الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

مصطفى عبد النبي

التوق سياط يجلدنى
والشوق إليك يعذبنى
والفكر حيرة تصاحبنى
والشك جمرات تلسعنى
وجنون العقل مشتتنى
والظن خيال مﻻزمنى
يامن أهواه وﻻ يدرى
وعذاب فراقه طال كبدى
والراحة بيده ﻻ بيدى
احتار يومى معاه وغدى
يا حبيبا حير أفكارى
أدريت بحبى وغرامى
ولهيب شوقى وما أنت بدارى
أصبحت غريبا فى دارى
الوهم يداعب أفكارى
والشك ينهش أوتارى
يقتلنى ليلى ونهارى 
استصفوا الى وتسعدنى
أم تهوى فراق يعذبنى
من روحى فراقك يسلبنى
يا بعيد إلى نفسك قربنى
             
          
مصطفى عبد النبى

بقلم محمد محجوبي

بمداد الماضي يرفرف الحنين 
...

هو جوف وادي . يسكنه ماء يبكى آسن الدهر هذا الذي يحجب ظهره حقيقة خرساء 

على الإمتداد عيون جاحظة الغيوم 
مراكب معطلة 
وأقوام أكلتهم وحوش الانتفاضات 
فلزموا فراش الشوك المستشيط 

بوكانون . لا يزال على عربدة الغبار 
رمانة الشمس 
تستحيي من سكوت البحر  الذي فجر بخاره المحموم 
على احتدام التشكيل المكلوم بكمد الرؤيا 
وبين ضفتي اعوجاج 
رهانات حظ يتخندق في آسن الماء الموجوع 

حين يخبز شاطئ بلمهيدي رغيف الليل 
على مصابيح التوهج 
يطلق هذيان . أسعيدية . موسيقى من عطش القبائل المتباعدة 
حين ينزف تاريخها 
حين التعاويذ . ولهو الهباء 
حينها يتحرك الشارع المنتهي حائط المكاء . تختلط العيون بسهاد ليلها . يهرول الرمل زحفه مغبة الموج الذي أصابه العقم لا يستسيغ غلظة السكين

لا يزال الشارع الآخر مرتبطا بناي الخريف 
بين الحين والحين 
ينتفض ضجيج سياسة شاخت مترهلة على عكازة يبسها 
تليها حيرة شكوك حمراء 
تليها حناجر حراك تصطاد شبابيك الأسر 

تليها أعجوبة الحياة الواقفة بتشوه قبعات مريضة 
تليها . قصائد تحاول هزيمة الغيوم 

لا يزال للبحر وجه النار 
يستوقف شجن الإحمرار 

والإنسان هو الآخر مشدوه في ضفاف ناطقة الذهول 

فكيف يتغني بي ماض أخرس 

وعصاي من غصن معتق الترحال 

أتوسد هذا الحاضر 
قبيل موعد الهيجان 

ليكون البحر مطلق بوح وأشجان 


محمد محجوبي 
الجزائر

رائد لعمري


أرواح


جاءت بريشتها وألوانها ولوحتها الفارغة وجلست تراقبه، هبّ إليها دفء حيرته متسائلا عن نظراتها تلك له، فما كان منها إلا أن تلهمه السكينة التي افتقدها منذ زمن ولتبدأ برسمه، وتفتعلُ بألوانها الجمال، كعادتها ترصدُ ما يستثيرها على بقعة لوحتها، فكلما رأت شموخه وعنفوانه زادت ساق شجرتها ارتفاعا وتجذرا، وأضافت فروعا لأغصانها المخضرة بحسن فعاله، وتحولت سماء لوحتها لينعكس فيها طيف قلبه المفعمِ بالحياة، كل ما حولهما كان صغيرا أمام حجم عزيمتهما، وكلما حاولت إبعاد ساقيهما عن الاقتراب زاد احتضان الأغصان وتآلفهما، حتى ظنت أنّ عناقا لروحيهما حصل في أعالي السماء كيلا تطالهما أعين الحاسدين في الأرض، ولا تكسرهما ريحُ ظنون ممن لا يفهمُ معنى الصداقة، وحدهُ البحرُ كان شاهدا على عرس السماء الذي لاح وما انطفى في الأفق...


