السبت، 4 مايو 2019

بقلم الأديب عبد الرحمن بكري محمد

أيـــــــــامُ الرحمــــــــــات
********************

.
رمضـــانُ شهرٌ فـــإذا هــــلَّ أتــــت
كلُّ المـــــلائِــــكِ جُــوْدَ بالبــــركاتِ 
يا بـــــدرُ أقْبـــل بالضيــــاءِ زاهيــــا 
قــــد جِئْتَنَــــا لتْزفّنــــا بالبشـــــراتِ
شهـــــرٌ إذا لاحَ بأنْـــــوارِه حـــــــلَّ 
ركْبُ الميــــامين السمــاءَ صـــافات
وَرَدَ البيـــــانُ بحـــورَهُ فى شهــــرهِ 
ليـــزيِّـــن الألبــــابَ بــالأّيـــــــــاتِ
فيـــــكَ القيــــــامُ والأنــــامُ نيــــــامُ
فيكَ الصيامُ عن اللغـــو والهفــــواتِ
فى ليـــــلهِ الخيــرات ما لها حــــــدّ 
وفى صبـــــاحِهِ حُـــــدَّ بالرغبــــاتِ
فيــه الجهـــادُ خَــــفِيِّ أوهو معلـــوم 
للنـــفْسِ دُسَّ وللعــــدو بالساحــــات
رمضــــان شهر الفتْـــــحِ للإســـلام 
فيـــــه الفلاح وخيــــرُ الفتوحــــاتِ
فيــــــه التقــــرّب للإلهِ موصـــــول
بالأدعيـــــه وزيـــــادة الصلــــواتِ
تُجْتــــزُّ فيـــه كبائـــرُ ألأعمــــــــال 
ومغْفـــره لسفـــاســـف السيّئــــــاتِ
وفيــــه بيضُ الصحْــفِ إنْ سوّودت 
بمتونهـــم تنْـــزيـــهُ فى الصفحـــاتِ
فيستــــــوى فيــــهِ البنـــــاءُ وتستقم 
أعمالنُـــــا وتزيــــــدُ بالهــــــــالاتِ
وبـــها عُـــلا للمرتجينَ صــــــوالجُ
والخـــاشعين تزيّنـــوا بالروضــاتِ
ليلـــه بـــهِا خيـــرٌ من الدّهـــــر إذا 
أدركْتهـــــا فسمـــوتَ بالسمــــاواتِ
لـــو عَــلْمَ مُنْـــكرْ ما بثمْــــرِ نهلــها 
لتَـــجرَّعَ الغُصَّـة عـلى المُـــدْبِــرَاتِ
آخَى لياليــــــه رجـــــاءَ الثمــــرات
تهنئ بمـــــا تبــــغى من اللــــــذّاتِ
هيّـــــا لنقْْبـــلَ بـــالرضى فلعلّنـــــا 
نقتبْـــــسُ نفْحـــــاتٍ بلا تُّرَّهـــــات
********************

عبدالرحمن بكرى محمد

بقلم سليمان الزهيري

مقصودة....ياخال


جيتلك يا خال.....
علشان ترد الضحكة لوشوش العيال
وتحطط الناس اللي شايله
واللي طال بيها المشال
وتعشش الحلم اللي هاجج م القلوب
وتتوب الجرح اللي مش عايز يتوب
وترد ع الست اللي قاعده تقول... جمال
جيتلك يا خال.....

جيتلك وأنا بين البينين
طالق بتون الشوق تهربد ف الضلوع
مركب ما بين الوجد وما بين الدموع
يا قرشننا الأبيض زماننا اسود
يرعشني خوفي.....
رعشة الموت اللي تقتل أي حد
جايلك وجايه ورايا ناس الهد
متمسكين ف الحلم مسك المديونين ف المال
جيتلك يا خال.....

يا أبو صورة لسه سلاح ف إيد الشقيانين
بتحوش حمول الظلم عن ضهر الغلابة
بابهم ف وش الريح
ومرهم للعينين
وعصاية للعاجز وأوراق للكتابة
تلفيعة الفلاح ومنجل ف الإيدين
وسؤال ف صدر الخلق ما تلقيلوش إجابة
دور سواقي  الشمس ع الليل السواد
قلع كوادي الفجر
وجدور الفساد
رجع عبيد الأرض من تاني لعباد
وارسى بمراكبنا على شطوط المحال
جيتلك يا خال.....

