الاثنين، 1 يوليو 2019

جميلة محمد

وحدي اعود كل مرة 

احيى على الذكرى 
وحدي أمشي على غير  هدى 
اتحسس في كل كتاب كلمات تشبهنا...
بقايا صورنا المأثورة 
تغيب أنت.... أتبعثر أنا 
تبتعد.انت ....أضيع انا .. 
بين خيالات هوانا وهمس  المنى 
وحديث  الأماكن في أذني هناك وهنا
 تدمدم الهنيهات في كل خطوة باسمك
 امواج المحيط مدا وجزرا 
 ترمي شعاعا تعبا 
يلملم سبائك اللحظات
 على ضفاف شاطيء  احزنه غيابنا
 المح على ثراه موقع  قدميك .
قد هوت   عميقا   روحينا   
لم تبرح منذ اخر لقاء 
في كل غصن صورة 
وعلى كل جدار اخرى 
لا لم ترحل ،انت ماتزال ها هنا
وشم  بالحنايا عالقا
لا ترى  العيون إلا طيف ملامحك 
بين كل هؤلاء  الجموع  
في السماء ...محلقا 
أأهذي ...لربما أهذي 
ما ذا فعل بي هواك ؟ 
قلت  ابتعد لم تسمعني
وعدتني ان تسعدني 
 قلت  لا احتمل يوما خذلانك 
قلت ولو خيروني  افذيك بعمري 
 لن اتخلى عنك ... رددتها 
اقنعتني وفي يم هواك اغرقتني 
حتى  بث متيمة.. حمقاءانا
 ... وتركتني
اقتفي  عطرك  من زقاق لزقاق 
انفاس فاس ...ورياح البوغاز 
جفاك سم يسري بعروقي
يكوي ضلوعي  
 تشتعل نيران  الحرائق 
تؤجج لوعتي فيك 
يكبر شقائي 
كاني اراك في كل مكان 
  عهدي لك  صك وفاء 
وفيت انا و خنت هواك 
 أنا اقسمت لن انساك 
حتى اعانق  لحدي والقاك
 لكن باالله قلي كبف هنت عليك 
تعانقني بيمناك  و تخونني عيناك
 .تضمني متلهفا تضنيك  الاشواق 
 . ...تودعني متأففا  كان بك فصام 
لا افهم عشقك  ونجواك
وركضك الى حبيبتك الأخرى
اما قلت انها الجحيم وانني جنة الحياة 
اما كانت شيطانة وكنت انا ملاكك 
ام انك حبيبي منذ البدأ  أكبر كذاب 
ركضت اليها وبقلبي الف عتاب 
والعبرة تطردها العبرة 
ونار الحيرة والغيرة 
 و عيون الأسى ترمقك
لا  مبالاتك تخنقني 
كيف تقول تحبني  
وتنظر الى ساعتك تستعجلني
تعتدر متأسفا
ترحل دون ان تودعني  
ما كنت مضطرا لتخذعني  
كم كان هيينا عليك
ان كسرتني و .

 اعود لوحدتي  بلا امل 
ليأسي وهوسي بك 
وهواجسي ...اوجعتني

جميلة محمد
 2018|06|30

بقلم محمد عبد القادر زعرورة

شَذَراتٌ شِعرِيَّةٌ 


غَيداءُ ما رَأت عَيني وَسَامَتَها
                            وَحُسنُها لا أعجَمِيٌّ ولا هِندي
عَرَبِيَّةُ الأوصَافِ فائِقَةُ البَها
                            جَميلَةٌ وَلَيسَ لَجَمالِها مِن حَدِّ
بَغدادِيَّةُ العَينَينِ مُذ وُجِدَت
                             مَكحولَةُ العَينَينَ شامِيَّةُ القَدِّ
مِصرِيَّةُ الرُّوحِ لا جَفَاءَ بِها
                                عَذبَةُ النَّفسِ عِطرِيَّةُ الشَّهدِ
كَالرِّيمِ إن سَارَت عَلى الرَّملِ
                      حَسناءُ فارَعَةُ القَوامِ مَفتولَةُ الزِّندِ
فِلِسطينِيَّةٌ كَنورِ الشَّمسِ مُشرَقَةٌ
                        تَبدو كَزَمبَقَةٍ بَيضاءَ مُحمَرَّةُ الخَدِّ
شَرِبَت مَياهاً مِن كَوثَرٍ عَطِرٍ
                       يَشتاقُها الوَردُ إن مَرَّت عَلى الوَردِ
.....................
في  / ٣٠  /  ٦  /  ٢٠١٩  /
كُتِبَت في /  ٩  /  ١٠  /  ٢٠١٨  / 
....... الشاعر ......
...... محمد عبد القادر زعرورة .....

