الثلاثاء، 25 فبراير 2020

سلوى اسماعيل

إعلان
ـــــــــــ
مكتب بريد مهجور للبيع 
مليء برسائل لم تصل لأصحابها 
ووشوشات مكتومة في الهواتف المعطّلة
وعكّاز لرجل عجوز.. 
نسيه حين أخبروه، أن صندوق بريدهِ فارغ منذ سنة 
أخيراً..
منديل وردي مبلل بالدمع،
لصبية كانت تنتظر كل يوم، خبراً من حبيبها الأسير.

/ مهند الشهرباني/

....................
لن ابيع 
ارمم قلوباً مهجورة
حمامة أجوب مدن الحلم
بحثاً عن عناوين صادرها القدر
انثر رسائلاً معتّقة بنبيذ الإنتظار
 تثمل نوافذاً معتمة
نور يداعب ستارة قلب فقد صلاحيته
في دروب العدم
وشوشات الهواتف حدائق 
رياحين تعيد للذاكرة صوراً غيبتها
 ظهر عجوز سنديانة 
ريح الوحدة أحنت كاهله
 رسالة بعبق الماضي تعيد توازنه
 منديلاً وردياً،بلون خد صبيه
مشبعاً بدموع العشق
على وجه أسير أنثره
عمر ينتش حبقاً
 تحيي قلباً 
املاً بلقاء يحرره



/ سلوى اسماعيل/

ابراهيم سبتي في بورتري لجمعة اللامي

قاص عراقي معاصر 
 جمعة اللامي: فضاء السرد الحر

قرأت مجاميعه القصصية الاولى التي اصدرها في السبعينيات وهي ( من قتل حكمت الشامي.. اليشن.. الثلاثيات) ولكني احتفظ في ذاكرتي بشيء من مجموعته الاولى من قتل حكمت الشامي " التي صارت ايقونة  للسرد  ولجمعة اللامي لانها الاشهر لدى  قراء القصة والنقاد والادباء عامة. كانت اجواء المجموعة او اغلبها اهي لصراع بين الافكار في قعر السجون وبين الحرية وقد عولجت بفنية عالية كشفت  عن موهبة اللامي وبراعته المبكرة وصارت قصصه ورواياته محط اهتمام النقاد والباحثين والدارسين لانه استطاع بقدرته ان يشرك القارىئ في اعماله والدخول في فضاء التأويلات... يتميز بأنه صنع مساحة سردية خاصة باسلوب يصل للجميع بلغته المثيرة. اسم كبير في القصة العراقية والعربية. 

سيرة

( جمعة عجيل درويش الراشد اللامي )
ــ قاص ــ روائي ؛ وصحافي عراقي ؛ مقيم في دولة الامارات العربية المتحدة منذ سنة 1980 .
ــ نشر اعماله الادبية في الصحف والمجلات العربية منذ سنة 1965 ؛ وترجم بعض اعماله القصصية الى عدد من اللغات الاجنبية ؛ من بينها : الانجليزية ؛ الفرنسية ؛ الالمانية ؛ والروسية .
ــ عمل بالصحافة العراقية والعربية منذ سنة 1965 .

جوائز ادبية

• الجائزة الاولى في ميدان القصة القصيرة ، في احتفالية المؤتمر الاول للادباء والشعراء والمسرحيين الشباب العرب ، بغداد ـ سنة 1977 .
• جائزة السلطان قابوس للابداع الثقافي ــ مجال القصة القصيرة ، سنة 2006
• جائزة العنقاء الذهبية في مجال الرواية العراقية سنة 2007

الأعمال الأدبية
.
1 – من قتل حكمة الشامي  مجموعة قصص قصيرة
2 – اليشن..
.مجموعة قصص قصيرة
3 – الثلاثيات  مجموعة قصص قصيرة
4 – التراجيديا العراقية.. الأعمال القصصية الأولى
5 – المقامة اللامية.. رواية

