الأربعاء، 12 يونيو 2019

بقلم محمد عباس

عايز حقى  
انا عايز بس حقى حقى اللى وعيت عليهواسيب ازاى ده حقى واتساوم عليهمش ممكن هنسى حقى ولااعيش غيربس بيه
من الدنيا وم اللى فيهامش لاقى ناس بتنصفمش لاقى ناس بتعطفمش شايف غير انين 
انا ماشى وفى دوامهوالصبر طريقه فينوناس تايه وجعانه وناس ناهبه وجبانه كل العيون لوامهبتقول الكلمتين
سهران وحدى وبعانى من قسوة خداعينوناس مكنتش حاجهبقاهما مسيطرين
يا دنيا وليه بتقسى على كل الشقينينوسايبه الناس الديابهفى الدنيا غدارين
دنيا ومش باقى فيها غير دمعه محرومينبيبصوا لكل حاجهوهما معذورين
حق الناس الغلابهفى رقبه مين ومينعايشين فى دنيا غابهوشويه نصابينوالقسوة والحرمانوالخلق مجروحين
وكلام فوق الشفايفوعيون شايفه اللى خايفوالكل معدشى عارفمين عايش ومين حزين
الطيب فى الزمان دهالناس تدوس عليهيشقى وغيره جاحدواجره كام جنيه
رئيس لكل مواطنراعى حق المقهورينمعاش تامين وشاملونجيب رؤساء منينمسؤل سيد وباشاهاتوا حق الشقينين

بقلم محمد عباس معلم الاسماعيليه ..مصر

بقلم صلاح الورتاني

يوميات صائم مرح

حدثني صاحبي فقال : جلست في مقهى وكان يعج بالزائرين وبإخوة عرب ..
رحبت بأحدهم وجلسنا نتجادل في أوضاعنا إلى أن وصل بي السؤال :
ما رأيك في أبناء بلدي تونس ؟ .. لا يحتاج إجابة .. أنتم 
أذكياء العرب فوالله حتى حميركم هي الأخرى ذكية.. كيف ذلك أخي ؟ ..
في يوم من الأيام ركبت الحمار وذهبت للسوق أشتري 
خضرا وغلالا وبعد إمتطائي لظهره سار بي الحمار في إتجاه غير الذي أمرته وكلما هممت بضربه نكس الحمار
 وأصر على وجهته ، فهمست إليه : 
وقلت : والله ان لم توصلني حتى عتبة داري لذبحتك الليلة ، فما كان من الحمار إلا أن أوصلني
لوجهتي أمام منزلي .. فقلت : والله حتى الحمار التونسي هو الآخر ذكي ..
هنا دعوني أتوقف قليلا :
صحيح أن شعبي ذكي ، نشكر زعيمنا الراحل الوفي .. لكن 
 هل نحن الآن بعد الثورة اللعينة كذلك ؟ ..
وإلى يوم آخر لكم مني خالص التحية ..

