‏إظهار الرسائل ذات التسميات بورتريه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بورتريه. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 15 يناير 2020

زهير الحامد

توفي نابليون وسط البلد 
 إثر تعرضه لجلطة حادة، 

وهو رمضان خليل....(نابليون وسط البلد")
ان 'اصل' رمضان خليل هو مدينة غزة، وقد جاء الى عمان للدراسة في الجامعة الاردنية مطلع السبعينيات، لكن من شدة التعذيب الذي تلقاه من قبل قوات الاحتلال، ادت الى اختلال عقلي لديه، ما جعله يتجول في شوارع عمان معتقداً نفسه 'نابليون'.

رمضان لديه أخ في إسبانيا وآخر في غزة، حيث قام الأخير بأخذه الى غزة للعيش هنالك، إلا انه بعد مرور فترة قصيرة جاء الى عمان ليجعلها 'المدينة الأم'.

وعُرف (نابليون وسط البلد") بما بلي 

1... وكان يرتدي ملابس وقبعة شبيهة بملابس نابليون بونوبارت العسكرية 

2...وكان شديد الأناقة. وكان يسير بشموخ في وسط عمان، ليبدو وكأنه السيد الذي يدير معزوفة مدينة كاملة، بتلك الملابس النظيفة، وقامته المنتصبة بشموخ عجيب.

3...كان عضواً بالحزب الشيوعي في عمان، وكان اسمه الحركي في الحزب لينين'.

4...كان يتحاشى الحوار مع المارة من حوله، أو محادثتهم، فيختار هو الشخص الذي يريد أن يحاوره

5... كان منظره يُثير السياح الذين كانوا يندهشون من اطلالته بزيه النابليوني، واحياناً كانوا يتقربون منه، فيضطر لمحادثتهم.
ويناقش السواح في الامور السياسية، وعن القضية الفلسطينية. 

6...كان يجيد أكثر من لغة وهو قارىء مواظب على امهات الكتب،

7...كان يشرب الشاي بـ"اتيكيت" خاص به.

8... كان يغضب بشدة ممن يصفونه بـ 'هتلر'.

انه نابليون عمان ، ولعل طريقته هذه في اختيار هذا النوع من الجنون، تؤكد انه اختيار الجنون الاروستقراطي الذي لا يحتمل الاستهتار او المخاتلة. فهو صديقي وكان يحترمني كل الأحترام كنت أعرف كل شيئ عنه وهو من روى قصته لي كاملة .  

عشت حياتك امبراطوراً ومتً امبراطوراً رحمة الله عليه

         زهير ألحامد
.

الاثنين، 5 أغسطس 2019

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع



280 - جاك كيرواك
(1922 / 1969)


- من مواليد يوم 12 مارس سنة 1922 في "لوويل"، ماساتشوستس (الولايات المتحدة الأمريكية).
- درس في جامعة كولومبيا.
- كاتب روائي، قاص، شاعر، ورسام أمريكي.
- من رواد مجموعة "جيل البيت"، إلى جانب كل من ويليام بوروز، وألين جينسبيرج، (حركة أدبية ظهرت في الخمسينيات، وأعلنت الثورة على القيم الأدبية والثقافية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية).
- سنة 1951 شرع في كتابة روايته الأولى الشهيرة "على الطريق"، التي صدرت سنة 1957 (بعد صدورها أصبحت النشيد الملهم لحركة "جيل البيت").
- يوصف بأنه "المحطم للتقاليد الأدبية". 
- آخر نص روائي كتبه صدر بعنوان "صورة".
- كتب حوالي ألف قصيدة "هايكو"، صدرت في دواوين سنة 2003.
- في شهر فبراير سنة 1957 (نفس العام الذي صدرت فيه روايته "على الطريق")، وصل إلى طنجة، قادما على متن باخرة من "الجزيرة الخضراء" الإسبانية.
- في طنجة سيلتقي صديقه ويليام بروز، وسيقيم في فندق "المونيرية"، وفي غرفته بهذا الفندق، سيكتب العديد من قصائده ذات النفس الشعري المغاير.
- خلال إقامته في طنجة، كان يحلو له الجلوس في مقاهي "السوق الداخل"، ومرافقة ويليام بروز إلى الحانات الشهيرة في المدينة.
- له عدة أعمال أدبية، من بينها:
في المجال الروائي:
1 - "البلدة والمدينة" (1950).
2 - "على الطريق" (1957).
3 - "غرور دوليوز" (1968).
- في مجال الشعر:
1 "بلوز مكسيكو سيتي".
2 "قصائد متفرقة".
3 "قصائد من كل المقاسات".
4 "الجنة وقصائد أخرى".
5 "كتاب البلوز".
- توفي في "سانت بيترسبرغ" (فلوريدا)  يوم 21 أكتوبر سنة 1969 عن عمر يناهز 47 سنة.
- بعد وفاته ازدادت شهرته وطبعت جميع أعماله الأدبية.
- سنة 2011 بيعت مخطوطة روايته "على الطريق" في مزاد "كريستيز" العلني بقيمة 2.5 مليون دولار.

