الأحد، 27 سبتمبر 2020

يوسف عصافرة

  قــرارُ الضَّــمِّ 




بئــس القــرار قــرار الضّــمِّ ننـطره

            فيه اليهود بهذا الشعب قد سخروا


القدس تَسلِبُ والأغوار قد عـزمـوا

             الأرض تـصـرخ والـحـكــام تـأتــمرُ


كيـف العـــروبـة يــا ربـــاه نـائـمـة

            القــدس تُسـلبُ والاوطــان تستعرُ


قـالـوا الـسـلام فقلت الــذُّل أمقـته

            الـشـعـب أصــبـح للأحــرار ينتـظرُ


هٰــذي الديــار ديــار العِـزِّ أعـشـقها

            أرضـي الحـبيـبة بالإيــمـان تعتَـمِـرُ


يا قدس صبراً فإن الفجر موعـدنا

             رغم التخاذل شمـس النصر تنتشرُ


يا رب عفـوك قد خــانــوا قضـيتنا

            أيِّد جــنـودك فـالأعــراب تحـتـضرُ


ما عـاد فينا صـلاح الدين يجـمعنا

            الـقــدس تصـرخ والـحــكام تـأتـمرُ


يا ربّ هيئ لأرض القـدس فاتـحـها

           الظـلم عشـعش والظّـلام قـد كثروا


أرسل جـنوداً لهذا الديـن تحـرسـُهُ

            بغيُ اليـهـود على الأحــرار يـستعرُ


هيـئ لديـنك مـن للـرَّاي يـحـمـلـها

            رايـــات أحـمـد بالإيــمـان تـنـتـصرُ


جـند الكـتائـب للأمـصــار تفـتـحها

            اللـــه أكـــبر يـا حـطـين قد ظهروا


أيِّـــد بِـنــصـرك يـــا اللـــه رايــتـها

            وعـــد الإلٰــه لدحـر الظـلـم ننـتـظرُ



                  الـشـاعر يوسـف عصــافرة

                        27/9/2020م

                       البــحـر البـسـيط

 ●نزع السلاح النووي العالمي●

كتب الدكتور. نسيم صلاح ذكي 

سفير سلام.وحقوقي للإنسان.

وهو الدمار الشامل .نووي.وذري.

يعد تحقيق

  نزع السلاح النووي العالمي أحد أقدم أهداف الأمم المتحدة. كان موضوع القرار الأول للجمعية العامة في عام 1946، والذي أنشأ لجنة الطاقة الذرية (التي تم حلها في عام 1952)، مع تفويضها بتقديم مقترحات محددة للسيطرة على الطاقة النووية والقضاء على الأسلحة الذرية وجميع الأسلحة الرئيسية الأخرى القابلة للتكيف إلى الدمار الشامل. وكانت الأمم المتحدة في طليعة العديد من الجهود الدبلوماسية الرئيسية لتعزيز نزع السلاح النووي منذ ذلك الحين. وفي عام 1959، أقرت الجمعية العامة هدف نزع السلاح العام الكامل. وفي عام 1978، أقرت الدورة الاستثنائية الأولى للجمعية العامة المكرسة لنزع السلاح كذلك بأن نزع السلاح النووي ينبغي أن يكون الهدف ذي الأولوية في مجال نزع السلاح. وقد عمل كل أمين عام للأمم المتحدة بنشاط على تعزيز هذا الهدف.

ومع ذلك، لم يزل يوجد 13,400 ألف سلاح نووي في العالم. والبلدان التي تمتلك تلك الأسلحة لديها خطط ممولة جيدا لتحديث ترساناتها النووية. ولم يزل أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في بلدان ل تمتلك أسلحة نووية أو هي دولا أعضاء في تحالفات نووية. واعتبارا من 2017 — وبالرغم من وقوع خفض كبير في الأسلحة النووية التي نُشرت في ذورة الحرب الباردة — فإنه لم يُدمر فعليا حتى رأس نووي واحد وفقا لاتفاقية سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف، كما أنه لا تجري أي مفاوضات متعلقة بنزع السلاح النووي.