بقلم - صلاح الورتاني
تونس

بقلم عزالدين الشافي

الواقعية* تعريف المذهب الواقعي:-هو المذهب الذي انتشر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين إثر مجموعة من العوامل، وقد تميز بمجموعة من السمات أهمها الاهتمام بفئات وطبقات الناس جميعها والموضوعية في تناول المجتمع.* العوامل التي ساعدت على ظهور المذهب الواقعي (( الواقعية النقدية)):-1- مغالاة الرومانسية وغيرها من المذاهب كالفن للفن والتأثرية في الهروب من الواقع، والإغراق في الذاتية التي تجنح إلى الأحلام والخيال؛ مما دعا نفراً من الأدباء إلى الاتجاه نحو الواقع.2- أدى التقدم العلمي الذي قام بناء على المنهج التجريبي في العلوم إلى شيوع النظرة الموضوعية إلى الحياة والمجتمع.3- تفشي النظرة النفعية في المجتمع الرأسمالي، حيث غلبت النزعة الفردية والجري وراء المال.* سمات الواقعية النقدية:-1- انطلقت الواقعية من المجتمع والناس بمختلف فئاتهم وطبقاتهم.2- اتسم الأدب الواقعي بالموضوعية؛ فالواقعيون يتجهون إلى وصف المجتمع دون أن يظهروا تعاطفهم مع جهة معينة.3- اهتم الأدب الواقعي بمفهومه " العام والخاص "، الذي يتحقق من خلال كتابة الأدب، على نحو يجعله خاصّاً بالآخرين، وبذلك اتجهت الواقعية إلى عدم الإكثار من التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية.4- أبرزت الواقعية النقدية الجانب السلبي في المجتمع، وخصّ الواقعيون بذلك الطبقة البرجوازية والرأسمالية. ومن هنا ظهرت في الواقعية نظرة تشاؤمية.
* مبادئ الاشتراكية:-- تؤمن الاشتراكية بضرورة إزالة الفوارق الطبقية في المجتمع. وتبعاً لذلك ظهرت الواقعية " الاشتراكية* من الذي أعلن تسمية " الواقعية الاشتراكية؟هو " مكسيم غوركي "- أحد الأدباء في الاتحاد السوفيتي السابق.* سمات الواقعية النقدية:-1- تعمد الواقعية الاشتراكية إلى إظهار الكفاح وصياغته ضد عالم الرأسمالية بجهود الطبقة العاملة (البروليتاريا).2- سعت الواقعية الاشتراكية إلى إظهار تأثير الأفراد في المجتمع لقيادته نحو الاشتراكية والسعادة.3- اتسمت الواقعية الاشتراكية بالدعائية في كثير من الأعمال الأدبية التي نضوت تحتها.*كيف ظهرت الواقعية في العالم العربي؟ظهرت الواقعية في الأدب العربي الحديث في أعقاب الحرب العالمية الثانية إثر انتشار التعليم ونضج الوعي الاجتماعي؛ إذ ظهرت المؤسسات الاجتماعية كالأحزاب السياسية التي اتجهت إلى تحليل الواقع تحليلاً موضوعياً، مما جعل رؤية الأديب تقوم على الربط بين مشكلات الفرد والواقع الاجتماعي.* من أهم أدباء الواقعية النقدية في الأدب العربي الحديث:-نجيب محفوظ عبد الرحمن منيف* من الروايات التي مثلت الواقعية الاشتراكية:-رواية " الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي؛ وقد دارت أحداثها في عقد الثلاثينيات في إحدى القرى المصرية مظهرة حاجة أهل القرية إلى الإصلاح الزراعي من خلال توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين، ومواجهتهم للفساد والإقطاع وتقلبات الطبيعة.* من الروايات التي مثلت الواقعية النقدية التي ركزت في أدبها على مشكلات الطبقة البرجوازية الصغيرة:-رواية " زقاق المدق " لنجيب محفوظ وفيها يصور حياة الناس في حي زقاق المدق في القاهرة إبان الحرب العالمية الثانية، ويظهر انصياع الشخصيات الروائية التي تعيش في هذا الحي للمؤثرات الاقتصادية والاستعمارية لتنتهي بها الأحداث نهايات مأساوية.
بقلم عز الدين الشافي