بقلم طارق حسن

  عدت يا يوم مولدي   











دارت الايام وعدت يا يوم مولدي 
             و الأيام كالرياح لا تذر ، تأخذ عمري من يدي 

و حياه عشتها ما بين الأمس و اليوم 
              مرت كأغنيه سمعتها و أمل أنتظره في الغدِ 

و تلك الأيام من يهمس لها ، هلا تُبطئي؟
                تقتلي الأعمار  بسيف طليق ليس له مَغمدِ

 لا تغرنك الحياه و ما فيها ما دمت حياً
               و لا تظن أنك تعيش أبداً في كون سرمدي

فكل شئ خلق ليجري كالبرق لحتفه 
              و لن يبقي منك شئ إلا جميل الأثر الأحمدِ 

و العمر ليس بالسنين أو أيام عشتها  
            بل بخير فعلته أو سعاده كان لك معها موعدِ

يا دنيا كوني مهلا فأنا بالحزن كهلا 
              و بالهم شيبا و بالعمل رجلاً يحقق مَقصدي

 و تأخذني الفرحه لصبي يلهو و يلعب
             بالحب  شاباً و بالحنين طفل حديث المولدِ

 هزمت الدنيا بأحلامي و إن مرت أيامي 
        فقد حققت آمالي و لست بشئ مع الدنيا مقيدِ

لا يهم ما مر ، فقد مر ، و ما قد يأتي
            بالرضا جميل و يا نفس لا تلهثي  و تتنهدي  

و بالخير تَمّسكي و بنور الله إهتدي 
          ربي أسألك الرحمه و نور حين يطول مَرقدي 

بقلم طارق_حسن        
        1-7-19

الخميس، 27 يونيو 2019

بقلم جميلة محمد



ازرع الامل 

عندما تكبر احلامنا  تشرق بحجم الكون شمس الأمل ..لتنير الدرب لنا،، لتحفزنا على الوقوف رغم التعب، لتقول لنا لا استسلام ،رغم العياء  ..والارهاق  الذي ينتبنا ..رغم المرض والالم ونوبات الاحباط القادمة من محيط ملغم بكل ما يكسر الارادة ويفلق العزيمة ...ليس علينا اقناعهم بافكارنا ولا من حقنا السماح للانهزاميين منهم بان يعيدوننا الى نقطة الصفر ..التي اشتغلنا على انفسنا كثيرا لمبارحتها والابتعاد عنها لبناء صرح امان على مقاس روحنا الجياشة بطاقة الحب والحياة والرغبة والايمان ...والابداع . مجرد تحديهم و  الانتصار على  ضعفنا  ..انجاز يستحق من انفسنا  التقدير اولا قبل ان يقدرنا غيرنا ..تقدير الذات ..والثقة بالنفس و الثبات امام الضغوطات والاستفزازات والمحاولات المستمرة ..لهدمنا ..سواء النابعة .من داخلنا المهزوز تارة اومن خارجنا  ..محيطنا ..اما عن جهل منه او عن غباء  او عن حقد غير مبرر في كثير من الاحيان ..لهو قمة القوة و القدرة  والصمود والتمسك بسبل البناء بدل الكسر و بالامل بدل الياس والتمسك بفرص الحياة ..التي تتحيها لنا رؤيتنا المختلفة للاشياء وفهمنا الايجابي للامور و قراءتنا المتفائلة لكل رسائل القدر وتاويلانا كل ابتلاء الى خير وكل مرحلة عصيبة الى امتحان نخرج منه اشد واقوى واصلب على الكسر ..واقدر على الاستمرار ..نحو تحقيق اهذافنا المأمولة  باصرار وعزيمة والى اخر نفس وجهد ورمق ...رسالة الى كل انهزامي ..يكرس وقته لهدم من حوله واطفاء كل بوتقة نور وكسر كل شعاع امل ..حان الوقت ان تتغير ..لايغير الله ما بقوم حتى يغييروا ما بانفسهم ..وان لم تستطع ان تغيير نفسك فعلى الاقل لاتقف حجر عترة في طريق من يحاول تغير نفسه . ربما طاقته الايجابية تكون مصدر نور يدخل حياتك فيزيدها اشراقا وبهجة ويحول مناطق الظلمة فيها الى فوانيس تشع امل وحب وتفاؤل .  كل شيء  يبدا برغبة بارادة بنية طيبة و محاولة ... لا مستحيل . 

جميلة محمد 

محمد اديب السلاوي

لماذا جعل الله" اقرأ" أمرا إلاهيا.... ؟



-1-

في المغرب الراهن، تعاني التنمية الثقافية / التنمية البشرية، و يعاني التعليم، كما يعاني كل المجتمع، من أزمة حادة اسمها "القراءة".