- يقول جاك كيرواك عن طنجة:

"طنجة ليست مدينة فحسب، بل هي عشق، هي كائن إنساني يعيش في كياني.
كتاباتي مدينة لها بالكثير وخاصة روحي وقلبي".

- يقول عنه الروائي التونسي حسونة المصباحي، في مقال له بعنوان "ملائكة طنجة وشياطينها" ("الاتحاد"، الملحق الثقافي، 27 غشت 2014):

"...في شهر فبراير - شباط من عام 1957، وهو نفس العام الذي صدرت فيه رائعته "على الطريق"، التحق جاك كيرواك بصديقه ويليام بوروز.
ومستحضرا وصوله إلى طنجة في باخرة قادمة من "الجزيرة الخضراء" الإسبانية، كتب كيرواك يقول: "فجأة موكب بطيء من المسلمين يرتدون الأبيض. غير أن ذلك لم يكن كما تبيّن لي في ما بعد سوى السقوف البيضاء الموضوعة على الماء في ميناء طنجة الصغير. هذا الحلم بإفريقيا مرتدية الأبض على البحر الأزرق ـ يا له من شيء رائع! من الذي جلبه؟ رامبو! ماجلاّن! ديلاكروا! نابليون! تموّج شراشف بيضاء على السطوح!".
ويضيف جاك كيرواك قائلا: "أحببت طنجة فعلا، والعرب الفخورين بأنفسهم الذين لا ينظرون اليك أبدا عندما تكون في الشارع، بل هم يهتمون بأنفسهم، عكس المكسيك حيث العيون تلاحقك أينما ذهبت".
رؤية مختلفة أقام كيرواك في فندق "المونيرية".
أمام غرفته الكبيرة التي كانت على السطح، باحة مبلطة تنفتح على "ديكور حالم" هو عبارة عن مجموعة من البيوت المغربية الصغيرة، وفضاء ترتع فيه ماعز.
ومن غرفته تلك كان باستطاعته أن يرى المضيق.
وفي ساعات الصحو تتبدّى له سواحل الأندلس.
وفي الصباحات المشمسة كان يجلس في الباحة ليقرأ، أو ليدخن منصتا الى نواقيس الكنيسة الكاثوليكية القريبة من هناك.
وفي الليل، محدّقا في البحر، يراقب البواخر القادمة من الدار البيضاء، من الجزيرة الخضراء.
وكان ذلك يزيده اقتناعا بأن رحلته الى طنجة لم تكن خاسرة".

بقلم حسن بيريش

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع



281 - لينا هويان الحسن 

(1977 / .........)