الثلاثاء، 11 يونيو 2019

بقلم محمد باكو

هنا ...
 في صدري

ألف حريق

 ألوان هذه الافواه

تلتهمنا

من يوقف هذا الطريق

دموع الامهات تصرخ

متى ننجوا من هذا الغريق
محمد باكو 

بقلم مصطفى لغتيري

التفكير في الموت


يعتبر الموت من أعمق المواضيع وأكثرها جدية، وقد رافق التفكير فيه الإنسان عبر تاريخه الطويل، بل هناك من يذهب إلى أن الحضارة الإنسانية نفسها وليدة التفكير في الموت، الذي أرق الإنسان منذ طفولته البدائية الأولى، واستمر هذا الأرق مرافقا له في كل مراحل حياته، وقد تجلى هذا الانشغال بالموت بداية في الأساطير الأولى التي وصلتنا من الحقبة الموغلة في القدم، أقصد أساطير البابليين، وتحديدا أسطورة جلجامش ، التي تتميز بكثير من العمق والنضج في تناولها لظاهرة الموت والرهاب الذي يسببه التفكير فيها، وقد أجاد مبدعها أو مبدعوها في رصد التحولات النفسية والوجودية العميقة التي أصابت بطبها جلجامش حين اختطف الموت صديقه أنكيدو ورفيقه في صراعه ضد الوحوش الضارية وفي الحروب ضد البشر.. لقد وجد جلجامش نفسه فجأة وجها لوجه أمام الموت، هذا المصير المأسوي الذي يتربص بكل الكائنات، ولا يمكنها تجنبه مهما اجتهدت في ذلك، بيد أن جلجامش القوي والمختلف شاء غير ذلك، وسعى إلى الانفلات من هذا المصير بالعثور على نبتة الحياة، بعد أن أخبرته العرافة بأنه سيعثر عليها في دياجير الأعماق المظلمة.. خاض جلجامش مغامرة الحصول عليها رغم الصعاب والأهوال التي لا يتحملها بشر، واستطاع –في نهاية المطاف- الحصول عليها، لكنه في طريق العودة من العالم السفلى خاتلته الأفعى وسرقت منه النبتة الأسطورية العجيبة.. تحسر جلجامش بسبب ذلك حسرة كبيرة، أثقلت على نفسه وأصابته بالغم ، لكنه –بالمقابل- فهم الدرس جيدا، ومفاده أن الخلود الجسدي مستحيل، وأن الإنسان يمكنه تحقيق هذا الخلود بشكل مختلف، أي الخلود المعنوي، من خلال ترك أثره القوي في هذه الحياة، وهذا ما تحقق له بالفعل، فأصبح جلجامش خالدا في الذاكرة الإنسانية، خاصة من خلال هذه الأسطورة الرائعة.
لقد قارب الكثيرمن الفلاسفة والمفكرين موضوع الموت بطريق متنوعة، فاتفقوا واختلفوا حوله، فمنهم من حسم أمره قائلا بأنه لست معنيا بالموت، فحين يكون حيا لا يكون الموت متواجدا وحين يحضر الموت يختفي هو، إذن فلا معنى لانشغاله به، وهناك من حل الإشكال بطريقته واعتبر الموت نوما طويلا بدون أحلام، وهناك من اعتبر الخوف من الموت عبثيا ولا معنى له، لأننا منذ ولادتنا ونحن نموت بالتقسيط، ولا تكون مفارقة الحياة سوى المحطة الأخيرة في رحلة الموت، كما أن هناك من اعتبر انشغال الإنسان بالموت نتيجة لأنانية مفرطة وحب مبالغ فيه للذات، نتيجة توفره على العقل، في الوقت الذي تقبل فيه الحيوانات هذا المصير بكثير من الاستسلام ودون أوهام.
الأديان من جانبها اهتمت بالموت بشكل استراتيجي وعميق، حتى أن هناك من يظن أن سؤال الموت هو المبرر الأساسي لوجود هذه الأديان باختلاف مصادرها، وقد استطاعت بالفعل حل إشكال الموت بالنسبة لأتباعها، فأقنعتهم بأن الأمر لا
يستحق الخوف، إذ أننا حين سنموت فقط سنغلق أعيننا هنا لنفتحها هناك، وقد راق هذا الحل السحري الجميل للكثير من المؤمنين، الذين يقبلون-نتيجة لذلك- لحظة النهاية بابتسامة موحية، وكأنهم يسخرون من الموت، ولسان حالهم يقول :" موعدنا هناك في الضفة الأخرى".
وقد توقف الفلاسفة بشتى توجهاتهم عند ظاهرة الموت، وقاربوها مقارابات متعددة ومختلفة، وفي رأيي المتواضع إن الوجودية المنبثقة عن الفنومينولوجية أو الظاهرتية كما يترجمها البعض تعد الأكثر ملامسة للموضوع، كما يعد طرحها الأكثر رواجا و تأثيرا، حتى وإن كان متشائما، وغالبا ما يدفع بأصحابه نحو الانتحار، وهو طرح يرتكز على الحرية والشجاعة في مواجهة الوجود والعدم أي الموت، حتى أن الانتحار عندهم يعد تعبيرا عن قوة الإردة وحرية الاختيار، ولا يعتبرونه ضعفا وجبنا.
أما موتي أنا فأفكر فيه باعتباره انتهاء صلاحية لا بد منها، وأتوقع أنني سأقبله راضيا وبدون أوهام، مقتنعا أنه يتعين على جيلي فتح المجال لجيل جديد كي يتابع مسيرة الإنسانية المجيدة أو البائسة، ويكفينا أن نكون –كما قال أحدهم- جسرا يعبره الآخرون نحو المستقبل.

