الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

ايمان بيطار

يوم ماطر
***
دقائق حزينه
أغنيات كئيبه 
توتر 
حنين
إبتعاد المحبين
**
أنظر ...
**
النافذه
لا تكاد ترى
**
ضباب
*
عواصف هذا الشتاء 
حقيقيه 
تشبه عواصف قلبي
*
مطر وبرق
*
سيول ..
*
قناديل  نور
*
المدافئ مشتعله...
**
نارٌ وردود
*
براكين
 تحرق أعصابي
**
جن 
جنون قلمي

 **
رسائلي 
تحت المطر
**
حبيبي الضائع..
*
عيوني الباكيه
*
تشبه 
الغيمه البارده
*
و 
وجع من صقيع
أطرافي
ترتجف
مطامع الشهوات

**
وأنا مازلت
 أوقع الكلمات..
على تلكم
 الصفحات
**
تحملها 
رياح غربيه..
**
لمدينه عربيه

**
تشبه 
القهر والأغنيه
**
تشبه الحلم 
ومياه النيل...
**
إلى ذلك اللقاء 
......الحزين......

إيمان بيطار
رساله تحت المطر

حينما تغرد العصافير. . بقلم ابراهيم عبد الكريم

قصة واقعية 
(جرت أحداثها في السبعينات من القرن الماضي.)