والعيشة سودا والمعايش ضنك
وأهل العروبة ملتمين الشوق
والكلمة ف البورصة ما تسوى فرنك
غشوها صبحت لا غنى ولا صيط
يعني كأنك يا أبوزيد ما غزيت
ولا سبت لينا رصيد ف قلب البنك
كل المصانع بتبكي
والمكان بيئن
والأرض للفلاحين
من تاني راجعه تحن
والجزارين بالمبارد كل يوم بتسن
دبابير وفوق عشنا قايمة ونايمة تزن
سيف الغلابة يا خالي....
والغلابة كتار
جاياك بطيبة قلوبها يوشوشوا الصبار
وبيبكوا ع البخت اللي مال
جيتلك يا خال

وأنا زي زرع القصاري له جدور لفة
بسترخص الضي لما بتحبسه الشبابيك
فيبيع رايات العروبة لكدابين زفة
ساحبين سفينة العروبة لبحر لا يوريك
موجه من الأمركة
بينجس الكفة
أشخط ف دمعي اللي نازل ع الخدود كرابيج
يقاوحني زي اللي عاوز يوصل الضفة
يا شمعة قايدة بضياها الحر ف الزنازين
مفتاح ف إيد الصنايعي
وحد سد الدين
مستنيين الغلابة
بطاقة التموين
وبيبكوا ع البخت اللي مال 
الفاتحة على روحك يا خال

بقلم سليمان الزهيري

بقلم محمد عمر ألبحار

شَدّيت حَبل الفُراق
شنَقنى بالذِكرى 
أمبارِح المؤلِم
 بيجور على بُكره 
والفِكرَه مِش نِسيان 
ولا إنى أبات مَوجوع 
لَكِن الحقيقه المُرَه 
راحتَك طَريق مَمنوع 
طَريقها رايح بَس 
والرجعَه بِمُخالفَه 
كان نفسى يوم تِرجَع 
أتاريها كات حالفَه 
ويمينها زَى طَريق
 مافيهوش ولا إشارة 
عَلَشان ماترجَع فيه
 مِحتاجه كَفّاره
هاتصوم تلَت تيام 
وتقاطِع المخالِيق 
والعِند زَى الكُفر 
خلّى الوَسَع بيضيق 
والشوق بيتكَسَّر 
والحُب بقى بَهتان 
أفتَح فى باب ليها 
فاتسِد هىَّ بِبان 
مَلعون هذا التوهان
 خَلّانى مِتكَسَّر 
قَلبى اللى بَهدلنى 
عَوّدنى إنى اخسَر
أهمَلت كُل الناس
 علَشان ما أرضيها 
وزرَعت كُل الخير 
والشوق فى أراضيها 
فاطرَحلى شوك ومرار 
جَرّحلى إحساسى
رَوِيت بإيدى الوَرد 
والوَرد كان قاسى 
والأرض صَبَحِت بور 
والطَرح بقى صَبار 
والعود يبات مَسلول 
والحَلق كُله مرار
إزّاى ينام الفِكر 
والقَلب والِع نار

عمر_ألبحار

الجمعة، 3 مايو 2019

بقلم حسن بيريش

أنطولوجيا كتاب طنجة
مائة عام من الإبداع


36 - عبد اللطيف الوهابي

(1958 / .........)