- ازدادت يوم 7 يناير سنة 1977 في بادية حماة (سوريا).
- كاتبة روائية سورية تقيم في بيروت.
- درست الفلسفة في كلية الأداب (جامعة دمشق).
- ما بين سنة 2003 وسنة 2011 عملت في القسم الثقافي بجريدة "الثورة" السورية، وأشرفت على ملحق الكتب الأسبوعي.
- تعمل الآن كاتبة في الصحف العربية.
- غادرت سوريا نحو لبنان سنة 2013.
- يعتبرها النقاد الكاتبة الأولى والوحيدة التي كرست أعمالها الروائية لكشف عوالم البادية السورية والعربية.
- كتبت عدة نصوص في أدب الطفل، خولت لها الفوز بعدة جوائز هامة.
- آخر زيارة لها إلى طنجة كانت في يوليوز 2019.
- زارت عدة فضاءات بطنجة لاسترجاع ما كتب عنها من طرف مشاهير الأدب في العالم ("ريتز"، "فيلا دو فرانس"، فندق "المنزه"، و"السوق الداخل"، ومطعم "إلدورادو").
- كتبت عن طنجة عدة نصوص، من بينها نصها الطويل المنشور بعنوان ""أزقة طنجة القديمة تعج بأطياف شخصيات عالمية زارتها".
- في روايتها "بنات نعش"، الصادرة في بيروت سنة 2005، تستحضر فضاءات طنجة في متنها الروائي، بشكل احتفائي يعكس عشقها لهذه المدينة.
- صدر لها:
في مجال الرواية:
1 - معشوقة الشمس 1998.
2 - التروس القرمزية 2001.
3 - التفاحة السوداء 2003.
4 - بنات نعش 2005.
5 - سلطانات الرمل 2009.
6 - نازك خانم 2014.
7 - ألماس ونساء 2014.
8 - الذئاب لا تنسى 2015. 
9 - البحث عن الصقر غنام 2015.
10 - بنت الباشا 2017.
في مجال الشعر:
1 - نمور صريحة 2011.
في مجال الدراسة والتوثيق:
1 - مرآة الصحراء "كتاب توثيقي عن البدو" 2000.
2 - آنا كارنينا: تفاحة الحلم "دراسة سيكولوجية" 2004.
3 - رجال وقبائل "كتاب توثيقي عن أعلام البادية السورية" 2013.

- مقطع من نص طويل للمبدعة لينا هويان الحسن، بعنوان "أزقة طنجة القديمة تعج بأطياف شخصيات عالمية زارتها" ("أندبندنت عربية"، 30 يوليوز 2019):