6 – مجنون زينب .. رواية
7 – الثلاثية الاولى . رواية
8 – على الدرب .. قصص قصيرة (( إعداد ))
9 – عبد الله بن فرات .... نصوص
10 – اشواق السيدة البابلية ....... نصوص
11 – الحرية والثقافة ــ ذاكرة المستقبل .......... مقالات ومواقف في حرية الضمير
12 – الأعمال القصصية الكاملة
13 – الاعمال الروائية الكاملة

14 – دفتر الشارقة – 1 : ابن ميسان في عزلته ... نصوص شعرية
15 – دفتر الشارقة – 2 : مدينة الحكمة ؛ بوابة الكلمة ... يوميات ثقافية في شخصية المكان

دراسات وبحوث

16 – زايد : حلم مأرب ........ دراسة ثقافية – تاريخية في الشخصية العربية
17 – الأبل في الأمارات العربية المتحدة .... دراسة ثقافية – تاريخية – ادبية انثروبولوجية
18 – المسألة الفلاحية في العراق .... بحث في الأقتصاد الساسي للريف العراقي
19 – قضية ثورة : الصراع والوحدة في منظمة التحرير الفلسطينية
20 ــ رئيس مجلس ادارة : مركز الشارقة ـ ميسان العالمي للحوار والتنمية الثقافية / هولندا
21 ــ المدير العام لدار بابل للصحافة والطباعة / نيقوسيا ـ قبرص
22 ــ الخبير الثقافي لدائرة الثقافة والاعلام في امارة عجمان ( 2007 ـ 2010 ) .
24 ــ نائب مدير تحرير جريدة " الخليج " الاماراتية
25 ــ رئيس تحرير مجلة " ميسان " / نيقوسيا ـ قبرص
26 ــ مسؤول الدسك المركزي ( الفترة النهارية ) بجريدة الاتحاد الاماراتية
27 مديثر تحرير مجلة ( الف باء ) العراقية ـ بغداد
28 ــ مساعد رئيس تحرير مجلة ( وعي العمال ) البعراقية ـ بغداد
29 ــ محرر اشؤون العربية بمجلة ( الهدف ) ـ بيروت


ابراهيم سبتي في بورتري عبد الحليم مهودر

قاص عراقي معاصر (63)
عبد الحليم مهودر : السرد الساخر ببراعة

بالصدفة، وقع كتاب "حكايات مهودر الساخرة" بين يدي وعرفت بأن عبد الحليم مهودر صاغ حكاياته بقدرة وحنكة. اذن هي حكايات السخرية والالم والكوميديا السوداء التي التقطها من الشارع و مارلنا نعيش بين اقبيتها. ما ان تنتهى واحدة حتى استلم الاخرى كأنها نكتة او طرفة خفيفة الظل. كتبت ببراعة ودون مباشرة مكشوفة، بل كان السرد يحلق بها عاليا. ان هذا الفن السردي من اصعب الفنون لان على الكاتب استخدام السهل الممتنع لغة واسلوبا.. هي نقطة شروع بارعة في سردنا العراقي المعاصر. 

سيرة

البصرة _  المعقل ١٩٥١
بكلوريوس  لغة عربية /كلية الآداب / جامعة البصرة
عملت في الصحافة
الراصد /الإذاعة والتلفزيون/الزمان (طبعة البصرة) معاون مدير مكتب
مدير تحرير _مجلة فنارات
مستشار البيت الثقافي _ قصر الثقافة_ البصرة
عضو اتحاد الأدباء في البصرة
عضو اتحاد أدباء العراقيين
عضو اتحاد الأدباء العرب
احد مؤسسي مشغل البصرة السردي
مؤسس جماعة صمت للسينما
الأعمال الأدبية
ظل استثنائي /مجموعة قصصية _ عدة طبعات داخل العراق وخارجة
الصمت انه الصمت /مسرحيات (مايم  بانتومايم)
حكايات مهودر الساخرة /عدة طبعات داخل العراق وخارجة
آخر المتنبئين / نصوص
الذلول /رواية _عدة طبعات داخل العراق وخارجة
عابر استثنائي /مسرحيات _ مشترك
الكتب
المشهد الثقافي في البصرة
اهوارنا نص مفتوح _ مشترك
افلام  وثائقية
مجزرة النخيل
سونغرافية الشط
جمانة البحر
ذاكرة المدينة عشر حلقات عن البصرة  لحساب تلفزيون الحضارة
عرضت مسرحيات منها (دموع أسد طابوقي/ ابتلاء/الورقة والقلم /النقد)
كتابات في المسرح و كتابات في السرد
مسؤول عن طباعة الكتب في اتحاد أدباء البصرة