للكاتب القيصر أ. رائد العمري
اللوحة للفنانة التشكيلية الرائعة نور الحوراني

بقلم الشاعر الكبير محمد أحمد إسماعيل

الفلاح المصري 

الفلاح أصلي وفصلي
جدر الروح وعمود الخيمة
ف وطني الأصلي
عنوان مصر وشَدة حيلها
ضهر الخير مفرود على نيلها
شمس العزة اللي بتشرق على أهلي
أول إيد بالجود تتمد لكل الناس
أول باب ع الخلا مفتوح
ولا له حجَّاب ولا له حراس
تسبيحُه شقاه وغيطانُه الجاه
زرعُه صِباه وعروقُه حياه
عَرقُه اللولي ومية محاياه
ودراعه الفاس
و ف وقت العوزة بيبقى سلاح
أول في الصف ف كل كفاح
ولا كَلّ صفاه
ولا مَلّ عطاه
وتكالُه تملي على مولاه
بساتين القمح ف أرض الله
والقطن الضاحك ضيا ونّاس
والنخل العالي وضله وسيع
والصحرا يخطي عليها بتبقى الربيع
...............
سلطان نفسه وملك الأيام
وعنيه فدادين غلة وأحلام
ع النيل حكاياته مبدورة
أصل وحواليه مليون صورة
طول عمره مصاحب لشادوفه
ولا ضل طريقه ف يوم شوفه
يسقي الأيام من ندا جوفه
وينام تحت السما والسما ساتراه
في الحرب محارب له سطوة
في البُنا بنَّا وصاحب خطوة
والفلاح روحه طرية زي الخص
وزي التوت
لو روحه أسيرة بتموت
حُر ويفرح لما بيبني لنا
من ضِلعُه المَحنِي بيوت
ـــــــــــــــــــــــــــــ

محمد أحمد إسماعيل 
عيد الفلاح المصري وتاج راسنا 9 سبتمبر
اللوحة جدارية للفنان المصري محمود مختار

بقلم سميرة مسرار

أزمة القيادة في الإدارة المغربية وحالة التخبط والتردي

 إن واقع الإدارة المغربية محزن ومحبط في نفس الوقت، ذلك أن مفهوم القيادة عند بعض المسؤولين في المناصب العليا يحتاج إلى الدراسة والتحليل .....

فمصطلح القيادة من المفاهيم الذي تناوله العديد من المفكرين والإداريين بالتعريفات المختلفة والمتباينة، ولا أدل على ذلك من التعريفات التي تناولتها الأبحاث العربية والأجنبية في هذا المجال، ففي قواميس اللغة العربية يُقال: قاد، يقود وقيادةً وقياداً، ومنها القائد من يقود فوجاً من الجنود أو قطعة منهم أو كتيبة، والقيادة مهنة تحتاج لاحتراف موهبة، فكلمة القائـد تعني الشخص الذي يوجه ويرشد، وبذلك فالقيادة عملية رشيدة طرفاها شخص يوجه ويرشد والطرف الآخر أشخاص يتلقون التوجيه والإرشاد.

وإذا رجعنا إلى الفكرين اليوناني واللاتيني كنقطة انطلاق لتحديد معنى القيادة، لوجدنا أن كلمة قيادة Leadership مشتقة من الفعل يفعل أو يقوم بمهمة ما، ويتفق مع الفعل اليوناني Archein بمعنى يبدأ أو يقود أو يحكم ويتفق مع الفعل اللاتيني Agere ومعناه يُحرك أو يقود وكان الاعتقاد السائد في الفكرين يقوم على أن كل فعل من الأفعال السابقة ينقسم إلى جزأين : بداية يقوم بها شخص واحد ، ومهمة أو عمل ينجزه آخرون.
ومن هذا يتضح أن مفهوم القيادة ينطوي على علاقة اعتمادية متبادلة بين من يبدأ بالفعل وبيـن من ينجزه.

من عناصر القيــادة Factors Leadership :
أ - وجود جماعة من الناس يمارسوا وجودهم كجماعة و يتفاعلوا مع بعضهم البعض تفاعلاً قوياً ونشيطاً  ولا بد هنا من الإشارة إلى كيفية تعامل القائد مع هذه الجماعة ومدى انعكاس هذا التعامل سلباً أو إيجاباً على عملية القيادة برمتها، فالتعامل مع هذه الجماعة يتأثر بنوع العلاقة القائمة بينهم وبين قائدهم.

