرا هذه الخاصية، وأدركوا معها أن الانتخابات هي دورة أساسية في حياتهم، وإنها القناة السياسية التي تصنع للدولة ولمؤسساتها، النخبة والأجيال، ولكنهم صدموا باستمرار من طرف السلطة التي جعلت من العمليات الانتخابية قاطرة لتحقيق خططها وأهدافها المتعارضة مع قيم الديمقراطية، ومع التطلعات الوطنية.

ويجب الاعتراف أن الفساد الذي عرفته الانتخابات على يد السلطة خلال الأربعين سنة الماضية لعب دورا أساسيا في هزيمة الديمقراطية بالبلاد، وفي تحجيم دور المؤسسات وإفشال مفعوليتها، فهزيمة الديمقراطية لا تتمثل فقط في تمييع وتزوير العمليات الانتخابية، ولكنها بالأساس تتمثل في تمييع الفضاء السياسي برمته، حيث فقد مصداقيته، ودوره في التربية والتأطير والمشاركة.

إنه من سوء الأمراض التي أصابت الديمقراطية المغربية، تلك "السلبية" التي طبعت الاستحقاقات الانتخابية في العديد من مراحل تاريخ المغرب السياسي، والتي أدت إلى "تشكيل" مجالس بلدية وقروية وغرف مهنية، وبرلمانات تفتقر إلى القوة الاقتراحية، وعاجزة عن الإنتاجية والابتكار والحماس، لا تتحلى بالكفاءة، عاجزة عن التأثير، وعن التعبير عن إرادة الجماهير، وعن تحريك عجلة التنمية والتقدم، رغم إقرار العديد من القوانين التنظيمية التي تحدد إطار عملها وتفعيلها، رغم توسيع إختصاصاتها وتطوير آلياتها. وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، سنة بعد أخرى، وانتخابات بعد أخرى.

ولا شك أن " السلبية" التي تسلطت على المسلسلات الانتخابية في المغرب منذ مطلع الستينات إلى اليوم، لا تتجلى فقط في وصول طبقة من الانتهازيين إلى مراكز المسؤولية والى المؤسسات المنتخبة بسبب شراء ذمم الفقراء بالمال الحرام وبدعم من " السلطات"، ولكنها تتجلى أكثر في ابتعاد الجماهير عن المشاركة وفي عدم تأطيرها بشكل صحيح من طرف الأحزاب والحركات السياسية، وهو ما أدى دائما إلى نتائج عكسية مدمرة للديمقراطية، وللانتخابات وللمجتمع بكافة شرائحه وفصائله.

وعلى امتداد أربعة عقود "انتخابية"، اتخذت هذه "السلبية" شكلا مرضيا واحدا، يتجلى في الغش والتزوير والارتشاء وتدخل السلطة، وهو ما أصبح يعرف لدى الإعلام، ولدى العامة من المواطنين"بالفساد الانتخابي" والفساد، فعل ضد البشرية قديم قدم التاريخ وقدم الإنسان، أباد حضارات ومذاهب وأفكار وعقائد وسلوكات وتقاليد وعادات، وبسببه اندلعت حروب وأزهقت أرواح بشرية، وبسببه أيضا انهارت أنظمة وقامت أخرى.
والفساد يعني في المفاهيم الشعبية المتداولة، افتقاد الطهارة، وفي المفاهيم السياسية، يعني الاستخفاف بالمسؤولية، ومصادرة الرأي وخيانة الأمانة، وطعن الجماهير / الأمة في ظهرها، والتلاعب بمصالحها وقيمها.
والفساد في واقع الحياة، يصعب حصره وضبطه بدقة، فهو ينسحب على مجالات الحياة كلها، فهو عالق بالسياسة والاقتصاد والمجتمع والأخلاق، لأجل ذلك أصبح الفساد هو القضية الأكثر تهديدا للأنظمة والشعوب على السواء.
ومفهوم الفساد في القواميس اللغوية والمتون الفلسفية والسياسية، يختلف من ثقافة لأخرى، ومن فئة لأخرى، ومن زمن لآخر،لكنه مع " الاختلاف المفاهيمي"، يبقى الفساد هو فعل ضد الإصلاح وضد الأخلاق وضد الشرائع الدينية / السماوية وضد القيم الإنسانية.