جميلة محمد ...لوحة مارسلين اليا

صباح المحبة البيضاء .
الحنين ...

على  هذه الأرض  
تمنيت لو أصبحنا
يا حبيبي ...كلنا عشاق ..

و نشتاق ...نعم ..نشتاق
لمواويل  السيدة .. 
لشذو فيروز
 نشتاق  للقهوة برغبة  اللوعة
و  قصائد  الهوى المبعثرة في الارجاء
تسافر راقصة  بين نظرات العشاق
نشتاق ..اجل نشتاق 
للموج الازرق ..لقناديل البحر
.. وحرقة الاشواق....
 وخطو نا ..المتتاقل ..
على رمال الذهب
ومداعبة قدمينا لفرشة الماء .. ..
نشتاق ....
   لطيور السلام  ترسم قلوبا ...
تحوم  حول" الوداية"
 تلف" حسان "
تغني :
.يا "رباط" الروح
يا طوق  الدوح ..
يا ^براق"  الأحلام ..


اريد ان أصحو ولا انام ..
اني اخشى عليك  حبيبتي
 من عيون الغرباء..

..قد هبت نسائم الامل

وألتقينا بعد طول عذاب
على ضفاف   رقراق
نعاتب اسوار الغياب 

كان الوقت غروبا
والسماء  ترواض الشفق
قد  غاض قلبينا الارتياب ..

فمشينا يدا في يد  
نسابق حمرة  الشمس
تتقادفنا   امواج  الأشواق

قد أتيتك وانا  أكابر  حنيني
بينما تعانق  روحك ..روحي
كنت  اكتم بين ضلوعي أنيني   ..

واتيتني  انت  بخيلاء
 بأحضان متكبر ..مشتاق ..
تبدي اللامبالاة  ...
.تفضحك الأحداق ..

اعترف

أاحرقتك اللوعة...
قد هزمني الفراق ..

