الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

الشاعر محمد السعداني



هبة... 
         جدلت لدميتها آخر ظفيرة...
                 باحت لها بأحلامها الصغيرة
                      وبألسنة تتهددها حانقة مستعيرة

هاهي ذي...
            تطعم للنار طفولتها
                     وتفدي ألعابها بظفيرتها
                         وتستجدي الوطن كف ماء لنجدتها

ساقان...
        كل ما تبقى من جثتها
                والباقي رماد يشهد على صرختها
                                ويرقع مزق البراءة بضحكتها         هبة... 
اسم حرقت سنابل سمرته
        على مرآى القبيلة و العشيرة
                   أضغاث حلم عابر في لحظة غفو قصيرة..
                    
ياااااااااه... 
صار حضن هذا الهباء منفى... 
                فالمقاصل تولد مع واوه...
                           وتنهينا نقطة هامدة في غمد نونه...
فالويل.... الويل لهذا الوطن... 

                         الشاعر محمد السعداني

بقلم الدكتور عبد المتعم كامل

محجوب موسى  
***********
لا أعرف تاريخ مولده ، ولكنه كان هناك في الإسكندرية يملأ السمع والبصر حين كنت طالبا من 1973 إلى 1977 ، رأيته في الندوات التي كنا نقيمها في نادي أدب الجامعة ، ولم أكن في ذلك الوقت ممن يترددون على قصور الثقافة ، فلم أعرف قصور الثقافة إلا في صيف 1980 
عرفت الشاعر الكبير - رحمه الله - يتحدث في قضايا الشعر وفنيات الكتابة أكثر مما يلقي من قصائده ، كان يتحدث عن ابن الرومي والمتنبي والمعري كما كان يتحدث عن الجاهليين ، وكان يقف عند تفاصيل لغوية وبلاغية وعروضية وقفات طوالا ، يشرح ما يراه سببا في الجودة أو الرداءة ، وأذكر أنني استمعت إليه أول مرة يتحدث عن أبيات لبيد بن ربيعة ، وكنت في السنة الرابعة 1977 ، بعد انتهاء الأمسية التي أقيمت في كلية الآداب في ليلة مطيرة ، اصطحبت الرجل فتناولنا الشاي في تريانون ، واندهشت من استغراقه في وصف الجماليات الحسية في الصورة الفنية  
فكأنَّ ظُعْنَ الحيِّ لمَّا أشرَفَتْ 
بالآلِ وارتفَعَتْ بِهِنَّ حُزُومُ
نخلٌ كوارعُ في خليج مُحَلِّمٍ 
حملت فمنها مُوقِرٌ مكمومُ 
سُحقٌ يمتعها الصَّفَا وسَرِيُّهُ 
عُمٌ نواعمُ بينهن كُرُومُ 
زُجَلٌ ورُفِّعَ في ظلالِ حُدُوجِهَا 
بيضُ الخدودٍ حديثُهنَّ رخيمُ
وقف عند المشهد الكلي ، هذه الهوادج المحمولة على ظهور الإبل وقد صنعت من سعف النخيل ، تتهادى بها الإبل وقد انتشر الرباب في الأفق وتماوج السراب على الأرض من حولها ، بدت الهوادج بالظعن كالنخلات الطوال يملن ليشربن من ماء الخليج وقد ضمت هذه الهوادج بين أفرعها النساء البيض الجميلات يتبادلن حديثا في صوت ناعم لين .
كان محجوب موسى يأخذه التصوير في الشعر وتذهب به فنون هذا التصوير كل مذهب ، وهو الذي شجعني على التوجه إلى قصور الثقافة ، غير أني أرجأت الأمر إلى 1980 ثم ذهبت فالتقيت به ، واستأنفت الاستماع إليه .
كنت ألزم عبد المنعم الأنصاري في أكثر الوقت ، ولكني كنت بين الحين والحين أتردد على لقاءات محجوب موسى الذي قام بدور كبير في تبسيط  العروض للدارسين والباحثين عن الشعر من الفتيان والفتيات.
قامت الإسكندرية مؤخرا بتكريم الرجل ، ولكن أحدا لم يدعني إلى المشاركة ، بل علمت اليوم أن الحفل أقيم ولم يحضره سوى أربعة شعراء من أهل الثغر المبارك 
ربما يقول لي قائل : ( أنت لست في حاجة إلى دعوة ) ولن أرد على قول كهذا ، فأنا ( لا أشم ظهر يدي فأقرأ الغيب )  ولو دعيت لأجبت ، ولو شاركت لعرفت كيف أتحدث عن الرجل وعن دوره الكبير ، سامح الله الإسكندرية .