ب- القائــد: وجود شخص مؤثر وآخر متأثر عن طريق الرضا مع تعدد وسائل التأثير التي تسهم في تلبية قدرات أفراد الجماعة وتقوية ثقتهم بأنفسهم وتوسيع مداركهم وتدريبهم.

من أهم صفاة القائد الهدوء أمام الأزمات، مع الاندفاع الداخلي الشديد لحلها، بأن يكون مندفعاً لحل المشكلة، وكما قال بعضهم في المثل: يجب أن يكون كالبط ظاهره هادئ، لكنه يضرب رجله في الماء بسرعة، وما تحتاجه الإدارة اليوم قيادة مبدعة ومميزة وعلمية وعملية بمهارات فكرية لجعل الإدارة أكثر دينامكية وفعالية، وتعمل كأداة محركة لتحقيق أهذافها. في ظل القانون والحق وليس الظلم.

كما تفرض الوظيفة القيادية على شاغلها مسؤولية عظيمة، فالعامل الرئيسي وراء نجاح موظفي الإدارة يكمن في مدى قدرة رؤسائهم على إثارة اهتمامهم بأعمالهم، ودفعهم إلى الحرص على الأداء الجيد بكامل رغبتهم، ولما كانت أنماط السلوك الإنساني تتعدد باختلاف البيئة الثقافية، فمن الطبيعي أن تتنوع حاجات ورغبات الأفراد، ومن ثم يقع على عاتق المديرين أو الرؤساء مهمة توحيد اتجاهات الأفراد وتطوير عملهم، وهنا تظهر مهارة المسؤول، وهنا تكمن أيضاً حقيقة الدور الذي يميز المدير أو الرئيس في وظيفته القيادية.
بالرجوع إلى واقع الإدارة المغربية تبقى هذه المفاهيم حبر على ورق، حيث يجد الموظف نفسه ليس أمام مسؤول ضعيف فقط ولا يتمتع برؤيا واضحة وليست له القدرة على وضع استراتيجية محددة بأهداف بعيدة المدى مع تسطير خريطة طريق لتنفيذها، بل أمام مسؤول يتخبط في ضعفه الذي يخفيه وراء واجهة ظاهرها العنف النفسي وباطنها العنف الأخلاقي وصراعات الجانبية التي تنزل من مستوى الإدارة المغربية.

ويتضاعف ذلك في حالة كان المسؤول امرأة وبعد سن الخمسين حيث يجد الموظف نفسه أمام مسؤولة تعاني أزمة منتصف العمر وهي مرحلة صعبه للبعض وفرصة العمر والعصر الذهبي للبعض الآخر اذ يلعب الجسم واحدا من أسوء أدواره la carence strogenique يدخل المرأة في لعبه المتاهة التي تحكم علاقتها بالمحيط التابع لها وهي مرهونة بمدى التوافق بين السمات...الداخلية والمعلنة التي تعاني منها في تلك الفترة.

في كل الأحوال هي مرحله خلل هرموني ونفسي يفقد فيه جسدها ميزان التناغم ويسقطها في  مسلسل الفقدان ، بحيث تعيش صراعا نفسيا يقلب حياتها، و محاولة إرجاع ما  فات من شباب الجسم لأن شباب الروح لا يفنى .الشيء الذي  يدخلها في علاقه توثر مع ذاتها ومحيطها فتتجاوز صلاحياتها وتحاول فرض نفوذها وقد تدخل في علاقة البقاء للأقوى لأنها تحس الضعف في داخلها  وتحس نفسها مهدده حتى في وجودها كيف لا وقد فقدت القدرة على الإنجاب ،وهي نظره تقزم صورتها لذاتها فتجدها في علاقه صراع relation conflictuelle  مع النفس لتبين  انها قادرة على محيطها  مما يدخلها  في صراع مع نفسها ومع الآخرين la projection  لإرجاع ما لا يعود وعدم تسليمها المشعل للأجيال الصاعدة.