من عادة السيدة فاطمة  الجلوس وسط المنزل على حصيرة،  تحت ظل  شجرة  التين العملاقة التي غرسها زوجها في حياته. لحظة   تستنجد فيها بظل الشجرة للوقاية من حرارة الشمس الساطعة في منتصف النهار وهي  محاطة بأحفادها لتحكي لهم   قصة  من القصص التي تمليها عليها ذاكرتها والتي تمكن  خيال الأطفال  من السفر بين مغامرات قيس وليلى  وشهامة  ذويزن  وغيرها من الحكايات التي تزخر بها ذاكرة  الكبار. هذه المرة  كانت الحكاية بطلتها  هي وعائلتها. بدأت القصة  بعبارة، كان يامكان في عهد سيدنا السلطان رجل  من ٲطيب الرجال،  يحمل ٲحلى وٲجمل الٲسماء، اسمه حميد،  متزوج من ٲجمل النساء، امرٲة  اسمها فاطمة.. 
في يوم من الأيام  وبعد تدبير شؤونها المنزلية  في الصباح الباكر. جلست تنتظر زوجها طوال النهار لكنه لم  يعد. خرج بعد صلاة الفجر،  كعادته، ليشتري بعض الطيور من   دجاج  وديكة  وكذلك  بعض الأرانب   لبيعها في السوق  الٲسبوعي   من يوم  الثلاثاء.  غيابه كان   لا يتجاوز  أربعة  أو  خمسة ساعات،  قبل ٲن يعود إلى بيته لمداعبة ابنه الأصغر. الفتى  الوحيد من ٲبنائه الخمسة. كان جد فرح  بابنه. يتفاخر به بين الناس، لكونه ذكر يضمن   استمرار اسمه العائلي. كان يردد باستمرار" هو خليفتي في هذه الدنيا" .  عادة  استعملت من طرف الرجال للتفاخر بابنائهم الذكور.
لكن  هذه المرة خرج حميد، زوج فاطمة،   ولم يعد الى بيته.  طال غيابه،  لم يظهر له أثر طوال النهار. غياب  ٲربك فاطمة. "نطلب من ربي    ٲيسمعنا   ٲسماع  الخير"، هذا ما رددته  وهي تحاور ابنتها البكر.  بدٲت علامة الحيرة تسيطر على وجهها. حاولت التملك في تفكيرها والحد من الافتراضات اليائسة  إلا أنها فشلت في إخفاء قلقها على غياب زوجها.
 حوالي الساعة الرابعة من بعد منتصف النهار، حضر شرطيان أمام باب المنزل. بمجرد رؤيتهم بهتت ملامح وجهها، اصفر لونها.  لم يسبق لها الحديث إلى الشرطة.  كانت تخاف منها من مجرد مصادفتها  في الشارع.   ظهور الشرطة في البلدة  كان علامة على  مصيبة  أو  مشاجرة دامية. أما هذه المرة، فالحدث شيء آخر، الشرطة بمنزل حميد. "الله يستر يارب" الكلمات التي نطقت بها فاطمة قبل أن  يخبروها  بوفاة زوجها. حسب  رواية  الشرطة،  لقد تعرض  حميد الى حادثة سير  سببها  انسان متهور مخمر. في الٲخير  طلبوا منها الالتحاق  بالمستشفى البلدي للتٲكد من هويته.  السيد  حميد،  الانسان البسيط،  الطيب، المحبوب،الذي يشقى يومه ليوفر لقمة عيش لأبنائه. تعود على شراء بعض الطيور والٲرانب من العشائر والبلدات القريبة لبيعها  في السوق الأسبوع.
صرخت  فاطمة عند سماعها  الخبر.  هرع   الجيران  الى المنزل لمواساتها والتخفيف عنها من ألم المصيبة التي ألمت بها وعائلتها. الكل يبكي فقدان السيد حميد، الكل يذكر خصاله. بكى الكل لبكاء   الأطفال في  فقدان  ٲبيهم. 
 أصبحت  فاطمة  ٲرملة،  مسؤولة عن  عائلة  مكونة من خمسة أفراد. أربعة بنات  وولد صغير مازال  يتابع دراسته بالابتدائي.  كان محطة عناية فريدة من طرف  أفراد  عائلته .  بعد الانتهاء من  مراسم الدفن وتقبل التعازي،  بدأت فاطمة  تفكر في العمل خارج المنزل  لتدبير  شؤونها  وحياة أبنائها.  لا بد من مورد مالي  لمستلزمات البيت  والعيش للٲبناء.  لحسن الحظ  بالمدينة  مصانع للتعليب الحوامض.  لم تجد  فاطمة صعوبة في الحصول على عمل.  لكنه عمل شاق ولا يتجاوز أربعة أشهر في السنة.  كانت مجبرة على العمل بالليل وما يحيط ذلك من مخاطر.    لكن لا  بد من توفير القوت اليومي للعائلة.  لابد من الصبر وتحمل الصعاب. استمرت في عملها دون  توقف، دون  أن تظهر تعبها أو  تشتكي لٲحد لاسيما لابنائها، لا تريد ان تشعرهم  بالخوف الذي بداخلها، لا تريد أن تشعرهم بالٲرتباك الذي  يصيبها كلما خرجت للعمل خاصة في الليل. فاطمة التي عاشت في كنف زوجها معززة مكرمة ٲصبحت اليوم  تبحث بمشقة عن عيش ابنائها.