جميلة محمد

الأربعاء، 19 فبراير 2020

د.رمضان الخضري

تطور الخطاب الشعري في الجزيرة
رؤية في شعر أحمد آل مجثل الغامدي

************
سيطر الهجامة على معظم المنابر الشعرية في وطننا العربي ،
وحجبوا قناديله ودره عن عيون العامة ، وماكان الوطن العربي
في حاجة للشعر عبر تاريخه الطويل كما هو حاله الآن ، فالمواطن
العربي يحتاج الشعر في الوقت الحالي أكثر من حاجته للطعام
والشراب ، حيث إن الشعر هو الميزان الحقيقي لاتزان الشعور
والوجدان ، فحينما يصلح حال الشعر لن نجد أغنية ضارة بالذوق
، ولن نسمع كلمة خادشة للحياء ، ولن يثير جدال بين متجادلين
ترى كيف كان يعيش العربي حينما يسمع حسان مادحا للرسول ،
ويسمع ابن أبي ربيعة يتغزل مازحا وضاحكا ، ويسمع جميل بن
معمر يتغزل ملتاعا ومشتاقا ، ويسمع المتنبي مفاخرا بعلو همة .
إن الشعر البليغ ، حالة من حالات التسامي حيث تتحول المفردات
الصلبة إلى حالة من حالات النشوة الغازية دون المرور بالحالة
السائلة للمفردة .
والخطاب في أبسط تعريف عالمي له هو طريقة التقديم ، فالخطاب
السياسي طريقة تقديم معلومات سياسية ، والخطاب الديني طريقة
عرض الدين بصورة مفهومة ، والخطاب الإشهاري طريقة عرض
السلعة ووصفها للمشتري ، والخطاب الشعري طريقة تقديم الشعر
للمتلقي .
وقد أخذت كلمة الخطاب في لغتنا العربية معناها من استخدامها
 اللغوي المتعارف عليه ، فيرى ابن منظور في تعريف الخطاب
( مراجعة الكلام ، وقد خاطبه بالكلام فهما يتخاطبان ) ،
وقريبا منه ماجاء به الكفوي في معجم الكليات حينما عرّف الخطاب
بقوله ( الكلام الذي يقصد به الإفهام ) ، فمن شرط الخطاب أن
يكون مفهوما .
فالخطاب الشعري يكون متواليات شعرية صادرة من مرسل
 ( الشاعر ) إلى مستقبل ( السامع / القارئ ) .
فالخطاب الشعري = شاعر + شعر + قارئ/ سامع .
والشعر = نثر + موسيقا ، فإذا أردنا استطراد المعادلة
الخطاب الشعري = شاعر+ نثر + موسيقا + قارئ/ سامع
وللشعرية تعريفات قديمة من ابن طباطبا العلوي وقدامة بن جعفر
ومن بعدهما الجرجاني والقرطاجني وغيرهم ، ومعظمهم يقول عن
الشعر أنه الكلام الموزون المقفى المفهوم ، ما عدا الجرجاني الذي
أضاف لهم أن يكون الشعر مؤثرا في نفس سامعه .
وجاءت التعريفات الجديدة للشعرية على يد أدونيس ونازك الملائكة
والحق أن تعريف أدونيس للشعر لايمت للشعر بصلة رغم شهرة
هذا التعريف واندفاع بعض أساتذة الجامعات خلف التعريف تفسيرا
وتنظيرا ، مما جعل النقد الأدبي لازال غرّا لا يمكل مقومات الحكم
على القالات ، بل يأخذ الكلمات المرتبطة بأشخاص معروفين أو
أصابتهم دولهم ومكنتهم بشهرة لا ترتبط بواقع الإبداع ، يقول
أدونيس في تعريف الشعرية ( الشعر رؤيا والرؤيا بطبيعتها
قفزة خارج المفاهيم القائمة ) ، وهذا القول ينطبق على السباكة
والسياسة والتجارة وكل العلوم والفنون .
فأزعم أن النقد العربي الحديث لم يقدم شيئا سوى ما قدمه عميد
الأدب والثقافة العربية الدكتور طه حسين ، وغنيمي هلال وياسين
المقدسي الفلسطيني ومحمد مندور وأخيرا عبدالمنعم تليمة .