 فلما نحمل الإدارة والموظفين مثل هذا العبء، أليس الأجدر القيام ببحث عن شخصية المسؤول ولما لا عرضه عن طبيب نفسي قبل تعيينه، أليست المصلحة العامة لتطور وازدهار البلاد تستدعي ذلك، هل كافي تقديم ملف الترشيح وإجراء مباراة من نصف ساعة لتعيين مثل هؤلاء المسؤولون؟
أسئلة تطرح لتعكس شيئا من واقعنا الحالي ...

فعلى أي نموذج تنموي جديد نتحدث ونحن مسيرين من ضعاف العقول والنفوس، أليس أجدر بالمجلس الأعلى للحسابات مراقبة سرقة الزمن قبل سرقة الأموال، أليس سوء التدبير جريمة ممكن إثباتها والمعاقبة عليها

الاثنين، 9 سبتمبر 2019

حسن بيريش

عامان على رحيل خالد مشبال:
سلام لك سلام عليك حتى مطلع الخلود




(1)

أمات خالد مشبال..؟!
أبدا..!
خالد لا يموت!
فقط ذهب دون أن يستأذننا، وسرعان ما سيعاود الرجوع!
هكذا عودنا أن يفعل كلما شعر برغبة في اقتراف الغياب ليزداد حضورا.
إذن:
لا تشهروا الموت في وجه رجل أدمن الحياة!
فقط رددوا معي:
حمل خالد الحروف والآراء وذهب إلى حيث يطبع آخر عدد من "الشمال"..!!

(2)

منذ أسبوعين كنت في حضرتك.
وأدركت كم تكابر أنت لتحافظ على يفاعة حضورك.
كم تكابر لتتبدى بما يليق برجل ما انحنى يوما إلا ليكتب.
وما رضخ لحظة واحدة لغير حقيقة حبره. وجهارة رأيه.
وغادرتك - غادرتك يا خالد القلب - دون أن تلمح دمعا أجهش به قلبي، وفاضت أنهاره، وأنا في مصعد:
يتركك في قمتك.
وينزل بي إلى حزني.

(3)

أصحيح أننا لن نراك بعد الآن..؟!
أصحيح أن صوتك لن يصل إلى مسامعنا بعد الآن..؟!
لا أريد أن أصدق أنك عنا رحلت. وأننا لنعيك صدقنا..!
إذن:
سنلتقي غدا صباحا في مقهى بيكاسو لنتقاسم أول سيجارة وأخر ضحكة.
وما بينهما حديث:
- بك يزهر.
- فيك يقيم.
- لرأيك ينحني إعجابا وتقديرا.
فاطلب لي فنجان قهوتي يا خالد البهاء..!!

(4)

أيها الماثل في مدى الأعين:
قلت الأقل.
وكتبت الأكثر.
وذهبت إلى صمتك الجهير، وما زال عندك الكثير مما لم تقله ومما لم تكتبه.
هذا هو دورنا تحديدا:
أن نكتب لك.
أن نكتب عنك.
أن نحضن بالشغاف الذين يصونون ذاكرتك المعطاء.
أن نحث على حراسة حضورك. ومقاومة كل نسيان يطالك.
فهل سنؤدي الدور أيها الحي في موته..؟!

(5)

سي خالد:
أتذكر حين قلت لي يوما، ونحن في طريقنا إلى القنيطرة:
- إسمع السي حسن.. الجحود في بلدنا ماركة مسجلة..!!
آاااااااه يا سيد الإعلام في وطن الجحود والعقوق..!!
لو كنت مصريا لرشحوك للبقاء ألف عام.
أما وأنت مغربي فقد دثروك بعلم النسيان، حيا وميتا..!!
لكنك - يا خالد الأنفة - حتما ستمزق علم التعتيم.
وقطعا ستداوم الإشراق.

(6)

أيها الغائب الضالع في الحضور:
كنا نقرأ لك فتزداد الحقيقة رسوخا فينا جيلا تلو جيل.
كنا نسمعك فتنمو الجرأة في مشاتلنا عمرا على صدر عمر.
تتحامل على عيائك.
تكابر في أوج الأيام العجاف.
وتأتي إلى الكلمة.
كنت تحب الحبر السي خالد.
تحبه حد أنك لم تشرك به سواه.
يا الله.. يا الله..
كيف للكلمة أن تتحمل سفرك الذي لا أوبة منه..؟!