- من مواليد بني عروس (إقليم العرائش) يوم فاتح يناير سنة 1958.
- درس الابتدائي في الجديدة، والإعدادي في الدار البيضاء وخريبكة، والثانوي في تطوان وطنجة.
- حاصل على:
1 - الباكالوريا الأدبية من ثانوية ابن الخطيب بطنجة.
2 - دبلوم التخرج من المركز التربوي الجهوي بطنجة (تخصص فرنسية) سنة 1979.
3 - دبلوم التخرج من مركز التخطيط والتوجيه التربوي بالرباط سنة 1987.
- مستشار التوجيه التربوي بنيابة الدار البيضاء - أنفا ما بين 1987 و 1989.
- مستشار التوجيه بنيابة طنجة - أصيلة ما بين 1989 و 2000.
- مفتش التوجيه التربوي من الدرجة الممتازة.
- باحث في اللسانيات التاريخية والأنطربولوجيا الثقافية.
- كتب العديد من الدراسات حول العادات والتقاليد وأنماط العيش في منطقة جبالة.
- أنجز معجما خاصا باللهجة الجبلية.
- له دراسات منشورة في الصحف والمجلات حول الأمثال الشعبية الجبلية (منطقة بني عروس).
- تندرج مجمل أبحاثه ودراساته في اللسانيات التاريخية والأنطربولوجيا الثقافية في سياق مشروع بحثي من عدة حلقات تحت عنوان "سلسلة جبالة حضارة وعلم وجهاد".
- أصدر العديد من الكتب، من أهمها وأشهرها:
1 - "فصل في اللسانيات التاريخية: الأصول العربية الفصيحة للهجات قبائل جبالة بالشمال المغربي في ضوء علمي التأثيل والدلالة بني عروس نموذجا" سنة 2014.
2 - "الأصول العربية الفصيحة للأمازيغية / دراسة نقدية لمعاجم محمد شفيق" سنة 2018.
- اعتبر كثير من الباحثين أن كتابه "الأصول العربية الفصيحة للهجات قبائل جبالة" هو دراسة أكاديمية الأولى من نوعها في المغرب والوطن العربي في موضوع اللهجات.

بقلم حسن بيريش

بقلم محمد أبو بكر

[ لا تكذبى ] 
------------
لاتكذبى فقد رأيتُ خداعكْ  
--------
تبتسمين لهُ ونسيتى أنى أمامكْ 
--------
تنظُرين لهُ بعينٍ كنتُ أعْشقُها  
تهمسين لهُ ويهمسُ فى أذانكْ  
--------
تُعانقُ أنامِلك يديه وأنا اُعانقُ ألامِكْ  
--------
تذبحين قلبى بابتسامتك له فينذفُ منه ُدِمائكْ  
--------
وبكتْ عينى عِندما رأيتهُ فى أحضانكْ  
-----
خائنةً أنتِ كاذبةً أنتِ وأمثالكْ  
--------
ليتنىِ مارأيتُ فيكِ أحلامى //   ليتنى مارأيت فيكِ أمالى  
ليت يدى قُطعت أوتارُها //قبل أن تُمد لسلامكْ  
--------
لن تهنئىِ بحبٍ تصنعيهِ على ألامىِ  
لن تسعدى بكذبٍ أبكيتِ به خاطرى وأيامى  
كلُ ما فيكِ كذب حتى شهيقُ أنفاسكْ  
-------
لو تعلمين كم أنتِ فى عيون الدهرصغيره  
لو تعلمين كم أنتِ فى عينى حقيره  
ليتنى ما قرأتُ أشعارك  
--------
حديثك إلىّ كنتِ بعينيكِ لعينى تُرسليه  
ودموعُ التماسيح توارين ورائها أهوالكْ  
--------
أسفٌ أنا يا نفسى على حُبِهاَ  
أسفٌ أنا يا قلبى على عِشقِها  
أسفٌ أنا ياليلى أنى معك ذكرتُها  
أسفٌ أنا يا بدر السماء أنى رأيتُ 
فيها أنواركْ  
--------
ضاعت سنين عمرى فى حبٍ كان خداع  
وكانت مُقلتى تُمطر دموع حزنٍ مع كل وداع  
أرى فيه أحزانكْ  
--------
كُنتُ أنا والاحلامُ فى سباقٍ وصراعْ  
وأَبْنىِ بيتناً بشغفٍ لعشقٍ ضاع   
وذبحتيهِ تحت أقدامكْ  
--------
فاذهبى مع من إخترتيهِ // وكما فعلتِ بقلبى سوف تفعلى بِيه  00
سترفعيهِ إلى السماءِ ثم إلى الارض تدفنيه // فهكذا هى أهوائكْ  )

--------
وإيْاكِ الىّ أن تعودى // أوتُذكِْرينى بِعُهودى  //
أو تبكِى لتهدمى صُمودى//  لفراقكْ  )
--------
فلا والذى أخرجنى من خداعكْ  
--------
 لن  تَرينى حتى فى أحلامكْ  
--------
وسوف اُبعثرُ فى مكانٍ سحيقٍ شِعْرِى
الذى كتبتهُ باقلامِكْ  

