السبت، 8 يناير 2022

القس جوزف اليا

 كيفما أقبلتِ أحبّكِ

---


مِنْ أينَ تنبعثُ القصيدةُ نجمةً مرغوبةً

لا يختفي إشراقُها

وتصيرُ دنيا

لا تشيخُ شفاهُها وعيونُها وخدودُها

وفراشةً تغدو

تطيرُ بحقلِ نشوتِنا العتيدهْ؟


مِنْ أينَ تأتي موجةً

لتهدِّمَ الأسوارَ حول قصورِنا

وتهزَّنا هزًّا بإصبعِها

وترميَ فوقنا جمرًا

وتأخذَنا إلى منفى الكلامِ

بهِ نضيعُ

ونكتوي بحريقِهِ

مع كلِّ قافيةٍ وليدهْ؟


مِنْ أينَ جاءتنا كعاصفةٍ

تطاردُنا

وتصفعُ وجهَنا

وتجرُّنا أسرى إليها طائعينَ

فلا نحطِّمُ قيدَها

بل ننحني في سجنِها كعبيدِها

ونجدِّدُ التّصفيقَ

حينَ تقولُ كلْمتَها

وتنفخُ روحَها فينا

وتُلبسُنا بهيَّ ردائِها

وتنامُ فوق سريرِنا

كأميرةٍ حسناءَ

بسمتُها فريدهْ


ونحبُّها وتحبُّنا

ونبوسُها وتبوسُنا

ومعًا

نسيرُ إلى عوالمَ مِنْ خيالاتٍ بعيدهْ


ننسى قبائحَ لغوِنا

ومزابلَ الماضي

ورقصةَ حاضرٍ عرجاءَ متعَبةً

رفيقةَ رحلتي

منكِ النّبيذُ أذوقُهُ حلوًا شهيًّا

فاصنعي عرسي

وجيئي مثلما تبغينَ

ثائرةً أحبُّكِ أو بليدهْ


وعنيفةً ورقيقةً

وعفيفةً وبذيئةً

وبسيطةً وعسيرةً

وجميلةً وقبيحةً

وطويلةً وقصيرةً

مطواعةً وكذا عنيدهْ


وكسيحةً جيئي بعكّازٍ

أحبُّكِ

حُرّةً وسجينةً

وسمينةً وضعيفةً

وثقيلةً وخفيفةً

وعتيقةً جيئي إلى شطّي

وجيئيني جديدهْ


فأنا أحبُّكِ

كيفما أقبلتِ أيّتها القصيدهْ

----



القس جوزيف إيليا

٤ - ١ - ٢٠٢٢

الجمعة، 7 يناير 2022

عبد العزيز برعود

 بورتري 


خديجة برعو 

              ---------------   

                     تصدير : 

                    ---------                    


 هي امرأة  استثنائية يكل المقاييس، زاوجت بين الممارسة الابداعية (كتابة الشعر والمسرح والبحث في الثراث )


 و المسؤولية الإدارية  كمندوبة لوزارة الثقافة وكمشرفة على قطاع الثراث والتنشيط الثقافي وإدارة دور الثقافة سابقا فكانت بحق المرأة المناسبة في المكان المناسب .

 

اذ لا نجامل ان قلنا انها مبدعة جامعة ماتعة مانعة بلاحدود، استطاعت بنبل أخلاقها  وتواضعها الرفيع أن تؤسس لثقافة التواصل والاعتراف داخل الاقليم وخارجه من خلال عملها الدؤوب واحتفاءها المتواصل بالكتاب والأدباء والفنانين، وغزارة اسهاماتها الادبية والفكرية المتعددة في الشعر والمسرح والبحث وكتابة السيناريو والتصوير الفوتوغرافي  .


ناهيك عن إشرافها المباشر على تنظيم العديد من البرامج الفنية و الأنشطة الثقافية  التي تهتم باحياء الثراث الشفوي رفقة عدد من الباحثين والمهتمين  وإخراجها لعدد من الإصدارات الى الوجود مما بوؤها مكانة فضلى داخل المشهد الثقافي المحلي والوطني .   


 مسارها الحافل بالعطاءات والمبادرات النوعية  الهادفة والجادة شاهد على تفردها واستحقاقها الجدير بالاعتراف والتتويج.