كان السيد حميد، رحمه الله، يحبها ويعاملها معاملة الزوج الصادق الٲمين لزوجته الوفية الصبورة رغم صعوبة المعيشة.  لايبخل عنها بهدايا في كل مناسبة  كالأعياد وغيرها. للٲسف مدة عمل  المصانع  لا تتعدى أربعة أشهر في السنة. باقي السنة التجٲت  للعمل في حقول الخضر والفواكه.  عانت  فاطمة بين العمل خارج المنزل وداخله، من تربية الأبناء  ومراقبة  دراستهم  من جهة ومن جهة ثانية  توفير لقمة العيش للعائلة.  ٲمام صعوبة  الحياة  اليومية، طلبت من بناتها  ترك الدراسة والخروج للعمل لتقاسم  المسؤولية معها.  عجزت عن  سد حاجيات  العائلة بأكملها، لاسيما وأن العمل التي تحصل عليه  غير رسمي،  وغير كاف للعيش  وتسديد اجرة الكراء.  كانت تخرج في الصباح الباكر، بعد  صلاة الفجر زهاء  الساعة  الرابعة  والنصف للتوجه إلى المكان المسمى" الموقف"، المكان الذي يجتمع فيه العمال من رجال ونساء، شباب وشابات،  في انتظار أصحاب الضيعات الفلاحية  وغيرها من الأعمال الشاقة سواء ليوم أو ٲكثر. اختيار العمال يخضع لمعايير القوة  الجسدية، الجسمانية.  أما النساء فحالهم شيء آخر، خاصة  التحرش الجنسي الذي  يؤدي في الغالب إلى  الاغتصاب  من طرف  وحوش لا يراعون، لافقر العائلات ولا مبادئ دينهم الحنيف، ناهيك عن  غياب حقوق الإنسان التي لاتحترم  ولا تراعى من طرف ٲرباب العمل،  أما الأطفال فحدث  ولاحرج، يستغلون  دون مراعاة حقوقهم.
   غالبا ما كانت  فاطمة تحصل    على عملها   اليومي،  لكن في بعض الأحيان.  ترجع إلى منزلها خاوية الوفاض، دون اجرة.   أصبحت  المعيشة صعبة، توفير العيش للأبناء  وتربيتهم لوحدها صعب المنال،  المعاناة اليومية كثرت واشتدت  قسوتها. ٲقترح عليها  مرارا  الزواج، إلا أنها رفضت، مفضلة الاهتمام بأبنائها، على الرغم من  الوحدانية، استمرت على هذا الحال لسنين عديدة..
في يوم من الأيام أخبرها أحد أقاربها  بحقها  في تقديم شكاية لتعويضها عن فقدان زوجها في الحادثة التي كانت السبب في وفاته،  في البداية لم تصدق الفكرة،  لم توليها  ٲي اهتمام، لكن    بعد ما  اشتدت   معاناتها اليومية  وافقت على المقترح.  ليس لديها ما تفقده.  لماذا لا تجرب حظها؟ أخذت الفكرة  بجدية  و  بحثت عن محامي ليمثلها في قضيتها.  كان لابد ٲن تسافر الى مدينة تبعد عن بيتها  بكيلومترات عدة.  قامت  بالإجراءات اللازمة  في تفويض تمثيلها  أمام المحكمة  في شكايتها للحصول على تعويض لوفاة زوجها . الزوج الطيب الحنون. مرت سنين على رفع  القضية أمام المحكمة.  إلا أنها   لم تجد اذن صاغية، كلما  ذهبت لاستشارة المحامي إلا و ٲكثر الوعود دون أي نتيجة. لم تيأس، بل ثابرت إلا أن تبين لها أن المحامي يتلاعب بقضيتها وٲن الحكم  صدر، أما التعويضات فقد ضاعت منها وان المحامي استحوذ على كل شيء،  لا يريد منحها حقها من المال. مضت سنين  إلى أن حل وقت   الانتخابات  البرلمانية، ولحسن الحظ أن المحامي تقدم كمرشح في المدينة التي تسكنها فاطمة. انتهزت الفرصة للاتصال به مع تهديده بفضح أساليبه لدى الساكنة إن لم ينصفها ويسدد  حقها من المال الذي حكمت به لها المحكمة. بهذه الطريقة استطاعت فاطمة الحصول على نصيبها من مستحقاتها لوفاة زوجها.   وظفت  المال الذي حصلت عليه  في شراء  منزل صغير عاشت  فيه  وأبنائها ما تبقى لها من الحياة، تتمتع  وتكد  في عملها الى ان كبر الابن  الصغير، فأصبح  رجلا يتحمل مسؤولية ٲمه.  عاشت مع ابنها  معززة مكرمة  لا تبخل بالدعاء لزوجها  بالرحمة، كلما نظرت لأبنائها  وٲحفادها أو تذكرت سيرته الطيبة