وعن أسباب الفساد وأصوله، تتفق العديد من البحوث الأكاديمية، على أن " السلطة السياسية" في عالمنا اليوم، هي أصل وهوية الفساد، تعلل ذلك بالقرارات والتصرفات السياسية، للعديد من "قادة" الأرض، التي أدت الى تخريب المجتمعات وقيمها، والى إشاعة التسفل بين الشرائح والفئات...

فالسياسة لا تنحصر آثارها في المجال السياسي، بل تمتد إلى الأفراد والمجتمعات والقطاعات، خاصة وان فاعليتها في كل الأمم والشعوب، تعتمد على "النخبة" التي تعمل على توزيع المصالح والمسؤوليات، المتحكمة في المجتمع والقيم والأخلاق، وفي الأموال والرقاب، وهو ما يجعل " الفساد" ابنا شرعيا للسياسة ولنخبتها.
وبتجربة الشعوب التي نخرها سوس الفساد (ولنا في الوطن العربي بعض أصنافها)، فإن النخبة السياسية "المخدومة" والتي تصل السلطة خارج المشروعية، بواسطة انتخابات مزورة، أو في ظل ديمقراطية مغشوشة، تعطي الفساد قدرة على التوالد والتنامي والتجديد... وتعمل على تزويده" بالآليات" التي تمكنه من فرض نفسه على البلاد والعباد ليلقي بظلاله على مصالح الناس، أينما وجدوا وكيفما كانت حالتهم الاجتماعية والمالية والثقافية.

وبحكم العلاقات التي تفرضها على نخبتها تصبح"المصالح" بين أفراد هذه النخبة خارج الشرعية والقانون، فعلى يد هذه النخبة أهدرت قيم القانون في العديد من بلدان العالم الثالث، وصودرت الحريات العامة، وغيبت الرقابة الشعبية، وألغيت مؤسسات المجتمع المدني في العديد من أقطار الوطن العربي...لتصبح "السياسة" مصدرا أساسا للفساد، في أصنافه ومستوياته المختلفة.
إن اتساع الأدوار السياسية والاقتصادية والمالية للفاعلين السياسيين، أدى في أقطار عديدة من العالم، إلى اتساع موازي" لمنظومة الفساد..." وبالتالي أدى إلى انهيارات اقتصادية وأخلاقية، ما زالت حديث الساعة وحديث الناس في الأرض.
ولقد كشفت العديد من الدراسات الأكاديمية، أن الفساد الانتخابي / السياسي / الإداري / المالي، هو فساد مترابط ومتداخل مع ظواهر الإجرام الأخرى، المتصلة بالمجتمع ومؤسساته المختلفة. وكشفت هذه الدراسات، أنه بسبب التراكم، أصبح للفساد في العالمين المتقدم والمتخلف على السواء، تقاليده ومؤسساته وسلطاته، لتصبح مكافحته صعبة ومستحيلة في العديد من الدول، غذ بلغ اليأس حدا جعل العديد من الناس يسلمون بأن المكافحة، لن تكون سوى ضرب من العبث، أو ربما كانت كالاعتراض على قوانين الطبيعة، بعدما أصبح الاعتياد على الفساد سنة أو نهجا في العيش وفي المعاملات والخدمات، وفي السياسات له القدرة أكثر مما للقوانين التي تكافحه أو تنهي عنه.