 اذ ما فتئت تسعى جاهدة لدق الابواب الموصدة وفتح قنوات التواصل وتوجيه النداءات الى الضمائر الحية و الجهات الداعمة والمختصة  من أجل إصلاح وترميم الكنائس والمسارح والمنشآت الثقافية وإعادة تأهيلها خدمة للشأن الثقافي مسلحة في مسارها الفكري بمبدأ التعايش والسلام  .


 اوليست هي سليلة سلالة الشموخ.. أطلس الصمود و النضال والمقاومة ،خنيفرة العامرة برجالاتها واعلامها  العظام .


 إذن فلا عجب في ذلك إذا علمنا أن هذا الغصن الثر من تلك شجرة الوارفة العطاء التي أنجبت العلماء والفقهاء والأدباء والفنانين      


 فهي الكاتبة المتعددة  والاديبة  الحادقة والباحثة والمبدعة الخلاقة التي جمعت فضائل الخصال فتفردت بتنوعها الإبداعي وتخصصها الأكاديمي في الاركولوجيا فكانت  قناصة لبيبة بعين ثاقبة ترصد الحروف والكلمات فتصطادها في ذروة المخاض لتعيد صياغتها وفق معمار إبداعي متعدد الروافد والمشارب والفروع  .


       -----------------------

-2

 كغزالة عاشقة تسرح في سهول الامتناع والابداع والامتاع ، تغوص في عوالم الطفولة بمهارات عالية في الكتابة تثري المخزون المعرفي للطفل وتنمي قدراته الفكرية .


وهذا ما نستنبطه من سريرة مبدعتنا  الرقيقة التي ابت بعناد طفولي الا ان تخوض تجربة الكتابة  في هذا المجال الصعب الذي يتطلب زادا فكريا رحبا ومهارات بيداغوجية عالية لسبر اغوار الطفل بمحتوياته النفسية العميقة وفق بنية سيكولوجية سليمة ترمي لامتداد الذات  نحو العالم والاخر ،  


 وهو اختيار ذال على رهافة قلبها الكبير و لبوسا عفويا للانا الثاوية في صلب الإيجاب.    


اذ يبقى ذاك الطفل بداخلنا مهما تقدم العمر .


    ------------------------------

-3


       خديجة برعو 

       ----------------

            سيدة الاعالي

            ----------------


 فنانة تطرزت بعشق الكاتبة فاسرجت جموح خيالها  نحو سدرة اللامنتهى ،،تمتطي صهوة الاعالي غير ابهة بالصعاب ،،تكتب بالنبض والموسيقى ،،تعبر بلغة الجسد، تحيك من وشاح الطبيعة أغاريدا للفجر..!!


جينات دمها مداد بنفسحي،، ضوعها من اريج الألق ،،جعبة يراعها الموهب للابداع نيل سخي دافق بالبوح ،، ذاكرتها مساحة من ضوء..!!


  مدواة دافقة بالعطاء هي ،شلالات هادرة بالحب ،، لحن شجي ينسكب عند هطول الليل ،، نشيد جرح في شفق الشوق ،فضة ماء في حداد الرؤى ،قمر يصعد من ميتافيزيقيا الحلم ثمالة الحرف عند اختمارالقصيد ..!!


          هي حبيبة الشمس ..!!


أنا سيدة الأعالي

أعانق أبواب السماء

وأحرس أحلام كل مساء

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


أنا حبيبة الشمس

تهديني طلعتها الأولى

تداعبني أشعتها الفيحاء

أزيلال

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

أنا سيدة الأعالي

أنا البكر الشامخة المعطاء

أنا الأرض والسماء والهواء

أنا الشعر واللحن والحلم

أزيلال

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 


أنا قصيدة ما أوجعني الأعداء

أرسم الحاضر والآتي

أنا مهد الكفاح ومنبت الشهداء

غلبت النار والحديد فما انحنيت

هؤلاء أطفالي قد كبروا

يزرعون ورود السلام …

هؤلاء رجالي يزيدون من همتي

يمسحون الغيم عن عيوني

يعيدون بسمتي ومهجتي.


------------------------------------

هكذا صدحت حنجرة شحرورتنا الساحرة الفنانة كريمة الصقلي بفيض قصيدة شاعرتنا الباهرة خديجة برعو ذاث زهو واشراق في عرس باذخ جمع الشعر و الطرب فتهادت معهن الاعلام والأنام وتهادى اليهن الصنوبر والغيم.