الصناعة الثقافية ،صناعة الكتاب،إبداعات المسرح والسينما والفنون التشكيلية والتكنولوجيا ،لا يمكنها أن تؤدي دورها في التنمية خارج شرط القراءة والكتابة

اجتماعيا وتربويا  وعلميا وثقافيا، مازلنا هنا نعتبر مفهوم القراءة أمرا بسيطا، لا حاجة لنا للبحث في أغواره، علما أننا في مراتب متأخرة حضاريا وثقافيا وعلميا وتربويا بسبب القراءة.

الأمة التي لا تقرا، امة غير نافعة لا لنفسها ولا للحضارة الإنسانية، لا تجد الحلول لمشاكلها، تعتمد باستمرار على العقل الآخر من اجل عيشها وحضورها وتواصلها مع العالم.

الإحصاءات الدولية في موضوع القراءة تقول أننا  نقرأ في أحسن الحالات  ساعة  واحدة في السنة، مقابل عشرات و مئات الساعات من القراءة في الغرب واسيا، وهو ما يعنى أن القراءة في البلاد المتحضرة، هي باب المعرفة، هي باب التقدم الحضاري والعلمي.

-2-

لماذا تحتل القراءة كل هذه الأهمية... ؟

إنها أول أمر إلاهي انزله الله جلت قدرته على رسوله محمد ا(ص). قال له سبحانه بصيغة الأمر،" اقرأ " وهو ما جعل/ يجعل القراءة في مقام رفيع

القراءة تعني تنمية المهارات العقلية والفكرية، تعني الصحة العقلية وغداء العقل، هي محفز الدماغ للقيام بمهامه وتطوير قدراته.

القِـرَاءة تعني أيضا تراكم الأفكار، تعلم الخبرات، القدرة على التعبير، بناء الشخصية على أسس صحيحة

القِـرَاءة أيضا، هي تحفيز العقل على العمل الايجابي، على بقاء الدماغ نشطا، متفاعلا، قادرا على التركيز والتحليل، على تحيين الذاكرة وتطويرها.

والقراءة أولا وأخيرا هي أهم أدوات التربية والتعليم، هي واحدة من المهارات التي تجعل القارئ داخل دائرة المعرفة.

-3-

يقول خبراء القراءة أن القارئ عالم بماضيه وحاضره وأمين على مستقبله، دلك لان القراءة ليست فقط عملية لاسترجاع المعلومات المخزنة بالعقل، إنها أبعد من دلك، عملية تفكيرية،تشتمل على فك الرموز المخزنة للوصول إلى المعاني، المعلومات، الأفكار التي يحتاجها القارئ للاندماج في ثقافته وعاداته وقيمه.

مع الأسف الشديد ،تسود في مجتمعنا نسبة كبيرة من الأمية، لدلك يصعب علينا الاستفادة من إمكانات القراءة وقيمها، وتبعا لذلك يصعب علينا تحقيق التنمية البشرية وأهدافها المرجوة، وهو  ما يتطلب منا.

 جعل درس القراءة شرطا أساسيا في مناهجنا التعليمية، من التعليم الأولي إلى التعليم الجامعي، إنها، أي القراءة طريقنا الوحيد لجعل مواردنا البشرية قادرة على السير، /على تحقيق أهداف التنمية البشرية التي نحلم بها،دون تحقيقها.

أفلا تنظرون.... ؟. 
محمد اديب السلاوي

نزار الفراوي


المرأة المغربية في مغامرة اللون والضوء

لئن كان التشكيل المغربي يحتل مكانة هامة في طليعة التجارب التشكيلية العربية المفتوحة على الحداثة والإبداعية، فإن إسهام المرأة في التراكم الفني الذي تحقق حتى اليوم ظل مغمورا، لم تلتفت إليه بالقدر اللازم أقلام مؤرخي الفن والنقاد المتخصصين.
على هذه الخلفية، تبرز أهمية الجهد التاريخي والنقدي الذي يقدمه الكاتب والناقد الفني محمد أديب السلاوي من خلال إصداره الذي يحمل عنوان "التشكيل المغربي بصيغة المؤنث" بوصفه حفرا في الذاكرة الفنية المغربية النسائية.
الكتاب الذي صدر مؤخرا ضمن منشورات نقابة الأدباء والباحثين المغاربة في 128 صفحة يعد في نظر الناشر ندير عبد اللطيف أول دراسة فنية مرجعية تنبش في ذاكرة المغرب وتحتفي بتاريخية الفن التشكيلي النسائي عبر حقب ومراحل عرفت مخاضات لإثبات الذات، وبصمت بعمق تجربتها بصيغة بصرية مغايرة، وبولادات فنية متعددة، بعضها استثنائي منفلت، وبعضها الآخر لم يراوح مكانه وبقي يستنسخ تجارب إنسانية من هنا وهناك.
                 