بقلم محمد ابو بكر
------

بقلم محمد زغلال

. *** مدرســــة ُبلقيـــــس َ***.... الجزء الاول ...
....
بلقيسُ جعلتني أتوهّم أني أكتب شعرا 
أرْوي أحاسيسَها هديلا من فتنةِ التجويدِ 
جعلتني أخسرُ الحربَ على نفسي 
أُكسرُ زجاج القلبِ 
وقدْ عوّدتها على النومِ فوق أهذابِ القصيد ِ
علمتني أنْ أعجنَ الشعر من دمعٍ وماء وردٍ 
وأنقيَ العشق كفنان من عيوبِ التجريدِ 
علمتني أن النساءَ في خلوتهنّ عنادلُ 
ما إن تغلغل همسُ ذكر في قلوبهنّ 
حتى توقفت حناجرُهن عن التغريد ِ
..2..
بلقيسُ أذابت بسخاءٍ 
قطعَ الشمع فوق فؤادي 
وغرزتْ شوكَ الشوق بين أضلعي 
من طلح وعناقيدَ 
وكانت تهربُ كل ليلةٍ من ثابوتها 
تتمددُ بجوف الحوتِ 
كيْ تحكيَ للبحر عن فكري المتقدِ 
كلما دخلتْ حدائقَ شعرٍ 
أفرزتْ من ملح البحر عطرا 
أزاحَ عن وجهِ الفراشات آثار التجاعيدِ 
..3..
كانتْ بلقيسُ تعلمني الحكمة 
تجعلني أمضي في جرحها 
مستوْطنا بلاغة التوحيدِ .
.. هذا جزء من قصيدتي ( مدرسة بلقيس ) 
وهي نفس العنوان لديواني الثاني المرتقب .

محمد زغلال محمد 
01_5_2019
المغرب

بقلم الآديب محمد أديب السلاوي و الصور بعدسة احمد الرنكة

من الذاكرة ... المركز الثقافي الفرنسي بالقنيطرة
يحتفل بخمس وأربعين سنة من إبداعات الفنان الحروفي محمد البوكيلي



استضاف المركز الثقافي الفرنسي بالقنيطرة، يوم أمس الثلاثاء 17 يناير2017 احتفالية تشكيلية جد متميزة، بمناسبة مرور خمس وأربعين سنة على ميلاد التجربة الإبداعية للفنان الحروفي محمد البوكيلي، بحضور وازن لنخبة من الفنانين والكتاب والنقاد المغاربة والأجانب، الذين جاؤوا للاطلاع على نماذج من الأعمال الفنية التي تلخص حوالي نصف قرن من الاجتهاد الإبداعي، لرائد كبير من رواد الحركة التشكيلية المغربية الحديثة.
وإن القراءة التحليلية لأعمال الفنان محمد البوكيلي في هذا المعرض تقودنا حتما إلى بنية ثقافية ذات دلالات جمالية مجردة. وهي بنية وثيقة الصلة بالفن التشكيلي كفعالية فنية حضارية إسلامية عربية.
إن تطابق العناصر الفنية النماذج المعروضة من خلال نزعتها الانتقائية "للقضايا" والموضوعات المعروضة تعطي الانطباع أن الفنان البوكيلي يسعى إلى طرح مسالة الحداثة بشكل مغاير، ومن خلال "دستور" ذلك الواقع.