وفي الوقت نفسه، لا تزال عقيدة الردع النووي قائمة كعنصر في السياسات الأمنية لجميع الدول الحائزة والعديد من حلفائها. ولقد تعرض الإطار الدولي للحد من التسلح الذي ساهم في الأمن الدولي منذ الحرب الباردة، والذي كان بمثابة كابح لاستخدام الأسلحة النووية ونزع السلاح النووي المتقدم ، لضغوط متزايدة. في 2 آب/أغسطس 2019، أعلن انسحاب الولايات المتحدة نهاية معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، من خلال الولايات المتحدة والاتحاد الروسي التزاما سابقًا بالقضاء على فئة كاملة من الصواريخ النووية. وتنتهي المعاهدة المبرمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الروسي بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها ("ستارت الجديدة") في شباط/ فبراير 2021. وإذا لم يتم تمديد هذه المعاهدة، على النحو المنصوص عليه في موادها، أو تنتهي صلاحيتها دون خليفة، ستكون هذه هي المرة الأولى التي لا تخضع فيها أكبر ترسانتين نوويتين استراتيجيتين في العالم للقيود منذ السبعينيات.

يتنامى الإحباط بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بما يُنظر إليه على أنه بطء وتيرة نزع السلاح النووي. ويركز بشكل أكبر على هذا الإحباط مع تزايد المخاوف بشأن العواقب الإنسانية الكارثية لاستخدام حتى سلاح نووي واحد، ناهيك عن حرب نووية إقليمية أو عالمية.

تحتفل الجمعية العامة بيوم 26 أيلول/ سبتمبر باعتباره اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. ويوفر هذا اليوم فرصة للمجتمع العالمي لإعادة تأكيد التزامه بنزع السلاح النووي العالمي كأولوية. وإنه يوفر فرصة لتثقيف الجمهور - وقادته - حول الفوائد الحقيقية للتخلص من مثل هذه الأسلحة، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية لإدامتها. للاحتفال بهذا اليوم في الأمم المتحدة أهمية خاصة، بالنظر إلى عضويتها العالمية وخبرتها الطويلة في معالجة قضايا نزع السلاح النووي. إنه المكان المناسب لمواجهة أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وهي تحقيق السلام والأمن في عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

وعليه،ووفقا لقرار الجمعية العامة 32/68 والقرارات اللاحقة له، كانت هذه الحقائق هي الأسس لتعيين الجمعية العامة يوم 26 أيلول/سبتمبر بوصفه اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية. فهذا اليوم هو بمثابة فرصة متاحة للمجتمع الدولي ليعيد توكيد التزامه بنزع السلاح النووي على الصعيد العالمي بوصفه أولوية عليا. وهو يتيح كذلك فرصة لتثقيف الجمهور وقادته بالفوائد الحقيقة التي ستعود من القضاء على هذه الأسلحة، والتكاليف الاجتماعية والاقتصادية لبقائها. ولذا يكتسى احتفاء الأمم المتحدة بهذا اليوم بأهمية خاصة نظرا إلى البعد العالمي للعضوية فيها وخبرتها الطويلة في التصدي لقضايا نزع السلاح النووي. وهي كذلك المكان المناسب للتصدي لأحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية، وبما يحقق السلام والأمن وإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية.



● Global nuclear disarmament ●

 Books dr.  Nassim Salah Zaky 

 Ambassador of peace and human rights.

 It is mass destruction, nuclear and nuclear.

 Longer investigation

   Global nuclear disarmament is one of the oldest goals of the United Nations.  It was the subject of the first General Assembly resolution in 1946, which established the Atomic Energy Commission (which was dissolved in 1952), with a mandate to make specific proposals for controlling nuclear energy and the elimination of atomic weapons and all other major weapons adaptable to mass destruction.  The United Nations has been at the forefront of many major diplomatic efforts to promote nuclear disarmament since then.  In 1959, the General Assembly endorsed the goal of general and complete disarmament.  In 1978, the first special session of the General Assembly devoted to disarmament also recognized that nuclear disarmament should be the priority goal of disarmament.  Every Secretary-General of the United Nations has actively promoted this goal.