· في البدء كان المؤنث
   يحرص محمد أديب السلاوي في كتابه على ربط التجربة التشكيلية النسائية بالرصيد التراثي من المهارات والفنون التقليدية التي أبدعت فيها أنامل المرأة المغربية عبر التاريخ.
وتنطق بذلك فنون الحياكة والنسيح والتطريز والنقش والتزويق والزخرفة والخزف، وغيرها من الفنون التي ترجم الخوية الحضارية للمغرب بصيغة المؤنث.
إن نسيج الزرابي والتطريز على القماش والجلد والخزف، والوشم ونقش الحناء والتلوين والتطعيم وتصميم الملابس فنون تشكيلية نسائية بامتياز، توزع على مساحة واسعة من الإبداع، وساهمت إلى حد بعيد في صياغة المنظومة الإبداعية في ماضي المغرب كما في حاضره، وهو ما يؤكد الحضور الدائم لصيغة المؤنث في المشهد الجمالي المغربي.
ورغم هذا العمق التاريخي للإبداع النسائي، واتصاله بإبداع تشكيلي واصل المغامرة في مدار التشكيل التلقائي أو تجاوزه من داخل التيارات الفنية الأكثر حداثة، يسجل الكاتب بأسف أن إسهامات المرأة لم تحظ بقراءة موضوعية توازي عطاءها في هذا الباب، مع أن المتأمل في الحركة التشكيلية المغربية يلاحظ بسهولة تعدد أساليبها واتجاهاتها وطروحاتها الفنية. 
وبقراءة شاملة لجدارية التشكيل المغربي النسائي في أجياله الممتدة عبر أربعة عقود، يستخلص الكاتب أن الوجه الذي قاد إبداعاتهن يتوزع بين عنوانين كبيرين، الأصالة والحداثة.
· أجيال التشكيل النسائي
   يرى السلاوي أن حركة التشكيل المغربي بصيغة المؤنث تتنوع بين ثلاثة أجيال مترابطة ومتماسكة، هي جيل الرائدات وتمثلة فنانات من قبيل مريم أمزيان والشعيبية طلال وفاطمة حسن ومليكة أكزناي وجيل المخضرمات وتمثله جماعة من أبرز أسمائها فاطمة الكبوري ونفيسة بنجلون ونجاة الخطيب وخديجة طنانة وريم اللعبي، بينما تميز الجيل الثالث بظهور أسماء جديدة من قبيل إكرام القباج وعزيزة جمال ونادية خيالي وليلى الشرقاوي ومريم بلمقدم.
وفي مقابل هذا التصنيف التاريخي الزمني، يقترح الكاتب تصنيفا آخر من وحي المرجعية الفنية والإنسانية للفنانة، مما يسمح بالحديث في المقام الأول عن مجموعة الاتجاه الفطري (الساذج) الذي استقطب جانبا مهما من رائدات الحركة التشكيلية انطلاقا من ستينيات القرن الماضي. إنها أعمال تستوحي في الغالب مشاهد الطفولة وبيئة التنشئة خارج أي انشغال بالقواعد الفنية.
في مقابل هذا الاتجاه، برز تيار العصاميات اللاتي لم يسعفهن حظ متابعة الدراسة الأكاديمية لكنهن استفدن من تكوينات فنية في مراسم خاصة أو مراكز بيداغوجية. أما المجموعة الثالثة فتضم الفنانات ذوات التكوين الأكاديمي الذي أتاح لهن إتقان فن الرسم وفق القواعد العلمية.
هذا التعدد في الاتجاهات ومصادر التكوين أفرز حركة تشكيلية نسائية وجدت صدى لها على الصعيد العربي والدولي، ووطدت وجودها عبر مختلف مدارس التعبير الفني، من فطرية إلى واقعية ومن تجريدية إلى انطباعية، ومن الفن الغريزي إلى الحروفية.
كتاب "التشكيل المغربي بصيغة المؤنث" يعد من هذا المنطلق مشروعا تأسيسيا في دائرة البحث والتوثيق للإبداع الفني النسائي في المغرب، والعالم العربي عموما، جاء ثمرة مجهود ضخم في جمع المادة وضبط الموضوع وتحليل المعطيات الفنية والبيوغرافية وتصنيفها، زمنيا وموضوعاتيا وفنيا.