"مصادفة، وحسب، دخلتُ المطعم مع الأصدقاء. أجلسُ، وقبل أن أنظر في قائمة الطعام تستوقفني صورةٌ بالأبيض والأسود: من؟ محمد شكري؟ آه، نعم، هذا أنت هنا؟ يامجنون الورد!
مرحباً، محمد شكري: يبتسم، يتلألأ، مستسلماً للحظته، مغمضاً عينيه، سيجارته في يده، أمامه كأسه، ألمحُ ذلك النادل الذي يظهر خلفه، لابد أنه كارلوس الذي حدثني عنه حسونة المصباحي قبل يومين فقط في طريقنا لحضور موسم أصيلة الثقافي.
 قضيتُ عدّة صباحات وأنا مستغرقة بالتجوال بين أزقة طنجة القديمة أو ما يسمّى بالقيساريات، يتناهى الى سمعي خليط من اللغات: اسبانية وفرنسية وأمازيغية. وأفكر بأهلها الذين قسّمهم قلم شكري إلى: ليليين، ونهاريين. بالأشقياء منهم والشطّار والمجانين وكل أولئك الهامشيين الذين برع بتدوين يومياتهم، بما يتخللها من مآزق وجودية، وحياتية. هو من أعلن ذات مرّة: "أعتقد أن لكلّ كاتب مدينة خاصة به، كازابلانكا لمحمد زفزاف، وطنجة لي أنا وحدي، معها أمضيت عقد زواج كاثوليكي". يعلق على هذه العبارة الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي ابن مدينة بني ملّال الساحرة، ويقول: "الأمكنة ماكرة، تنتدب من يتكلم عنها، الأمكنة تخلق الكتّاب، نحتاج إلى مجانين المدن، كلّ مدينة يلزمها مجنون كبير يحملها إلى العالمية".
على رغم شهرة طنجة بأطياف الأدباء والمشاهير الذين جذبتهم أمثال: جان جينيه، تينيسي ويليامز، ألبرتو مورافيا، بول بولز، همنغواي، ترومان كابوتي... و كثير من المشاهير الذين ساهمت خطواتهم المترنحة وهم يغادرون حاناتها في آخر الليل برسم لبّ القصّة، أيّة قصّة؟ لعلها رواية، أو سيناريو فيلم، أو مسلسل طويل لا ينتهي، أبطاله يمكنهم أن يكونوا مثيرين للاهتمام، دائماً، جديرين بالتدوين. إن طنجة مدينة تصغي إلى الجميع، قد يكونون على حق، وقد لا يكونون، لكنك أنت، محمد شكري، نعناع شايها، وفستقها. تأسرك هذه المدينة التي تعج بالشخصيات، والوجوه، ستكون كاتباً يهتف كلما مرّ أحد إلى جواره "هذه شخصيتي، أو "هذا بطلي".
لا أصدق! كم من الوقت كان ينبغي أن يمر لأعلم أنني أشرب الشاي في حديقة الفندق الذي منحت إطلالته كلّ ذلك الضوء المتوحش لأشهر خمس لوحات أنجزها الرسام الفرنسي هنري ماتيس، أحد أشهر التشكيليين في العالم، الذي فجّر في لوحاته ضوء طنجة الزاخر. أعلمُ أن ماتيس هو مؤسس النزعة الفنية التي اشتهرت في بداية القرن السالف، بإسم "الوحشية"، لكن بصراحة فاتني ذلك التفصيل الغني في حياته. حقيقة أنه كان من أوائل المغرمين بهذه المدينة. جاء ماتيس إلى طنجة لتجتاحه ألوانها، التي تنفذ عبر كلِّ المسام. كرنفال من الجمال، روّض "وحشية" تشكيل ماتيس، أشبعته طنجة بنورها، حررت ريشته من عنفها وتناقضها، وعثر على نفسه في مدارات سحرها، تلقف بريق ألوانها: في أزرقها، وأصفرها، وأحمرها، لعله كان هو من حرّك جمالها النائم وأطلق شهرتها في الأوساط الأدبية وهو يقتحم ضباب أوروبا بأضواء لوحته الشهيرة "نافذة في طنجة" في عام 1912. إذاً في فندق فيلا دو فرانس، تحديداً في الغرفة الرقم 35 رسم ماتيس أجمل أعماله ؟ يخبرني بذلك موظف الاستقبال وهو يضع أمامي دفتر الزوار لأكتب شيئاً. إحترت هل أكتب عن الفندق، أم عن الغرفة 35، أم عن تلك النافذة التي تطل على فضاءات المدينة المضاءة بكل الألوان، أم أكتب عن طنجة نفسها؟ كتبت، عدّة سطور، بقلم الافتتان والدهشة والحنين لعوالم "ألف ليلة وليلة" التي تنبثق فجأة وأنت تقطع قيساريات المدينة.أرافق الموظف الذي يحمل مفتاح غرفة ماتيس، ويسبقني بالدخول إلى الغرفة ويلتقط هاتفي النقال ويبدأ بالتقاط الصور لي مع أثاث الغرفة!، هل سيعتاد غير ذلك فيما يرافق الزوار المسلوبين بفكرة أن أقدامهم تطأ عتبة غرفة هنري ماتيس؟
رائع أن تتلمّس التاريخ! هنا كرسي وخزانة وسرير ومرآة... كلّها أشياء شهدت حضور ماتيس الفائق. تنظر عبر النافذة ذاتها وتلتقط المشهد الذي خلده ماتيس في "نافذة في طنجة" الموجودة الآن، في متحف بوشكين للفنون الجميلة في العاصمة الروسية.
أغادر الغرفة، أقطع حديقة الفندق نزولاُ صوب حارات المدينة القديمة وأسواقها ، أتوقف عند بائع الحلزون، وذلك الخباز الذي يخبز رقائقَ بيضاء شهية ويشرح لي عن أكلة "الباسطيلا". أصور فيديو، وألمح صورة كاريكاتورية معلقة على الحائط، أنت هنا محمد شكري مرّة أخرى؟ لا مفرّ منك! تتردد عباراتك الافتتاحية في كتابك "بول بولز وعزلة طنجة" وفيه تقول: "طنجة الأسطورة نعم، هذا الذي لا يُنكر، لكن لمن؟ طنجة - الفردوس المفقود نعم، لأنّ هناك الشاهدين على نعيمها، لكن لمن؟ طنجة - السحر الذي لايقهر، هذا أيضاً، نعم، لكن لمن؟".
أقصد فندق المنزه القريب، أعبر المدخل المزدان بلقطات فوتوغرافية نادرة لزواره أمثال: تشرشل، ريتا هيوارث، أوناسيس، ايف سان لوران، مالكوفيتش. أطلب الشاي الأخضر بالنعنع أو "الأتّاي" باللهجة المغربية، مع حلوى قرن الغزال، وتستوقف بصري لافتة تشير إلى تاريخ فندق المنزه "1930". كيفما تنقلت، عراقة وتاريخ وسحر، أفكر أني حالما أعود إلى غرفتي سأدوّن شيئاً، سأكتب عن طنجة.
وداعاً طنجة، واصل يا شكري حضورك، فأنت حقّاً تزوجت طنجة زواجاً كاثوليكياً، لن يتكبد أحد استعادتك من النسيان. حاضرٌ أنت كما كلّ جمالها وألوانها، وبحرها ومحيطها".