 However, there are still 13,400,000 nuclear weapons in the world.  And countries that possess these weapons have well-funded plans to modernize their nuclear arsenals.  More than half of the world's population still lives in countries that do not possess nuclear weapons or are members of nuclear alliances.  As of 2017 - despite the significant reduction in the nuclear weapons deployed at the height of the Cold War - not even a single nuclear warhead has actually been destroyed according to an agreement, whether bilateral or multilateral, nor are there any negotiations related to nuclear disarmament.

 Meanwhile, the doctrine of nuclear deterrence continues to exist as an element of the security policies of all possessor states and their many allies.  The international framework for arms control that has contributed to international security since the Cold War, and which has acted as a brake on the use of nuclear weapons and advanced nuclear disarmament, has come under increasing pressure.  On August 2, 2019, the withdrawal of the United States declared the end of the INF Treaty, through the United States and the Russian Federation previously committed to eliminating an entire class of nuclear missiles.  The treaty between the United States of America and the Russian Federation on measures to further reduce and limit strategic offensive weapons (the "New Start") shall expire in February 2021. If this treaty is not extended, as stipulated in its articles, or expires without a successor,  It will be the first time that the world's two largest strategic nuclear arsenals have not been subject to restrictions since the 1970s.

 Frustration is growing among member states over what is seen as the slow pace of nuclear disarmament.  He focuses more on this frustration with growing concerns about the catastrophic humanitarian consequences of using even a single nuclear weapon, not to mention a regional or global nuclear war.

 The General Assembly observes 26 September as the International Day for the Total Elimination of Nuclear Weapons.  This day provides an opportunity for the global community to reaffirm its commitment to global nuclear disarmament as a priority.  It provides an opportunity to educate the public - and its leaders - about the true benefits of eliminating such weapons, and the social and economic costs of maintaining them.  Celebrating this day at the United Nations is particularly important, given its global membership and long experience in dealing with nuclear disarmament issues.  It is the right place to take on one of the greatest challenges facing humanity, which is achieving peace and security in a world free of nuclear weapons.

 Accordingly, and in accordance with General Assembly resolution 68/32 and subsequent resolutions, these facts were the basis for designating the General Assembly on 26 September as the International Day for the Total Elimination of Nuclear Weapons.  Today is an opportunity for the international community to reaffirm its commitment to global nuclear disarmament as a top priority.  It also provides an opportunity to educate the public and its leaders about the real benefits that will accrue from eliminating these weapons, and the social and economic costs of their survival.  Therefore, the celebration of this day by the United Nations is of special importance given the global dimension of its membership and its long experience in dealing with nuclear disarmament issues.  It is also the appropriate place to address one of the biggest challenges facing humanity, in order to achieve peace, security and a world free of nuclear weapons.

الجمعة، 25 سبتمبر 2020

بهاء اللبودي


يا دنيا مالك ؟


 يا دنيا مالك كدا

سايقة العوج ع الناس

رافعه الخسيس للسما

وابن الأصول منداس

.. 

العبرة مش بالغِنى

إن كان ملكش أساس

لسة الأدب سلطنة

رغماً عن الأنجاس



بهاء_اللبودى

 مقال أدبي لكل من يقدم على كتابة الشعر بكل ألوانه :


المفردة بالنص الأدبي عروس ساحرة 


كتب عوض خاطر

كلمات النص ليست كلمات عادية فهي كلمات تشعر وتبتسم تبكي وتصرخ وتهمس ووو فالكلمة عنوان إنسان فيها جيناته وفكره ومشاعره فهي هويته الخاصة . 