حوار عبده حقي عن مجلة كتاب الانترنيت المغاربة مع الآديب محمد اديب السلاوي

 بمناسبة تأسيس "مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون" .




العديد من الكتاب والباحثين طالبوا ويطالبون برد الاعتبار لكاتب أعطى كل شيء، ولم يأخذ أي شيء.

•       إننا نحلم بالحرية والكرامة ودولة الحق والقانون، كما نحلم بحق الكاتب والمبدع والباحث بحقه في التفرغ
النشر الالكتروني يتطلب من الدولة إيجاد قوانين جديدة للقراءة والنشر

•       على وزير الثقافة أن يبادر بتأسيس المجلس الأعلى للثقافة والفنون، وأن يكلفه بوضع إستراتيجية جديدة للثقافة في المغرب.

قبل سنة من الآن، أنجز ذ. عبده حقي هذا الحوار لمجلة كتاب الانترنيت المغاربة مع الكاتب والصحفي ذ محمد أديب السلاوي، ويتضمن أسئلة محورية هامة حول مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون، وحول وضعيته المادية المتردية وإصدارته الثقافية، وعلاقته بالنشر الالكتروني، وحول الكاتب المغربي وسؤال التفرغ، وغيرها من الأسئلة ذات العلاقة بالوضعية الثقافية الراهنة ببلادنا.

•        وفيما يلي نص هذا الحوار:

س : أستاذ محمد أديب السلاوي لنبدأ حوارنا هذا من آخر جديدك فقد تم  إطلاق مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون . حدثنا كيف انبثقت هذه الفكرة ومن وراء هذا المشروع المغربي الثقافي والفكري الهام ؟.

ج : أود أن أشير بداية، قبل الحديث عن هذه المؤسسة، إلى أن الصحافة الوطنية و الدولية، نشرت خلال السنتين الماضيتين سلسلة رسائل ومقالات لباحثين وكتاب وأدباء بعضها يتعلق بما أنتجته مؤخرا من مؤلفات ودراسات في الفنون المسرحية و التشكيلية، وفي القضايا السياسية والاجتماعية، وبعضها يتعلق بوضعيتي المادية المتردية، فالعديد من هؤلاء الكتاب والباحثين، طالبوا برد الاعتبار لمواطن أعطى خلال الخمسين سنة الماضية كل شيء، ولم يأخذ أي شيء.

هكذا بعث بعضهم برسائل خاصة إلى الديوان الملكي وإلى الوزير الأول ووزير الثقافة، تخبرهم أن محمد أديب السلاوي، الذي دخل عقده الثامن، وأعطى حوالي أربعين مؤلفا في مختلف الفنون و القضايا، يعيش في أرذل العمر بلا راتب، بلا تقاعد، وأنه يتهيأ لبيع مكتبته ومنزله من أجل مواصلة الحياة الكريمة، وبعضهم حملوا هذه الجهات مسؤولية ما يمكن أن يحدث لي بعد ذلك.

         طبعا، لم تتحرك حتى الآن أية جهة، لمنحي"منحة" شهرية للعيش الكريم،أو لإنقاذي من هذه الحالة، وعندما استقبلني السيد وزير الثقافة(السابق) أخبرني أن الديوان الملكي طلب من وزارته البحث في حالتي المادية، وأن الوزارة أجابت الديوان الملكي بتقرير مفصل عن الموضوع...و أنه بدوره ينتظر من الديوان الملكي أن يتخذ المبادرة.

         في هذه الأجواء، طرحت فكرة خلق مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون بالوسط الثقافي في غيابي، فلم أعلم عنها إلا في الحفل الذي نظمه لي مسرح محمد الخامس، خلال شهر نوفمبر من سنة2018 لتوقيع كتابي" السياسة الثقافية في المغرب الراهن" حيث أعلن عنها صديقي الدكتور عبد اللطيف ندير مدير مجلة الحياة الفنية ومجلة النبوغ المغربي، مؤكدا أن المثقف الذي لم تمنحه الدولة حقه في العيش الكريم، على مجتمعه الثقافي أن يمنحه هذا الحق ولو بطريقة رمزية.

         وخلال المؤتمر الاستثنائي لنقابة المسرحيين المغاربة تم الإعلان عن ميلاد المرصد الوطني لنقابة المسرحيين المغاربة، بقيادة الدكتور عبد اللطيف ندير، وعن تأسيس مؤسسة محمد أديب السلاوي للحوار والثقافة والفنون،، لرد الاعتبار لصاحبها الذي يعود إليه الفضل حسب المرصد الوطني، في بلورة تاريخ المسرح المغربي والتشكيل المغربي داخل المغرب وخارجه.

