الأحد، 13 سبتمبر 2020

بقلم الشاعرة رنيم رجب


في رحابك أنتظر 
******

اعزفي،
 على مرآة الهوى قربي
 انتشليني 
من أزقة الندم
علك تنيرين قلعتي 
بشعلة من روحك
أو انتظريني

**
انتظريني
 لنلهو ليلا 
تحت مظلتي 
حيث لامكان
 للرياح الهوجاء

**
ارقصي
 على ظل القمر 
 اجعليني
 أنهل من الحنان 
،**
امتطي هودج
 قصيدتي متى شئت 
**
خبئيني 
من غفلة همومي
 وضع الماضي بصمته
 عليها 
**
 فمازالت  أحلامي
 عرجاء
تدغدغ أوتار دربي
 العوجاء
**
بدل برفق ثوب صمتي
 المعتاد
لاستشعر ريحا 
أذابت
 الروح من الفراق 
**
اجعليني دمية
 بين
 أصابعك نقليني 
*
سرحي ضفيرتي
 في مشط القمر
** 
أنقذيني
 من فجوة الضياع
 العميقة 
لابقى لك معزوفة
 أوتارها صامدة 
*
على لحن الفؤاد
 تتأرجح 
ماضرها انكسار 
النور
 على دفتر الروح 
**
ماضرها انحسار
 الحلم 
على شط الجروح
** 
انقشي زخرفتك
 على جدار الزمان
** 
املأي أقداحا
 سكنها الذعر لسنين
**
وأبدليها
 بقليل من السكر
و الامان 
**
اقتلي 
كل دقيقة مرت
 بدونك
** 
أوقفي  ساعة
 اعتادت ان تدور عقاربها 
على وقود عمري
**
ارقدي
 تحت شجرة ثمارها 
تخمرت
 من عذب الكلام...
**
نقليني 
 على أوتار العود 
**
عل لحنك
 ياعذراء الشعور 
**
يوما
.... لي... يعود....
واعود


#r...rالشاعرة رنيم رجب 

بقلم الشاعر الكبير محمد احمد إسماعيل



أنا ما باخافش م الموت
*****

أنا ما باخافش
 م الموت
!

أنا خايف م الحياة
!

ما هزمنيش أي صوت
!
لكن سيف السكوت
!
وخناجر الحناجر
!
وريحة المشاعر
!
ف قلوب ناسها 
الجبانة
!
قتلتني بالخيانة
!
وانا باختم الصلاه
!
ف جنازة البيوت..
!

بقلم الاديب محمد احمد إسماعيل

بقلم الآديب محمد الإدريسي


سفينة الهوى
*****

طائرَةُ ، سَفينَةُ الهَوى
اِذْكُريني كما أذْكُرُك
سَألوني عَنكِ مَن تَكون  
التي أنْتَ بِها مَجْنون
قُلتُ مَلاكٌ على الأرْض يَمْشي
في النَّهار شَمْسي
في اللَّيْل قَمَري
حبيبتي طولَ عُمْري
نَسيمُ عِطْرٍ في كِياني
عُصفورَتي الخَضْراء
تُجَمِّلُ السَّماء
اِسْمُكِ على أوْراق الأشْجار 
تُسْقيهِ حَبّاتُ المَطَر
بيْنَ أضْلُعي 
أحْفِظُكِ مِن دُجى اللَّيْل
سألوني عَنْ مَوْلِدي
قُلْتُ لِكُلّ كِتابٍ أجَل
عَيْني بِعَيْنَيْها اِلْتَقَت
دقَّ قَلْبي اليَومَ وُلِدْت
عَلَيَّ اِنْهَمَرَتْ الأشْعار
تَوَلَّعْتُ بِحُبِّها و السَّمَر 
 تَحْتَ نورِ القَمَر
تَحت أغْصانِ الشَّجَر
لَكِ عِشْقُ فؤادي ما لقي  
مِنَ العُمْر ما بقي
مُعَلَّقاً بك سَيَبْقى 
يا ملاكٌ ساقَهُ عِنْدي القَدَر
كَوْكبٌ وُلِدَ عِنْدَ السَّحَر
بَدرٌ لَمَعَ غزا البَصَر
لا يُضاهيهِ البَشَر
أنْتِ حُبُّ كُلِّ الأزْمان
صَبَابَةٌ كما عَرَفَها الفُرسان 
في حكايات كان يا ما كان

طنجة 19/10/2019
د. محمد الإدريسي

مريم محمد المهدي التمسماني


قصيدة ..النساء!
*****
كعادتي كل مساء
لازلت أضع على شفتي
   أحمر الشفاه
......الغامق.....
حتى تستقيم بعض الخطوط
وتشرق ملامحك الشرقية..