والفساد الانتخابي "كفصيلة من منظومة الفساد" ليس مرضا ظرفيا، فهو جزء لا يتجزأ من "الفساد العام" الذي استسرى واستفحل في دواليب المؤسسات المنتخبة، والإدارة العمومية والقطاعات الاقتصادية...وكل المجالات الحيوية الاخرى بالبلاد، لفترة طويلة من التاريخ.
لقد توفرت للفساد الانتخابي (بالمغرب) بمكوناته : الرشوة والمحسوبية واستغلال النفوذ والزبونية خلال العقود الماضية، كل إمكانات الاتساع والاقتدار والنمو، وكل فرص البقاء والاستمرار والتطور والامتداد، حتى إذا وصلت هذه الفترة من تاريخ المغرب السياسي، وجدناه حاضرا بقوة وكثافة على جدارية الديمقراطية. على البطائق الانتخابية. وعلى صناديق الاقتراع. وعلى الفائزين في الاقتراعات المختلفة، يفعل فيها ما يريد، يوجهها حسب هواه وإرادته.
عندما استقبل المغرب القرن الواحد والعشرين، كان المغاربة قد "انتخبوا" خمسة برلمانات (1963-1997) وصوتوا على خمسة دساتير، وخاضوا عددا من الاستفتاءات التي كان محورها تعديل الدستور، ولكن مع ذلك لم تكن النتيجة-كما نرى- في فصول هذه الإضاءة – باعثة على الفخر والارتياح إلا أنها كانت هامة لثقافة الشعب المغربي السياسية، وهامة لتسييس فئات واسعة من المواطنين ولتأطيرهم ولبلورة طموحاتهم الديمقراطية والحقوقية، رغم التشوهات التي لحقت بالعمليات الانتخابية ورغم تراجع دور الأحزاب والمؤسسات السياسية، مما يجعل الشفافية والموضوعية والمصداقية تحديات كبيرة وقوية يواجهها المغرب الجديد في عهده الجديد.
وبعيدا عن حالات الفساد التي عمت الانتخابات المغربية، خلال القرن الذي مضى، يجب التأكيد على أن التجارب الانتخابية في المغرب، ظلت على عادتها،(تمييع الخريطة السياسية / عزوف الناخبين / تدخل الرشوة والمال والتجاوزات الإدارية)، واحدة من أبرز الخصوصيات التي انطبع بها المغرب دون العديد من الدول العربية والإسلامية، ودول أخرى عديدة من العالم الثالث، وهي إقرار التعددية في دساتيره المختلفة، وأن هذه التجارب ظلت من سنة 1963 إلى اليوم، تعبر – بشكل أو بآخر- عن علاقة القوة بالفاعلين السياسيين، وعن النهج السياسي المتنامي لدى شرائح واسعة من المواطنين، خاصة الشباب الذين أصبحوا يحتلون مرتبة متقدمة في نمو المغرب الديمغرافي (52% في أواخر التسعينات) وعن نضج ثقافة حقوق الإنسان لدى هذه الشرائح.

من هذه الزاوية يمكننا أن ندرك بيسر وسهولة، الأسباب التي تجعل المجتمع المدني المغربي، يولي قضية الانتخابات في العهد المغربي الجديد كل هذه الأهمية، فهذه الانتخابات تأتي في زمن مغاير، إذ هي الأولى في عهد جلالة الملك محمد السادس، الذي حمل معه مبادرات كبيرة رسمت معالم النهج الديمقراطي المستقبلي، وهو ما يتطلب في نظر العديد من الفعاليات الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، ضرورة التخلص من ترسبات الماضي، وتصحيح المفاهيم السياسية والدستورية المرتبطة بالعمل والآليات الانتخابية، وتطهير المسارات المؤدية إلى دولة الحق والقانون.

ولاشك أن الوصول إلى هذا الهدف، لا يتطلب فقط إعادة النظر في "الإشكالية الانتخابية بالبلاد" وما يرتبط بها من إشكالات تتعلق بتأسيس الأحزاب وتنظيمها ودمقرطتها، وبالمدونة الانتخابية وقوانينها التنظيمية الزجرية والرقابية، وإنما يتطلب إضافة إلى ذلك تعزيز الضمانات الإدارية المرتبطة برفع وسائل الضغط على الناخبين وشراء ضمائرهم، تعزيز لجان الرقابة، وتشديد العقوبات على المنتهكين للقوانين الانتخابية وهو ما يتطلب وضع خطة وطنية محكمة، بمشاركة كل الأطراف السياسية المسؤولة دستوريا عن المساهمة في تأطير المواطنين، وفي مقدمتها الأحزاب السياسية التي تمثل أداة سياسية لكل نظام ديمقراطي.

وإذا كان الشعب المغربي، ممثلا في قيادته وأحزابه ومؤسساته يسعى إلى أن تكون انتخابات "العهد الجديد" نقطة تحول في التاريخ المغربي، فإن نخبه التقدمية والديمقراطية، ترى قبل الوصول إلى هذا الهدف، مباشرة العمل على تخليق الحياة السياسية وتجاوز الأساليب اللاأخلاقية التي تمت بها الاستحقاقات الماضية. وقد لا يكون الأمر يسيرا بفعل التراكمات والوقائع السلبية التي انطبعت بها الحياة السياسية طيلة العقود الأربعة الماضية، حيث ساهمت الإدارة وبعض المنظمات الحزبية في تمييع العمل الانتخابي والمس بمصداقيته.