إن الحداثة هنا لا تلغي الأصالة، وكل إبداع يلعب دوره الطبيعي في التطور العقلي للمتلقي، وفي إغناء عالمه الجمالي، على أساس من تراث الماضي، هو حداثة، بل تراث مستقبلي، ذلك لأن الأفكار وتصورات المشاعر والآراء، وكذلك نمط التفكير والنظرة الصحيحة إلى العالم والإنسان هي أركان الحداثة التي تقوم عليها تجربة هذا الفنان ومسيرته الإبداعية التي تمتد إلى حوالي نصف قرن من الزمن.
إن أهمية لوحاته الحروفية في الموقف الحداثي، ليست مرحلية، أو مؤقتة، بل تمتد إلى عمق التراث الماضي والى عمق التراث الحاضر، ترتبط بعصرها القديم وبعصرها الحديث بأكثر من صلة.
السؤال الذي تطرحه "حداثة" لوحات هذا الفنان الحروفية هو : هل تتوازى اللوحة التشكيلية الأخرى...؟...وكيف.؟
نعتقد أن فهم مشكلات فن من الفنون غالبا ما تغنينا عن تجنب سوء الفهم، وسوء التقييم، ذلك لأن الفهم السليم لمكان الإشارة أو الفكر في الشعر كما في التشكيل والموسيقى. هو ما يوضح للمتلقي النبيه والمدرك، مكان تمثل الأشياء في التصوير، كما أن النظرة الساذجة للمسألة الأولى وهو ما قد يؤدي إلى الأخطاء الجسيمة.

على نفس المنوال نقول : إن نظرة البعض لتعامل الفنان البوكيلي مع "الحداثة" الفنية بالقرآن،"موضوعا" و"تشكيلا"،و"إبداعا" قد تحيل لوحات معرض سورة "الرحمن" الذي يعتبر مدخلا هاما لتجربته الرائدة، إلى مجرد تذوق حسي للآيات المرسومة على إيقاعات المفسرين، وإنها قد تكون في نظرهم، عودة متطرفة إلى الماضي، / ضد الحداثة على أن أول شرط في تحليل هذه الظاهرة هو وضع الأشياء في مكانها. إن الأمر يتعلق بفن بصري حداثي حتى النخاع، لقد أجاد الفنان البوكيلي استخدام لغته وأدواته وتوظيفها في إشاعة الآثار الانفعالية للكلمات والمعاني والدلالات، وفي استقطاب العين المتلقية، وهو ما أعطى للخطاب الروحاني سيطرته على الفضاء وعلى المتلقي في نفس الآن.
إن اللونين الأبيض والأسود في معرضه هو "الليل والنهار" كانا العلة والعامل المسيطر على الاستجابة الانفعالية في أعمال هذا المعرض، وذلك يعني أن اللوحة الحروفية عند هذا الفنان، ليست بالضرورة تركيبا جماليا ثابتا، وإنما تتضمن عناصر حركية على أنحاء مختلفة لا تقل عما توحي به الكلمات المتعانقة مع الأشكال الهندسية البصرية على أرضيتها.
إن ملامسة تجربة الفنان محمد البوكيلي الحروفية من داخلها، يجعل إدراك التاريخ لن يتم إلا في أعماقه السحيقة فتلك التجربة ليست سوى حلم متواصل بين صدى التوهج والذبول.
كيف للفنان أن يمتلك هويته ؟
كيف له أن يلم شتات الذات الموروثة عن عصور وعصور وظواهر و ظواهر كيف يصل إلى بدء عصره وحضارته... ؟
ألا يبدو الفنان التشكيلي، وهو يستقرئ الحرف، أنه يعيد كل اللغات المقدسة إلى جذورها وانه يمت بألف صلة إلى الماضي / الحاضر / الماضي / المستقبل ؟.
إن الارتباكات والتوترات والقلق والسوداوية والتشاؤم، التي تمر في حياة المبدع، ليست اكتظاظا مجانيا، وليست تناسقا منتظما، ولكنها "الوعاء" / "الاقتدار"، الذي يمنح الأشياء فرصة التمدد والمغامرة والنجاح، هي وجدان المبدع المتفتح باستمرار على البحث / التغيير / والإبداع.
الفنان البوكيلي من خلال رحلة العمل الفني التي احتفل بها المركز الثقافي الفرنسي بالقنيطرة، كان وما يزال ينهكه شيء غامض، يبحث عنه، هل هو "الهوية" / التجذر في الزمن / المعاصرة / التحديث ؟ يدرك ما يقف خلف فنه من رؤى وتمايزات، يرتد إلى الجمال، إلى التاريخ، إلى اللحظة التي انحسر فيها الطوفان، ويكتشف أن الحياة كالفن، آتية من مكان بعيد، مكتظة بالصفات والملامح، ولكن شمسا قديمة تلعب في الوجدان، ولهيبها يتجدد مع كل دقة قلب، وكأنها ما تزال لم تبدأ بعد.

بقلم الآديب محمد أديب السلاوي