بقلم مصطفى لغتيري

بقلم د.الحبيب ناصري

بشرى...للثقافة الأخرى !
تمكن الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، من اصدار دوريته المتخصصة في الثقافة الشعبية، تحت عنوان "الثقافة الأخرى"، وهي دورية تعنى بالدراسات الشعبية المغربية المتعددة الاختصاصات. اصدار له ساحته التي تنتظره منذ مدة، لاسيما ومعظم الاهتمامات اليوم هي منصبة على الثقافة "العالمة" المكتوبة بالعربية الفصحى. دورية لها قيمتها ووزنها، بل هي اليوم حاجة وضرورة أساسية في حقلنا الثقافي المغربي والعربي والإنساني ككل.أن يصدر اتحاد مغربي مهتم بالثقافات المحلية، دورية تهتم بقضايا ثقافية شعبية، في حلة بهيجة وجذابة وجميلة، ومن توقيع أسماء إبداعية شعبية وفكرية وبحثية وجمعوية، الخ، معناه، أن جهدا ماديا وبشريا وزمنيا ولوجيستيكيا، الخ، قد بذل، مما يستوجب معه، تشجيع وتحفيز مثل هذه الجهود النوعية، في زمن عولمة، "تطحن" فيه الأخضر واليابس، وترغب في تعليب كل مظاهر الحياة، وفق "قانون" العرض والطلب، بل، لم يعد في قبضتنا، إلا ما هو ثقافي وإنساني، خاصة هذا الشق الثقافي الشعبي الذي طاله النسيان والتهميش لعوامل عديدة، ليس هنا مجال التفصيل فيها.قراءة في محتويات المجلة:1/ في حدود العنونة: الثقافة الأخرى.عنوان، يؤكد، فعلا مدى ضرورة التفكير في الثقافة الأخرى، أي تلك الثقافة الشعبية، مقابل، تلك الثقافة العالمة التي مهما، اتفقنا أو اختلفنا حولها، فقد نالت جزءا لا يستهان به، على مستوى النشر والكتابة العلمية والأكاديمية والإعلامية، الخ، مقابل ثقافة شعبية، تعثر الاهتمام بها كثيرا، بل، إن عنوان مثل، الثقافة الأخرى، لا يلغي الأولى، ولا يفصل الثانية عن السابقة، بل، هي دعوة مضمرة للالتفات لهذه الثقافة الشعبية التي أعطت الشيء الكثير لمجتمعها، على مستوى الغناء الشعبي والأمثال الشعبية والحكايات والحلقة، الخ، دون أن تجد وبشكل مؤسساتي وثقافي منظم، من يلتفت إليها، دون نفي، لجهود فردية أو علمية جماعية هنا وهناك، وهي جهود قاومت ثقافة المحو والنسيان التي كانت "تطارد" هذه الثقافة الشعبية.عنونة، لها سياقاتها الثقافية داخل وخارج أرض الوطن. الثقافة الأخرى، أي تلك المنسية والمهمشة، على الرغم من كونها حية وفاعلة ومنفعلة بقضاياها المجتمعية المتعددة. لم، يتم، اسقاط صفة الثقافة عنها، بل سميت بثقافة أخرى، وهي هنا معرفة في العنوان (الثقافة الأخرى)، على الرغم من كون مؤلف الثقافة الشعبية، هو مجهول في الغالب الأعم، بل المؤلف، الذات الجماعية، التي تغنت وفق حاجياتها الزمكانية، وتميز الغناء الشعبي، على سبيل المثال، بكونه ولد من رحم الحاجة الجماعية للقبيلة أو غيرها، لكنها هنا معرفة، أي على مستوى خطة الاشتغال، الآن وغدا، علينا جميعا أن نعرف بها،  وبمحتوياتها وخصوبتها وبعدها الوطني والعربي والإسلامي والإنساني، كما علينا فعلا أن نعرف بجمالياتها وفنيتها والحاجة إليها في هذا الزمن "الرخو".إذن، هو عنوان له سياقه ومخدوم ومفكر فيه، وينهض على رؤية جميلة وآفاق مستقبلية، وكونه يولد فينا فكرة أن "حتى هذه المتون الشفهية الشعبية" هي ثقافة، وليست الثقافة هي ما كتب ووثق ووضع في ملكية فكرية حقوقية، مع العلم أن الكثير مما وثق وتم تحفيظه في اسم ما أو مؤسسة ما هو، في عمقه، آت من هذه المتون الشفهية الشعبية.من هنا، الحاجة إلى هذه الثقافة الأخرى.2/ من أصدرها؟:الاتحاد المغربي للثقافات المحلية، صاحب الفكرة والمشروع، والذي تنتمي إليه أسماء عديدة، آتية من مشارب فكرية وعلمية وإبداعية وإعلامية، الخ، هاجس هذه الأسماء، محبة وعشق الثقافة الشعبية،إذ ، تربطهم بهذه الثقافة الأخرى، وبغيرها من الثقافات، علاقة علمية وإبداعية وبحثية، ومدركون لقيمتها، مما جعلهم ينخرطون، بشكل أو بآخر، في هذا المشروع المجتمعي الثقافي الشعبي الإنساني. عاشوا في أجواء الحلقة، وحفظوا سيرها الشعبية، وتمتعوا، ولا زالوا، بأغاني العيطة، وتلذذوا أمثال هذه الثقافة الشعبية وخصوبتها، بل، ولدوا من رحم "تلبس" بالثقافة الشعبية. رافقوا أمهاتهم وتمتعوا بمروياتهن ومرويات آبائهم. فكيف لا "يستسلموا" لرواد الحلقة ولا يستحضروا أسماءهم ولا يكتبون عنهم، ولا يفككون رموز العيطة وغيرها من المتون الشعبية المغربية "العروبية" و"الأمازيغية"، ولا يلتفتون إلى العديد من المكونات المكونة للثقافة الشعبية بشقها المادي واللامادي.