هل يعني ذلك أن الوقت قد حان لتصحيح المسار الانتخابي، ومن خلاله المسار المؤسساتي في البلاد...؟
هل يعني ذلك أن الوقت قد حان لتغيير السلطة / الدولة. والأحزاب السياسية واللوبيات، نظرتها إلى المسألة الانتخابية، والمسألة الديمقراطية عموما...؟


محمد أديب السلاوي 

الثلاثاء، 25 فبراير 2020

سلوى اسماعيل

إعلان
ـــــــــــ
مكتب بريد مهجور للبيع 
مليء برسائل لم تصل لأصحابها 
ووشوشات مكتومة في الهواتف المعطّلة
وعكّاز لرجل عجوز.. 
نسيه حين أخبروه، أن صندوق بريدهِ فارغ منذ سنة 
أخيراً..
منديل وردي مبلل بالدمع،
لصبية كانت تنتظر كل يوم، خبراً من حبيبها الأسير.

/ مهند الشهرباني/

....................
لن ابيع 
ارمم قلوباً مهجورة
حمامة أجوب مدن الحلم
بحثاً عن عناوين صادرها القدر
انثر رسائلاً معتّقة بنبيذ الإنتظار
 تثمل نوافذاً معتمة
نور يداعب ستارة قلب فقد صلاحيته
في دروب العدم
وشوشات الهواتف حدائق 
رياحين تعيد للذاكرة صوراً غيبتها
 ظهر عجوز سنديانة 
ريح الوحدة أحنت كاهله
 رسالة بعبق الماضي تعيد توازنه
 منديلاً وردياً،بلون خد صبيه
مشبعاً بدموع العشق
على وجه أسير أنثره
عمر ينتش حبقاً
 تحيي قلباً 
املاً بلقاء يحرره



/ سلوى اسماعيل/

ابراهيم سبتي في بورتري لجمعة اللامي

قاص عراقي معاصر 
 جمعة اللامي: فضاء السرد الحر

قرأت مجاميعه القصصية الاولى التي اصدرها في السبعينيات وهي ( من قتل حكمت الشامي.. اليشن.. الثلاثيات) ولكني احتفظ في ذاكرتي بشيء من مجموعته الاولى من قتل حكمت الشامي " التي صارت ايقونة  للسرد  ولجمعة اللامي لانها الاشهر لدى  قراء القصة والنقاد والادباء عامة. كانت اجواء المجموعة او اغلبها اهي لصراع بين الافكار في قعر السجون وبين الحرية وقد عولجت بفنية عالية كشفت  عن موهبة اللامي وبراعته المبكرة وصارت قصصه ورواياته محط اهتمام النقاد والباحثين والدارسين لانه استطاع بقدرته ان يشرك القارىئ في اعماله والدخول في فضاء التأويلات... يتميز بأنه صنع مساحة سردية خاصة باسلوب يصل للجميع بلغته المثيرة. اسم كبير في القصة العراقية والعربية. 

سيرة

( جمعة عجيل درويش الراشد اللامي )
ــ قاص ــ روائي ؛ وصحافي عراقي ؛ مقيم في دولة الامارات العربية المتحدة منذ سنة 1980 .
ــ نشر اعماله الادبية في الصحف والمجلات العربية منذ سنة 1965 ؛ وترجم بعض اعماله القصصية الى عدد من اللغات الاجنبية ؛ من بينها : الانجليزية ؛ الفرنسية ؛ الالمانية ؛ والروسية .
ــ عمل بالصحافة العراقية والعربية منذ سنة 1965 .

جوائز ادبية

• الجائزة الاولى في ميدان القصة القصيرة ، في احتفالية المؤتمر الاول للادباء والشعراء والمسرحيين الشباب العرب ، بغداد ـ سنة 1977 .
• جائزة السلطان قابوس للابداع الثقافي ــ مجال القصة القصيرة ، سنة 2006
• جائزة العنقاء الذهبية في مجال الرواية العراقية سنة 2007

الأعمال الأدبية
.
1 – من قتل حكمة الشامي  مجموعة قصص قصيرة
2 – اليشن..
.مجموعة قصص قصيرة
3 – الثلاثيات  مجموعة قصص قصيرة
4 – التراجيديا العراقية.. الأعمال القصصية الأولى
5 – المقامة اللامية.. رواية

6 – مجنون زينب .. رواية
7 – الثلاثية الاولى . رواية
8 – على الدرب .. قصص قصيرة (( إعداد ))
9 – عبد الله بن فرات .... نصوص
10 – اشواق السيدة البابلية ....... نصوص
11 – الحرية والثقافة ــ ذاكرة المستقبل .......... مقالات ومواقف في حرية الضمير
12 – الأعمال القصصية الكاملة
13 – الاعمال الروائية الكاملة