بقلم حسن بيريش

السبت، 8 يونيو 2019

بقلم اسماء المصلوحي

أسماء وأعلام في ذاكرة تطوان
"المجموعة الثانية"



59 - 
محمد المعادي
في مشاتل النقد الأدبي اليانعة

كان ازدياد الناقد الأدبي الوازن محمد المعادي سنة 1960 في مدينة تازة.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه، قبل أن يشد رحاله نحو مدينة تطوان، حيث أكمل تعليمه العالي واستقر بها نهائيا إلى حين رحيله.
شرع في الكتابة منذ كان تلميذا في المرحلة الثانوية، ثم تعاطى النقد الأدبي، في الشعر والسرد، إبان دراسته في كلية الآداب بمرتيل.
حاصل على شهادة دكتوراه في موضوع "مفهوم الإيقاع ومستويات التشكيل في تجربة الشعراء الشباب بالمغرب" من كلية الآداب بتطوان.
عمل أستاذا للغة العربية في ثانوية جابر بن حيان بمدينة تطوان.
انضم إلى اتحاد كتاب المغرب، ووصفه الرئيس السابق لهذه المنظمة، الناقد الدكتور عبد الرحيم العلام، بأنه "معروف بتشجيعه وتعاونه المنتج مع الجمعيات الثقافية، وعلى رأسها اتحاد كتاب المغرب".
- نشر عددا وافرا من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات المغربية والعربية.
يعتبر من بين أهم النقاد المغاربة الذين اشتغلوا على تجربة الكتابة الإبداعية عند الأدباء المغاربة الشباب.
كما أنه ساهم في الكثير من الندوات العلمية والأدبية، وكذا الملتقيات الثقافية في عدة مدن مغربية.
أنجز الدكتور محمد المعادي الكثير من الدراسات النقدية لعدد من الأعمال الأدبية لأدباء وأديبات منطقة الشمال المغربي، وخاصة تطوان وطنجة.
كما اتسم هذا الناقد المتميز بقدرته الدائمة على تشجيع ودعم المواهب الأدبية الجديدة، والأخذ بيدها.
أصدر العديد من المؤلفات النقدية، نذكر منها هنا:
- حدود القراءة والتأويل.
- جمالية التأويل والتلقي في الخطاب القصصي والروائي بالمغرب.
- التجربة الشعرية الجديدة بالمغرب.
يقول عنه الكاتب الطنجوي حسن بيريش:
"محمد المعادي ناقد متميز يذهب في تحليل النصوص إلى أقاصيها.ورجل رائع يترك في النفس بصمة من ألق شخصيته الأمارة بالإعجاب".
توفي يوم 29 يونيو سنة 2015 إثر حادثة سير في الطريق بين طنجة وتطوان.

بقلم اسماء المصلوحي

الاثنين، 3 يونيو 2019

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع


147 - محمد شبعة
(1935 / 2013)