ولازال المشط في يدي
أصفف شعري الكستنائي

      بيت القصيد

       واللغز المحير.....

أصفف شعري بدقة
...شعرة بعد اخرى...

تتخلله ذكريات
على مفترق العمر
وأنت... وانت...
لازلت تغالب عطش السنين

و لا تقوى على مجاهرة
كل أسرار العشق
تطوقه
 تخنقه
تقاوم آخر شعرة
"الكبرياء الملعون"

 تصرعك اللهفة
في
لحظة مجنونة

تتمتم أنا لا أقهر

لا تعبث كثيرا مع الحياة
الحياة أقوى منك
و مني
ومن الطاغوت

فالاقدار تفعل ما تشاء
أريد أنا
تريد أنت
الهوى غلاب

لازال المشط ملك يدي
أتحكم فيه
وأغير تسريحات شعري كما أريد
كما أشاء

أمام مرآة العمر
....لا تخذلني...
منديل الرأس الأسود
وحكايات القهر
لا زالت مستمرة
.....والنساء!
........النساء ......؟!


بقلم مريم محمد المهدي التمسماني


طنجة// المغرب

مجد الدين سعودي // إدريس الهكار....المغرب

ادريس الهكارفي قصيدة (بلاش نكتب) :فعل الكتابة صادق وحارق
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _




استهلال
_ _ _ _

ادريس الهكار ...
زجال حكيم ...عاشق للزجل والكتابة بالنسبة اليه مقدسة ومحترمة وهي كما يقول فرانز كافكا: ( الكتابة شكلٌ من أشكال الصلاة).
ويصفه الأستاذ رشيد سكري قائلا : ( إدريس الهكار التازي من الرعيل الذي أصيب بهمس الزجل ، بل بِهوس الكلمة الشعبيَّة منذ نعومة أظافره ... 1)..
كتاباته حكيمة لا تهادن أحدا لأن : ( القلم يجرح غالبا أكثر من السيف.) كما يقول المثل الدانماركي .
يقول عنه الناقد والشاعر نور الدين حنيف : (منْ تازَة نَزَح ، على بحْرِ الزّجل رَكَح ، بقلْبٍ لا يرْتاحُ حتّى تستوي سفينَتُهُ على " جودي " الرّوعة ، بكائِناتٍ هيَ كلماتٌ لا كالْكلِمات ، وحُروفٌ في النّقاءِ سامِقات ، تَغْشَى بَصَرَكَ وأنتَ تتّهِمُها بالْبَساطَة ، فيعمِيكَ شُعاعُها لأنّكَ لمْ تحْسِبْ للسّنا فِيها حسابا ... وَ فاتَتْكَ آنَئِذٍ فُرَصُ الْعوْمِ في سَدِيمِ الْعِشْقِ عنْدما يكْتَسِي لوْنَ الْمَحَبّة الْإنْسانِيّة لِلْإنْسانِيّة جمْعاء  4 )
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

القسم الأول
_ _ _ _ _ _

في السيرة الذاتية
_ _ _ _ _ _ _

من مواليد ضواحي مدينة تازة سنة 1952
اشتغل تقني فلاحي ثم محاسب
تابع دراسته الابتدائية والثانوية والتقنية بالرباط
له اسهامات في الشعر الفصيح والزجل والقصة القصيرة
له ديوان زجلي بعنوان (سوق راسي)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

في العنوان
_ _ _ _ _

(بلاش نكتب) هو عنوان قصيدة زجلية للشاعر ادريس الهكار ...
وهي عبارة عن بوح عن (الكتابة ) بغيرة على الكتابة وصدقية الخطاب وشفافيته، فالقصيدة الحقيقية تلامس كل الجوانب وتعري الواقع ولا تهادن أو تستسلم.و(الكلمة) رسالة ناضجة ومسؤولية حقيقية  ...لأن :( الكتابة انفتاح جرح ما ) كما
يقول فرانز كافكا .
(بلاش نكتب)عنوان يحمل عمقا كبيرا وتصورا حقيقيا ... ف (لا تقود الكتابة الا الى المزيد من الكتابة) حسب كوليت.
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ __

القسم الثاني
_ _ _ _ _ _

الفصل الأول: الكتابة ضد التزييف
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

في بوحه الزجلي (بلاش نكتب) يؤكد الزجال ادريس الهكار على شفافية الكتابة وعدم زيفها ، لأن الكتاباة تتولد من المعاناة كما تؤكد أحلام مستغانمي: (  لتكتب , لا يكفي ان يهديك احد دفترا واقلاما , بل لا بد ان يؤذيك احد الى حد الكتابة.).
يقول الشاعر ادريس الهكار:
(بلاش نكتب
إلى كنت غ نضحك عل الكلمة
ونكتبها معاني مغشوشة
وتضيع لحروف فواد الغضبة
وتـتخبى النقاط بين الحدورة والعقبة
ما هي فسما طايرة
غير عل الأرض تغش .. وتحمي الكوشة
دخاخنها عجاجة .. تحرق البرواك والدومة)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

الفصل الثاني :الكتابة مرآة وسمعة الكاتب
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ينطلق ادريس الهكار من أهمية فعل الكتابة التي تمثل مرآة الكاتب ، وقد صدق الروائي الجزائري الكبيرواسيني الأعرج عندما قال: ( الكتابة لا شيء سوى رعشة الألم الخفية التي نخبئها عن الآخرين حتى لا يلمسوا حجم المأساة وجحيم صرخات الكلمات المذبوحة بنصل صدىء ).
فيقول شاعرنا:
(وما نبغيش
ما نبغيش .. تطيح الصمعة ونبقى بلا سمعة
أنا الكلمة على راسي شان وهمة
ونقولها بالفور.. زيد فالموتور يا شيفور
يا الله نكتبو جميع ذيك الكلمة
نفرحو شي نهار ونغنيوها معنى)
وكأنه يصدح بلسان الفنان (الفار الت):(  أنا لا أكتب ، أنا أبني)
 _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

الفصل الثالث :أهمية الكتابة
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

يواصل الشاعر ادريس الهكار بوحه الشعري عن أهمية الكتابة التي قال عنها محمد شكري :(  إن الكتابة تبارك من يخلص لها ولا تتخلى إلا عن الإنتهازيين)، لهذا يؤكد شاعرنا:
(كيفاش
انت يا ذاك السطر يا القاري
شد النوبة بحال خوتك
وشطب ما بين السطورا
واخة ما بقى صف ما بقاو صفوفا
غير البكى ضحك والضحك بكى
والعين واخة تشوف كتعمى
والفم بلا لسان صار حشومة
شكون يغمز هاذوك النوامة)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

الفصل الرابع : (كتابة صفراء: كتابة ميتة)
_ _ _ _ _ _  _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

ان كتابة ادريس الهكار ضد النفاق وتجميل الواقع لأن قلبه عاري من كل الأشواك كما قال عبد الفتاح كيليطو:
عبد الفتاح كيليطو   ( كنت دائما متأثرا بعنوان لبودلير: «قلبي عاريا»، من الممكن أن هذه هي الكتابة).
ولهذا يواصل الشاعر ادريس الهكار:
(كيفاش
سدو البيبان وكلاو الكاغيط
ها لخضر ها لصفر
والباقي .. بلا لون مشري
الكارطة فالجيب كتبري
يا حلومة
كيفاش
بانو لي فالمنام وانا فايق
كيشمو المرقة وياكلو الكيسان
لحسو صباعهم ونساو الفوطة
وبلاش الفوطة .. أنا زعفان)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

خاتمة
_ _ _ _ _

وأجمل ما نختم به هو نهاية النص الزجلي(بلاش نكتب):
(بلاش نكتب
إلى كنت غ نضحك عل الكلمة)
فهذا غوستاف فلوبير يعترف قائلا: (أنا غاضب من كتاباتي الخاصة ، أنا مثل عازف كمان أذني الموسيقية سليمة لكن أصابعي ترفض إعادة اإتاج المعزوفة التي أسمعها بداخلي .) .
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

احالات
_ _ _

1 رشيد سكري: ديوان « سوق راسي » لإدريس الهكار التازي : التشكيل بلغة الزجل
2 عبد الرحمان الصوفي : التناص الامتصاصي ومنطق سيميائية المحسوس في الديوان الزجلي - سوق راسي - لإدريس الهكار
3  محمد منير شرف الدين :  (عن الكتابة أكتب )
4 نور الدين حنيف : (إدريس الهڭـار التّازي شاعِرٌ يصْرُخُ بِأصْواتٍ منْ حَرِير)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