فلهذا الاتحاد المغربي، تحية ثقافية شعبية على هذا المولود الثقافي الشعبي الذي نتمنى له النمو الطبيعي، إلى أن يشتد عوده، لكي يدافع على نفسه، بل، من المفروض، التآزر ودعم مثل هذه التجربة، حتى تحقق رهاناتها المتعددة، لأن نجاح التجربة، نجاح لثقافتنا الشعبية المغربية التي هي، ومن حسن حظنا، ملكية جماعية. من هنا وجب دعمها حتى لا تتوقف، لا قدر الله، في منتصف الطريق... لكن طبيعة من يشتغل في هذا الاتحاد، وتشربهم لثقافتهم الشعبية العريقة، سيجعل المشوار يستمر، مهما كانت التحديات والصعوبات.3/ على مستوى غلاف المجلة والصور الموجودة داخل الدورية:جماليات الألوان، وتعددها وتداخلها، واحضار "المنجج" الذي شكل جزءا من ذوقنا ومخيالنا، بل، كان مصدر رزق للعديد من العائلات الشعبية المغربية، إذ، كم من باحث وطبيب ومحام وقاض وتاجر، الخ، تربى ماليا وماديا في أحضان "المنجج" حيث كانت أمهاتنا يشتغلن به وله وفيه، بحثا عن لقمة عيش، مما جعل كل أفراد الأسرة يتعلمون هذه المهنة الشعبية."المنجج"، الحاضر في هذه الدورية، كان ينتج الزرابي والجلابيب، الخ، ولدت من رحمه العديد من التجليات الشعبية، فله شروطه الزمنية، التي كانت تحترم، مثل زمن بدايته ونهايته والتوقف عن العمل فيه، الخ. لم يكن مجرد وسيلة ل"نج" زربية ما أو جلباب ما، بل، كان يشكل جزءا من نسق ثقافي شعبي مغربي جميل. خلفه كانت توجد جداتنا وأمهاتنا وخالاتنا، الخ، كن يغنين العديد من الأغاني الشعبية الجميلة، بعضها كان ينتمي إلى الغزل، وبعضها كان ينتمي إلى المديح النبوي، الخ. (تعايش موضوعاتي جميل).التفكير في وضع هذا "المنجج" على غلاف المجلة وفي العدد الأول، هو خطاب جميل ودال.  لاسيما بهذا التوظيف اللوني المتعدد والجميل، والذي ساهم في تربية بصرية جميلة لدى من كان يعيش في حضنه.الشيء، نفسه يمكن قوله عن تلك المهن و/أو الفنون الشعبية العديدة التي تم استحضارها في غلاف وداخل هذه الدورية الثقافية المهتمة بما هو شعبي، ويتعلق الأمر بفن التبوريدة، إذ يكفي هنا استحضار الخيل، لتتداعى لنا العديد من أشكال التغني به في الغناء الشعبي المغربي:مللي بعت لدهم """لاش بقيت تمبل، إن العديد من أشكال رقصنا الشعبي هي وليدة حركات فروسية، حجة أخرى، تؤكد ضرورة الاهتمام بكل أشكال ثقافتنا الشعبية المغربية، ومن زوايا علمية متعددة (تحليل سوسيولوجي وسيميولوجي وتاريخي وسردي ونفسي، الخ).تحضر، فنون أخرى من قبيل (غزل الصوف والفخار وفضاءات جغرافية محيلة على البعد المعماري القديم الجميل).4/على مستوى محتويات العدد الأول:تم تخصيص العدد الأول للتراث الشعبي كموضوع للبحث والسؤال، وقد وزع هذا المحور على عناوين علمية دقيقية، وهي على الشكل التالي:- الثقافة الشعبية والفنون.-الثقافة الشعبية:دراسات وتجليات._ حوار مع نسيم حداد. - متون شعبية.- معجم أعلام من الثقافة الشعبية المغربية.- تقارير وأنشطة.على مدى 184 صفحة، حضرت أسماء عديدة، لها صلة بالثقافة الشعبية المغربية، ومن زاويا منهجية وعلمية بحثية ونقدية، وتوثيقية،، وتقنية الخ، وهي كالتالي: سعيد يقطين . حسن بحراوي ـ محمد فخر الدين ـ العالية ماء العينين ـ يوسف توفيق ـ عبدالإله رابحي ـ الحبيب ناصري ـ عبد المجيد مومر الزيراوي ـ عبد الصمد بلكبير ـ مصطفى يعلى  ـ أحمد السالمي ـ عبدالله المعقول ـ سعد الله عبد المجيد ـ محمد لبيب ـ الشرقي نصراوي. نورالدين الهرهوري.مباركة البهيشية.ادريس حافظ الطلبي.زهرة المنصوري. أحمد السكونتي ويونس لشهب.أسماء عديدة ومتنوعة ولها صلات عديدة بمجال الثقافة الشعبية، بل راكمت خبرة وغيرة على هذا الحقل الثقافي الشعبي المكون للذات المغربية في بعدها الجماعي والإنساني.كلمة ختامية:كل التوفيق أتمناه، لهذه الدورية الجميلة، التي ولدت من كونها حاجة وضرورة، أتت لتسد ثقبا كبيرا  في مجال الاهتمام بثقافتنا الشعبية المغربية. دورة حياة طبيعية أتمناها لهذه الدورية الثقافية الشعبية، وكل التقدير لمن قكر وصاحب الفكرة منذ أن كانت مخاضا إلى أن ولدت على فراش شعبي جميل.
٠