. طبعا، فان أهداف هذا الصنف  من المؤسسات الثقافية، ليس فقط المحافظة على ثرات صاحبها ورغباته الثقافية عن طريق إنتاج الخدمات الثقافية المختلفة، ولكن شخصيا
ما أتمناه لهده المؤسسة هو :

- الارتقاء بالثقافة المسرحية والتشكيلية والإبداعية عموما، لتكون حلقة إبداعية حقيقية، في حياتنا الفكرية.
- الإسهام في اغتناء الثقافة بمعناها العام.
- الحرص على وظيفة الثقافة النقدية.
- العمل من أجل أن تصبح الثقافة، ضمير الأمة وهويتها.
- خلخلة المظاهر التي تكرس التخلف الثقافي القديم و الحديث على ساحتنا الثقافية الوطنية.
- تحرير الثقافة من هيمنة السلطة الحاكمة والنافدة والعمل من أجل الاستقلال الثقافي عن مصالح السلطة وهيمنتها.
- العمل على إرساء ثقافة حديثة، قائمة على حريات الفكر والرأي والتعبير و الإبداع
تلك هي أمنيتي...ولا شك ستكون تلك هي أمنية أصدقائي الأعزاء الذين عملوا على تأسيس هذه المؤسسة.

س : تجمع أراء العديد من  المثقفين والإعلاميين على ضرورة ان تنصفك الدولة على القدر من العطاء الذي قدمته للثقافة والإعلام للمغرب الراهن.

ج :    نعم إن العديد من المثقفين  والفنانين،  طالبوا  الحكومة بإنصافي،ولكنها لم تنصفني حتى هذه اللحظة. أما الوطن الذي تمثله جمعيات المجتمع المدني والأحزاب و المنظمات الإعلامية والثقافية والإبداعية، وجماهير القراء والمتعلمين والطلبة، فإنه يكرمني باستمرار/ ويعانقني بحرارة، ويطالب برد الاعتبار إلي، وينظم لي في كل مناسبة حفلات تكريمية وازنة، وهو ما يجعلني قادرا على الاستمرار، وعلى العمل والعطاء، و لابد لي أن أعترف بأني لا أعرف اليأس، إني متفائل، لربما أشعر بالعياء، ولكني أنتظر الفرج، وفرج الله قريب.

س: لنعد إلى الملف الذي أنجزته مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة حول الكاتب المغربي وسؤال التفرغ والذي شاركت فيه بمقال هام ، ألا ترى أننا في المغرب قد يحلم الكتاب بكل شيء إلا تمتيعهم بالتفرغ ؟.

ج : في حقيقة الأمر،إننا نحلم بكل شيء، نحلم بالحرية والكرامة وبدولة الحق والقانون..كما نحلم بحق الكاتب و المبدع والباحث بحقه في التفرغ.

ولا أدري، كيف للذين يتحدثون عن التنمية الوطنية في المؤسسات الحكومية،لا يفكرون في التنمية الثقافية، التي يشكل " التفرغ" آلية من آلياتها، والتي يعتبرها علماء الاقتصاد في العالم الحديث،البوابة الأولى والأساسية للتنمية الوطنية الشاملة، فبدون هذا الصنف من التنمية لا يمكن للتنمية الوطنية أن يكون لها وجود. ومن أجل تحقيق التنمية الثقافية الشاملة، لا بد للدولة أن تمنح للكتاب والمفكرين و الأدباء و الفنانين و الباحثين حق التفرغ للعمل الثقافي، لإعطاء التنمية الثقافية موقعها على الأرض.

في سنة 1976، سألت أديبا سوفياتيا بموسكو، بعد أن أخبرني أن هذه السنة (1976) منحت الدولة السوفياتية ألف شاعر حق التفرغ...لماذا ذلك، قال: من أجل دعم التنمية الوطنية في الاتحاد السوفياتي.

في سنة 1980،أعلن المجلس الأعلى للثقافة والفنون بجمهورية مصر العربية، أن مصر منحت خلال هذه السنة (1980) ثلاثمائة كاتب و باحث و فنان حق التفرغ...والهدف هو بلورة التنمية الثقافية بالبلاد.
إذن، عندما أثار اتحاد كتاب الانترنيت المغاربة هذا الموضوع، الذي ما زال غائبا عنا،/ ما زال حلما ضبابيا، يخالجنا، كان ذلك من أجل إثارة الانتباه لمفاهيم وقيم التنمية الثقافية، التي بدأ الحديث عنها يمتد من الخطاب السياسي إلى الخطاب الثقافي...و لكن بلا فائدة.