الآديب : د.عبد المنعم كامل 

الاثنين، 5 أغسطس 2019

بقلم حسن بيريش

(1)

يأخذني فيك إغراء السؤال:
- هل أنت أنا في ارتباكي إزاء وثوقك..؟!
- أم أنا أنت في غموضك المقابل لوضوحي..؟!

(2)

تصيبك عدوى تناسل الأسئلة.
ويأتيني سؤالك في ارتياب وحدي أدرك يقينه:
- لماذا خلتني بك أبدأ، فإذا أنت بي تنتهي..؟!

(3)

يا امرأة أشتهي وضوح غموضها:
دعي الأسئلة ترتعش عند أطراف مسقط الروح.
وانصتي لصهيل قلب جائع إليك..!!

حسن بيريش

حسن بيريش

مجلة "حوار" وإصدار مليون كتاب
مشروع استثنائي باذخ للثلاثي الطموح



انتظرونا قريبا في طنجة.

محمد أديب السلاوي، عبد العزيز الزروالي، وحسن بيريش في:
1 - مشروع مجلة "حوار" الثقافية.
2 - مشروع إصدار مليون كتاب في المغرب.
المشروعان معا بدعم من وزارة الثقافة والاتصال.

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع



280 - جاك كيرواك
(1922 / 1969)


- من مواليد يوم 12 مارس سنة 1922 في "لوويل"، ماساتشوستس (الولايات المتحدة الأمريكية).
- درس في جامعة كولومبيا.
- كاتب روائي، قاص، شاعر، ورسام أمريكي.
- من رواد مجموعة "جيل البيت"، إلى جانب كل من ويليام بوروز، وألين جينسبيرج، (حركة أدبية ظهرت في الخمسينيات، وأعلنت الثورة على القيم الأدبية والثقافية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية).
- سنة 1951 شرع في كتابة روايته الأولى الشهيرة "على الطريق"، التي صدرت سنة 1957 (بعد صدورها أصبحت النشيد الملهم لحركة "جيل البيت").
- يوصف بأنه "المحطم للتقاليد الأدبية". 
- آخر نص روائي كتبه صدر بعنوان "صورة".
- كتب حوالي ألف قصيدة "هايكو"، صدرت في دواوين سنة 2003.
- في شهر فبراير سنة 1957 (نفس العام الذي صدرت فيه روايته "على الطريق")، وصل إلى طنجة، قادما على متن باخرة من "الجزيرة الخضراء" الإسبانية.
- في طنجة سيلتقي صديقه ويليام بروز، وسيقيم في فندق "المونيرية"، وفي غرفته بهذا الفندق، سيكتب العديد من قصائده ذات النفس الشعري المغاير.
- خلال إقامته في طنجة، كان يحلو له الجلوس في مقاهي "السوق الداخل"، ومرافقة ويليام بروز إلى الحانات الشهيرة في المدينة.
- له عدة أعمال أدبية، من بينها:
في المجال الروائي:
1 - "البلدة والمدينة" (1950).
2 - "على الطريق" (1957).
3 - "غرور دوليوز" (1968).
- في مجال الشعر:
1 "بلوز مكسيكو سيتي".
2 "قصائد متفرقة".
3 "قصائد من كل المقاسات".
4 "الجنة وقصائد أخرى".
5 "كتاب البلوز".
- توفي في "سانت بيترسبرغ" (فلوريدا)  يوم 21 أكتوبر سنة 1969 عن عمر يناهز 47 سنة.
- بعد وفاته ازدادت شهرته وطبعت جميع أعماله الأدبية.
- سنة 2011 بيعت مخطوطة روايته "على الطريق" في مزاد "كريستيز" العلني بقيمة 2.5 مليون دولار.

- يقول جاك كيرواك عن طنجة:

"طنجة ليست مدينة فحسب، بل هي عشق، هي كائن إنساني يعيش في كياني.
كتاباتي مدينة لها بالكثير وخاصة روحي وقلبي".