د.الحبيب ناصريباحث/ناقد

بقلم سعيد بوعيطة

أسئلة الرواية المغربية




كتاب (أسئلة الرواية العربية) الذي صدر في طبعته الأولى عن دار القرويين 2012 بالدار لبيضاء، وعن دار الناية بسوريا في طبعته الثانية سنة 2013،عبارة عن كتاب جماعي (قراءات في أعمال الروائي المغربي مصطفى لغتيري). ساهم فيه الأستاذ محمد داني، و الأستاذ نور الدين بلكودري، يندرج هذا الكتاب أساسا ضمن تلك الروافد النقدية (القراءات) التي تختلف أحيانا وتتقاطع أحايين عدة. تختلف لاعتبارات عدة: يتجلى الاعتبار الأول في اختلاف الذين قاموا بهذه القراءات. سواء من حيث التصور المنهجي، والبعد القرائي. أما الاعتبار الثاني، فيتجلى في تباعد هذه القراءات واختلافها في الزمان والمكان. نظرا لاختلاف وتباعد المناسبات التي أنتجتها.لكن التراكم الذي حققته إلى جانب الأستاذين “محمد داني” و”نور الدين بلكودري” في مثل هذه القراءات، كان وراء جمعها وتقديمها للقارئ لتعميم الفائدة. ركزت قراءاتي في هذا الكتاب على رواية (رجال وكلاب) من خلال مستويات عدة ترتبط ببنية السرد والدلالات التي يقدمها. أما في رواية (عائشة القديسة)، فركزت على مستوى الحكاية، باعتبارها العمود الفقري لهذا النص السردي. أما في رواية (رقصة العنكبوت)، فتناولت الشخصية الروائية من منظور التحليل العاملي كما حدد جريماس. فيما تناول الأستاذ “نور الدين بلكودري” الروايات التالية: (رجال وكلاب، ليلة إفريقية، على ضفاف البحيرة، رقصة العنكبوت). أما الأستاذ “محمد داني”، فتناول روايات مصطفى لغتيري، من خلال بعدين رئيسيين:تجلى الأول في التجليات البنيوية في هذه الأعمال(الزمن، السارد، الشخصيات،…الخ)، أما البعد الثاني، فارتبط بصورة الآخر في مجمل هذه الأعمال. بهذا حاول هذا الكتاب الاقتراب من أهم الأسئلة الجوهرية التي تطرحها الرواية المغربية، من خلال نموذج الروائي “مصطفى لغتيري”، وإضاءة أعمالة الروائية.

بقلم سعيد بوعيطة