ويظل النقد العربي من المحيط للخليج مرهونا بمجموعة من
المعلبات النقدية الغربية التي لاتصلح أن تقدم شيئا لأدبنا
العربي إلا كما تقدم إسرائيل للشعب الفلسطيني .
فالخطاب الشعري العربي القديم لم ينتبه لعميد الفكر العربي القديم
أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني
البصري ، الذي عرف الشعر بأنه القول البليغ المؤثر ، والذي
يستخدم فيه كاتبه البيان والدلالة ، فيقول الجاحظ : _
( على قدر وضوح الدّلالة وصواب الإشارة، وحُسن الاختصار،
 ودقّة المدخل، يكون إظهار المعنى، وكُلّما كانت الدّلالة أوضح
وأفصح، وكانت الإشارة أبين وأنور، كان أنفع وأنجع ) .
وقد اعتمد الخطاب الشعري العربي القديم على الغنائية في
الموسيقا والدلالة والتشكيل ، وعلى رصد الحياة بتمزقها وتعدد
موضوعاتها في النص الشعري ، فكانت المتواليات اللغوية في
القصيدة تتحدث عن موضوعات متعددة وربما متناقضة ، فلا رابط
بينها سوى الموسيقا المتواترة أو موسيقا الروي والقافية أو
 موسيقا الحروف والتقابلات .
وقد وقعت عيني على شعر من لم أره ولم أعرفه إلا من خطابه
الشعري ، وهو شاعر الجزيرة / أحمد آل مجثل الغامدي السعودي
تعرفت على شعره منذ سنوات قصيرة لا تتجاوز أصابع اليد ،
وحاولت مرارا أن أفتش في سطوره لتميزها عما يدور في ساحة
ما نطلق عليه مشهد الشعر العربي الحاضر ، فالنصوص به تمكن
من استخدام الأدوات ، ولا تستطيع الأدوات ان تقيم فناً شعر سوى
على أرض شعرية هي الموهبة ، فالموهبة أرض الشعر التي يمكننا
أن نؤسس عليها نصا ، والذين يؤسسون نصوصا على غير موهبة
فهم يقيمون قصرا من الوهم ، فمن سمع كأنه لم يسمع ، ومن رأى
كأنه لم ير ، كمن يستقبل الريح وهو مختبئ في استوديو عازل
للصوت ، وهذا مايحدث حينما نسمع كلاما موزونا يظنه كاتبه
أنه شعر ، فإذا ماقال فرح من هم على شاكلتي حينما يصمت ،
وصفقوا لصمته لا لكلامه .
يقول الشاعر / أحمد آل مجثل في قصيدة له بعنوان :
مَصارع العُشّــاق ) )
**********
طربَ الفــؤاد بلهـفـة المشتــاق
وتذكرت بَعضُ الحروف رفاقي
وتسارعت نحو القَريض أناملي
كي تـكـتسي أبـيـــاتـهـا أوراقي
وتجـمّلت ورداً وبعـض جِـنانها
ظمأى تبيــتُ فهـــاكــمُ أحـداقي
يا حــضرةَ الأحباب إني عاشق
مثل السنابل نبضها أشـــــواقي
يا أعذب النّغــمات في قاموسها
ردّوا إليّ مصــارع العُـــــشاق
ردّوا إلى قــــلب المُتيّم روحه
وتأملوا عــــــند البُعــاد فراقي
ما كنت أحسب أنّ مَن أحببتهم
يوماً تضـــيق بحـالهم آفـــاقي
فلطالما أسرجت ليل همومهم
ورتـقـت من بعـد الوصـال فتاقي
ولطالما أبكت حُروفُ قصائدي
بعـض العـيون فزادها إشفاقي
لو كان قـلبي جُـنّةً لوهــــبتها
دمعي وإن ضنّوا عليّ رفاقي
********
ولقد ذكرتني القصيدة بقصيدة حافظ إبراهيم التي قال فيها :
كم ذا يكابد عــاشـــــق ويلاقي
في حب مصر كثيرة العـــــشاقِ
إني لأحملُ في هواك صـــــبابة
يامصر قد خرجت عن الأطواقِ
حافظ إبراهيم من أوائل الذين حاولوا أن يعيدوا الشعر العربي
لمكانته القديمة في العصر العباسي أزهى عصور الشعر العربي