ابراهيم عبد الكريم.

.بقلم د .محمد حسن شتا

الكاذِب الكذوب الفشَّارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليـرفـع ذو الخِسَّـةِ خسيستَهُ يـحـتمـى بأحـد الأشرارْ
................................ويصبح خادماً له مطيعاً أووصيفاً متعدد الأدوار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هــو عـنده كلبُ حِراسةٍ أو هـو عـنده مركوبٌ حِمارْ
...............................وهــو سعيـدٌ بذلك ويذكره للنّاس فــى كِبرٍ وفخارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظنّ أنَّ هـذا يُعطيهِ هيبةً أو يُزيـدهُ بين النَّاسِ وقارْ
..................................أو يرفـع مِـن شأنـهِ ويجعـل لـه بين القـوم اعتبارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولـيُـرضى سـيّـده الشّرِّيـر يأتى لـه كـلّ يـومٍ بالأخـبارْ
............................ويزيدُ مِـن عنده كثيراً فهـو الكاذِب الكذوب الفشَّارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكم نـسـج زوراً وحاك بهـتـانا لهُ وأفشى مِـن الأسرارْ
..............................وكم وشى بخصومهِ فأحدث فتنةً كبيرةً وأشعل نارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإنْ قال النَّاسُ لاخيرفى مصاحبة المفسدين الفُجَّارْ
...............................وقالـوا تُب وارجِع لربِّك فهو الرّحمن الرّحيم الغفَّارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال أناباقٍ مع سيدى ولوقتلنى أوشقّ رأسى بمنشارْ
...........................أودهسنى بحذائهِ أوبسيَّارتهِ ومت حينها تحت الإطارْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هــذا هــــو الخسيس وهـذا شأنـه وإلـى أى مآلٍ صارْ
.........................وهـذهِ حكايتـه وتلك قصّتـه وهـذا المسلك الّذى اختارْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم ..د/ محمد حسن شتا ...
بار الحمَّام ...بسيون... غربيه...ج م ع .

بقلم د. عمر لشكر

ترويض المثقف !

الترويض في دلالته الأصلية يعني إخضاع الحيوانات الصعبة ، وتطويعها لأجل التحكم فيها ، واستغلالها ، واستخدامها ...
وقد انتقل هذا المفهوم من السياق الحيواني إلى السياق الآدمي بنفس المعنى والدلالة ، وأصبحنا نسمع عن سياسات الترويض والتحكم والتعديل ، سواء كان الهدف من الترويض أفرادا أو جماعات أو شعوبا  أو دولا كاملة ...
وأقصد بترويض المثقف تلك العملية الممنهجة التي ترمي إلى نقله من المشاغبة ، والمشاكسة ، والمعارضة ، والنقد إلى الملاطفة ، والمجانسة ، والمساندة ، والمداهنة ، والتبرير .
إن ترويض المثقف هو هدف استراتيجي لكل سياسة غاشمة ، وحكومة طاغية ، وأنظمة فاسدة .