النص الزجلي (بلاش نكتب) لادريس الهكار
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

( بلاش نكتب
إلى كنت غ نضحك عل الكلمة
ونكتبها معاني مغشوشة
وتضيع لحروف فواد الغضبة
وتـتخبى النقاط بين الحدورة والعقبة
ما هي فسما طايرة
غير عل الأرض تغش .. وتحمي الكوشة
دخاخنها عجاجة .. تحرق البرواك والدومة
.
وما نبغيش
ما نبغيش .. تطيح الصمعة ونبقى بلا سمعة
أنا الكلمة على راسي شان وهمة
ونقولها بالفور.. زيد فالموتور يا شيفور
يا الله نكتبو جميع ذيك الكلمة
نفرحو شي نهار ونغنيوها معنى
.
كيفاش
انت يا ذاك السطر يا القاري
شد النوبة بحال خوتك
وشطب ما بين السطورا
واخة ما بقى صف ما بقاو صفوفا
غير البكى ضحك والضحك بكى
والعين واخة تشوف كتعمى
والفم بلا لسان صار حشومة
شكون يغمز هاذوك النوامة
كيفاش
سدو البيبان وكلاو الكاغيط
ها لخضر ها لصفر
والباقي .. بلا لون مشري
الكارطة فالجيب كتبري
يا حلومة
كيفاش
بانو لي فالمنام وانا فايق
كيشمو المرقة وياكلو الكيسان
لحسو صباعهم ونساو الفوطة
وبلاش الفوطة .. أنا زعفان
.
وعلاش
المعنى عليا وعليك يا مول النوبة
مدادك شربتيه قبل ما يوذن لفقيه
الوسخ ساح يا ذاك الكلمة
لبسي معانيك .. بغيت نسولك آش طرى ليك
واش زعما ينفع غسيلك .. صابون تازة ....؟

بلاش نكتب
إلى كنت غ نضحك عل الكلمة..)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

إدريس الهكَار (شتنبر 2020)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

مجد الدين سعودي 

جميلة محمد

زجلية  رثاء   للمرحوم  الصغير عدنان ..المتوفى ..اختطافا واغتصابا  وتنكيلا بجسده الصغير ...
إلى جنة الخلد باذن الله..يا صغيري.
انت الى جنب رب العالمين .وقاتلك ...الى نار الجحيم ..في الدنيا والآخرة ..( ان الله يمهل ولا يهمل).
--------------‐---------------‐-----------------------------------------

يا ليل ...ي
شحال  طواليتي 
سالف عبلة وليتي ..

نعست  خايف منك .....
هارب من  كورونا ..

هارب من عديان...الوقت 
 كنعرفوهم ويعرفونا ..

داير بحسابهم....
  وليت  ف زماني...
..... "عنترة "

..عينية....وراية ..
حطيتهم ف قفاية 
باش ما يغفلونا ..

ظنيت عدوية... أجنبي

واش تصدقوا ...؟
عدوية من...جنبي 

خوية ....جاري.....
من اهلي ...واحبابي

ذاك  الي ثايق فيه ..

ذاك الساكن يابو 
...قدام بابي..

ذاك إلى وصاه
  ووصاني عليه النبي
 (صل الله عليه وسلم )..

ذاك الي عايش  عمري
...خايف علية وعليه 
.... وا.... غذرني ..

وا خطف من بين يدي 
...عدناني   ..
.       وا.....رزاني ..

وخلاني بحسرتي.. .
من ..حر الشمتة. ..
....كنعاني....

وا.....دموعي...
ولو بالدم  ما كفياني.. 


ياك  ...هاذي  الفراقة ...
دات....الحراقة
دات ...  المرضى ..
خدات شلة ...أبرياء
 .

على كل طريق
..وبكل  لون ..
اليوم... 
  تابعاني...السراقة 

غفلتني ...يالخوت
غفلتيني ... يا  الموت

 من بين يدي
 خطفتي عدناني ..

وا....خلاتيني بحسرتي.
..   من حر  الشمتة.
.  اليوم  ..كانعاني.....