- من مواليد مدينة طنجة يوم 7 ماي سنة 1935.
تلقى تعليمة الابتدائي والإعدادي والثانوي في مسقط رأسه.
حاصل على:
- دبلوم من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان سنة 1955.
- درس في أكاديمية الفنون الجميلة في روما / إيطاليا من سنة 1962 إلى سنة 1964.
- تتلمذ على يد ماريانو برتوتشي، رائد الفن التشخيصي في شمال المغرب.
- سنة 1966 عين أستاذا في مدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء.
- عمل أستاذا في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط.
- فنان تشكيلي، كاتب، وناقد منظر في الفن البصري.
- من أوائل الفنانين التشكيليين المغاربة الذين كتبوا عن الفنون التشكيلية المغربية باللغة العربية.
- نشر العديد من مقالاته النقدية في مجلة "أنفاس".
- التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1968.
- أنجز العشرات من المقالات والدراسات في النقد التشكيلي، نشرت في صحف ومجلات مغربية وعربية.
- أسس رفقة الفنانين محمد المليحي وفريد بلكاهية حركة طليعية حداثية في الفن التشكيلي باسم "جماعة 65".
- كان من أوائل من دعوا إلى "مغربة الفن التشكيلي"، عبر  العودة به إلى جذوره القروية.
- سنة 1972 اعتقل بسبب نضاله داخل صفوف اليسار الراديكالي المغربي.
- أثرى المشهد التشكيلي المغربي والعربي والكوني بعدد من المعارض الفردية والجماعية، من أبرزها:
- رسامون مغاربة / تونس 1957.
- الرسم العربي / روما 1962.
- المعرض العربي / مونريال 1967.
- المعرض العام (ساحة جامع الفنا) / مراكش 1968.
- البينال العربي الأول / 1974.
- معرض من أجل فلسطين / بيروت 1975.
- رسوم جدارية (مستشفى الأمراض العقلية) / برشيد 1981.
- 19 رساما من المغرب / غرونوبل 1985.
- الفن المعاصر بالمغرب / لشبونة 1986.
- ستة رسامين مغاربة / ساوباولو (البرازيل) 1987.
- مباراة النحت على الجليد / نيويورك 1988.
من مؤسسي مجلة "أنفاس" اليسارية سنة 1966.
- يعتبر من رواد الفن التشكيلي، سواء من خلال الممارسة الفنية، أو على مستوى الكتابة النقدية.
- حصل على عدة جوائز وطنية ودولية هامة، من بينها:
1 - وسام الجمهورية الإيطالية من درجة "قائد"، سنة 1992، تقديرا لمشاركته في أشغال مسجد روما إلى جانب الصناع التقليديين المغاربة.
2 - وسام ملكي من درجة "ضابط" تسلمه من الملك محمد السادس سنة 2008.
صدر له:
- "الوعي البصري بالمغرب، كتاب مونوغرافي"، منشورات اتحاد كتاب المغرب / يوليوز 2001.
- توفي مساء يوم الأربعاء 24 يوليوز 2013 في مدينة الدار البيضاء، عن عمر يناهز 78 عاما.

- من الأقوال الشهيرة للتشكيلي والناقد محمد شبعة:

"اجعلوا للتشكيل مكانا في حياتكم، واعملوا على تحريره من أسر النص الجاهز، وامنحوه ثانية استقلاله وتميزه".

- كتب الناقد محمد خصيف، في مقال له بعنوان "محمد شبعة الفنان الثائر" (22 نونبر 2018):

"يعتبر الفنان محمد شبعة أحد رموز الحركة التشكيلية في المغرب.تميزت تجربته بمراحل متنوعة وعديدة، إلى جانب كل من فريد بلكاهية ومحمد المليحي. 
كان شبعة في بؤرة الغليان الثقافي والفني الذي عرفه عقد ستينيات القرن الماضي، والذي تجسد في حركية ما عرف بمجموعة الدار البيضاء الناشطة آنذاك بمدرسة الفنون الجميلة. 
لم يقتصر شبعة على أسلوب تعبيري واحد بل مارس أنماطا مختلفة توجت بتراث صباغي غني إلى جانب خطاب تشكيلي متميز. 
كان شبعة أول من طور خطابًا عن الرسم الحديث نشرت جريدة "العلم" بعض نصوصه خلال خمسينيات القرن الماضي".