القديم ، ولذا فهو يعود بالشعرية العربية إلى واقعها القديم ،
بينما أحمد آل مجثل يخترع واقعا جديدا للشعرية العربية من خلال
محاولاته أن يجعل الشعرية العربية بخصوصية عربية وصفات
وصور إنسانية ، فإذا ترجمنا قصيدة حافظ إبراهيم للغة غير
العربية فلن يهتم أو يطرب لها أحد ، بينما إذا ترجمنا قصيدة
أحمد آل مجثل للغة أخرى حتى لو كانت اللغة الصينية فسوف
يجد فيها القارئ فهما للحياة ، ليست لحياة العربي فقط ، بل
لحياة الإنسان عامة على الكرة الأرضية ، وهذا الوعي في
نص آل مجثل يرتبط بحياتنا التي اختلفت عن حياة حافظ إبراهيم
فلم تعد هناك فكرة خاصة بوطن ، ولا ثقافة خالصة لمجتمع ، بل
ربما انتهي من صلاتي وقيامي لأقرأ ما درا في العالم كل من حولي
حيث أصبح العالم كله محدد بمساحة 6 بوصة تقريبا ، وهو حجم
الهاتف الذي يحمله الإنسان في يده ، فكل منا يحمل في يده العالم
 كله ، فحينما اشتاق حافظ إبراهيم لمصر وهو شوق يدل على
 الانتماء والحب لوطنه ، تشتاق حروف أحمد آل مجثل ، وشتان
 بين شوق الحروف الذي نتج عن شوق قائلها ، وبين شوق القائل
الذي ربط الحياة بذاته ، منكفئا على داخله .
والصورة الجمالية عند حافظ إبراهيم مرتبطة تماما بالشعور العربي
والواقع المعيش ، فهو يفرح من الصفات الكريمة ، كما يفرح
الغريب بعودته إلى دياره ، نعم صورة جميلة واقعية ، لكن شاعر
الجزيرة يفصل هذا الواقع ، فلم تعد العموميات مشكلة الشعر ، بل
التفاصيل الصغيرة التي يلتقطها الشاعر من حوله أو من ذاته ،
فأنامله تجري تجاه الشعر ، وكأن الأنامل قد وعت وشعرت بما
يشعر به صاحبها ، فأصبحت شاهدة وسامعة ، وعليها أن تتحرك
بوجدانها عسى أن يتطابق الوجدنان ، وكذا الروح ليست في الجسد
 كله لكنها في القلب ، وتحديد الروح للقلب شيء مثير للغاية إذا ما
 وعينا أن القلب موقع الشعور وأن الروح موطن الحياة ، فالشعر
عند آل مجثل هو حياة القلب أو شعور الحياة أو حياة الشعور .
حتى مفردات القافية والروي أكثر صوتية عند حافظ إبراهيم ،
ولكنها أكثر ألما وتوجعا عن أحمد آل مجثل شاعر الجزيرة .
*********
يقول الشاعر السعودي / أحمد آل مجثل في نص بعنوان
 ( علّ وربما ) نشره أمس على صفحته الخاصة بموقع
 التواصل الاجتماعي
*******
ويَموتُ
بينَ شِفاهِنا من عشقنا
وَلَـهٌ يحاكي الوَجنتَين مِن الظّما
وتنامُ
في أوجاعِنا بجراحنا
لُغةُ  :  لعلّ  المُتعَبينَ  وربّـمـــا
وأكونُ
يومَ رواحِنا في شوقنا
قمــحاً  توضــأ ديمـةً  وتَيمّــما
وتَعودُ
بَينَ حصادِنا ضحكاتنا
عــطـراً  تَنفّسَ مـرّةً  أو همهَما
وأصوغ
حين غنائنا ببواحنا
لحــناً  تخــضّب رقّــةً  وتبــسّما
وتتيه
في آفاقنا تنهيدة
فتسابق الغيث العَميم إذا همى
تمضي
بنا الأرواح تولد شهقةٌ
تلقى الذي تحت الرماد تفحّمـا
**********
لازالت الدرب في أولها عسى الله أن يقدرني لاستكمل وجهة
نظري في شعر هذا الشاعر العربي المؤثر في المشهد الشعري
تأثيرا حقيقيا ، وسوف أتم الدرس في اللقاء القادم فقد أطلت
 على أحبابي القراء وهم أغلى عندي مني .
***********