فين كنت ؟
فين كان عقلي؟ 
اشنو عليه  لهاني؟

..سؤال .ورا..سؤال .
وخ  ... أنتم صدقتو  ..
وانا شفت بعيوني 

وا ...عيوني...
 والله ما مصدقاني...

واش بصح..هاد شي.. يا وطني...؟!
ولا ... اشاعة... وبلعاني  ..

جميلة محمد 
انا لله وانا اليه راجعون

الخميس، 10 سبتمبر 2020

محمد أديب السلاوي

في مغرب اليوم، من يقود من …سؤال الثقافة أم ثقافة السؤال؟ 



-1-

 الثقافة، كلمة واسعة وشاسعة، لا يحدها زمان ولا مكان، ولا تحدها معرفة ولا علم، فهي كل أدوات الحضارة الإنسانية، وهي التراث الإنساني في كلياته، وهي الفكر في شمولياته، وأبعد من ذلك هي كل العقائد والديانات، الشرائع والقوانين... وكل ما ينتج عنها.
 والثقافة في إتساعها، تحولت إلى ثقافات سياسية واقتصادية ومعلوماتية وأدبية وفنية... واللائحة بعدد العلوم والاختصاصات، التي تنتمي إلى الثقافة، طويلة وعريضة.
فإلى أي حد يمكننا قياس هذه "الثقافة"، على أجهزتها في بلادنا؟
طبعا، مثل هذا السؤال يستدعي على الأقل، استحضار الوضع الثقافي العام، خلال القرن الذي ودعناه دون أسف، في سياقاته ومراحله وأزمانه، وهو ما يحتاج إلى كتب ومؤلفات... وإلى جيش عرمرم من المؤرخين المختصين. فالوضع الثقافي المغربي، خلال المائة سنة الماضية، بالقياس إلى الأوضاع الثقافية في البلدان المتوسطية التي تتقاسم معنا المتوسط، كان وضعنا في قيمه وانتاجيته وسلوكياته، بين الرجاء والترنح، بين الوعي والتحديث والمثاقفة والتجاوز والانجداب نحو التراث الماضي/ بين الهوية والاختراق، في محاولة للبحث عن النموذج البهي الذي ورثناه عن سنوات الانحطاط... وعن سنوات العزلة الحضارية.

-2-

خلال القرن الماضي، وفي خضم الغزو الثقافي/ العسكري/ السياسي، المتعدد الأهداف والصفات، انتقل المغرب من نظم ثقافية ميتولوجية/ شفاهية/ ومقدسة، إلى النظام المعرفي الحديث، القائم على المعرفة التجريبية، والكلمة المطبوعة، ليبدأ نقلة ثقافية جديدة، إلى عالم ما بعد الأبجدية/ عالم المعلوماتية ووسائل الاتصال الإلكترونية...
هكذا عندما انتقل المغرب إلى الألفية الثالثة، وجد نفسه محاطا بأنماط ثقافية/ عربية/ فرنسية/ أمازيغية، متداخلة ومتشابكة ومتناقضة، متعددة متصادمة ومتراكمة، يسعى بعضها إلى إلغاء البعض الآخر، إلا أنها في المحصلة النهائية أصبحت تشكل نظاما معرفيا يشتمل على انتاج المعاني/ منتجات العقل، وهو نظام رغم ما يعانيه من صراعات، يتوخى تحديد موقع المغرب في الزمان والمكان، وخدمة القضايا الأساسية المتصلة بالتغيير الديمقراطي، وفي ذات الوقت يربط الرهان الثقافي بالرهان السياسي، الذي بلور الوعي بضرورة الفعل الديمقراطي في المغرب الراهن... والمغرب الذي تتطلع إليه الأجيال الصاعدة.
ولأن مجتمعنا المغربي، خلال القرن الماضي، والقرون التي قبله، كان عبارة عن كيانات سياسية، فإنه أصبح مدعوا في إطار هذا الزخم الهائل من المتغيرات التي حملتها رياح الألفية الثالثة، أن يعيد النظر في المسلمات والبديهيات التي تحكمت في القيم والآليات التي مازالت متداولة على جغرافيته، منذ عدة قرون.