لكن ، هل كل مثقف يقبل الترويض ؟
الواقع أن المثقفين أصناف :
- منهم مثقفون كالحصان الجامح لا ينفع في ترويضه علف ولا عنف ولا ملاطفة ولا موادعة ولا ملامسة ، بل كل محاولة ترويضه لا تزيده إلا إصرارا على المشاكسة والمقاومة والمعارضة .
- ومنهم مثقفون يروضون بصعوبة في الأراضي المحروثة بالطرق المناسبة .
- ومنهم مثقفون كالحمل الوديع الأليف ، أو كالجرو المذلل ، بعظم واحد ينحني ويبصبص ويحرك ذيله ويلحس ويشم ويبلع ريقه ...
إن ترويض المثقف يعني ترويض الشعب ، لأن الشعوب الواعية تنفعل بأفكار المثقفين الملتزمين ، الشرفاء الغيورين ، وتحقق طموحاتهم الثورية والإصلاحية والتغييرية ، وتساندهم في مواقفهم النضالية ، وتثق فيهم ، وترى فيهم شموع الإنارة في ظلمات السياسات الغاشمة .
معرفة المثقف أيضا قوة تهاب ، وسلطة تحارب ، وسلطته كما نص على ذلك فرنسيس بيكون ، لا تنتشر ولا تسود بالقوة والقمع والعنف ، وإنما بالكلمة الهادفة ، الصادقة ، النافذة ، الصادرة من عقل نقدي ، محلل ، مفكر ، زاهد في المظاهر والصور والمباهج ، لا يريد زروعا ولا بروجا ولا فدادين ولا مناصب ولا قلاع ولا قصبات ولا فيلات ولا عمارات ....
الثقافة أمانة ، وليست أمام المثقف خيارات كثيرة ، فإما أن يكون مع الحق والعدالة والحرية والتنوير ، وإما أن يكون مع الاستغلال والظلامية .
إن المثقف المروض فاسد خان دوره الحيوي في المجتمع : خان أمته ، وخان وطنه ، وخان تاريخه ، وخان وجوده ، وخان نفسه ...
وبخيانته العامة أصبح خطرا يهدد الوعي المجتمعي ، وسلامته ، وأمنه الفكري والعقلي والروحي ...
في كل تاريخ الثقافة والمثقفين عبر الحقب والعصور ، واجه المثقفون الملتزمون ، المخلصون ، الصادقون ، النيرون ، ثلاثة أنواع من محاولات الترويض :
- إما محاولة الترويض بالإغراء والإنعام والشهرة والمساندة الإعلامية التي لا يصبر لبريقها إلا قلة من قلة .
- وإما بالتهديد والوعيد والخنق والقهر والتهميش والإقصاء ...
- وإما بالإيديلوجيا بجره إلى الانخراط بلا وعي ولا نقد ولا تحليل ولا تفكير في الخط الإيديلوجي للحزب الحاكم ...
لقد تركت لنا سير العظماء من كبار المثقفين نماذج لشخصيات صلبة في مواقفها وقناعاتها ، ولم تلن ، ولم تنحن ، ولم تنكسر ، ولم تنخدع ، ولم تضعف أمام الإغراءات والتهديدات والإيديلوجيات ... أسماء وأسماء خالدة لا زال التاريخ يذكرها  ، وهل من أحد لم يسمع بسقراط وقصة إعدامه ؟؟؟؟
إن المثقف المروض أضر على الأمة من جاهل فتان ، لأن المثقف المروض يعرف أنه في سفط بلا حرية كثعبان بلا أسنان ولا سم ، ويدعو الناس إلى الدخول في السفط مثله ، خداعا منه وكلبنة وقردنة ، أما الجاهل فلا يضر غالبا إلا نفسه ...