(7)

يا سليل شجاعة الصحافة:
انظر معي:
ألا ترى أن الحبر يتيم بعد صمت إحساسك في الكلمة..؟!
تأمل جيدا:
ها هي الصحافة لم ترفع أعلامها بعد أن نكستها حزنا على حالات شرودك..؟!
فمن يأخذ بيد الصحافة إلى أقاصي الإجادة، بعد أن توقف قلمك..؟!
من يجهر بالكلمة في ساحة الرأي، بعد أن رحل صوتك..؟!

(8)

أميت أنت السي خالد..؟!!
أبدا لن أقتلك في رثائي..!!
فقط أذكرك بنزار قباني الذي خاطب طه حسين من مسافة الموت والحياة قائلا:
إرم نظارتيك ما أنت أعمى
إنما نحن جوقة العميان!
وها أنا أخاطبك - السي خالد - من مسافة الحياة لا الموت. ولك أقول:
إرم موتك جانبا ما أنت ميت
إنما نحن الموتى/ الأحياء!

(9)

يوم رحل جمال عبد الناصر، خالد مصر الذي طالما كلمتني عنه، ردد نزار، مرة أخرى:
مات الهرم الرابع!
ولحظة جاءني نعيك، وأنا في مرتيل، هتفت:
عاش هرقل الثاني!

(10)

هل تعرف يا أبا الصحافة في شمالنا:
لقد عشت أكثر مما مت.
وبقيت أطول مما رحلت.
وانتقلت من ضيق الفناء لتعانق رحابة الأزل.
فلتكن - إذن - ذكراك مباركة.
وليكن - إذن - حضورك مؤبدا.
سلام لك.
سلام عليك.
حتى مطلع الخلود!

بقلم حسن بيريش



شهرزاد الركينة
احجزي لي تذكرة شوق نحو الزمن الجميل



1 - حين بكمانها تلوذ:

سمعت عنها قبل أن أراها.
عرفتها من صوتها قبل أن أعرفها من سماعي.
شهرزاد الركينة إسم يحيل ٱذاننا على زمن أندلسي كم اختلسنا فيه من ٱهات.
وكم اختلستنا فيه من أشجان، وعطور، وأنغام!
كانت شهرزاد تلوذ بكمانها، ذات شوق منغوم، أو نغم متشوق، لتستدعي فيض غناء نطرب له، ويأخذنا صوب:
الحب.
والحنين.
وبكاء النغم!

2 - صوتها بطعم أحلامنا:

شهرزاد الركينة، سواء في معية اشقارة، أو في معية فرقتها ذات الصيت، كان صوتها يشبه أسماعنا.
كانت أغانيها بطعم أحلامنا.
كل أغانيها مأخوذة بالحب، ومرتهنة بأشواقه.
وكم تعالى صوتها رقة وبهاء وهي تتغنى بحنين له ذاكرة "شهرزادية"!
على عكس سواها، تحرص شهرزاد على العزف بأوتار روحها.
والغناء بصوت قلبها.
لذلك ظل إحساسها ساريا في الزمن، وعالقا بوجداننا، حين غادرت تطوان متجهة صوب برشلونة.

3 - روعة ماضيها في حضور حاضرها:

لشهرزاد طعم الروعة كلما سمعناها تغني.
أو تقول الشعر.
أو تشدو بزمن لابث في آلة كمانها.
حين أسمعها مغنية، تهز في ما ركد.
وحين أطالعها شاعرة، تعيد ترتيب أشياء دواخلي.
في الحالتين معا، أحب صوتها.
وأهوى شعرها.
ودوما على قرب من سماعي، على قرب من عيني،
أضعها، والمسافة:
كلمة.
ونغم!
روعة ماضيها تشرق في سماء حاضرها.
هي لم تهجر الكمان.
لم تتنكر للنغم.
بدليل أنها حاضرة حضور الوتر في الكمان.
حضور المعنى في الزجل!