بقلم حسن بيريش

بقلم اسماء المصلوحي

أسماء وأعلام في ذاكرة تطوان
(المجموعة الثانية)


53 - إدريس الجبروني
اليراع الناطق بلغة التميز

من مواليد يوم 12 يناير سنة 1949 بمدينة تطوان.
حاصل على:
- باكالوريا في الآداب العصرية (عربي ـ إسباني) من ثانوية القاضي عياض بتطوان سنة 1969.
- من سنة 1969 إلى سنة 1972 تابع دراسته بكلية الآداب، شعبة اللغة الإسبانية، في جامعة محمد الخامس، والمدرسة العليا للأساتذة بالرباط. 
- أستاذ للغة الإسبانية من سنة 1972 إلى سنة 2005. 
- مسؤول عن الشبكة الدولية للكتاب باللغة الإسبانية (فرع المغرب).
- كاتب وشاعر ومترجم.
- في الفترة من سنة 1978 إلى سنة 2009، نشر العديد من المقالات السياسية باللغة العربية في الصحف والمجلات المغربية والعربية، مثل "المحرر"، "الثقافة الجديدة"، "البلاغ"، "الجسور"، "آفاق عربية"، "الاتحاد الاشتراكي"، والملاحق الثقافية للصحف المغربية.
- منذ سنة 1970 وهو  ينشر  مقالات ودراسات باللغة الإسبانية في صحف ومجلات إسبانية وكوبية وغيرها.
كما نشر مجموعة من القصائد باللغة الإسبانية في منابر إعلاميةوطنية ودولية.
- شارك في كثير من الندوات الوطنية والدولية حول حضور طنجة في الأدب العالمي.
عضو بلجنة إعداد امتحانات الباكالوريا بالأكاديمية الجهوية طنجة/ تطوان: 2002 - 1989.
- عضو المجلس المدرسي للمدرسة الإسبانية "رامون إي كاخال": -1992 - 1990.
- عضو مكتب"جمعية الآباء" بالمدرسة الإسبانية "رامون إي كاخال": 1995 - 1994.
- عضو الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بطنجة/ كاتب مكلف بالثقافة والإعلام: 2001 - 1996.
- عضو اللجنة المنظمة لاجتماع لجنة البحر الأبيض المتوسط للأممية الاشتراكية: 1997.
- عضو لجنة جائزة الشاعر "غرسيا لوركا" التي تنظمها السفارة الاسبانية بالمغرب: 1998.
- عضو تيار الوفاء للديمقراطية: 2001 - 1999.
- مستشار أكاديمية جهة طنجة / تطوان في الكتاب المدرسي لتعليم اللغة الإسبانية بالمغرب: 2001 - 2002.
- عضو بالمرصد الإسباني "طنجة / طريفة" (2006).
- ناضل في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي من سنة 1969 إلى سنة 2001، حيث انسحب من الحزب، وتخلى عن كل نشاط سياسي.
- عضو بتيار الوفاء للديمقراطية ما بين 1999 و 2001.
- مسؤول بالمغرب عن جمعية "كوديناف"(جمعية التعاون و التنمية مع شمال إفريقيا) سنة 2008.
- قام بترجمة مجموعة وافرة من النصوص الأدبية لكتاب وأدباء من إسبانيا وأمريكا اللاتينية من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية، نشرت في صحف ومجلات مغربية وعربية ودولية.
- نقل من الإسبانية إلى العربية مقالات وأبحاث متعددة تم نشرها في عدة منابر صحافية داخل المغرب وخارجه.
- صدرت له الكتب التالية المترجمة من الإسبانية إلى العربية:
1 - لاثريوي دي طورميس (كاتب مجهول) طنجة 2006.                                        
2 - نجمة اشبيلية للكاتب الإسباني لوبي دي بيغا طنجة 2007.
3 - أنا وبلاطيرو، خوان رامون خيمينيث، طنجة 2008.
4 - السكوت علامة الرضى، لياندرو ف. دي موراطين طنجة 2009. 
5 - ماريانا بينيدا، فيديريكو غارسيا لوركا، طنجة نوفمبر 2010.
6 - الفكر الإسباني ومستقبل إسبانيا، أنخيل غانيبيط،طنجة 2011.
7 - الوصف العام لإفريقيا، مارمول كارباخال، طنجة 2012.
8 - المنظري الغرناطي مؤسس تطوان، غييرمو غوثالبيس بوسطو، طنجة 2013.
9 - رواية ضباب، ميغيل دي أونامونو، ليتغراف، طنجة 2015.   
10- دراسات حول المغرب في العصر الوسيط، غييرمو غوثالبيس بوسطو، طنجة 2016.
11 - الموريسكيون بالمغرب، غييرمو غوثالبيس بوسطو، طنجة 2018.
  12- ضد الإسلام / المتخيل في الغرب، للكاتبة لاورا نابارو، طنجة 2018.
يعد إدريس الجبروني القلب النابض للترجمة الأدبية والراعي لفواصل التثقيف العربي - الإسباني.
وتحسب له غزارة الإتتاج الأدبي المفعم بحيوية اللغة.