فالثقافة في عالم اليوم، لم تعد فقط فضاء للابتكار والإبداع، ولكنها تحولت إلى وعي نقدي، تسنده قيم الحرية والمساءلة في المجتمع السياسي والمجتمع المدني... تحولت إلى فعل يومي لتحصيل المعرفة وتربية الذوق وتنمية الملكة النقدية... وهي بذلك وضعت نفسها في مواجهة القيم السلبية والرجعية التي تسعى إلى تحويل الثقافة والمثقف إلى "أعوان" للسلطة وخدامها.
لذلك تظل الثقافة في عرف الأنتربولوجيين وعلماء علم الاجتماع الثقافي، بنية متحولة باستمرار، وخاضعة لتأويلات التجارب الجديدة التي تصادف التاريخ في صيرورته، ولذلك أيضا يرى العديد من العلماء والباحثين، أن الثقافة ستظل شرطا أساسيا لإعادة بناء الرؤى حول القضايا الحيوية المرتبطة بالإنسان وبجوهر كينونته.

-3-

خلال العقود الخمسة الماضية، حيث تغير العالم بشكل كبير، وفق مستجدات التكنولوجيا الجديدة وجد المغرب نفسه أمام مشهد ثقافي في يهمن عليه تصور محكوم بآلية الاعتماد على الغير/ الآخر، إذ كنا منذ بداية القرن المنصرم نستكين إلى وعي ناقص، لا يستقيم بدون الآخر... وفي مثل هذه الحالة جعلتنا السياسات الرسمية طيلة العقود الأخيرة مجرد مستهلكين للثقافة، لا نستطيع التعامل مع الواقع دون وساطة أو إسقاط، وهو ما جعل "المثقف" المغربي مرغما في محطات عديدة من هذا التاريخ، بعيدا عن الفاعلية،بعيدا عن مجرى الزمن وإيقاع التاريخ المتحول، وبعيدا بالتالي عن إشكالاته ورهاناته.
 والسؤال المتردد عن المشهد الثقافي العام بمغرب الألفية الثالثة، ينصب على المجتمع الحداثي الذي نتخذه شعارا لمرحلة الانتقال الديمقراطي، والذي لا يمكن تصوره بمعزل عن وضعية الثقافة التي أصبحت تشتغل بعفوية وتلقائية في غياب تام لأي برامج أو مشاريع أو سياسات، ذلك لأن الانتقال  المنشود، هو قبل كل شيء تصور ثقافي قبل أن يكون نضالا سياسيا، وهو ما يجعل غياب إستراتيجية وطنية واضحة ومحددة لتحديث الثقافة، وجعلها في مستوى "العصر الديمقراطي" إستراتيجية بديلة قائمة الذات، لتكريس تخلفنا الثقافي، ولإبطال مفعول طاقتنا الثقافية.
 إن الانطباع الذي يخرج به المتأمل في الوضعية الثقافية بالمغرب الراهن، يؤكد أن الأسئلة الحائرة التي تحيط بهذه الوضعية تستمد ذاتها من وضعية السياسة الثقافية لمغرب الألفية الثالثة/ من وضعية ومفاهيم وبرامج سياسات وزارة الشؤون الثقافية/ من مفاهيم المشهد الحكومي/ الحزبي العام بالبلاد/ من وضعية المثقف المغربي، المتأرجحة والمتأزمة/ ومن خلال علاقاته بالسلطة وبالتحولات المجتمعية.
 في عمق هذه الوضعية، تسود الفرقة والانفصال، ويحتمي العديد من الفاعلين الثقافيين بالعزلة القصوى، مثلما يحتد منطق الاقصاء، ويتنامى المنطق الدرائعي البراغماتي المؤسس على "الفرضية" وعلى تشكيل صورة افتراضية بعيدة عن الواقع المضحك/ المبكي للمثقف ولمواقفه وخطاباته.

 في عقود القرن الماضي جرت العادة، أن يطرح السؤال نفسه، عن دور المثقفين في أزمنة الأزمات الكولونيالية، وفي لحظات التحول التاريخي داخل مجتمعنا المغربي، الذي أقر واعتمد على الوظيفة الاستثنائية للمثقفين الملتزمين بالأسئلة الاجتماعية الكبرى، استطاع العديد منهم تحقيق معجزات سياسية/ اجتماعية/ ثقافية لا يمكن نكرانها.
 وفي هذا السياق لابد من الإقرار، أن أدوار المثقفين المغاربة في عقود القرن الماضي حتى وإن كانت جزء من وضعية التراجع العامة الحاصلة في الواقع المغربي، إلا أنها فاقت أدوار باقي الفاعلين في المشهد التاريخي، في تنوعاته وتعقيداته، ليس بسبب وعي النخبة الثقافية المبكر، ولكن أيضا، بسبب إيمانها وإصرارها على التغيير... والانتقال إلى مرحلة أحسن.