س : أصدرت على مدى خمسين سنة ما يناهز أربعين كتابا تختلف مواضيعها بين أسئلة التشكيل والسياسة والثقافة والإعلام كما دخلت في تجربة النشر الإلكتروني بإصدارك أربعة كتب رقمية ، كيف تقيم درجات الربح والخسارة في السندين معا الورقي والإلكتروني.؟

ج : أعتقد أنك لا تسألني عن الربح المادي، فهذا الأخير منعدم. فإذا جمعت ما حصدته ماليا من أربعين كتابا، أصدرتها على مدى نصف قرن، لا يكفيني لنفقات شهرين آو ثلاثة من حياتي، و هذا موضوع لا يحتاج إلى تفسير أو تعليق، فهو معروف لدى كل من يؤلف الكتب في بلد متخلف ثقافيا، لا يقرأ،ليس له سياسة ثقافية تتصل بالنشر والقراءة، لا يعتمد في عمله على إستراتيجية و لا منهجية ثقافية.

أما إذا كان سؤالك يتجه نحو الربح المعنوي، فأؤكد لك أن خزائن الدنيا لا تكفيني لخزن أرصدتي المعنوية، إن الأربعين كتابا، جعلتني صديقا محترما محبوبا لدى ملايين الناس في المغرب و العالم العربي، جعلتني سعيدا بعلاقاتي الإنسانية، جعلتني معززا مكرما من طرف شرائح من الناس لم أعرفهم مباشرة، و لم ألتق بهم مباشرة... وهو شيء لا يقدر بثمن.

وعندما دخلت معكم إلى مجال النشر الالكتروني، قلت لكم، إني أريد أن أؤسس معكم مستقبلا افتراضيا بالمغرب والعالم،وإني على يقين أني سأعانق في المدى القريب، ملايين القراء الجدد، الذين يتخذون من الانترنيت مدرستهم...ووجهتهم الثقافية.

وعلى أن أخبركم بهذه المناسبة، بأني أهيئ لمجلتكم الالكترونية الغراء خلال السنة الجديدة .
ما أتمناه، هو أن يتضاعف التواصل مع موقع مجلتكم الرائدة، حتى تصبح هذه المجلة منبرا لكل الأدباء والفنانين والباحثين المغاربة، الذين يرغبون الانخراط، في فضاءات الحداثة..

س: ألا ترى أن النشر الإلكتروني قد قوض هيبة الكتاب والصحافة الورقية بشكل عام ؟.

ج : سيحدث ذلك بكل تأكيد في المستقبل القريب، وهو ما يتطلب إيجاد قوانين للنشر...وللقراءة الالكترونية، كما هو موجود في أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية، هناك قوانين للنشر الالكتروني، وهناك للقراءة الالكترونية ثمنها، وهو ما يجعل الثقافة حية/ نشطة/ فعالة على كل الواجهات.

س : أليس جيلك محظوظا اليوم بتجريبه لشتى وسائل التواصل من زمن الورق حتى زمن الفيسبوك والإمايل ؟..

ج : إن جيلي محظوظ بكل تأكيد عاش كل التطورات التي عرفتها وسائل الإعلام والتواصل خلال القرن الماضي...وبداية القرن الحالي، شخصيا عملت في الصحافة التي كانت تعتمد على حروف الرصاص، وعلى الصور الحديدية، وعلى طباعة اللون الواحد، وعملت في الصحافة التي تطبع بالأقمار الاصطناعية في خمس عواصم ي لحظة واحدة.

وإذاعيا، عملت في الاستوديوهات التقليدية الخشبية، كما عملت في الاستوديوهات الالكترونية التي تعتمد الحاسوب، وتلفزيا عملت في الأبيض والأسود/ الاستوديوهات الأرضية المحدودة، وعملت في الملونة ذات البارابول الدولي المفتوح، والتي تلتقط رسائلها المرئية من أقصى أنحاء العالم، بلمسة أصبع. 

وافتراضيا، ها هم الأحياء من جيلي، يعيشون ثقافة الفيسبوك وثقافة البريد الالكتروني/ والموقع
لالكتروني، وثقافة الهاتف النقال/ الهاتف الذكي الذي يفتح لك آفاق التواصل بالصوت والصورة ويزودك بكل المعلومات الجغرافية عن المتكلمين معك من أنحاء الدنيا المختلفة.

         عندما كنت أعمل رئيسا للتحرير في منظمة الطيران والفضاء (1984-1990) بالمملكة العربية السعودية، شاهدت كيف يتلقى الحاسوب الأرضي، الرسائل الكتابية و المصورة عن 'بعد عشرة آلاف كلم) من طيران المراقبة العسكرية، كما شاهدت الحواسب المتخصصة وهي تتلقى تقارير الاستعلامات العسكرية العابرة للقارات، إنها الوسائل التي لم تكن متاحة للجيوش قبل سنوات ، والتي كتب لي أن أعيشها على أرض الواقع.