وتعيش في مودة وعناق مع غيرها من الكلمات فتسير مع أخواتها في رحلة القصيدة متناغمة لا تضل عن المسير كالبوصلة شاعرة ففيها أنفاس الشاعر ولوعاته وحنينه وعشقه ومناجاته وما أروعها عندما تمتص حزنه وهمه وتتراقص لفرحه وسعادته 

إنها في النص تفعيلة موسيقية ضمن لحن عبقري مزدان تحتفظ مع غيرها من المفردات بأنغام لحن الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه الأخفش ( علم العروض ) لتكون تفعيلات موسيقية متتالية متوازنة شجية كما تكون كوجه القمر واضحة لا غموض فيها ولا غرابة فالشعر إحساس وفكر وحب وغضب وهمس وتراتيل صلاة إنها مخاض لذيذ وملحمة بين النبض والنبض يخوضها الشاعر على أطياف ملونة في وادي عبقر يشتاق لنقله في أجمل حلة للآخرين 

إنها ابنة شرعية للبيئة التي ينشأ فيها الشاعر فمعجمه اللغوي نبت من بيئته الشرعية التي يعيش فيها وتعيش فيه ويجب أن تلتزم كلماته بقوانين اللغة من نحو وإملاء واشتقاق وصرف وتتواءم مع تفعيلات العروض مع غيرها داخل اللوة الشعرية المبدعة كما ينبغي أن تكون بعيدة عن الابتذال والاستهلاك فلا يجب أن يختار مفرداته من أبجدية ليس لها بريق فلا ينبغي أن تكون مبتذلة على كل لسان يجب أن تكون كملابس العيد للأطفال مبهرة جديدة تلون العيد بألوان السعادة أو كاصطياد الصياد لسمكة ضخمة على شواطئ التمني بعد طول انتظار إن حروف كل مفردة لها حضور على شفاه المبدع فحروف الصفير لها جلبة العاصفة أو تراتيل رقيقة كحنين الكمان أو أنات عود شرقي يتنفس لوعة وآهات إن حروف الكلمة لكل حرف ملمس فنجد حروفا كالحرير وأخرى كالخرير وحروف خشنة كالصوف وحادة كشفرة السكين وأصوات كأصوات السلم الموسيقي على الايكسيلفون أو القيثار إنها لغة كنسمة صيف وابتسامة الشمس بين الغمام ما أروع الكلمات الشاعرة 

كما أن الكلمة لها ايحاء مفعم بالحياة بعيدة كل البعد عن شيئين خطيرين المباشرة والتكرار فهما فيروسان يقتلان شاعرية الكلمة بالنص فالشاعر لا يقف على منبر في أحد المساجد يقدم الوعظ والإرشاد كما يجب أن تكون الكلمة في مكانها بلا تكرار يملأ الرحل بالملل والرتابة  

إنها في ايجاز كائن حي



كتب عوض خاطر 

الأحد، 20 سبتمبر 2020

حسن بيريش

 بورتري


                              سونيا الفرجاني

إضافة شرح


                   مكر لغوي يركض بشسع قصيدة




(1)

بملء يديها تلعب بجمرات الحب، تذهب إلى نفسها، ونحو العتمات الضالعة في ضوئها، ثم تتسربل بلغة غير متوقعة،  ولا شيء يعيق أنفاسها، وأبدا لا تستسلم للمسلم به.

من ٱثام الكتابة تأتي، وإلى أقصى النزوات تؤول، ووحدها ارتعاشات العراء تفشي أسرار القصيد، وترتل بياض الجسد المضرج بغوايات الشاعرة.

               "كتفيّ شرق،

               وأنا الشوق يركبني،

               وثوبي منه البلاد تطير إلى ركبتيك.

               على كتفيّ 

               شرق

               يطوّق صوتي

               وشرق تساقط بين الأصابع.

               لا يمكن أن أجوع 

               مثلما أشتهي صوتك الآن".


(2)

هل جربت أن تقرأ سونيا الفرجاني، أن تشم روائح شعرها، وتظل مفتوحا على احتمالات ماكرة..؟!

عندما يستبد بها الشعر، يستبد بك الحب. هي تجهر بالذي انفرط، كي يتشكل، يتخلق. وأنت تهمس بالناقص، عساه يكتمل في مهب انهمارها.

تقرأ نفسك فيها، تطالع وجهها في قسماتك، تمسك بيراعها الذي به تكتبك، ليخط قلبك الذي به تعيد كتابتها، ولا مفر منها إلا إليها، ولا إياب من ذهابك إليها.