Abdelaziz beroud

عباس شكور

 وجدتُ قصيداً من عيونِ الكواملِ

تباهي بها الأقصى وأدنىً يُـجادلُ


تدورُ..ودورُ النشر أضحت ضحيّةً

بأضحى كما ضحّى الخروفُ المناضلُ


بأبياتها الثكلى غصونٌ ومقلةٌ

تبيحُ له دمعاً لتُروى العنادلُ


وترسمُ تفّـاحا بآدمنا غوت

شجيرةُ ذنبٍ لم تحطهُ الأوائلُ


تخيطُ بلا ثوبٍ وتخصفُ فوقهُ

وريقةَ سوءٍ تزدريها  السنابلُ


وحاولتُ أن أدري وذاكَ فضولنا

فما ظهرَ الاسمُ المعنّى المداوَلُ 


وكانَ عليَّ الغوصُ فيها لأنّـها

أُزيلَ بها سطرٌ هوتهُ المناجلُ


قصيدتهُ العصماءُ تبقى عظيمةً

برغم معانيها.. علَـتها الفلافلُ



يُلفُّ بها طعمُ الفلافلِ جهرةً

تجوعُ ولم تأكلْ وسرّاً تسائلُ


أتُـرمى بُـعيدَ الأكل ليس وليمةً

فيعرفها طعمٌ وتشقى المزابلُ



عباس شكور


 "بفكر فلي نسيني"

على نغماتها... 

 نسيني النوم وطار 

من جفون قرحها السهد.

 تهت بين سراديب الدياجي أستجدي غفوة 

من خفافيش الليل

 تنسيني عوالم  باعتني بالأمس؟

 ترى هل تشتريني اليوم!؟

السوق تنوع المعروض من بضائعها.

جناح المبادئ جل سلعه منتهية الصلاحية.

أما النفاق والنصب والاحتيال سلعة العصر، متوفرة وبأثمان مناسبة لمن يحسن استعمالها

أما الباقي من القيم كدست في جناح التخفيضات...

انتهت الأغنية. وبقيت بعض كلماتها عالقة بلسان رددها 

"مادام الليل مالوش آخر"







فاطمة الشيري

الخميس، 6 يناير 2022

 رحم الله جابر عصفور 



فقدت الأوساط الثقافية عامة والنقدية  خاصة، منذ ثلاثة أيام، قامة علمية سامقة هي المرحوم الدكتور (جابر عصفور ) . وكنت عنيت بكتب هذا الناقد الكبير، فابتعت العديد منها وقرأته ، ومنها مثلا مفهوم الشعر ،  وزمن  الرواية، والنقد الأدبي والهوية الثقافية،  ودفاعا عن التنوير … الخ. 

وقد ترأس هذا المثقف الفذ تحرير مجلة فصول القاهرية المتخصصة في النقد الأدبي لسنوات طويلة، كما  أدار المركز القومي للترجمة  ، والمجلس الأعلى للثقافة،  وأسند إليه منصب وزير الثقافة في مصر لفترة قصيرة جدا ،زمن حسني مبارك ،قدم بعدها استقالته سريعا . 

   وكان قد واظب على كتابة مقال شهري في مجلة العربي الكويتية كنت أسعد بمطالعته  . 

 وشهدت البارحة  على مدونة ( اليوتيب)حوارا مسجلا له مع المثقف المصري الكبير( أحمد سعد زايد  ) صاحب صالون الانسانيين بالعربي الذي أتابع الكثير من حلقاته . واقتطف من تلك المقابلة قول الراحل الكبير : " أنت تواجه إرهابا دينيا  لن نتخلص منه  بجهود فردية  ، لن نتخلص منه  إلا عندما يرتفع مستوى التعليم  والثقافة عندنا … نحن بحاجة  لتعليم الفكر النقدي " .

والجدير بالذكر أن المرحوم

 ( عصفور ) كان أعد الدكتوراه بإشراف  الدكتورة (سهير القلماوي ) . وكان  -كما قال -تلميذا مخلصا جدا  لطه حسين وقد ألف كتابا عنه بعنوان " المرايا المتجاورة ". 

ونال فقيد الثقافة والنقد 

( عصفور ) العديد من الجوائز ، ودعي ليكون استاذا زائرا في العديد من الجامعات العربية والغربية .  أنه بحق. رجل من رجال التنوير في جمهورية مصر العربية  غيابه خسارة فادحة ، فرحمه الله وأكرم مثواه.