بقلم أسماء المصلوحي

الثلاثاء، 5 فبراير 2019

بقلم حسن بربيش

هدية الآديب حسن بربيش  لأسماء المصلوحي
بمناسبة عيد ميلادها.

بورتري

أسماء المصلوحي

شراع الإحساس في يم الكلام

حسن بيريش

1 - سكر العبارة:

عشقت حرفها قبل أن تكتبه.
ثم صاغته حين نسجها.
في جماع حالاتها:
لا تتعاطى الكلام إلا حين منها يدنو المعنى.
أمامها شجرة الكلام.
لكنها لا تقطف منها كل يوم.
بل ترعى الناضج منها كل فصل.
وبين قطاف ومذاق:
تأتيها حلاوة العبارة.
ويبايعها سكر المغزى.
وتأتيها فصول اللغة تباعا..تباعا!
لذلك اقتربت أسماء المصلوحي من ينابيع الكتابة النضاحة حد الارتواء.
وذهبت غيثا في سقي حقول الكلام.
ثم أينعت رياحين الحب بين يدي تفوقها.

2 - اكتمال العذوبة:

تسافر المبدعة أسماء إلى الحب أنى تجلت بوارقه.
ويأتيها الحب بتوقيت الرعود!
يأخذها الولع إلى الهوى فتمتطي براق الحرف.
وحين تبلغ سدرته يسكرها الإحساس الفياض وتصاب بما أسميه إغماءة الإبداع!
ولا تغادر دوار الوجدان إلا على صوت القصيدة وهي تنادي قائلة:
لقد اكتملت عذوبة..!

3 - زلازل الغرام:

الحب حبق القصيدة عند أسماء المصلوحي.
بين شعور وتاليه، تغرس فيه رياحين الصبابة فتخضر في معانيها أغصان القلب.
وتزهر أغراس الروح.
والإحساس عنها راض.وبها متألق وساطع!
في الحب. - وبالحب - تسرع أصابعها نحو الورق، فتتعطر الأحبار.
وينتشر ضوع الوجد.
وتشرق الأفئدة!
يحدث هذا لأن أسماء ترش عطر إحساسها رشة تلو أريجا.
فتنتفض في بياض الورق زلازل الغرام..!!

4 - شراع الإحساس:

فيها من عرام ومن فيوض الإحساس:
ما لا حبر رأى سوى حبرها.
ولا وجدان عرف إلا وجدانها.
ولا خطر على بال قلب ما عدا قلبها.
أليست هي التي تقول ببذخ منظور ومحسوس:
حبك مجراي
إحساسي مرساك
أشتاقك برا وبحرا!؟
أليس أنا الذي أقول ردا على انتفاضة عطرها، أقصد بهاء ومضتها:
لا منجاة من بحر القصيدة
لا منجاة..
سوى شراع الإحساس؟!

5 - قوارير الحبر:

في قصيدها تنسج الساطعة أسماء المصلوحي من الهمس سجادة للكلام.
تقتفي في الكلام أطياف الهمس.
ومنهما معا:
تمنحنا صراخ الحب بطعم هامس.
ولم الاستغرب..؟!
أليست أسماء من تبيت كلماتها في قوارير عطر كل ليلة شعر..؟!
أقصد:
كل ليلة حب..؟!

6 - حالة غزل:

في الشعر يأخذها الظن لتأخذ اليقين!
في الحب يقينها محض ظنها!
تلك لعبة أسماء المصلوحي التي عبرها تذهب بنا إلى أقاصي العبارة المأهولة بفصاحة الظنون..!!
ثم تعيدنا - وفق نفس اللعبة - إلى مربع الانطلاق، حيث المعنى الموشوم ببلاغة الشكوك..!!