نعم، يمكن القول أن جيلي محظوظ لأنه عاش منجزات القرن التاسع عشر، وتطوراته التكنولوجية في الإعلام والاتصال، كما عاش/ يعيش- في ذات الوقت- تطلعات الألفية الثالثة في هذا المجال.

س : من دون شك أنه كان بوسعك أن تكون ملحنا أو مذيعا أو ممثلا على غرار العديد من أقرانك وأصدقائك مثل أحمد الطيب لعلج و عبد الوهاب الدكالي وعبد الرحيم السقاط وغيرهم، ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها الآن من موقعك كصحفي وكاتب ؟.

ج : نعم، جربت حظي مع المسرح، في نهاية العقد الخامس من القرن الماضي، حيث انخرطت سنة 1958 في فرقة عبد القادر البدوي بمدينة الدر البيضاء، وتعرفت من خلالها على النصوص المسرحية العالمية والعربية، وعلى تقنيات الخشبة وشروطها وثقافتها، وعلى أعلام المسرح المغربي في تلك الفترة وكنت أسعى أن أصبح ممثلا ولكن الظروف الحياتية، جرتني إلى الصحافة، التي جعلتني أتعرف أكثر من خلالها على فنون الخشبة وفنون الموسيقى والتشكيل والسينما، بل جعلتني انخرط في هذه الفنون من خلال المتابعة و النقد و القراءة و التحليل اليومي و المباشر.

هكذا وبعد نصف قرن من معايشة هذه المجالات والتساكن معها إعلاميا و ثقافيا، وجدت نفسي جزء لا يتجزأ منها، فأنا صديق لكل الفنانين، في كل المجالات و القطاعات، وأنا أيضا ناقد ومؤرخ و باحث، أعمل في فضاءاتها جنبا إلى جنب مع أعلامها و الفاعلين بها.

ما أتمناه للمجالات الفنية، وهي تنتقل إلى الألفية الثالثة، أن تنخرط بفعالية في ثقافة القرن الواحد والعشرين/ أن تستفيد ليس قط من أساليبها ومناهجها في الإنتاج، ولكن في أساليبها التسويقية والتنظيمية أيضا.

ما أتمناه أولا وأخيرا، أن تستطيع وزرة الشؤون الثقافية التي ترعى وتؤطر المجالات الفنية المغربية إداريا، أن تحافظ على هوية الفنون المغربية، وأن تدعم فاعليتها على أرض الواقع، بما تملكه من إمكانات ووسائل وسياسات.

س : صدر لك جزأين من مذكراتك الإلكترونية كيف كانت أصداؤها في أوساط المثقفين ومتى سنرى الأجزاء المتبقية ؟

ج : الأصداء التي وصلتني حتى الآن، تتمنى أن تستفيد المعاهد الإعلامية في المغرب من هذه المذكرات، بما تحمله من تجارب و نضالات في سبيل مهنة نظيفة، بعيدة عن المزايدات السياسية.

        وفي هذا الموضوع، أخبرني طالب بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط ( محمد بن عبد الله السملالي) بأنه سيجعلها موضوعا لدبلوم الماستر، في التاريخ الإعلامي بالمغرب.
أما عن باقي أجزاء هذه المذكرات، فستكون جاهزة للنشر بحول الله في ربيع السنة الجديدة 2014، إن أطال الله عمرنا.

س : كلمة أخيرة إلى كل الفاعلين في الحقل الثقافي المغربي الراهن وإلى وزير الثقافة الذي سيأتي بعد الأستاذ محمد أمين الصبيحي ؟

ج : كلمتي للفاعلين في الحقل الثقافي، هي أن يعترف بعضهم ببعض، لأن الاعتراف بالآخر فضيلة أخلاقية لا مثيل لها.

أما كلمتي للسيد وزير الثقافة القادم، بعد الأستاذ محمد أمين الصبيحي، أن لا يقبل بشروط السياسات الحكومية الفاشلة،/ أن يجعل من وزرائه مؤسسة وطنية للدفاع عن الهوية المغربية / أن يبادر بتأسيس المجلس الأعلى للثقافة و الفنون، من كل الفعاليات الثقافية، وأن يكلفه بوضع إستراتيجية ثقافية قوية،/ أن يجعل من " تفرغ الكتاب والأدباء والباحثين والفنانين، القادرين على الإنتاج قراره الأول، ذلك لأن التفرغ هو بوابة أولى للتنمية الوطنية المستدامة".