كتبه الدكتور عمر لشكر .

د.مفرجي الحسيني

النـــور الاخـــير لـــوهج التـــراب
--------------------------------------
في الثرى قبور بدم القتلى ،تسيل ،أنين يُسمع نازفا من أفئدة الجرحى ،انتحاب الايام ،جياع اليتامى ،يبكون في كهوف الطين ،استحالت تربة الموت ،يُستغاث بشط الرجاء ،أجفان على جمر السهاد ،مُرسلا في ضوء القنديل ،بالنور الاخير ،تَعِبنا من سفر العمر ،قُرب الدمع ،نفتح هذه العيون
ما كُدّس في النفس من أساطير القرى ،اتكالا وأمل ،كل ما نتمناه ،قدير ،في مرايا بُعد ،منظور الزمن ،بعد ما في الامس ،ثرنا ،فحضينا ،نرفع الرفض ،بسيف الشعارات ،نقاتل ،ذَرَفَ الناس ،دموع الحزن ،صامت دهرنا ،يَرقِب الشمس ،يشتاق للفجر ،يسقط غيثا ،في نفوس البؤساء ،أكواخ الطين ،لم نزل في الصمت ،وسكب الدمع ،سنخلّيه ،نختار الغد ،في لياليه تغفو ،للمساكين مُقل.. ينسّل الخوف من حدق الموتى ،كالنهر يذهب ،لموعد البحر المتأخر ،مزاد أفتتح موتي في موسم النار ،يتقدم الحفاة ،ليسرج البؤساء القرى ،ليسقط ويعوى المساكين نحو القبور ،مواعيد الدم أغلقت توا في الارض ،لينهضوا ،كل يتعرف على أوجاعه ،بين جبين جائع وجائع ،سوى الجوع وبصمة ألم ،مرغّوا رؤوسهم في التراب ،لم يحصلوا على فُتاة خبز ،ماتوا جميعا ،أضاءت قبورهم نورا ،مقياس الدم في يدي ،أقيس كمية الدم ،ممن ماتوا بالرصاص ،أو أي شيء آخر، أشّد ،عيوني الى الارض ،يمتلك الفقراء ،بقاع عواصمها الاجنبية ،سقطتُّ وقريتي ،أمتزج الدم ،بأرغفة الخبز ،ترحل قريتي في الموت ،تقاتل، في باب القرية دم من الذاهبين الى قلبها ،أحتشّد الميتون بجانبي في اول الغسق ،اسندت جسمي لجثة ،كانت قريتي تنام ،اتذكر اني مع الحلم ،جئت ،فأرتعش الموتى ،لتحيا القبور في باب المدينة لم اجد عنقي ،لأني قتيل ،لا ظّل للميت ،لأني شريد لا موت للجائعين ،دمي موصل للتراب ،ليأتي المساكين نحوي عند الحروب ،يمضون ،تركوا نجمة في الظلام ،نسمة هواء ،قام الجياع من الجوع ،الاموات من الموت ،لم يبقى تحت ركام القرية ،الاّ الطغاة ،دم يرفع قامتنا ،يستنهض القرية ،رسائلنا جثة ،البريد عظام ،لم تصل الرسائل ،مات المساكين ،بلغ الموت حد الكلام ،برز من كل جرح من الاطفال المنكفئين على الحياة ،بلغ ،الحقد والرقص ،حد السماء لم يبقى على الارض ،الاّ سوانا ،ودماءنا ،وقناديل مطفأة.  قَتَلَني الحُزن ألقى بَعضي ،جمَعني مُشوّه الاعضاء..
يموتون أطفال الرايات ،صوت أجراس ضائعة في الليل ،لِطفل شارد
اخر مسجي على الارض حالم ؟ تسمع في الليل خطى ناعمة ،احلاما
تخرج من حدقات الموتى ،غادروا مساء ،قلوبهم بعيدة المنال ،على شجر الليل يبكون ،في اخر الذكرى ينامون ،رفعت قلبي لهم ،على خنجر الليل
تقوس مثل الهلال ،سجلّوا احلامهم بيضاء ،ترتديهم نجوم السماء ،ربما يرجفون ،صار الجلد بلون التراب ،في الافق صهيل الجنون ،الورد دون عبير ،لغة المدى ،حفيف الضلوع ،الصدى غابة الصراخ ،أنزفوني ،لم تحتويكم ذراعي ،وجهي مصاب ،أعلنت الحزن ،انحدرت ،كسيل دموع
لِتأتي لغتي وكل القرى ،سيلها دموع ،مع الدمع معجزات ،سَرت جثتي بين القرى ،تحصدهم دمعة ،فدمعة ،اقتادني السيل ،هذا أوان القطاف
عصر الدموع ،أمشي الى الموت وحدي ،موتاكم ينامون ،نوم الضياء
عيونهم قناديل التراب ،ينكسر البحر ،تغتسل الارض بالرماد ،المدى دم لا يغيب ،الارض تخجل من عريها ،الشمس تدور ،ساعة القتل تدور على ارصفة الحزن ،مساءً ،يقرأ ،الحلم جوع البائسين ،الارض يباس ،شَربت
دمها حتى الثمالة ،رأت قمرا بين القرى الحبلى ،فجيعة ،يُعلن
موت الانبياء ،أُطفأت القناديل الحزينة ،رقصوا فوق العظام ،امتّدت
الى الحلم الجميل ،دماً يجري على أرصفة الاجساد ،الجرح في الجسم
لا يبرأ ،يعبرون ،الميتون الموت في الاغماء ،في وهج التراب ،ينتابون
أحزان القادمين، يدّق دمهم ابواب القرية ،تبكي القناديل ،لم تعد غير الاوجاع ،تحت سعف النخيل ،يخرجون بعد الاحلام ،دمائهم قِصة
خطواتهم زُرقة السماء ،الشمس للمساكين لا تعرف الانحناء.. يا خُسره عيش الكرام بين اللئام ،حبس تضليل جحود ،كيف احيىّ بين شوك وعوسج
مقابر ،كبدي ودموع ،كره ،غدر ،اضرموا الذعر في الجفون ،فجرّوا
اليأس في الضلوع ،ذوبّوا المكر في الشموخ ،رحموا فكري ،أغفيت ،أدب العفو شيمة الاتقياء..
**********