الشاعر زعيم نصار

 

سيصدر قريباً

من نصوص كتابي الشعري

أسلوب الدّراجة النارية 


ثمة مرآةٌ كبيرةٌ مستطيلةٌ فيها وجهٌ وحدث، وفيها لوحةٌ معلقةٌ على جدار، وراء اللوحة قاموسُ كلمات، وراء الكلمات رجلٌ غامضٌ في عينيه ظلٌّ من الشك، ترافقهُ النمورُ، والذئابُ، تكلّمه الطيورُ، والنملُ، والأشجار، فيُملى عليه.

يفتح باباً في اللوحة، تتدفقُ الصورُ، تختفي اللوحة، تنفجر الأفكار في رأسه، يختفي المعنى. 

يفتح القاموس، لتتدفق الكلمات، فيختفي المعنى.

 تهلوسُ المرآةُ عن حياةٍ مضتْ، فيختفي الباب والمعنى، 

ثمّ يختفي الطريق والمعنى، ثمّ يختفي كل شيء، 

ربما هذه غلطتي، أين خطأي؟

هل فتحتُ البابَ على مطاردة مفجعة؟ تحوّلتِ المرآةُ فيها إلى دّرّاجة نارية، إلى فراشة ميكانيكية بأجنحة عملاقة، اخترقت البيوت، والقاعات، الجسور والحواجز، فلم يستطع أحدٌ إيقافها، حتى وصلت إلى ركن بعيد في الهاوية، لتقتل رجلاً أعزلَ، لم يسمع شيئاً عن هلوسة الماضي، وعن أخطاء الحاضر. فقد كان ينتظر. كان في الركن، ينتظر، فقط..  


.

في بداية السنة الجديدة سيكون بين أيديكم اصدقائي الأحباء.

أعياد ميلاد كلها فرح وبهاء.

كل عام وانتم بألف خير .

شكرا للصديق العزيز المصمم حسين مهدي صاحب مكتب غلاف للإخراج والتصميم.



قراءة في  قصيدة


بقلم هشام ال مصطفى


هكذا تثير  الديناميكية في القصيدة  لدى المتلقي انبلاج معرفي

وانبعاث فلسفي:--


وهنا يبرز السؤالان 

كما عبر عنهما الشاعر...


بل إن القصيدة تثير العديد من الأسئلة...

فلن يكفينا ال(كيف) و (لماذا) لاننا مفتوحو الأذهان  

وقد يقودنا /اللاوعي/نحو غرابة الأشياء..

لماذا تبدو الحياة كئيبة احيانآ؟!

بينما يراها الآخر سعيدة رغم أن زاوية نظرنا واحدة.!؟

هل يحاول الشاعر القفز الجنوني نحو صخرة التلاشي ليهدم البناء الوهمي للوجود بعدمية السلوك؟!


انا هنا أتساءل بعين قاريء

لماذا يحاول زعيم نصار   كسر الوهم بحقيقة اندثار مسرح الواقع!؟

بل إن قصيدته قد تثير الجدل الذي يعكس قابلية الشاعر  للارتفاع نحوو تلال الخيبة

والسقوط الادراكي لهيمنات الخيال الجامح ....الهارب نحو تخوم الحرية


شكرآ لك يا زعيم الشعر بأن سمحت لي بمغادرة التقليدية عند الكتابة عن قصيدة توحي ب(تغريبة وهذيان)

او ربما بوحي جديد لملاك الشعر الذي احبه في نبوة قصيدتك

الساحرة


القصيدة

الشاعر زعيم نصار


كيف؟ ولماذا أيضاً؟


في الصفحة الستين، 

من كتابٍ عن حياة يومية،

قديمة:

.

انحيتُ عليه كأنني أروّضُ حصاناً برياً لم يمسّه أحدٌ من قبل. 

.

كتب المؤلفُ شرحاً تحت صورةٍ

غريبة:

قيثارة، وخوذة، وخنجر.

.

السؤالان:

كيف؟

ولماذا؟

هما اللذان قفزا من عين مخيلتي ليمشيا في رحلةٍ رجعت بأيامي إلى الوراء.

.

وصلتُ إلى خزانةٍ في كهفِ بلادي، فتحتُها، فرأيتُ أحجاراً ثمينة،

جمجمةً مرصعةً بالندوب،

حزاماً يذرفُ الدموع،

يداً تنزفُ دماً،

ومخطوطةً في قلبها بئرٌ حين مددتُ وجهي نحوه، أغميَ عليَّ، فلم أعد أتذكرُ أين انحيتُ على الكتابِ، ونسيتُ لماذا رحلتُ مع السؤالين؟



.


.زعيم نصار