                   هي تملأ شقوق ذاكرتك،

                   كي تسكنك،

                   وأنت تنسل منها 

                   كي تصير 

                  خيطا في نسيجها.

(3)

تنشرح لغتي حين تقابل لغتها.

ليس لأنها تمضي قدما نحو الذي يبدو مستحيلا، بل لأني أقف في المسافة الراقصة بين لغتها المقامرة، بلا خسران، وقراءتي السكرى، دون كأس..!!

                          فكيف لا 

                          يثمل الحرف، 

                          وهو منصاع 

                          لمكتوب يسمع،

                          ومسموع يكتب..؟!

قبل هنيهة، تسللت، على أطراف إعجابي، إلى جدارها، ذاك الذي تحول من الأزرق إلى الأحمر، ثم عدت، محمولا فوق أكتاف بصيرتها النابذة للمعطى والمتاح، وعلى لساني أرى تكاثر قليلها، وأتحسس نعومة سلطتها.

                "اللغة خائفة، 

                 قبل الصباح أيقظتني، 

                 خائفة.

                 لم أجد خطى حول البيت، 

                 ولا سمعت صرير باب.

                 ما الذي  يحدث 

                 في الأعلى؟".


(4)

جاءت سونيا إلى الكتابة دون موعد مسبق، وحده القصيد الذي يفرض مواعيده، دون أن يحجز طاولة ليجلس فوق اشتعالها ويكتب صقيعه..!!

ها هي سونيا تعترف بأن الكتابة ليست سفرا في عتمات الإقامة، وإنما إقامة في زمهرير السفر.

                       "الكتابة 

                       شاحنة صغيرة مغلقة، 

                       أركبها، 

                       قد تصل بي، 

                       وقد تتعطب في 

                       مفترق غامض،...".

ذاك "المفترق الغامض"، أليس هو الذي يمرح في الدخائل التي لا تجتنب ٱثام الذات، وتضع الأفئدة في مواجهة كل مٱزقها في الحب، في الشعر، والمصير..؟!


(5)

               "الرجل الذي أحبه 

                كذب علي، 

                قال قتل النساء 

                في الخيال، 

                ورسمني  

                خيلا تركض".

بذلك، تؤكد الماكرة المتكاثرة، سونيا، أنها تستبيح حرمات اللغة، كي تضعنا في أوج هذه الاستباحة، ثم نتقاسم معها غنائم حب أسير..!!

لكن، مهلا، وعلى رسلك يا سونيا.

يدك تعبث بأحلامنا، وحبرك يدربنا على تحمل الجرح، أما صورك الشعرية اللعوب، فهي تودي بنا نحو تهلكة الدهشة، وتتركنا عرايا الذاكرة على مرأى من ثياب نصك.

أنت تصفي الشعر بأنه:

                  "لحظة رعب مميتة، 

                  تنقذنا منها الكتابة".

وتصفي الحب بأنه: 

                      "ممارسة الخلود 

                      في حياة زائلة".

والشوق عندك: 

                           شوك أسفل الحلق، 

                           وطرائد تعربد 

                           في الجسد".

أليس الشعر، في فداحة تجليه، ليس إلا لحظة تركض في صهيل العمر، وممارسة تقتفي نواح الذاكرة، وشوكا نمشي فوقه لتعلن القصيدة علو جراحها..؟!


(6)

                  يذهب بي الظن 

                  أن سونيا 

                  لا تكتب، 

                  لا تجهش، 

                  إلا في هدأة البياض.

بياضها يخفي أكثر مما يبين، لأن سلطته تعلو على أوامر التسويد، ولأن المضمر هو الذي يخطو نحونا حاملا معان مفرطة التلاشي، مقيمة في البروز.

لذا، يمكن التوكيد أن لبياضها ٱثار مرور، قد نقرأ صوتها، 

وربما قد نسمعها، بيد أنها، خطى البياض تلك، تلمحنا من مسافة الكتابة، وفي مفترق الكلام والنبض.