المفرجي الحسيني
النور الاخير لوهج التراب
العراق/ بغداد
14/9/2020

كمال الدين حسين القاضي

إني  على حب
*****
                                                                   وطني تجاهلَ كلَّ نورِ مشاعلٍ
وكفاحُ شعبٍ عَبْرَ سيفِ مناضلٍ
إني على حبُّ اليه ولهفةٍ
وشغافُ قلبي في هواهُ القاتلِ
حتي رماني في لظى زنزانةٍ
منْ غيرِ  ذنبٍ أو مقالٍ باطلِ
سجانُ يصرخُ كرعودِ نفيرهُ
والقلبُ عزمُ من صمودِ الباسلِ
ما كان إلا مثلُ نسرٍ ماردِ
ما خافَ يوماً من لهيبِ مراجلِ
فالحقُ ضاعَ من خلالِ سياسةٍ
تمضي على نهجِ الطغاةِ وخاذلِ
ولمن يخالفٌ كلَّ رأيٍ صادرٍ
بالفجر يخْطفُ كالجناةِ وفاشلِ
كم كنتُ أفخرُ في شموخٍ إنهٌ
وطني العزيز ُوعينُ كلَّ شمائلٍ
رغم الجراحِ وسوطُ كلّ أهانةٍ
ملكَ الفؤادَ وماءَ قلبٍ سائلِ
إني لاعشقهُ بكلِّ جوانحي
مهما أذوقُ من سياطٍ الطائلِ
رغم القيودٌ على الرقابِ ومعصمي
ما قلَّ حبي في غرامِ  الصائلِ
إني فديْتكً بالكماةِ وفارسٍ
ودماء روحي ثم كل فصائلٍ
يا تاج رأسٍ عند كلّ مواقفٍ
أنت الذي بين الحشا ومفاصلِ
منْ بالوجودٍ على الدوامٍ أعزهُ؟
إلا ترابكً عند كلٍّ مراحلي
الق السعادةَ والامانَ وراحةً
ما فوقَ أرضكَ بالجنوبِ وساحلٍ
ما أنتَ  إلا نورُ دربي دائماً
،وربيعُ زهرٍ ثم ضوءُ منازلِ
لولاك َما عرفَ الفؤادٌ معزةً
والشوقُ في ليلِ البعادِ القاتلِ
أو راقَ قلبي تحتَ ظلِّ حديقةٍ
أو شمَّ عطراً من زهورِ خمائلِ
ماذا أريدُ من الحياةِ  وطيبها
إلا سلاماً فوقَ أرضِ جداولٍ
ويموت غلُّ من صدورِ عروبةٍ
ونعيد أرضاً من حقيرٍ سافلِ
ونقيم وزناً للعروبةِ كلَّها
والصوتُ يرفعُ ضد أيّ مخاذلِ
والكفُّ فوقَ الكفِّ دون تراجعٍ
حتى نهدَّ غرورَ صوت ِ العاذلِ


الإسم  كمال الدين حسين القاضي
البلد..مصر 
بتاريخ ٢...٩  ٢٠٢٠ م

فاطمة الشيري /المغرب

رفقة الرياح

****

هبي يا رياحا

راقصتني على أنغام
العويل
**

ونشنشات الغيث
 تروي
ليلي الطويل

**

سنوات العمر
 ثقيلة
*
*
 تمضي
* *
**
احملني
 يا رياحا
 كي لا تلسعني
 عيون الساهرين

**
ضمني...

**

نشوة العناق
تحملني 
لضفاف الحلم
و تلعق 
الفائض مني

**

يارياحا
 لفظتني و اشلائي

 خارج 
أبجدية العشاق

**

من يدثر
 صقيع المعاني
من لظى احتراقي؟!

*
والرياح 
عبثت بأفكاري

**

تمردت 
لها الأغصان
 على 
الأشجار

**
عرتها
في 
وجه الخريف

*
لامست 
ظلي 
فوق الأرض

*
 دثرت 
بالوحوحات
 وحفيف الأوراق

**

 عاشقة الرياح
!




بقلم الشاعرة فاطمة الشيري

في 14/9/20