- يقول عنه الروائي التونسي حسونة المصباحي، في مقال له بعنوان "ملائكة طنجة وشياطينها" ("الاتحاد"، الملحق الثقافي، 27 غشت 2014):

"...في شهر فبراير - شباط من عام 1957، وهو نفس العام الذي صدرت فيه رائعته "على الطريق"، التحق جاك كيرواك بصديقه ويليام بوروز.
ومستحضرا وصوله إلى طنجة في باخرة قادمة من "الجزيرة الخضراء" الإسبانية، كتب كيرواك يقول: "فجأة موكب بطيء من المسلمين يرتدون الأبيض. غير أن ذلك لم يكن كما تبيّن لي في ما بعد سوى السقوف البيضاء الموضوعة على الماء في ميناء طنجة الصغير. هذا الحلم بإفريقيا مرتدية الأبض على البحر الأزرق ـ يا له من شيء رائع! من الذي جلبه؟ رامبو! ماجلاّن! ديلاكروا! نابليون! تموّج شراشف بيضاء على السطوح!".
ويضيف جاك كيرواك قائلا: "أحببت طنجة فعلا، والعرب الفخورين بأنفسهم الذين لا ينظرون اليك أبدا عندما تكون في الشارع، بل هم يهتمون بأنفسهم، عكس المكسيك حيث العيون تلاحقك أينما ذهبت".
رؤية مختلفة أقام كيرواك في فندق "المونيرية".
أمام غرفته الكبيرة التي كانت على السطح، باحة مبلطة تنفتح على "ديكور حالم" هو عبارة عن مجموعة من البيوت المغربية الصغيرة، وفضاء ترتع فيه ماعز.
ومن غرفته تلك كان باستطاعته أن يرى المضيق.
وفي ساعات الصحو تتبدّى له سواحل الأندلس.
وفي الصباحات المشمسة كان يجلس في الباحة ليقرأ، أو ليدخن منصتا الى نواقيس الكنيسة الكاثوليكية القريبة من هناك.
وفي الليل، محدّقا في البحر، يراقب البواخر القادمة من الدار البيضاء، من الجزيرة الخضراء.
وكان ذلك يزيده اقتناعا بأن رحلته الى طنجة لم تكن خاسرة".

بقلم حسن بيريش

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع



281 - لينا هويان الحسن 

(1977 / .........)

- ازدادت يوم 7 يناير سنة 1977 في بادية حماة (سوريا).
- كاتبة روائية سورية تقيم في بيروت.
- درست الفلسفة في كلية الأداب (جامعة دمشق).
- ما بين سنة 2003 وسنة 2011 عملت في القسم الثقافي بجريدة "الثورة" السورية، وأشرفت على ملحق الكتب الأسبوعي.
- تعمل الآن كاتبة في الصحف العربية.
- غادرت سوريا نحو لبنان سنة 2013.
- يعتبرها النقاد الكاتبة الأولى والوحيدة التي كرست أعمالها الروائية لكشف عوالم البادية السورية والعربية.
- كتبت عدة نصوص في أدب الطفل، خولت لها الفوز بعدة جوائز هامة.
- آخر زيارة لها إلى طنجة كانت في يوليوز 2019.
- زارت عدة فضاءات بطنجة لاسترجاع ما كتب عنها من طرف مشاهير الأدب في العالم ("ريتز"، "فيلا دو فرانس"، فندق "المنزه"، و"السوق الداخل"، ومطعم "إلدورادو").
- كتبت عن طنجة عدة نصوص، من بينها نصها الطويل المنشور بعنوان ""أزقة طنجة القديمة تعج بأطياف شخصيات عالمية زارتها".
- في روايتها "بنات نعش"، الصادرة في بيروت سنة 2005، تستحضر فضاءات طنجة في متنها الروائي، بشكل احتفائي يعكس عشقها لهذه المدينة.
- صدر لها:
في مجال الرواية:
1 - معشوقة الشمس 1998.
2 - التروس القرمزية 2001.
3 - التفاحة السوداء 2003.
4 - بنات نعش 2005.
5 - سلطانات الرمل 2009.
6 - نازك خانم 2014.
7 - ألماس ونساء 2014.
8 - الذئاب لا تنسى 2015. 
9 - البحث عن الصقر غنام 2015.
10 - بنت الباشا 2017.
في مجال الشعر:
1 - نمور صريحة 2011.
في مجال الدراسة والتوثيق:
1 - مرآة الصحراء "كتاب توثيقي عن البدو" 2000.
2 - آنا كارنينا: تفاحة الحلم "دراسة سيكولوجية" 2004.
3 - رجال وقبائل "كتاب توثيقي عن أعلام البادية السورية" 2013.