-4-

 من داخل هذه الانشطارية، التي فرضتها علينا ظروفنا الخاصة، ظهرت تفجرات ثقافية، تبشر بالتجديد المعرفي/ التكنولوجي، تسعى إلى نقل الثقافة المغربية، إلى مستوى تطلعاتها، نحو عصرها الجديد دون أن تقطع مع "التراث" في مراتبه وتصنيفاته.

 ومن داخل هذه التقاطعات، المتحكمة في مشهدنا الثقافي، تصر الثقافة المغربية في شمولياتها، على إعادة انتاج هويتها التي هددها/ يهددها الغزو من كل جانب، لتظل بعيدة عن سلطة التقرير متشبثة باستقلاليتها حتى وإن لم تستطع التخلص من الماضي ولا من قيوده... ولم تعمق تواصلها مع الحداثة بشكل منهجي/ عملي.

 نعم، قبل أن ينتقل العالم إلى الألفية الثالثة، ظهرت على ساحة هذه الثقافة، اتجاهات الحداثة في النثر والشعر والموسيقى والفنون التشكيلية، وفي فنون إبداعية أخرى، لكن "اتجاهات" الثقافة العلمية، التكنولوجية/ الأكاديمية، ظلت "تتبلور" ببطء، تتوسل الاقتراب من العالم في نهضته الثقافية، دون أن تتمكن من ربح الرهان.
 ويجب الاعتراف هنا، أن الاتجاهات الحداثية التي ظهرت متوسلة، قد أحدثت تحولات عميقة في اهتمامات النخبة المثقفة بعيدا عن أي سياسية أو توجيه أو إستراتيجية، حيث أصبح التفكير منصبا حول دور الثقافة في الانتقال الحضاري، الإنساني، بعدما أصبح "الإنسان" في حاجة إلى حضارة بديلة نابعة من صميم المكونات الإنسانية، وثقافتها المتقابلة والمتعارضة، فالانتقال الثقافي المرغوب فيه، يشترط عدم التنكر للعقلانية، ورفض الانغلاق داخل المرجعيات المذهبية، وإعطاء المزيد من الاهتمام إلى الآخر، وهو ما يتطلب من هذه الثقافة المزيد من الصبر والاندماج والتواصل، ومن المواجهة، والاقتراب من التخطيط العلمي/ الإيجابي.

-5-

 السؤال الذي تطرحه مثل هذه الوضعية: هل يعكس إدراك النخبة المغربية، واهتماماتها بالشأن الثقافي إحساسها الزمني بالاستحقاق الراهن، موضوع السؤال؟
 الأكيد أن الوعي الذي يتحصل على النخبة الثقافية/ المفكرة والمبدعة تجاه هذا الاستحقاق، هو الذي يبيح لها وضع نفسها في علاقة مباشرة مع تراثها الثقافي، مع تطلعاتها المستقبلية في نفس الآن، فهي تواجه الثقافة الإمبريالية، والثقافة الصهيونية، والثقافة الغازية المتعددة الأهداف، بثقافة تواجه موضعيا تحديات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تنطق بلغة الممارسة النضالية الحية، أو بلغة التراث العريق والمتجدر في الهوية والتاريخ، ولكنها تكرس قيم العقلانية والاستنارة والإبداع والخلق وروح النقد والتجديد خارج أي تخطيط أو توجيه أو دعم أو رعاية، وتصر على التحرر الإنساني والتقدم الاجتماعي، وهو ما يترجم بعمق إحساسها الزمني بالاستحقاق السالف الذكر.

 إن النخبة الثقافية المغربية، تعتبر الثقافة من المحفزات والدعامات الأساسية لهذا الاستحقاق، فهي رهان تفرضه وتحتمه العولمة وتتطلبه التنمية الشاملة، وحتى يتحقق الفعل الثقافي بنضالاته وتطلعاته ورهاناته، لا بد من تحقيق شروطه الموضوعية، أولها أن تكون للثقافة مؤسسة راعية قادرة على حماية الثقافة والمثقفين من التلف والاندثار، قادرة على تحفيز المجتمع على دخول رهانات المستقبل، ولن يتأتي ذلك دون عدالة ومساواة وديمقراطية وانتقال ديمقراطي ومواطنة كاملة.