                       "سأرفع ثوبي عن ساقي قليلا

                       كي تكون خُطاي أكثر اتّساعا

                       وأصل الحياة

                       قبل فوات الأوان.

هذا نص كلمعة، يضيء في ارتعاش البياض، المكتوب فيه أقل من المحلوم، إنه يقف أمام الدوال عاريا إلا من بياضه الذي يتزيا بجوهر مستتر.


(7)

بضمير المتكلم، لا الغائب، تعلن سونيا عن تورطها في أيما كتابة تجهر بها يدها المعطاء، وقلبها الرهيف، وعمرها الذي انكتب في غياب الأنا الباذخة.

مثلما لا تهادن سونيا ٱثام المخيلة، فهي لا تخضع للفداحة الثاوية في ضمير الأنا الكاتبة، كما لا تسلس قياد قصيدها للتأويل الذي يمتطى صهوات سوء السمعة..!!

                        ليس لأنها شجاعة، 

                        بل لأنها شاعرة،

                        ليس لأنها أنثى

                        بل لأنها ماكرة..!!

تأملوا معي، وانظروا كيف تتحول مساحيق التجميل إلى إعلان هدنة ملتبسة مع مرايا أوهام الرجل.

                 "لا يستطيع خيال الرجل 

                  بلوغ معنى أن تنتقي امرأة 

                  ألوانا في قوارير صغيرة، 

                  لتطلي أظافرها بهدوء وخفة وفرح.

                  المانيكور، 

                  وعدساته اللاصقة 

                  وقطعه الدقيقة اللامعة، 

                  مرايا عن تركيبة هذا الكائن 

                  المتورّط في تشييد الجمال.

                  هل الأظافر 

                  على أطراف أنامل مطلوقة أياديها، 

                  كناية عن طيران فطري؟

                  لا تصدقوا أن عباس بن فرناس 

                  أول من حاول الطيران،

                  كان فقط يقلّد أمه، 

                  وهي تجفف لون أجنحتها"..!!


(8)

بين الحب والشعر، علاقة غائمة، شاتية، لا تهطل إلا على أرواح ملأى بزمهرير السرائر.

                           وسونيا طاعنة 

                           في عمر 

                           من وله الحب.

تأمره فينكتب في قصيدها، يستدعيها قبل أن تستحضره، تأمره فيطيعها. ليست هي من تسمي شواظه، بل هو الذي يسمي حرائقه، ويضعها في أتونه.

                                   الحب أوسع 

                                   من القصيدة،

                                   والقصيدة انقلاب

                                   في نظام الحب..!!

هذا ما أستنتجه، حين أتعاطاها، شعرا وشعرا، ولا نثر هناك سوى ما فاض من يراعها الذي يبصر ما لا نبصر.


(9)

                  عينان مغمضتان، 

                  لسان يلهج بالهمس، 

                  ملامح مسترسلة في الضوء،

                  وقصيد يزهو بشغب دواله.

هكذا تتبدى سونيا وهي في حضرة الترتيل الشعري، أمام عشاق حجوا إلى بلاغتها، ليرتاحوا من وعثاء الذاكرة، وكي يعثروا فيها على ما يفتقدونه.

                                     قراءة النص

                                     كتابة ثانية له.

هذا ما أقوله، حين أسمعها، وبهذا تتورط سونيا أعمق في كتابة تشبهنا وتختلف عنها.


(10)

ويتحرش بي ما لم أتوقعه، ويسكنني سؤال:

               وها أنا أعود 

               ولا أصل إلي، 

               فهل يثوي شعرها في..؟!