- مقطع من نص طويل للمبدعة لينا هويان الحسن، بعنوان "أزقة طنجة القديمة تعج بأطياف شخصيات عالمية زارتها" ("أندبندنت عربية"، 30 يوليوز 2019):

"مصادفة، وحسب، دخلتُ المطعم مع الأصدقاء. أجلسُ، وقبل أن أنظر في قائمة الطعام تستوقفني صورةٌ بالأبيض والأسود: من؟ محمد شكري؟ آه، نعم، هذا أنت هنا؟ يامجنون الورد!
مرحباً، محمد شكري: يبتسم، يتلألأ، مستسلماً للحظته، مغمضاً عينيه، سيجارته في يده، أمامه كأسه، ألمحُ ذلك النادل الذي يظهر خلفه، لابد أنه كارلوس الذي حدثني عنه حسونة المصباحي قبل يومين فقط في طريقنا لحضور موسم أصيلة الثقافي.
 قضيتُ عدّة صباحات وأنا مستغرقة بالتجوال بين أزقة طنجة القديمة أو ما يسمّى بالقيساريات، يتناهى الى سمعي خليط من اللغات: اسبانية وفرنسية وأمازيغية. وأفكر بأهلها الذين قسّمهم قلم شكري إلى: ليليين، ونهاريين. بالأشقياء منهم والشطّار والمجانين وكل أولئك الهامشيين الذين برع بتدوين يومياتهم، بما يتخللها من مآزق وجودية، وحياتية. هو من أعلن ذات مرّة: "أعتقد أن لكلّ كاتب مدينة خاصة به، كازابلانكا لمحمد زفزاف، وطنجة لي أنا وحدي، معها أمضيت عقد زواج كاثوليكي". يعلق على هذه العبارة الكاتب المغربي عبد الكريم جويطي ابن مدينة بني ملّال الساحرة، ويقول: "الأمكنة ماكرة، تنتدب من يتكلم عنها، الأمكنة تخلق الكتّاب، نحتاج إلى مجانين المدن، كلّ مدينة يلزمها مجنون كبير يحملها إلى العالمية".
على رغم شهرة طنجة بأطياف الأدباء والمشاهير الذين جذبتهم أمثال: جان جينيه، تينيسي ويليامز، ألبرتو مورافيا، بول بولز، همنغواي، ترومان كابوتي... و كثير من المشاهير الذين ساهمت خطواتهم المترنحة وهم يغادرون حاناتها في آخر الليل برسم لبّ القصّة، أيّة قصّة؟ لعلها رواية، أو سيناريو فيلم، أو مسلسل طويل لا ينتهي، أبطاله يمكنهم أن يكونوا مثيرين للاهتمام، دائماً، جديرين بالتدوين. إن طنجة مدينة تصغي إلى الجميع، قد يكونون على حق، وقد لا يكونون، لكنك أنت، محمد شكري، نعناع شايها، وفستقها. تأسرك هذه المدينة التي تعج بالشخصيات، والوجوه، ستكون كاتباً يهتف كلما مرّ أحد إلى جواره "هذه شخصيتي، أو "هذا بطلي".
لا أصدق! كم من الوقت كان ينبغي أن يمر لأعلم أنني أشرب الشاي في حديقة الفندق الذي منحت إطلالته كلّ ذلك الضوء المتوحش لأشهر خمس لوحات أنجزها الرسام الفرنسي هنري ماتيس، أحد أشهر التشكيليين في العالم، الذي فجّر في لوحاته ضوء طنجة الزاخر. أعلمُ أن ماتيس هو مؤسس النزعة الفنية التي اشتهرت في بداية القرن السالف، بإسم "الوحشية"، لكن بصراحة فاتني ذلك التفصيل الغني في حياته. حقيقة أنه كان من أوائل المغرمين بهذه المدينة. جاء ماتيس إلى طنجة لتجتاحه ألوانها، التي تنفذ عبر كلِّ المسام. كرنفال من الجمال، روّض "وحشية" تشكيل ماتيس، أشبعته طنجة بنورها، حررت ريشته من عنفها وتناقضها، وعثر على نفسه في مدارات سحرها، تلقف بريق ألوانها: في أزرقها، وأصفرها، وأحمرها، لعله كان هو من حرّك جمالها النائم وأطلق شهرتها في الأوساط الأدبية وهو يقتحم ضباب أوروبا بأضواء لوحته الشهيرة "نافذة في طنجة" في عام 1912. إذاً في فندق فيلا دو فرانس، تحديداً في الغرفة الرقم 35 رسم ماتيس أجمل أعماله ؟ يخبرني بذلك موظف الاستقبال وهو يضع أمامي دفتر الزوار لأكتب شيئاً. إحترت هل أكتب عن الفندق، أم عن الغرفة 35، أم عن تلك النافذة التي تطل على فضاءات المدينة المضاءة بكل الألوان، أم أكتب عن طنجة نفسها؟ كتبت، عدّة سطور، بقلم الافتتان والدهشة والحنين لعوالم "ألف ليلة وليلة" التي تنبثق فجأة وأنت تقطع قيساريات المدينة.أرافق الموظف الذي يحمل مفتاح غرفة ماتيس، ويسبقني بالدخول إلى الغرفة ويلتقط هاتفي النقال ويبدأ بالتقاط الصور لي مع أثاث الغرفة!، هل سيعتاد غير ذلك فيما يرافق الزوار المسلوبين بفكرة أن أقدامهم تطأ عتبة غرفة هنري ماتيس؟
رائع أن تتلمّس التاريخ! هنا كرسي وخزانة وسرير ومرآة... كلّها أشياء شهدت حضور ماتيس الفائق. تنظر عبر النافذة ذاتها وتلتقط المشهد الذي خلده ماتيس في "نافذة في طنجة" الموجودة الآن، في متحف بوشكين للفنون الجميلة في العاصمة الروسية.
أغادر الغرفة، أقطع حديقة الفندق نزولاُ صوب حارات المدينة القديمة وأسواقها ، أتوقف عند بائع الحلزون، وذلك الخباز الذي يخبز رقائقَ بيضاء شهية ويشرح لي عن أكلة "الباسطيلا". أصور فيديو، وألمح صورة كاريكاتورية معلقة على الحائط، أنت هنا محمد شكري مرّة أخرى؟ لا مفرّ منك! تتردد عباراتك الافتتاحية في كتابك "بول بولز وعزلة طنجة" وفيه تقول: "طنجة الأسطورة نعم، هذا الذي لا يُنكر، لكن لمن؟ طنجة - الفردوس المفقود نعم، لأنّ هناك الشاهدين على نعيمها، لكن لمن؟ طنجة - السحر الذي لايقهر، هذا أيضاً، نعم، لكن لمن؟".
أقصد فندق المنزه القريب، أعبر المدخل المزدان بلقطات فوتوغرافية نادرة لزواره أمثال: تشرشل، ريتا هيوارث، أوناسيس، ايف سان لوران، مالكوفيتش. أطلب الشاي الأخضر بالنعنع أو "الأتّاي" باللهجة المغربية، مع حلوى قرن الغزال، وتستوقف بصري لافتة تشير إلى تاريخ فندق المنزه "1930". كيفما تنقلت، عراقة وتاريخ وسحر، أفكر أني حالما أعود إلى غرفتي سأدوّن شيئاً، سأكتب عن طنجة.
وداعاً طنجة، واصل يا شكري حضورك، فأنت حقّاً تزوجت طنجة زواجاً كاثوليكياً، لن يتكبد أحد استعادتك من النسيان. حاضرٌ أنت كما كلّ جمالها وألوانها، وبحرها ومحيطها".


بقلم حسن بيريش

بقلم جميلة محمد

اه يا  وطنا تسكنني
 مهما تقسو و تقهرني
.يكبر  عشقك بقلبي ويأسرني



 .اه ياوطني ..
 باتت احلامي  فيك
غضة تحتضر
وعمري الزهر فيك  يندثر

يحترق غصن الزيتون
 وحيدا  وينكسر
والوجع نار في الفؤاد
 تستعر 
والدمع سواق  رقراقة
 تنهمر
والاصوات ترتفع
 بلا جدوى
بحت الحناجر...
يا...البحراوي
هبة  تستغيث  ..
تختنق ....تحترق
لا مغيث.....ياعلال 
ببرود تسمر وا يتفرجون 
والنقل مباشر ...


جميلة