د / رمضان الحضري
القاهرة في 19 من فبراير 2020 م
********

الثلاثاء، 18 فبراير 2020

الناقد عبد الله اتهومي . و تجريد المغربى / محمد سعود


 نحن هنا الأن امام رؤي نقدية للوحات الفنان المغربى " محمد سعود " ، لقد إبتعد المؤلف في قراءاته النقدية عن المعتاد ( قراءة نقدية مطولة تحتاج لوقت ودراية بمذاهب ومدارس الفن ، وإسقاطات من الناقد علي العمل .... الخ ) ، هو يغادر هذا الموضع أو الوضع النقدي المعتاد ، ويتوجه مباشرة إلي المتلقي مُساعداً له ،في جمل وكلمات بلا مصطلحات من خلال هذه الإضاءات الشعرية السريعة كى يمضي بنفسه إلي العمل مستكشفا الظاهر منهُ إلي ما هو مُستتر فيه . اعجبتني الفكرة فخصصت لها هذه الملاحظة تعبيرا عن تقديري لجهده ، وله قراءات أخري مماثلة تنشر تباعا إن شاء الله ) .

سـ جـ

1

:Mohammed Saoudتقديم الفنان محمد سعود،

لوحة من وحي اللحظة " اكريليك على قماش "


استقرائي للوحة الفنية:

ما بين يخضور وزرقة في صفاء

نشر رونق حمرة

ما بين ألوان وزنبقة في ارتقاء

سر عمق رسالة

ما بين سلم ومحبة في بقاء

خير رفق رمزية

2

من عمق يخضور في تفاعل

طلوع حمرة في توهج

من رفق حضور في تناسل

نصوع خضرة في تفوج

من شق نشور في تساهل

نبوع اضاءة في تزوج

3

:Mohammed Saoudتقديم الفنان محمد سعود،

"العائلة هي إحدى روائع الطبيعة " الفيلسوف الاسباني
خورجي سانتيانا .

اللوحة " صورة عائلية" اكريليك ورمل على قماش 2013

استقرائي للوحة الفنية:

في السير ثنائية ذهبية في ثبات

بينها أمل قادم

من الخير هيبة ثمينة في اثبات

منها أصل خادم

في الفخر أبهة رمزية أبهات

بها فضل عازم

4

:Mohammed Saoudتقديم الفنان محمد سعود،

ازهار الشوق - اكريليك على قماش 2018


من خصوبة بهاء خضرة

بزوغ تلألأ حمرة

في جاذبية نقاء زرقة

نبوغ تهيأ قدرة

من الاتقائية لقاء مجتمعة

بلوغ نشأ قمة

5

:Mohammed Saoud تقديم الفنان محمد سعود،

"رسائل العبور الاخير" اكواريل على ورق 2019


من تماسك حروف في سبح في عمق

عطف حنية في تشارك

في تمالك ظروف في منح في أفق

لطف قوة في تمالك

من تهالك قطوف في سنح في رمق

لف فرصة تماسك

°°°


عبدالله اتهومي الدار البيضاء المغرب في 17 فبراير 2020

لوحة مارسلان ايليا تعليق جميلة محمد

اقرئي كفي حبيبتي
 ولا تخفك  هيجاء  العواصف التي مزقت ثنيات راحي ..لا تضعي عيناك على مكامن جراحي ..لا تلمس روحك  جيوب روحي... لا تتألمي .....يداي التي كتبت الكتاب ..يداي التي بنت وهدمت ..دنت كثيرا وهاهي اعلت أسوار الغياب . يداي التي رفعت البندقية ...يداي التي قطعت اوصال  الوطن ...ويداي التي حملت نعش الوليد تلوى الوليد  ..ويداي التي ..غرست شتائل الياسمين ..واسقطت الزيتون ... يداي ..التي صافحت الأعداء ..ويداي التي سامحت الاندال..يداي التي ...دفعت ثمن الحرية .. قالت وداعا للأحلام ...وداعا للسلام ....في صمت .....

لوحة مارسيلان اليا..