الخميس، 17 سبتمبر 2020

من روح اكتوبر


رحل منذ ايام (٢٠١٩سيبتمبر )  وفي هدوء شديد وصمت إعلامي أسطورة مصرية منسية.
_ قام بقتل 44 إسرائيلي ودمر 26 دبابة إسرائيلية وأسر ديفيد جروس قائد كتيبة دبابات إسرائيلية في حرب أكتوبر.
_ قام بالاستيلاء على مركز القيادة الإسرائيلي الجنوبي في سيناء. 
_ توفي منذ أيام في هدوء تام بلا شهرة أو إعلام.
إنه المغفور له بإذن الله
سيادة اللواء السيد الشافعي
قائد اللواء الخامس مشاة من الفرقة 19
الجيش الثالث الميداني
قام اللواء تحت قيادته في اليوم العاشر من حرب أكتوبر بهجوم ليلي للإستيلاء على مركز القيادة الإسرائيلي الجنوبي في ممر متلا. 
يقول اللواء شافعي في مذكراته:
لقد قررت الهجوم الليلي الصامت وبالمشاة فقط بدون إستخدام كتيبة الدبابات في الهجوم فالعدو يملك دبابات ذات مدى أكبر من الدبابات التي معي ، فإذا دفعت كتيبة الدبابات فإنها ستدمر بالكامل وسأخسر أطقمها "لقد كونت مجموعة إقتناص دبابات وسأدفعها في الهجوم 
وأنطلق الأبطال المصريين وأنقضوا في جوف الليل على الأعداء وهم نيام فقتلوهم جميعا وكان عددهم 44 فردا إسرائيليا من بينهم ضابطان برتبة عميد وإثنان برتبة عقيد وثلاث ضباط برتبة المقدم وضابط برتبة ملازم ، وكان بعضهم قد أستيقظ ولكنه لم يستطع أن يضع قدمه في حذائه .. وفي الصباح هجم الأبطال المصريين على الدبابات فكان الجندي المصري مدربا على أن يدفع نفسه تحت الدبابة ثم يصعد عليها من الخلف ويلقي قنبلته عليها ويفجرها .. وأطلق العدو الإسرائيلي مدفعيته الثقيلة وأصيب رئيس أركان اللواء العقيد أسعد ذكي بشظية في وجهه فطلبت منه أن ينتقل إلى السرية الطبية فرفض وأصر على القتال معي ولكنه أستشهد بعد ثلاثة أيام متأثرا بجراحه.
وحاول العدو الإسرائيلي أن يسترد مركز قيادته فقام بهجوم مضاد بعدد 54 دبابة وقاتل الأبطال المصريين ودمروا الكثير من الدبابات منها 26 دبابة طارت أبراجها من شدة الإنفجار وتم أسر الكثير منهم وعلى رأسهم قائد الكتيبة نفسه وكان يدعى "ديفيد جروس" .. وبعد الأسر سألت قائد الكتيبة الإسرائيلة ديفيد جروس: "مارأيك في المعركة التي دارت؟" 
فرد القائد الإسرائيلي ديفيد جروس: " إن مارأيناه شيء لا يوصف لقد حارب رجالك بطريقة إنتحارية ، ثم سألني القائد الإسرائيلي ديفيد جروس : هل تعطون جنودكم حبوب الشجاعة؟
فأجبته: "لا ... إن هذا هو الجندي المصري".



_________________________________________
انهم يطمسون روح اكتوبر المجيده في عقول ووجدان الامه العربيه والشعب المصري حتي تمتلىء بثقافة الاستسلام٠ 
ربنا يرحمه ويرحمنا برحمته الواسعة.
رحم الله اللواء البطل السيد الشافعي وأسكنه في أعلي الجنات
منقول عن مصرا اولا.

محمد سالمان

 من دفتر الذكريات 



عدت الآن من شارع الحمزاوى بمنطقة الأزهر بالقاهرة  ، وشارع الحمزاوى يبدأ من شارع الصاغة بجوار مسجد الأشرف برسباى ،وينتهى عند مطلع كوبرى الأزهر،  الشارع ضيق ربما يصل عرضه لثلاثة أمتار و بطول نحو 100 متر ، وقد أنشأه الأمير حاتم الحمزاوى أحد أمراء السلطان سليم الأول،  والمنطقة كانت قديما أحد أسواق الرقيق بالقاهرة ، يشتهر الشارع - الآن - بتجارة الاقمشة بمختلف أنواعها،  عندما تركت شارع الأزهر الرئيسى،  ودخلت شارع الحمزاوى ، تذكرت الحاج سيد محمد عاشور واحد من أهم تجار المنطقة  ، ومن العلماء الذين لا يعرفهم أكثر الناس .