-6-

 المثقف المغربي، الذي يعمل خارج أي سياسة أو إستراتيجية ثقافية، أضحى يعاني سلسلة أزمات لاحد لها، فهو يعرف دوره في المجال ولكنه ضائع بين ضغط السلطة وبين تزلفه إليها، فهو أما عميل لهذه السلطة، أو متصارع معها.
 والملاحظة الأساسية التي يمكن تسجيلها عن الوضع الثقافي المغربي، في ظل المؤسسة الرسمية للثقافة/ السلطة الثقافية، هي أن هذه الثقافة بدأت تعود مكرهة إلى الخلف، ولم يعد لها التأثير المطلوب، وإن المثقفين بسبب هذه الوضعية، انعزال بعضهم عنها وأصبح البعض الآخر يشعر بلا جدوى الثقافة.
 من هنا، يمكننا أن نطلق سؤالا آخر: هل تملك حكومة المغرب الجديدة/ القديمة، تصورا استراتيجيا متكاملا للتغيير الثقافي، يأخذ بعين الاعتبار التبدلات السريعة التي حدثت في القيم الثقافية بمغرب الألفية الثالثة؟ وهل تعي هذه الحكومة... ووزارتها المكلفة بالشؤون الثقافية تبذل الأنساق الثقافية وقيم التبادل الثقافي..؟ أم أن خطابها الثقافي مازال منغمسا في الأحلام الرومانسية والشعارات الدعوية الجوفاء؟
 إن الحكومة الراهنة، كالحكومات السابقة، وربما حتى اللاحقة، لا يمكنها في منظورنا أن تتعامل مع الثقافة سياسيا أو استراتيجيا، إذا لم تجعل منها فضاء للابتكار والإبداع وتأسيس وعي نقدي تسنده قيم الحرية والمساءلة في المجتمعين السياسي والمدني/ لا يمكنها ذلك إذا لم تستفد من الثقافة في القطاعات الإنتاجية الأخرى/ إذا لم تجعل من الثقافة، إسهاما يوميا لتمكين المواطن من تحصيل المعرفة والتربية والذوق والإحساس الجمالي وتنمية الملكة النقدية.

 نعم، إن التعامل مع الثقافة كسلطة رمزية ومعرفية، يتنافى والمهام المنوطة بها وبأدوارها ومسؤولياتها، حيث تقوم السياسات الرسمية على تكريس قيم القبول السلبي بالأوضاع المتردية القائمة/ القبول بانعدام الثقة في فعاليات المؤسسات السياسية/ القبول يجعل الثقافة وإنتاجيتها حبرا على ورق، وكلام رومانسي، لا يغني ولا يسمن من جوع.
 لذلك اعتبر العديد من المحللين والسياسيين، وحتى بعض المثقفين، أن وصول شخصية تقدمية إلى موقع المؤسسة الرسمية للثقافة في هذا الظرف التاريخي المتميز، فرصة جديدة لوضع السؤال الثقافي المغربي في موقعه الصحيح، موقعه المرتبط من جهة بمفاهيم التقدم المجتمعي والحداثة والانتقال الديمقراطي. وبمفاهيم التعددية والاختلاف من جهة ثانية.

 إن العديد من الفعاليات الثقافية، اعتبرت إن الفرصة أصبحت مواتية من أجل التداول والحوار مع الحكومة الجديدة القديمة، من أجل تشخيص الوضعية الثقافية الراهنة بالبلاد، ووضع الأسئلة المختلفة العميقة من أجل تحديد أسباب أزماتها المتراكمة، وإيجاد الحلول المناسبة والممكنة لها. ومن أجل إعادة النظر في منظومتنا الثقافية، ليس فقط بسبب الدعوات المتزايدة للإصلاح في كافة القطاعات، ولكن أيضا بسبب التحديات التي أضحت تملي إرادة التغيير على مغرب الألفية الثالثة، الذي شاهد/ يشاهد انهيار مجموعة من القيم والمفاهيم الثقافية والسياسية التي أثبتت جدارتها لعقود بعيدة، في الوقت الذي بدأت تبرز فيه أجيال جديدة، بخطابات جديدة، ووعي جديد، متشبع بالحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة والذات والهوية، وغيرها من القيم الثقافية.

 أفلا تدركون..؟