4 - شاهدة على مجد الغناء التطواني:

هي بضع من مجد الغناء النسوي التطواني.
لم تكن فقط شاهدة على هذا المجد.
بل كانت فاعلة فيه كذلك.
وهل يمكن لأسماعنا أن تنسى صوت شهرزاد الذي كان يلهب ليالينا..!؟
هل يصح لقلوبنا أن تنسى غناء شهرزاد الذي كان يهرب بنا صوب العشق..!؟
هكذا كانت شهرزاد:
تقيم في ٱذاننا.
وتسكن دواخلنا برقتها وجاذبية عزفها وغنائها.
هكذا ما زالت شهرزاد:
تزهر فينا ذاكرة غناء لا ينسى.
ذاكرة صوت حلو كسكر يذوب في فنجان الٱهات..!!

5 - هي ونحن على ميعاد:

على ميعاد مع صوتك يا شهرزاد.
- متى نلتقي جميعا على أغنية تطربك أنت وتشجينا نحن..!؟
- متى يا شهرزاد موعد لقائنا بك على بحة صوتك الذي نحبه لأنه يعلمنا كيف نحب..؟!

6 - مهام متعددة لسيدة متعددة:

مقامها في برشلونة ما حال دون بروزها المتمكن، الذي يشي بسيدة لا تخلف مع التألق موعدها.
- سفيرة للاتحاد العام للمبدعين بالمغرب.
- مندوبية للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة بإسبانيا.
- رئيسة جوق نساء تطاون.
مهام متعددة هي فيها أمهر، وبها أحق.

7 - سفيرة فوق العادة:

كلما أضاء الإسم جاءت - تباعا - مواويل التسلطن الغنائي في الزمن التطواني العاطر.
إسم يذهب بنا إلى التراث الغنائي النسائي التطواني، الذي تعد شهرزاد سفيرة فوق العادة له.

8 - شهرزاد الشوق والآداء:

في عمر اليفاع (12 سنة) سجلت حضورها الغنائي المتميز في حفلات السمر التطواني، زمن الأسماع التي تثمل بشروق الصوت وبذخ الآداء.
منذ سنها ذاك، ما توقفت السلطانة شهرزاد عن جعل صوتها عنوانا لبهاء الفن في تطوان.

9 - عصرها اللامع كالذهب:

ما من محيد عنها، إذا نحن أردنا تأريخ زمن الأجواق الغنائية بقيادة الأصوات النسائية في تطوان البديعة.
ليس لأنها شاهدة على ذاك العصر الذهبي.
بل لأنها في طليعة فنانات تلك الأيام التي لن يجود الزمن بنظيرها.
شهرزاد الركينة:
حملت معها تراث الغناء التطواني، هذا الكنز الثمين والنادر، إلى إسبانيا.
وهناك - في برشلونة - أعادت إنتاجه عبر أفق كوني شاسع.
لذلك استحقت، عن جدارة، اختيارها من طرف الفنان محمود الإدريسي لتكون مندوبة النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة في برشلونة.
وسفيرة الاتحاد العام للمبدعين بالمغرب في إسبانيا، وعضو الرابطة العربية الدولية للمبدعين العراقيين.

10 - شهرزاد الركينة:

لم تستسلم يوما للنوم فوق فراش الأمجاد الغابرة، على غرار فنانات جيلها الرائع والاستثنائي.
بقيت على قيد الفن كل لحظة.
ولعل اختيارها مندوبة دولية للمؤسسة العربية للآداب والفنون والثقافة، أكبر دليل على حضورها الذي لا تأخذه - أبدا - سنة من غياب.
والوسام الذهبي للمبدعين العراقيين، الذي حصلت عليه، دليل آخر على توهجها الدائم.

11 - شهراد الركينة:

لا الفن لم يحجبها عن أمومتها.
ولا أمومتها منعتها من فنها.
أليس هي الأم المثالية؟
لقب جاءها من أرض الكنانة لينضاف إلى سجل ألقاب تميزت بها.
وأهمها لقب:
سلطانة الغناء التراثي النسائي بتطوان.

12 - على ميعاد مع تطوان:

على ميعاد مع حضورك يا شهرزاد.
- متى تحضن تطوان ما فاض من إشراقك..؟!
- ألم يهزك الشوق إلى معانقة مسقط إشعاعك يا شهزاد..؟!
لا تجيبي.
بل احجزي تذكرة شوق نحو الزمن الجميل.