تعود معرفتى بالحاج سيد إلى عام 1991 ، عندما نشرت صحيفة الاخبار حوارا معه ، فوجدته موسوعة معرفية كبرى ، ينبغي الحج إليه والجلوس بين يديه .

الحاج سيد  - رحمه الله - متوسط الطول ، تعلو رأسه صلعة كبيرة  ، جسمه يميل إلى النحافة ، ربما من أثر الشيخوخة التى نخرت عظامه ، عندما تدخل إلى متجره ، تجده جالسا على مكتب صغير أمامه ثلاثة كراس للضيوف ، لم أذهب إليه يوما ما إلا ووجدت بين يديه أساتذة كبار وطلاب علم ، يشرح لهم الحاج سيد مسألة لغوية ، أو حدث تاريخى،  يبهرك وهو يتحدث،  ذاكرة قوية ، وحجج دامغة ، معرفة بدقائق اللغة ، فضلا عن العادات والتقاليد .

كان الحاج سيد من مواليد مدينة بلبيس بالشرقية فى العقد الثانى من القرن الماضى ،وتقريبا من مواليد 1916 ، تخرج فى كلية التجارة عام 1937 ، تربى فى حارة اليهود بالقاهرة  ، أجاد لغات عديدة منها :  الإنجليزية ،والفرنسية ،والألمانية ،والسريانية ،والكلدانية، فضلا عن العبرية التى أجادها بطريقة لا مثيل لها وأتقنها كأهلها، و له علم ودراية بكل أسرارها ودقائقها،  حتى أن الخارجية المصرية كانت تستعين به أحيانا فى المحادثات المصرية الإسرائيلية ، باعتباره من أكثر الناس اتقانا للعبرية ،ومعرفة بأصول الديانة اليهودية .

كانت مكتبته أكثر من خمسة وعشرين الف كتاب بمختلف اللغات ، جمعها الرجل من بلاد عربية وأجنبية ، وبها بعض المخطوطات النادرة .

للحاج سيد العديد من المؤلفات ، كان يرفض طباعتها ، طبعة واسعة ،ولكنه- رحمه الله- كان يطبع منها ثلاثمائة نسخة ويقوم بإهدائها لمريديه،  من تلك الكتب : بلبيس أرض الانبياء والرسل ،، الربا عند اليهود ،،مركز المرأة فى الشريعة اليهودية ،،الصوم فى الشريعة اليهودية، ،التبنى فى الشرائع السماوية ،،الختان ،، صناعة وتجارة الاقمشة فى مصر ( جزءان) ،،  أصول الكلمات العامية  ( معجم ) ....وغيرها 

ذكر لى يوما ان مخازن الغلال الخاصة بيوسف -عليه السلام- بقرية( غيتة ) ببلبيس،  وهى معلومة أكدها لى د رأفت الشيخ - عميد آداب الزقازيق الاسبق- .

لم يكن الحاج سيد متزوجا ، كان زاهدا فى الدنيا ، عزوفا عن مفاتنها .

لم أدر أين ذهبت مكتبته بعد وفاته ، وما مصير المخطوطات التى كانت بها .

جلست إليه ذات يوم وقد أراد أن ينصحنى قبل سفرى ، فقال : استمع أكثر من أن تتكلم،  فاللوم على الصمت أيسر من اللوم على الكلام .

سألت البائع اليوم عنه ، ربما كان يعرفه ، فقال : رحمه الله هو الذى ربانى وعلمنى ، كان مدرسة كبرى  ، و أصر الرجل أن يحتضننى وأن أشرب معه فنجان قهوة رغم تعللى بضيق الوقت ، لكنه قال : ستشرب القهوة ، ذكرتنى بالأيام الحلوة إللى بتخفف عنا مرارة هذا الزمن .

حملت أمتعتى ،وغادرت شارع الحمزاوى،  وأنا أقول : رحمك الله يا حاج سيد .