14 – دفتر الشارقة – 1 : ابن ميسان في عزلته ... نصوص شعرية
15 – دفتر الشارقة – 2 : مدينة الحكمة ؛ بوابة الكلمة ... يوميات ثقافية في شخصية المكان

دراسات وبحوث

16 – زايد : حلم مأرب ........ دراسة ثقافية – تاريخية في الشخصية العربية
17 – الأبل في الأمارات العربية المتحدة .... دراسة ثقافية – تاريخية – ادبية انثروبولوجية
18 – المسألة الفلاحية في العراق .... بحث في الأقتصاد الساسي للريف العراقي
19 – قضية ثورة : الصراع والوحدة في منظمة التحرير الفلسطينية
20 ــ رئيس مجلس ادارة : مركز الشارقة ـ ميسان العالمي للحوار والتنمية الثقافية / هولندا
21 ــ المدير العام لدار بابل للصحافة والطباعة / نيقوسيا ـ قبرص
22 ــ الخبير الثقافي لدائرة الثقافة والاعلام في امارة عجمان ( 2007 ـ 2010 ) .
24 ــ نائب مدير تحرير جريدة " الخليج " الاماراتية
25 ــ رئيس تحرير مجلة " ميسان " / نيقوسيا ـ قبرص
26 ــ مسؤول الدسك المركزي ( الفترة النهارية ) بجريدة الاتحاد الاماراتية
27 مديثر تحرير مجلة ( الف باء ) العراقية ـ بغداد
28 ــ مساعد رئيس تحرير مجلة ( وعي العمال ) البعراقية ـ بغداد
29 ــ محرر اشؤون العربية بمجلة ( الهدف ) ـ بيروت


ابراهيم سبتي في بورتري عبد الحليم مهودر

قاص عراقي معاصر (63)
عبد الحليم مهودر : السرد الساخر ببراعة

بالصدفة، وقع كتاب "حكايات مهودر الساخرة" بين يدي وعرفت بأن عبد الحليم مهودر صاغ حكاياته بقدرة وحنكة. اذن هي حكايات السخرية والالم والكوميديا السوداء التي التقطها من الشارع و مارلنا نعيش بين اقبيتها. ما ان تنتهى واحدة حتى استلم الاخرى كأنها نكتة او طرفة خفيفة الظل. كتبت ببراعة ودون مباشرة مكشوفة، بل كان السرد يحلق بها عاليا. ان هذا الفن السردي من اصعب الفنون لان على الكاتب استخدام السهل الممتنع لغة واسلوبا.. هي نقطة شروع بارعة في سردنا العراقي المعاصر. 

سيرة

البصرة _  المعقل ١٩٥١
بكلوريوس  لغة عربية /كلية الآداب / جامعة البصرة
عملت في الصحافة
الراصد /الإذاعة والتلفزيون/الزمان (طبعة البصرة) معاون مدير مكتب
مدير تحرير _مجلة فنارات
مستشار البيت الثقافي _ قصر الثقافة_ البصرة
عضو اتحاد الأدباء في البصرة
عضو اتحاد أدباء العراقيين
عضو اتحاد الأدباء العرب
احد مؤسسي مشغل البصرة السردي
مؤسس جماعة صمت للسينما
الأعمال الأدبية
ظل استثنائي /مجموعة قصصية _ عدة طبعات داخل العراق وخارجة
الصمت انه الصمت /مسرحيات (مايم  بانتومايم)
حكايات مهودر الساخرة /عدة طبعات داخل العراق وخارجة
آخر المتنبئين / نصوص
الذلول /رواية _عدة طبعات داخل العراق وخارجة
عابر استثنائي /مسرحيات _ مشترك
الكتب
المشهد الثقافي في البصرة
اهوارنا نص مفتوح _ مشترك
افلام  وثائقية
مجزرة النخيل
سونغرافية الشط
جمانة البحر
ذاكرة المدينة عشر حلقات عن البصرة  لحساب تلفزيون الحضارة
عرضت مسرحيات منها (دموع أسد طابوقي/ ابتلاء/الورقة والقلم /النقد)
كتابات في المسرح و كتابات في السرد
مسؤول عن طباعة الكتب في اتحاد أدباء البصرة